تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

بعدها ، وكان من فضلاء الصحابة.

روى عنه : أنس ، وسعيد بن المسيّب ، وعطاء بن يسار ، وعبد الله بن رباح الأنصاري ، وعلي بن رباح ، وعبد الله بن معبد الزّمّانيّ (١) ، وعمرو بن سليم الزرقيّ ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وابنه عبد الله بن أبي قتادة ، ونافع مولاه ، وآخرون.

وقال الواقدي : اسم أبي قتادة النعمان.

وقال الهيثم بن عديّ : عمر.

وقال ابن معين (٢) والبخاري (٣) وغيرهما : الحارث بن ربعي.

وفي حديث ثابت البناني ، عن عبد الله بن رباح ، عن أبي قتادة في مسيرهم إعوازهم الماء ، وأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نعس ، فدعمته غير مرّة ، فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «حفظك الله بما حفظت به نبيّه» (٤).

وقال حمّاد ، عن أيوب ، عن محمد ، إنّ أبا قتادة قتل مسعدة رأس المشركين (٥).

وقال إياس بن سلمة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «خير فرساننا أبو قتادة ، وخير رجّالتنا سلمة بن الأكوع» (٦).

__________________

(١) في الأصل «الرمّاني» والتصحيح من (اللباب ٢ / ٧٣) حيث قيّده : بكسر الزاي وتشديد الميم المفتوحة وفي آخرها نون .. نسبة إلى زمّان بن مالك بن صعب .. بطن من ربيعة .. إلخ.

(٢) في التاريخ ٧٢٠.

(٣) في التاريخ الكبير ٢ / ٢٥٨.

(٤) أخرجه مسلم في المساجد مطوّلا (٨٦١) باب قضاء الصلاة الفائتة ، من طريق سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن عبد الله بن رباح ، عن أبي قتادة. وأحمد في المسند ٥ / ٣٠٢ من طريق : محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن قتادة ، والطبراني في المعجم الكبير ٣ رقم (٣٢٧١) من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن عبد الله بن رباح.

(٥) الخبر في : سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ٤ / ٩١ ، ٩٢ ، والمغازي للواقدي ٢ / ٥٤٤ ، ٥٤٥ ، والمعجم الصغير للطبراني ٢ / ١٥٢ ، والمستدرك للحاكم ٣ / ٤٨٠ ، والاستيعاب ٤ / ١٦١ ، والمغازي للذهبي (بتحقيقنا) ٥٨٤ ، ٥٨٥.

(٦) أخرجه مسلم في حديث مطوّل (١٨٠٧) في غزوة ذي قرد ، من طرق ، عن عكرمة بن عمار ، =

٣٤١

توفي سنة أربع وخمسين ، وقيل سنة اثنتين وخمسين ، وشهد مع علي مشاهده كلّها.

أم قيس بنت محصن (١) ، ـ ع ـ.

أخت عكّاشة ، من المهاجرات الأول ، رضي‌الله‌عنها.

روى عنها : مولاها عديّ بن دينار ، ووابصة بن معبد ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعمرة ، ونافع موليا حمنة ، وغيرهم.

تأخّرت وفاتها.

أم كرز الكعبية (٢) ، ـ ع ـ الخزاعية المكّيّة.

لها صحبة ورواية.

__________________

= وأحمد في المسند ٤ / ٥٢ ، ٥٣ ، والطبراني في المعجم الكبير ٣ / رقم (٣٢٧٠) من طريق أبي الوليد الطيالسي ، عن عكرمة بن عمّار ، بهذا الإسناد ، وهو حسن.

(١) انظر عن (أم قيس بنت محصن) في :

طبقات ابن سعد ٨ / ٢٤٢ ، وطبقات خليفة ٣٣٦ ، ومسند أحمد ٦ / ٣٥٥ ، والمستدرك ٤ / ٦٨ ، والمعجم الكبير ٢٥ / ١٧٧ ، وسيرة ابن هشام ٢ / ١١٣ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٠ رقم ١١٧ ، والاستيعاب ٤ / ٤٨٥ ، ٤٨٦ ، وأسد الغابة ٥ / ٦٠٩ ، ٦١٠ ، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ٥٠ ، والمعارف ٢٧٣ ، والكاشف ٣ / ٤٤٣ رقم ٢٠٠ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ٤٧٦ رقم ٢٩٧٦ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٦٢٣ رقم ٧٠ ، والإصابة ٤ / ٤٨٥ ، ٤٨٦ رقم ١٤٥٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٩٩ ، وتحفة الأشراف ١٣ / ٩٦ ـ ٩٨ رقم ٩٤٦ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٧٠٥ ، والنكت الظراف ١٣ / ٩٦ ، ٩٧.

(٢) انظر عن (أم كرز الكعبية) في :

طبقات ابن سعد ٨ / ٢٩٤ ، والمغازي للواقدي ٦١٤ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٧ رقم ١٨٨ ، وفتوح البلدان ٣٢٨ ، والمعجم الكبير ٢٥ / ١٦٤ ـ ١٦٨ ، ومسند أحمد ٦ / ٣٨١ و ٤٢٢ و ٤٦٤ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٧٤٢ ، وطبقات خليفة ٤٠٤ ، والكاشف ٣ / ٤٤٣ رقم ٢٠١ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٣٦٥ رقم ٧٧٦ ، والخراج وصناعة الكتابة ٣٦٣ ، وأسد الغابة ٥ / ٦١١ ، والاستيعاب ٤ / ٤٩٣ ، وتحفة الأشراف ١٣ / ٩٨ ـ ١٠٢ رقم ٩٤٧ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٧٠٥ ، والإصابة ٤ / ٤٨٨ ، ٤٨٩ رقم ١٤٦٧ ، والنكت الظراف ١٣ / ١٠١ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ٤٧٧ رقم ٢٩٧٧ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٦٢٣ رقم ٧١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٩٩.

٣٤٢

روى عنها : سماع بن ثابت ، وطاووس ، وعروة ، ومجاهد ، وعطاء بن أبي رباح.

وتأخّرت وفاتها.

أبو لبابة (١) ، ـ خ م د ق ـ بن عبد المنذر الأنصاري المدني.

قد ذكرنا في خلافة عثمان أيضا له ترجمة (٢) ، وإنما ذكرته هنا لرواية سالم بن عبيد الله ، ونافع ، وعبيد الله بن أبي يزيد ، عنه.

أبو محذورة (٣) ، ـ م ٤ ـ الجمحيّ المكّي المؤذّن.

__________________

(١) اسمه : بشير أو رفاعة. انظر عنه في :

مسند أحمد ٣ / ٤٣٠ و ٤٥٢ و ٤٥٣ و ٥٠٢ ، والمغازي للواقدي. و ١٠١ و ١١٥ و ١٥٩ و ١٨٠ و ١٨٢ و ٢٨١ و ٣٠٣ و ٥٠٥ ـ ٥٠٩ و ٨٠٠ و ٨٩٦ و ١٠٤٧ و ١٠٧٢ ، وطبقات ابن سعد ٣ / ٤٥٦ ، ٤٥٧ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٧٢٣ ، وطبقات خليفة ٨٤ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٤٧٧ ، وتاريخ خليفة ٩٦ ، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ٢ / ٢٥٥ و ٣٣٠ ، ٣٣١ و ٣ / ١٨١ ، ١٨٢ و ٤ / ١٧٢ ، وتهذيب سيرة ابن هشام ١٣٨ و ٢٠٠ و ٢٠١ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٧٠٣ ، والمعارف ١٥٤ و ٣٢٥ و ٥٩٧ ، والتاريخ الكبير ٣ / ٣٢٢ رقم ١٠٩٢ ، والجرح والتعديل ٣ / ٤٩١ رقم ٢٢٢٧ ، وتاريخ الطبري ١ / ١١٣ و ٢ / ٤٧٨ و ٤٨١ و ٤٨٥ و ٥٨٣ ـ ٥٨٥ و ٣ / ١١١ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٥١ ، ومشاهير علماء الأمصار ١٧ رقم ٥٦ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٣٤ ، والاستيعاب ٤ / ١٦٨ ـ ١٧٠ ، والمعجم الكبير ٥ / ٤٢ رقم ٤٣٨ ، والمستدرك ٣ / ٦٣٢ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٣ رقم ١٤٥ ، والإكمال لابن ماكولا ٤ / ١٦٧ ، وأسد الغابة ٥ / ٢٨٤ ، ٢٨٥ ، وتحفة الأشراف ٩ / ٢٧٥ ـ ٢٧٨ ، رقم ٦٥٣ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٦٤١ و ١٦٤٢ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٦٣٢ ، والكاشف ٣ / ٣٢٩ رقم ٣٥٠ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٨ رقم ١٥٠ ، ووفيات الأعيان ١ / ١٩٠ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ١٦٤ رقم ٤٦٣٨ ، والبداية والنهاية ٧ / ٢٢٣ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ٢١٤ رقم ٩٩٠ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٤٦٧ رقم ١ ، والنكت الظراف ٩ / ٣٧٥ ، ٣٧٦ ، والإصابة ٤ / ١٦٨ رقم ٩٨١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٥٨ ، وعيون الأخبار ١ / ١٤١ ، وأنساب الأشراف ١ / ٢٤١ و ٢٩٤.

(٢) انظر الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من هذا التاريخ بتحقيقنا ـ ص ٣٦١ و ٦٦٨.

(٣) انظر عن (أبي محذورة) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ٤٥٠ ، وطبقات خليفة (أوس بن معير) ٢٤ و ٢٧٨ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٧ رقم ١٩٤ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٢٣ و ٣ / ٨٥ و ٣٥٦ ، والمحبّر ١٦١ ، والمغازي للواقدي ١٥١ (أوس بن المعير) والتاريخ لابن معين ٢ / ٧٢٤ ، والمعارف ٣٠١ =

٣٤٣

له صحبة ورواية ، اختلفوا في اسمه وفي نسبه ، وهو أوس بن معير على الصحيح. وهو من مسلمة الفتح.

روى عنه : ابنه عبد الملك ، وزوجته ، والأسود بن يزيد ، وابن أبي مليكة ، وعبد الله بن محيريز الجمحيّ ، وغيرهم.

وكان من أحسن الناس وأنداهم صوتا. قاله الزبير بن بكار ، قال : وأنشدني عمّي لبعضهم :

أما وربّ الكعبة المستورة

وما تلا محمد من سوره

والنّغمات من أبي محذوره

لأفعلنّ فعلة مذكورة (١)

توفي سنة تسع وخمسين ، وكان مؤذّن المسجد الحرام ، علّمه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأذان (٢).

أبو مسعود الأنصاري (٣).

__________________

= و ٣٠٥ و ٥٦١ ، ومسند أحمد ٣ / ٤٠٨ و ٦ / ٤٠١ ، والمستدرك ٤ / ٥١٤ ، ٥١٥ ، والتاريخ الصغير ٥٧ و ٦٤ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٤٧٦ و ٦٠٢ (سمرة بن معير) ، والاستيعاب ٤ / ١٧٧ ـ ١٨٠ ، وأسد الغابة ٥ / ٢٩٢ ، والمعجم الكبير ٧ / ٢٠٣ ـ ٢١١ رقم ٦٨٠ / (سمرة بن معير) ، والتاريخ الكبير ٤ / ١٧٧ ، ١٧٨ رقم ٢٤٠٣ ، والجرح والتعديل ٤ / ١٥٥ رقم ٦٨٠ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٨ رقم ١٥١ ، والكاشف ٣ / ٣٣١ رقم ٣٦٣ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٢٦٦ ، ٢٦٧ رقم ٤١٧ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٥٦ ، ٥٧ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٥٢٦ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٤٥١ ، ٤٥٢ رقم ٤٤٠٤ و ١٥ / ٤٥٦ رقم ٦١٣ ، وسيرة ابن هشام ٢ / ٣٥٢ ، وأنساب الأشراف ١ / ٣٠٠ ، ومشاهير علماء الأمصار ٣١ رقم ١٦٠ ، وجمهرة أنساب العرب ١٦٢ وق ٤ ج ١ / ٢١١ ، ٢١٢ ، وتحفة الأشراف ٩ / ٢٨٥ ـ ٢٨٧ رقم ٦٥٦ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٦٤٤ ، والكنى والأسماء ١ / ٥٢ ، والنكت الظراف ٩ / ٢٨٥ ، والإصابة ٤ / ١٧٦ رقم ١٠١٨ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ٢٢٢ رقم ١٠١٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٤٦٩ رقم ٢٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٥٩ ، والمنتخب من ذيل المذيل ٥٦٤.

(١) الرجز في : الاستيعاب ٤ / ١٧٨ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٤٥١.

(٢) انظر : طبقات ابن سعد ٥ / ٤٥٠.

(٣) هو أبو مسعود البدريّ. انظر عنه في :

المغازي للواقدي ٢٩٥ و ٣٣١ و ٧٢٤ ، وطبقات ابن سعد ٦ / ١٦ ، وطبقات خليفة ٩٦ =

٣٤٤

مرّ سنة أربعين (١) ، وقال الواقدي : مات في آخر خلافة معاوية بالمدينة.

أم هانئ (٢) ، ـ ع ـ

بنت أبي طالب الهاشمية ، اسمها فاختة ، وقيل هند.

__________________

= و ١٣٦ ، وتاريخ خليفة ٢٠٢ ، والمحبّر لابن حبيب ٢٩٠ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٤١٠ ، والزهد لأحمد ٢٣٥ ، والمسند له ٤ / ١١٨ ـ ١٢٢ ، و ٥ / ٢٧٢ ـ ٢٧٥ ، والتاريخ الكبير ٦ / ٤٢٩ رقم ٢٨٨٤ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٣ رقم ٣٧ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤٤٩ ، ٤٥٠ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥٧٦ ، وأنساب الأشراف ١ / ٢٤٥ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٥٤ ، وتاريخ الطبري ٤ / ١٢٩ و ٣٣٥ و ٣٥٢ و ٤٢٢ و ٥ / ٣٨ و ٩٣ ، والجرح والتعديل ٦ / ٣١٣ رقم ١٧٤٠ ، والاستبصار ١٣٠ ، والاستيعاب ٣ / ١٠٥ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٦٢ ، ومشاهير علماء الأمصار ٤٤ رقم ٢٧٠ ، وأمالي المرتضى ١ / ٧٥ ، ولباب الآداب لابن منقذ ١٣ و ٢٨١ ، وأسد الغابة ٥ / ٢٩٦ ، ٢٩٧ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٢٦٧ رقم ٤٢٤ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤٧٩ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٩٤٨ ، وتحفة الأشراف ٧ / ٣٢٥ ـ ٣٤٢ رقم ٣٨٠ ، والعبر ١ / ٤٦ ، والكاشف ٢ / ٢٣٨ رقم ٣٩٠٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٤ رقم ٩١ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٤٩٣ ـ ٤٩٦ رقم ١٠٣ ، ومرآة الجنان ١ / ١٠٧ ، والنكت الظراف ٧ / ٣٢٦ ـ ٣٤٢ ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٢٤٧ ـ ٢٤٩ رقم ٤٤٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٧ رقم ٢٤٩ ، والإصابة ٢ / ٤٩٠ ، ٤٩١ رقم ٥٦٠٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٦٩.

(١) انظر ترجمته في الجزء الخاص بالخلفاء الراشدين من هذا التاريخ ـ ص ٦٥٧ ـ ٦٥٩.

(٢) انظر عن (أم هانئ) في :

طبقات ابن سعد ٨ / ٤٧ و ١٥١ ، وطبقات خليفة ٣٣٠ ، ومسند أحمد ٦ / ٣٤٠ و ٤٢٣ ، والمعارف ٣٩ و ١٢٠ و ٢٠٣ و ٤٧٩ ، والجرح والتعديل ٩ / ٤٦٧ رقم ٢٣٨٣ ، وسيرة ابن هشام ١ / ١٦٩ ، و ٢ / ٤٧ و ٥٢ و ٥٣ و ٤ / ٣٧ و ٥٣ و ٦٢ ، والمغازي للواقدي ٦٩٤ و ٨٢٩ و ٨٣٠ و ٨٤٧ و ٨٤٨ و ٨٦٨ و ١٠٩٩ ، والمحبّر لابن حبيب ٦٤ و ٩٧ و ٣٩٦ و ٤٠٦ ، وتاريخ اليعقوبي ١ / ٢٤٠ و ٢ / ٢٦ و ٥٩ ، والمعرفة والتاريخ ٣ / ٢٢٢ ، ٢٢٣ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٦ رقم ٧٠ ، وتاريخ الطبري ١ / ٢٩٥ و ٢٩٦ و ٣ / ٦٤ و ١٦٩ و ١٨٣ و ٢١٤ و ٥ / ٩٢ و ٦ / ٨٤ ، والمعجم الكبير ٢٤ / ٤٠٥ ـ ٤٣٩ و ٢٥ / ١٣٦ ، ١٣٧ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٤٦٦ ، وتحفة الأشراف ١٢ / ٤٤٩ ـ ٤٥٩ رقم ٩٠٤ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٦٩٠ ، وفتوح البلدان ٣٥ ، والعقد الفريد ٦ / ٨٩ ، وأنساب الأشراف ١ / ٣٦٢ و ٤٥٩ ، وق ٤ ج ١ / ٣١ ، وجمهرة أنساب العرب ١٤ و ١٤١ ، والمستدرك ٤ / ٥٢ ، والاستبصار ٣٥٩ ، والاستيعاب ٤ / ٥٠٣ ، ٥٠٤ ، والأخبار الطوال ١٧٣ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ٢ / ٣٦٦ رقم ٧٨٢ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٦١٣ و ١٦١٥ و ٢٣٢٣ ، ونسب قريش ٣٩ ، والمنتخب من ذيل المذيّل ٦١٩ ، وأسد الغابة ٥ / ٦٢٤ ، والكاشف ٣ / ٤٤٤ رقم ٢١٣ ، =

٣٤٥

أسلمت عام الفتح ، وصلّى ابن عمّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بيتها يوم الفتح صلاة الضحى ، وقال لها : «قد أجرنا من أجرت يا أمّ هانئ» ، وكانت قد أجارت رجلا (١).

روى عنها : حفيدها يحيى بن جعدة ، ومولاها أبو صالح باذام ، وكريب مولى ابن عباس ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعروة ، ومجاهد ، وعطاء ، وآخرون.

لها عدّة أحاديث ، وتأخّر موتها إلى بعد الخمسين ، وكانت تحت هبيرة ابن عمرو بن عائذ المخزومي ، فهرب يوم الفتح إلى نجران ، وولدت له : عمرو بن هبيرة وهانئا ، ويوسف ، وجعدة.

قال ابن إسحاق : لما بلغ هبيرة إسلام أمّ هانئ قال أبياتا منها :

وعاذلة هبّت بليل تلومني

وتعذلني بالليل ضلّ ضلالها

وتزعم أنّي إن (٢) أطعت عشيرتي

سأردى وهل يرديني (٣) إلّا زوالها(٤)

فإن كنت قد تابعت دين محمد

وقطّعت (٥) الأرحام منك حبالها

فكوني على أعلى سحيق بهضبة

ململمة غبراء يبس اختلفوا بلالها(٦)

__________________

= والمغازي (من تاريخ الإسلام) ٥٥٥ ، والسيرة النبويّة ٢٤٥ و ٢٧١ و ٢٧٢ و ٣١٨ و ٤٢٢ و ٥٩٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٣١ رقم ١٨١ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٣١١ ـ ٣١٤ رقم ٥٦ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ٤٨١ رقم ٢٩٩٥ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٦٢٥ رقم ٩٥ ، والإصابة ٤ / ٥٠٣ رقم ١٥٣٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٥٠٠ ، والنكت الظراف ١٢ / ٤٥١ ـ ٤٥٨.

(١) أخرجه البخاري في الجهاد ٦ / ١٩٥ ، ١٩٦ باب أمان النساء وجوارهن ، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها (٨٢ / ٣٣٦) باب استحباب صلاة الضحى ، ومالك في الموطّأ ١ / ١٥٢ في قصر الصلاة ، باب صلاة الضحى.

(٢) في الاستيعاب ٤ / ٥٠٣ «لئن».

(٣) كذا في سيرة ابن هشام ، وأسد الغابة ، وفي الأصل «سأوذي وهل يؤذيني».

(٤) في السيرة «زيالها».

(٥) في السيرة ، والاستيعاب «وعطّفت».

(٦) في المغازي للواقدي «يبس تلالها». وفي الاستيعاب :

٣٤٦

أبو هريرة الدوسيّ رضي‌الله‌عنه (١) ـ ع ـ

ودوس قبيلة من الأزد ، اختلفوا في اسمه ، واسمه عبد شمس.

__________________

=

«ممنّعة لا تستطاع قلاعها».

وانظر الأبيات من جملة أبيات في سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ٤ / ٦٢ ، ٦٣ ، والمغازي للواقدي ٢ / ٨٤٩ ، والاستيعاب ٤ / ٥٠٣ ، ٥٠٤ ، والاشتقاق لابن دريد ١٥٢ ، ونسب قريش ٣٩ ، وأسد الغابة ٥ / ٦٢٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٣١٣.

(١) انظر عن (أبي هريرة) في :

مسند أحمد ٢ / ٢٢٨ و ٥ / ١١٤ ، وطبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٢ ـ ٣٦٤ و ٤ / ٣٢٥ ـ ٣٤١ ، وطبقات خليفة ١١٤ ، وتاريخ خليفة ٢٢٥ و ٢٢٧ ، والمعارف ٢٧٧ و ٢٧٨ و ٢٨٥ ، وسيرة ابن هشام ١ / ٢٢ و ٩٣ و ٢ / ١٧٧ و ٢٠٥ و ٢١٣ و ٢٧٩ و ٢٩٨ و ٣ / ٥ و ٣٨ و ٥٢ و ٦١ و ٦٨ و ١٧١ و ١٧٩ و ٢٦٦ و ٢٨٨ و ٤ / ٩ و ١٧ و ١٨ و ٤٧ و ٢٤٢ و ٢٨٤ و ٣٠٦ و ٣٠٧ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤٨٦ و ٣ / ١٦٠ ـ ١٦٢ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ١١١ ، ١١٢ ، والبرصان والعرجان ٣١ و ٧٩ و ١٣٧ و ١٧١ و ١٧٧ و ٢٨٤ و ٣٠٨ و ٣٤٠ و ٣٥٨ ، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ٤٤٢ ، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد ٩ ، رقم ١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٣ و ١٥٧ و ١٦١ و ١٩٩ و ٢٣٨ ، وربيع الأبرار (انظر فهرس الأعلام) ٤ / ٥٠٥ ، والمحبّر ٨١ و ٨٥ ، والسير والمغازي لابن إسحاق ١٤٧ و ٢١٩ و ٢٨١ و ٢٨٢ و ٢٨٤ و ٢٨٦ ، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ١٢٤٧ ، وترتيب الثقات للعجلي ٥١٣ رقم ٢٠٦١ ، وحلية الأولياء ١ / ٣٧٦ ـ ٣٨٥ رقم ٨٥ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٧٢٨ ، ٧٢٩ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٢١٣ و ١٤٧٩ و ١٤٨٥ ، والزيارات ١٩ و ٣٣ و ٦٥ و ٩٢ ، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) ٧ / ٩٥ ، وأنساب الأشراف ١ / ١٣٦ و ٢٧٢ و ٣٨٣ و ٤١٢ و ٤٢٠ و ٤٢١ و ٤٢٨ و ٤٣٢ ، و ٣ / ٤ و ٣٠١ وق ٤ ج ١ / ١٢٧ و ٢١٢ و ٥٦٣ و ٥٩٣ و ٥٩٧ ، وفتوح البلدان ١٥ و ٩٩ ـ ١٠١ ، والخراج وصناعة الكتابة ٢٦٤ و ٢٨٠ ، والمستدرك ٣ / ٥٠٦ ـ ٥١٤ ، والاستبصار ٢٩١ ، وفتوح الشام للأزدي ١٦ ، وثمار القلوب ٢٢ و ٩٦ و ١١١ و ١١٢ و ٢٨٩ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ١٣٧ و ٤٢٦ ، و ٢ / ٣٦ و ١٧٥ و ٢١٥ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٢١ و ٣٠ ، وأسد الغابة ٥ / ٣١٥ ـ ٣١٧ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٢٧٠ رقم ٤٣٦ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٢٤٢ و ٣٧٥ و ٣٩٩ و ٥٠٩ و ٣ / ١١٥ و ٢٦٥ و ٤ / ١٨١ و ٦ / ٣٥ و ١٦٤ و ٢٧٤ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٨١ ، ٣٨٢ ، ومشاهير علماء الأمصار ١٥ رقم ٤٦ ، وتاريخ أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام) ٢ / ١٠٢٤ ، ١٠٢٥ ، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) ٤ / ١٨٨ ، والبدء والتاريخ ٥ / ١١٣ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٦١ ، والاستيعاب ٤ / ٢٠٢ ـ ٢١٠ ، وتحفة الأشراف ٩ / ٢٩٢ ـ ٥٠٥ ، وكامل الجزء العاشر من التحفة ، و ١١ / ٣ ـ ١٠٩ رقم ٦٦٣ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٦٥٤ ، والوفيات لابن قنفذ ٧١ ، والزاهر للأنباري (انظر فهرس الأعلام) ٢ / ٦٢٨ ، وصفة الصفوة ١ / ٦٨٥ ـ ٦٩٤ رقم ٩٧ ، والزيارات ١٩ و ٣٣ و ٦٥ و ٩٢ ، وآثار البلاد ٧١ و ١٠٨ و ٣٧٧ ، والزهد لأحمد ٢٢١ ـ ٢٢٣ ، والزهد لابن المبارك (انظر فهرس الأعلام) (ح) و (ع) ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٤٣ ، ٤٤ رقم ٨ ، =

٣٤٧

وقال : كناني أبي بأبي هريرة ، لأني كنت أرعى غنما فوجدت أولاد هرّ وحشيّ ، فأخذتهم ، فلما رآهم أخبرته ، فقال : أنت أبو هرّ.

قال : وكان اسمي في الجاهلية عبد شمس.

وقال المحرّر بن أبي هريرة : اسم أبي : عمرو بن عبد غنم.

وساق ابن خزيمة من حديث محمد بن عمرو بن أبي سلمة ، عن أبي هريرة عبد شمس ، وقال : هذه دلالة واضحة أنّ اسمه كان عبد شمس ، فإنه إسناد متّصل ، وهو أحسن إسنادا من سفيان بن حسين ، عن الزّهري ، عن المحرّر ، اللهمّ إلا أن يكون كان له اسمان قبل الإسلام.

وقال أحمد بن حنبل : اسمه عبد شمس ، ويقال : عبد غنم ، ويقال سكين.

وقال ابن أبي حاتم (١) : اسمه عبد شمس ، ويقال عبد غنم ، ويقال عامر ، قال : وسمّي في الإسلام عبد الله ، ويقال عبد الرحمن.

وقد استوعب الحافظ ابن عساكر أكثر ما ورد في اسمه. وكان أحد الحفّاظ المعدودين في الصحابة.

روى عنه : ابن عباس ، وأنس ، وجابر ، وسعيد بن المسيّب ، وعلي بن

__________________

= والعبر ١ / ٦٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٥٧٨ ـ ٦٣٢ رقم ١٢٦ ، والكاشف ٣ / ٣٤١ رقم ٤٣٣ ، وتاريخ الإسلام (المغازي) (انظر فهرس الأعلام) ٧٦٩ و (السيرة النبويّة) (انظر فهرس الأعلام) ٦٣٦ ، و (عهد الخلفاء الراشدين) (انظر فهرس الأعلام) ٧٢٠ ، ٧٢١ ، ودول الإسلام ١ / ٤٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٨ رقم ١٥٢ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٠٦ ـ ٥١٤ ، والتاريخ الكبير ٦ / ١٣٢ ، ١٣٣ رقم ١٩٣٨ ، وجامع الأصول ٩ / ٩٥ ، والجرح والتعديل ٦ / ٤٩ ، ٥٠ رقم ٢٦٤ ، والبداية والنهاية ٨ / ١٠٣ ، ومرآة الجنان ١ / ١٣٠ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٣٦١ ، وغاية النهاية ١ / ٣٧٠ رقم ١٥٧٤ ، والنكت الظراف ٩ / ٢٩٦ ـ ٥٠٤ وكامل الجزء العاشر ، و ١١ / ٧ ـ ١٠٩ ، والإصابة ٤ / ٢٠٢ ـ ٢١١ رقم ١١٩٠ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ٢٦٢ ـ ٢٦٧ رقم ١٢١٦ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٤٨٤ رقم ١٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٦٢ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٥٠ ، وطبقات الحفّاظ ٩ ، وتدريب الراويّ للسيوطي ٢ / ٢١٦ ، وشذرات الذهب ١ / ٦٣.

(١) الجرح والتعديل ٦ / ٤٩.

٣٤٨

الحسين ، وعروة ، والقاسم ، وسالم ، وعبيد الله بن عبد الله ، والأعرج ، وهمّام بن منبّه ، وابن سيرين ، وحميد بن عبد الرحمن الزّهري ، وحميد بن عبد الرحمن الحميري ، وأبو صالح السّمّان ، وزرارة بن أوفى ، وسعيد بن أبي سعيد المقبري (١) ، وأبوه ، وسعيد بن مرجانة ، وشهر بن حوشب ، وأبو عثمان النهدي ، وعطاء بن أبي رباح ، وخلق كثير.

قدم من أرض دوس مسلما هو وأمّه وقت فتح خيبر.

قال البخاري (٢) : روى عنه ثمانمائة رجل أو أكثر.

قلت : يروى له نحو من خمسة آلاف حديث وثلاثمائة وسبعين حديثا ، في الصحيحين ، منها ثلاثمائة وخمسة وعشرون حديثا ، وانفرد البخاري أيضا له بثلاثة وتسعين ، ومسلم بمائة وتسعين (٣). وبلغنا أنه كان رجلا آدم ، بعيد ما بين المنكبين ، ذا ضفيرتين ، أفرق الثنيّتين ، يخضب شيبته بالحمرة ، ولما أسلم كان فقيرا من أصحاب الصّفّة ، ذاق جوعا وفاقة ، ثم استعمله عمر وغيره ، وولي إمرة المدينة في زمن معاوية ، فمرّ في السوق يحمل حزمة حطب ، وهو يقول : أوسعوا الطريق للأمير.

وقال أسامة بن زيد ، عن عبد الله بن رافع : قلت لأبي هريرة : لم اكتنيت بأبي هريرة؟ قال : أما تفرق منّي! قلت : بلى والله إنّي لأهابك ، قال : كنت أرعى غنم أهلي ، وكانت لي هريرة صغيرة ، فكنت أضعها في شجرة بالليل ، فإذا كان النهار ذهبت بها معي ، فلقّبت بها ، وكان من أصحاب الصّفة.

أخرجه الترمذي (٤).

وقال المقبري ، عن أبي هريرة قلت : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أسمع منك

__________________

(١) في الأصل «المقري».

(٢) التاريخ الكبير ٦ / ١٣٢ وليس في ترجمته ما جاء هنا ، والنص في (البداية والنهاية).

(٣) في (خلاصة التذهيب ٤٦٢) : «انفرد (خ) بتسعة وسبعين ، و (م) بثلاثة وتسعين».

(٤) في المناقب (٣٨٤٠) ، وابن سعد في الطبقات ٤ / ٣٢٩ ، وقد حسّنه الترمذي.

٣٤٩

أشياء فلا أحفظها ، فقال : «أبسط رداءك» ، فبسطته ، فحدّث حديثا كثيرا ، فما نسيت شيئا حدّثني به (١).

وقال الوليد بن عبد الرحمن «عن ابن عمر» أنه قال لأبي هريرة : أنت كنت ألزمنا لرسول الله وأحفظنا لحديثه (٢).

وقال الأعرج : سمعت أبا هريرة يقول : إنكم تقولون إنّي أكثر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والله الموعد ، كنت رجلا مسكينا أخدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ملء بطني ، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق ، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «يوما : «من بسط ثوبه فلن ينسى شيئا سمعه منّي» ، فبسطت ثوبي ، حتى قضى حديثه ، ضممته إليّ فما نسيت شيئا سمعته بعد (٣).

وقال أبو معشر ، عن محمد بن قيس قال : كان أبو هريرة يقول : لا تكنوني أبا هريرة ، كناني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أبا هرّ ، قال لي : «ثكلتك أمّك أبا هرّ» ، والذكر خير من الأنثى (٤).

وقال ابن المسيّب ، عن أبي هريرة : شهدت خيبر مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وقال قيس بن أبي حازم عنه : جئت يوم خيبر بعد ما فرغوا من القتال.

وقال ابن سيرين ، عنه : لقد رأيتني أصرع بين القبر والمنبر من الجوع ، حتى يقول الناس : مجنون (٥).

__________________

(١) أخرجه البخاري في كتاب العلم ١ / ٣٨ باب : حفظ العلم ، والترمذي في المناقب (٣٩٢٣) باب : مناقب أبي هريرة رضي‌الله‌عنه. وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة.

(٢) إسناده صحيح ، أخرجه الترمذي في المناقب (٣٩٢٥) وحسّنه ، وأحمد في المسند ٢ / ٣ ذكره مطوّلا.

(٣) أخرجه البخاري ١ / ١٩٠ و ٥ / ٢١ و ١٣ / ٢٧١ ، ومسلم (٢٢٩٤) من طريق الزهري ، عن الأعرج.

(٤) تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) ١٩ / ١٠٩ ب.

(٥) حلية الأولياء ١ / ٣٧٨ ، صفة الصفوة ١ / ٦٩١.

٣٥٠

وتمخّط مرّة فقال : الحمد لله الّذي تمخّط أبو هريرة في الكتّان ، لقد رأيتني وإني لأخّر من الجوع ، فيجلس الرجل على صدري ، فأرفع رأسي ، فأقول : ليس الّذي ترى ، إنّما هو الجوع (١).

وقال أبو كثير السّحيميّ : حدّثني أبو هريرة قال : والله ما خلق الله مؤمنا يسمع بي إلا أحبّني ، قلت : وما علمك بذاك؟ قال : إنّ أمّي كانت مشركة ، وكنت أدعوها إلى الإسلام ، وكانت تأبي عليّ ، فدعوتها يوما ، فأسمعتني في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما أكره ، فأتيته أبكي ، وسألته أن يدعو لها ، فقال : «اللهمّ أهد أمّ أبي هريرة» ، فخرجت أعدو أبشّرها ، فأتيت فإذا الباب مجاف ، وسمعت خضخضة الماء ، وسمعت حسّي فقالت : كما أنت ، ثم فتحت ، وقد لبست درعها ، وعجّلت عن خمارها ، فقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فرجعت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبكي من الفرح ، فأخبرته فقلت : أدع الله يا رسول الله أن يحبّبني وأمّي إلى عباده المؤمنين ، فقال : اللهمّ حبّب عبيدك هذا وأمّه إلى عبادك المؤمنين ، وحبّبهم إليهما». هذا حديث صحيح ، أظنّه في مسلم (٢).

أيّوب ، عن محمد قال : تمخّط أبو هريرة وعليه ثوب من كتّان ممشّق ، فتمخّط فيه ، وقال : بخ بخ ، يتمخط أبو هريرة في الكتّان ، لقد رأيتني أخّر فيما بين منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحجرة عائشة ، يجيء الجائي يظنّ بي جنونا (٣).

شعبة ، عن محمد بن زياد قال : رأيت على أبي هريرة كساء خزّ (٤).

وقال قتادة وغير واحد : كان أبو هريرة يلبس الخزّ.

__________________

(١) أخرجه البخاري في الاعتصام ١٣ / ٢٥٨ باب ما ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحضّ على اتفاق أهل العلم ... ، والترمذي في الزهد (٢٣٦٧) باب ما جاء في معيشة أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وابن سعد في الطبقات ٤ / ٣٢٧.

(٢) أقول : هو كما ظنّ المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ في فضائل الصحابة (٢٤٩١) ، وفي مسند أحمد ٢ / ٢١٩ ، ٢٢٠ ، وتاريخ دمشق ١٩ / ١١٢ ب ، وصفة الصفوة ١ / ٦٨٧.

(٣) ذكر نحوه ابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٦٩١.

(٤) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٣٣.

٣٥١

قيس بن الربيع ، عن أبي حصين ، عن خبّاب بن عروة قال : رأيت أبا هريرة عليه عمامة سوداء (١).

إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن أبي هريرة قال : هاجرت ، فأبق منّي غلام في الطريق ، فلما قدمت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بايعته ، وجاء الغلام ، فقال لي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا أبا هريرة هذا غلامك» ، قلت : هو حرّ لوجه الله ، فأعتقته (٢).

عفّان : ثنا سليم بن حيّان ، عن أبيه ، سمع أبا هريرة يقول : نشأت يتيما ، وهاجرت مسكينا ، وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان ، بطعام بطني وعقبة رجلي ، وكنت أخدم إذا نزلوا ، وأحدو إذا ركبوا ، فزوّجنيها الله ، فالحمد لله الّذي جعل الدّين قواما ، وجعل أبا هريرة إماما (٣).

ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، أكريت نفسي من ابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي ، فقالت لي : لتردنّ حافيا ، ولتركبنّ قائما ، ثم زوّجنيها الله بعد (٤).

وقد دعا لنفسه ، وأمّن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على دعائه.

فقال النسائي : أنبأ محمد بن صدران : ثنا الفضل بن العلاء ، عن إسماعيل بن أميّة ، عن محمد بن قيس ، عن أبيه ، أنّ رجلا جاء زيد بن ثابت ، فسأله عن شيء ، فقال : عليك بأبي هريرة ، بينما أنا وأبو هريرة وفلان ذات يوم في المسجد ندعو ونذكر ربّنا ، إذ خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى جلس إلينا فسكتنا ، فقال : «عودوا للذي كنتم فيه» ، فدعوت أنا وصاحبي ،

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٣٣.

(٢) أخرجه البخاري في العتق (٥ / ١١٧) باب إذا قال لعبده : هو لله ونوى العتق ، وأحمد في المسند ٢ / ٢٨٦ ، وابن سعد في الطبقات ٤ / ٣٢٥ ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ٣٧٩ ، وابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٦٨٦.

(٣) أخرجه أبو نعيم في الحلية ١ / ٣٧٩ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٩ / ١٢٣ أ ، وابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٦٨٦.

(٤) انظر حلية الأولياء ١ / ٣٨٠.

٣٥٢

فأمّن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على دعائنا ، ثم دعا أبو هريرة فقال : اللهمّ إنّي أسألك مثل صاحبي ، وأسألك علما لا ينسى ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «آمين» ، فقلنا : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحن نسألك كذلك ، فقال : «سبقكما بها الغلام الدوسيّ» (١).

قال الطبراني : لا يروى إلا بهذا الإسناد.

وقال أبو نضرة (٢) العبديّ ، عن الطفاوي قال : قرأت على أبي هريرة بالمدينة ستة أشهر ، فلم أر من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجلا أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف منه ، فدخلت عليه ذات يوم ومعه كيس فيه نوى أو حصى يسبّح به.

وقال ابن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم ، عن مالك بن أبي عامر الأصبحي قال : جاء رجل إلى طلحة بن عبيد الله فقال : يا أبا محمد أرأيت هذا اليماني ـ يعني أبا هريرة ـ لهو أعلم بحديث رسول الله منكم ، منه أشياء لا نسمعها منكم ، أم يقول على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما لم يقل؟ قال : أمّا أن يكون سمع من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما لم نسمع فلا أشكّ ، كنّا أهل بيوتات وعمل وغنم ، فنأتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طرفي النهار ، وكان مسكينا لا مال له ، ضيفا على باب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يده مع يده ، ولا أجد أحدا فيه خير ، يقول على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما لم يقل (٣).

وقال محمد بن سعد (٤) : ثنا محمد بن عمر : ثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه ، عن زياد بن مينا قال : كان ابن عباس ، وابن عمر ، وأبو سعيد ، وأبو هريرة ، وجابر يفتون بالمدينة ، ويحدّثون عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من لدن توفّي

__________________

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٥٠٨ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٩ / ١١٥ أب.

(٢) في الأصل «أبو نصرة» والتصويب من (خلاصة التذهيب ٤٧١) واسمه : المنذر بن مالك.

(٣) أخرجه الترمذي (٣٩٢٦) وقال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث محمد بن إسحاق ، وقد رواه يونس بن بكير وغيره عن محمد بن إسحاق. وصحّحه الحاكم في المستدرك ٣ / ٥١١ ، و ٥١٢ ووافقه الذهبي في تلخيصه ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٩ / ١٢١ أ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ١٠٩.

(٤) في طبقاته ٢ / ٣٧٢.

٣٥٣

عثمان إلى أن توفّوا ، وهؤلاء الخمسة ، إليهم صارت الفتوى.

وقال أبو سعد السمعاني : سمعت أبا القاسم المعمّر المبارك بن أحمد الأرحبي يقول : سمعت أبا القاسم يوسف بن علي الزنجاني الفقيه : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآباذي ، سمعت أبا الطّيب الطبري يقول : كنّا في حلقة النظر بجامع المنصور ، فجاء شاب خراساني ، فسأل عن مسألة المصرّاة (١) ، فطالب بالدليل ، فاحتجّ المستدلّ بحديث أبي هريرة الوارد فيها (٢) ، فقال الشابّ ـ وكان حنفيا ـ : أبو هريرة غير مقبول الحديث ، فما استتمّ كلامه حتى سقطت عليه حيّة عظيمة من سقف الجامع ، فوثب الناس من أجلها ، وهرب الشابّ وهي تتبعه ، فقيل له : تب تب ، فغابت الحيّة ، فلم ير لها أثر (٣).

الزنجاني ممّن برع في الفقه على أبي إسحاق ، توفي سنة خمسمائة.

وقال حمد بن زيد ، عن العباس بن فرّوخ الحريري : سمعت أبا عثمان النهدي قال : تضيّف أبا هريرة سبعا ، فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا ، يصلّي هذا ، ثم يوقظ هذا هذا ويصلّي ، فقلت : يا أبا هريرة كيف تصوم؟ قال : أصوم من أول الشهر ثلاثا (٤).

قال الدّانيّ : عرض أبو هريرة القرآن على أبيّ بن كعب قرأ عليه من

__________________

(١) المصرّاة : هي الناقة أو البقرة أو الشاة التي يحبس البائع لبنها في ضرعها أياما ليظنّ المشتري أنها غزيرة اللبن.

(٢) الحديث في الموطأ ٢ / ٦٨٣ ، ٦٨٤ في البيع ، باب ما ينهى عنه من المساومة والمبايعة. وأخرجه البخاري ٤ / ٣٠٩ ، ومسلم (١١ / ١٥١٥) عن : يحيى بن يحيى ، عن مالك ، عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «ولا تصرّوا الإبل والغنم ، فمن ابتاعها بعد ذلك ، فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها ، إن رضيها أمسكها ، وان سخطها ردّها ، وصاعا من تمر».

(٣) قال الحافظ ـ رحمه‌الله ـ في سير أعلام النبلاء ٢ / ٦١٩ : «وأبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول عليه‌السلام وأدائه بحروفه. وقد أدّى حديث المصرّاة بألفاظ ، فوجب علينا العلم به ، وهو أصل برأسه».

(٤) أخرجه أبو نعيم في الحلية ١ / ٣٨٢ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٩ / ١٢٢ ب ، وأحمد في الزهد ٢٢١ ، وابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٦٩٢ ، وابن حجر في الإصابة.

٣٥٤

التابعين : عبد الرحمن بن هرمز.

وقال قتيبة بن مهران : ثنا سليمان بن مسلم : سمعت أبا جعفر يحكي لنا قراءة أبي هريرة في : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (١) يحزنها شبه الرثاء.

وروى عمر بن أبي زائدة ، عن أبي خالد الوالبي ، أنه كان إذا قرأ بالليل خفض طورا ورفع طورا ، وذكر أنها قراءة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قلت : وكان أبو هريرة ممّن يجهر «ببسم الله» في الصلاة (٢).

وفي «البخاري» من حديث المقبري : مرّ أبو هريرة بقوم ، بين أيديهم شاة مصلّية ، فدعوه أن يأكل ، فأبى وقال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج من الدنيا وما شبع من خبز الشعير.

وعن شراحبيل أنّ أبا هريرة كان يصوم الخميس والاثنين (٣).

وقال خالد الحذّاء (٤) عن عكرمة إنّ أبا هريرة كان يسبّح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة ، ويقول : أسبّح بقدر ذنبي (٥).

همّام بن يحيى : ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طليحة أنّ عمر قال لأبي هريرة : كيف وجدت الإمارة؟ قال : بعثتني وأنا كاره ، ونزعتني وقد أحببتها ، وأتاه بأربعمائة ألف من البحرين قال : أظلمت أحدا؟ قال : لا ، قال : فما جئت به لنفسك؟ قال : عشرين ألفا ، قال : من أين أصبتها؟ قال :

__________________

(١) أول سورة التكوير.

(٢) الثابت عن أبي هريرة أنه لم يجهر بها ، مثل أبي بكر وعمر وعثمان. انظر : مسلم (٣٩٩) ، وأحمد في المسند ٣ / ٢٦٤ ، وابن خزيمة (٤٩٨) ، والترمذي (٢٤٦) ، والنسائي ٢ / ١٣٥ ، والدار الدّارقطنيّ ١١٩ ، وفتح الباري ٢ / ١٨٨ ، فقد روى أحمد ٤ / ٨٥ ، والترمذي (٢٤٤) والنسائي ٢ / ١٣٥ عن ابن عبد الله بن مغفل قال : سمعني أبي وأنا أقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال : أي بنيّ إياك والحدث ، قد صليت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يقولها ، فلا تقلها ، إذا أنت صلّيت فقل : الحمد لله رب العالمين.

(٣) تاريخ دمشق ١٩ / ١٢٢ ب.

(٤) هو : خالد بن مهران الحذّاء أبو المنازل البصري. (انظر : تهذيب التهذيب ٣ / ١٢٠).

(٥) تاريخ دمشق ١٩ / ١٢٢ ب.

٣٥٥

كنت أتّجر ، قال : انظر رأس مالك ورزقك فخذه ، واجعل الآخر في بيت المال (١).

وقال محمد بن سيرين : استعمل عمر أبا هريرة على البحرين ، فقدم بعشرة آلاف ، فقال له عمر : استأثرت بهذه الأموال يا عدوّ الله وعدوّ كتابه ، قال : لست بعدوّ الله ولا عدوّ كتابه ، ولكنّي عدوّ من عاداهما ، قال : فمن أين هذا؟ قال : خيل نتجت لي وغلّة رقيق ، وأعطية تتابعت عليّ ، فنظروا فوجدوه كما قال (٢). ثم بعد ذلك دعاه عمر ليستعمله فأبى.

وروى معمر ، عن محمد بن زياد قال : كان معاوية يبعث أبا هريرة على المدينة ، فإذا غضب عليه بعث مروان وعزل أبا هريرة ، فلم يلبث أن نزع مروان وبعث أبا هريرة ، فقال لغلام أسود : قف على الباب ، فلا تمنع أحدا إلا مروان ، ففعل الغلام ، ودخل الناس ، ومنع مروان ، ثم جاء نوبة فدخل وقال : حجبنا منك ، فقال : إنّ أحقّ من لا ينكر هذا لأنت (٣).

قلت : كأنه بدا منه نحو هذا في حقّ أبي هريرة.

وقال ثابت البناني ، عن أبي رافع قال : كان مروان (٤) ربما استخلف أبا هريرة على المدينة ، فيركب حمارا ببردعة ، وخطامه ليف ، فيسير فيلقى الرجل فيقول : الطريق ، قد جاء الأمير. وربما أتى الصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الأعراب ، فلا يشعرون بشيء حتى يلقي نفسه بينهم ، ويضرب برجليه ، فيفزع الصبيان ويفرّون (٥).

وعن ثعلبة بن أبي مالك قال : أقبل أبو هريرة في السوق يحمل حزمة حطب ، وهو يومئذ خليفة لمروان ، فقال : أوسع الطريق للأمير (٦).

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٣٥ ، ٣٣٦.

(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٤ / ٣٣٥ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ١١٣.

(٣) تاريخ دمشق ١٩ / ١٢٥ أ.

(٤) «مروان» ساقطة من الأصل ، والاستدراك من (البداية والنهاية ٨ / ١١٣).

(٥) تاريخ دمشق ١٩ / ١٢٥ أ.

(٦) حلية الأولياء ١ / ٣٨٤ ، تاريخ دمشق ١٩ / ١٢٥ أ.

٣٥٦

وقال سعيد المقبري : دخل مروان علي أبي هريرة في شكواه فقال : شفاك الله يا أبا هريرة ، فقال : اللهمّ إنّي أحبّ لقاءك فأحبّ لقائي قال : فما بلغ مروان القطّانين حتى مات (١).

وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن عمير بن هانئ قال : قال أبو هريرة : اللهمّ لا تدركني سنة ستين ، فتوفّي فيها أو قبلها بسنة (٢).

قال الواقدي : توفي أبو هريرة سنة تسع وخمسين ، وله ثمان وسبعون سنة. وهو الّذي صلّى على عائشة في رمضان سنة ثمان وخمسين (٣).

وقال هشام بن عروة : مات أبو هريرة وعائشة سنة سبع وخمسين ، تابعه المدائني ، وعلي بن المديني ، وغيرهما (٤).

وقال أبو معشر (٥) ، وحمزة ، وعبد الرحمن بن مغراء ، والهيثم بن عديّ ، ويحيى بن بكير : توفي سنة ثمان وخمسين.

وقال الواقدي : وقبله محمد بن إسحاق ، وبعده أبو عبيد ، وأبو عمر الضرير ، ومحمد بن عبد الله بن نمير : توفي سنة تسع وخمسين (٦).

وقيل صلّى عليه الوليد بن عتبة بالمدينة ، ثم كتب إلى معاوية بوفاته ، فكتب إلى الوليد : ادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم ، وأحسن جوارهم ، فإنه كان ممّن ينصر عثمان ، وكان معه في الدار.

وقيل : كان الذين تولوا حمل سريره ولد عثمان (٧).

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٣٩ وفيه «فما بلغ مروان وسط السوق حتى مات» ، وتاريخ دمشق ١٩ / ١٢٨ ى.

(٢) فتح الباري ١٣ / ٨.

(٣) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٤٠ ، ٣٤١.

(٤) وهو المعتمد ، كما قال ابن حجر في الإصابة.

(٥) «معشر» ساقطة من الأصل ، والتصحيح من (شذرات الذهب ج ١ ص ٦٣).

(٦) قال الحافظ في الإصابة ٤ / ٢١١ : والمعتمد قول هشام بن عروة.

(٧) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٤٠ ، المستدرك ٣ / ٥٠٨.

٣٥٧

أبو اليسر السلمي (١) ـ م ٤ ـ

من أعيان الأنصار ، اسمه كعب بن عمرو ، وشهد العقبة (٢) وله عشرون سنة ، وهو الّذي أسر [ابن] العباس يوم بدر (٣).

روى عنه : صيفيّ مولى أبي أيّوب الأنصاري ، وعبادة بن الوليد الصّامتي ، وموسى بن طلحة بن عبيد الله ، وحنظلة بن قيس الزّرقيّ ، وغيرهم.

وكان دحداحا قصيرا ، ذا بطن ، وهو الّذي انتزع راية المشركين يوم بدر (٤) ، وقد شهد صفّين مع علي.

وتوفي بالمدينة سنة خمسة وخمسين ، وقال بعضهم : وهو آخر من مات من البدريّين.

* * *

آخر هذه الطبقة ، والحمد لله وحده دائما.

قال المؤلف ، رحمه‌الله : فرغت منها في صفر سنة اثنتي عشرة.

__________________

(١) انظر عن (أبي اليسر السلمي) في :

طبقات ابن سعد ٣ / ٥٨١ ، وسيرة ابن هشام ٢ / ١٠٥ و ٢٨٧ و ٣٥١ و ٣٥٢ و ٣ / ٢٨٥ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٤٧٦ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣١٩ ، ومسند أحمد ٣ / ٤٢٧ ، والمغازي للواقدي ١٤٠ و ١٤٩ و ١٥١ و ١٧٠ و ٢٤٧ و ٢٩٦ و ٦٦٠ و ٨٣٩ و ٨٥٦ ، وأنساب الأشراف ١ / ١٤٤ و ١٤٧ و ٢٩٨ و ٣٠٠ و ٣٠٢ و ٣٢١ و ٣٥٨ ، ومشاهير علماء الأمصار ١٨ رقم ٦٩ ، والمنتخب من ذيل المذيّل ٥٧٤ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٦٠ ، وطبقات خليفة ١٠٢ ، وتاريخ خليفة ٢٢٣ ، وأسد الغابة ٥ / ٣٢٣ ، والكامل في التاريخ ٢ / ١٢٨ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٦٢ ، ومقدمة مسند بقي بن مخلد ٩٦ رقم ١٨٠ ، والاستيعاب ٤ / ٢١٩ ، ومقاتل الطالبيين ٦٥ ، وتاريخ الطبري ٢ / ٤٦٣ ، والمعارف ١٥٥ و ٣٢٧ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٣٠٦ ـ ٣٠٨ رقم ٤٦١ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١١٤٧ ، والبداية والنهاية ٨ / ٧٨ ، ومرآة الجنان ١ / ١٢٨ ، وتاريخ الإسلام (المغازي) ١١٧ و ١٢٥ ، و (السيرة النبويّة) ٣٠٧ ، و (عهد الخلفاء الراشدين) ٥٤٥ و ٥٧٨ و ٥٨٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٦ رقم ١١١ ، ودول الإسلام ١ / ٤١ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤٣٧ ، ٤٣٨ رقم ٧٩١ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٣٥ رقم ٥١ ، والإصابة ٤ / ٢٢١ رقم ١٢٥٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢١.

(٢) سيرة ابن هشام ٢ / ١٠٥.

(٣) هو عبد الله بن العباس. انظر : مقاتل الطالبيين ٦٥.

(٤) سيرة ابن هشام ٢ / ٢٨٧.

٣٥٨

(بعون الله وتوفيقه تمّ تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام» للحافظ الذهبيّ ، على يد الفقير إليه تعالى ، خادم العلم «عمر بن عبد السلام التدمريّ الطرابلسيّ» ، الأستاذ الدكتور ، ووافق ذلك يوم الجمعة الثالث من شهر شعبان سنة ١٤٠٧ ه‍. الموافق الثالث من نيسان ١٩٨٧ ، بمنزله بساحة النجمة ، بمدينة طرابلس الشام ، حرسها الله. والحمد لله ربّ العالمين).

٣٥٩
٣٦٠