تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وقال محمد بن عمرو بن علقمة ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : لما افتتح عقبة إفريقية ووقف على مكان القيروان قال : يا أهل الوادي إنّا حالّون إن شاء الله فأظعنوا ـ ثلاث مرات ، قال : فما رأينا حجرا ولا شجرا إلا يخرج من تحته دابّة حتى هبطن بطن الوادي ، ثم قال للناس : انزلوا باسم الله (١).

* * *

وفيها وجّه زياد : الربيع الحارثيّ إلى خراسان فغزا بلخ ، وكانت قد أغلقت بعد رواح الأحنف بن قيس عنها ، فصالحوا الربيع ، ثم غزا الربيع قهستان (٢) ففتحها عنوة (٣).

* * *

وفيها فتح معاوية بن حديج فتحا بالمغرب ، وكان قد جاءه عبد الملك ابن مروان في مدد أهل المدينة ، وهذه أول غزاة لعبد الملك (٤).

* * *

وفيها غزوة القسطنطينية ، كان أمير الجيش إليها يزيد بن معاوية ، وكان معه وجوه الناس ، وممّن كان معه أبو أيوب الأنصاري رضي‌الله‌عنه (٥).

__________________

= ٥٧٤ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٦٥ ، البيان المغرب ١ / ١٩ ، نهاية الأرب ٢٠ / ٣٢٨ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٢٩.

(١) تاريخ خليفة ٢١٠ ، تاريخ الطبري ٥ / ٢٤٠ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٦٥ ، ٤٦٦ ، نهاية الأرب ٢٠ / ٣٢٨.

(٢) في معجم البلدان ٤ / ٤١٦ : قوهستان ، بضم أوله ثم السكون ثم كسر الهاء ، طرف من بلاد العجم متّصل بنواحي هراة ثم يمتدّ في الجبال طولا حتى يتّصل بقرب نهاوند وهمذان وبروجرد وهذه الجبال كلها تسمّى بهذا الاسم.

(٣) تاريخ خليفة ٢١١ ، فتوح البلدان ٥٠٧.

(٤) تاريخ خليفة ٢١٠ ، ٢١١.

(٥) تاريخ خليفة ٢١١ ، أنساب الأشراف ق ٢ ج ٤ / ٣ طبعة القدس ١٩٣٨ ، تاريخ الطبري ٥ / ٢٣٢ ، الأغاني ١٧ / ٢١٠ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٢٩ ، و ٢٤٠ ، جمهرة أنساب العرب لابن حزم ٢٨٣.

٢١

وقال سعيد بن عبد العزيز : لما قتل عثمان لم يكن للناس غازية ولا صائفة ، حتى اجتمعوا على معاوية سنة أربعين ، فأغزى الصوائف وشتّاهم بأرض الروم ، ثم غزاهم ابنه يزيد في جماعة من الصحابة في البرّ والبحر حتى أجازهم الخليج ، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها ثم قفل راجعا (١).

وفيها دعا معاوية أهل الشام إلى البيعة بولاية العهد من بعده لابنه يزيد فبايعوه (٢).

وفيها غزا سنان بن سلمة بن المحبّق القيقان ، فجاءه جيش عظيم من العدوّ ، فقال سنان لأصحابه : أبشروا فإنكم بين خصلتين : الجنة أو الغنيمة ، ففتح الله عليه ونصره وما أصيب من المسلمين إلا رجل واحد (٣).

__________________

(١) انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ١ / ١٨١.

(٢) تاريخ خليفة ٢١١.

(٣) خليفة ٢١٢ و ٢١٣.

٢٢

تراجم أهل هذه الطبقة

على ترتيب الحروف

[حرف الألف]

الأرقم بن أبي الأرقم (١) بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي ، أحد السابقين الأولين ، واسم أبيه عبد مناف.

استخفى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أوائل الإسلام في داره (٢) ، وهي عند الصفا (٣) ، شهد بدرا وعاش إلى دهر معاوية ، وسيأتي.

الأسود بن سريع (٤) ، بن حمير بن عبادة التميمي السعدي ، أبو عبد الله.

__________________

(١) انظر عن الأرقم في : طبقات خليفة ٢١ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٢٤٢ ، التاريخ الكبير ٢ / ٤٦ رقم ١٦٣٦ ، مسند أحمد ٣ / ١٧ ، الجرح والتعديل ٢ / ٣٠٩ ، ٣١٠ رقم ١١٥٩ ، سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ١ / ٢٨٧ و ٢ / ٢٨٤ و ٣٢٦ ، المغازي للواقدي ١٠٣ و ١٥٥ و ٣٤١ ، الأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٣٠٦ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٠٢ ، المعجم الكبير ١ / ٣٠٦ ، ٣٠٧ رقم ٨٨ ، الاستيعاب ١ / ١٠٧ ، مشاهير علماء الأمصار ٣١ ، الاستبصار ١١٧ ، العبر ١ / ٦١ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٧٩ ، المعين في طبقات المحدّثين ١٩ رقم ١٢ ، الوافي بالوفيات ٨ / ٣٦٣ ، ٣٦٤ رقم ٣٧٩٣ ، أسد الغابة ١ / ٥٩ ، ٦٠ ، الإصابة ١ / ٢٨ ، ٢٩ رقم ٧٣ ، كنز العمال ١٣ / ٢٦٩ ، شذرات الذهب ١ / ٦١ ، المنتخب من ذيل الطبري ٥١٩ ، البدء والتاريخ ٥ / ١٠١.

(٢) انظر الجزء الخاص بالسيرة النبويّة من هذا الكتاب (بتحقيقنا) ١٧٩ ، ١٨٠ ، دلائل النبوّة لأبي نعيم ١ / ٧٩ ، ٨٠ ، مناقب عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه لابن الجوزي ١٢ و ١٣ و ١٩ ، صفة الصفوة ١ / ٢٧٢ ، ٢٧٣ ، عيون التواريخ ١ / ٧٥ ـ ٧٧.

(٣) يقال لها «دار الخيزران». أخبار مكة للأزرقي ٢ / ٢٦٠ ، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للقاضي تقيّ الدين الفاسي (بتحقيقنا) ـ ج ١ / ١٣.

(٤) انظر عنه : الطبقات لابن سعد ٧ / ٤١ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٤٤٥ ، ٤٤٦ رقم ١٤٢٥ ، =

٢٣

صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، هو أول من قصّ بجامع البصرة (١).

روى عنه : الأحنف بن قيس ، والحسن [البصري] ، وعبد الرحمن بن أبي بكرة.

يقال : توفي سنة اثنتين وأربعين (٢).

أمامة بنت أبي العاص ، (٣) ، بن الربيع بن عبد العزّى بن عبد شمس الأموية النبويّة ، بنت السيدة زينب ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهي التي كان يحملها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الصلاة.

تزوّجها عليّ رضي‌الله‌عنه في إمرة عمر ، وبقيت معه إلى أن استشهد وجاءه منها أولاد ، ثم تزوّجها المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب فتوفّيت عنده بعد أن ولدت له يحيى.

أهبان بن أوس (٤) ، الأسلمي أبو عقبة ، مكلّم الذّئب ، وكان من أصحاب الشجرة.

__________________

= التاريخ الصغير ٤٩ ، الاستيعاب ١ / ٩٢ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٤ ، الثقات لابن حبّان ٣ / ٨ ، مشاهير علماء الأمصار له ٣٨ ، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢ / ٢٩١ رقم ١٠٩٣ ، المعجم الكبير للطبراني ١ / ٢٨٢ ـ ٢٨٨ رقم ٦٥ ، الأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٣٠٩ ، أسد الغابة ١ / ٨٥ ، تهذيب الكمال ٣ / ٢٢٢ ، ٢٢٣ رقم ٥٠٠ ، تحفة الأشراف ١ / ٧٠ رقم ١٤ ، طبقات خليفة ٤٤ و ١٨٠ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٧٧ ، الكاشف ١ / ٧٩ رقم ٤٢٢ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٦١٤ ، ٦١٥ ، مسند أحمد ٣ / ٤٣٥ و ٤ / ٢٣ ، الوافي بالوفيات ٩ / ٢٥٢ رقم ٤١٦١ ، تهذيب التهذيب ١ / ٣٣٨ ، ٣٣٩ رقم ٦١٦ ، الإصابة ١ / ٤٤ ، ٤٥ رقم ١٦١ ، التقريب ١ / ٧٦ رقم ٥٧٠ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٣٧ ، جمهرة أنساب العرب ٢١٧.

(١) راجع مصادر ترجمته.

(٢) وقيل قتل أيام الجمل سنة ٣٦ ه‍. (التاريخ الكبير ١ / ٤٤٥ ، ٤٤٦ ، والتاريخ الصغير ٤٩ ، ومشاهير علماء الأمصار ٣٨) والأرجح ما أثبته المؤلّف رحمه‌الله.

(٣) نسب قريش للمصعب الزبيري ١٥٨ ، الطبقات الكبرى ٨ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ ، المحبّر لابن حبيب ٥٣ و ٩٠ ، المعارف لابن قتيبة ١٢٧ ، المعرفة والتاريخ للفسوي ٣ / ٢٧٠ ، أنساب الأشراف ١ / ٤٠٠ ، الاستيعاب ٤ / ٢٤٤ ـ ٢٤٧ ، أسد الغابة ٥ / ٤٠٠ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٣٣١ رقم ٧١٥ ، السيرة النبويّة للذهبي (من تاريخ الإسلام ـ بتحقيقنا) ٧٤ ، ٧٥ ، الوافي بالوفيات ٩ / ٣٧٧ ، ٣٧٨ رقم ٤٣٠٤ ، الإصابة ٤ / ٢٣٦ ، ٢٣٧ رقم ٧٠.

(٤) طبقات خليفة ١٣٧ ، التاريخ الكبير ٢ / ٤٤ ، ٤٥ رقم ١٦٣٣ ، الجرح والتعديل ٢ / ٣٠٩ رقم =

٢٤

روى له البخاري حديثا واحدا (١).

أهبان بن صيفي (٢) ، ـ ت ق ـ الغفاريّ أبو مسلم.

نزل البصرة. روت عنه عائشة ، أنّ عليّا رضي‌الله‌عنه أتاه بعد فتنة الجمل فقال : ما خلّفك عنّا؟! وكان قد اتّخذ سيفا من خشب.

وله قصة مشهورة صحيحة عن بنته ، قال لما احتضر : كفّنوني في ثوبين ، فزدناه ثوبا فدفنّاه فيه ، فأصبح ذلك القميص موضوعا على المشجب (٣).

__________________

= ١١٥٦ ، المعارف ٣٢٤ ، الاستيعاب ١ / ٦٤ ، تهذيب الكمال ٣ / ٣٨٤ ، تهذيب التهذيب ١ / ٣٨٠ رقم ٦٩٤ ، الإصابة ١ / ٧٨ ، ٧٩ رقم ٣٠٧ ، التقريب ١ / ٨٥ رقم ٦٤٨ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٤١ ، تحفة الأشراف ٢ / ١ رقم ٢٢ ، أسد الغابة ١ / ١٣٧ ، ثمار القلوب ٤٨٦.

(١) في كتاب المغازي ٤ / ١٦٠ وفي التاريخ الكبير ٢ / ٤٤ ، ٤٥ ، وانظر : السيرة النبويّة من هذا الكتاب ٣٥١.

(٢) مسند أحمد ٥ / ٦٩ و ٦ / ٣٩٣ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٤٦ ، التاريخ الصغير ٤٨ ، التاريخ الكبير ٢ / ٤٥ رقم ١٦٣٤ ، طبقات خليفة ٣٣ و ١٧٥ ، الجرح والتعديل ٢ / ٣٠٩ رقم ١١٥٧ ، مشاهير علماء الأمصار ٤٢ رقم ٢٦٣ ، الكنى والأسماء ١ / ٢٩٣ ـ ٢٩٥ رقم ٧٤ ، الطبقات لابن سعد ٧ / ٨٠ ، تحفة الأشراف ٢ / ١ رقم ٢٣ ، تهذيب الكمال ٣ / ٣٨٥ ، ٣٨٦ رقم ٥٧٣ ، الكاشف ١ / ٨٩ رقم ٣٠٨ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٤١ ، أسد الغابة ١ / ١٣٨.

(٣) قال ابن عبد البر في الاستيعاب ١ / ٦٥ : وهذا خبر رواه جماعة من ثقات البصريّين وغيرهم ، منهم سليمان التميمي ، وابنه معتمر ، ويزيد بن زريع ، ومحمد بن عبد الله بن المثنّى ، عن المعلّى بن جابر بن مسلم ، عن عديسة بنت وهبان ، عن أبيها. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ٢٩٤ رقم ٨٦٤ ، وأحمد في المسند ٥ / ٦٩ ، وابن الأثير في أسد الغابة ١ / ١٣٨.

٢٥

[حرف الجيم]

جارية بن قدامة (١) ، التميمي السعدي ، أبو أيوب ، ويقال أبو يزيد.

له صحبة ، وكان بطلا شجاعا شريفا مطاعا من كبار أمراء علي ، شهد معه صفّين ، ثم وفد بعده على معاوية مع ابن عمّه الأحنف.

وكان سفّاكا فاتكا ، ويدعى محرّقا لأنّ معاوية وجّه ابن الحضرميّ إلى البصرة بنعي عثمان وليستنفرهم ، فوجّه علي جارية هذا ، فتحصّن منه ابن الحضرميّ كما ذكرنا ، فأحرق عليه الدار ، فاحترق فيها خلق.

ويروى أن عليّا بلغه ما صنع بسر بن أرطاة من السفك بالحجاز ، فبعث جارية هذا ، فجعل لا يجد أحدا خلع عليّا إلا قتله وحرّقه بالنّار حتى انتهى

__________________

(١) مسند أحمد ٣ / ٤٨٤ و ٥ / ٣٤ ، التاريخ الكبير ٢ / ٢٣٧ رقم ٢٣٠٩ ، طبقات خليفة ٤٤ و ١٧٩ ، طبقات ابن سعد ٧ / ٥٦ ، تاريخ خليفة ١٩٥ و ١٩٧ و ١٩٨ و ٢٠٠ ، مشاهير علماء الأمصار ٤١ رقم ٢٥٣ ، الجرح والتعديل ٢ / ٥٢٠ رقم ٢١٥٦ ، المحبّر ٢٩٠ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٦١ ، جمهرة أنساب العرب ٢٢١ ، المعجم الكبير ٢ / ٢٦١ ـ ٢٦٤ رقم ٢٠١ ، الأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٢٧ ، الاستيعاب ١ / ٢٤٥ ، ٢٤٦ ، ترتيب الثقات للعجلي ٩٤ رقم ١٩٧ ، الثقات لابن حبّان ٣ / ٦٠ ، أسد الغابة ١ / ٢٦٣ ، تهذيب الكمال ٤ / ٤٨٠ ـ ٤٨٣ رقم ٨٨٦ ، الإكمال لابن ماكولا ٢ / ١ ، ٢ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٣٧ رقم ٦٧ المستدرك على الصحيحين ٣ / ٦١٥ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٦١٥ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٥٤ ، ٥٥ رقم ٨٣ ، التقريب ١ / ١٢٤ رقم ٢٤ ، الإصابة ١ / ١٢٨ رقم ١٠٥٠ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٦٠ ، المشتبه ٨١ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٤١١ و ٤٤٥ و ٤٥١ ، التذكرة الحمدونية ٢ / ٢٩ رقم ٣٨.

٢٦

إلى اليمن ، فسمّي محرّقا (١).

جبلة بن الأيهم (٢) ، أبو المنذر الغسّاني ملك آل جفنة عرب الشام ، وكان ينزل الجولان.

كتب إليه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعوه إلى الإسلام ، فأسلم ، وأهدى لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هدية ، فلما كان زمن عمر داس جبلة رجلا من مزينة ، فوثب المزنيّ فلطمه ، فأخذه وانطلق به إلى أبي عبيدة ، فقالوا : هذا لطم جبلة قال : فليلطمه ، قالوا : وما يقتل ولا تقطع يده؟ قال : لا ، فغضب جبلة وقال : بئس الدين هذا ، ثم دخل بقومه إلى أرض الروم وتنصّر (٣).

وقيل : إنه إنّما أسلم يوم اليرموك ثم ندم على تنصّره ، فلم يسلم فيما علمت.

جبلة بن عمرو (٤) بن أوس بن عامر الأنصاري الساعدي.

وهم بعضهم وقال : هو أخو أبي مسعود البدري (٥) : فأبو مسعود من بني

__________________

(١) تاريخ الطبري ٥ / ١١٢ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٦٢ ، ٣٦٣ ، تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٦ ، تاريخ خليفة ١٩٧.

(٢) المحبّر ٧٦ و ١٣٣ و ٣٧٢ ، تاريخ خليفة ٩٨ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٢٠٧ و ٢ / ١٤١ و ١٤٧ ، العقد الفريد ٢ / ٥٦ و ٥٧ و ٥٨ و ٥٩ و ٦١ و ٦٢ ، فتوح البلدان ١٦٠ و ١٧١ و ١٩٤ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٧٨ و ٥٧٠ ، المعارف ١٠٧ و ٦٤٤ ، جمهرة أنساب العرب ٣٧٢ ، الخراج وصناعة الكتابة ٢٩٨ ، الأغاني ١٥ / ١٥٧ ـ ١٧٣ ، معجم البلدان ٣ / ٢٤٢ ، الكامل في التاريخ ٤ / ١٥٣ ، البداية والنهاية ٨ / ٦٣ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٥٣ ـ ٥٧ رقم ١٠٠ ، طرفة الأصحاب لابن رسول ٢١ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٥٣٢ رقم ١٣٧ ، شذرات الذهب ١ / ٢٧ ، خزانة الأدب للبغدادي ٢ / ٢٤١.

وقد ورد في الأصل «الأهيم».

(٣) الخبر في : العقد الفريد ٢ / ٥٦ ، والأغاني ١٥ / ١٦٢ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٥٣.

(٤) التاريخ الكبير ٢ / ٢١٨ رقم ٢٢٥٢ ، الجرح والتعديل ٢ / ٥٠٨ رقم ٢٠٨٧ ، تاريخ الطبري ٤ / ٣٦٥ ، ٣٦٦ ، مشاهير علماء الأمصار ٥٦ رقم ٣٨٧ ، الاستيعاب ١ / ٢٣٩ ، المعجم الكبير ٢ / ٢٨٧ رقم ٢٢٤ ، أسد الغابة ١ / ٢٦٩ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٦٨ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٥٢ رقم ٩٦ ، الإصابة ١ / ٢٢٣ ، ٢٢٤ رقم ١٠٨٠ ، حسن المحاضرة ١ / ١٨٥.

(٥) المعجم الكبير ٢ / ٢٨٧ ، وقال ابن عبد البرّ في كتاب الاستيعاب ١ / ٢٣٩ : «ويقال : هو أخو =

٢٧

لحارث بن الخزرج.

شهد أحدا وغيرها ، وشهد فتح مصر وصفّين.

قال ابن عبد البرّ (١) : كان فاضلا من فقهاء الصحابة ، وروى عنه : ثابت بن عبيد ، وسليمان بن يسار.

وقال ابن سيرين : كان بمصر جبلة الأنصاري له صحبة ، جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها.

وقال ابن يونس : غزا جبلة بن عمرو إفريقية مع معاوية بن حديج سنة خمسين.

قال سليمان بن يسار : نفلنا معاوية بإفريقية فأبى جبلة أن يأخذ من النّفل شيئا.

جندب بن كعب (٢) ـ ت ـ بن عبد الله بن غنم (٣) الأزدي الغامدي (٤) الّذي قتل الساحر على الصحيح.

وكان هذا الساحر يقتل رجلا ثم يحييه ، ويدخل في فم ناقة ويخرج من حياها ، فضرب جندب بن كعب عنقه ثم قال : أحي نفسك. وتلا (أَفَتَأْتُونَ (٥)

__________________

= أبي مسعود الأنصاري ، وفي ذلك نظر».

(١) الاستيعاب ١ / ٢٣٩.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ٢٢٢ رقم ٢٢٦٨ ، الجرح والتعديل ٢ / ٥١١ رقم ٢١٠٧ ، الاستيعاب ١ / ٢١٨ ـ ٢٢٠ ، تاريخ الطبري ٤ / ٢٣٦ ، جمهرة أنساب العرب ٣٧٨ ، المعجم الكبير ٢ / ١٧٧ رقم ١٨٤ ، تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٤١٣ ، ٤١٤ ، أسد الغابة ١ / ٣٠٥ ، ٣٠٦ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٧٥ ، الكاشف ١ / ١٣٣ و ٨٢٨ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ١٧٥ ـ ١٧٧ رقم ٣١ ، تحفة الأشراف ٢ / ٤٤٦ رقم ٧٧ ، تهذيب الكمال ٤ / ١٤١ ـ ١٤٨ رقم ٩٧٥ ، تجريد أسماء الصحابة ، رقم ٨٥٦ ، الوافي بالوفيات ١١ / ١٩٥ رقم ٢٩٠ ، الإصابة ١ / ٢٥٠ رقم ١٢٢٧ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١١٨ ، ١١٩ رقم ١٩٠ ، التقريب ١ / ١٣٥ رقم ١٢٠ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٦٤ ، تاج العروس ٢ / ١٣٧.

(٣) في نسخة القدسي ٢ / ٢١٤ «تميم» ، وليس في نسب جندب من اسمه «تميم».

(٤) في الأصل «العاهدي» ، والتصحيح من مصادر الترجمة.

(٥) في الأصل «تأتون».

٢٨

السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) (١) ، فرفعوا جندبا إلى الوليد بن عقبة فحبسه ، فلما رأى السجّان قومه وصلاته أطلقه.

وقيل : بل قتل السّجّان أقرباء جندب وأطلقوه ، فذهب إلى أرض الروم يجاهد ، ومات سنة خمسين ، وكان شريفا كبيرا في الأزد.

وقيل : بل الّذي قتل الساحر جندب الخير المذكور بعد الستّين.

جعفر بن أبي سفيان (٢) ، بن الحارث بن عبد المطّلب الهاشمي ابن ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

شهد حنينا مع أبيه وثبتا يومئذ ، لا أعلم له رواية.

وقال ابن سعد (٣) : مات وسط إمرة معاوية.

__________________

(١) سورة الأنبياء ـ الآية ٣.

(٢) المحبّر ٤٥٤ ، الطبقات الكبرى ٤ / ٥٥ ، الجرح والتعديل ٢ / ٤٨٠ رقم ١٩٥٣ ، الاستيعاب ١ / ٢١٣ ، جمهرة أنساب العرب ٧٠ ، أسد الغابة ١ / ٢٨٦ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٢٤٢ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٢٠٥ رقم ٣٣ ، الوافي بالوفيات ١١ / ١٠٦ ، ١٠٧ رقم ١٧٨ ، العقد الثمين ٣ / ٤٢٣ ، الإصابة ١ / ٢٣٧ رقم ١١٦٥ ، المنتخب من ذيل الطبري ٥٢٩.

(٣) الطبقات الكبرى ٤ / ٥٥.

٢٩

[حرف الحاء]

حارثة بن النعمان (١) ، بن رافع ـ وقيل نفع بدل رافع ـ الأنصاري الخزرجي.

أحد من شهد بدرا وبقي إلى هذا الوقت.

الحارث بن قيس (٢) ، الجعفي الكوفي العابد.

صحب عليّا ، وابن مسعود ، ولا يكاد يوجد له حديث مسند ، بل روى عنه خيثمة بن عبد الرحمن قال : إذا كنت في الصلاة ، فقال لك الشيطان : إنك ترائي ، فزدها طولا.

__________________

(١) مسند أحمد ٥ / ٤٣٣ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٤٨٧ ، الجرح والتعديل ٣ / ٢٥٣ ، ٢٥٤ رقم ١١٣٢ ، المحبّر ٤٣٠ ، طبقات خليفة ٩٠ ، التاريخ الكبير ٣ / ٩٣ رقم ٣٢٣ ، حلية الأولياء ١ / ٣٣٧ ، المعجم الكبير ٣ / ٢٥٦ ـ ٢٦٠ رقم ٢٦٢ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٢٠٨ ، الاستيعاب ١ / ٢٨٣ ، ٢٨٤ ، الاستبصار ٥٩ ، ٦٠ ، أسد الغابة ١ / ٣٥٨ ، ٣٥٩ ، الإكمال ٢ / ٧ ، معجم البلدان ٤ / ٤٦٥ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٧٨ ـ ٣٨٠ رقم ٨١ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٢٦٥ ، ٢٦٦ رقم ٣٨٧ ، المشتبه ٨ ، مجمع الزوائد ٩ / ٣١٣ ، الإصابة ١ / ٢٩٨ رقم ١٥٣٢ ، الأخبار الموفقيات ٣٧٦.

(٢) الطبقات الكبرى ٦ / ١٦٧ ، العلل لابن المديني ٤٢ ـ ٤٤ و ٤٦ ، التاريخ الكبير ٢ / ٢٧٩ رقم ٢٤٦١ ، التاريخ الصغير ٥٠ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٢١ و ٧١٤ و ٢ / ٥٥٣ و ٥٥٨ و ٣ / ١٤٢ و ١٤٤ و ٣٦٥ ، الجرح والتعديل ٣ / ٨٦ رقم ٣٩٦ ، مشاهير علماء الأمصار ١٠٨ رقم ٨١٦ ، حلية الأولياء ٤ / ١٣٢ رقم ٢٥٥ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢٠٦ ، ٢٠٧ رقم ٤٣٢٥ ، الكاشف ١ / ١٤٠ رقم ٨٧٩ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٧٥ ، ٧٦ رقم ٢٢ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٢٤١ رقم ٣٤٤ ، غاية النهاية ١ / ٢٠١ رقم ٩٢٤ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٥٤ ، ١٥٥ رقم ٢٦٩ ، التقريب ١ / ١٤٣ رقم ٥٩ ، النجوم الزاهرة ١ / ٢٣٧ خلاصة تذهيب التهذيب ٦٨.

٣٠

وحكى عنه : أبو داود الأعمى ، ويحيى بن هانئ المرادي.

قال خيثمة : كان الحارث بن قيس من أصحاب ابن مسعود ، وكانوا معجبين به ، كان يجلس إليه الرجل والرجلان فيحدّثهما ، فإذا كثروا قام وتركهم (١).

وقال حجّاج بن دينار : كان أصحاب عبد الله ستّة : علقمة ، والحارث بن قيس ، والأسود ، وعبيدة ، ومسروق ، وعمرو بن شرحبيل (٢).

قال ابن المديني : قتل الحارث مع علي.

وأما خيثمة بن عبد الرحمن فقال : صلّى عليه أبو موسى الأشعري رحمه‌الله (٣).

حبيب بن مسلمة القرشي (٤) ـ دق ـ الفهري له صحبة.

__________________

(١) تهذيب الكمال ٤ / ٢٧٣.

(٢) تهذيب الكمال ٤ / ٢٧٣.

(٣) الطبقات الكبرى ٦ / ١٢٧ برواية يحيى بن آدم ، عن شريك ، التاريخ الكبير ٢ / ٢٧٩ وفيهما زيادة : «بعد ما صلّي عليه».

(٤) مسند أحمد ٤ / ١٥٩ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٩٩ ، الطبقات الكبرى ٧ / ٤٠٩ ، طبقات خليفة ٢٨ و ٣٠١ ، المحبّر ٢٩٤ ، التاريخ الكبير ٢ / ٣١٠ رقم ٢٥٨٣ ، التاريخ الصغير ٥٠ و ٦٧ ، المعارف ٥٩٢ و ٦١٥ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٣٢٨ ، ٣٢٩ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٢٥ و ٢ / ٤٢٧ و ٤٢٩ و ٣ / ١٨ ، المراسيل لابن أبي حاتم ٢٨ ، الجرح والتعديل ٣ / ١٠٨ رقم ٤٩٧ ، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام ١٠ / ٢١٧) ، تاريخ خليفة ١٥١ و ١٥٥ و ١٦٣ و ١٩٥ و ٢٠٥ ، فتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام ٣ / ٦١٠) ، الخراج وصناعة الكتابة (انظر فهرس الأعلام ٥٧٢) ، تاريخ العظيمي ١٧١ ، ١٧٢ و ١٧٥ ، العقد الفريد ٤ / ٢١ و ٢٨ ، التذكرة الحمدونية ٢ / ٤٢٠ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٠ رقم ٢٣١ ، مشاهير علماء الأمصار ٥٢ رقم ٣٤٥ ، المعجم الكبير ٤ / ٢١ ـ ٢٦ رقم ٣٢٠ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٤٦ ، ٣٤٧ و ٤٣٢ ، جمهرة أنساب العرب ١٧٨ ، ١٧٩ ، الاستيعاب ١ / ٣٢٨ ـ ٣٣٠ ، السابق واللاحق ١٧١ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٤٥٠ ، التبيين في أنساب القرشيين ٤٤٧ ، ٤٤٨ ، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام ١٣ / ٨٨) ، أسد الغابة ١ / ٣٧٤ ، ٣٧٥ ، زبدة الحلب ١ / ٣٥ و ٣٧ و ٥٤ ، وفيات الأعيان ٣ / ١٨٦ ، تهذيب الكمال ٤ / ٣٩٦ ـ ٤٠٠ رقم ١٠٩٩ ، تحفة الأشراف ٣ / ١٤ ، ١٥ رقم ٩٥ ، تجريد أسماء الصحابة ، رقم ١٢٣٦ ، اللباب ٢ / ٣٧ و ٣ / ١٠٣ و ٢٦١ ، الكاشف ١ / ١٤٦ رقم ٩٢٧ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ١٨٨ ، ١٨٩ رقم ٣٧ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٢٩٠ رقم ٤٣٠ ، العقد الثمين ٤ / ٩٤ ، جامع التحصيل في =

٣١

روى عنه زياد بن جارية (١) في النّفل (٢).

وهو الّذي افتتح أرمينية زمن عثمان ، ثم كان من خواصّ معاوية ، وله معه آثار محمودة شكرها له معاوية.

يروى أنّ الحسن قال : يا حبيب ربّ مسير لك في غير طاعة الله ، قال : أمّا إلى أبيك فلا ، قال : بلى والله ، ولقد طاوعت معاوية على دنياه وسارعت في هواه ، فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك ، فليتك إذ أسأت الفعل أحسنت القول (٣).

قيل : توفي سنة اثنتين ، وقيل سنة أربع وأربعين ، قيل : لم يبلغ الخمسين ، وكان شريفا مطاعا معظّما.

حجر بن يزيد (٤) بن سلمة (٥) الكندي المعروف بحجر الشرّ ، لأنه كان شرّيرا.

__________________

= أحكام المراسيل لابن كيكلدي ١٩١ رقم ١٢٢ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٩٠ ، ١٩١ رقم ٣٤٩ ، التقريب ١ / ١٥٠ ، ١٥١ رقم ١٣٠ ، الإصابة ١ / ٣٠٩ رقم ١٦٠٠ ، النجوم الزاهرة ١ / ١٢٢ ، تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣٨ ـ ٤٢ ، تاريخ الزمان لابن العبري ٢٠ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٥ و ١٥٧ و ١٦٨ و ٢٣٩ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٧١ ، أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ١ / ١٠٣ ـ ١٠٦ ، الأعلام للزركلي ٢ / ١٧٢.

(١) في نسخة القدسي «حارثة» وهو وهم.

(٢) لفظ الحديث : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينفّل الثلث بعد الخمس ، وشهدت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفّل الربع في البدأة والثلث في الرجعة» ، أخرجه أبو داود في الجهاد (٢٧٤٨) و (٢٧٤٩) و (٢٧٥٠) باب فيمن قال : الخمس قبل النّفل ، وابن ماجة في الجهاد (٢٨٥١ و ٢٨٥٣) باب النفل ، وأحمد في المسند ٤ / ١٥٩ و ١٦٠ ، وابن حبّان (١٦٧٢) ، وعبد الرزاق في المصنّف (٩٣٣١ و ٩٣٣٣) ، والحميدي في المسند (٨٧١) ، والحاكم في المستدرك ٢ / ١٣٣ ، والطبراني في المعجم الكبير (٣٥١٨ ـ ٣٥٢٦) و (٣٥٢٨ ـ ٣٥٣٢) ، وفي الباب عن عبادة بن الصامت عند أحمد ٥ / ٣١٩ ، ٣٢٠ ، وابن ماجة (٢٨٥٢) ، والترمذي (١٥٦١) وقد حسّنه.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٤١.

(٤) المحبّر لابن حبيب ٢٥٢ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٣١٣ ، تاريخ الطبري ٥ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ ، جمهرة أنساب العرب ٤٢٦ ، أسد الغابة ١ / ٣٨٧ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٧٦ ، تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٨٧ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٣٢٠ رقم ٤٦٩ ، الإصابة ١ / ٣١٥ رقم ١٦٣١.

(٥) في نسخة القدسي ٢ / ٢١٦ «مسلمة» ، والتصويب من مصادر الترجمة.

٣٢

وقالوا في حجر بن عديّ : حجر الخير.

له وفادة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأسلم ، ثم رجع إلى اليمن ، ثم نزل الكوفة ، وشهد الحكمين ، ثم ولّاه معاوية أرمينية.

الحسن بن علي (١) ، بن أبي طالب بن عبد المطّلب ، أبو محمد الهاشمي السيد ، ريحانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وابن بنته السيدة فاطمة.

ولد في شعبان سنة ثلاث من الهجرة ، وقيل في نصف رمضان منها. قاله الواقدي ، له صحبة ورواية عن أبيه وجدّه.

__________________

(١) مسند أحمد ١ / ١٩٩ ، التاريخ لابن معين ٢ / ١١٥ ، المحبّر ١٨ و ١٩ و ٤٥ و ٤٦ و ٥٣ و ٥٧ و ٦٦ و ١٤٦ و ٢٢٣ و ٢٢٦ و ٤٠٩ و ٤٤٢ و ٤٤٧ و ٤٥٠ و ٤٧٥ ، المعارف (انظر فهرس الأعلام ٧٢٠) ، أنساب الأشراف ١ / ٣٨٦ و ٣٨٧ و ٣٩٠ و ٤٠٠ و ٤٠٢ و ٤٨٣ و ٥٣٩ و ٥٧٨ ، ق ٣ / ١٧ ، ٢٢ ، ٢٦ ، ٣٦ ، ٤٥ ، ٤٨ ، ٥١ ، ٥٦ ، ٥٨ ، ٥٩ ، ٢٩٦ ، و ٢٩٨ ، ق ٤ ج ١ (انظر فهرس الأعلام ٦٣٦) ، الأخبار الموفقيّات ٣٥٦ ، المعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام ٣ / ٤٩٨) ، نسب قريش ٢٣ و ٢٦ و ٢٨ و ٤٠ و ٤٦ و ٢٨٣ و ٢٨٥ ، طبقات خليفة ٥ و ١٢٦ و ١٨٩ و ٢٣٠ ، الفضائل للإمام أحمد ٢٥ ، العلل له ١ / ٤٥ و ١٠٤ و ٢٥٨ و ٤١٢ ، التاريخ الكبير ٢ / ٢٨٦ رقم ١٤٩١ ، التاريخ الصغير ٥٢ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٦٣ و ٥٨٧ ، ٥٨٨ ، الجرح والتعديل ٣ / ١٩ رقم ٧٢ ، تاريخ الطبري ٥ / ١٥٨ ، المنتخب من ذيل المذيّل للطبري ٥٤٨ ، تاريخ واسط ١٢٤ و ١٢٨ و ١٣٧ و ٢٨٥ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٤ رقم ١٦١ ، تاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام ٥٣٤) ، الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٥٢ ، مشاهير علماء الأمصار ٧ رقم ٦ ، كتاب الولاة والقضاة ٢٠٣ ، جمهرة أنساب العرب ٣٨ ، ٣٩ ، المعجم الكبير ٣ / ٥ ـ ٩٧ رقم ٢٣٥ ، حلية الأولياء ٢ / ٣٥ ـ ٣٩ رقم ١٣٢ ، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام ٧ / ١٠٧) ، عيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام ٤ / ١٩٦) ، أمالي المرتضى ١ / ٢٧٧ ، ترتيب الثقات للعجلي ١١٦ ، ١١٧ رقم ٢٨٣ ، الاستيعاب ١ / ٣٦٩ ـ ٣٧٨ ، تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٢٠٢ ـ ٢٣١ ، صفة الصفوة ١ / ٧٥٨ ـ ٧٦٢ رقم ١٢٠ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ١٨٤ ، أسد الغابة ٢ / ٩ ـ ١٥ ، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام ١٣ / ٩٥) ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١٥٨ ـ ١٦٠ رقم ١١٨ ، تاريخ بغداد ١ / ١٣٨ ـ ١٤١ رقم ٢ ، مروج الذهب ٣ / ١٨١ ، جامع الأصول ٩ / ٢٧ ـ ٣٦ ، وفيات الأعيان ٢ / ٦٥ ـ ٦٩ رقم ١٥٥ ، الزهد لابن المبارك ٢٥٨ ، رجال الطوسي ٦٦ ـ ٧١ ، المحاسن والمساوئ للبيهقي ٥٥ ، ثمار القلوب للثعالبي ٦٠٥ ، ربيع الأبرار للزمخشري ٤ / ١٨٦ و ١٩٧ و ٢٠٨ و ٢٠٩ و ٢٤٣ و ٢٩٣ و ٣٠٥ و ٣٥٨ و ٣٨٩ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢١٢ ـ ٢١٥ ، مقاتل الطالبيين ٤٦ ـ ٧٧ ، الإرشاد في أسماء أئمة الهدى ، للمفيد ـ طبعة طهران ١٣٣٠ ه‍. ـ ص ١٤٧ ، تاريخ دمشق ١٠ / ٤٩ ـ ٢٠٢ ، التنبيه والإشراف ٢٦٠ ، الإمامة =

٣٣

روى عنه : ابنه الحسن ، وسويد بن غفلة ، والشعبي ، وأبو الجوزاء السعدي ، وآخرون.

وكان يشبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. قاله أبو جحيفة وأنس فيما صحّ عنهما ، وقد رآه أبو بكر الصدّيق يلعب فأخذه وحمله على عنقه وقال :

بأبي شبيه بالنبيّ

ليس شبيها بعلي

وعليّ يبتسم (١).

وقال أسامة بن زيد : كان النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأخذني والحسن فيقول : «اللهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما» (٢).

وقال أبو بكرة : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقول : «إنّ ابني هذا سيّد ولعلّ الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين».

أخرجه البخاري (٣).

__________________

= والسياسة ١٤٤ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤ / ٥ ـ ١٨ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢٢٠ ـ ٢٥٧ رقم ١٢٤٨ ، تحفة الأشراف ٣ / ٦٢ ـ ٦٥ رقم ١٠٥ ، الكاشف ١ / ١٦٤ رقم ١٠٥٤ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٤٥ ـ ٢٧٩ رقم ٤٧ ، المعين في طبقات المحدثين ٢٠ رقم ٢٨ ، الوافي بالوفيات ١٢ / ١٠٧ ـ ١١١ رقم ٩٢ ، العبر ١ / ٤٧ ، التذكرة الحمدونية ١ (انظر فهرس الأعلام ٤٧٤) ٢ (الفهرس ٥٠٢) ، الوفيات لابن قنفذ ٦٢ رقم ٤٩ ، البداية والنهاية ٨ / ١٤ و ٣٣ و ٤٥ ، مرآة الجنان ١ / ١٢٢ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٧٤ ، العقد الثمين ٤ / ١٥٧ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٩٥ ـ ٣٠١ رقم ٥٢٨ ، التقريب ١ / ١٦٨ رقم ٢٩٤ ، الإصابة ١ / ٣٢٨ ـ ٣٣١ رقم ١٧١٩ ، تاريخ الخلفاء ١٨٧ ، خلاصة تذهيب الكمال ٦٧ ، شذرات الذهب ١ / ٥٥ ، ٥٦ ، البدء والتاريخ ٦ / ٥ ، ٦.

(١) أخرجه البخاري في مناقب الحسن والحسين ٥ / ٣٣ عن عبدان ، عن عبد الله بن عمر بن سعيد. والطبراني في المعجم الكبير (٢٥٢٧) ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٦٨.

(٢) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٧ / ٧٠) باب ذكر أسامة بن زيد. وأحمد في المسند ٥ / ٢١٠ ، وابن سعد في الطبقات ٤ / ٦٢.

(٣) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٧ / ٧٤) باب مناقب الحسن والحسين ، وفي الصلح ، باب قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للحسن : «إنّ ابني هذا سيّد ...» ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوّة في الإسلام. وفي العتق ، باب قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للحسن : «إنّ ابني هذا لسيّد» ، والترمذي في جامعه (٣٧٧٥) ، والنسائي في سننه ٣ / ١٠٧ ، وأبو داود (٤٦٦٢) والطبراني في معجمه =

٣٤

وقال يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم (١) ، عن أبي سعيد الخدريّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة».

صحّحه الترمذي (٢).

وعن أسامة بن زيد قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلة وهو مشتمل على شيء ، فلما فرغت من حديثي قلت : ما هذا الّذي أنت مشتمل عليه؟ فكشف فإذا حسن وحسين على وركيه ، فقال : هذان ابناي وابنا ابنتي ، اللهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما وأحبّ من يحبّهما».

قال الترمذي (٣) : حديث حسن غريب.

قلت : رواه من حديث عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر ، مدنيّ مجهول ، عن مسلم بن أبي سهل النّبّال ـ وهو مجهول أيضا ـ عن الحسن بن أسامة بن زيد ـ وهو كالمجهول ـ عن أبيه ، وما أظنّ لهؤلاء الثلاثة ذكر في رواية إلّا في هذا الواحد ، تفرّد به موسى بن يعقوب الزّمعي ، عن عبد الله. وتحسين الترمذي لا يكفي في الاحتجاج بالحديث ، فإنه قال : وما ذكرنا في كتابنا من حديث حسن فإنّما أردنا بحسن إسناده عندنا كل حديث لا يكون في إسناده من يتّهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذّا ، ويروى من غير وجه نحو ذلك فهو عندنا حديث حسن.

وقال يوسف بن إبراهيم : سمعت أنسا يقول : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيّ أهل بيتك أحبّ إليك؟ قال : «الحسن والحسين» ، وكان يقول لفاطمة : ادعي

__________________

= (٢٥٨٨) و (٢٥٩٢) و (٢٥٩٣) ، وأحمد في المسند ٥ / ٣٨ و ٤٤ و ٤٩ و ٥١ ، وابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ ص ٢٣٠ رقم ٤١٩ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٤ ، ١٧٥ ، وتابعه الذهبي في التلخيص ، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٢٢٦) ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٧٨.

(١) بضم النون وسكون العين المهملة.

(٢) في الجامع الصحيح (٣٨٥٧).

(٣) أخرجه في جامعه (٣٧٦٩).

٣٥

لي ابنيّ ، فيشمّهما ويضمّهما إليه.

حسّنه الترمذي (١).

وقال ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن ذرّ ، عن حذيفة :

سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «هذا ملك لم ينزل إلى الأرض قطّ قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلّم عليّ ويبشّرني بأنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنة ، وأنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة».

قال الترمذي (٢) : حسن غريب.

وصحّح الترمذي (٣) من حديث عديّ بن ثابت ، عن البراء قال : رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واضعا الحسن على عاتقه وهو يقول : «اللهمّ إني أحبّه فأحبّه».

وصحّح أيضا بهذا السند أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبصر الحسن والحسين فقال : «اللهمّ إني أحبّهما فأحبّهما» (٤).

وقال جرير بن عبد الحميد ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرّج بين فخذي الحسن وقبّل زبيبته (٥).

قابوس : حسن الحديث.

ومناقب الحسن رضي‌الله‌عنه كثيرة ، وكان سيّدا حليما ذا سكينة ووقار وحشمة ، كان يكره الفتن والسيف ، وكان جوادا ممدّحا ، تزوّج سبعين امرأة ويطلّقهن ، وقلّما كان يفارقه أربع ضرائر (٦).

__________________

(١) أخرجه الترمذي (٣٧٧٢) ويوسف بن إبراهيم ضعيف.

(٢) في جامعه (٣٧٨١) ، وأخرجه أحمد في المسند ٥ / ٣٩١ ، والخطيب في تاريخ بغداد ٦ / ٣٧٢ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٥١ ، وتابعه الذهبي في تلخيصه ، واختصره ابن حبّان في صحيحه (٢٢٢٩) ، وأخرجه المزّي في تهذيب الكمال ٦ / ٢٢٩ ، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣١٧).

(٣) في جامعه (٣٨٧٣).

(٤) الترمذي (٣٨٧١).

(٥) أخرجه الطبراني في معجمه (٢٦٥٨).

(٦) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٢١٩ وفيه «أربع حرائر».

٣٦

وعن جعفر الصادق قال : قال علي : يا أهل الكوفة لا تزوّجوا الحسن فإنه رجل مطلاق ، فقال رجل : والله لنزوجنّه ، فما رضي أمسك ، وما كره طلّق (١).

وقال ابن سيرين : تزوّج الحسن بن علي امرأة فبعث إليها بمائة جارية ، مع كل جارية ألف درهم (٢).

وقال ابن سيرين : إنّ الحسن كان يجيز الرجل الواحد بمائة ألف درهم (٣).

وقال غيره : حجّ الحسن بن علي خمس عشرة مرة (٤).

وقيل إنه حجّ أكثرهن ماشيا من المدينة إلى مكة ، وإنّ نجائبه تقاد معه (٥).

وقال جرير : بايع أهل الكوفة الحسن وأحبّوه أكثر من أبيه (٦).

روى الحاكم في «مستدركه» من طريق عمرو بن محمد العنقزي : حدثنا زمعة ، عن سلمة بن وهرام ، عن طاووس ، عن ابن عباس قال : أقبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد حمل الحسن على كتفه ، فقال الرجل : نعم المركب ركبت يا غلام ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ونعم الراكب هو» (٧).

شعبة : ثنا يزيد بن خمير (٨) سمع عبد الرحمن بن جبير ، عن أبيه قال :

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٢١٩.

(٢) المصدر نفسه ، حلية الأولياء ٢ / ٣٨.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٢١٧.

(٤) قيل مشى عشرين مرة ، وقيل خمسا وعشرين من المدينة.

(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٢١٦ ، ٢١٧.

(٦) المصدر نفسه ٤ / ٢٢٢.

(٧) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٧٠ وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه.

وعلّق المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ على قوله «صحيح» فقال : لا.

وأخرجه الترمذي (٣٧٨٤) من طريق محمد بن بشار ، عن أبي عامر العقدي ، عن زمعة بن صالح ، بهذا الإسناد ، وزمعة ضعيف ، وباقي رجاله ثقات.

(٨) في الأصل «ضمير» والتصويب من خلاصة التذهيب.

٣٧

قلت للحسن : إنهم يقولون إنك تريد الخلافة ، فقال : قد كانت جماعة العرب في يدي ، يحاربون من حاربت ويسالمون من سالمت ، تركتها ابتغاء لوجه الله وحقن دماء الأمة ، ثم أبتزّها بأتياس أهل الحجاز (١).

ابن عيينة : ثنا أبو موسى : سمعت الحسن يقول : استقبل الحسن بن عليّ معاوية بكتائب أمثال الجبال ، فقال عمرو بن العاص : والله إنّي لأرى كتائب لا تولّي أو تقتل أقرانها. وقال معاوية ـ وكان خير الرجلين ـ : أرأيت إن قتل هؤلاء هؤلاء ، من لي بذراريهم ، من لي بأمورهم ، من لي بنسائهم؟ قال : فبعث عبد الرحمن بن سمرة ، فصالح الحسن معاوية وسلّم الأمر له ، وبايعه بالخلافة على شروط ووثائق ، وحمل إليه معاوية مالا ، يقال خمسمائة ألف في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين (٢).

وقال عبد الله بن بريدة : قدم الحسن فاجتمع بمعاوية بعد ما أسلم إليه الخلافة ، فقال معاوية : لأجيزنّك بجائزة ما أجزت بها أحدا قبلك ولا أجيز بها أحدا بعدك ، فأعطاه أربعمائة ألف ، ثم إنّ الحسن رضي‌الله‌عنه رجع بآل بيته من الكوفة ونزل المدينة.

قال ابن عون ، عن عمير بن إسحاق قال : عدنا الحسن بن علي قبل موته ، فقام وخرج من الخلاء فقال : إنّي والله قد لفظت طائفة من كبدي قلّبتها بعود ، وإني قد سقيت السّمّ مرارا فلم أسق مثل هذا قطّ ، فحرّض به الحسين أن يخبره من سقاه ، فلم يخبره وقال : الله أشدّ نقمة إن كان الّذي أظنّ ، وإلّا فلا يقتل بي ، والله ، بريء (٣).

وقال قتادة : قال الحسن بن علي : لم أسق مثل هذه المرّة.

__________________

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٠ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ٢ / ٣٦ ، ٣٧ من طريق : محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن يزيد بن خمير ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه.

(٢) انظر : تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٢٢٥ ، ٢٢٦.

(٣) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٢ / ٣٨) من طريق : محمد بن علي ، حدّثنا أبو عروبة الحرّاني ، حدّثنا سليمان بن عمر بن خالد ، بهذا الإسناد.

٣٨

وقال حريز بن عثمان : ثنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشيّ قال : لما بايع الحسن معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي : لو أمرت الحسن فصعد المنبر فتكلّم عيي عن المنطق ، فيزهد فيه الناس ، فقال معاوية : لا تفعلوا ، فو الله لقد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يمصّ لسانه وشفته ، ولن يعيا لسان مصّه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو شفّه ، قال : فأبوا على معاوية ، فصعد معاوية المنبر ، ثم أمر الحسن فصعد ، وأمره أن يخبر الناس : إني قد بايعت معاوية ، فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيّها الناس إنّ الله هداكم بأوّلنا ، وحقن دماءكم بآخرنا ، وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم وأن يوفّر عليكم غنائمكم ، وأن يقسم فيكم فيئكم ، ثم أقبل على معاوية فقال : أكذاك؟ قال : نعم.

ثم هبط من المنبر وهو يقول ويشير بإصبعه إلى معاوية : (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) (١) فاشتدّ ذلك على معاوية ، فقالوا : لو دعوته فاستنطقته يعني استفهمته ما عنى بالآية ، فقال : مهلا ، فأبوا عليه ، فدعوه فأجابهم ، فأقبل عليه عمرو ، فقال له الحسن : أما أنت فقد اختلف فيك رجلان ، رجل من قريش ورجل من أهل المدينة فادّعياك ، فلا أدري أيّهما أبوك ، وأقبل عليه أبو الأعور فقال له الحسن : ألم يعلن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان ، وهذا اسم أبي الأعور ، ثم أقبل عليه معاوية يعينهما ، فقال له الحسن : أما علمت أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعن قائد الأحزاب وسائقهم ، وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبو الأعور السلمي.

زهير بن معاوية : ثنا أبو روق الهزّاني ، ثنا أبو الغريف قال : كنّا في مقدّمة الحسن اثني عشر ألفا تقطر سيوفنا من الجدة (٢) عليه ، فقال الشاميّون : فلما أتانا صلح الحسن لمعاوية كأنّما كسرت ظهورنا من الغيظ ، قال : وقام سفيان من الليل إلى الحسن فقال : السلام عليك يا مذلّ المؤمنين ، فقال : لا

__________________

(١) سورة الأنبياء / ١١١.

(٢) الجدة : الغضب كما في «القاموس المحيط» ، وفي الأصل : «الحدّة».

٣٩

تقل ذاك ، إنّي كرهت أن أقتلكم في طلب الملك (١).

قال ابن عبد البرّ (٢) : قال قتادة ، وأبو بكر بن حفص : سمّ الحسن زوجته بنت (٣) الأشعث بن قيس.

وقالت طائفة : كان ذلك بتدسيس معاوية إليها ، وبذل لها على ذلك ، وكان لها ضرائر.

قلت : هذا شيء لا يصحّ فمن الّذي اطّلع عليه؟

قال ابن عبد البرّ (٤). روينا من وجوه أنه لما احتضر قال : يا أخي إيّاك أن تستشرف لهذا الأمر فإنّ أباك استشرف لهذا الأمر فصرفه الله عنه ، ووليها أبو بكر ، ثم استشرف لها فصرفت عنه إلى عمر ، ثم لم يشكّ وقت الشورى أنها لا تعدوه ، فصرفت عنه إلى عثمان ، فلما مات عثمان بويع ، ثم نوزع حتى جرّد السيف ، فما صفت له ، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا النّبوّة والخلافة ، فلا أعرفنّ ما استخفّك سفهاء الكوفة فأخرجوك ، وقد كنت طلبت إلى عائشة أن أدفن مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالت : نعم ، وإنّي لا أدري لعلّ ذلك كان منها حياء ، فإذا ما متّ فاطلب ذلك إليها ، وما أظنّ القوم إلا سيمنعونك ، فإن فعلوا فلا تراجعهم. فلما مات أتى الحسين عائشة فقالت : نعم وكرامة ، فمنعهم مروان ، فلبس الحسين ومن معه السلاح حتى ردّه أبو هريرة ، ثم دفن في البقيع إلى جنب أمّه ، وشهده سعيد بن العاص وهو الأمير ، فقدّمه الحسين للصلاة عليه وقال : هي السنّة.

توفي الحسن رضي‌الله‌عنه في ربيع الأولى سنة خمسين ، ورّخه فيها المدائني ، وخليفة العصفري ، وهشام بن الكلبي ، والزبير بن بكار ، والغلابي ، وغيرهم.

__________________

(١) سبق تخريج هذا الحديث في أول حوادث سنة ٤١ ه‍.

(٢) الاستيعاب ١ / ٣٧٥.

(٣) في نسخة القدسي ٢ / ٢١٩ «سم الحسن وزوجته ..» وهذا خطأ ، ففي الاستيعاب : «سم الحسن بن علي ، سمّته امرأته بنت الأشعث بن قيس الكندي ..». (١ / ٣٧٥).

(٤) الاستيعاب ١ / ٣٧٦ ، ٣٧٧.

٤٠