تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وروى أبو عامر الخزّاز ، عن أبي يزيد المديني ، عن عائشة قالت : جاء مخرمة بن نوفل يستأذن ، فلما سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صوته قال : «بئس أخو العشيرة» ، فلما دخل بشّ به ، فلما خرج ، قلت له في ذلك ، فقال : «يا عائشة ، أعهدتني فحّاشا ، إنّ شرّ الناس من يتّقى شرّه» (١).

توفي مخرمة ـ رحمه‌الله ـ سنة أربع وخمسين ، وله مائة وخمس عشرة سنة (٢).

مسلم بن عقيل (٣) ، بن أبي طالب الهاشمي.

قدّمه ابن عمّه الحسين رضي‌الله‌عنه بين يديه إلى الكوفة ، ليكشف له كيف اجتماع الناس على الحسين ، فدخل سرّا ، ونزل على هانئ المرادي ، فطلب عبيد الله بن زياد أمير الكوفة هانئا ، فقال : ما حملك على أن تجير عدوّي؟! قال : يا بن أخي ، جاء حق هو أحق من حقّك ، فوثب عبيد الله فضربه بعنزة شكّ دماغه بالحائط ، ثم أحضر مسلما من داره فقتله ، وذلك في آخر سنة ستين (٤).

__________________

= باب القباء ، ومسلم في الزكاة (١٠٥٨) باب إعطاء من سأل بفحش غلظة ، وأبو داود (٤٠٢٨) والترمذي (٢٨١٨) والنسائي ٨ / ٢٠٥ ، وأحمد في المسند ٤ / ٢٢٨.

(١) أخرجه البخاري في الأدب ١٠ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ باب لم يكن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاحشا ولا متفاحشا ، ومسلم في البر والصلة (٢٥٩١) باب مداراة من يتّقى فحشه ، وأبو داود (٤٧٩١) والترمذي (١٩٩٦) وأحمد ٦ / ٣٩ وكلهم من طريق : محمد بن المنكدر ، عن عروة ، عن عائشة.

وأبو عامر الخزاز هو : صالح بن رستم (أسد الغابة ٥ / ١٢٦) والحديث في فتح الباري ١٠ / ٣٧٩.

(٢) المنتخب من ذيل المذيل ٥١٨.

(٣) انظر عن (مسلم بن عقيل) في :

المحبّر ٥٦ و ٢٤٥ و ٤٨٠ و ٤٩١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٤٢ ، ٢٤٣ ، والمعارف ٢٠٤ ، والأخبار الطوال ٢٣٠ و ٢٣١ و ٢٣٣ ـ ٢٣٦ و ٢٣٨ و ٢٣٩ و ٢٤١ ـ ٢٤٣ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٣٤٧ و ٣٤٨ و ٣٥٠ و ٣٥١ و ٣٥٤ و ٣٥٦ و ٣٥٧ و ٣٦٠ و ٣٦٢ و ٣٦٤ ـ ٣٦٦ و ٣٦٨ ـ ٣٨١ و ٣٨٩ و ٣٩١ و ٣٩٧ و ٣٩٨ و ٤٢٥ و ٥٦٩ و ٥٧٠ ، والعقد الفريد ٤ / ٣٧٧ ، ٣٧٨ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٨٨٥ ، ١٨٨٦ و ١٨٩٢ ـ ١٩٠٠ و ٢٣٠٠ ، وجمهرة أنساب العرب ٦٩ و ٤٠٦ ، ومقاتل الطالبيين ٨٠ و ٩٦ ـ ٩٩ و ١٠١ و ١٠٦ و ١٠٩ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١٩ و ٢١ و ٢٢ و ٢٥ ـ ٢٨ و ٣٠ ـ ٣٦ و ٤٢ و ٤٣ و ٤٨ و ٦٢ و ٩٣ و ٥ / ٤٢٨.

(٤) انظر تاريخ الطبري ٥ / ٣٦٨ ـ ٣٨١.

٣٠١

المستورد بن شدّاد (١) ، ـ م د ت ن ـ بن عمرو القرشي الفهري.

له صحبة ورواية ، ولأبيه أيضا صحبة.

وعنه : قيس بن أبي حازم ، وعلي بن رباح ، وأبو عبد الرحمن الحبلي (٢) ، ووقّاص بن ربيعة ، وعبد الكريم بن الحارث.

معتّب بن عوف (٣) ، بن الحمراء ، أبو عوف الخزاعي.

حليف بني مخزوم ، أحد المهاجرين إلى الحبشة وإلى المدينة ، والحمراء هي أمّه ، اتّفقوا على أنه شهد بدرا ، وكان يدعى عيهامة.

قال غير واحد ، إنه توفي سنة سبع وخمسين ، والعجب أنّ معتّبا بقي إلى هذا الوقت ، وما روى شيئا.

معقل بن يسار المزني (٤) ، ـ ع ـ.

له صحبة ورواية ، سكن البصرة ، وهو ممّن بايع تحت الشجرة.

__________________

(١) انظر عن (المستورد بن شدّاد) في :

مسند أحمد ٤ / ٢٢٨ ، وطبقات ابن سعد ٦ / ٦١ ، وطبقات خليفة ٢٩ و ١٢٧ ، والتاريخ الكبير ٨ / ١٦ رقم ١٩٨٦ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠١ رقم ٢٤٧ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٢١٨ و ٣٥٦ و ٧٠٧ ، والجرح والتعديل ٨ / ٣٦٤ رقم ١٦٦١ ، ومشاهير علماء الأمصار ٥٦ رقم ٣٨٦ (مذكور دون ترجمة) ، والاستيعاب ٣ / ٤٨٢ ، والمستدرك ٣ / ٥٩٢ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٥٣ ، ٣٥٤ ، والكامل في التاريخ ١ / ١٤ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٨٨ رقم ١٢٧ ، وتلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧١ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٣٧٥ ـ ٣٧٨ رقم ٥١١ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٣٧٠ ، والكاشف ٣ / ١١٩ رقم ٥٤٨٣ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٩٢ ، والنكت الظراف ٨ / ٣٧٥ ـ ٣٧٧ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٠٦ ، ١٠٧ رقم ٢٠٠ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٤٢ رقم ١٠٥٠ ، والإصابة ٣ / ٤٠٧ رقم ٧٩٢٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٧٤.

(٢) في (اللباب ١ / ٣٣٧) بضم الحاء المهملة والباء ، من تابعي أهل مصر ، وابن الأثير يخطّئ ابن السمعاني في تحقيقه لهذه النسبة.

(٣) انظر عن (معتب بن عوف) في :

طبقات ابن سعد ٣ / ٢٦٤ ، والسير والمغازي ١٧٧ و ٢٢٥ ، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ١ / ٣٥٤ و ٢ / ٣٢٦ ، وأنساب الأشراف ١ / ٢١١ ، والمغازي للواقدي ١٥٥ و ٣٤١ ، والمحبّر ٧٣ ، والاستيعاب ٣ / ٤٦١ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٩٤ ، والإصابة ٣ / ٤٤٣ رقم ٨١١٨.

(٤) انظر عن (معقل بن يسار) في :

٣٠٢

وروى أيضا عن النعمان بن مقرّن.

وعنه : عمران بن حصين ـ وهو أكبر منه ـ ، والحسن البصري ، ومعاوية ابن قرّة ، وعلقمة بن عبد الله المزنيّان ، وغيرهم.

قال محمد بن سعد : لا نعلم في الصحابة من يكنى أبا عليّ سواه (١).

توفي في آخر زمن معاوية.

معمر بن عبد الله (٢) ، ـ م د ت ق ـ بن نافع بن نضلة القرشي العدوي.

__________________

= مسند أحمد ٥ / ٢٥ ، وطبقات ابن سعد ٧ / ١٤ ، وطبقات خليفة ٣٧ و ١٧٦ ، وتاريخ خليفة ٢٥١ ، والمعارف ٧٥ و ٢٩٧ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣١٠ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣٩١ رقم ١٧٠٥ ، والتاريخ الصغير ٦٧ و ٧٢ ، وفتوح البلدان ٣٧١ و ٣٧٢ و ٤٣١ و ٤٤٠ و ٤٥٠ و ٤٨٠ ، وترتيب الثقات للعجلي ٤٣٤ رقم ١٦٠٧ ، والجرح والتعديل ٨ / ٢٨٥ رقم ١٣٠٦ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٠٢ ، ومشاهير علماء الأمصار ٣٨ رقم ٢١٩ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٥٦٣ و ١٥٦٦ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٢١٩ ، والمستدرك ٣ / ٥٧٧ ، ٥٧٨ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٧ رقم ٨٨ ، والزيارات ٨٢ ، والاستيعاب ٣ / ٤٠٩ ، ٤١٠ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٩٨ ، ٣٩٩ ، والكامل في التاريخ ٣ / ١٩ و ٢٠ و ١٠١ و ٢٢١ و ٤ / ٤٤ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٠٦ رقم ١٥٤ ، والبداية والنهاية ٨ / ١٠٣ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٤٦٠ ـ ٤٦٦ رقم ٥٣٤ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٣٥٣ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٨٤ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٧٧ ، ٥٧٨ ، والكاشف ٣ / ١٤٤ رقم ٥٦٥٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٦ رقم ١٢٣ ، والمغازي (من تاريخ الإسلام) ٣٦٥ و ٣٨٥ ، وعهد الخلفاء الراشدين ٢٢٥ و ٢٤٠ و ٦٢٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٥٧٦ رقم ١٢٤ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٢٧٩ ، والنكت الظراف ٨ / ٤٦٠ ـ ٤٦٦ ، والإصابة ٣ / ٤٤٧ رقم ٨١٤٢ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٣٥ ، ٢٣٦ رقم ٤٣٠ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٦٥ رقم ١٢٧٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٨٣.

(١) عبارة ابن سعد هذه ليست في (الطبقات الكبرى) وهو قال : «يكنى أبا عبد الله» (٧ / ١٤).

(٢) انظر عن (معمر بن عبد الله) في :

المغازي للواقدي ٧٣٧ و ٨٣٢ ، ومسند أحمد ٣ / ٤٥٣ و ٦ / ٤٠٠ ، وطبقات خليفة ٢٣ ، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ١ / ٣٥٦ ، والجرح والتعديل ٢٥٤ رقم ١١٥٨ ، وجمهرة أنساب العرب چ ١٥ ، وأنساب الأشراف ١ / ٢١٦ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٥ رقم ٢٩٦ ، والتاريخ الصغير ٤ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١٠٧ ، ١٠٨ رقم ١٥٦ ، وأسد الغابة ٤ / ٤٠٠ ، ٤٠١ ، والاستيعاب ٣ / ٤٤١ ، والكاشف ٣ / ١٤٥ رقم ٥٦٦٨ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٤٦٦ ، ٤٦٧ رقم ٥٣٥ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٣٥٦ ، والنكت الظراف ٨ / ٤٦٧ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٤٦ رقم ٤٤١ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٦٦ رقم ١٢٨٧ ، والإصابة ٣ / ٤٤٨ ، ٤٤٩ رقم ٨١٥١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٨٤.

٣٠٣

أحد المهاجرين ، وله هجرة إلى الحبشة ، وهو الّذي حلق رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجّة الوداع ، وعمّر بعده دهرا ، وحدّث عنه.

روى عنه : سعيد بن المسيّب ، وبسر بن سعيد.

معاوية (١) بن حديج (٢) ـ د ن ق ـ بن جفنة بن قتير (٣) التّجيبي الكندي ، أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو نعيم.

__________________

(١) انظر عن (معاوية بن حديج) في :

مسند أحمد ٦ / ٤٠١ ، وطبقات ابن سعد ٧ / ٥٠٣ ، وطبقات خليفة ٧١ و ٢٩٢ ، وتاريخ خليفة ١٦٨ و ١٩٢ و ٢٠٧ و ٢١٠ ـ ٢١٢ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٣٩٧ و ٤٨٦ و ٤ / ٣٥٢ و ٣٨٥ و ٥٥٢ و ٥ / ٩٥ و ٩٩ و ١٠٠ و ١٠٣ و ١٠٤ و ٢٢٩ و ٢٤٠ و ٣١٢ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٩ رقم ٢٤٦ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ١٨٦ و ٢٩٠ و ٤٩٤ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٤ و ١٩٤ ، والأخبار الطوال ١٩٦ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٥٢٨ ، والعقد الفريد ١ / ١٣٦ ، والمحبّر ٢٩٥ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣٢٨ ، ٣٢٩ رقم ١٤٠٧ ، والجرح والتعديل ٨ / ٣٧٧ رقم ١٧٢٤ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٤٠ و ١٣١ و ١٤٢ و ٢٦٦ ، و ١٢١ و ١٢٩ و ١٤٠ و ٢٦٨ ـ ٢٧٠ و ٢٧٨ و ٢٨١ ، والمراسيل ٢٠٠ ، ٢٠١ رقم ٣٦٧ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٧٢٦ ، والبيان والتبيين ٢ / ١٠٨ و ١٧٤ ، والاشتقاق ٢٢١ ، والخراج وصناعة الكتابة ٣٤٤ و ٣٤٥ و ٣٥١ و ٣٥٢ ، ومشاهير علماء الأمصار ٥٦ رقم ٣٨٤ ، والاستيعاب ٣ / ٤٠٦ ، وكتاب الولاة والقضاة ١٧ وما بعدها ، وجمهرة أنساب العرب ٤٢٩ و ٤٣٥ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٧٢ ، والمعجم الكبير ١٩ / ٤٣٠ ـ ٤٣٢ ، ووفيات الأعيان ٣ / ١٣٠ ، والحلة السيراء ١ / ٢٩ و ٣٠ و ٧٣ و ٣٢٢٢ و ٣٢٣ و ٣٢٦ و ٣٢٧ ، والبيان المغرب ١ / ١٦ ـ ١٩ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٠١ ، ١٠٢ رقم ١٤٦ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٨٣ ، ٣٨٤ ، والكامل في التاريخ ٢ / ٤٥١ و ٣ / ٩٢ و ١٦٠ و ٣٥٢ و ٣٥٥ ـ ٣٥٨ و ٤٥٥ و ٤٦٥ و ٥١٥ و ٥١٦ و ٤ / ٣٦٤ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٤٢٥ رقم ٥٢٧ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٣٤٣ ، وجامع التحصيل ٣٤٨ رقم ٧٧٦ ، والكاشف ٣ / ١٣٨ رقم ٥٦١٥ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٣٧ ـ ٤٠ رقم ١٠ ، والعبر ١ / ٥٧ ، وتاريخ دمشق ١٦ / ٣٢٧ ب ، والبداية والنهاية ٨ / ٦٠ وما بعدها ، وعهدا الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) ٤١٦ و ٤٤٠ و ٤٥٠ و ٥٤٧ و ٦٠١ ، ودول الإسلام ١ / ٣٨ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٠٣ ، ٢٠٤ رقم ٣٧٧ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٥٨ رقم ١٢٢٠ ، والإصابة ٣ / ٤٣١ رقم ٨٠٦٢ ، والنجوم الزاهرة ١ / ١٥١ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٣٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٨١ ، وشذرات الذهب ١ / ٥٨ ، ومآثر الإنافة للقلقشندي ١ / ١١٥ ، ومجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي ٣٧٢ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٧٨.

(٢) يرد في المصادر «حديج» بالمهملة ، و «خديج» بالمعجمة ، والصحيح بالمهملة مصغّرا.

(٣) هكذا في (الاشتقاق لابن دريد ٣٦٩). وفي أصل (سير أعلام النبلاء) «تتيرة» وقد كتب فوقها «صح». انظر المتن والحاشية من المطبوع (ص ٣٧).

٣٠٤

أحد أمراء معاوية على مصر ، له صحبة ورواية ، وروى أيضا عن عمر ، وأبي ذرّ.

وعنه : ابنه عبد الرحمن ، وسويد بن قيس التّجيبي ، وعليّ بن رباح ، وعبد الرحمن بن شماسة المهري ، وآخرون.

وله عقب بمصر ، وشهد اليرموك ، وكان الوافد على عمر بفتح الإسكندرية ، وذهبت عينه في غزوة النوبة ، وكان متغاليا في عثمان وفي محبّته.

وقال ابن لهيعة : حدّثني أبو قبيل قال : لما قتل حجر بن الأدبر وأصحابه ، بلغ معاوية بن حديج وهو بإفريقية ، فقام في أصحابه فقال : يا أشقّائي في الرحم ، وأصحابي وجيرتي ، أنقاتل لقريش في الملك ، حتى إذا استقام لهم دفعوا يقتلوننا ، أما والله لئن أدركتها ثانيا ، لأقولنّ لمن أطاعني من أهل اليمن ، اعتزلوا بنا ، ودعوا قريشا يقتل بعضها بعضا ، فأيّهم غلب اتّبعناه (١).

قال ابن يونس : توفي معاوية بمصر في سنة اثنتين وخمسين.

معاوية بن الحكم السّلمي (٢) ، ـ م د ن ـ.

له صحبة ورواية ، وهو صاحب حديث الجارية السوداء ، التي قال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أعتقها فإنّها مؤمنة» (٣).

__________________

(١) تاريخ دمشق ١٦ / ٣٣٠ ب ، ٣٣١ أ.

(٢) انظر عن (معاوية بن الحكم) في :

مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٤ رقم ١٦٠ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٠٥ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣٢٨ رقم ١٤٠٦ ، والجرح والتعديل ٨ / ٣٧٦ رقم ١٧٢٠ ، وطبقات خليفة ٥٠ ، ومسند أحمد ٣ / ٤٤٢ و ٥ / ٤٤٧ ، والمعجم الكبير ١٩ / ٣٩٦ ـ ٤٠٣ ، والاستيعاب ٣ / ٤٠٣ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٨٤ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٠٢ رقم ١٤٧ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٤٢٦ ، ٤٢٧ رقم ٥٢٨ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٣٤٣ ، والكاشف ٣ / ١٣٨ رقم ٥٦١٧ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٠٥ رقم ٣٨٠ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٥٨ رقم ١٢٢٣ ، والإصابة ٣ / ٤٣٢ رقم ٧٠٦٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٨١.

(٣) أخرجه مسلم في كتاب المساجد (٣٣ / ٥٣٧) باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان =

٣٠٥

روى عنه : عطاء بن يسار ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن.

ووهم من سمّاه : عمر.

معاوية بن أبي سفيان (١) ، ـ ع ـ

صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ ، أبو

__________________

= من إباحة ، في حديث طويل ، من طريق : يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار ، عن معاوية بن الحكم السلمي ، قال : بينا أنا أصلّي مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إذ عطس رجل من القوم ، فقلت : يرحمك الله ، فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت : واثكل أمّياه ، ما شأنكم تنظرون إليّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يصمّتونني ، لكنّي سكتّ. فلما صلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ـ فبأبي هو وأمّي ـ ما رأيت معلّما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه ، فو الله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني. قال : «إنّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن».

أو كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. قلت : يا رسول الله ، إني حديث عهد بجاهلية ، وقد جاء الله بالإسلام ، وإنّ منّا رجالا يأتون الكهّان. قال : «فلا تأتهم». قال : ومنّا رجال يتطيّرون. قال : «ذاك شيء يجدونه في صدورهم ، فلا يصدّنّهم (قال ابن الصّبّاح : فلا يصدّنّكم)» قال : قلت : ومنّا رجال يخطّون. قال : «كان نبيّ من الأنبياء يخطّ ، فمن وافق خطّه فذاك». قال : وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوّانيّة ، فاطّلعت ذات يوم فإذا الذّيب قد ذهب بشاة من غنمها ، وأنا رجل من بني آدم ، آسف كما يأسفون ، لكنى صككتها صكّة ، فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فعظّم ذلك عليّ ، قلت : يا رسول الله : أفلا أعتقها؟ قال : «ائتني بها» ، فأتيته بها ، فقال لها : «أين الله؟». قالت : في السماء ، قال : «من أنا»؟ قالت : أنت رسول الله. قال : أعتقها فإنّها مؤمنة».

(كهرني) : من القهر والنهر ، متقاربة ، أي ما قهرني ولا نهرني.

(الجوّانية) : موضع في شمال المدينة بقرب أحد.

(آسف كما يأسفون) : أغضب كما يغضبون ، والأسف : الحزن والغضب.

(صككتها صكّة) : ضربتها بيد مبسوطة.

والحديث أخرجه : أحمد في المسند ٥ / ٤٤٧ و ٤٤٨ و ٤٤٨ ، ٤٤٩ ، وأبو داود (٩١٨) و (٩١٩) و (٣٨٩١) ، والنسائي ٣ / ١٥ ، ١٦ ، وعبد الرزاق في المصنّف (٩٥٠١) ، وابن أبي شيبة (٨ / ٣٣) ، والطبراني في المعجم الكبير ١٩ / ٣٩٨ رقم (٩٣٧) و (٩٣٨) و (٩٣٩) و (٩٤٠) و (٩٤١) و (٩٤٢) و (٩٤٣) و (٩٤٤) و (٩٤٥) و (٩٤٦) و (٩٤٧) و (٩٤٨) من طرق مختلفة.

(١) إنّ مصادر ترجمة (معاوية بن أبي سفيان) رضي‌الله‌عنه كثيرة ، وأخباره مبثوثة في كتب التواريخ والأدب والسير وغيرها ، وهي أكثر من أن تحصى ، ولكن نكتفي بذكر بعض المصادر المتخصّصة بالرجال والحديث وغيرها : سند أحمد ٤ / ٩١ و ٥ / ٤٣٥ ، وطبقات خليفة ١٠ و ١٣٩ و ٢٩٧ وسيرة ابن هشام ١ / ١٥٦ =

٣٠٦

__________________

= و ٣٧٤ و ٢ / ٥٠ و ٣ / ٣٣ و ٢٤٤ و ٤ / ١٣٢ و ٢٠٤ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣٢٦ ـ ٣٢٨ رقم ١٤٠٥ ، والتاريخ الصغير ٢٧ و ٥٥ ، والجرح والتعديل ٨ / ٣٧٧ رقم ١٧٢٣ ، والسير والمغازي ٢٥١ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٢ رقم ٢٥ ، وفتوح الشام للأزدي ٢٨٣ ، ومشاهير علماء الأمصار ٥٠ رقم ٣٢٦ ، والمعجم الكبير ١٩ / ٣٠٤ ـ ٣٩٦ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٦٦ ـ ٦٩ و ٥٠٣ ـ ٥٠٥ و ٦ / ١٥٥ ـ ١٥٧ و ٣٤٧ ـ ٣٥٠ و ٣٥٥ ـ ٣٦١ و ٧ / ٢١٤ ـ ٢١٨ ، وله ذكر في مواضع أخرى منه ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٧٩ ، والحلّة السيراء ٢ / ٣٢٣ ـ ٣٢٦ ، والزيارات ١٢ ، ٦٢ و ٦٧ و ٩٠ ، والاستيعاب ٣ / ٣٩٥ ـ ٤٠٣ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٠٢ ـ ١٠٤ رقم ١٤٩ ، ومرآة الجنان ١ / ١٣١ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٨٥ ـ ٣٨٨ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٤٣٤ ـ ٤٥٥ رقم ٥٣٠ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٣٤٤ ، والوفيات لابن قنفذ ٧٢ ، ٧٣ رقم ٦٠ ، والبدء والتاريخ ٦ / ٥ وما بعدها ، والكاشف ٣ / ١٣٨ ، ١٣٩ رقم ٥٦٢١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٦ رقم ١٢١ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١١٩ ـ ١٦٢ رقم ٢٥ ، والنكت الظراف ٨ / ٤٣٧ ـ ٤٥٥ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٠٧ رقم ٣٨٥ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٥٩ رقم ١٢٢٨ ، والإصابة ٣ / ٤٣٣ ـ ٤٣٥ رقم ٨٠٦٨ ، والطبقات الكبرى ٣ / ٣٢ و ٧ / ٤٠٦ ، ونسب قريش ١٢٤ وما بعدها ، والمعارف ٣٤٤ وغيرها ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٠٥ وغيرها ، وتاريخ الطبري ٥ / ٣٢٣ وما بعدها ، ومروج الذهب ٣ / ١٨٨ وما بعدها ، وجمهرة أنساب العرب ١١٢ ، ١١٣ وغيرها ، وتاريخ بغداد ١ / ٢٠٧ ـ ٢١٠ رقم ٤٨ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٨٩ ، وطبقات فقهاء اليمن ٤٧ ، وجامع الأصول ٩ / ١٠٧ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٥ وغيرها ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٠ و ١١٧ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٣٥٤ ، والعقد الثمين ٧ / ٢٢٧ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٠٣ رقم ٣٦٢٥ ، والمطالب العالية ٤ / ١٠٨ ، وتاريخ الخلفاء ١٩٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢٦ ، وشذرات الذهب ١ / ٦٥ ، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) ٥٥ ـ ٧٦ و ٨٠ ، وتاريخ مختصر الدول ١٠٩ ، ١١٠ ، وتاريخ الأزمنة ٣١ ، وآثار البلاد ١٧ و ٦٦ و ٦٨ و ٢١٤ و ٢٢١ ، و ٢٢٢ ، و ٢٢٧ و ٢٤٢ و ٤٦٨ ، وأخبار الدول للقرماني ١٢٩ ، ١٣٠ ، ومآثر الإنافة للقلقشندي ١ / ١٠٩ ـ ١١٥ ، ومعجم بني أميّة للدكتور المنجد ١٦٧ ـ ١٧٤ رقم ٣٥٢ ، ومجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي ٨٩ و ٩٧ و ١٠٢ و ١١٧ و ١٣١ و ١٣٢ و ١٤٣ و ١٦٣ و ١٦٤ و ١٨٥ و ٢١٥ و ٢٢٢ و ٣٢٩ و ٣٥٧ و ٣٧٠ و ٣٧٢ و ٣٧٣ ، وأمالي المرتضى ١ / ٢٧٥ ـ ٢٧٧ و ٢٩١ ـ ٢٩٣ ، وغيرها.

وانظر فهارس الأعلام في المصادر التالية :

المغازي للواقدي (٣ / ١٢٣٨) ، وتاريخ خليفة (٥٨٥) ، والبرصان والعرجان (٤١٧) ، والزاهر للأنباري ، وتاريخ أبي زرعة (٢ / ١٠٠٤ و ١٠٠٥) ، وتاريخ اليعقوبي (٢ / ٣٣١) ، والأخبار الطوال (٤٤٣) ، والمعرفة والتاريخ (٣ / ٧٧٩) ، والعقد الفريد (٧ / ١٥٢ ـ ١٥٤) ، والمحبّر (٧٢١) ، والأخبار الموفقيات (٦٨٤) ، وأنساب الأشراف (١ / ٦٩٠ ، و ٣ / ٣٥١ وق ٤ ج ١ / ٦٦٦ ، ٦٦٧) ، وفتوح البلدان (٦٦٢) ، وعيون الأخبار (٢ / ٢١٩) ، وربيع الأبرار (٤ / ٥٥٠) ، والخراج وصناعة الكتابة (٥٨٩) ، وثمار القلوب للثعالبي ، ومقاتل الطالبيين (٧٩٨) ، وجمهرة أنساب العرب (٦٤٥ ، ٦٤٦) ، وأخبار القضاة لوكيع (١ / ٤٢ و ٢ / ٤٩٦ و ٣ / ٣٦٨) ، والمغازي (من تاريخ الإسلام) (٧٩٩) ، وعهد الخلفاء الراشدين (٧٥٣) ، =

٣٠٧

عبد الرحمن القرشي الأمويّ ، وأمّه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.

أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء ، وبقي يخاف من الخروج إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من أبيه. روى عن : النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، وأخته أم المؤمنين أم حبيبة.

وعنه : ابن عباس ، وسعيد بن المسيّب ، وأبو صالح السّمّان ، والأعرج ، وسعيد بن أبي سعيد ، ومحمد بن سيرين ، وهمّام بن منبّه ، وعبد الله بن عامر اليحصبي ، والقاسم أبو عبد الرحمن ، وشعيب بن محمد والد عمرو بن شعيب ، وطائفة سواهم.

وأظهر إسلامه يوم الفتح.

وكان رجلا طويلا ، أبيض ، جميلا مهيبا ، إذا ضحك انقلبت شفته العليا ، وكان يخضب بالصفرة.

قال أبو عبد ربّ الدمشقيّ : رأيت معاوية يصفّر لحيته كأنها الذّهب (١).

وعن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ قال : سمعت معاوية على منبر المدينة يقول : أين فقهاؤكم يا أهل المدينة ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينهى عن هذه القصّة ، ثم وضعها على رأسه أو خدّه ، فلم أر على عروس ولا على غيرها أجمل منها على معاوية (٢).

__________________

= والبيان المغرب ١٥ ـ ٢٣ ، والشعر والشعراء (٢ / ٨٠٩) ، والكامل في الأدب للمبرّد ، ونهاية الأرب (٢٠ / ٥٤٣ ، ٥٤٤) ، ولباب الآداب (٥٠٣) ، والفرج بعد الشدّة (٥ / ٢٢٧) ، ونشوار المحاضرة (٢ / ٣٩٤ و ٣ / ٣١٨ و ٥ / ٣٠٠) ، والتذكرة الحمدونية (١ / ٤٨٦ و ٢ / ٥١١) ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (٣٣٩).

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ١ / ٣٤٩ عن أبي مسهر.

(٢) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ٩٥ من طرق ، عن : حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حجّ وهو على المنبر وهو يقول وتناول قصّة من شعر كانت بيد حرسيّ ـ أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينهى عن مثل هذه ، ويقول : «إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم» ، وأخرجه مسلم من طريق قتادة ، عن سعيد بن المسيّب (١٢٤) / (٢١٢٧) في اللباس والزينة ، باب تحريم الواصلة ، أن معاوية قال ذات يوم : إنكم =

٣٠٨

وذكر المفضّل الغلابي : أنّ زيد بن ثابت كان كاتب وحي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان معاوية كاتبه فيما بينه وبين العرب. كذا قال.

وقد صحّ عن ابن عباس قال : كنت ألعب ، فدعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : «ادع لي معاوية» وكان يكتب الوحي (١).

وقال معاوية بن صالح ، عن يونس بن سيف ، عن الحارث بن زياد ، عن أبي رهم (٢) السّماعي ، عن العرباض بن سارية : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يدعونا إلى السحور : «هلمّ إلى الغداء المبارك». ثم سمعته يقول : «اللهمّ علّم معاوية الكتاب والحساب ، وقه العذاب».

رواه أحمد في «مسندة» (٣) ، وقد وهم فيه قتيبة ، وأسقط منه أبا رهم والعرباض.

وقيل أبو مسهر : ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد ، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني ـ وكان من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لمعاوية : «اللهمّ علّمه الكتاب والحساب ، وقه العذاب» (٤). هذا الحديث رواته ثقات ، لكن اختلفوا في صحبة عبد الرحمن ، والأظهر أنه صحابي ، روي نحوه من وجوه أخر.

وقال مروان الطاطريّ : ثنا سعيد بن عبد العزيز ، حدّثني ربيعة بن يزيد ، سمعت عبد الرحمن بن أبي عميرة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول

__________________

= قد أحدثتم زيّ سوء ، وإنّ نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نهى عن الزور. وأخرجه البخاري في اللباس (١٠ / ٣١٤ ، ٣١٥) باب وصل الشعر ، وأبو داود (٤١٦٧) ، والترمذي (٢٧٨١) ، والنسائي (٨ / ١٤٤) من طريق ابن وهب ، عن مخرمة بن بكير ، عن أبيه ، عن سعيد المقبري ، ومالك في الموطّأ ٣ / ٣٢٣ ، ١٢٤ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٦ / ٣٣٨ ب ، ٣٣٩ أ ، والطبراني في المعجم الكبير ١٩ / ٣٢٠ رقم ٧٢٥ و ٧٤٠ ـ ٧٤٧.

(١) مسند أحمد ١ / ٢٣٥ و ٢٤٠ و ٣٣٨.

(٢) في الأصل «أبو وهم» ، والتصحيح من (تهذيب التهذيب ١ / ١٩٠) واسمه : «أحزاب بن أسيد».

(٣) ج ٤ / ١٢٧ ، وانظر : البداية والنهاية ٨ / ١٢١.

(٤) حسّنه الترمذي في المناقب (٣٨٤) ، وأخرجه أحمد في المسند ٤ / ٢١٦ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٦ / ٣٤٣ ب.

٣٠٩

لمعاوية : «اللهمّ اجعله هاديا مهديّا ، واهده واهد به». رواه الوليد بن مسلم ، وأبو مسهر ، عن سعيد ، نحوه ، رواه الترمذي ، عن الذّهليّ ، عن أبي مسهر ، وقال : حسن غريب (١).

وقال نعيم بن حمّاد : ثنا محمد بن شعيب بن شابور ، ثنا مروان بن جناح ، عن يونس بن ميسرة ، عن عبد الله بن بسر : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم استأذن أبا بكر وعمر في أمر فقال : «أشيروا» ، فقالا : الله ورسوله أعلم ، فقال : «أدعوا معاوية ، أحضروه أمركم ، فإنه قويّ أمين» (٢). وقد رواه عن ابن شعيب مرسلا.

قلت : هذا من مناكير نعيم ، وهو صاحب أوابد.

وقال أبو مسهر ، ومحمد بن عائذ ، عن صدقة بن خالد ، عن وحشيّ بن حرب بن وحشيّ ، عن أبيه ، عن جدّه قال : أردف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معاوية بن أبي سفيان خلفه ، فقال : «ما يليني منك»؟ قال : بطني ، قال : «اللهمّ املأه علما» (٣) ، زاد أبو مسهر : «وحلما».

قال صالح جزرة (٤) : لا تشتغل بوحشي ولا بأبيه.

وقال خليفة (٥) : جمع عمر لمعاوية الشام كلّه ، ثم أقرّه عثمان.

وعن إسماعيل بن أميّة أنّ عمر أفرد معاوية بالشام ، ورزقه في كلّ شهر ثمانين دينارا. والمحفوظ أنّ الّذي جمع الشام لمعاوية عثمان.

وقال مسلم بن جندب ، عن أسلم مولى عمر قال : قدم علينا معاوية ، وهو أبضّ الناس وأجملهم ، فحجّ مع عمر ، وكان عمر ينظر إليه ، فيعجب له ، ثم يضع إصبعه على متنه ويرفعها ، عن مثل الشراك. ويقول : بخ بخ ، نحن

__________________

(١) انظر قبله.

(٢) تاريخ دمشق ١٦ / ٣٤٤ ب ، ٣٤٥ أ.

(٣) تاريخ دمشق ١٦ / ٣٤٥ أ.

(٤) لقّب بذلك لأنه صحّف حديثا فيه بخرزة فقال : «بجزرة» ، وقيل غير ذلك.

(٥) في تاريخه ١٥٥.

٣١٠

إذا خير الناس ، أن جمع لنا خير الدنيا والآخرة ، فقال معاوية : يا أمير المؤمنين سأحدّثك : إنّا بأرض الحمّامات والريف ، فقال عمر : سأحدّثك ، ما بك إلا إلطافك نفسك بأطيب الطعام ، وتصبّحك حتى تضرب الشمس متنيك ، وذوو الحاجات وراء الباب ، قال : فلما جئنا ذا طوى ، أخرج معاوية حلّة ، فلبسها ، فوجد عمر منها ريحا طيبة ، فقال : يعمد أحدكم فيخرج حاجّا تفلا (١) ، حتى إذا جاء أعظم بلدان الله حرمة أخرج ثوبيه كأنهما كانا في الطّيب فيلبسهما ، فقال : إنما لبستهما لأدخل فيهما على عشيرتي ، والله لقد بلغني أذاك ها هنا وبالشام ، والله يعلم إني لقد عرفت الحياء فيه ، ونزع معاوية الثوبين ، ولبس ثوبيه اللذين أحرم فيهما (٢).

وقال أبو الحسن المدائني : كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال : هذا كسرى العرب (٣).

وروى ابن أبي ذئب ، عن المقبريّ قال : تعجبون من دهاء هرقل وكسرى ، وتدعون معاوية (٤).

وقال الزّهري : استخلف عثمان ، فنزع عمير بن سعد ، وجمع الشام لمعاوية.

وقال مجالد ، عن الشعبي ، عن الحارث ، عن علي قال : لا تكرهوا إمرة معاوية ، فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرءوس تندر عن كواهلها (٥).

وروى علقمة بن أبي علقمة ، عن أمّه قالت : قدم معاوية المدينة ، فأرسل إلى عائشة : أرسلي إليّ بأنبجانية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وشعره ، فأرسلت

__________________

(١) التفل : الّذي ترك استعمال الطيب ، من التفل وهي الريح الكريهة.

(٢) أخرجه عبد الله بن المبارك في الزهد ٢٠٢ ، ٢٠٣ رقم ٥٧٦ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ١٢٥ ، ابن حجر في الإصابة ٣ / ١٣٤.

(٣) البداية والنهاية ٨ / ١٢٥.

(٤) تاريخ دمشق ١٦ / ٣٦٠ أ.

(٥) تاريخ دمشق ١٦ / ٣٦٠ أ. وفيه «تندر عن كواهلها كالحنظل».

٣١١

بذلك معي أحمله ، فأخذ الأنبجانية ، فلبسها ، وغسل الشعر بماء ، فشرب منه ، وأفاض على جلده (١).

وروى أبو بكر الهذلي ، عن الشعبي قال : لما قدم معاوية المدينة عام الجماعة ، تلقّته رجال قريش فقالوا : الحمد لله الّذي أعزّ نصرك وأعلى أمرك ، فما ردّ عليهم جوابا ، حتى دخل المدينة ، فعلا المنبر ، ثم حمد الله وقال : أمّا بعد ، فإنّي ـ والله ـ ما وليت أمركم حين وليته ، إلا وأنا أعلم أنكم لا تسرّون بولايتي ، ولا تحبّونها ، وإنّي لعالم بما في نفوسكم ، ولكن خالستكم بسيفي هذا مخالسة ، ولقد رمت نفسي على عمل ابن أبي قحافة ، فلم أجدها تقوم بذلك ، وأردتها على عمل عمر ، فكانت عنه أشدّ نفورا ، وحاولتها على مثل سنيّات عثمان فأبت عليّ ، وأين مثل هؤلاء ، هيهات أن يدرك فضلهم أحد من بعدهم ، غير أني قد سلكت بها طريقا لي فيه منفعة ، ولكم فيه مثل ذلك ، ولكلّ فيه مؤاكلة حسنة ومشاربة جميلة ما استقامت السيرة ، وحسنت الطاعة ، فإن لم تجدوني خيركم ، فأنا خير لكم ، والله لا أحمل السيف على من لا سيف معه ، ومهما تقدّم ممّا قد علمتمونه ، فقد جعلته دبر أذني ، وإن لم تجدوني أقوم بحقّكم كلّه ، فارضوا منّي ببعضه ، إنها ليست بقائبة قوبها (٢) ، وإنّ السيل إذا جاء تترى ، وإن قلّ أغنى ، وإيّاكم والفتنة ، فلا تهمّوا بها ، فإنّها تفسد المعيشة ، وتكدّر النعمة ، وتورّث الاستئصال ، وأستغفر الله لي ولكم ، ثم نزل (٣).

وقال جندل بن والق (٤) وغيره : ثنا محمد بن بشر ، ثنا مجالد ، عن أبي الودّاك ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه» (٥).

__________________

(١) تاريخ دمشق ١٦ / ٣٦١ ب.

(٢) في النهاية : يقال قبيت البيضة فهي مقوبة : إذا خرج فرخها منها ، فالقائبة : البيضة ، والقوب : الفرخ.

(٣) تاريخ دمشق ١٦ / ٣١٦ ب ، البداية والنهاية ٨ / ١٣٢.

(٤) هو في الجرح والتعديل ٢ / ٥٣٥.

(٥) أخرجه ابن عديّ في (الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٢٤١٦) وتحرّف فيه «أبي الودّاك» إلى =

٣١٢

مجالد ضعيف.

وقد رواه الناس عن : عليّ بن زيد بن جدعان ، وليس بالقويّ ، عن ، أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، فذكره.

ويروى عن أبي بكر بن أبي داود قال : هو معاوية بن تابوه رأس المنافقين ، حلف أن يتغوّط فوق المنبر (١).

وقال بسر بن سعيد ، عن سعيد بن أبي وقّاص قال : ما رأيت أحدا بعد عثمان أقضى بحقّ من صاحب هذا الباب ، يعني معاوية (٢).

وقال أبو بكر بن أبي مريم ، عن ثابت مولى أبي سفيان : إنه سمع معاوية يخطب ويقول : إنّي لست بخيركم ، وإنّ فيكم من هو خير منّي : عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، وغيرهما من الأفاضل ، ولكنّي عسيت أن أكون أنكاكم في عدوّكم ، وأنعمكم لكم ولاية ، وأحسنكم خلقا (٣).

وقال همّام بن منبّه : سمعت ابن عباس يقول : ما رأيت رجلا كان أخلق للملك من معاوية ، كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب ، لم يكن بالضّيّق الحصر العصعص (٤) المتغضّب. يعني ابن الزبير (٥).

وقال جبلة بن سحيم ، عن ابن عمر : ما رأيت أحدا أسود من معاوية ، قلت : ولا عمر؟ قال : كان عمر خيرا منه ، وكان معاوية أسود منه (٦).

__________________

= «أبي الوراك» بالراء. وهو يرويه عن : أحمد بن عامر البرقعيدي ، عن بشر بن عبد الوهاب الدمشقيّ ، عن محمد بن بشر ، بسنده. وقال في آخره : قال بشر : فما فعلوا.

(١) اختصره المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٥٠ ، وهو حديث مظلم كاذب.

(٢) تاريخ دمشق ١٦ / ٣٦٣ أ.

(٣) تاريخ دمشق ١٦ / ٣٦٣ ب.

(٤) يقال فلان ضيق العصعص أي نكد قليل الخير. والمشهور «الحصر العقص» ، والعقص : الألوى الصعب الأخلاق تشبيها بالقرن الملتوي ، كما في النهاية.

(٥) أخرجه عبد الرزاق في (المصنّف) رقم (٢٠٩٨٥) بهذا الإسناد ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٦ / ٣٦٦ أ ، ب.

(٦) تاريخ دمشق ١٦ / ٣٦٦ أ.

٣١٣

وقال أيّوب ، عن أبي قلابة : إنّ كعب الأحبار قال : لن يملك أحد هذه الأمة ما ملك معاوية.

قال سويد بن سعيد : نبأ ضمام بن إسماعيل بالإسكندرية : سمعت أبا قبيل حييّ بن هانئ يخبر عن معاوية ، وصعد المنبر يوم الجمعة ، فقال عند خطبته : أيّها الناس ، إنّ المال مالنا ، والفيء فيئنا ، من شئنا أعطينا ، ومن شئنا منعنا ، فلم يجبه أحد ، فلما كانت الجمعة الثانية قال مثل ذلك ، فلم يجبه أحد ، فلما كانت الجمعة الثالثة قال مثل مقالته ، فقام رجل فقال : كلّا ، إنما المال مالنا والفيء فيئنا ، من حال بيننا وبينه حكّمناه إلى الله بأسيافنا. فنزل معاوية ، فأرسل إلى الرجل ، فأدخل عليه ، فقال القوم : هلك ، ففتح معاوية الأبواب ، ودخل الناس ، فوجدوا الرجل معه على السرير ، فقال : إنّ هذا أحياني أحياه الله ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «ستكون أئمة من بعدي. يقولون فلا يردّ عليهم قولهم ، يتقاحمون في النار تقاحم القردة» ، وإني تكلمت فلم يرد عليّ أحد ، فخشيت أن أكون منهم ، ثم تكلّمت الثانية ، فلم يردّ علي أحد ، فقلت في نفسي : إنّي من القوم ، ثم تكلّمت الجمعة الثالثة ، فقام هذا فردّ عليّ فأحياني أحياه الله ، فرجوت أن يخرجني الله منهم ، فأعطاه وأجازه.

هذا حديث حسن.

محمد بن مصفّى : ثنا بقيّة ، عن بحير (١) بن سعيد ، عن خالد بن معدان قال : وفد المقدام بن معديكرب ، وعمرو بن الأسود ، ورجل من الأسد له صحبة إلى معاوية ، فقال معاوية للمقدام : توفي الحسن ، فاسترجع ، فقال : أتراها مصيبة؟ قال : ولم لا ، وقد وضعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجره وقال : «هذا منّي وحسين من عليّ». فقال للأسدي : ما تقول أنت؟ قال : جمرة أطفئت ، فقال المقدام : أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينهى عن لبس الذهب والحرير ، وعن جلود السباع والركوب عليها؟ قال : نعم ، قال : فو الله لقد

__________________

(١) بكسر المهملة ، وفي الأصل غير منقوط ، والتحقيق من (تهذيب التهذيب ١ / ٤٢١).

٣١٤

رأيت هذا كلّه في بنيك ، فقال معاوية : عرفت أني لا أنجو منك (١).

قلت : توفي كعب قبل أن يستخلف معاوية ، وصدق كعب فيما نقله ، فإنّ معاوية بقي خليفة عشرين سنة ، لا ينازعه أحد الأمر في الأرض ، بخلاف خلافة عبد الملك بن مروان ، وأبي جعفر المنصور ، وهارون الرشيد ، وغيرهم ، فإنّهم كان لهم مخالف ، وخرج عن أمرهم بعض الممالك.

قلت : وكان يضرب المثل بحلم معاوية. وقد أفرد ابن أبي الدنيا ، وأبو بكر بن أبي عاصم ، تصنيفا في حلم معاوية.

قال ابن عون : كان الرجل يقول لمعاوية : والله لتستقيمنّ بنا يا معاوية أو لنقوّمنّك ، فيقول : بما ذا؟ فيقولون : بالخشب (٢) ، فيقول : إذا نستقيم (٣).

وعن قبيصة بن جابر قال : صحبت معاوية ، فما رأيت رجلا أثقل حلما ، ولا أبطأ جهلا ، ولا أبعد أناة منه (٤).

وقال جرير ، عن مغيرة قال : أرسل الحسن بن علي وعبد الله بن جعفر إلى معاوية يسألانه ، فبعث إليهما بمائة ألف ، فبلغ عليّا رضي‌الله‌عنه ، فقال لهما : ألا تستحيان ، رجل نطعن فيه غدوة وعشيّة ، تسألانه المال! قالا : لأنك حرمتنا وجاد لنا (٥).

وقال مالك : إنّ معاوية نتف الشّيب كذا وكذا سنة ، وكان يخرج إلى الصلاة ورداؤه يحمل ، فإذا دخل مصلّاه جعل عليه ، وذلك من الكبر.

وذكر غيره : أنّ معاوية أصابته اللقوة قبل أن يموت ، وكان اطّلع في بئر عاديّة (٦).

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٣٢ من أوله حتى قوله «وحسين بن علي» ، وهو في سنن أبي داود مطوّلا (٤١٣١) في اللباس.

(٢) الخشب : بالضم ، وهو السيف الصقيل. مفردة : خشيب.

(٣) تاريخ دمشق ١٦ / ٣٦٨ ب.

(٤) تاريخ دمشق ١٦ / ٣٦٧ أ.

(٥) تاريخ دمشق ١٦ / ٣٧٠ ب.

(٦) بئر عاديّة : قديمة ، لعلّها نسبت إلى عاد وهم قوم ثمود ، إذ كان العرب ينسبون كل قديم إلى عاد.

٣١٥

بالأبواء لما حجّ ، فأصابته لقوة ، يعني بطل نصفه (١).

المدائني ، عن أبي عبيد الله ، عن عبادة بن نسيّ قال : خطب معاوية فقال : إنّ من زرع قد استحصد ، وقد طالت إمرتي عليكم ، حتى مللتكم ومللتموني ، ولا يأتيكم بعدي خير منّي كما أنّ من كان قبلي خير منّي ، اللهمّ قد أحببت لقاءك ، فأحبب لقائي (٢).

الواقدي : ثنا ابن أبي سبرة ، عن مروان بن أبي سعيد بن المعلّى قال : قال معاوية ليزيد وهو يوصيه : اتّق الله ، فقد وطّأت لك الأمر ، وولّيت من ذلك ما ولّيت ، فإن يك خيرا ، فأنا أسعد به ، وإن كان غير ذلك ، شقيت به ، فارفق بالناس ، وإيّاك وجبة أهل الشرف والتكبّر عليهم. في كلام طويل ، أورده ابن سعد.

وروى يحيى بن معين ، عن عباس بن الوليد النّرسي ـ وهو من أقرانه ـ عن رجل ، أنّ معاوية قال ليزيد : إنّ أخوف ما أخاف شيئا عملته في أمرك ، وإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قلّم يوما أظفاره ، وأخذ من شعره ، فجمعت ذلك ، فإذا متّ فاحش به فمي وأنفي.

وروى عبد الأعلى بن ميمون بن مهران ، عن أبيه : أنّ معاوية قال في مرضه : كنت أوضّئ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما ، فنزع قميصه وكسانيه ، فرقّعته ، وخبّأت قلامة أظفاره في قارورة ، فإذا متّ فاجعلوا القميص على جلدي ، واسحقوا تلك القلامة واجعلوها في عيني ، فعسى [الله أن يرحمني ببركتها] (٣).

حميد بن هلال ، عن أبي بردة بن أبي موسى قال : دخلت على معاوية

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر مطوّلا في تاريخ دمشق ١٦ / ٣٧٥ ب.

(٢) أنساب الأشراف ٤ / ٤٤ ، الأمالي لأبي علي القالي ٢ / ٣١١ ، البداية والنهاية ٨ / ١٤١.

(٣) ما بين الحاصرتين ليس في الأصل ، استدركته من (تاريخ الطبري ٥ / ٣٢٧) ، والحديث في : أنساب الأشراف ٤ / ١٥٣ ، وتاريخ دمشق ١٦ / ٣٧٨ ب.

٣١٦

حين أصابته قرحته فقال : هلمّ ابن أخي ، تحوّل فانظر ، فنظرت ، فإذا هي قد سرت (١).

وعن الشعبي قال : أول من خطب الناس قاعدا معاوية ، وذلك حين كثر شحمة وعظم بطنه.

وعن ابن سيرين قال : أخذت معاوية قرحة ، فاتّخذ لحفا تلقى عليه ، فلا يلبث أن يتأذّى بها ، فإذا أخذت عنه ، سأل أن تردّ عليه ، فقال : قبّحك الله من دار ، مكثت فيك عشرين سنة أميرا ، وعشرين سنة خليفة ، ثم صرت إلى ما أرى.

وقال أبو عمرو بن العلاء : لما حضرت معاوية ، الوفاة قيل له : ألا توصي؟ فقال :

هو الموت لا منجى من الموت والّذي

نحاذر بعد الموت أدهى وأفظع

اللهمّ أقل العثرة ، واعف عن الزّلّة ، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك فما وراءك مذهب.

وقال أبو مسهر : صلّى الضّحّاك بن قيس الفهريّ على معاوية ، ودفن بين باب الجابية وباب الصغير (٢) فيما بلغني.

وقال أبو معشر وغيره : مات معاوية في رجب سنة ستين ، وقيل : إنه عاش سبعا وسبعين سنة.

ميمونة بنت الحارث (٣) ـ ع ـ

أمّ المؤمنين الهلالية.

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٤ / ١ / ٨٣ ، أنساب الأشراف ٤ / ٤١ ، تاريخ دمشق ١٦ / ٢٨٧ ب.

(٢) يقع قبره داخل مقبرة الباب الصغير من مقابر دمشق ، والقبر معروف حتى الآن هناك. وقد جرى تجديده في السنوات الأخيرة. وهو قريب من قبر الحافظ ابن عساكر ، رحمهما‌الله ، وقد زرتهما في سنة ١٣٩٩ ه‍. / ١٩٧٩ م. وقرأت الفاتحة لهما.

(٣) انظر عن (ميمونة بنت الحارث) في :

طبقات ابن سعد ٨ / ١٣٢ ، ومسند أحمد ٦ / ٣٢٩ ، وطبقات خليفة ٣٣٨ ، وتاريخ خليفة ٨٦ و ٢١٨ ، والمعارف ١٣٧ و ٣٤٤ ، وتسمية أزواج النبي لأبي عبيدة ٦٧ ، والسمط الثمين ١١٣ ، =

٣١٧

تزوّجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سنة سبع.

روى عنها : مولياها عطاء ، وسليمان ابنا يسار ، وابن أختها يزيد بن الأصمّ ، وكريب مولى ابن عباس ، وابن أختها عبد الله بن عباس ، وابن أختها عبد الله بن شدّاد بن الهاد ، وعبيد بن السّبّاق ، وجماعة.

وكانت قبل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند أبي رهم بن عبد العزّى العامري ، فتأيّمت منه ، فخطبها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجعلت أمرها إلى العباس ، فزوّجها منه ، وبنى بها بسرف بطريق مكة ، لما رجع من عمرة القضاء (١).

__________________

= وإمتاع الأسماع ٣٣٩ ـ ٣٤١ ، والروض الأنف ٢ / ٢٥٥ و ٣٦٧ ، والمنتخب من ذيل المذيّل ٦١١ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٧٤ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢١٦ و ٢٢٤ و ٣٩٦ و ٤١٦ ، و ٤٢١ و ٤٥٢ و ٤٦٣ و ٤٩٤ و ٥٠٩ و ٥١٠ و ٢ / ٤٤١ و ٦٩٨ و ٧٠١ و ٧٢٧ و ٣ / ٨ و ٣١٩ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٤ رقم ٤٦ ، والمغازي للواقدي ٧٣٨ و ٧٤٠ و ٨٢٩ و ٨٦٦ و ٨٦٨ و ١١٠١ ، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ٤ / ٨ و ٩ و ٢٩١ و ٢٩٤ و ٢٩٦ و ٣٠٠ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٢٥ و ١٦٦ و ١٨٩ و ١٩٥ ، ومقاتل الطالبيين ٢٠ ، والبدء والتاريخ ٥ / ١٣ ، ١٤ ، والاستيعاب ٤ / ٤٠٤ ، والمستدرك ٤ / ٣٠ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٤٩٢ و ١٥١٦ و ١٩٩٦ و ٢٢١٣ ، ٢٢١٤ ، وترتيب الثقات للعجلي ٥٢٤ ، وأنساب الأشراف ١ / ٤١٤ و ٤٢٩ و ٤٤٤ ـ ٤٤٨ و ٤٥٣ و ٤٦٧ و ٤٧٧ و ٥٤١ و ٥٤٣ و ٥٤٥ و ٥٤٦ و ٥٦٣ و ٣ / ١١ و ٢٠ و ٢٨ ، والزيارات ٩٣ ، والعقد الفريد ٣ / ١٢٧ ، والمحبّر ٩١ و ٩٢ و ٩٨ و ١٠٦ و ١٠٧ و ١٠٩ و ٤٠٩ ، والسير والمغازي لابن إسحاق ٢٦٦ و ٢٦٧ و ٢٦٩ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٤٩٠ و ٤٩١ و ٤٩٣ و ٤٩٥ و ٦٣١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٥ و ٨٤ ، والكامل في التاريخ ٢ / ٢٢٧ و ٣٠٩ و ٣١٧ و ٣ / ٤٨٩ و ٥ / ١٠٥ ، وأسد الغابة ٥ / ٥٥٠ ، ٥٥١ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٣٩١ و ٩٩٩ و ٣ / ١٨ ، والمعجم الكبير ٢٣ / ٤٢١ ـ ٤٤١ و ٢٤ / ٧ ـ ٢٩ ، وتحفة الأشراف ١٢ / ٤٨٤ ـ ٤٩٨ رقم ٩١٨ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٦٩٧ ، والوفيات لابن قنفذ ٣٧ رقم ٦٦ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٣٥٥ ، ٣٥٦ رقم ٧٦٢ ، ونهاية الأرب ١٨ / ١٨٨ ـ ١٩٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٢٣٨ ـ ٢٤٥ رقم ٢٧ ، والعبر ١ / ٨ و ٤٥ و ٥٧ ، والكاشف ٣ / ٤٣٥ رقم ١٤١ ، ودول الإسلام ١ / ٣٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٣٠ رقم ١٧٥ ، والسيرة النبويّة للذهبي (من تاريخ الإسلام) ٥٩٣ ، والمغازي ٤٥٩ و ٤٦٥ و ٤٦٦ ، والمغازي لعروة ٢٠١ ، وصحيح البخاري (٥ / ٨٦) ، وعهد الخلفاء الراشدين ٢٣٢ و ٦٠٦ ، والنكت الظراف ١٢ / ٤٨٤ ـ ٤٩٧ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ٤٥٣ رقم ٢٨٩٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٦١٤ رقم ١٠ ، والإصابة ٤ / ٤١١ ـ ٤١٣ رقم ١٠٢٦ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٢٤٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٩٦ ، وكنز العمال ١٣ / ٧٠٨ ، وشذرات الذهب ١ / ١٢ و ٥٨ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٥٢.

(١) طبقات ابن سعد ٨ / ١٢٢.

٣١٨

وهي أخت أسماء بنت عميس لأمّها ، وأخت زينب بنت خزيمة أيضا لأمّها.

روى محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة ، عن كريب ، عن ابن عباس قال : كان اسم ميمونة برّة ، فسمّاها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ميمونة (١).

وقيل : إنها لما ماتت صلّى عليها ابن عباس ودخل قبرها ، وهي خالته.

ابن عليّة : ثنا أيّوب ، عن ميمون بن مهران قال : أمّرني عمر بن عبد العزيز ، فسألت يزيد بن الأصمّ عن نكاح ميمونة ، فقال : نكحها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حلالا بسرف ، وبنى بها حلالا بسرف ، وماتت بسرف ، فذاك قبرها تحت السقيفة (٢).

وروى زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن ميمونة : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سئل عن الجبن فقال : «اقطع بالسكّين وسمّ الله وكل» (٣).

قال إبراهيم بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الأخوات الأربع ميمونة ، وأم الفضل ، وسلمى ، وأسماء بنت عميس ، أختهنّ لأمّهنّ مؤمنات» ، أخرجه النسائي.

قال الواقدي : توفيت سنة إحدى وستين ، وهي آخر من مات من أمّهات المؤمنين.

وقال خليفة (٤) : توفيت سنة إحدى وخمسين.

__________________

(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٨ / ١٣٧ من طريق : الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي ، حدّثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ٤ / ٣٠ من طريق كريب ، عن ابن عباس ، قال : كان اسم خالتي ميمونة : برّة ، فسمّاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ميمونة.

صحّحه الذهبي ووافقه في تلخيصه.

(٢) طبقات ابن سعد ٨ / ١٣٤ والمستدرك ٤ / ٣١.

(٣) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٢٣٤ من طريق : جابر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتى بجبنة ، قال : فجعل أصحابه يضربونها بالعصيّ ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ضعوا السكّين واذكروا اسم الله وكلوا».

(٤) في تاريخه ٢١٨.

٣١٩

وقيل إنها ماتت أيضا بسرف ، ووهم من قال : إنها ماتت سنة ثلاث وستين.

ميمونة بنت سعيد (١) ، ـ ٤ ـ أو سعد.

خادم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لها صحبة ورواية.

روى عنها : أيوب بن خالد ، وزياد بن أبي سودة ، وعثمان بن أبي سودة ، وأبو يزيد الضّبّي ، وطارق بن عبد الرحمن القرشي ، وغيرهم.

__________________

(١) انظر عن (ميمونة بنت سعيد) في :

طبقات ابن سعد ٨ / ٣٠٥ ، ومسند أحمد ٦ / ٤٦٣ ، وأنساب الأشراف ١ / ٤٨٥ ، وطبقات خليفة ٣٣١ ، والمنتخب من ذيل المذيل ٦٢١ ، ٦٢٢ ، والمعجم الكبير ٢٥ / ٣٢ ـ ٣٩ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١١٧ رقم ٤٣٥ و ١٢٧ رقم ٥٥٢ ، وأسد الغابة ٥ / ٥٥١ ، ٥٥٢ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٦٩٨ ، وتحفة الأشراف ١٢ / ٤٩٩ رقم ٩١٩ ، والكاشف ٣ / ٤٣٥ رقم ٢٤٢ ، وتجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٠٦ ، والاستيعاب ٤ / ٤٠٨ ، والإصابة ٤ / ٤١٣ ، ٤١٤ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ٤٥٤ رقم ٢٩٠٠ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٦١٤ ، ٦١٥ رقم ١١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٩٦.

٣٢٠