تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٥

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وقال الزّهري : كسا عمر أبناء الصّحابة ، فلم يكن فيها ما يصلح للحسن والحسين ، فبعث إلى اليمن فأتى لهما بكسوة ، فقال : الآن طابت نفسي (١).

وقال أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي إدريس ، عن المسيّب بن نجبة (٢) قال : سمعت عليّا يقول : ألا أحدّثكم عنّي وعن أهل بيتي : أمّا عبد الله بن جعفر فصاحب لهو ، وأمّا الحسن فصاحب جفنة وخوان فتى من فتيان قريش لو قد التقت حلقتا البطان لم يغن عنكم في الحرب شيئا ، وأمّا أنا وحسين فنحن منكم وأنتم منّا (٣).

ويروى أنّ الحسن كان يقول للحسين : أي أخي والله لوددت أنّ لي بعض شدّة قلبك ، فيقول الحسين : وأنا والله وددت أنّ لي بعض بسط لسانك (٤).

وقال محمد بن سعد : أنا (٥) كثير بن هشام ، ثنا حمّاد بن سلمة ، عن أبي المهزّم (٦) قال : كنّا في جنازة امرأة ، معنا أبو هريرة ، فلمّا أقبلنا أعيا

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨٥.

(٢) نجبة : بنون وجيم وباء بحركات. وهو أحد الأشراف. (المشتبه ١ / ١١٣).

(٣) الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ١٠٧ ، ١٠٨ رقم (٢٨٠١) وهو أطول من هنا ، وفيه : «ألا أحدّثكم عن خاصّة نفسي وأهل بيتي؟ قلنا : بلى ، قال : أما حسن فصاحب جفنة وخوان وفتى من الفتيان ولو قد التقت حلقتا البطان لم يغن عنكم في الحرب جبالة عصفور ، وأما عبد الله بن جعفر فصاحب لهو وظلّ وباطل ، ولا يغرّنكم ابنا عباس ، وأما أنا وحسين فأنا منكم وأنتم منّا ، والله لقد خشيت أن يدال هؤلاء القوم عليكم بصلاحهم في أرضهم وفسادكم في أرضكم وبأدائهم الأمانة وضيافتكم ، وبطواعيّتهم إمامهم ومعصيتكم له واجتماعهم على باطلهم وتفرّقكم على حقّكم حتى تطول دولتهم حتى لا يدعوا الله محرّما إلّا استحلّوه ، ولا يبقى مدر ولا وبر إلّا دخله ظلمهم ، وحتى يكون أحدكم تابعا لهم ، وحتى يكون نصرة أحدكم منهم كنصرة العبد من سيّده إذا شهد أطاعه وإذا غاب عنه سبّه ، وحتى يكون أعظمكم فيها غناء أحسنكم بالله ظنّا ، فإن أتاكم الله بعافية فأقبلوا فإن ابتليتم فاصبروا فإنّ العاقبة للمتّقين».

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٩١ وقال : رجاله ثقات.

(٤) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨٧.

(٥) أنا : اختصار لكلمة «أخبرنا».

(٦) المهزّم : بتشديد الزاي المكسورة.

١٠١

الحسين ، فقعد في الطّريق ، فجعل أبو هريرة ينفض التّراب عن قدميه بطرف ثوبه ، فقال الحسين : يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا! فقال : فو الله لو يعلم الناس مثل ما أعلم لحملوك على رقابهم (١).

وقال الإمام أحمد في مسندة (٢) : ثنا محمد بن عبيد ، ثنا شرحبيل بن مدرك ، عن عبد الله بن نجيّ ، عن أبيه أنه سار مع عليّ ، وكان صاحب مطهرته ، فلما حاذى نينوى وهو سائر إلى صفّين فنادى : اصبر أبا عبد الله بشطّ الفرات. قلت : وما ذاك؟ قال دخلت على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعيناه تفيضان فقال : «قام من عندي جبريل فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشطّ الفرات وقال : هل لك أن أشمّك من تربته؟ قلت : نعم. فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينيّ أن فاضتا». وروى نحوه ابن سعد ، عن المدائني ، عن يحيى بن زكريّا ، عن رجل ، عن الشّعبيّ أنّ عليا قال وهو بشطّ الفرات : صبرا أبا عبد الله ، وذكر الحديث (٣).

وقال عمارة بن زاذان (٤) : ثنا ثابت ، عن أنس قال : استأذن ملك القطر على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في يوم أمّ سلمة فقال : «يا أمّ سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد» ، فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين فاقتحم الباب ودخل ، فجعل يتوثّب على ظهر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يلثمه ، فقال الملك : أتحبّه؟ قال : «نعم» ، قال : فإنّ أمّتك ستقتله ، إن شئت أريتك المكان الّذي يقتل فيه ، قال : «نعم» فجاءه بسهلة (٥) أو تراب أحمر (٦).

__________________

(١) ذكر المؤلّف أول الحديث في (سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨٧) وهو في تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣٢٥.

(٢) ج ١ / ٨٥ ، وأخرجه الطبراني في معجمه ٣ / ١١١ رقم (٢٨١١) ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٨٧ ونسبه إلى البزّار ، وقال : رجاله ثقات ، ولم ينفرد نجيّ بهذا ، وقال المؤلّف : هذا غريب وله شويهد. وذكر الّذي بعده. وتهذيب الكمال ٦ / ٤٠٧.

(٣) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨٨.

(٤) في الأصل «زادان».

(٥) السّهلة : بالكسر ، رمل خشن ليس بالدقاق الناعم. (ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى ١٤٧).

(٦) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٢٤٢ و ٢٦٥ ، والطبراني في المعجم ٣ / ١١٢ رقم (٢٨١٣) =

١٠٢

قال ثابت : فكنّا نقول : إنّها كربلاء.

عمارة : صالح الحديث (١) ، رواه الناس ، عن شيبان ، عنه.

وقال عليّ بن الحسين بن واقد : حدّثني أبي ، ثنا أبو غالب ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لنسائه : «لا تبكّوا هذا الصبيّ» يعني حسينا ، فكان يوم أمّ سلمة ، فنزل جبريل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأمّ سلمة : «لا تدعي أحدا يدخل». فجاء حسين فبكى ، فخلّته أمّ سلمة يدخل ، فدخل حتّى جلس في حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال جبريل : إنّ أمّتك ستقتله ، قال : «يقتلونه وهم مؤمنون»! قال : نعم ، وأراه تربته. رواه الطبراني (٢).

وقال إبراهيم بن طهمان ، عن عبّاد بن إسحاق ، (ح) (٣) وقال خالد بن مخلد ، واللفظ له : ثنا موسى بن يعقوب الزّمعيّ (٤) كلاهما عن هاشم بن هاشم الزّهريّ ، عن عبد الله بن زمعة قال : أخبرتني أمّ سلمة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اضطجع ذات يوم فاستيقظ وهو خاثر (٥) ، ثمّ اضطجع ثمّ استيقظ وهو خاثر دون المرّة الأولى ، ثمّ رقد ثمّ استيقظ وفي يده تربة حمراء ، وهو يقلّبها ، فقلت : ما هذه التربة؟ قال : «أخبرني جبريل أنّ الحسين يقتل بأرض العراق ، وهذه تربتها» (٦).

وقال وكيع : ثنا عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن عائشة ـ أو أمّ سلمة

__________________

= والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٨٧ ونسبه إلى أبي يعلى والبزّار ، وفيه عمارة بن زاذان ، وثّقه جماعة ، وفيه ضعف ، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣٢٨ ، وتهذيب الكمال ٦ / ٤٠٨.

(١) التاريخ لابن معين ٢ / ٤٢٥ ، والتاريخ الكبير ٦ / ٥٠٥ ، والجرح والتعديل ٦ / ٣٦٥ ، والضعفاء الكبير ٣ / ٣١٥ رقم (١٣٢٩) ، وميزان الاعتدال ٣ / ١٧٦ ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٤١٦.

(٢) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨٩ وقال : إسناده حسن.

(٣) (ح) : تحويلة للسند.

(٤) في طبعة القدسي ٣ / ١١ «الرومي» ، وهو وهم. والتصويب من معجم الطبراني.

(٥) خاثر : ثقيل النفس غير نشيط. (ذخائر العقبي ـ ص ١٤٨).

(٦) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ١١٦ رقم (٢٨٢١) من طريق جعفر بن مسافر التنّيسي ، عن ابن أبي فديك ، عن موسى بن يعقوب الزمعي. وتهذيب الكمال ٦ / ٢٨٩.

والزمعي سيّئ الحفظ ، ولكنه صدوق. (تقريب التهذيب ٢ / ٢٨٩ رقم ١٥٢١).

١٠٣

شكّ عبد الله ـ أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لها : «دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها ، فقال لي إنّ ابنك هذا حسينا مقتول ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها» (١).

رواه عبد الرّزّاق ، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند مثله ، إلّا أنّه قال أمّ سلمة ولم يشكّ. وإسناده صحيح. رواه أحمد والنّاس.

وروي عن شهر بن حوشب ، وأبي وائل ، كلاهما عن أمّ سلمة نحوه.

وروى الأوزاعيّ ، عن شدّاد أبي عمّار ، عن أمّ الفضل بنت الحارث.

وروي عن حمّاد بن زيد ، عن سعيد بن جمهان (٢) أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاه جبريل بتراب من تراب القرية التي يقتل فيها الحسين ، وقيل له : اسمها كربلاء ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كرب وبلاء» (٣). كلا الإسنادين منقطع.

وقال أبو إسحاق السّبيعيّ : عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ قال : ليقتلنّ الحسين قتلا ، وإنّي لأعرف تربة الأرض التي يقتل بها ، يقتل بقرية قريب من النّهرين (٤).

وقال ابن عساكر (٥) : وفد الحسين على معاوية وغزا القسطنطينية مع يزيد.

وعن عبد الله بن بريدة قال : دخل الحسن والحسين على معاوية ، فأمر لهما في وقته بمائتي ألف درهم (٦).

__________________

(١) إسناده صحيح. أخرجه أحمد في المسند ٦ / ٢٩٤ ، والهيثمي في المجمع ٩ / ١٨٧ عن أحمد ، وقال : ورجاله رجال الصحيح. والمؤلّف في سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٩٠.

(٢) في الأصل «حمهان».

(٣) الحديث مرسل ، والإسنادان منقطعان كما يقول المؤلّف. ويقوّيه ما أخرجه الطبراني في المعجم (٢٨١٢) و (٢٨١٩) و (٢٩٠٢) ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٨٩ ، وذكره المؤلف في سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٩٠.

(٤) أخرجه الطبراني في المعجم ٣ / ١١٧ رقم (٢٨٢٤) ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٩٠ ورجاله ثقات.

(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣١٤.

(٦) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣١٥ وفيه «فأمر لهما في وقته بمائة ألف درهم وقال : خذاها وأنا =

١٠٤

وقال محمد بن سيرين ، عن أنس قال : شهدت ابن زياد حيث أتي برأس الحسين فجعل ينكت بقضيب في يده ، فقلت : أما إنه كان أشبهها بالنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١). رواه هشام بن حسّان ، وجرير بن حازم ، عن محمد.

وقال عبيد الله بن أبي يزيد (٢) : رأيت الحسين أسود الرأس واللحية إلّا شعرات في مقدّم لحيته (٣).

وقال ابن جريج : سمعت عمر بن عطاء يقول : رأيت الحسين بن عليّ يصبغ بالوسمة ، أمّا هو فكان ابن ستّين سنة ، وكان رأسه ولحيته شديدي السّواد (٤).

جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : كان الحسين يتختّم في اليسار (٥).

المطّلب بن زياد : عن السّدّي : رأيت الحسين وله جمّة خارجة من تحت عمامته (٦).

يونس بن أبي إسحاق ، عن العيزار (٧) بن حريث : رأيت على الحسين مطرفا من خزّ ، قد خضب رأسه ولحيته بالحنّاء والكتم (٨).

الشّعبيّ : أخبرني من رأى على الحسين جبّة من خزّ (٩).

وعن جعفر بن محمد قال : أصيب الحسين وعليه جبّة خزّ.

إبراهيم بن مهاجر ، عن الشّعبيّ : رأيت الحسين يخضب بالوسمة

__________________

= ابن هند ، ما أعطاها أحد قبلي ولا يعطيها أحد بعدي».

(١) أخرجه الطبراني في المعجم ٣ / ١٣٥ رقم (٢٨٧٩) من طريق : النضر بن شميل ، عن هشام بن حسّان ، عن حفصة بنت سيرين ، عن أنس.

(٢) في طبعة القدسي ٣ / ١١ «عبيد الله بن زياد» ، والتصويب من تقريب التهذيب ١ / ٥٤٠ رقم (١٥٢٢) وهو مولى آل قارظ بن شيبة ، ثقة ، كثير الحديث ، من الرابعة ، مات سنة ٢٦ وله ٨٦ سنة.

(٣) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٠٠ ، ٢٠١ وهو أطول من هنا. وقال : رواه أبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح.

(٤) الحديث باختصار في معجم الطبراني ٣ / ١٠٤ رقم (٢٧٩٢).

(٥) أخرجه الطبراني ٣ / ١٠٦ رقم (٢٧٩٨).

(٦) أخرجه الطبراني ٣ / ١٠٥ رقم (٢٧٩٦).

(٧) مهمل في الأصل.

(٨) أخرج بعضه الطبراني ٣ / ١٠٥ رقم (٢٧٩٥) وانظر رقم (٢٧٨١).

(٩) أخرج نحوه الطبراني ٣ / ١٠٥ رقم (٢٧٩٧).

١٠٥

يتختّم (١) في شهر رمضان (٢).

وروى غير واحد أنّ الحسين كان يخضب بالوسمة.

عبد العزيز بن رفيع (٣) ، عن قيس مولى خبّاب قال : رأيت الحسين يخضب بالوسمة.

عبد العزيز بن رفيع (٣) ، عن قيس مولى خبّاب قال : رأيت الحسين يخضب بالسّواد (٤).

وقال طاووس ، عن ابن عبّاس قال : استشارني الحسين في الخروج ، فقلت : لو لا أن يزرى بي وبك لنشبت يدي في رأسك ، فقال : لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحبّ إليّ من أن أستحلّ حرمتها ـ يعني الحرم ـ فكان ذلك الّذي سلى نفسي عنه (٥).

وقال سعيد بن المسيّب : لو أنّ الحسين لم يخرج لكان خيرا له (٦).

قلت : وهذا كان رأي ابن عمر ، وأبي سعيد ، وابن عبّاس ، وجابر ، وجماعة سواهم ، وكلّموه في ذلك كما تقدّم في مصرعه. وقد ذكرنا في الحوادث من غير وجه أنّ الرأس قدم به على يزيد.

وقال أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة : حدّثني أبي ، عن أبيه قال : أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرميّ قال : رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهنّ يقال لها ريّا (٧) حاضنة يزيد بن معاوية ، يقال : بلغت مائة سنة ،

__________________

(١) في طبعة القدسي ٣ / ١٢ «يختم» ، وهو غلط.

(٢) أخرج الطبراني بعضه برقم (٢٧٨٨).

(٣) مهمل في الأصل.

(٤) أخرجه الطبراني (٢٧٨٢) وفيه : رأيت الحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما يخضبان بالسواد.

(٥) أخرجه الطبراني (٢٧٨٢) رقم (٢٨٥٩) ورجاله ثقات ، وهم رجال الصحيح.

(٦) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٩٦.

(٧) ترجم لها ابن عساكر في تاريخ دمشق بالجزء الخاص بالنساء ، وقد نشرته الصديقة الباحثة سكينة الشهابي بدمشق ١٩٨٢ ص ١٠١ ـ ١٠٤ رقم (٢٥) ، وهي امرأة شاعرة ، عاشت إلى أن أدركت دولة بني العباس ، وحكت أنّ أمّها أدركت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسمعت من عمر بن الخطاب .. يحكي عنها حمزة بن يزيد الحضرميّ والد يحيى بن حمزة.

وفي الحديث عنها ما لم يورده المؤلّف هنا ، وذكره ابن عساكر ، قال : كان بنو أميّة يكرمونها ، وكان هشام يكرمها ، وكانت إذا جاءت إلى هشام تجيء راكبة ، فكلّ من رآها من بني أميّة =

١٠٦

قالت : دخل رجل على يزيد ، فقال : يا أمير المؤمنين أبشر فقد مكّنك الله من الحسين ، فحين رآه خمّر وجهه كأنّه يشمّ منه رائحة (١) ، قال حمزة : فقلت لها : أقرع ثناياه بقضيب؟ قالت : إي والله (٢).

ثم قال حمزة : وقد كان حدّثني بعض أهلها أنّه رأى رأس الحسين مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام (٣) ، وحدّثتني ريّا أنّ الرأس مكث في خزائن السلاح حتّى ولي سليمان الخلافة ، فبعث إليه (٤) فجيء به وقد بقي عظما أبيض ، فجعله في سفط وكفّنه ودفنه في مقابر المسلمين ، فلمّا دخلت المسوّدة (٥) سألوا عن موضع الرأس فنبشوه وأخذوه ، فالله أعلم ما صنع به (٦). وذكر الحكاية وهي طويلة قويّة الإسناد. رواه عبد الرحمن بن أبي نصر ، عن أحمد بن محمد بن عمارة ، عن المذكور (٧).

وعن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين احتزّوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة يشربون النّبيذ ، فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب بسطر دم :

أترجو أمّة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب

فهربوا وتركوا الرأس (٨).

__________________

= أكرمها. ويقولون : «ريّا حاضنة يزيد بن معاوية» ، فكانوا يقولون : قد بلغت من السّنّ مائة سنة وحسن وجهها وجمالها باق بنضارته ، فلما كان من الأمر الّذي كان استترت في بعض منازل أهلنا ، فسمعتها وهي تقول وتعيب بني أميّة مداراة لنا. (ص ١٠١).

(١) في تاريخ دمشق زيادة هنا : «وقال الحمد لله الّذي كفانا المئونة بغير مئونة. (كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ) (سورة المائدة ـ من الآية ٦٣) ، قالت ريّا : فدنوت منه فنظرت إليه وبه ردع من حنّاء». (ص ١٠٢).

(٢) انظر بقية الحديث في تاريخ دمشق (تراجم النساء ـ ص ١٠٢).

(٣) تاريخ دمشق ١٠٣.

(٤) في طبعة القدسي ٣ / ١٣ «في» ، والتصويب من تاريخ دمشق.

(٥) في طبعة القدسي «المسورة» بالراء ، وهو غلط. فالمسوّدة هم أتباع آل البيت والعبّاسيون الذين اتخذوا السواد شعارا لهم.

(٦) الحديث في تاريخ دمشق (تراجم النساء ـ ص ١٠٣).

(٧) انظر سند الحديث في تاريخ دمشق (ص ١٠١).

(٨) أخرجه الطبراني في المعجم ٣ / ١٣٢ ، ١٣٣ رقم (٢٨٧٣).

١٠٧

وسئل أبو نعيم الفضل بن دكين عن قبر الحسين ، فلم يعلم أين هو. وقال الجماعة : قتل يوم عاشوراء ، زاد بعضهم يوم السبت (١). قلت : فيكون عمره على ما ذكرنا من تاريخ مولده ستا وخمسين سنة وخمسة أشهر وخمسة أيام.

وقال سليمان بن قتّة (٢) يرثيه :

وإنّ قتيل الطّفّ (٣) من آل هاشم

أذلّ رقابا من قريش فذلّت

فإن يتبعوه عائذ البيت يصبحوا

كعاد تعمّت عن هداها فضلّت

مررت على أبيات آل محمّد

فألفيتها أمثالها حين حلّت

وكانوا لنا غنما فعادوا رزيّة

لقد عظمت تلك الرّزايا وجلّت

فلا يبعد الله الدّيار وأهلها

وإن أصبحت منهم برغمي تخلّت

ألم تر أنّ الأرض أضحت مريضة

لفقد حسين والبلاد اقشعرّت (٤)

يريد بقوله : أذلّ رقابا ، أي ذلّلها ، يعني أنّهم لا يزعمون عن قتل قرشيّ بعد الحسين ، وعائذ البيت هو عبد الله بن الزبير.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٣١٨.

(٢) في الأصل مهمل ، والتحرير من (تبصير المنتبه ٣ / ١١٢٢) و (غاية النهاية ١ / ٣١٤ رقم ١٣٨٥) وهو بفتح القاف ومثناة من فوق مشدّدة. ذكره البخاري في التاريخ الكبير ٤ / ٣٢ رقم (١٨٧٠) ، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل ٤ / ١٣٦ رقم (٥٩٥) ، وابن معين في التاريخ ٢ / ٢٣٣ ، والزبير بن بكار في (الأخبار الموفّقيات ـ ص ٥٤٥) ، والطبري في تاريخه ٧ / ١٤١ ، والبلاذري في (أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ١٤٧ و ١٤٨ و ٣٧٦) ، وابن جني في (المبهج ـ ص ٦٧) ، والفيروزآبادي في (القاموس) مادة ق ت ت ، وتصحّف في (تعجيل المنفعة ـ ص ١٦٧ رقم (٤٢٠) إلى «قنة».

(٣) الطّفّ : بالفتح والفاء المشدّدة. أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية فيها. (معجم البلدان ٤ / ٣٥ ، ٣٦).

(٤) الأبيات بتقديم وتأخير واختلاف ببعض الألفاظ في : الاستيعاب لابن عبد البرّ ١ / ٣٧٩ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣٤٥ ، ٣٤٦ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٩١ (وقد سقط اسم سليمان بن قتة من النسخة المطبوعة بدار صادر) ، والبداية والنهاية ٨ / ٢١١ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٣١٨ ، ٣١٩.

ووردت الأبيات : الأول والثالث والرابع والخامس في (حماسة أبي تمام ٢ / ٩٦١ ، ٩٦٢ بشرح المرزوقي). وقد نسب ياقوت الحموي الأبيات إلى أبي دهبل الجمحيّ في (معجم البلدان ٤ / ٣٦).

١٠٨

٢٥ ـ حصين بن نمير السّكونيّ (١) أحد أمراء الشام ، وهو الّذي حاصر ابن الزّبير ، وقد مرّ من أخباره في الحوادث وأنّه قتل بالجزيرة سنة بضع وستين.

٢٦ ـ الحكم بن أبي العاص الثقفي (٢) توفّي سنة سبع وستّين.

٢٧ ـ حمزة بن عمرو الأسلمي (٣) ـ م د ن ـ الّذي له صحبة ورواية.

وروى أيضا عن : أبي بكر ، وعمر.

روى عنه : عروة بن الزبير ، وسليمان بن سياه ، وحنظلة بن علي الأسلمي ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وابنه محمد بن حمزة.

__________________

(١) انظر عن : حصين بن نمير في : تاريخ الطبري ، راجع فهرس الأعلام ١٠ / ٢٢٦) ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣٧٤ ـ ٣٧٦ ، والكامل في التاريخ (راجع فهرس الأعلام ١٣ / ١٠٣) ، ومروج الذهب ٣ / ٧١ و ٨٢ و ٩٤ و ٩٧ ، وفتوح البلدان للبلاذري ـ ص ٥٤ ، والمحاسن والمساوئ للبيهقي ١ / ١٠٣ ، والمعارف ٣٤٣ و ٣٥١ ، والعقد الفريد ٤ / ٣٩٠ ـ ٣٩٢ ، وتاريخ خليفة ٢٤٩ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٩٢ ، والعبر ١ / ٧٤ ، وميزان الاعتدال ١ / ٥٥٤ رقم ٢٠٩٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٨٤ رقم ٤٢٧ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٢٤ ـ ٢٢٦ ، واللباب ١ / ٥٥٠ ، والأنساب ٧ / ١٠٠ ، وجمهرة أنساب العرب ٤٢٩ ، والوافي بالوفيات ١٣ / ٨٨ ، ٨٩ رقم (٨٢) ، وأنساب الأشراف ـ ق ٣ / ٧٩.

(٢) مرّت ترجمته ومصادرها.

(٣) انظر عن (حمزة بن عمرو) في :

طبقات ابن سعد ٤ ج ٣١٥ ، مسند أحمد ٣ / ٤٩٤ ، طبقات خليفة ١١١ ، تاريخ خليفة ٢٣٥ ، التاريخ الكبير ٣ / ٤٦ رقم ١٧٣ ، مقدّمة مسند بقي بن مخلد ٩٨ رقم ٢٠١ ، الجرح والتعديل ٣ / ٢١٢ رقم ٩٢٨ ، الثقات لابن حبّان ٣ / ٧٠ ، مشاهير علماء الأمصار ١٦ رقم ٥١ ، المغازي للواقدي ٥٨٤ ، ٧٥٢ ، ١٠٤٣ ، ١٠٥٤ ، المعجم الكبير ٣ / ١٦٧ ـ ١٧٨ رقم ٢٣٨ ، الاستيعاب ١ / ٢٧٦ وفيه «حمزة بن عمر» ، المستدرك ٣ / ٥٢٠ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٠٦ ، الأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٢٨٠ ، تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٤٥٠ ـ ٤٥٢ ، الكامل في التاريخ ٤ / ١٠١ ، أسد الغابة ٢ / ٥٠ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١٦٩ رقم ١٣٢ ، تحفة الأشراف ٣ / ٨٠ ـ ٨٣ رقم ١١٦ ، تهذيب الكمال ٧ / ٣٣٣ ـ ٣٣٦ رقم ١٥١٠ ، مرآة الجنان ١ / ١٣٧ ، البداية والنهاية ٨ / ٢١٣ ، العبر ١ / ٦٥ ، الكاشف ١ / ١٩٠ رقم ١٢٤٧ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٣٩ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٥٢٠ ، الوافي بالوفيات ١٣ / ١٧٢ رقم ١٩٥ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٣١ ، ٣٢ رقم ٤٦ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٠٠ رقم ٥٧٣ ، الإصابة ١ / ٣٥٤ رقم ١٨٢٧ (حمزة بن عمر) ، النكت الظراف ٣ / ٨٢ ، حسن المحاضرة ١ / ١٩١ رقم ٧٣ ، رياض النفوس ٤٩ رقم ١١ ، طبقات علماء إفريقية ١٤ ـ ١٦ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٩٣ ، شذرات الذهب ١ / ٦٩.

١٠٩

وهو كان البشير إلى أبي بكر بوقعة أجنادين ، أخرج له مسلم ، وأبو داود ، والنّسائي ، وتوفّي سنة إحدى وستّين ، وقد أمّره النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على سريّة ، وكان رجلا صالحا يسرد الصوم (١).

ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من المهاجرين (٢).

وقال كثير بن زيد الأسلمي ، عن محمد بن حمزة ، عن أبيه قال : كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر ، فتفرّقنا في ليلة ظلماء دحمسة ، فأضاءت أصابعي حتّى جمعوا عليها ظهرهم ، [وما هلك منهم] (٣) ، وإنّ أصابعي لتنير (٤).

٢٨ ـ حميد بن ثور (٥) أبو المثنّى الهلالي ، شاعر مشهور إسلاميّ.

__________________

(١) الأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٢٨٠.

(٢) الطبقات الكبرى ٤ / ٣١٥.

(٣) إضافة من : التاريخ الكبير.

(٤) التاريخ الكبير ٣ / ٤٦ ، تهذيب ابن عساكر ٤ / ٤٥١ ، تهذيب الكمال ٧ / ٣٣٥ ، المعجم الكبير ٣ / ١٧٥ رقم ٢٩٩٠ وفيه : «وما سقط من متاعهم».

(٥) انظر عن (حميد بن ثور) في :

الأخبار الموفقيات ١٦٢ و ٣٨١ ، والبرصان والعرجان ٢٠٠ و ٢٩٦ و ٣٣٦ ، وطبقات الشعراء لابن سلام ١٩٢ ، والاقتضاب للبطليوسي ٤٥٨ ، ٤٥٩ ، وكنايات الجرجاني ٧ ، والحيوان الجاحظ (انظر فهرس الأعلام) ، والأمالي للقالي ١ / ١٣٣ و ١٣٩ و ١٦٩ و ٢٣٥ و ٢٤٨ و ٢٧٧ و ٢ / ٤٢ و ١١٣ و ١٤٦ ، و ٣٢٢ و ٣ / ٥٩ ، وذيل النوادر ٧٨ و ٨٦ ، والشعر والشعراء ١ / ٣٠٦ ـ ٣١٠ رقم ٥٩ ، وعيون الأخبار ٤ / ١٠٤ ، وأمالي المرتضى ١ / ٣١٩ و ٣٢٢ و ٥١١ و ٥١٢ و ٥٨١ و ٢ / ٣٢ ، و ٢١٣ ، والأغاني ٤ / ٣٥٦ ـ ٣٥٨ ، والمعجم الكبير للطبراني ٤ / ٥٤ ، ٥٥ رقم ٣٥٧ ، وثمار القلوب ٤٠٠ رقم ٦٣٧ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٧٤ ، وتهذيب ابن عساكر ٤ / ٤٥٩ ـ ٤٦٣ ، والاستيعاب ١ / ٣٦٧ ، ٣٦٨ ، ومعجم الأدباء ١١ / ٨ ـ ١٣ رقم ٢ ، وأسد الغابة ٢ / ٥٣ ، ٥٤ ، ووفيات الأعيان ٧ / ٧٣ ، والتذكرة السعدية ٢٤٧ رقم ١٥٣ ، والوافي بالوفيات ١٣ / ١٩٣ ، ١٩٤ رقم ٢٢١ ، وسمط اللآلي ٣٧٦ ، وتخليص الشواهد ٦٩ و ٧٩ و ٢١٤ ، والمصون في الأدب ، للعسكريّ ، تحقيق عبد السلام هارون ـ طبعة الكويت ١٩٦٠ ـ ص ٧٤ ، وشرح الشواهد للعيني ١ / ٥٦٢ ، وشرح الألفيّة للأشموني ـ تحقيق محمد محيي الدين ج ١ / ٢٢٢ ، وشرح المفصّل ، لابن يعيش ـ طبعة مصر ١٩٢٨ ـ ج ٤ / ١٣١ ، والمقرّب ، لابن عصفور ـ تحقيق أحمد عبد الستار الجواري وعبد الله الجبوري ، طبعة بغداد ١٩٧١ ـ ١٩٧٢ ـ ج ٢ / ٤٧ ، وهمع الهوامع ، للسيوطي ـ مطبعة السعادة بمصر ١٣٢٧ ه‍. ج ١ / ٤٩ ، والدرر اللوامع ، للشنقيطي ـ طبعة مصر ١٣٢٨ ه‍. ـ ج ١ / ٢١ ، والتصريح بمضمون التوضيح ـ للشيخ خالد ـ طبعة مصر ١٣٤٤ ه‍. ـ ج ١ / ٧٨ ، والإصابة ١ / ٣٥٦ رقم ١٨٣٤ ، ومعجم الشعراء في لسان العرب ١٣٢ ، ١٣٣ رقم ٢٨٦ ، وديوان حميد بن =

١١٠

أدرك النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالسّنّ ، وقال الشعر في أيام عمر ، ووفد على مروان وابنه عبد الملك وكان يشبّب بجمل ، وهو من فحول الشعراء المذكورين.

روى الزبير بن بكار ، عن أبيه ، أنّ حميد بن ثور وفد على بعض بني أميّة ، فقال : ما جاء بك؟ فقال :

أتاك بي الله الّذي فوق عرشه (١)

وخير ومعروف عليك دليل

ومطويّة الأقراب أمّا نهارها

فسيب (٢) وأما ليلها فذميل (٣)

ويطوي عليّ الليل حصنيه إنّني

لذاك إذا هاب الرجال فعول (٤)

 __________________

= ثور ـ جمعه وحقّقه عبد العزيز الميمني ـ طبعة دار الكتب المصرية ١٩٥١.

(١) في «الأغاني» ، وتهذيب ابن عساكر ، والإصابة «أتاك بي الله الّذي فوق من ترى».

(٢) هكذا في تهذيب ابن عساكر ، والسيب : المشي السريع. وفي بعض النسخ : «فسبت» وهو ضرب من سير الإبل.

(انظر الأغاني ٤ / ٣٥٨).

(٣) الذميل : السير اللّيّن.

(٤) في الأصل :

«وقطعي إليك الليل حضنه إنني

أليق إذا هاب الجبان فحول»

وما أثبتناه عن : الأغاني. وانظر تهذيب ابن عساكر ٤ / ٤٦٠ ، ولسان العرب (مادّة قرب).

١١١

[حرف الذال]

٢٩ ـ ذكوان مولى عائشة (١) ـ ع ـ روى عنه : عليّ بن الحسين ، وابن أبي مليكة ، وجماعة.

وكان قارئا ، فصيحا ، عالما.

__________________

(١) انظر عن (ذكوان مولى عائشة) في :

التاريخ الصغير ٨١ ، والتاريخ الكبير ٣ / ٢٦١ رقم ٨٩٦ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٢٦٤ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ٢٩٥ ، وترتيب الثقات للعجلي ١٥٠ رقم ٤٠٥ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٢٢٢ ، والجرح والتعديل ٣ / ٤٥١ رقم ٢٠٤٠ ، ٥٥٤ ، والأسماء والكنى للدولابي ٢ / ٨٥ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٣٣ ، وتهذيب الكمال ٨ / ٥١٧ ، ٥١٨ رقم ١٨١٥ ، والكاشف ١ / ٢٢٩ رقم ١٥٠٣ ، والوافي بالوفيات ١٤ / ٤١ رقم ٤٠ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٢٠ رقم ٤١٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٣٨ رقم ٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١١٢.

١١٢

[حرف الراء]

٣٠ ـ ربيعة بن عمرو (١) ويقال : ابن الحارث الجرشيّ ، أبو الغاز.

أدرك النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل له صحبة.

وله رواية عن : النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن سعد بن أبي وقّاص ، وأبي هريرة ، وعائشة.

روى عنه : خالد بن معدان ، وعليّ (٢) بن رباح ، وأبو هشام الغاز بن ربيعة ولده.

__________________

(١) انظر عن (ربيعة بن عمرو) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ٤٣٨ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ١٦٤ ، وطبقات خليفة ٣٠٨ ، والتاريخ الكبير ٣ / ٢٨١ رقم ٩٦٣ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٣١٨ و ٣٨٤ ، ٣٨٥ ، وتاريخ أبي زرعة ٢٣٣ ـ ٢٣٥ و ٦٩٢ ، والجرح والتعديل ٣ / ٤٧٢ ، ٤٧٣ رقم ٢١١٦ ، والثقات لابن حبّان ، تراجم الصحابة ٣ / ١٣٠ ، وتراجم التابعين ٦٥ ، ومشاهير علماء الأمصار ١١٥ رقم ٨٨٤ ، وترتيب الثقات للعجلي ١٥٩ رقم ٤٣٣ ، وحلية الأولياء ٦ / ١٠٥ رقم ٣٤١ ، والاستيعاب ٢ / ٥١٠ ، ٥١١ ، والمعجم الكبير ٥ / ٦١ ، ٦٢ رقم ٤٥١ ، والإكمال ٧ / ٤ ، والأنساب ٣ / ٢٢٨ ، وأسد الغابة ٢ / ١٧٠ ، ١٧١ ، والكاشف ١ / ٣٢٨ رقم ١٥٦٧ ، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ١٨٥ ، وجامع التحصيل ٢١٠ رقم ١٨٥ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ / ١٨١ ، والوافي بالوفيات ١٤ / ٨٩ ، ٩٠ رقم ١١١ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٦١ رقم ٤٩٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٤٧ رقم ٦٤ ، وتهذيب الكمال ٩ / ١٣٧ ـ ١٣٩ رقم ١٨٨٥ ، والإصابة ١ / ٥١٠ رقم ٢٦١٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١١٦ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٢ ، والزيارات ١٢ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤٠.

(٢) بالتصغير ، وفي الأصل «علا بن رباح» ، والتصحيح من : الاستيعاب ، والإصابة ، وتذكرة الحفّاظ للذهبي ، ومشتبه النّسبة ، له ، وكان هو يقول : لا أجعل في حلّ من سمّاني عليّا. =

١١٣

قال أبو المتوكّل النّاجي : سألت عن ربيعة الجرشيّ ـ وكان فقيه الناس في زمن معاوية (١).

وقال غيره : فقئت عين ربيعة الجرشيّ يوم صفّين مع معاوية ، وقتل يوم مرج راهط مع الضّحاك بن قيس (٢).

وقال عطيّة بن قيس ، عن ربيعة الجرشيّ ، إنّه كان يقول في قصصه : إنّ الله جعل الخير من أحدكم كشراك نعله ، وجعل الشّرّ منه مدّ بصره.

٣١ ـ ربيعة بن كعب (٣) ـ م ٤ ـ أبو فراس الأسلميّ المدني ، من أصحاب الصّفّة.

خدم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونزل بعد موته على بريد من المدينة ، له أحاديث.

روى عنه : أبو سلمة بن عبد الرحمن ، ونعيم المجمر ، ومحمد بن عمرو بن عطاء ، وأبو عمران الجوني.

توفّي أيام الحرّة ، وهو الّذي قال للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أسأل مرافقتك في الجنّة ، فقال : «أعنّي على نفسك بكثرة السجود» (٤).

__________________

= وكان بنو أميّة إذا سمعوا بمولود اسمه عليّ قتلوه ، فبلغ ذلك رباحا فقال هو «عليّ». قاله العلّامة الكوثري.

(١) الجرح والتعديل ٣ / ٤٧٣ ، وتهذيب الكمال ٩ / ١٣٩ ، والإصابة ١ / ٥١٠.

(٢) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٣٨.

(٣) انظر عن (ربيعة بن كعب) في : طبقات ابن سعد ٤ / ٣١٣ ، وتاريخ خليفة ٢٥١ ، وطبقات خليفة ١١١ ، ومسند أحمد ٤ / ٥٧ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٤٦٦ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٢٢ ، والجرح والتعديل ٣ / ٤٧٢ رقم ٢١١١ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ١٢٨ ، والاستيعاب ١ / ٥٠٦ ، ٥٠٧ ، وأنساب الأشراف ١ / ٢٧٣ ، والمعجم الكبير ٥ / ٥٠ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٥ رقم ١٧١ ، وحلية الأولياء ٢ / ٣١ ، ٣٢ رقم ١٢٩ ، والإكمال ٧ / ٥٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٣٦ ، وأسد الغابة ٢ / ١٧١ ، ١٧٢ ، وتهذيب الكمال ٩ / ١٣٩ ـ ١٤٢ رقم ١٨٨٦ ، وتحفة الأشراف ٣ / ١٦٨ رقم ١٤٩ ، والكاشف ١ / ٢٣٨ رقم ١٥٦٨ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ / ١٨١ ، والوافي بالوفيات ١٤ / ٨٨ رقم ١٠٧ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٦٢ ، ٢٦٣ رقم ٤٩٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٤٨ رقم ٦٥ ، والإصابة ١ / ٥١١ رقم ٢٦٢٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١١٦.

(٤) أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (١٢١٨) باب : ما يقول إذا استيقظ بالليل ، من =

١١٤

٣٢ ـ الربيع بن خثيم (١) ع إلّا د

أبو يزيد (٢) الثّوريّ الكوفي. من سادة التّابعين وفضلائهم.

روى عن : عبد الله بن مسعود ، وأبي أيّوب الأنصاريّ ، وعمرو بن ميمون.

روى عنه : إبراهيم النّخعيّ ، والشعبيّ ، وهلال بن يساف ، وآخرون.

وكان يعدّ من عقلاء الرجال ، توفّي قبل سنة خمس وستين.

وعن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال : كان الربيع بن خثيم إذا دخل على أبي لم يكن عليه إذن لأحد حتّى يفرغ كلّ واحد من صاحبه ، فقال

__________________

= طريق : معاذ بن فضالة ، عن هشام الدستوائي ، عن يحيى. ومسلم في الصلاة (٤٨٩) باب : فضل السجود والحثّ عليه ، من طريق : الحكم بن موسى ، وأبو داود في الصلاة (١٣٢٠) باب : وقت قيام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. والنسائي في الافتتاح ٢ / ٢٢٧ باب فضل السجود. وكلاهما عن : هشام بن عمّار ، عن الهقل بن زياد ، عن الأوزاعي. والترمذي في الدعوات (٣٤١٦) باب : ما جاء في الدعاء إذا انتبه من الليل. وابن ماجة في الحدود (٢٥٤٠) باب : إقامة الحدود ، مختصرا من حديث شيبان ، عن يحيى. والطبراني في المعجم الكبير ٥ / ٥٠ رقم (٤٥٧٠).

(١) انظر عن (الربيع بن خثيم) في :

طبقات ابن سعد ٦ / ١٨٢ ـ ١٩٣ ، وطبقات خليفة ١٤١ ، العلل لأحمد ١ / ٢٧ و ٢٦٩ رقم ٩١٧ ، والبيان والتبيين للجاحظ ١ / ٣٦٣ و ٢ / ١٠٥ و ٣ / ١٤٦ و ١٥٨ و ١٦٠ و ١٧٤ و ١٩٣ و ٤ / ٣٩ ، وفتوح البلدان ٣٩٦ ، وترتيب الثقات للعجلي ١٥٤ ـ ١٥٦ رقم ٤١٩ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٢٢٤ ، وعيون الأخبار ٢ / ٣٠٨ و ٣١٢ و ٣٧٢ و ٣ / ١٨٠ ، والمعارف ٧٤ و ٤٩٧ ، وتاريخ أبي زرعة ١١ / ٦٥٥ ـ ٦٥٧ و ٦٦٣ و ٦٨٢ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١٦٢ ، والجرح والتعديل ٣ / ٤٥٩ رقم ٢٠٦٨ ، والعقد الفريد ١ / ٢٧٥ و ٢ / ٤٢٤ و ٣ / ١٥٠ و ١٧١ و ١٧٩ ، ومشاهير علماء الأمصار ٩٩ ، ١٠٠ رقم ٧٣٧ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٠١ ، وحلية الأولياء ٢ / ١٠٥ ـ ١١٨ رقم ١٦٦ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٣٤ ، والزيارات ٧٩ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١٢٢ ، والكاشف ١ / ٢٣٥ رقم ١٥٤٢ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٢٥٨ ـ ٢٦٢ رقم ٩٥ ، وتهذيب الكمال ٩ / ٧٠ ـ ٧٦ رقم ١٨٥٩ ، وتذكرة الحفّاظ ١ / ٥٧ ، والوافي بالوفيات ١٤ / ٨٠ رقم ٩٢ ، وغاية النهاية ١ / ٢٨٣ رقم ١٢٦٣ ، وتهذيب ١ / ٢٤٤ رقم ٣٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١١٥ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢١٧ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٢٠٨.

(٢) في الأصل «أبو زيد» والتصحيح من مصادر الترجمة.

١١٥

عبد الله : يا أبا يزيد ، لو رآك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأحبّك وما رأيتك إلّا ذكرت المخبتين (١).

وقال سعيد بن مسروق ، عن منذر الثوري : كان الربيع بن خثيم إذا أتاه الرجل قال : اتّق الله فيما علمت ، وما استؤثر به عليك ، فكله إلى عالمه ، لأنا عليكم في العمد أخوف منّي عليكم في الخطأ (٢).

وعن الربيع قال : ما لا نبتغي به وجه الله يضمحلّ (٣).

وعن الشعبيّ قال : كان الربيع بن خثيم أشدّ أصحاب عبد الله ورعا (٤).

__________________

(١) المخبتون : المطمئنّون ، وقيل : المتواضعون الخاشعون لربهم. والخبر في : طبقات ابن سعد ٦ / ١٨٢ ، ١٨٣ ، وتهذيب الكمال ٩ / ٧٢ ، وحلية الأولياء ٢ / ١٠٦.

(٢) الخبر في : حلية الأولياء ٢ / ١٠٨ ، وطبقات ابن سعد ٦ / ١٨٥ ، وتهذيب الكمال ٩ / ٧٢ ، ٧٣ ، وهو أطول مما هنا.

(٣) طبقات ابن سعد ٦ / ١٨٦ ، تهذيب الكمال ٩ / ٧٢.

(٤) حلية الأولياء ٢ / ١٠٧ ، تهذيب الكمال ٩ / ٧٢.

١١٦

[حرف الزاي]

٣٣ ـ زيد بن أرقم (١) ع

ابن زيد بن قيس بن النعمان ، أبو عمرو ، ويقال : أبو عامر ، ويقال : أبو

__________________

(١) انظر عن (زيد بن أرقم) في :

سيرة ابن هشام ٣ / ٢٣٧ ، والمغازي للواقدي ٢١ و ٢١٦ و ٤٢٠ و ٧٥٧ و ٧٥٩ ، وطبقات ابن سعد ٦ / ١٨ ، وتاريخ خليفة ٢٦٤ ، وطبقات خليفة ٩٤ و ١٣٦ ، ومسند أحمد ٤ / ٣٦٦ ، والعلل له ١ / ٨٠ و ٩٤ و ١٢٠ و ٢٣٣ و ٢٥٦ و ٢٦٢ و ٣٠٥ و ٣٨٦ ، ومصنّف ابن أبي شيبة ١٣ رقم (١٥٧١٤) ، والتاريخ الكبير ٣ / ٣٨٥ رقم ١٢٨٣ ، والمعارف ٤٩٩ ، والتاريخ الصغير ٩٣ و ١٥٣ ، وأنساب الأشراف ١ / ٢٨٨ و ٣١٦ و ٢٣٠ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٤ رقم ٤٨ ، وتاريخ الطبري ١ / ٤٢ و ٢ / ٣١٠ و ٦٠٥ و ٦٠٧ و ٣ / ٣٨ و ١٥٨ ، ١٥٩ و ٥ / ٤٢٥ و ٤٥٦ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٢١٨ ، ٢١٩ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٠٣ ، وتاريخ واسط ١٠٣ و ١٧١ و ٢٨٨ ، والجرح والتعديل ٣ / ٥٥٤ رقم ٢٥٠٨ ، والمعجم الكبير ٥ / ١٨٣ ـ ٢٤٢ رقم ٤٨٥ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٦٥ ، ومشاهير علماء الأمصار ٤٧ رقم ٢٩٦ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ١٣٩ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٠٣ ، والاستيعاب ١ / ٥٥٦ ـ ٥٥٨ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٤٣ ، وتهذيب ابن عساكر ٥ / ٤٣٩ ـ ٤٤٢ ، والأخبار الموفّقيات ٥٧٨ ، والمستدرك ٣ / ٥٣٢ ، ٥٣٣ ، ومعجم البلدان ١ / ٨٧٩ ، وأسد الغابة ٢ / ٣١٩ ، ٣٢٠ ، والكامل في التاريخ ٢ / ٥٧ و ١٩٢ و ٢٣٥ و ٣٠٣ و ٤ / ٦٢ و ٨١ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١٩٩ رقم ١٨٤ ، والعبر ١ / ٧٣ و ٧٦ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٦٥ ـ ١٦٨ رقم ٢٧ ، والكاشف ١ / ٢٦٣ رقم ١٧٣٨ ، وتحفة الأشراف ٣ / ١٩١ ـ ٢٠٥ رقم ١٦٣ ، وتهذيب الكمال ١٠ / ٩ ـ ١٢ رقم ٢٠٨٧ ، وتاريخ الإسلام (المغازي) ٢٠٢ و ٢٦٤ و ٢٦٥ و ٢٦٦ و ٢٦٧ و ٤٩١ و ٤٩٦ و ٤٩٧ و ٧١٠ ، و (عهد الخلفاء الراشدين) ٤٥ و ٢٠٤ و ٦٢٦ و ٦٢٩ و ٦٣٢ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ / ١٩٦ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٣٢ ، ٥٣٣ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٢٢ رقم ٢٦ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٣٨١ ، وتهذيب =

١١٧

سعيد ، ويقال أبو أنيسة ، الأنصاريّ الخزرجيّ ، نزيل الكوفة.

قال له النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ صدّقك يا زيد» ، وكان قد نقل إليه أنّ ابن أبيّ قال في غزوة تبوك : (لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ) ، فتوقّف النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نفله ، فنزلت الآية بتصديقه (١).

وقال زيد : غزوت مع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبع عشرة غزوة (٢).

ولزيد رواية كثيرة ، روى عنه : عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وأبو عمرو الشيبانيّ ـ واسمه سعد بن إياس ـ وطاوس ، وعطاء ، ويزيد بن حيّان (٣) التّيميّ ، وأبو إسحاق السبيعيّ ، وطائفة.

قال ابن إسحاق : حدّثني عبد الله بن أبي بكر ، عن بعض قومه ، عن زيد بن أرقم قال : كنت يتيما في حجر عبد الله بن رواحة ، فخرج بي معه إلى مؤتة مردفيّ على حقيبة رحله (٤).

وعن عروة قال : ردّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد نفرا استصغرهم ، منهم ابن عمر ، وأسامة ، والبراء ، وزيد بن ثابت ، وزيد بن أرقم ، وجعلهم حرسا للذراري والنساء بالمدينة (٥).

وروى يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن زيد قال : رمدت ، فعادني

__________________

= التهذيب ٣ / ٣٩٤ ، ٣٩٥ رقم ٧١٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٧٢ رقم ١٥٦ ، والإصابة ١ / ٥٦٠ رقم ٢٨٧٣ ، والنكت الظراف ٣ / ١٩٢ ـ ١٩٧ ، وخلاصة تذهيب التذهيب ١٢٦ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٥٤ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٤ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٦٣ ، ودول الإسلام ١ / ٥٠ ، والمعين في طبقات المحدثين ٢١ رقم ٤١ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤٣.

(١) أخرجه البخاري في تفسير سورة المنافقين ٨ / ٤٩٤ و ٤٩٦ و ٤٩٧ ، ومسلم في أول صفات المنافقين (٢٧٧٢) ، والترمذي (٣٣١٤) ، وأحمد في المسند ٤ / ٣٧٣ ، والطبراني (٥٠٥٠) ، وابن هشام في السيرة ٣ / ٢٣٧.

(٢) الأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٢١٨.

(٣) في الأصل «حبان» والتصحيح من خلاصة تذهيب التهذيب.

(٤) الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٢ ، الإصابة ١ / ٥٦٠.

(٥) انظر سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ٣ / ٢٩ وليس بين الأسماء زيد بن أرقم. والطبراني في المعجم الكبير (٤٩٦٢).

١١٨

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «يا زيد إن كانت عينك عميت لما بها كيف تصنع»؟ قلت : أصبر وأحتسب ، قال : «إن فعلت دخلت الجنّة» (١).

وروي نحوه بإسناد آخر (٢).

وفي «مسند أبي يعلى» من طريق أنيسة بنت زيد بن أرقم ، أنّ أباها عمي بعد موت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم ردّ الله عليه بصره.

وقال أبو المنهال : سألت البراء عن الصّرف ، فقال : سل زيد بن أرقم ، فإنّه خير منّي ، وأعلم.

قال خليفة ، والمدائني : توفّي سنة ستّ وستّين ، وقال الواقدي وغيره : توفّي سنة ثمان وستّين.

٣٤ ـ زيد بن خالد الجهنيّ (٣) صحابيّ مشهور.

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ٣٧٥ ، والطبراني (٥٠٥٢) ، وأبو داود مختصرا (٣١٠٢) ، والحاكم في المستدرك ١ / ٣٤٢ وصحّحه ، ووافقه الذهبي في تلخيصه.

(٢) أخرجه الطبراني (٥١٢٦) من طريق : أميّة بن بسطام ، حدّثنا معتمر بن سليمان ، حدّثتنا نباتة بنت بريد ، عن حمادة ، عن أنيسة بنت زيد بن أرقم ، عن أبيها ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل على زيد بن أرقم يعوده من مرض كان به قال : «ليس عليك من مرضك هذا بأس ، ولكن كيف بك إذا عمّرت بعدي فعميت»؟ قال : إذا أحتسب وأصبر. قال : «إذا تدخل الجنة بغير حساب». قال : فعمي بعد ما مات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم ردّ الله عليه بصره ، ثم مات رحمه‌الله.

(٣) انظر عن (زيد بن خالد) في :

طبقات ابن سعد ٤ / ٣٤٤ ، ومسند أحمد ٤ / ١١٤ و ٥ / ١٩٢ ، والعلل له ١ / ٨٠ ، والعلل لابن المديني ٦٦ ، وطبقات خليفة ١٢٠ ، وتاريخ خليفة ٢٦٥ و ٢٧٧ ، والتاريخ الكبير ٣ / ٣٨٤ ، ٣٨٥ رقم ١٢٨٢ ، والمعارف ٢٧٩ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٣ رقم ٤١ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤٢٢ و ٤٣٢ ، ٤٣٣ و ٢ / ٢٨ و ٢٧١ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٧٩ ، والجرح والتعديل ٣ / ٥٦٢ رقم ٢٥٤٠ ، والمغازي للواقدي ٥٨٩ و ٦٨١ ، ومشاهير علماء الأمصار ١٦ رقم ٥٤ ، وجمهرة أنساب العرب ٤٤٥ ، والمعجم الكبير ٥ / ٢٥٩ ـ ٢٩٨ رقم ٥٠٠ ، والاستيعاب ١ / ٥٥٨ ، ٥٥٩ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٤٢ ، والتبيين ٢٠٦ ، وأسد الغابة ٢ / ٢٢٨ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٤٧١ و ٤ / ٤٤٩ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٦٦ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٠٣ رقم ١٨٨ ، وتحفة الأشراف ٣ / ٢٢٩ ـ ٢٤٤ رقم ١٦٧ ، وتهذيب الكمال ١٠ / ٦٣ ، ٦٤ رقم ٢١٠٤ ، والزيارات ٩٤ ، والكاشف =

١١٩

قال خليفة (١) : توفّي سنة ثمان وستّين.

سيعاد.

__________________

= ١ / ٢٦٥ رقم ١٧٥١ ، والعبر ١ / ٧٦ و ٨٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢١ رقم ٤٣ ، وتاريخ الإسلام (المغازي) ٤٣٥ ، و (عهد الخلفاء الراشدين) ٤١١ و ٤٢٦ ، ودول الإسلام ١ / ٥٦ ، ومرآة الجنان ١ / ١٥٨ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٤١ رقم ٤٢ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٦٦ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٤١٠ ، ٤١١ رقم ٧٤٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٧٤ رقم ١٧٧ ، والنكت الظراف ٣ / ٢٣٤ ـ ٢٤٣ ، والإصابة ١ / ٥٦٥ رقم ٢٨٩٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٢٨.

(١) في الطبقات ١٢٠.

١٢٠