تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٥

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

[حرف السين]

٣٥ ـ السائب بن الأقرع (١) بن جابر بن سفيان الثقفي.

ذكر البخاري (٢) أنّ له صحبة ، وأنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسح برأسه ، وولّاه عمر قسمة الغنائم يوم نهاوند ، واستخلفه عبد الله بن بديل على أصبهان (٣) ، وله ذرّيّة بأصبهان (٤) ، وهو ابن عمّ عثمان بن أبي العاص ، الثقفي.

روى عنه : أبو عون الثقفي ، وأبو إسحاق السبيعي ، وغيرهما.

٣٦ ـ سعيد بن مالك (٥) بن بحدل الكلبي ، أخو حسّان المذكور.

ولّي إمرة الجزيرة وقنّسرين ليزيد بن معاوية ، وإليه ينسب دير ابن بحدل

__________________

(١) انظر عن (السائب بن الأقرع) في : طبقات ابن سعد ٧ / ١٠٢ ، ونسب قريش ٣٣٣ ، والتاريخ الكبير ٤ / ١٥١ رقم ٢٢٨٨ ، والبرصان والعرجان ٣٢٩ ، وتاريخ خليفة ١٤٨ و ١٥٠ ، والمعارف ٩١ ، والأخبار الطوال ١٣٣ و ١٣٥ ، وعيون الأخبار ١ / ٣١١ ، وفتوح البلدان ٣٧١ و ٣٧٣ و ٣٧٧ و ٣٨٣ ، والجرح والتعديل ٤ / ٢٤٠ رقم ١٠٣٠ ، وتاريخ الطبري ٤ / ١١٦ و ١١٧ و ١٢٧ و ١٣٣ ـ ١٣٥ و ٣٣٠ و ٤٢٢ و ٥ / ٢٦٩ ، والاستيعاب ٢ / ١٠٤ ، وأسد الغابة ٢ / ٢٤٩ ، والكامل في التاريخ ٣ / ١٤ ـ ١٦ و ١٩ و ١٤٧ و ١٨٧ ، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ٢٢٤ و ٢٢٥ و ٢٢٧ و ٦٦٩ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ١٠٢ رقم ١٤٥ ، والإصابة ٢ / ٨ رقم ٣٠٥٦.

(٢) في الأصل «الحاسي» ، وما قيّدناه عن مصادر الترجمة.

(٣) تاريخ خليفة ١٤٧ ، ١٤٨ ، وفتوح البلدان ٢ / ٣٧٣ ، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ٢٢٤ ، ٢٢٥ و ٢٢٧ ، وتاريخ الطبري ٤ / ١١٦ ، ١١٧ ، والأخبار الطوال ١٣٣.

(٤) انظر فتوح البلدان ٣٨٣.

(٥) انظر عن (سعيد بن مالك) في :

تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ١٧٣ ، ١٧٤.

١٢١

من إقليم بيت المال (١) ، وكان شريفا مطاعا في قومه.

٣٧ ـ سليمان بن صرد (٢) ـ ع ـ بن الجون الخزاعي ، أبو مطرّف الكوفي.

له صحبة ورواية ، من صغار الصحابة.

وروى أيضا عن : أبيّ بن كعب ، وجبير بن مطعم.

وروى عنه : يحيى بن يعمر ، وعديّ بن ثابت ، وأبو إسحاق السبيعي ، وجماعة.

وكان صالحا ديّنا ، من أشراف قومه ، خرج في جماعة تابوا إلى الله من خذلانهم الحسين وطلبوا بدمه ، كما تقدّم في سنة خمس وستّين ، فقتل إلى

__________________

(١) كذا في الأصل ، وفي تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ١٧٣ «إقليم بيت الآبار».

وبيت الآبار في : معجم البلدان ١ / ٥١٩ : قرية يضاف إليها كورة من غوطة دمشق فيها عدة قرى. وليس في المعجم «بيت المال».

(٢) انظر عن (سليمان بن صرد) في :

مسند أحمد ٤ / ٢٦٢ ، و ٥ / ١٢٤ ، والمحبّر ٢٩١ ، وطبقات ابن سعد ٤ / ٢٩٢ و ٦ / ٢٥ ، وطبقات خليفة ١٠٧ و ١٣٦ ، وتاريخ خليفة ١٩٤ و ٢٦٢ ، والتاريخ الصغير ٧٥ ، والتاريخ الكبير ٤ / ١ رقم ١٧٥٢ ، والأخبار الطوال ١٧١ و ١٨٦ و ١٩٧ و ٢٢٩ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٦٢٢ ، وتاريخ الطبري ٥ / ١٧٩ و ٣٥٢ و ٥٥٢ ـ ٥٥٥ و ٥٥٧ ـ ٥٦١ و ٥٦٣ و ٥٧٩ و ٥٨٠ و ٥٨٢ و ٥٨٤ و ٥٩٣ و ٥٧٩ و ٥٨٠ و ٥٨٤ و ٥٨٦ و ٥٩٥ و ٥٩٨ و ٥٩٩ و ٦٠٥ و ٦٠٩ و ٦ / ٦٧ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١١٧ ، والجرح والتعديل ٤ / ١٢٣ رقم ٥٣٦ ، والمنتخب من ذيل المذيّل ٥٢٢ ، ٥٢٣ ، و ٥٧٧ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٢٧٧ و ٥٣٠ ، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٣ رقم ١٤٦ ، والاستيعاب ٢ / ٦٣ ـ ٦٥ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٩٧٦ و ١٩٧٩ و ١٩٨٢ ، ومشاهير علماء الأمصار ٤٧ رقم ٣٠٥ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٣٨ ، والمعجم الكبير ٧ / ١١٤ ـ ١١٧ رقم ٦٤٥ والمستدرك ٣ / ٥٣٠ ، وتاريخ بغداد ١ / ٢٠٠ ـ ٢٠٢ رقم ٤١ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٧٦ ، والتبيين في أنساب القرشيين ٤٦٥ ، وأسد الغابة ٢ / ٣٥١ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٤٢٤ و ٤ / ٢٠ و ١٥٩ ـ ١٦٢ و ١٦٥ و ١٧٢ و ١٧٥ ـ ١٨٢ و ١٨٦ و ١٨٨ و ١٨٩ و ٢١١ و ٢٤٤ و ٣٠٩ ، وتحفة الأشراف ٤ / ٥٧ ـ ٥٩ رقم ٢٠٩ ، وتهذيب الكمال ١١ / ٤٥٤ ـ ٤٥٧ رقم ٢٥٣١ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٣٤ رقم ٢٣٢ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ رقم ٢٤٨٨ ، وتاريخ الإسلام (المغازي) ٣٠٤ ، و (عهد الخلفاء الراشدين) ٥٤١ ـ ٥٤٥ وسير أعلام النبلاء ٣ / ٣٩٤ ، ٣٩٥ رقم ٦١ ، والعبر ١ / ٧٢ ، ودول الإسلام ١ / ٥٠ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٣٠ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤١ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٥٤ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٣٩٢ ، ٣٩٣ رقم ٥٣٨ ، والعقد الثمين ٤ / ٦٠٧ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٢٠٠ ، ٢٠١ رقم ٣٤٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٢٦ رقم ٤٥٣ ، والإصابة ٢ / ٧٥ ، ٧٦ رقم ٣٤٥٧ ، والنكت الظراف ٤ / ٥٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٢٩ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٣.

١٢٢

رحمة الله هو وعامّة جموعه ، وسمّوا «جيش التوّابين» ، وهو الّذي قتل حوشبا ذا ظليم يوم صفّين. قاله ابن عبد البرّ (١) ، وقال : كان ممّن كاتب الحسين يسأله القدوم إلى الكوفة ليبايعوه ، فلما عجز عن نصره ندم.

قيل عاش ثلاثا وتسعين سنة.

٣٨ ـ سواد بن قارب (٢) الأزدي ، ويقال : السدوسي.

وفد على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من نواحي البلقاء.

قال ابن أبي حاتم (٣) : له صحبة روى عنه : أبو جعفر محمد بن علي ، وسعد بن جبير ، سمعت أبي يقول ذلك.

قلت : وروى ابن عساكر حديث إسلامه ، وقصّته مع رئيه من الجنّ من طريق : سعيد بن جبير ، عنه ، وأرسله أبو جعفر ، وإسناد الحديث ضعيف (٤).

وقال ابن عبد البرّ (٥) : كان يتكهّن ويقول الشعر ، ثم أسلم ، وقد داعبه عمر يوما فقال : ما فعلت كهانتك يا سواد؟ فغضب وقال : ما كنّا عليه من جاهليّتنا وكفرنا شرّ من الكهانة ، فاستحيا عمر ، ثم سأله عن حديثه في بدء الإسلام ، وما أتاه به رئيه من ظهور النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) في الاستيعاب ٢ / ٦٤.

(٢) عن (سواد بن قارب) انظر :

التاريخ الكبير ٤ / ٢٠٢ رقم ٢٤٩٧ ، والجرح والتعديل ٤ / ٣٠٣ رقم ١٣١٦ ، والاستيعاب ٢ / ١٢٣ ، ١٢٤ ، والمعجم الكبير ٧ / ١٠٩ ـ ١١٢ رقم ٦٤٢ ، وأسد الغابة ٢ / ٣٧٥ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٣٥ ، ٣٦ رقم ٤٨ ، والمقاصد النحوية ، للعيني ، على حاشية خزانة الأدب للبغدادي ، طبعة بولاق ١٢٩٩ ـ ج ٢ / ١١٤ ، وتاريخ الإسلام (السيرة النبويّة) ٢٠٤ و ٢٠٦ و ٢٠٧ و ٢٠٨ ، والإصابة ٢ / ٩٦ ، ٩٧ رقم ٣٥٨٣.

(٣) في الجرح والتعديل ٤ / ٣٠٣.

(٤) أخرج ابن عديّ في «الكامل في الضعفاء» ٢ / ٦٢٨ عن الوليد بن حمّاد ، عن سليمان بن عبد الرحمن ، عن الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي ، عن أبي معمر عبّاد بن عبد الصمد ، قال : سمعت سعيد بن جبير يقول : أخبرني سواد بن قارب قال : كنت نائما على جبل من جبال الشراة ، فأتاني آت فضربني برجله وقال : قم يا سواد ، أتى رسول من لؤيّ بن غالب ، فذكر الحديث.

انظر الجزء الخاص بالسيرة النبويّة من هذا التاريخ ٢٠٨.

(٥) في الاستيعاب ٢ / ١٢٣ ، وانظر : دلائل النبوّة للبيهقي ٢ / ٢٩ ، ٣٠ ، وعيون الأثر ١ / ٧٢ ، ٧٤ ، والسيرة النبويّة للذهبي (بتحقيقنا) ـ ص ٢٠٦.

١٢٣

[حرف الشين]

٣٩ ـ شدّاد بن أوس رضي‌الله‌عنه ، قد مرّ.

وقيل : توفي سنة أربع وستّين.

٤٠ ـ شرحبيل بن ذي الكلاع الحميري (١) من كبار أمراء الشام. قتل مع ابن زياد.

٤١ ـ شقيق بن ثور (٢) ـ ن ـ أبو الفضل السّدوسي البصري ، رئيس بكر بن وائل في الإسلام ، وكان حامل رايتهم يوم الجمل ، وشهد صفّين مع عليّ.

روى عن : أبيه ، وعن عثمان ، وعليّ.

__________________

(١) انظر عن (شرحبيل بن ذي الكلاع) في : المحبّر ٤٩١ ، والأخبار الطوال ٢٩٥ ، وتاريخ خليفة ٢٦٣ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٥٣٥ و ٥٩٤ و ٥٩٧ و ٥٩٨ و ٦٠٤ و ٦ / ٨٩ و ٩١ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٩٧٩ ، و ١٩٨٤ ، وجمهرة أنساب العرب ٤٣٤ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١٤٩ و ١٨٠ ـ ١٨٢ و ١٨٥ و ٢٦٢ و ٢٦٤ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ١٣٠ رقم ١٥١ ، والعبر ١ / ٧٤ و ٧٦ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٤.

(٢) انظر عن (شقيق بن ثور) في : التاريخ الكبير ٤ / ٢٤٦ رقم ٢٦٨٣ ، وعيون الأخبار ١ / ٢٩٨ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ١٧٦ و ٣٩٠ و ٤١٩ ، والعقد الفريد ٤ / ٤٩ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٥٠١ و ٥٢٢ و ٥ / ٣٣ و ٣٧ و ١٤٦ ، والجرح والتعديل ٤ / ٣٧٢ رقم ١٦١٧ ، ومشاهير علماء الأمصار ٩٢ رقم ٦٦٩ ، وجمهرة أنساب العرب ٣١٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٣٥ ، ٣٣٦ ، وتهذيب الكمال ٥٨٨ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٢٣٦ و ٤ / ١٧٤ ، والكاشف ٢ / ١٣ رقم ٢٣٢٤ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٥٣٨ رقم ١٤٣ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ١٧٢ رقم ٢٠٤ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٦١ رقم ٦٠٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٥٤ رقم ٩٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ١١٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٤٢.

١٢٤

روى عنه : خلّاد بن عبد الرحمن الصنعاني ، وأبو وائل.

وله وفادة على معاوية ، وقتل أبوه بتستر مع أبي موسى الأشعريّ.

وقال غسّان بن مضر ، عن سعيد بن يزيد ، إنّ شقيق بن ثور حين حضرته الوفاة قال : ليته لم يكن سيّد قومه ، كم من باطل قد حقّقناه وحقّ قد أبطلناه (١).

توفّي سنة خمس ظنّا.

٤٢ ـ شمر بن ذي الجوشن (٢)

الضّبابيّ الّذي احتزّ رأس الحسين على الأشهر ، كان من أمراء عبيد الله بن زياد ، وقع به أصحاب المختار فبيّتوه (٣) ، فقاتل حتى قتل.

قال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدّثنا أبو بشر هارون الكوفي ، ثنا أبو بكر بن عيّاش ، عن أبي إسحاق قال : كان شمر بن ذي الجوشن يصلّي معنا الفجر ، ثم يقعد حتى يصبح ، ثم يصلّي فيقول : اللهمّ إنّك شريف تحبّ الشرف ، وأنت تعلم أنّي شريف ، فاغفر لي ، فقلت : كيف يغفر الله لك ، وقد خرجت إلى ابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعنت على قتله؟ قال : ويحك ، فكيف

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٣٦.

(٢) انظر عن (شمر بن ذي الجوشن) في : البرصان والعرجان ٨٢ ، وتاريخ خليفة ٢٣٥ ، والأخبار الطوال ٢٣٩ و ٢٥٤ و ٢٥٥ و ٢٥٦ و ٢٦٠ و ٣٠٠ و ٣٠٢ و ٣٠٥ ، والمعارف ٤٠١ و ٥٨٢ ، والأخبار الموفقيّات ١٦٧ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٢٨ و ٢٧٠ و ٣٦٩ و ٣٩٢ و ٤١٤ و ٤١٥ و ٤١٧ و ٤٢٢ و ٤٢٥ و ٤٢٦ و ٤٣٦ و ٤٣٨ و ٤٤١ و ٤٥٠ و ٤٥٣ و ٤٥٤ و ٤٥٦ و ٤٦٠ و ٤٦٣ و ٤٦٨ و ٦ / ١٨ و ٢٩ و ٤٤ و ٤٦ و ٥٢ و ٥٣ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٨٧ ، والعقد الفريد ٤ / ٣٧٩ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٢٥٥ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٤٠ ـ ٤٣٢ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٣٠٣ و ٤ / ٣١ و ٥٥ ـ ٥٧ و ٦٠ و ٦٢ و ٦٣ و ٦٨ ـ ٧١ و ٧٦ ـ ٨١ و ٨٣ و ٨٤ و ٩١ و ٢١٧ و ٢٢٤ و ٢٣١ و ٢٣٢ و ٢٣٦ و ٢٣٧ ، والمحبّر ٣٠١ ، واللباب (مادة الضبابي) ، ووفيات الأعيان ٧ / ٦٨ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٢٨٠ رقم ٣٧٤٢ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ١٨٠ رقم ٢١١ ، ولسان الميزان ٣ / ١٥٢ رقم ٥٤٦.

(٣) مهملة في الأصل. والتقييد من : النهاية في غريب الحديث حيث قال : تبييت العدوّ هو أن يقصد في الليل من غير أن يعلم فيؤخذ بغتة.

١٢٥

نصنع ، إنّ أمراءنا هؤلاء أمرونا بأمر ، فلم نخالفهم ، ولو خالفناهم كنّا شرّا من هذه الحمر (١).

قلت : ولأبيه صحبة ، اسمه شرحبيل (٢) ، ويقال : أوس ، ويقال عثمان العامري الضّبابيّ ، وكنيته ـ أعني شمر : أبو السّابغة.

وقال الواقدي : ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق قال : رأيت قاتل الحسين شمر بن ذي الجوشن ، ما رأيت بالكوفة أحداً عليه طيلسان غيره (٣).

وذكر الحافظ ابن عساكر أنّه قدم على يزيد مع آل الحسين رضي‌الله‌عنه.

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٤٠.

(٢) وسمّي ذا الجوشن لأنّ صدره كان ناتئا ، كما في (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج ٢ ص ٦٨) ، وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٤٠.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٤٠ ، ٣٤١.

١٢٦

[حرف الصاد]

٤٣ ـ صلة بن أشيم (١)

أبو الصّهباء العدوي البصري ، العابد من سادة التّابعين.

يروى له عن ابن عبّاس حديث واحد.

روى عنه : الحسن البصريّ ، ومعاذة العدويّة ـ وهي زوجته ـ ، وثابت البناني ، وحميد بن هلال ، وغيرهم حكايات.

روى ابن المبارك في «الزّهد» (٢) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : بلغنا أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يكون في أمّتي رجل يقال له صلة ، يدخل الجنّة بشفاعته كذا وكذا».

حديث منقطع كما ترى (٣).

__________________

(١) انظر عن (صلة بن أشيم) في : تاريخ خليفة ٢٣٦ ، وطبقات خليفة ١٩٢ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٢٩ رقم ٧٠٣ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٣٨٠ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٤٧٢ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٧٧ ـ ٧٩ و ١١٠ ، وطبقات ابن سعد ٧ / ١٣٤ ـ ١٣٧ ، وفتوح البلدان ٤٩٠ ، والتاريخ الكبير ٤ / ٣٢١ رقم ٢٩٨٧ ، والجرح والتعديل ٤ / ٤٤٧ رقم ١٩٦٥ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٩٦ ، ٩٧ ، وحلية الأولياء ٢ / ٢٣٧ ـ ٢٤٣ رقم ١٨٤ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٤ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٤٩٧ ـ ٥٠٠ رقم ١١٣ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٣٣٠ ، ٣٣١ رقم ٣٦٣ ، وصفة الصفوة ٣ / ١٣٩ ، والبداية والنهاية ٩ / ١٥ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٢٠٧ ، والإصابة ٢ / ٢٠٠ رقم ٤١٣٢ ، وطبقات الشعراني ١ / ٣٩ ، وربيع الأبرار ٤ / ١٨٥ ، والأسامي والكنى ، للحاكم ، ورقة ٢٨٨ أ ، والزهد لابن المبارك ١٩٨ رقم ٥٦٥ و ٢٩٥ رقم ٨٦٣ ، والملحق بكتاب الزهد ٦٢ رقم ٢١٦.

(٢) ص ٢٩٧ رقم ٨٦٤.

(٣) قال المؤلّف ـ رحمه‌الله في : سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٩٧ : هذا حديث معضل.=

١٢٧

جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرّشك ، عن معاذة قالت : كان أبو الصّهباء يصلّي حتى ما يستطيع أن يأتي فراشه إلّا زحفا (١).

وقالت معاذة : كان أصحاب صلة إذا التقوا عانق بعضهم بعضا (٢).

وقال ثابت : جاء رجل إلى صلة بن أشيم ينعي أخاه (٣) فقال له : أدن فكل ، فقد نعي إليّ أخي منذ حين ، قال الله تعالى : (إِنَّكَ مَيِّتٌ ، وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (٤).

وقال حمّاد بن سلمة : أنبأ ثابت أنّ صلة كان في الغزو ، ومعه ابن له ، فقال : أي بنيّ تقدّم فقاتل حتى أحتسبك ، فحمل فقاتل حتى قتل ، ثم تقدّم هو فقتل ، فاجتمع النساء عند امرأته معاذة العدويّة ، فقالت : إن كنتنّ جئتنّ لتهنّئنني فمرحبا بكنّ ، وإن كنتنّ جئتنّ لغير ذلك فارجعن (٥).

وفي «الزهد» (٦) لابن المبارك ، عن جرير بن حازم ، عن حميد بن هلال ، عن صلة بن أشيم قال : خرجنا في بعض قرى نهر تيري وأنا على دابّتي في زمن فيوض الماء ، فأنا أسير على مسنّاة فسرت يوما لا أجد شيئا آكله فلقيني علج يحمل على عاتقه شيئا ، فقلت : ضعه ، فوضعه ، فإذا هو خبز (٧) ، فقلت : أطعمني ، قال : إن شئت ، ولكن فيه شحم خنزير ، فتركته ، ثم لقيت آخر يحمل طعاما فقلت : أطعمني ، فقال : تزوّدت بهذا لكذا وكذا من يوم ، فإن أخذت منه شيئا أجعتني (٨) ، فتركته ومضيت ، فو الله إنّي لأسير ،

__________________

= والحديث المعضل : هو الّذي سقط من إسناده اثنان على التوالي.

والخبر أيضا في «حلية الأولياء» ٢ / ٢٤١ من طريق ابن المبارك.

(١) طبقات ابن سعد ٧ / ١٣٦.

(٢) حلية الأولياء ٢ / ٢٣٨.

(٣) في طبعة القدسي ٣ / ١٩ «أخيه».

(٤) حلية الأولياء ٢ / ٢٣٨ والآية من سورة الزمر ـ الآية ٣٠.

(٥) طبقات ابن سعد ٧ / ١٣٧ ، حلية الأولياء ٢ / ٢٣٩.

(٦) ص ٢٩٧ رقم ٨٦٥.

(٧) في «الزهد» ٢٩٧ «جبن».

(٨) في «الزهد» : «أضررت بي وأجعتني».

١٢٨

إذ سمعت خلفي وجبة (١) كوجبة (٢) الطير فالتفتّ ، فإذا هو شيء ملفوف في سبّ (٣) أبيض ـ أي خمار ـ فنزلت إليه ، فإذا هو دوخلّة (٤) من رطب في زمان ليس في الأرض رطبة ، فأكلت منه ، ثم لففت ما بقي ، وركبت الفرس وحملت معي نواهنّ.

قال جرير : فحدّثني أوفى (٥) بن دلهم قال : رأيت ذلك السّبّ مع امرأته ملفوفا فيه مصحف ، ثم فقد بعد (٦).

قلت : هذا حديث صحيح ، روى نحوه عوف الأعرابيّ ، عن أبي السليل ، عن نضلة (٧).

وقال ابن المبارك : ثنا المسلّم بن سعيد الواسطي ، أنا حمّاد بن جعفر بن زيد ، أنّ أباه أخبره ، قال : خرجنا في غزاة إلى كابل ، وفي الجيش صلة بن أشيم ، فنزل الناس عند العتمة ، فقلت : لأرمقنّ عمله ، فصلّى ، ثم اضطجع ، فالتمس غفلة الناس ، ثم وثب فدخل غيضة ، فدخلت في أثره ، فتوضّأ ثم قام يصلّي فافتتح الصلاة ، وجاء أسد حتى دنا منه فصعدت في شجرة قال : أفتراه التفت إليه أو اعتدّ به حتى سجد؟ فقلت : الآن يفترسه فلا شيء ، فجلس ، ثم سلّم ، فقال : أيّها السّبع ، اطلب رزقك من مكان آخر ، فولّى وإنّ له لزئيرا ، أقول : تصدّع منه الجبال ، فما زال كذلك ، حتى إذا كان عند الصبح جلس فحمد الله بمحامد لم أسمع بمثلها ، إلّا ما شاء الله ، ثم قال : اللهمّ إنّي أسألك أن تجيرني من النّار أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنّة ، ثم رجع ، فأصبح كأنّه بات على الحشايا وقد أصبحت وبي من

__________________

(١) الوجبة : السقطة مع الهدّة أو صوت الساقط.

(٢) في الزهد «كخواية». وهو خفيف الجناح ، كما في النهاية لابن الأثير.

(٣) سبّ : بالكسر ، شقّة كتّان رقيقة.

(٤) دوخلّة : بتشديد اللام ، سقيفة من خوص يوضع فيه التمر.

(٥) في «الزهد» : «عوف».

(٦) الزهد ٢٩٧ ، ٢٩٨ وفي آخره : «فلا يدرون أسرق ، أم ذهب ، أم ما صنع به».

(٧) قال المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ في : سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٩٩ : «فهذه كرامة ثابتة».

١٢٩

الفترة شيء الله به عليم (١).

روى نحوها أبو نعيم في «الحلية» (٢) بإسناد له ، إلى مالك بن مغول.

وروى ابن المبارك ، عن السريّ (٣) بن يحيى ، حدّثني العلاء بن هلال الباهلي أنّ رجلا قال لصلة : يا أبا الصهباء ، إني رأيت أني أعطيت شهادة ، وأعطيت شهادتين ، فقال : تستشهد ، واستشهد أنا وابني ، فلما كان يوم يزيد (٤) بن زياد لقيهم الترك بسجستان ، فكان أول (٥) جيش انهزم من المسلمين ، فقال صلة : يا بنيّ ارجع إلى أمّك ، فقال : يا أبت تريد الخير لنفسك وتأمرني بالرجوع! ارجع أنت ، قال : وأمّا إذ قلت هذا فتقدّم فتقدّم فقاتل حتى أصيب ، فرمى صلة عن جسده ، وكان رجلا راميا ، حتى تفرّقوا عنه ، وأقبل حتى أقام عليه فدعا له ، ثم قاتل حتى قتل (٦).

قلت : وذلك سنة اثنتين وستين.

__________________

(١) الزهد لابن المبارك ٢٩٥ ، ٢٩٦ رقم ٨٦٣.

(٢) حلية الأولياء ٢ / ٢٤٠.

(٣) في طبعة القدسي «السدي».

(٤) في طبعة القدسي «بدر».

(٥) في طبعة القدسي «الّذي» ، والتصحيح من : الأسامي والكنى للحاكم.

(٦) أخرجه الحاكم في : الأسامي والكنى ، الورقة ٢٨٨ ورجاله ثقات.

١٣٠

[حرف الضاد]

٤٤ ـ الضّحّاك بن قيس (١)

القرشي الفهريّ ، أخو فاطمة بنت قيس رضي‌الله‌عنها وعنه ، وكانت

__________________

(١) انظر عن (الضّحّاك بن قيس) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ٤١٠ ، وطبقات خليفة ٢٩ و ١٢٧ و ١٨٥ و ٣٠١ ، وتاريخ خليفة ٢١٩ و ٢٢٢ و ٢٢٤ و ٢٢٦ و ٢٥٩ و ٢٦٠ ، والأخبار الموفقيات ٥٠٩ ، والمعارف ٦٨ و ٢٩٢ و ٣٥٣ و ٤١٢ و ٥٧٦ ، والبرصان والعرجان ٢٣ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٢٤٩ و ٥ / ١٢ و ٤٩ و ٧١ و ٩٨ و ١٣٥ و ٢٩٨ و ٣٠٠ و ٣٠٤ و ٣٠٨ و ٣٠٩ و ٣١٤ و ٣٢٣ و ٣٣٢ و ٥٠٤ و ٥٣٠ ـ ٥٣٥ و ٥٣٧ و ٥٣٨ و ٥٤١ و ٦ / ٣٩ و ٧ / ٢٤٤ ، والتاريخ الصغير ٥٨ ، والتاريخ الكبير ٤ / ٣٣٢ رقم ٣٠١٨ ، والمحبّر ٢٩٥ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣١٢ و ٣٦٣ و ٢ / ٣٨١ و ٣٨٤ و ٦٣٢ و ٦٩٨ ، ومسند أحمد ٣ / ٤٥٣ ، والجرح والتعديل ٤ / ٤٥٧ رقم ٢٠١٩ ، ومشاهير علماء الأمصار ٥٤ رقم ٣٦٨ ، والمراسيل ٩٤ رقم ٣٣٧ ، والمعجم الكبير ٨ / ٣٥٦ ـ ٣٥٨ رقم ٧٣٨ ، والأخبار الطوال ١٥٤ و ١٧١ و ١٧٣ و ١٨٠ و ٢٢٥ و ٢٢٦ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ٩٦٨ و ١٨٢٧ و ١٨٢٨ و ١٩٦١ و ١٩٦٤ و ١٩٦٨ ، وحذف من نسب قريش ٣٣ ، ونسب قريش ٤٤٧ ، وجمهرة أنساب العرب ١٧٨ و ١٩٧ ، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) ٧ / ١٢٠ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٥١ و ٦٧ و ٧٧ و ١٤٦ و ١٥٥ و ١٥٩ و ١٦١ و ٢٨٥ و ٣٠٨ و ٣٥٠ و ٣٥٢ و ٣٥٦ و ٣٥٨ و ٣٥٩ و ٤٤٣ و ٤٥٨ ، والمستدرك ٣ / ٥٢٤ ، ٥٢٥ ، والاستيعاب ٢ / ٢٠٥ ، والوفيات لابن قنفذ ٧٥ ، وجامع التحصيل ٢٤٢ رقم ٣٠٣ ، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ١٣ / ١٨١ ، وأسد الغابة ٣ / ٣٧ ، وتهذيب الكمال ٦١٧ ، وفتوح البلدان ٣٨٣ و ٣٨٤ و ٤٣٧ و ٤٦١ و ٤٩٩ و ٥٠٢ و ٥٠٣ و ٥٠٤ ، وتحفة الأشراف ٤ / ٢٠٣ رقم ٢٤٤ ، ووفيات الأعيان ١ / ١١٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٢ رقم ٦٣ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٢٤ ، ٥٢٥ ، والكاشف ٢ / ٣٣ رقم ٢٤٥٨ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٢٤١ ـ ٢٤٥ رقم ٤٦ ، والعبر ١ / ٧٠ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٧ ـ ١٢ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤٠ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٤١ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٣٥١ ، ٣٥٢ رقم ٣٨١ ، والتذكرة الحمدونية =

١٣١

أكبر منه بعشر سنين ، له صحبة إن شاء الله ورواية ، يكنى أبا أميّة ، ويقال : أبا أنيس ، ويقال : أبا عبد الرحمن ، ويقال : أبا سعيد.

وروى أيضا عن : حبيب بن مسلمة.

روى عنه : معاوية ـ وهو أكبر منه ـ ، والشعبي ، ومحمد بن سويد الفهري ، وسعيد بن جبير ، وسماك بن حرب ، وعمير بن سعد ، وأبو إسحاق السبيعي.

وشهد فتح دمشق وسكنها ، وكان على عسكر أهل دمشق يوم صفّين.

وقال حجّاج الأعور ، عن ابن جريج ، حدّثني محمد بن طلحة ، عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال وهو على المنبر : حدّثني الضّحّاك بن قيس ـ وهو عدل على نفسه ـ أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يزال وال من قريش على الناس» (١).

وفي «مسند أحمد» : ثنا حمّاد ، أنا عليّ بن زيد ، عن الحسن ، أنّ الضّحّاك بن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد : سلام عليك ، أمّا بعد. فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ بين يدي الساعة فتنا كقطع الدّخان ، يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه». وإنّ يزيد بن معاوية قد مات ، وأنتم إخواننا وأشقّاؤنا ، فلا تسبقونا بشيءٍ حتى نختار لأنفسنا (٢).

وقال الزبير بن بكّار : كان الضّحّاك بن قيس مع معاوية ، فولّاه الكوفة ، قال : وهو الّذي صلّى على معاوية وقام بخلافته حتى قدم يزيد ، وكان ـ يعني بعد موت يزيد ـ قد دعا إلى ابن الزبير وبايع له ، ثم دعا لنفسه ، وفي بيت

__________________

(١) / ٤٠٧ ، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ ٢٥ ، والعقد الثمين ٥ / ٤٨ ، والنكت الظراف ٤ / ٢٠٣ ، والإصابة ٢ / ٢٠٧ رقم ٤١٦٩ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٤٤٨ ، ٤٤٩ رقم ٧٨١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٧٣ رقم ١٥ ، وأمراء دمشق ٤٤ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٤٩ ، والأسامي والكنى ، للحاكم ، ورقة ٥٢ ب.

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٧.

(٢) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٤٥٣ ، وابن سعد في الطبقات ٧ / ٤١٠ ، وابن عساكر في (تهذيب دمشق) ٧ / ٨ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٥٠ ، وإسناده ضعيف لضعف عديّ بن زيد بن جدعان.

١٣٢

أخته اجتمع أهل الشورى ، وكانت نبيلة (١) ، وهي راوية حديث الجسّاسة.

وقال الواقدي : ولد الضّحّاك قبل وفاة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسنتين.

وقال غيره : بل سمع منه.

وذكر مسلم بن الحجّاج أنه شهد بدرا ، فغلط.

وقال خليفة (٢) : مات زياد بن أبيه سنة ثلاث وخمسين بالكوفة ، فولّاها معاوية الضّحّاك بن قيس ، ثم عزله منها ، واستعمله على دمشق ، واستعمل على الكوفة عبد الرحمن بن أمّ الحكم ، وبقي الضّحّاك على دمشق حتى هلك يزيد.

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنّ الضّحاك خطب بالكوفة قاعدا فقام كعب بن عجرة فقال : لم أر كاليوم قطّ ، إمام قوم مسلمين يخطب قاعدا (٣).

وكان الضّحّاك أحد الأجواد ، كان عليه برد قيمته ثلاثمائة دينار ، فأتاه رجل لا يعرفه فساومه به ، فأعطاه إيّاه وقال : شحّ بالرجل أن يبيع عطافه (٤) ، فخذه فألبسه (٥).

وقال اللّيث بن سعد : أظهر الضّحّاك بيعة ابن الزّبير بدمشق ودعا له ، فسار عامّة بني أميّة وحشمهم وأصحابهم حتى لحقوا بالأردنّ ، وسار مروان وبنو بحدل إلى الضّحّاك (٦).

وقال ابن سعد : أنا المدائني ، عن خالد بن يزيد بن بشر ، عن أبيه ، وعن مسلمة بن محارب ، عن حرب بن خالد ، وغير واحد : أنّ معاوية بن يزيد لما مات دعا النّعمان بن بشير بحمص إلى ابن الزبير ، ودعا زفر بن الحارث

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨.

(٢) في تاريخه ٢١٩.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨ ، ٩.

(٤) سمّي عطافا لوقوعه على عطفي الرجل وهما ناحيتا عنقه. (النهاية لابن الأثير).

(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٩.

(٦) انظر : تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٩.

١٣٣

أمير قنّسرين إلى ابن الزّبير ، ودعا الضّحّاك (١) بدمشق إلى ابن الزبير سرّا لمكان بني أميّة وبني كلب ، وبلغ حسّان بن مالك بن بحدل وهو بفلسطين ، وكان هواه في خالد بن يزيد ، فكتب إلى الضّحّاك كتابا يعظّم فيه حقّ بني أميّة ويذمّ ابن الزبير ، وقال للرسول إن قرأ الكتاب ، وإلّا فاقرأه أنت على النّاس ، وكتب إلى بني أميّة يعلمهم ، فلم يقرأ الضّحّاك كتابه ، فكان في ذلك اختلاف ، فسكّنهم خالد بن يزيد ، ودخل الضّحّاك الدار ، فمكثوا أياما ، ثم خرج الضّحّاك فصلّى بالناس ، وذكر يزيد فشتمه ، فقام إليه رجل من كلب فضربه بعصا ، فاقتتل الناس بالسيوف ، ودخل الضّحّاك داره ، وافترق الناس ثلاث فرق ، فرقة زبيرية ، وفرقة بحدليّة هواهم في بني أميّة ، وفرقة لا يبالون ، وأرادوا أن يبايعوا الوليد بن عقبة بن أبي سفيان ، فأبى وهلك تلك الليالي ، فأرسل الضّحّاك إلى مروان ، فأتاه هو وعمرو بن سعيد الأشدق ، وخالد ، وعبد الله ابنا يزيد ، فاعتذر إليهم وقال : اكتبوا إلى حسّان حتى ينزل الجابية ونسير إليه ، ونستخلف أحدكم ، فكتبوا إلى حسّان ، فأتى الجابية ، وخرج الضّحّاك وبنو أميّة يريدون الجابية ، فلما استقلّت الرايات موجّهة قال معن بن ثور ومن معه من أشراف قيس للضّحّاك : دعوتنا إلى بيعة رجل أحزم الناس رأيا وفضلا وبأسا ، فلمّا أجبناك خرجت إلى هذا الأعرابيّ تبايع لابن أخيه؟ قال : فما العمل؟ قالوا : تصرف الرايات ، وتنزل فتظهر البيعة لابن الزبير ، ففعل وتبعه الناس ، وبلغ ابن الزبير ، فكتب الضّحّاك بإمرة الشام ، ونفي من بمكّة والمدينة من الأمويّين ، فكتب الضّحّاك إلى الأمراء الذين دعوا إلى ابن الزبير فأتوه ، فلمّا رأى مروان ذلك سار يريد ابن الزبير ليبايع له ويأخذ الأمان لبني أميّة ، فلقيهم بأذرعات عبيد الله بن زياد مقبلا من العراق ، فحدّثوه ، فقال لمروان : سبحان الله ، أرضيت لنفسك بهذا ، أتبايع لأبي خبيب (٢) وأنت سيّد قريش وشيخ بني عبد مناف! والله لأنت أولى بها منه ، قال : فما ترى؟ قال :

__________________

(١) في الأصل «ابن الضحاك».

(٢) بمعجمة مضمومة.

١٣٤

الرأي أن ترجع وتدعو إلى نفسك ، وأنا أكفيك قريشا ومواليها ، فرجع ونزل عبيد الله بباب الفراديس ، فكان يركب إلى الضّحّاك كلّ يوم ، فعرض له رجل فطعنه بحربة في ظهره ، وعليه من تحت الدّرع ، فانثنت الحربة ، فرجع عبيد الله إلى منزله ، فأتاه الضّحّاك يعتذر ، وأتاه بالرجل فعفا عنه ، وعاد يركب إلى الضّحّاك ، فقال له يوما : يا أبا أنيس ، العجب لك ، وأنت شيخ قريش ، تدعو لابن الزبير وأنت أرضى عند الناس منه ، لأنك لم تزل متمسّكا بالطّاعة ، وابن الزبير مشاقّ مفارق للجماعة! فأصغى إليه ودعا إلى نفسه ثلاثة أيام ، فقالوا : قد أخذت عهودنا وبيعتنا لرجل ، ثم تدعو إلى خلعه من غير حدث أحدث! وامتنعوا عليه ، فعاد إلى الدعاء لابن الزبير ، فأفسده ذلك عند الناس ، فقال عبيد الله بن زياد : من أراد ما تريد لم ينزل المدائن والحصون ، بل يبرز ويجمع إليه الخيل فاخرج عن دمشق وضمّ إليك الأجناد ، فخرج ونزل المرج ، وبقي ابن زياد بدمشق ، وكان مروان وبنو أميّة بتدمر ، وابنا يزيد بالجابية عند حسّان ، فكتب عبيد الله إلى مروان : أدع النّاس إلى بيعتك ، ثم سر إلى الضّحّاك ، فقد أصحر لك ، فبايع مروان بنو أميّة ، وتزوّج بأمّ خالد ابن يزيد بن معاوية ، وهي بنت هاشم بن عتبة بن ربيعة ، واجتمع خلق على بيعة مروان ، وخرج ابن زياد فنزل بطرف المرج ، وسار إليه مروان في خمسة آلاف ، وأقبل من حوّارين (١) عبّاد بن زياد في ألفين من مواليه ، وكان بدمشق يزيد بن أبي النمس (٢) فأخرج عامل الضّحّاك منها ، وأمر مروان بسلاح ورجال ، فقدم إلى الضّحّاك زفر بن الحارث الكلابيّ من قنّسرين ، وأمدّه النعمان بن بشير بشرحبيل بن ذي الكلاع في أهل حمص ، فصار الضّحّاك في ثلاثين ألفا ، ومروان في ثلاثة عشر ألفا أكثرهم من رجاله (٣) ولم يكن في عسكر مروان غير ثمانين عتيقا نصفها لعبّاد بن زياد ، فأقاموا بالمرج عشرين يوما يلتقون في كلّ يوم ، وكان على ميمنة مروان عبيد الله بن زياد ، وعلى

__________________

(١) في الأصل «جوار بن».

(٢) مهمل في الأصل ، والتحرير من تاريخ ابن جرير ٥ / ٥٣٢ و ٥٣٧.

(٣) في سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٤٤ «أكثرهم رجّالة».

١٣٥

ميسرته عمرو بن سعيد الأشدق ، فقال عبيد الله : إنّا لا ننال من الضّحّاك إلّا بمكيدة ، فادع إلى الموادعة ، فإذا أمنوا فكرّ عليهم ، فراسله مروان ، فأمسك الضّحّاك والقيسية عن القتال ، وهم يطمعون أنّ مروان يبايع لابن الزبير ، فأعدّ مروان أصحابه وشدّ على الضّحّاك ، ففزع قومه إلى راياتهم ، ونادى الناس : يا أبا أنيس أعجزا بعد كيس! فقال الضّحّاك : نعم أنا أبو أنيس عجز لعمري بعد كيس ، والتحم الحرب ، وصبر الضّحّاك ، فترجّل مروان وقال : قبّح الله من يولّيهم اليوم ظهره حتى يكون الأمر لإحدى الطائفتين ، فقتل الضّحّاك ، وصبرت قيس على رايتها يقاتلون عندها ، فاعترضها رجل بسيفه ، فكان إذا سقطت الراية تفرّق أهلها ، ثم انهزموا ، فنادى منادي مروان لا تتبعوا مولّيا (١).

قال الواقدي : قتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم يقتل منها قطّ ، وذلك في نصف ذي الحجّة سنة أربع ستين (٢).

وقال المدائني ، عن خالد بن يزيد بن بشر الكلبي قال : حدّثني من شهد مقتل الضّحّاك قال : مرّ بنا زحنة (٣) بن عبد الله الكلبي ، لا يطعن أحدا إلّا صرعة ، إذ حمل على رجل فطعنه فصرعه ، فأتيته فإذا هو الضّحّاك ، فاحتززت رأسه فأتيت به مروان ، فكره قتله ، وقال : الآن حين كبرت سنّي واقترب أجلي ، أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض ، وأمر لي بجائزة (٤).

__________________

(١) الخبر بطوله في تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ١٠ ـ ١٢ ، وانظر : تاريخ الطبري ٥ / ٥٣١ ـ ٥٣٤.

(٢) تاريخ الطبري ٥ / ٥٣٤.

(٣) في الأصل «زحمة» والتصحيح من تاريخ الطبري ٥ / ٥٣٨ والقاموس المحيط.

(٤) تاريخ الطبري ٥ / ٥٣٨ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ١٢.

١٣٦

[حرف العين]

٤٥ ـ عاصم بن عمرو بن الخطّاب (١) ت م ق

أبو عمر العدوي. ولد في حياة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وروى عن أبيه.

روى عنه : ابناه حفص ، وعبيد الله ، وعروة بن الزبير.

__________________

(١) عن (عاصم بن عمر) انظر : نسب قريش ٣٥٣ و ٣٥٥ و ٣٦١ ، ومسند أحمد ٣ / ٤٧٨ ، والمحبّر ٤١٨ و ٤٤٨ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ١٥ ، وطبقات خليفة ٢٣٤ ، وتاريخ خليفة ٢٦٧ ، والتاريخ الكبير ٦ / ٤٧٧ ، ٤٧٨ رقم ٣٠٣٨ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٤٢ رقم ٦٤٢ ، والثقات لابن حبان ٥ / ٢٢٣ ، والجرح والتعديل ٦ / ٣٤٦ رقم ١٩١٢ ، والمعارف ١٨٤ و ١٨٧ و ١٨٨ ، والعقد الفريد ٦ / ٨ و ٣٤٩ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٢١ ، وأنساب الأشراف ١ / ٤٢٧ و ٤٢٨ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٥٦١ ، فتوح البلدان ٢٢٦ ، معجم الشعراء للمرزباني ٢٧١ ، ومشاهير علماء الأمصار رقم ٤٤٢ ، والاستيعاب ٣ / ١٣٦ ، ١٣٧ ، وعيون الأخبار ١ / ٣٢٢ ، وجمهرة أنساب العرب ١٥٢ و ١٥٥ و ٣٣٣ ، وتاريخ الطبري ٢ / ٦٤٢ و ٤ / ٩٩ و ٦ / ٥٦٦ ، وربيع الأبرار ٤ / ٢٨٥ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٥٥ رقم ٢٧٧ ، ووفيات الأعيان ٦ / ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، والكامل في التاريخ ٢ / ٢١٠ و ٣ / ٥٤ و ٤ / ٣٠٨ و ٥ / ٥٩ و ٣٢٥ و ٣٩٤ ، وأسد الغابة ٣ / ٧٦ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٨٣ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٦٣٦ ، والعبر ١ / ٧٨ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٩٧ رقم ٣٠ ، والكاشف ٢ / ٤٦ رقم ٢٥٣٤ ، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ٢٦٨ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٥٧٠ ، ٥٧١ رقم ٦٠٤ ، ومرآة الجنان ١ / ٢٧١ ، والإصابة ٣ / ٥٦ رقم ٦١٥٤ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٥٢ ، ٥٣ رقم ٨٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٨٥ رقم ١٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٨٣ ، والنجوم الزاهرة ١ / ١٨٥ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٧.

١٣٧

قال أبو حاتم : لا يروى عنه إلّا حديث واحد (١).

وأمّه هي جميلة (٢) بنت ثابت بن أبي الأقلح الأنصارية التي كان اسمها عاصية ، فغيّر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم اسمها ، وتزوّجت بعد عمر يزيد بن جارية (٣) الأنصاري ، فولدت له عبد الرحمن.

وكان عاصم طويلا جسيما ، يقال إنّ ذراعه كان ذراعا ونحوا من شبر (٤) ، وكان خيّرا فاضلا ديّنا شاعرا مفوّها فصيحا ، وهو جدّ الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز لأمّه.

ولقد رثاه أخوه عبد الله رضي‌الله‌عنه فقال : فليت المنايا كنّ خلّفن عاصما* فعشنا جميعا أو ذهبن بنا معا (٥) وقيل : كنيته أبو عمرو ، توفي سنة سبعين.

٤٦ ـ عامر بن عبد قيس (٦)

التميمي العنبري البصري الزّاهد ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو عمرو ، عابد زمانه.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٣ / ٣٤٦.

(٢) في الأصل «حملة» والتصحيح من مصادر الترجمة.

(٣) في الأصل «حارثة» والتصحيح من مصادر الترجمة.

(٤) الاستيعاب ٣ / ١٣٧ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٥٧٠ ، تهذيب الأسماء ق ١ ج ١ / ٢٥٥.

(٥) الاستيعاب ٣ / ١٣٧ ، الإصابة ٣٣ / ٥٦ ، الوافي ١٦ / ٥٧٠.

(٦) انظر عن (عامر بن عبد قيس) في : طبقات ابن سعد ٧ / ١٠٣ ، وطبقات خليفة ٤٥٩ ، والزهد لأحمد ٢١٨ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٦٩ ، والتاريخ الكبير ٦ / ٤٤٧ رقم ٢٩٤٨ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٤٥ رقم ٧٥٥ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ١٨٧ ، والجرح والتعديل ٦ / ٣٢٥ رقم ١٨٠٨ ، وتاريخ الطبري ٤ / ١٩ و ٨٥ و ٣٠٢ و ٣٢٧ و ٣٣٣ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٠٨ ، وعيون الأخبار ١ / ٣٠٨ و ٢ / ٣٧٠ و ٣ / ١٨٤ ، والمعارف ٤٣٨ ، وحلية الأولياء ٢ / ٨٧ ـ ٩٥ رقم ١٦٣ ، والعقد الفريد ٣ / ١٥١ و ١٧١ و ١٧٢ و ٤١٤ و ٢٨٣ ، ومشاهير علماء الأمصار ٨٩ رقم ٦٤٧ ، والزهد لابن المبارك ٩٥ و ٢٩٤ و ٢٩٥ و ٢٩٩ و ٥٢٩ و ٥٤٤ والملحق ٧٧ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٥٤٧ ، والبدء والتاريخ ١ / ٧٦ ، وتاريخ دمشق (عاصم ـ عائذ) ٣٢٣ ـ ٣٧٠ رقم ٤٧ ، وأسد الغابة ٣ / ٨٨ ، والكامل في التاريخ ٢ / ٥٤٧ و ٣ / ١٤٥ و ١٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٥ ـ ١٩ رقم =

١٣٨

روى عن : عمر ، وسلمان الفارسيّ.

وعنه : الحسن ، وابن سيرين ، وأبو عبد الرحمن الحبلي (١) وغيرهم.

قال أحمد العجليّ (٢) : كان ثقة من كبار التابعين.

وقال أبو عبيد في (القراءات) : كان عامر بن عبد الله الّذي يعرف بابن عبد قيس يقرئ الناس.

ثنا عبّاد (٣) ، عن يونس ، عن الحسن : أنّ عامرا كان يقول : من أقرئ؟ فيأتيه ناس ، فيقرئهم القرآن ، ثم يقوم يصلّي إلى الظهر ، ثم يصلّي إلى العصر ، ثم يقرئ الناس إلى المغرب ، ثم يصلّي ما بين العشاءين ، ثم ينصرف إلى منزله فيأكل رغيفا وينام نومة خفيفة ، ثم يقوم لصلاته ، ثم يتسحّر رغيفا.

وقال بلال بن سعد : إنّ عامر بن عبد قيس وشي به إلى زياد ، وقيل : إلى ابن عامر ، فقالوا له : ها هنا رجل قيل له : ما إبراهيم عليه‌السلام خيرا منك ، فسكت وقد ترك النساء ، قال فكتب فيه إلى عثمان ، فكتب إليه : أن انفه إلى الشام على قتب (٤) ، فلما جاءه الكتاب أرسل إلى عامر فقال : أنت قيل لك : ما إبراهيم خيرا منك ، فسكتّ؟ فقال : أما والله ما سكوتي إلّا تعجّبا لوددت أنّي غبار قدميه ، فيدخل بي الجنّة ، قال : ولم تركت النساء؟ قال : والله ما تركتهنّ إلّا أنّي قد علمت أنّها متى تكون امرأة فعسى أن يكون

__________________

= ٤ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٥٨٥ ، ٥٨٦ رقم ٦٢٤ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ١٧٨ و ٢٠٠ ، ونثر الدر ٧ / ٦٢ رقم ٨ ، والبيان والتبيين ٣ / ١٤٣ ، و ١٦٢ ، وشرح نهج البلاغة ٢ / ٩٥ ، والنمر والثعلب ، لسهل بن هارون ، تحقيق عبد القادر المهيري ، تونس ١٩٧٣ ـ ص ١١٢ رقم ٦٩ ، وغاية النهاية ١ / ٣٥٠ رقم ١٥٠٢ ، والإصابة ٣ / ٨٥ رقم ٦٢٨٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٨٥ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٧٧ ، ورغبة الآمل للمرصفي ٢ / ٣٧.

(١) الحبلي : بضم الحاء المهملة والباء الموحّدة ، نسبة إلى بطن من المعافر. (اللباب ١ / ٢٧٥).

(٢) تاريخ الثقات ٢٤٥ رقم ٧٥٥.

(٣) في طبعة القدسي ٤ / ٢٦ «عياد» ، وهو تحريف.

(٤) القتب : الرّحل الصغير على قدر سنام البعير.

١٣٩

ولد ، ومتى يكون ولد تشعّبت الدنيا قلبي ، فأحببت التّخلّي من ذلك ، فأجلاه على قتب إلى الشام ، فلما قدم أنزله معاوية معه الخضراء (١) ، وبعث إليه بجارية ، وأمرها أن تعلمه ما حاله ، فكان يخرج من السّحر ، فلا تراه إلّا بعد العتمة ، فيبعث إليه معاوية بطعام ، فلا يعرض له ، ويجيء معه بكسر فيبلّها ويأكل منها ، ثم يقوم إلى أن يسمع النداء فيخرج ، ولا تراه إلى مثلها ، فكتب معاوية إلى عثمان يذكر حاله ، فكتب إليه عثمان : أن اجعله أول داخل وآخر خارج ، ومر له بعشرة من الدقيق وعشرة من الظّهر ، فأحضره وقال : إنّ أمير المؤمنين أمر لك بكذا ، قال : إنّ عليّ شيطانا قد غلبني ، فكيف أجمع على عشرة (٢).

وكانت له بغلة فروى بلال بن سعد عمّن رآه بأرض الروم يركبها عقبة ، ويحمل المهاجر عقبة (٣).

قال بلال بن سعد : وكان إذا فصل (٤) غازيا يتوسّم ـ يعني من يرافقه ـ فإذا رأى رفقة تعجبه اشترط عليهم أن يخدمهم ، وأن يؤذّن ، وأن ينفق عليهم طاقته. رواه ابن المبارك بطوله في «الزهد» (٥).

وقال همّام ، عن قتادة قال : كان عامر يسأل ربّه أن ينزع شهوة النساء من قلبه ، فكان لا يبالي إذا لقي ذكرا أو أنثى ، وسأل ربّه أن يمنع قلبه من الشيطان وهو في الصلاة فلم يقدر عليه ، ويقال : إنّ ذلك ذهب عنه (٦).

وعن أبي الحسين المجاشعي قال : قيل لعامر بن عبد قيس : أتحدّث نفسك في الصلاة؟ قال : نعم ، أحدّث نفسي بالوقوف بين يدي الله تعالى ومنصرفي (٧).

__________________

(١) هي دار الإمارة بدمشق.

(٢) تاريخ دمشق (عاصم ـ عائذ) ٣٣٢ ، الزهد لابن المبارك ٢٩٩ ، ٣٠٠ رقم ٨٦٧.

(٣) الزهد لابن المبارك ٣٠٠ وعقبة : نوبة.

(٤) فصل : أي خرج من منزله وبلده.

(٥) ص ٢٩٩ ، ٣٠٠ رقم ٨٦٧ ، تاريخ دمشق ٣٣٣ ، ٣٣٤.

(٦) تاريخ دمشق ٣٤٥ ، والزهد لابن المبارك ٢٩٥ رقم ٨٦١.

(٧) تاريخ دمشق ٣٤٩.

١٤٠