تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٥

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وقال أبو الزبير المكّي : لما مات ابن عباس جاء طائر أبيض فدخل في أكفانه (١).

وروى عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير نحوه ، وزاد : فما رؤي بعد.

توفّي سنة ثمان وستين. قاله غير واحد ، وله نيّف وسبعون سنة.

روى الواقديّ أنّ ابن عباس عاش إحدى وسبعين سنة ، وقيل : اثنتين وسبعين سنة (٢).

وقال إسماعيل بن أبي خالد ، عن شعيب بن يسار قال : لما أدرج ابن عباس في كفنه دخل فيه طائر أبيض ، فما رئي حتى الساعة.

عفّان : ثنا حمّاد بن سلمة ، أنا يعلى بن عطاء ، عن بجير [بن] (٣) أبي عبيد ، أنّ ابن عباس مات بالطّائف ، فلما أخرج بنعشه ، جاء طائر عظيم أبيض من قبل وجّ (٤) حتى خالط أكفانه ، فلم يدر أين ذهب ، رضي‌الله‌عنه.

٥٥ ـ عبد الله بن عمرو بن العاص (٥)

ابن وائل بن هاشم ، أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الرحمن ، القرشي

__________________

(١) أنساب الأشراف ٣ / ٥٤ ، المستدرك ٣ / ٥٤٣ وكانوا يرون أن الطائر هو علمه.

(٢) المنتخب من ذيل المذيّل ٥٢٤ و ٥٢٥.

(٣) ساقطة من طبعة القدسي ٣٧.

(٤) وجّ : بالفتح ثم التشديد. الوجّ هو يوم الطائف. وسمّيت وجّا بوج بن عبد الحق من العمالقة ، وقيل من خزاعة. (معجم البلدان ٥ / ٣٦١).

(٥) انظر عن (عبد الله بن عمرو بن العاص) في : طبقات ابن سعد ٢ / ٣٧٣ و ٤ / ٢٦١ ـ ٢٦٨ و ٧ / ٤٩٤ ، ونسب قريش ٤١١ ، والمحبّر ٢٩٣ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٣٢٢ ، ٣٢٣ ، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ١ / ١٣١ ، و ٢ / ٢٣٠ و ٤ / ١٣٦ و ٢٨٩ ، والبرصان والعرجان ٣٧ و ١٥٤ و ٢٨٦ و ٣٤٤ ، وعيون الأخبار ٢ / ٩٥ و ٣ / ٢١ و ٢٣ ، والمعارف ٢٨٦ و ٢٨٧ و ٥٩٢ ، وتاريخ خليفة ١٥٩ و ١٩٥ و ٢١٨ ، وطبقات خليفة ٢٦ و ١٣٩ و ٢٩٩ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٥ رقم ٦ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٥١ ، والمغازي للواقدي ٢٠٣ و ٣١٣ و ٨٥٠ و ١٠٢١ و ١٠٤٢ و ١١١٤ ، ومسند أحمد ٢ / ١٥٨ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٠ رقم ٩ ، وأنساب الأشراف ١ / ١٦٨ و ١٦٩ و ٣١٣ ، و ٣ / ٥ ، =

١٦١

السّهميّ من نجباء الصحابة وعلمائهم.

كتب عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم الكثير ، وروى أيضا عن : أبيه ، وأبي بكر ، وعمر.

روى عنه : حفيده شعيب بن محمد بن عبد الله ، وسعيد بن المسيّب وعروة ، وطاوس ، وأبو سلمة ومجاهد ، وعكرمة ، وجبير بن نفير ، وعطاء ،

__________________

= وق ٤ ج ١ / ٦٠ و ٦٣ و ٩٥ و ١٢٦ و ١٢٧ و ٤٩٣ ، وفتوح البلدان ٦٥ و ١٦٥ و ١٦٦ و ٢٤٩ و ٢٦٤ و ٢٦٧ ، وأخبار القضاة ٣ / ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، والأخبار الطوال ١٥٧ و ١٧٢ و ١٩٦ ، وتاريخ الطبري ١ / ٧٦ و ١٤٢ و ٢٦٢ و ٤٠١ و ٢ / ٣٣٢ و ٣٣٣ و ٥٠١ و ٣ / ٨٦ و ٩٢ و ١٨٨ و ٤ / ١٠٩ و ١٤٤ و ٢٧٠ و ٣٥٧ و ٥٥٨ و ٥٦٠ و ٥٦٣ و ٥ / ٤١ و ١٦٦ و ١٨١ و ٢٢٩ و ٣٣٥ و ٣٨٧ و ٤٧٦ ، والعقد الفريد ٢ / ٢١٧ و ٣٧٥ و ٣٧٦ و ٤ / ٣٤١ ، والجرح والتعديل ٥ / ١١٦ رقم ٥٢٩ ، ومشاهير علماء الأمصار ٥٥ رقم ٣٧٧ ، وحلية الأولياء ١ / ٢٨٣ ـ ٢٩٢ رقم ٤٣ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٧٠ رقم ٨٥٧ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٢١٠ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٦٧٧ و ١٧٠٥ و ١٨١٦ ، وجمهرة أنساب العرب ١٦٣ ، وثمار القلوب ٨٨ ، والزيارات ٥١ ، والاستيعاب ٢ / ٣٤٦ ـ ٣٤٩ ، والمستدرك ٣ / ٥٢٦ ـ ٥٢٨ ، وطبقات الفقهاء ٥٠ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٩٩ ، وتاريخ دمشق (مصوّرة المجمع العلمي عن نسخة موسكو) ٢٠٥ ـ ٢٧٢ ، وصفة الصفوة ١ / ٢٧٠ ـ ٢٧٣ ، وتلقيح فهوم أهل الأثر ٣٦٣ ، وأسد الغابة ٣ / ٢٣٣ ـ ٢٣٥ ، والكامل في التاريخ ٢ / ٧٨ و ١٣٦ و ٣ / ١٠٩ و ١٦٣ و ٢٧٤ و ٢٧٥ و ٢٧٩ و ٣١١ و ٤١٣ و ٤٥٥ و ٤ / ٢١٠ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٢٦٥ و ٧ / ٢١٥ ، والزاهر للأنباري ١ / ٥٢٢ و ٥٥٦ ، والحلّة السيراء لابن الأبّار ١ / ١٧ ـ ٢٠ رقم ٢ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٨١ ، ٢٨٢ رقم ٢٤٢ ، والزهد لابن المبارك ٤٦ و ١٣٠ و ٢ / ٢١٢ و ٢٤٥ و ٢٦٧ و ٢٨١ و ٤٢٦ و ٤٨٨ و ٥٢٢ و ٥٥٨ و ٥٦١ وانظر فهرس الأعلام أيضا (ن) ، وتهذيب الكمال ٧١٦ ، وتحفة الأشراف ٦ / ٢٧٨ ـ ٤٠٠ رقم ٣١٠ ، وتاريخ العظيمي ٧٧ ـ ١٧٩ ، والبدء والتاريخ ٥ / ١٠٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٤ ، ودول الإسلام ١ / ٥٠ ، وتاريخ الإسلام (المغازي) ٢١ و ٥٩٦ ، و (السيرة) ٥٤٥ ، (وعهد الخلفاء الراشدين) ٥٧ و ٣٦٧ و ٣٨٥ و ٤٠٦ و ٤٧٩ و ٥٧٨ ، والعبر ١ / ٧٢ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٧٩ ـ ٩٤ رقم ١٧ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٩ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٢٦ ـ ٥٢٨ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤١ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ ، والوفيات لابن قنفذ ٧٥ رقم ٦٥ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٣٨٠ ـ ٣٨٢ رقم ٣١١ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٣٥٤ ، والعقد الثمين ٥ / ٢٢٣ ، وغاية النهاية ١ / ٤٣٩ رقم ١٨٣٥ ، والإصابة ٢ / ٣٥١ ، ٣٥٢ رقم ٤٨٤٧ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٢٧ ، ٣٢٨ رقم ٥٧٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٣٦ رقم ٥٠٢ ، والنكت الظراف ٦ / ٢٧٨ ـ ٣٩٩ ، والكاشف ٢ / ١٠١ رقم ٢٩١٣ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢١٥ رقم ١٦١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٧٦ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٣ ، وطبقات الحفاظ ١١٨ رقم ١٩ ، والنجوم الزاهرة ١ / ١٧١.

١٦٢

وابن أبي مليكة ، وأبو عبد الرحمن الحبلي (١) ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وحميد بن عبد الرحمن ، وسالم بن أبي الجعد ، ووهب بن منبّه ، وخلق سواهم.

وأسلم قبل أبيه ، ولم يكن أصغر من أبيه إلّا باثنتي عشرة سنة ، وقيل : بإحدى عشرة سنة. وكان واسع العلم ، مجتهدا في العبادة ، عاقلا يلوم أباه على القيام مع معاوية بأدب وتؤدة.

قال قتادة : كان رجلا سمينا.

وقال عليّ بن زيد بن جدعان (٢) ، عن العريان (٣) بن الهيثم قال : وفدت مع أبي إلى يزيد ، فجاء رجل طوال ، أحمر ، عظيم البطن ، فقلت : من ذا؟ قيل : عبد الله بن عمرو (٤).

وقال ابن أبي مليكة : قال طلحة بن عبيد الله : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «نعم أهل البيت : عبد الله ، وأبو عبد الله ، وأمّ عبد الله» (٥).

وروي نحوه من حديث ابن لهيعة ، عن مشرح ، عن عقبة بن عامر.

وقال ابن جريج : سمعت ابن أبي مليكة يحدّث ، عن يحيى بن حكيم بن صفوان ، عن عبد الله بن عمرو قال : جمعت القرآن فقرأته كلّه في ليلة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقرأه في شهر» ، قلت : يا رسول الله دعني أستمتع من قوّتي وشبابي ، فأبى (٦).

__________________

(١) مهمل في الأصل.

(٢) في الأصل «جذعان».

(٣) مهمل في الأصل.

(٤) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٦٥ و ٢٦٦ و ٧ / ٤٩٥ ، تاريخ دمشق (مصوّرة المجمع) ٢١٩.

(٥) أخرجه أحمد في المسند ١ / ١٦١ من طريق : وكيع ، حدثنا نافع بن عمر ، وعبد الجبار بن الورد ، بهذا الإسناد ، ورجاله ثقات ، لكنه منقطع ، لأن ابن أبي مليكة لم يدرك طلحة ، وأخرجه الترمذي (٣٨٤٥) مختصرا ، وذكره ابن عساكر ٢٢٠.

(٦) أخرجه البخاري في فضائل القرآن ٩ / ٨٤ ، ومسلم (١١٥٩ / ١٨٤) من طريق أبي سلمة ، عن عبد الله بن عمرو رضي‌الله‌عنه قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقرأ القرآن في كل شهر» قال : قلت : إني أجد قوّة ، قال : «فاقرأه في عشرين ليلة» ، قال : قلت : إني أجد قوّة ، قال : «فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك».

١٦٣

وقال أحمد في : «مسندة» : ثنا قتيبة ، ثنا ابن لهيعة ، عن واهب بن عبد الله المعافري (١) ، عن عبد الله بن عمرو قال : رأيت كأنّ في أحد إصبعيّ سمنا ، وفي الأخرى عسلا ، وأنا ألعقهما ، فلما أصبحت ذكرت ذلك للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «تقرأ الكتابين : التوراة والفرقان» ، فكان يقرأهما (٢).

وعن شفيّ (٣) ، عن عبد الله قال : حفظت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ألف مثل (٤).

وقال أبو قبيل : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نكتب ما يقول (٥).

وقال ابن إسحاق وغيره : عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه ، قلت : يا رسول الله أكتب ما أسمع منك في الرضا والغضب؟ قال : «نعم ، فإنّي لا أقول إلّا حقّا» (٦).

وقال أبو هريرة : لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكثر حديثا منّي ، إلّا ما كان من عبد الله بن عمرو ، فإنّه كان يكتب ، وكنت لا أكتب (٧).

وقال إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ، عن مجاهد قال : دخلت على عبد الله بن عمرو ، فتناولت صحيفة تحت رأسه ، فتمنّع عليّ ، فقلت : تمنعني شيئا من كتبك! فقال : إنّ هذه الصحيفة الصادقة التي سمعتها من

__________________

(١) في الأصل «الغافري» ، والتصحيح من الخلاصة.

(٢) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٢٢٢ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٢٨٦ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق (المصوّر) ٢٢٨.

(٣) بفاء ، مصغّرا ، هو ابن ماتع الأصبحي.

(٤) تاريخ دمشق ٢٣٠.

(٥) تاريخ دمشق ٢٣٠.

(٦) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٢٠٧ و ٢١٥ ، والرامهرمزيّ في المحدّث الفاضل رقم (٣١٦) ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ٨٩ ، وأبو زرعة في تاريخه ١٥١٦ ، والخطيب في تقييد العلم ٧٧ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٣١ ، ٢٣٢ ، والحاكم في المستدرك ١ / ١٠٥ ، ١٠٦ ، والدارميّ ١ / ١٢٥ ، وأبو داود (٣٦٤٦).

(٧) أخرجه البخاري في العلم ١ / ١٨٤ باب كتابة العلم ، والرامهرمزيّ في : المحدّث الفاصل ، رقم ٣٢٨ ، والخطيب في : تقييد العلم ٨٢ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٣٥.

١٦٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ليس بيني وبينه أحد ، فإذا سلم لي كتاب الله ، وسلمت لي هذه الصحيفة والوهط ، لم أبال ما ضيّعت (١) الدنيا (٢).

الوهط : بستانه بالطائف.

وقال عيّاش بن عباس ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو قال : لأن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة ، أحبّ إليّ من أن أكون عاشر عشرة أغنياء ، فإنّ الأكثرين هم الأقلّون يوم القيامة ، إلّا من قال هكذا وهكذا ، يقول : يتصدّق يمينا وشمالا (٣).

وقال شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن أبيه قال : كنت أصنع الكحل لعبد الله بن عمرو ، وكان يطفئ السراج ثم يبكي ، حتى رسعت (٤) عيناه (٥).

وعن عبد الله بن عمرو قال : دخل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيتي فقال : «ألم أخبر أنك تكلّفت قيام الليل وصيام النهار»؟ قلت : إنّي لأفعل. قال : «إنّ من حسبك أن تصوم من كلّ شهر ثلاثة أيام» ، وذكر الحديث (٦).

وقال خليفة (٧) : كان عبد الله على ميمنة معاوية بصفّين ، وقد ولّاه معاوية

__________________

(١) في طبعة القدسي ٣٨ «صنعت».

(٢) اختصره ابن سعد في الطبقات ٢ / ٧٣) و ٤ / ٢٦٢ ، وهو في تاريخ دمشق لابن عساكر ٢٣٦.

(٣) حلية الأولياء ١ / ٢٨٨ ، تاريخ دمشق ٢٤١ ، ٢٤٢.

(٤) في الأصل «راسعت» ، والتصويب من تاج العروس ، حديث قال : رسعت عينه : التصقت أجفانها.

(٥) حلية الأولياء ١ / ٢٩٠ ، تاريخ دمشق ٢٤٣.

(٦)

أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٢٠٠ من طريق : عبد الوهاب بن عطاء. وتمامه : «فالحسنة بعشر أمثالها ، فكأنك قد صمت الدهر كله». قلت : يا رسول الله إني أجد قوّة ، وإني أحبّ أن تزيدني ، فقال : «فخمسة أيام». قلت : إني أجد قوّة. قال : «سبعة أيام». فجعل يستزيده ، ويزيده حتى بلغ النصف. وأن يصوم نصف الدهر : «إنّ لأهلك عليك حقّا ، وإنّ لعبدك عليك حقّا ، وإنّ لضيفك عليك حقّا» فكان بعد ما كبر وأسنّ يقول : ألا كنت قبلت رخصة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحبّ إليّ من أهلي ومالي.

ولهذا الحديث طرق مشهورة ، في الصحيحين وغيرهما.

(٧) في التاريخ ١٩٥.

١٦٥

الكوفة ، ثم عزله بالمغيرة بن شعبة.

وقال أحمد في «مسندة» : ثنا يزيد بن هارون ، ثنا العوّام ، حدّثني أسود بن مسعود ، عن حنظلة بن خويلد قال : بينا أنا عند معاوية ، إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمّار ، كلّ واحد يقول : أنا قتلته ، فقال عبد الله بن عمرو : ليطب أحدكما به نفسا لصاحبه ، فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تقتله الفئة الباغية» فقال معاوية : يا عمرو ألا تردّ عنّا مجنونك ، فما بالك معنا! قال : إنّ أبي شكاني إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال لي «أطع أباك ما دام حيّا» ، فأنا معكم ، ولست أقاتل (١).

وقال ابن أبي مليكة : قال ابن عمرو : ما لي ولصفّين ، ما لي ولقتال المسلمين ، لوددت أنّي متّ قبلها بعشرين سنة ، أما والله على ذلك ما ضربت بسيف ، ولا رميت بسهم ، وذكر أنه كانت الراية بيده (٢).

وقال قتادة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن سليمان بن الربيع قال : انطلقت في رهط من نسّاك أهل البصرة إلى مكة ، فقلنا : لو نظرنا رجلا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيحدّثنا ، فدللنا على عبد الله بن عمرو ، فأتينا منزله ، فإذا قريب من ثلاثمائة راحلة ، فقلنا : على كلّ هؤلاء حجّ عبد الله! قالوا : نعم ، هو ومواليه وأحبّاؤه ، فانطلقنا إلى البيت ، فإذا رجل أبيض الرأس واللحية ، بين بردين قطريّين ، عليه عمامة ، ليس عليه قميص (٣).

رواه حسين المعلّم ، عن ابن بريدة فقال ، عن سليمان بن ربيعة الغنوي.

قال غير واحد : إنه توفّي سنة خمس وستين ، وتوفّي بمصر على الصحيح (٤).

__________________

(١) مسند أحمد ٢ / ١٦٤ ، وتاريخ دمشق ٢٤٨.

(٢) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٦٦ ، تاريخ دمشق ٢٥٧.

(٣) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٦٧.

(٤) كتاب الولاة للكندي ٦٤٥.

١٦٦

وقيل : مات بالطائف. وقيل : مات بمكة. وقيل : مات بالشام.

٥٦ ـ عبد الله بن مسعدة الفزاريّ (١) ويقال : ابن مسعود ، ويدعى صاحب الجيوش ، لأنه كان أميرا على غزو الروم.

قال الطبراني : له صحبة.

وقال الحافظ ابن عساكر : له رؤية ، ونزل دمشق وبعثه يزيد مقدّما على جند دمشق في جملة مسلم بن عقبة إلى الحرّة ، ثم بايع مروان بالجابية.

وقال عبد الرزاق : ثنا ابن جريج ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن مسعدة أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سها في صلاة ، وذكر الحديث.

وقيل : إنّ ابن مسعدة من سبي فزارة ، وهبه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لابنته فاطمة ، فأعتقته.

وقال عبّاد بن عبد الله بن الزبير : كان ابن مسعدة شديدا في قتال ابن الزبير ، فجرحه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ، فما عاد للحرب حتى انصرفوا (٢).

٥٧ ـ عبد الله بن يزيد (٣) ع

ابن زيد بن حصن الأنصاري الأوسي الخطميّ (٤) ، أبو موسى ، شهد

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن مسعدة) في :

تاريخ خليفة ٢٠٩ ، والمغازي للواقدي ٥٦٥ ، وأنساب الأشراف ١ / ٣٤٩ وق ٤ ج ١ / ٣٠٨ و ٣٣٨ و ٣٤٢ و ٣٥١ و ٣٥٢ ، وتاريخ الطبري ٢ / ٦٤٣ و ٥ / ١٣٤ و ١٣٥ و ٢٨٧ و ٣٣٤ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٣٧٦ و ٣٧٧ و ٤٩١ ، وأسد الغابة ٣ / ٣٦٧ ، ٣٦٨ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٦٠٤ رقم ٥١٤ ، والإصابة ٢ / ٣٦٧ ، ٣٦٨ رقم ٤٩٥٢ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٣٣٠ ، والاستيعاب ٢ / ٣٢٧.

(٢) أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٥١.

(٣) انظر عن (عبد الله بن زيد) في :

مسند أحمد ٤ / ٣٠٧ ، وطبقات ابن سعد ٦ / ١٨ ، وتاريخ خليفة ١٢٥ و ٢٥٩ ، والمعارف ٤٢٢ و ٤٥٠ ، والتاريخ الكبير ٥ / ١٢ ، ١٣ رقم ٢١ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢١٦ و ٢١٧ =

(٤) في الأصل «الحطمي» ، والتصحيح من : اللباب ١ / ٣٧٩.

١٦٧

الحديبيّة وله سبع عشرة سنة.

وروى أحاديث عن : النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن حذيفة ، وزيد بن ثابت.

روى عنه : ابن بنته عديّ بن ثابت ، والشعبيّ ومحارب بن دثار ، وأبو إسحاق السبيعي ، وآخرون.

وكان من نبلاء الصحابة ، كان الشعبي كاتبه وشهد أبوه يزيد أحدا ، ومات قبل الفتح ، وشهد أبو موسى مع عليّ صفّين والنّهروان ، وولي إمرة الكوفة لابن الزبير ، فاستكتب الشعبيّ ، وذلك في سنة خمس وستّين ، ثم صرف بعبد الله بن مطيع.

مسعر ، عن ثابت بن عبيد قال : رأيت على عبد الله بن يزيد خاتما من ذهب ، وطيلسانا مدبّجا (١).

الواقدي : ثنا جحّاف بن عبد الرحمن ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، أنّ الفيل لما برك على أبي عبيد يوم الجسر فقتله ، هرب الناس ، فسبقهم عبد الله بن يزيد الخطميّ فقطع الجسر وقال : قاتلوا عن أميركم ، ثم قدم عبد الله بن يزيد فأسرع السير ، وأخبر عمر خبرهم.

__________________

= و ٢٦١ و ٢٦٢ و ٣٤٨ ، و ٢ / ٣٦٠ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٨٣ رقم ٩١٠ ، والثقات لابن حبان ٣ / ٢٢٥ ، ومشاهير علماء الأمصار ٤٥ رقم ٢٧٩ ، والجرح والتعديل ٥ / ١٩٧ رقم ٩١٦ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٣٣٨ ، والمحبّر ٣٧٩ ، وتاريخ الطبري ٣ / ١٥٨ و ٥ / ٥٢٩ و ٥٦٠ و ٥٦١ و ٥٦٣ و ٥٨٠ و ٥٨٢ و ٥٨٦ و ٥٨٧ و ٥٩١ و ٦٠٦ و ٦٢٢ و ٦ / ٨ ـ ١٠ و ٣٤ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٥٣ و ٤٠٠ ، والاستيعاب ٢ / ٣٩١ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١٤٤ و ١٦٣ و ١٦٤ و ١٧٢ و ١٧٤ و ١٧٧ ـ ١٧٩ و ٢١١ و ٢١٢ ، وأسد الغابة ٣ / ٢٧٤ ، وتهذيب الكمال ٧٥٥ ، وتحفة الأشراف ٧ / ١٨٤ ـ ١٨٦ رقم ٣٢٣ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٧ رقم ٣١١ ، والكاشف ٢ / ١٢٧ رقم ٣٠٩٤ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٦٧٧ ، ٦٧٨ رقم ٥٧٣ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٣٤ ، والنكت الظراف ٧ / ١٨٥ ، والإصابة ٢ / ٣٨٢ ، ٣٨٣ رقم ٥٠٣٣ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٧٨ ، ٧٩ رقم ١٥٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٦١ رقم ٧٤٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٨٥ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٩٧ ، ١٩٨ رقم ٤٠ ، وجامع التحصيل ٢٦٥ رقم ٤٠٥.

(١) المدبّج هو الّذي زيّنت أطرافه بالديباج. والخبر في فتح الباري ١٠ / ٢٦٧ ونسبه إلى ابن أبي شيبة.

١٦٨

٥٨ ـ عبد الله بن أبي أحمد (١)

ابن جحش بن رباب الأسدي ، اسم أبيه عبد.

أدرك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وحدّث عن : أبيه ، وعليّ ، وكعب الأحبار ، وغيرهم.

روى عنه : سعيد بن عبد الرحمن ، وحسين بن السائب ، وعبد الله بن الأشجّ.

ووفد على معاوية ، وكان سمحا جوادا ، وكان أبوه من المهاجرين.

قال الزبير بن بكّار : حدّثني محمد بن الحسن ، عن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز ، عن أبيه قال : قال عبد الله بن أبي أحمد : قدمت من عند معاوية بثلاثمائة ألف دينار ، فأقمت سنة ، وحاسبت قوّامي فوجدتني قد أنفقت مائة ألف دينار ، ليس بيدي منها إلّا رقيق وغنم وقصور ، ففزعت من ذلك ، فلقيت كعب الأحبار ، فذكرت ذلك له ، فقال : أين أنت من النخل.

قلت : هذا حديث منكر ، ويقوّي وهنه أنه يقول فيه : فلقيت كعبا ، وكعب قد مات في خلافة عثمان ، قبل أيام معاوية بسنين.

٥٩ ـ عبد الرحمن بن أزهر الزّهري (٢) ابن عمّ عبد الرحمن بن عوف.

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن أبي أحمد) في :

المحبّر ٦٩ ، وأنساب الأشراف ١ / ٤٣٦ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٤٩ رقم ٧٧٦ ، والجرح والتعديل ٥ / ٥ رقم ٢٤ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ٦٢ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ١٤٣ ، ١٤٤ رقم ٢٤٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٠١ رقم ١٨٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٩٠.

(٢) انظر عن (عبد الرحمن بن أزهر) في :

التاريخ الكبير ٥ / ٢٤٠ رقم ٧٩٢ ، والتاريخ الصغير ٦٥ ، ومشاهير علماء الأمصار ٢٨ رقم ١٤٠ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٠٨ ، ٢٠٩ رقم ٩٨٣ ، والمغازي للواقدي ٩٢٢ ، وطبقات خليفة ٩٦ ، ومسند أحمد ٤ / ٨٨ و ٣٥٠ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١١٨ و ١٤٢ رقم ٤٤٢ و ٦٨٨ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٤٣ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٢٤ ، وأخبار القضاة ١ / ٢١ و ١٢١ و ١٢٢ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٩٤ رقم ٣٤٢ ، والاستيعاب ٢ / ٤٠٦ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٨٣ ، ٢٨٤ و ٣٥٦ و ٣٥٧ و ٣٦٨ و ٤١٤ ، والكاشف ٢ / ١٣٨ رقم ٣١٧٧ ، وتحفة الأشراف ٧ / ١٩٠ ـ ١٩٣ رقم ٣٢٩ ، والنكت الظراف ٧ / ١٩١ ـ ٩٢ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ١٣٥ ، ١٣٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٧٢ رقم ٨٦٣ ، =

١٦٩

وله صحبة ورواية ، وشهد حنينا.

روى عنه : ابناه عبد الله ، وعبد الحميد ، وطلحة بن عبد الله بن عوف ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، ومحمد بن إبراهيم التّيميّ.

وأمّه من بني عبد مناف ، وهو مقلّ من الرواية ، له أربعة أحاديث.

٦٠ ـ عبد الرحمن بن الأسود (١) خ د ق

ابن عبد يغوث بن وهب ، أبو محمد القرشيّ الزّهري المدني.

روى عن : أبي بكر ، وعمر ، وأبيّ بن كعب.

روى عنه : عبيد الله بن عديّ بن الخيار ، ومروان بن الحكم ـ وهما من طبقته ـ وأبو سلمة بن عبد الرحمن.

وكان من أشراف قريش. قيل : إنه شهد فتح دمشق ، وأنّه ممّن عيّن في حكومة الحكمين ، فقالوا : ليس له ولا لأبيه هجرة ، وكان ذا منزلة من عائشة ، وأبوه ممّن نزل فيه (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (٢).

قال أحمد العجليّ (٣) : هو ثقة من كبار التابعين.

وقال أبو صالح كاتب اللّيث : ثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبيه

__________________

= والإصابة ٢ / ٣٨٩ ، ٣٩٠ رقم ٥٠٧٨ ، والمستدرك ٣ / ٤٣١ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٤٣١ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٧٧٣ ، ٧٧٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٢٤ ، والمنتخب من ذيل المذيل ٥٥٧ ، ونسب قريش ٢٧٤.

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن الأسود) في :

المحبّر ٦٤ و ٦٩ ، وطبقات خليفة ٢٣٣ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٨٨ رقم ٩٣١ ، والثقات لابن حبان ٣ / ٢٥٨ و ٥ / ٧٦ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٣٦٣ ـ ٣٦٥ و ٥ / ٣٤٤ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٦ و ٩٠ و ٢٥٩ و ٥٥٤ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٦٩ ، ٣٧٠ و ٤٠٣ و ٢ / ٥٦٠ و ٦٥٩ و ٦٨٥ و ٣ / ٧٣ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٧٧٤ ، ٧٧٥ ، وتحفة الأشراف ٧ / ١٩٣ رقم ٣٢٧ ، والاستيعاب ٢ / ٤٢٧ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٠٩ رقم ٩٨٧ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ٧ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٢٥٣ ، ٢٥٤ رقم ٨١٦ ، والكاشف ٢ / ١٣٩ رقم ٣١٨٠ ، وجامع التحصيل ٢٦٩ رقم ٤٢١ ، والإصابة ٢ / ٣٩٠ ، ٣٩١ رقم ٥٠٨١ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ١٣٩ ، ١٤٠ رقم ٢٨٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٧٢ رقم ٨٦٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٢٤.

(٢) سورة الحجر ـ الآية ٩٥.

(٣) في تاريخ الثقات ٢٨٨.

١٧٠

قال : لما حصر عثمان ، اطّلع من فوق داره ، فذكر لهم أنّه يستعمل عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث (١) على العراق ، فبلغ ذلك عبد الرحمن ، فقال : والله لركعتين أركعهما أحبّ إليّ من إمرة العراق.

٦١ ـ عبد الرحمن بن حاطب (٢) بن أبي بلتعة بن عمرو ، وأبو يحيى اللّخمي.

رأى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عن : أبي عبيدة بن الجرّاح ، وعمر ، وعثمان ، ووالده.

روى عنه : ابنه يحيى ، وعروة بن الزبير.

وكان فقيها ثقة. ذكره ابن سعد وغيره.

توفّي سنة ثمان وستين.

٦٢ ـ عبد الرحمن بن حسّان (٣)

ابن ثابت بن المنذر بن حرام ، أبو محمد ، ويقال : أبو سعد الأنصاري

__________________

(١) في طبعة القدسي ٤١ «يعقوب».

(٢) انظر عن (عبد الرحمن بن حاطب) في :

طبقات خليفة ٢٣٣ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٩٠ رقم ٩٤٤ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٣٦٦ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤١٠ ، ٤١١ و ٣ / ٣٢٩ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ٦٤ ، والمعارف ٣١٨ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٢٧١ رقم ٨٧٦ ، ومشاهير علماء الأمصار ٨٤ رقم ٦٠٩ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٢٢ رقم ١٠٥٠ ، والاستيعاب ٢ / ٤٢٧ ، والكاشف ٢ / ١٤٣ رقم ٣٢١١ ، وجامع التحصيل ٢٦٩ رقم ٤٢٥ ، والإصابة ٢ / ٣٩٤ رقم ٥١٠٣ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ١٥٨ ، ١٥٩ رقم ٣٢١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٧٦ رقم ٩٠٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٢٥ ، وتهذيب الكمال ٧٨٢.

(٣) انظر عن (عبد الرحمن بن حسّان) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ٢٦٦ ، والمحبّر ٧٦ و ٨٩ و ١١٠ ، وعيون الأخبار ١ / ٣٢١ و ٢ / ١٩٨ و ٣ / ١٧٢ ، والبرصان والعرجان ٦٩ و ١٥٦ و ٢٧٦ و ٣٥٠ ، وأنساب الأشراف ١ / ٤٥ و ١٥١ و ٤٥٢ وق ٤ ج ١ / ١٧ و ٥٩ و ٢٩٩ ، والعقد الفريد ٤ / ٤٠ و ٥ / ٣٢١ و ٦ / ٦ و ٧ ، والأخبار الموفقيات ٢٢٣ ـ ٢٢٦ و ٢٢٨ و ٢٣٠ ـ ٢٣٥ و ٢٣٨ و ٢٣٩ و ٢٤٣ و ٢٤٥ و ٢٤٦ و ٢٤٩ و ٢٥٠ و ٢٥٢ و ٢٥٣ و ٢٥٦ و ٢٥٨ و ٢٦١ و ٢٦٤ ـ ٢٦٦ و ٢٧٣ و ٢٨٢ ، وسيرة ابن هشام ١ / ١٨٤ و ٣ / ٢٥٢ و ٤ / ١٩٩ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٢٢ رقم ١٠٤٧ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٢٧٠ رقم ٨٧١ ، والمعارف ١٤٣ و ٣١٢ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٣٥ و ٢ / ٤٦٢ ، وتاريخ الطبري ٢ / ٦١٩ و ٣ / ٢٢ و ١٧٢ ، وطبقات خليفة ٢٥١ ، ونسب قريش ٣٢٥ ، والتبيين في أنساب =

١٧١

الخزرجي المدني ، الشاعر المشهور ، ابن شاعر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

يقال : إنّه أدرك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وله رواية عن أبيه.

وأمّه شيرين القبطيّة أخت مارية سريّة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأمّ إبراهيم.

حكى محمد بن كثير ، عن الأوزاعيّ ، أنّ معاوية قال له ابنه يزيد : ألا ترى إلى عبد الرحمن بن حسّان يشبّب بابنتك؟ فقال : وما يقول؟ قال : يقول :

هي زهراء مثل لؤلؤة

الغوّاص ميزت من جوهر مكنون

فقال : صدق ، قال : فإنّه يقول :

فإذا ما نسبتها لم تجدها

في سناء من المكارم دون

قال : صدق ، قال : فإنه يقول :

ثم خاصرتها إلى القبّة الخضراء

راء أمشي في مرمر مسنون (١)

وفيه يقول بعضهم :

فمن للقوافي بعد حسّان وابنه

ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت

 __________________

= القرشيّين ٣١٠ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٤٧ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٤٩٥ ، والزاهر للأنباري ٢ / ٣٨١ ، والكامل في التاريخ ٢ / ١٩٩ و ٢٢٦ و ٥ / ١١٧ ، والشعر والشعراء ٢٢٥ و ٢٢٦ و ٣٩٤ و ٥٢٩ و ٥٤٣ و ٥٨٣ ، ووفيات الأعيان ٥ / ١٩٣ ، والكاشف ٢ / ١٤٤ رقم ٣٢١٨ ، والمغازي (من تاريخ الإسلام) ٢٨٠ ، وتخليص الشواهد ٤١٧ ، ٤١٨ ، والكتاب ١ / ٤٧٥ ، لسيبويه ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ طبعة دار الكاتب العربيّ ١٣٨٨ ه‍. ، وخزانة الأدب ٢ / ١٠٤ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣ ، والدرر اللوامع ـ الشنقيطي ـ طبعة مصر ١٣٢٨ ه‍. ـ ج ٢ / ٣ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ١٦٢ ، ١٦٣ رقم ٣٢٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٧٧ رقم ٩١٢ ، والأغاني ٢١ / ٢٦٩ ، في ترجمة هدبة ، وتزيين الأسواق ٣١٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٢٦ ، وانظر : شعر عبد الرحمن بن حسّان ـ تحقيق د. سامي مكي العاني ـ طبعة بغداد ، والأغاني ١٥ / ١٠٦ ، ١٠٧ و ١٠٩ ـ ١٢١ ، والأمالي للقالي ٢ / ٢٢١ و ٣ / ١٨٨ و ٢١٦ والذيل ٢٣.

(١) الأبيات في الأغاني ١٥ / ١٠٩.

١٧٢

٦٣ ـ عبد الرحمن بن الحكم (١)

ابن أبي العاص بن أميّة ، أبو حرب ، ويقال : أبو الحارث الأموي ، أخو مروان.

شاعر محسن ، شهد يوم الدار مع عثمان رضي‌الله‌عنه.

ومن شعره :

وأكرم ما تكون عليّ نفسي

إذا ما قلّ في الكربات مالي

فتحسن سيرتي ويصون عرضي

ويجمل عند أهل الرأي حالي (٢)

وقد عاش إلى يوم مرج راهط ، فقال ابن الأعرابيّ قال عبد الرحمن بن الحكم :

لحا الله قيسا قيس عيلان إنّها

أضاعت فروج المسلمين وولّت

أترجع كلب قد حمتها رماحها

وتترك قتلى راهط ما أحنت (٣)

 __________________

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن الحكم) في :

الأخبار الموفّقيّات ١٧٩ و ٢٢٧ و ٢٢٨ و ٢٥٠ و ٢٥٨ و ٢٦٢ و ٢٦٤ ، والأغاني ١٣ / ٢٥٩ ـ ٢٦٩ و ١١١ ـ ١٢١ ، ووفيات الأعيان ٦ / ٣٥٩ ، وجمهرة أنساب العرب ٨٧ و ١١٠ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٣٨٨ ، ومجالس ثعلب ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ طبعة القاهرة ١٩٦٠ ـ ص ٤١١ ، والبصائر والذخائر لأبي حيّان ٧ رقم ٣٢٥ ، ومحاضرات الأدباء للراغب ١ / ٣٧ ، والمحاسن والمساوئ للبيهقي ٤٣٢ ، وربيع الأبرار ١ / ٥٠٣ و ٤ / ٤٩ و ٢٥٣ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٧٧٦ و ١٧٨٣ و ١٩٦٢ و ١٩٦٦ ، والحيوان ١ / ١٤٦ ، ونسب قريش ١٥٩ ، والبيان والتبيين ٣ / ٣٤٨ ، والكامل للمبرّد ١٠٩ و ٢٢٤ و ٢٢٥ و ٤٤٤ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ١٠٧ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٥٣٥ و ٥ / ٣٣٦ و ٥٤٤ ، والعقد الفريد ٢ / ٤٦٩ و ٣ / ٦١ و ٨٣ و ٤ / ٤٩٢ و ٤٩٣ و ٥ / ٢٨١ و ٣٢١ و ٣٢٢ و ٦ / ٣٤ و ١٢٥ ، والشعر والشعراء ١ / ٣٩٤ و ٧٣ و ١٩٧ و ٦٠٠ ، ولباب الآداب ٣٨٩ ـ ٣٩١ ، والبرصان والعرجان ٦٩ و ٢٧٦ و ٣٥٠ ، والمحبّر ٣٠٥ ، وتخليص الشواهد ٤٤٠ ، والمقرّب لابن عصفور ١ / ١٢١ ، وشذور الذهب لابن هشام ، بعناية محمد محيي الدين عبد الحميد ـ مصر ١٣٦٥ ه‍. / ١٩٤٦ م. ـ ص ٣٧٥ ، وشرح المفصّل ، لابن يعيش ـ مصر ١٩٢٨ ـ ص ٦ / ٢٧ ، ومعجم بني أمية ٨. ـ ٩٠ رقم ١٧٧ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥٦ و ٦٥ ، وذيل الأمالي ٢٣.

(٢) تاريخ دمشق (نسخة الظاهرية) ٩ / ٤٦٢ أ.

(٣) تاريخ دمشق ٩ / ٤٦٢ أوورد هذا البيت فيه بلفظ :

وتترك قتلى راهط يا أحبّتي

١٧٣

فشاول بقيس في الطعّان ولا تكن

أخاها إذا ما المشرفيّة سلّت (١)

ألا إنّما قيس بن عيلان قلّة (٢)

إذا شربت هذا العصير تغنّت

٦٤ ـ عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب (٣) ن

ابن نفيل بن عبد العزّى العدوي.

أدرك النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وحدّث عن : أبيه ، وعمّه عمر بن الخطّاب.

روى عنه : ابنه عبد الحميد ، وسالم بن عبد الله ، وحسين بن الحارث ، وأبو جناب (٤) الكلبي.

وولي إمرة مكة ليزيد.

قال الزبير : كان عبد الرحمن فيما زعموا من أطول الرجال وأتمّهم ، وكان شبيها بأبيه ، وكان عمر إذا نظر إليه قال :

أخوكم غير أشيب قد أتاكم

بحمد الله عاد له الشباب

وزوّجه عمر بابنته فاطمة ، فولدت له عبد الله.

وقال ابن سعد (٥) : قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وله ستّ سنين ، وجدّه أبو لبابة بن عبد المنذر. وتوفّي أيام عبد الله بن الزبير.

__________________

(١) هذا البيت ليس في تاريخ دمشق.

(٢) في تاريخ دمشق «نملة».

(٣) انظر عن (عبد الرحمن بن زيد) في :

المحبّر ١٠١ ، ونسب قريش ٢٦٣ ، وأنساب الأشراف ١ / ٤٢٨ ، وتاريخ خليفة ٢٥١ ، وطبقات خليفة ٢٣٤ ، وفتوح البلدان ٢٦٧ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٢٨٤ رقم ٩٢٠ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٣٣ رقم ١١٠٦ ، ومشاهير علماء الأمصار ٢١ رقم ٨٨ ، والمعارف ١٨٠ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٨٠٩ ، والاستيعاب ٢ / ٤٢٥ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٧٨٩ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٤ و ١٣٢ و ١٣٣ و ٣١٨ و ٣٢٥ و ٤٩٨ ، وجمهرة أنساب العرب ١٥١ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ٤٩ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٩٦ رقم ٣٤٨ ، ووفيات الأعيان ٥ / ٢٤٧ و ٦ / ٢٧٤ ، والكاشف ٢ / ١٤٦ رقم ٣٢٣٨ ، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) ٥٩ و ٢٦٨ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ١٧٩ ، ١٨٠ رقم ٣٥٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٨٠ رقم ٩٤٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٢٧.

(٤) في الأصل «أبو خباب».

(٥) في الطبقات ٥ / ٥٠.

١٧٤

وقال غيره : ولّاه يزيد مكّة سنة ثلاث وستين.

٦٥ ـ عبد الرحمن بن أبي عميرة (١) ـ ت ـ المزني ، صحابيّ ، له أحاديث ، وقد سكن حمص وتاجر.

روى عنه : خالد بن معدان ، والقاسم أبو عبد الرحمن ، وربيعة بن يزيد القصير.

وبعضهم يقول : هو تابعيّ.

٦٦ ـ عبيد الله بن زياد (٢)

ابن عبيد المعروف أبوه بزياد بن أبيه عند الناس ، وعند بني أميّة بزياد

__________________

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن أبي عميرة) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ٤١٧ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١١٠ رقم ٣٥٥ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٨٧ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٢٤٠ رقم ٧٩١ ، والاستيعاب ٢ / ٤٠٧ ، وتحفة الأشراف ٧ / ٢٠٤ رقم ٣٣٨ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٨٠٨ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٥٣ ، وجامع التحصيل ٢٧٤ رقم ٤٤٨ ، والكاشف ٢ / ١٥٩ رقم ٣٣٢٤ ، والإصابة ٢ / ٤١٤ ، ٤١٥ رقم ٥١٧٧ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٤٣ ، ٢٤٤ رقم ٤٨٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٩٣ رقم ١٠٦٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٣٤.

(٢) انظر عن (عبيد الله بن زياد) في :

الأخبار الطوال ٢٢٥ و ٢٢٧ و ٢٣١ ـ ٢٣٥ و ٢٣٧ ـ ٢٣٩ و ٢٤١ و ٢٤٢ و ٢٥١ و ٢٥٣ و ٢٥٩ و ٢٦٠ و ٢٦٩ و ٢٧٠ و ٢٨١ ـ ٢٨٥ و ٢٩٣ و ٢٩٥ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٣ چ و ٨٤ و ١٠٨ ، والمحبّر ٣٠٣ و ٤٤٣ و ٤٤٧ و ٤٥٥ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٦ و ٢٤٢ ـ ٢٤٥ و ٢٥٧ ـ ٢٥٩ و ٢٦٥ و ٢٦٩ ، والبرصان والعرجان ٧٠ و ٨٢ و ٢٨٥ و ٢٧٩ و ٣٦٣ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٣٨٢ ، ونسب قريش ٤٠ و ٥٨ و ١٢٧ و ١٢٨ و ١٩٦ و ٢٤٤ و ٢٤٥ ، وعيون الأخبار ١ / ٤١ و ٤٥ و ١٤٧ و ١٦٣ و ١٦٥ و ١٦٨ و ٢٢٩ و ٣٣٧ و ٢ / ٤٤ و ٢٥٨ و ٣ / ٢٧٥ و ٤ / ١٩ و ٣٦ و ٩٧ و ٩٨ ، وأنساب الأشراف ٣ / ٢٩٨ ، والعقد الفريد ١ / ١١٧ و ١٤٨ و ١٤٩ و ١٩١ و ٢٣٤ و ٢ / ١٧٥ و ٣٩٩ و ٤٧٧ و ٣ / ٦٠ و ٤ / ٨٣ و ٨٧ و ١٦٣ و ٢٠٧ و ٣٧٩ و ٣٨١ و ٣٨٢ و ٣٩٦ و ٣٩٧ و ٤٠٣ و ٤٠٤ و ٤١٠ و ٤١١ و ٥ / ٧ ، ٨ ، وتاريخ خليفة ٢١ و ١٨٤ و ٢١٩ و ٢٢٢ ـ ٢٢٥ و ٢٢٧ و ٢٣١ و ٢٣٦ و ٢٥١ و ٢٥٦ و ٢٥٨ و ٢٥٩ و ٢٦٢ و ٢٦٣ ، والمعارف ١٨٨ و ٢٠٤ و ٢١٣ و ٢٤٣ و ٢٩٧ و ٢٩٨ و ٣٤٧ و ٣٥١ و ٤٠١ و ٤١٠ و ٤١٦ و ٥٦٣ و ٥٧١ و ٥٨٦ و ٦٢٢ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢١٨ و ٢٢٠ و ٢٦٢ و ٣ / ٢٥ و ٣٢٥ و ٣٢٩ ، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ٣٢٧ ، ٣٢٨ ، وثمار القلوب ٩٢ و ١٦٠ و ٦٤٨ ، وجمهرة أنساب العرب ١١٣ و ٢٢٧ و ٢٢٨ و ٤٠٦ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ١٦١ و ١٧٣ و ١٧٨ ـ ١٨٣ و ١٨٩ و ١٩٨ و ٢١٤ =

١٧٥

ابن أبي سفيان ، فقد ذكرنا أنّ زيادا استلحقه معاوية وجعله أخاه ، ولّى أبو حفص عبيد الله إمرة الكوفة لمعاوية ، ثم ليزيد ، ثمّ ولاه إمرة العراق.

وقد روى عن : سعد بن أبي وقّاص ، وغيره.

قال الفضل بن دكين : ذكروا أنّ عبيد الله بن زياد كان له وقت قتل الحسين ثمان وعشرون سنة.

وقال ابن معين (١) : هو ابن مرجانة وهي أمة.

وعن معاوية أنه كتب إلى زياد : أن أوفد عليّ ابنك عبيد الله ، ففعل ، فما سأله معاوية عن شيء إلّا أنفذه (٢) له ، حتى سأله عن الشعر ، فلم يعرف منه شيئا ، فقال : ما منعك من رواية الشعر؟ قال : كرهت أن أجمع كلام الله وكلام الشيطان في صدري ، فقال : أغرب ، والله لقد وضعت رجلي في الركاب يوم صفّين مرارا ، ما يمنعني من الهزيمة إلّا أبيات ابن الإطنابة (٣) ، حيث يقول :

__________________

= و ٢١٩ و ٢٤١ و ٢٧٨ و ٢٨٣ و ٢٩١ و ٢٩٣ ـ ٢٩٦ و ٢٩٩ و ٣٠٤ و ٣٠٦ و ٣٢٠ و ٣٤٥ و ٣٥٣ و ٣٧٠ و ٣٧٣ ـ ٤٠٥ و ٤٠٩ ـ ٤١٢ و ٤١٨ ـ ٤٢٢ ، وتاريخ العظيمي ١٨٢ و ١٨٤ و ١٨٥ و ١٨٧ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٥٠٢ ـ ٥٠٤ و ٣ / ١٦٥ و ٦ / ٣٤٤ و ٣٤٥ و ٣٤٧ ـ ٣٥٠ و ٣٥٣ و ٣٦٢ و ٧ / ٦٠ و ٦٩ ، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ١٣ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) ٤٨٥ ، وفتوح البلدان ١١٩ و ٣٧٨ و ٤١٢ و ٤٢٨ و ٤٢٩ و ٤٣٣ و ٤٣٦ و ٤٣٩ و ٤٤٠ و ٤٤٤ و ٤٥٥ و ٤٥٧ و ٤٦٣ و ٥٠٧ و ٥١٠ و ٥٣٥ و ٥٧٥ ، والخراج وصناعة الكتابة ٤٠٥ و ٤١٦ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٨٩١ ـ ١٩٠١ و ١٩٥٨ ـ ١٩٦١ وانظر : ١٧٧٩ و ١٨٨٦ و ١٩٠٥ و ١٩١٧ و ١٩٢٠ و ١٩٢١ و ١٩٧٩ و ١٩٨٤ ـ ١٩٨٦ و ٢٠١٥ و ٢٣٠٠ و ٢٧٥٨ و ٢٩٠١ ، والبدء والتاريخ و ٦ / ١٢ ، والزيارات ٧٨ ، وربيع الأبرار ٤ / ٣١٦ و ٢٤١ و ٢٦٧ و ٤٧٦ ، والهفوات النادرة ٨٤ و ٩٦ و ٩٧ و ١١٧ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٤٠٦ و ٤٢٤ و ٢ / ٣٤ و ٢٤٣ و ٢٦٨ و ٣٩٣ و ٤٧٢ و ٤٧٩ و ٤٨٠ ، ونثر الدر ٥ / ١٣ ، والبصائر والذخائر ٤ / ٤٨ رقم ٥٢ ، ومعجم بني أمية ١١٨ ـ ١٢٠ رقم ٢٢٥ ، وتاريخ دمشق (نسخة الظاهرية) ١٠ / ٣٢٨ أ ـ ٣٣٥ ب ، ومرآة الجنان ١ / ١٤٢ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٨٣ ـ ٢٨٧.

(١) في تاريخه ٢ / ٣٨٢.

(٢) كذا ، وفي البداية والنهاية ٨ / ٢٨٣ «إلّا نفذ منه».

(٣) هو : عمرو بن الإطنابة.

١٧٦

أبت لي عفّتي (١) وأبي بلائي

وأخذي الحمد بالثمن الربيح

وإعطائي على الإعدام مالي (٢)

وإقدامي على البطل المشيح (٣)

وقولي كلّما جشأت وجاشت

مكانك (٤) تحمدي أو تستريحي (٥)

وكتب إلى أبيه فروّاه الشعر ، فأسقط عليه منه بعد شيء.

قال أبو رجاء العطارديّ : ولّى معاوية عبيد الله البصرة سنة خمس وخمسين ، فلما ولي يزيد الخلافة ضمّ إليه الكوفة.

وقال خليفة (٦) : وفي سنة ثلاث وخمسين ولّى معاوية عبيد الله بن زياد خراسان ، وفي سنة أربع غزا عبيد الله خراسان وقطع النهر إلى بخارى على

__________________

(١) في الأصل «عقبي».

(٢) في التذكرة الحمدونية :

«وإحشامي على المكروه نفسي».

(٣) في أمالي القالي ، والتذكرة :

«وضربي هامة البطل المشيح».

(٤) في الأمالي : «رويدك».

(٥) الأبيات باختلاف في بعض الألفاظ ، في : الكامل في الأدب للمبرّد ٤ / ٦٨ ، والشعر والشعراء لابن قتيبة ١ / ١٢٦ ، والعقد الفريد ١ / ١٠٤ ، وعيون الأخبار ١ / ١٢٦ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٢٤ ، ووقعة صفّين لابن مزاحم ٤٤٩ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٦٨ ، ولباب الآداب لابن منقذ ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، وديوان الحماسة للبحتري ٩ ، وخزانة الأدب للبغدادي ١ / ٤٢٣ ، وحلية المحاضرة في صناعة الشعر لمحمد بن الحسن الحاتمي ـ تحقيق د. جعفر الكتاني ـ بغداد ١٩٧٩ ـ ج ١ / ٢٩٨ ، ٢٩٩ ، وتهذيب الألفاظ لابن السّكّيت ، نشره الأب لويس شيخو ـ بيروت ١٨٩٥ ـ ص ٤٤٣ ، والأشباه والنظائر (حماسة الخالديين) ـ تحقيق ـ السيد محمد يوسف ـ القاهرة ١٩٥٨ ـ ١٩٦٥ ـ ج ١ / ١٨ ، والحيوان للجاحظ ـ تحقيق ـ عبد السلام هارون ـ القاهرة ١٩٣٨ ـ ١٩٤٥ ـ ج ٦ / ٤٢٥ ، والمقاصد النحوية للعيني (على هامش خزانة الأدب للبغدادي) ٤ / ٤١٥ ، وديوان المعاني ، لأبي هلال العسكري ـ القاهرة ١٣٥٢ ه‍. ـ

ص ١١٤ ، والريحان والريعان لابن خيرة الأندلسي ـ نسخة الفاتح بإسطنبول رقم ٣٩٠٩ ـ ج ١ / ١١٩ ، ونهاية الأرب ٣ / ٢٢٦ ، ومعجم الشعراء للمرزباني ٩ ، ومجالس ثعلب ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ القاهرة ١٩٦٠ ـ ص ٨٣ ، والمجتنى لابن دريد ـ طبعة حيدرآباد ١٣٦٢ ه‍. ـ ص ٤١ ، وبغداد ، لابن أبي طاهر طيفور ـ القاهرة ١٩٤٩ ـ ص ١٣٥ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٦٦ رقم ١٢٤ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٨٣ ، ٢٨٤.

(٦) في تاريخه ٢١٩ و ٢٢٢.

١٧٧

الإبل ، فكان أوّل عربيّ قطع النهر ، فافتتح رامين ونسف وبيكند من عمل بخارى.

وقال أبو عتّاب : ما رأيت رجلا أحسن وجها من عبيد الله بن زياد.

ونقل الخطّابيّ أنّ أمّ عبيد الله ـ يعني مرجانة ـ كانت بنت بعض ملوك فارس.

قال أبو وائل : دخلت على ابن زياد بالبصرة ، فإذا بين يديه تلّ من ورق ، ثلاثة آلاف ألف من خراج أصبهان ، فقال : ما ظنّك برجل يموت ويدع مثل هذا؟ فقلت : فكيف إذا كان غلول! قال : ذاك شرّ على شرّ.

وروى السّريّ بن يحيى ، عن الحسن البصريّ قال : قدم علينا عبيد الله ، أمّره علينا معاوية ، غلاما ، سفيها ، يسفك الدماء سفكا شديدا ، فدخل عليه عبد الله المزنيّ فقال : انته عمّا أراك تصنع ، فإنّ شرّ الرعاء الحطمة ، قال : ما أنت وذاك ، إنّما أنت من حثالة أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له : وهل كان فيهم حثالة ، لا أمّ لك ، بل كانوا أهل بيوتات وشرف ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما من إمام ولا وال بات ليلة غاشّا لرعيّته إلّا حرّم الله عليه الجنّة» (١). ثم خرج من عنده ، فأتى المسجد ، فجلست إليه ، ونحن نعرف في وجهه ما قد لقي منه ، فقلت له : يغفر الله لك أبا زياد ، ما كنت تصنع بكلام هذا السفيه على رءوس الناس! فقال : إنّه كان عندي علم خفي من علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأحببت أن لا أموت (٢) حتى أقول به علانية ، ولوددت أنّ داره وسعت أهل المصر ، حتى سمعوا مقالتي ومقالته ، قال : فما لبث الشيخ أن مرض ، فأتاه الأمير عبيد الله يعوده ، قال : أتعهد إلينا شيئا نفعل فيه الّذي تحبّ؟ قال : أسألك أن لا تصلّي عليّ ، ولا تقوم (٣) على قبري.

__________________

(١) أخرجه البخاري في الأحكام ٨ / ١٠٧ باب من استرعى رعيّة فلم ينصح. ومسلم في الإيمان ، (٢٢٧ / ١٤٢) و (٢٢٨) باب استحقاق الوالي الغاشّ لرعيّته النار ، وفي الإمارة (٢١ / ١٤٢) باب فضيلة الإمام العادل ، والدارميّ في الرقاق ٧٧ ، وأحمد في المسند ٥ / ٢٥.

(٢) في الأصل «أقول حتى أقول».

(٣) في الأصل «لا تقم».

١٧٨

قال الحسن : وكان عبيد الله رجلا جبانا فركب ، فإذا الناس في السكك ، ففزع وقال : ما هؤلاء؟ قالوا : مات عبد الله بن مغفّل ، فوقف حتى مرّ بسريره ، فقال : أما إنه لو كان سألنا شيئا فأعطيناه إيّاه لسرنا معه.

له إسناد آخر ، وإنّما الصحيح كما أخرجه مسلم (١) أنّ الّذي دخل عليه وكلّمه عائذ بن عمرو المزني ، ولعلّهما واقعتان ، فقال جرير بن حازم : ثنا الحسن ، أنّ عائذ بن عمرو دخل على ابن زياد فقال : أي بنيّ ، إنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «شرّ الرعاء الحطمة ، فإيّاك أن تكون منهم» ، فقال : اجلس ، فإنّما أنت من نخالة أصحاب رسول الله ، فقال : هل هؤلاء كان لهم نخالة! إنّما كانت النخالة بعدهم.

المحاربيّ : ثنا ابن إسحاق ، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز ، عن الحسن قال : كان عبد الله بن مغفّل أحد الذين بعثهم عمر إلى البصرة ليفقّهوهم ، فدخل عليه عبيد الله بن زياد يعوده ، فقال : اعهد إلينا أبا زياد ، فإنّ الله قد كان ينفعنا بك ، قال : هل أنت فاعل ما آمرك به؟ قال : نعم ، قال : إذا متّ لا تصلّ عليّ ، وذكر بقيّة الحديث (٢).

وقد ذكرنا مقتل عبيد الله في سنة سبع وستّين يوم عاشوراء. كذا ورّخه أبو اليقظان.

وروى يزيد بن أبي زياد ، عن أبي الطفيل قال : عزلنا سبعة رءوس وغطّيناها ، منها رأس حصين بن نمير ، وعبيد الله بن زياد ، فجئت فكشفتها ، فإذا حيّة في رأس عبيد الله تأكله.

روى الترمذي نحوه ، وصحّحه من حديث الأعمش ، عن عمارة بن عمير قال : جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه ، فأتيت وهم يقولون : جاءت ، فإذا حيّة قد جاءت تخلّل الرءوس حتى دخلت في منخري عبيد الله ، فمكثت هنيهة ، ثم خرجت ، فذهبت حتى تغيّبت ثم قالوا : قد جاءت قد

__________________

(١) انظر تخريج الحديث قبل قليل.

(٢) سبق تخريجه.

١٧٩

جاءت ، ففعلت ذلك مرّتين أو ثلاثا (١).

٦٧ ـ عبد (٢) المطّلب بن ربيعة (٣) ـ م ت د ن ـ بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف.

له صحبة وحديث رواه عنه عبد الله بن الحارث بن نوفل ، وروى عن عليّ حديثا.

توفّي بدمشق ، وداره بزقاق الهاشميّين ، وكان شابّا في زمان النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعثه أبوه إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليولّيه عماله ، والحديث في «مسلم» (٤).

وفي «المسند» (٥) و «الترمذيّ» قال مصعب الزبيريّ : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

(١) حديث حسن صحيح أخرجه الترمذي في المناقب (٣٨٦٩) ، باب مناقب الحسن والحسين بن علي رضي‌الله‌عنهما.

(٢) من حقّ هذه الترجمة أن تتقدّم الترجمة السابقة ، حسب الترتيب الأبجدي ، وأبقيناها حسب ترتيب المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ.

(٣) انظر عن (عبد المطّلب بن ربيعة) في : تاريخ خليفة ٢٥١ ، وجمهرة أنساب العرب ٧١ ، وطبقات ابن سعد ٤ / ٥٧ ، وطبقات خليفة ٦ / ٢٩٧ ، والتاريخ الكبير ٦ / ١٣١ ، ١٣٢ رقم ١٩٣٧ ، والجرح والتعديل ٦ / ٦٨ رقم ٣٥٧ ، والاستيعاب ٢ / ٤٤٧ ، وأنساب الأشراف ٣ / ٢٤ و ٢٥ و ٢٩٥ و ٢٩٦ ، والمغازي للواقدي ٦٩٦ ، ٦٩٧ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٣٠٨ رقم ٣٧١ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٢٩ ، وأسد الغابة ٣ / ٣٣١ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١١٠ ، وتهذيب الكمال ٨٥٢ ، وتحفة الأشراف ٧ / ٢١٩ رقم ٣٤٣ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٩ رقم ٢١١ ، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) ٢٨٧ ، والعبر ١ / ٦٦ ، والكاشف ٢ / ١٨٢ رقم ٣٤٨٤ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١١٢ ، ١١٣ رقم ٢٢ ، ومرآة الجنان ١ / ١٣٧ ، والعقد الثمين ٥ / ٤٩٤ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٣٨٣ ، ٣٨٤ رقم ٧٢٣ ، والإصابة ٢ / ٢ / ٤٣٠ رقم ٥٢٥٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٥١٧ رقم ١٢٩١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٦٩ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٠.

(٤) في الزكاة (١٠٧٢) باب : ترك استعمال آل النبيّ على الصدقة. وأخرجه أبو داود في الخراج (١٢٨٥) باب في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذوي القربى ، وابن سعد في الطبقات ٤ / ٥٨ ، ٥٩ من طريق : الزهري ، عن عبد الله بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، عن المطّلب بن ربيعة ، أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس».

(٥) مسند أحمد ٤ / ١٦٦.

١٨٠