تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وفيها اعتمر معاوية في رجب (١).

* * *

وفيها توفّيت الكلابية التي تزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فاستعاذت منه ، ففارقها ، أرّخها الواقدي (٢).

__________________

(١) الطبري ٥ / ٣٠١ ، ابن الأثير ٣ / ٥٠٣.

(٢) انظر عنها في الجزء الخاص بالسيرة النبويّة من تاريخ الإسلام ـ بتحقيقنا ، ٥٩٣ ـ ٥٩٦.

١٦١

[حوادث]

سنة سبع وخمسين

فيها توفّيت أم المؤمنين عائشة ، أو في سنة ثمان ،.

وفيها : السائب بن أبي وداعة السهمي.

ومعتّب بن عوف بن الحمراء.

وعبد الله بن السعدي العامري.

وفي قول : أبو هريرة.

وفيها : كعب بن مرّة ، أو مرّة بن كعب البهزي.

وقثم بن العباس ،.

ويقال توفي فيها سعيد بن العاص.

وعبد الله بن عامر بن كريز.

* * *

وفيها عزل الضّحّاك عن الكوفة ، ووليها عبد الرحمن بن أم الحكم (١).

* * *

وفيها وجّه معاوية حسّان بن النعمان الغسّاني إلى إفريقية ، فصالحه من يليه من البربر ، وضرب عليهم الخراج ، وبقي عليها حتى توفي معاوية (٢).

* * *

__________________

(١) تاريخ خليفة ٢٢٤ ، الطبري ٥ / ٣٠٩.

(٢) تاريخ خليفة ٢٢٤.

١٦٢

وفيها عزل معاوية مروان عن المدينة ، وأمّر عليها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وعزل عن خراسان سعيد بن عثمان ، وأعاد عليها عبيد الله بن زياد (١).

* * *

وشتّى عبد الله بن قيس بأرض الروم (٢).

__________________

(١) تاريخ خليفة ٢٢٤ و ٢٢٥.

(٢) تاريخ خليفة ٢٢٥ ، الطبري ٥ / ٣٠٨ ، ابن الأثير ٣ / ٥١٤.

١٦٣

[حوادث]

سنة ثمان وخمسين

فيها توفي :

شدّاد بن أوس.

وعبد الله بن حوالة.

وعبيد الله بن العباس.

وعقبة بن عامر الجهنيّ.

وأبو هريرة.

ويزيد بن شجرة الرهاوي (١).

وجبير بن مطعم ، في قول المدائني.

* * *

وفيها غزا عقبة (٢) بن نافع من قبل مسلمة بن مخلّد (٣) ، فاختطّ مدينة القيروان وابتناها (٤).

وصلّى أبو هريرة على عائشة ، وكان مروان غائبا في العمرة.

* * *

وفيها حج بالناس الوليد بن عتبة (٥).

__________________

(١) في (اللباب لابن الأثير ٢ / ٤٥) الرهاوي : بفتح الراء والهاء وبعد الألف واو ، هذه النسبة إلى رها ، وهو بطن من مذحج .. إلخ.

(٢) في الأصل «عتبة».

(٣) هو عامل مصر ، كما في كتاب الولاة والقضاة ٣٧ ، والنجوم الزاهرة ١ / ١٣٧.

(٤) البيان المغرب ١ / ٢١ ، ٢٢.

(٥) تاريخ خليفة ٢٢٥ ، الطبري ٥ / ٣١٤ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٩ ، مروج الذهب ٤ / ٣٩٨ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٥٢٠.

١٦٤

[حوادث]

سنة تسع وخمسين

فيها توفي :

سعيد بن العاص الأموي ، على الصحيح.

وجبير بن مطعم ، في قول.

وأوس بن عوف الطائفي ، له صحبة.

وشيبة بن عثمان الحجبي ، في قول.

وأبو محذورة المؤذّن.

وعبد الله بن عامر بن كريز ، على الصحيح.

وأبو هريرة ، في قول سعيد بن عفير.

ويقال : توفيت فيها أمّ سلمة ، وتأتي سنة إحدى وستين.

* * *

وفيها ولد عوف الأعرابي (١).

* * *

وفيها غزا أبو المهاجر دينار فنزل على قرطاجنّة ، فالتقوا ، فكثر القتل في الفريقين ، وحجز الليل بينهم ، وانحاز المسلمون من ليلتهم ، فنزلوا جبلا في قبلة تونس ، ثم عاودوهم القتال ، فصالحوهم على أن يخلوا لهم الجزيرة ،

__________________

(١) تاريخ خليفة ٢٢٦.

١٦٥

وافتتح أبو المهاجر ميلة ، وكانت إقامته في هذه الغزاة نحوا من سنتين (١).

* * *

وفيها شتّى عمرو بن مرّ بأرض الروم في البر (٢).

وأقام الحجّ للناس الوليد بن عتبة (٣).

__________________

(١) تاريخ خليفة ٢٢٦.

(٢) قال خليفة ٢٢٦ : ولم يكن عامئذ بحر. الطبري ٥ / ٣١٥ ، ابن الأثير ٣ / ٥٢١.

(٣) بقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» إن المؤلف ـ رحمه‌الله ـ قد وهم في اسم صاحب الحجّ لهذه السنة ، فقد أجمعت المصادر على أنه «عثمان بن محمد بن أبي سفيان». انظر : تاريخ الطبري ٥ / ٣٢١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٩ ، ومروج الذهب للمسعوديّ ٤ / ٣٩٨ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٥٢٥ ، وفي تاريخ خليفة ٢٢٧ «محمد بن أبي سفيان» حيث سقط اسم «عثمان بن محمد».

١٦٦

[حوادث]

سنة ستين

فيها توفي :

معاوية بن أبي سفيان.

وبلال بن الحارث المزني.

وسمرة بن جندب الفزاري.

وعبد الله بن مغفّل.

وفي قول الواقدي : صفوان بن المعطّل السلمي.

وفيها توفي في قول :

أبو حميد الساعدي.

وفيها : أبو أسيد الساعدي ، في قول ابن سعد.

* * *

بيعة يزيد

قال مجالد ، عن الشعبي : قال علي رضي‌الله‌عنه : لا تكرهوا إمرة معاوية ، فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرءوس تندر (١) عن كواهلها.

قلت : قد مضى أنّ معاوية جعل ابنه وليّ عهده بعده ، وأكره الناس على ذلك ، فلما توفي لم يدخل في طاعة يزيد : الحسين بن علي ، ولا عبد الله بن الزبير ، ولا من شايعهما.

__________________

(١) في الأصل «الدوس تنذر» والتصحيح مما سيأتي في ترجمة معاوية.

١٦٧

قال أبو مسهر : ثنا خالد بن يزيد ، حدّثني سعيد بن حريث قال : لما كان الغداة التي مات في ليلتها معاوية فزع الناس إلى المسجد ، ولم يكن قبله خليفة بالشام غيره ، فكنت فيمن أتى المسجد ، فلما ارتفع النهار ، وهم يبكون في الخضراء ، وابنه يزيد غائب في البرّيّة ، وهو ولي عهده ، وكان نائبة على دمشق الضحّاك بن قيس الفهري ، فدفن معاوية ، فلما كان بعد أسبوع بلغنا أنّ ابن الزبير خرج بالمدينة وحارب ، وكان معاوية قد غشي عليه مرّة ، فركب بموته الركبان ، فلما بلغ ذلك ابن الزبير خرج ، فلما كان يوم الجمعة صلّى بنا الضّحّاك ثم قال : تعلمون أنّ خليفتكم يزيد قد قدم ، ونحن غدا متلقّوه ، فلما صلّى الصبح ركب ، وركبنا معه ، فسار إلى ثنيّة العقاب (١) ، فإذا بأثقال يزيد ، ثم سرنا قليلا ، فإذا يزيد في ركب معه أخواله من بني كلب ، وهو على بختيّ ، له رحل ، ورائطة (٢) مثنيّة في عنقه ، ليس عليه سيف ولا عمامة ، وكان ضخما سمينا ، قد كثر شعره وشعث ، فأقبل الناس يسلّمون عليه ويعزّونه ، وهو ترى فيه الكآبة والحزن وخفض الصوت ، فالناس يعيبون ذلك منه ويقولون : هذا الأعرابي الّذي ولّاه أمر الناس ، والله سائله عنه ، فسار ، فقلنا : يدخل من باب توما ، فلم يدخل ، ومضى إلى باب شرقي ، فلم يدخل منه وأجازه ، ثم أجاز باب كيسان إلى باب الصغير ، فلما وافاه أناخ ونزل ، ومشى الضّحّاك بين يديه إلى قبر معاوية ، فصفّنا خلفه ، وكبّر أربعا ، فلما خرج من المقابر أتى ببغلة فركبها إلى الخضراء ، ثم نودي الصلاة جامعة لصلاة الظهر ، فاغتسل ولبس ثيابا نقيّة ، ثم جلس على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر موت أبيه ، وقال : إنه كان يغزيكم البر والبحر ، ولست حاملا واحدا من المسلمين في البحر ، وإنه كان يشتّيكم بأرض الروم ، ولست مشتيا أحدا بها ، وإنه كان يخرج لكم العطاء أثلاثا ، وأنا أجمعه لكم كلّه. قال : فافترقوا ، وما يفضّلون عليه أحدا.

__________________

(١) في الأصل «العقارب» ، والتصحيح من معجم البلدان ٢ / ٨٥.

(٢) قطعة من النسيج توضع على الرقبة ، ولعلها التي يسميها المصريون تلفيعة ورقبية ، ويسميها الشاميون حطة وحطاطة.

١٦٨

وعن عمرو بن ميمون : أنّ معاوية مات وابنه بحوّارين (١) ، فصلّى عليه الضّحّاك (٢).

وقال أبو بكر بن أبي مريم ، عن عطية بن قيس قال : خطب معاوية فقال : اللهمّ إن كنت إنّما عهدت ليزيد لما رأيت من فضله ، فبلّغه ما أمّلت وأعنه ، وإن كنت إنّما حملني حب الوالد لولده ، وإنه ليس بأهل ، فأقبضه قبل أن يبلغ ذلك.

وقال حميد بن عبد الرحمن : دخلنا على بشير ، وكان صحابيا ، حين استخلف يزيد فقال : يقولون إنما يزيد ليس بخير أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنا أقول ذلك ، ولكن لأن يجمع الله أمة محمد أحب إليّ من أن تفترق.

وقال جويرية بن أسماء : سمعت أشياخنا بالمدينة ، ما لا أحصي ـ يقولون : إنّ معاوية لما هلك ، وعلى المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، أتاه موته من جهة يزيد قال : فبعث إلى مروان وبني أميّة فأخبرهم ، فقال مروان : ابعث الآن إلى الحسين وابن الزبير ، فإن بايعا ، وإلّا فاضرب أعناقهما ، فأتاه ابن الزبير فنعى له معاوية ، فترحّم عليه ، فقال : بايع يزيد ، قال : ما هذه ساعة مبايعة ولا مثلي يبايع ها هنا يا بن الزرقاء ، واستبّا ، فقال الوليد : أخرجهما عنّي ، وكان رجلا رفيقا سريّا كريما ، فأخرجا ، فجاء الحسين على تلك الحال ، فلم يكلّم في شيء ، حتى رجعا جميعا ، ثم ردّ مروان إلى الوليد فقال : والله لا تراه بعد مقامك إلّا حيث يسؤوك ، فأرسل العيون في أثره ، فلم يزد حين دخل منزله على أن توضّأ وصلّى ، وأمر ابنه حمزة أن يقدّم راحلته إلى ذي الحليفة ، مما يلي الفرع ، وكان له بذي الحليفة مال عظيم ، فلم يزل صافّا قدميه إلى السحر ، وتراجعت عنه العيون ، فركب دابّة إلى ذي الحليفة ، فجلس على راحلته ، وتوجّه إلى مكة ، وخرج الحسين من ليلته

__________________

(١) حوّارين : بالضم ، وتشديد الواو. ويختلف في الراء ، فمنهم من يكسرها ومنهم من يفتحها ، وياء ساكنة ، ونون. من قرى حلب. (معجم البلدان ٢ / ٣١٥).

(٢) أنساب الأشراف ٤ / ١٥٤.

١٦٩

فالتقيا بمكة ، فقال ابن الزبير للحسين : ما يمنعك من شيعتك وشيعة أبيك! فو الله لو أنّ لي مثلهم ما توجّهت إلا إليهم ، وبعث يزيد بن معاوية عمر بن سعيد بن العاص أميرا على المدينة ، خوفا من ضعف الوليد ، فرقي المنبر ، وذكر صنيع ابن الزبير ، وتعوّذه بمكة ، يعني أنه عاذ ببيت الله وحرمه ، فو الله لنغزونّه ، ثم لئن دخل الكعبة لنحرّقنّها عليه على رغم أنف من رغم.

وقال جرير بن حزم : حدّثنا محمد بن الزبير ، حدّثني رزيق مولى معاوية قال : بعثني يزيد إلى أمير المدينة ، فكتب إليّ بموت معاوية ، وأن يبعث إلى هؤلاء الرهط ، ويأمرهم بالبيعة ، قال : فقدمت المدينة ليلا ، فقلت للحاجب : استأذن لي ، ففعل ، فلما قرأ كتاب يزيد بوفاة معاوية جزع جزعا شديدا ، وجعل يقوم على رجليه ، ثم يرمي بنفسه على فراشه ، ثم بعث إلى مروان ، فجاء وعليه قميص أبيض وملاءة مورّدة ، فنعى له معاوية وأخبره ، فقال : ابعث إلى هؤلاء ، فإن بايعوا ، وإلّا فاضرب أعناقهم ، قال : سبحان الله! أقتل الحسين وابن الزبير! قال : هو ما أقول لك.

قلت : أما ابن الزبير فعاذ ببيت الله ، ولم يبايع ، ولا دعا إلى نفسه ، وأما الحسين بن علي رضي‌الله‌عنهما ، فسار من مكة لما جاءته كتب كثيرة من عامّة الأشراف بالكوفة ، فسار إليها ، فجرى ما جرى (وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً) (١).

مجالد ، عن الشعبي. (ح) والواقدي من عدّة طرق أنّ الحسين رضي‌الله‌عنه قدّم مسلم بن عقيل ـ وهو ابن عمّه ـ إلى الكوفة ، وأمره أن ينزل على هانئ بن عروة المرادي ، وينظر إلى اجتماع الناس عليه ، ويكتب إليه بخبرهم ، فلما قدم عبيد الله بن زياد من البصرة إلى الكوفة ، طلب هانئ بن عروة فقال : ما حملك على أن تجبر عدوّي وتنطوي عليه؟ قال : يا ابن أخي إنه جاء حقّ هو أحقّ من حقّك ، فوثب عبيد الله بعنزة (٢) طعن بها في رأس

__________________

(١) الأحزاب / ٣٨.

(٢) العنزة : مثل نصف الرمح ، كما في النهاية.

١٧٠

هانئ حتى خرج الزجّ (١) ، واغترز في الحائط ، وبلغ الخبر مسلم بن عقيل ، فوثب بالكوفة ، وخرج بمن خفّ معه ، فاقتتلوا ، فقتل مسلم ، وذلك في أواخر سنة ستين.

وروى الواقدي ، والمدائني ، بإسنادهم : أنّ مسلم بن عقيل بن أبي طالب خرج في أربعمائة ، فاقتتلوا ، فكثّرهم أصحاب عبيد الله ، وجاء الليل ، فهرب مسلم حتى دخل على امرأة من كندة ، فاستجار بها ، فدلّ عليه محمد بن الأشعث ، فأتي به إلى عبيد الله ، فبكّته وأمر بقتله ، فقال : دعني أوصي ، فقال : نعم ، فنظر إلى عمر بن سعد بن أبي وقّاص فقال : إنّ لي إليك حاجة وبيننا رحم ، فقام إليه فقال : يا هذا ليس هنا رجل من قريش غيري وغيرك وهذا الحسين قد أظلّك ، فأرسل إليه فلينصرف ، فإنّ القوم قد غرّوه وخدعوه وكذّبوه ، وعليّ دين فاقضه عنّي ، واطلب جثّتي من عبيد الله بن زياد فوارها ، فقال له عبيد الله : ما قال لك؟ فأخبره ، فقال : أما مالك فهو لك لا نمنعه منك ، وأما الحسين فإن تركنا لم نردّه ، وأما جثّته فإذا قتلناه لم نبال ما صنع به ، فقتل رحمه‌الله.

ثم قضى عمر بن سعد دين مسلم ، وكفّنه ودفنه ، وأرسل رجلا على ناقة إلى الحسين يخبره بالأمر ، فلقيه على أربع مراحل ، وبعث عبيد الله برأس مسلم وهانئ إلى يزيد بن معاوية ، فقال علي لأبيه الحسين : ارجع يا أبه ، فقال بنو عقيل : ليس ذا وقت رجوع.

__________________

(١) الزج بالضم : الحديدة في أسفل الرمح ، كما في القاموس المحيط.

١٧١

تراجم أهل هذه الطبقة

[حرف الألف]

الأرقم بن أبي الأرقم (١) ، عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي ، الّذي استخفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في داره المعروفة بدار الخيزران عند الصفا (٢) ، أبو عبد الله.

نفّله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم بدر سيفا (٣) ، واستعمله على الصدقات.

__________________

(١) انظر عن (الأرقم بن أبي الأرقم) في :

سيرة ابن هشام ١ / ٢٨٧ و ٢ / ٢٨٤ و ٣٢٦ ، والتاريخ الكبير ٢ / ٤٦ رقم ١٦٣٦ ، والمحبّر ٧٣ ، ومسند أحمد ٣ / ١٧ ، والمغازي للواقدي ١٠٣ و ١٥٥ و ٣٤١ ، والتاريخ الصغير ٦٦ ، وطبقات خليفة ٢١ ، ومشاهير علماء الأمصار ٣١ ، ٣٢ رقم ١٦٢ ، والمنتخب من ذيل المذيّل ٥١٩ ، والطبقات الكبرى ٣ / ٢٤٢ ـ ٢٤٤ ، والاستيعاب ١ / ١٠٧ ـ ١٠٩ ، وجمهرة أنساب العرب ١٤٣ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٠٩ ، وجمهرة أنساب العرب ١٤٣ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٠٩ ، ٣١٠ رقم ١١٥٩ ، ونسب قريش ٣٣٤ ، والمعجم الكبير ١ / ٣٠٦ ، ٣٠٧ رقم ٨٨ ، والبدء والتاريخ ٥ / ١٠١ ، والمستدرك ٣ / ٥٠٢ ـ ٥٠٥ ، والاستبصار ١١٧ ، وأسد الغابة ١ / ٥٩ ـ ٦١ ، والعبر ١ / ٦١ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٤٧٩ ، ٤٨٠ رقم ٩٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٩ رقم ١٢ ، والبداية والنهاية ٨ / ٧١ ، ومرآة الجنان ١ / ١٢٨ ، والوفيات لابن قنفذ ٦٨ رقم ٥٥ ، والوافي بالوفيات ٨ / ٣٦٣ ، ٣٦٤ رقم ٣٧٩٣ ، وتعجيل المنفعة ٢٦ ، ٢٧ رقم ٣٢ ، والإصابة ١ / ٢٨ ، ٢٩ رقم ٧٣ ، وكنز العمال ١٣ / ٢٦٩ ، وشذرات الذهب ١ / ٦١.

(٢) مشاهير علماء الأمصار ٣١ ، ٣٢.

(٣) سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ٢ / ٢٨٤ وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٥٠٤ من طريق : أبي مصعب الزهري ، عن يحيى بن عمران بن عثمان ، عن جدّه ، عن أبيه الأرقم ، وصحّحه.

ووافقه الذهبي في تلخيصه.

١٧٢

قال ابن عبد البرّ (١) : ذكر ابن أبي خيثمة أنّ والد الأرقم قد أسلم أيضا ، فغلط.

وذكر أبو حاتم (٢) أنّ عبد الله بن الأرقم هو ولد الأرقم هذا ، فغلط لأنه زهري ، ولي بيت المال لعثمان.

وقال غيره : عاش الأرقم بضعا وثمانين سنة ، ومات بالمدينة ، وصلّى عليه سعد بن أبي وقّاص بوصيّته ، وبقي ابنه عبد الله إلى حدود المائة (٣).

وروى أحمد في «مسندة» من حديث هشام بن زياد ، عن عثمان بن الأرقم ، عن أبيه ، في ذمّ تخطّي الرقاب يوم الجمعة ، رفع الحديث (٤).

قال عثمان : توفي أبي سنة ثلاث وخمسين ، وله ثلاث وثمانون سنة (٥).

أسامة بن زيد (٦)

ابن حارثة بن شراحيل الكلبي ، حبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وابن حبّه ومولاه ،

__________________

(١) في الاستيعاب ١ / ١٠٨.

(٢) الجرح والتعديل ٢ / ٣١٠.

(٣) الطبقات الكبرى ٣ / ٢٤٤ ، المستدرك ٣ / ٥٠٣.

(٤) مسند أحمد ٣ / ٤١٧.

(٥) تعجيل المنفعة ٢٧.

(٦) عن (أسامة بن زيد) انظر : مسند أحمد ٥ / ١٩٩ ، والطبقات الكبرى ٤ / ٦١ ـ ٧٢ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٢٢ ، وطبقات خليفة ٦ و ٢٩٧ ، وتاريخ خليفة ١٠٠ و ٢٢٦ ، والمحبّر لابن حبيب ١٢٥ و ١٢٨ و ٣٠٧ و ٤٠٦ و ٤٥١ ، والتاريخ الكبير ٢ / ٢٠ رقم ١٥٥٢ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٧٦ و ٨٧ و ٨٨ و ١١٣ و ١١٤ و ١٢٧ ، والأخبار الموفقيّات ٣٢٢ ، وسيرة ابن هشام ٢ / ٢٢٨ و ٢٢٩ و ٢٨٤ و ٣ / ٢٩ و ٢٠١ و ٢٤٧ و ٢٩٩ و ٣٠٠ و ٤ / ٨٧ و ٢٥٣ و ٢٦٩ و ٢٨٨ و ٢٩٩ ـ ٣٠١ و ٣١٣ ، والأخبار الطوال ١٤٣ ، والمعارف ١٤٤ و ١٤٥ و ١٦٤ و ١٦٦ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٠٤ ، والجرح والتعديل ٢ / ٢٨٣ رقم ١٠٢٠ ، وفتوح البلدان ٣٣٥ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٢٢٥ ـ ٢٢٧ و ٢٤٠ ـ ٢٤٣ و ٢٤٧ ـ ٢٤٩ وغيرها ، والمعجم الكبير ١ / ١٥٨ ـ ١٨٨ رقم ١١ ، والمستدرك ٣ / ٥٩٦ ، ٥٩٧ ، وجمهرة أنساب العرب ١٥٧ و ١٧٨ و ١٩٧ و ٢٥٧ و ٣٤١ و ٣٥٥ و ٤٤٦ و ٤٥٩ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٣ رقم ٣٣ ، وثمار القلوب ١٢١ ، والعقد الفريد ٣ / ١٩٦ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٧٧٦ و ١٧٩٧ ، والزيارات ٧٤ ، ٧٥ ، وصفة الصفوة ١ / ٥٢١ ـ ٥٢٣ رقم ٥٨ ، والتذكرة الحمدونية =

١٧٣

أبو زيد ، ويقال أبو محمد ، ويقال أبو حارثة.

وفي «الصحيح» عن أسامة قال : كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأخذني والحسن فيقول : «اللهمّ إني أحبّهما فأحبّهما» (١).

وروى عنه : ابناه حسن ، ومحمد ، وابن عباس ، وأبو وائل ، وأبو عثمان النهدي ، وأبو سعيد المقبري ، وعروة ، وأبو سلمة ، وعطاء بن أبي رباح ، وجماعة.

وأمّه أمّ أيمن بركة حاضنة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومولاته.

وكان أسود كالليل ، وكان أبوه أبيض أشقر. قاله إبراهيم بن سعد (٢).

قالت عائشة : دخل مجزّز (٣) المدلجي القائف على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فرأى أسامة وزيدا ، وعليهما قطيفة ، قد غطّيا رءوسهما ، وبدت أقدامهما ، فقال : إن هذه الأقدام بعضها من بعض ، فسرّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك وأعجبه (٤).

__________________

= ١ / ٤٠٣ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١١٣ ـ ١١٥ رقم ٤٦ ، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ١٣ / ٢٤ ، والمنتخب من ذيل المذيّل ٥٣٠ ، ٥٣١ ، وربيع الأبرار ٤ / ٢٩ و ١٢٧ ، ومشاهير علماء الأمصار ١١ ٤ / ٢٩ و ١٢٧ ، ومشاهير علماء الأمصار ١١ رقم ٢٤ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ١٨٩ و ٣٠٩ و ٤١٣ رقم ٢٤ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ١٨٩ و ٣٠٩ و ٤١٣ و ٥٦٢ ، وترتيب الثقات للعجلي ٥٩ رقم ٥٨ ، والمغازي للواقدي (انظر الأعلام) ٣ / ١١٣٥ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٣١ و ٧١ ، والأسامي والكنى ، للحاكم ، ورقة ٢٠٢ ، والاستيعاب ١ / ٥٧ ـ ٥٩ ، والاستبصار ٣٤ و ٨٧ د وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٣٩٤ ـ ٤٠٢ ، وأسد الغابة ١ / ٦٤ ـ ٦٦ ، والوفيات لابن قنفذ ٦٨ رقم ٥٨ ، والكاشف ١ / ٥٧ رقم ٢٦٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٤٩٦ ـ ٥٠٧ رقم ١٠٤ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٩٦ ، ٥٩٧ ، والمعين في طبقات المحدثين ١٩ رقم ١٣ ، والمغازي (من تاريخ الإسلام) انظر فهرس الأعلام ٧٦٩ ، والبداية والنهاية ٨ / ٦٧ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٣٣٨ ـ ٣٤٧ رقم ٣١٦ ، وتحفة الأشراف ١ / ٤٢ ـ ٦٢ رقم ٩ ، ومرآة الجنان ١ / ١٢٦ ، ١٢٧ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٢ ، والوافي بالوفيات ٨ / ٣٧٣ ـ ٣٧٥ رقم ٣٨١٠ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٢٨٦ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٠٨ رقم ٣٩١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٥٣ رقم ٣٥٧ ، والإصابة ١ / ٣١ رقم ٨٩ ، والنكت الظراف ١ / ٤٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٦ ، وكنز العمال ١٣ / ٢٧٠.

(١) مرّ تخريجه.

(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٣٩٣.

(٣) في الأصل «مجزر» والتصحيح من «أسد الغابة».

(٤) أخرجه البخاري في المناقب ٧ / ٦٩ باب مناقب زيد بن حارثة ، وفي الفرائض ١٢ / ٤٨ ، ومسلم (١٤٥٩) من طريق : ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة ، وأحمد في المسند ٦ / ٨٢ =

١٧٤

وقال أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه : أخبرني أسامة أنّ عليّا قال : يا رسول الله أيّ أهلك أحبّ إليك؟ قال : «فاطمة» ، قال : إنما أسألك عن الرجال ، قال : «من أنعم الله عليه وأنعمت عليه أسامة بن زيد» ، قال : ثم من؟ قال : «ثم أنت». وهذا حديث حسن (١).

وقال مغيرة ، عن الشعبي أنّ عائشة قالت : لا ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعد ما سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «من كان يحبّ الله ورسوله فليحبّ أسامة». هذا صحيح غريب (٢).

وقالت عائشة في شأن المخزومية التي سرقت فقالوا : من يجترئ يكلّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيها إلا حبّ رسول الله أسامة (٣).

وقال موسى بن عقبة وغيره ، عن سالم عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أحبّ الناس إليّ أسامة ، ما حاشى (٤) فاطمة ولا غيرها» (٥).

قال زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر أنه فرض لأسامة ثلاثة آلاف وخمسمائة ، وفرض لعبد الله بن عمر ثلاثة آلاف ، فقال عبد الله : لم فضّلته

__________________

= و ٢٢٦ ، وأبو داود في سننه (٢٢٦٧) ، والنسائي ٦ / ١٨٤ ، والترمذي (٢١٢٩) ، وابن ماجة (٢٣٤٩) وابن سعد في الطبقات ٤ / ٦٣.

(١) أخرجه الترمذي (٣٨١٩) ، والطبراني (٣٦٩) والحاكم ٣ / ٥٩٦ ، وضعّفه الذهبي في تلخيص المستدرك فقال : عمر بن أبي سلمة ضعيف.

(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (التهذيب) ٢ / ٣٩٣ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٨٦ وقال : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح.

(٣) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء ٦ / ٣٧٧ وفي الفرائض ١٢ / ٧٧ ، ومسلم (١٦٨٨) في الحدود ، والترمذي (١٤٣٠) وأبو داود (٤٣٧٣) والدارميّ (٢ / ١٧٣) وابن ماجة (٢٥٤٧) ، والنسائي ٨ / ٧٣ ، وابن سعد ٤ / ٦٩ ، ٧٠ ، وكلّهم من طريق الليث ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة.

(٤) أي ما أستثني.

(٥) رجاله ثقات. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ٣٧٢ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٥٩٦ من طرق ، عن حمّاد بن سلمة ، بهذا الإسناد ، وصحّحه ووافقه الذهبي.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٨٦ ونسبه إلى أبي يعلى ، وقال : رجاله رجال الصحيح.

١٧٥

عليّ ، فو الله ما سبقني إلى مشهد! قال : لأنّ زيدا كان أحبّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أبيك ، وكان أسامة أحبّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منك ، فآثرت حبّ رسول الله أسامة (١).

فطعنوا في إمارته فقال : إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه ، وأيم الله إن كان لمن أحبّ الناس إليّ بعده (٢).

وفي المغازي : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمّر أسامة على جيش ، فيهم أبو بكر ، وله ثمان عشرة سنة (٣).

وفي : «صحيح» مسلم ، من حديث عائشة قالت : أراد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يمسح مخاط أسامة فقلت : دعني حتى أكون أنا التي أفعله ، فقال : «يا عائشة أحبّيه فإنّي أحبّه» (٤).

وقال مجالد ، عن الشعبي ، عن عائشة قالت : أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما أن أغسل وجه أسامة بن زيد وهو صبيّ ، قالت : وما ولدت ، ولا أعرف كيف يغسل وجه الصبيان ، فآخذ فأغسله غسلا ليس بذاك ، قالت : فأخذه وجعل يغسل وجهه ويقول : «لقد أحسن بنا أسامة إذ لم يكن جارية ، ولو كنت جارية لحلّيتك وأعطيتك» (٥).

وفي «مسند» أحمد ، من حديث البهيّ ، عن عائشة قالت : يقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ولو كان أسامة جارية لكسوته وحلّيته حتى أنفقه» (٦).

__________________

(١) أخرجه الترمذي وحسّنه (٣٨١٣) ، وابن سعد ٤ / ٧٠.

(٢) أخرجه البخاري في المناقب ٧ / ٦٩ باب مناقب زيد ، و ٣٨٢ في المغازي ، باب غزوة زيد بن حارثة ، وفي المغازي ٨ / ١١٥ وفي الأيمان والنذور ١١ / ٤٥٥ ، ومسلم (٢٤٢٦) ٦٣ و ٦٤ ، والترمذي (٣٨١٦) وأحمد ٢ / ٢٠ ، وابن سعد ٤ / ٦٥ ، وابن عساكر ٢ / ٣٩٤ ، والمزّي ٢ / ٣٤٣.

(٣) سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ٤ / ٢٥٣ و ٢٨٨ ، تاريخ الطبري ٣ / ١٨٤.

(٤) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٨١٨) من طريق : الفضل بن موسى ، عن طلحة بن يحيى ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة وسنده حسن.

(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٣١٨.

(٦) أخرجه أحمد ٦ / ١٣٩ و ٢٢٢ ، وابن ماجة (١٩٧٦) ، وابن سعد ٤ / ٦١ ، ٦٢ ، وكلهم من =

١٧٦

وعن عبد الله بن دينار ، وغيره قال : لم يلق عمر أسامة قطّ إلا قال : السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته ، أمير أمّره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومات وأنت عليّ أمير (١).

وقال عبيد الله بن عمر بن نافع : قال ابن عمر : فرض عمر لأسامة أكثر مما فرض لي فقلت : إنما هجرتي وهجرته واحدة ، فقال : إنّ أباه كان أحبّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أبيك ، وإنه كان أحبّ إلى رسول الله منك (٢).

وقال قيس بن أبي حازم : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين بلغه أنّ الراية صارت إلى خالد بن الوليد قال : «فهلّا إلى رجل قتل أبوه» ، يعني أسامة.

وقال الزهري : مات أسامة بالجرف (٣) ، وحمل إلى المدينة (٤).

وعن سعيد المقبري قال : شهدت جنازة أسامة ، فقال ابن عمر : عجّلوا بحبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل أن تطلع الشمس (٥).

ابن سعد (٦) : ثنا يزيد ، ثنا حمّاد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخّر الإفاضة من عرفات من أجل أسامة ينتظره ، فجاء غلام أسود أفطس ، فقال أهل اليمن : إنّما حبسنا من أجل هذا! فلذلك ارتدّوا ، يعني أيام الصّدّيق.

وقال وكيع : سلم من الفتنة من المعروفين أربعة : سعد ، وابن عمر ، وأسامة بن زيد ، ومحمد بن مسلمة (٧) ، واختلط سائرهم.

وقال ابن سعد (٨) : مات في آخر خلافة معاوية بالمدينة.

__________________

= طريق : شريك القاضي ، عن العباس بن ذريح ، عن البهيّ ، عن عائشة.

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٣٩٨.

(٢) له شاهد في حديث زيد بن أسلم الّذي مرّ قبل قليل بنحوه.

(٣) الجرف : موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام.

(٤) ابن سعد ٤ / ٧٢.

(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤٠٢.

(٦) الطبقات الكبرى ٤ / ٦٣.

(٧) في الأصل «سلمة».

(٨) الطبقات الكبرى ٤ / ٧٢.

١٧٧

قلت : وقد سكن المزّة مدّة ، ثم انتقل إلى المدينة ، وتوفي بها ، ومات وله قريب من سبعين سنة.

وقيل : توفي سنة أربع وخمسين ، فالله أعلم.

وقال وهب بن جرير : ثنا أبي : سمعت ابن إسحاق ، عن صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله قال : رأيت أسامة بن زيد مضطجعا على باب حجرة عائشة ، رافعا عقيرته يتغنّى ، ورأيته يصلّي عند قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فمرّ به مروان فقال : أتصلّي عند قبر! وقال له قولا قبيحا ثم أدبر ، فانصرف أسامة ثم قال : يا مروان إنك فاحش متفحّش ، و

إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «إنّ الله يبغض الفاحش المتفحّش» (١).

إسحاق بن طلحة (٢) ، بن عبيد الله.

توفي سنة ست وخمسين بخراسان.

وروى عن : أبيه ، وعائشة.

وعنه : ابنه معاوية ، وابن أخيه إسحاق بن يحيى ، ووفد على معاوية ، وخطب إليه أخته (٣). وهو ابن خالة معاوية ، لأنّ أمّه أمّ أبان بنت عتبة بن ربيعة.

أسماء بنت عميس (٤) ـ ع ـ الخثعمية.

__________________

(١) رجاله ثقات. أخرجه الطبراني ١ / ٤٠٥ ، وابن حبّان في صحيحه (١٩٧٤).

(٢) انظر عن (إسحاق بن طلحة) في :

الطبقات الكبرى ٥ / ١٦٦ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥٥٥ ، والتاريخ الكبير ١ / ٣٩٣ رقم ١٢٥٣ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٤٢٥ و ٥ / ٢٦٩ و ٣٠٥ ، وفتوح البلدان ٥٠٩ ، والجرح والتعديل ٢ / ٢٢٦ رقم ٧٨٤ ، ونسب قريش ٢٨٢ ، ٢٨٣ ، والمعارف ٢٣٢ ، وأخبار القضاة ١ / ٢٢٦ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٤٨٣ و ٥١٢ ، والكاشف ١ / ٦٢ رقم ٣٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٦٨ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٤٣٨ ـ ٤٤٠ رقم ٣٦٢ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤٤٤ ، ٤٤٥ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٣٨ رقم ٤٤٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٥٨ رقم ٤٠٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٨.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤٤٤.

(٤) انظر عن (أسماء بنت عميس) في :

١٧٨

هاجرت مع زوجها جعفر إلى الحبشة ، فلما استشهد بمؤتة تزوّجها بعده أبو بكر ، [فولدت له محمدا] (١).

ويحيى بن علي بن أبي طالب إخوة لأم (٢).

روت أحاديث.

وعنها : ابنها عبد الله ، وابن أختها عبد الله بن شدّاد بن الهاد ، وسعيد ابن المسيّب ، والشعبي ، والقاسم بن محمد ، وعروة بن الزبير ، وفاطمة بنت علي بن أبي طالب ، وفاطمة بنت الحسين ، وآخرون.

وهي أخت ميمونة أم المؤمنين ، وأم الفضل زوجة العباس من الأم.

وقيل : كنّ تسع أخوات.

__________________

= الطبقات الكبرى ٨ / ٢٨٠ ـ ٢٨٥ ، ونسب قريش ٨١ ، والمغازي للواقدي ٧٣٩ و ٧٦٦ و ٧٦٧ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥٨٨ و ٦٥٥ ، وسيرة ابن هشام ١ / ٢٩٠ و ٣٥١ و ٣ / ٣٠٧ و ٣١٥ و ٤ / ٢٠ ، ومسند أحمد ٦ / ٤٥٢ ، والمعارف ١٧١ و ١٧٣ و ٢١٠ و ٢٨٢ و ٥٥٥ ، ومروج الذهب ١٩٠٨ ، وفتوح البلدان ٤٥١ ـ ٤٥٥ ، والمحبّر ١٠٨ و ١٠٩ و ٤٠٢ ، والبدء والتاريخ ٤ / ١٣٧ ، والأغاني ١١ / ٦٧ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١١٤ و ١٢٨ ، والاستيعاب ٤ / ٢٣٤ ـ ٢٣٦ ، والعقد الفريد ٤ / ٢٦٣ ، والمعجم الكبير ٢٤ / ١٣١ ـ ١٥٧ ، وتاريخ الطبري ٣ / ١٢٤ و ١٩٥ و ١٩٦ و ٢٤٠ و ٤٢١ و ٤٢٦ و ٤٣٣ و ٥ / ١٥٤ ، والزاهر للأنباري ١ / ٤٢٩ ، ٤٣٠ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٨ و ٦٨ و ٣٩٠ و ٣٩١ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٥١٠ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٥ رقم ٦٠ ، وربيع الأبرار ٤ / ٢٠٨ ، والمنتخب من ذيل المذيل ٦٢٣ ، وأسد الغابة ٥ / ٣٩٥ ، ٣٩٦ ، والكامل في التاريخ ٢ / ٢٣٨ و ٢٩١ و ٣٣١ و ٣٤١ و ٤١٩ و ٤٢٠ و ٣ / ٣٩٧ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٣٣٠ ، ٣٣١ رقم ٧١٤ ، وتحفة الأشراف ١١ / ٢٥٩ ـ ٢٦٣ رقم ٨٦١ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٦٧٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٤ / ٢٨٢ ـ ٢٨٧ رقم ٥٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٩ رقم ١٥٥ ، والكاشف ٣ / ٤٢٠ رقم ٥ ، والمغازي (من تاريخ الإسلام) ٤٣١ ، ٤٣٢ و ٤٨٨ و ٧٠٠ و ٧٠١ ، والنكت الظراف ١١ / ٢٦ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ٣٩٨ ، ٣٩٩ رقم ٢٧٢٦ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٥٨٩ رقم ٧ ، والإصابة ٤ / ٢٣١ رقم ٥١ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٥٣ ، ٥٤ رقم ٣٩٦٢ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٢٦٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٨٨ ، وشذرات الذهب ١ / ١٥ و ٤٨ ، وحلية الأولياء ٢ / ٧٤ ـ ٧٦ رقم ١٥٨.

(١) ما بين الحاصرتين زيادة على الأصل يقتضيها السياق اللاحق.

(٢) لأنّ عليّا رضي‌الله‌عنه تزوّج منها أيضا.

١٧٩

أوس بن عوف (١) ، الطائفي قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وفد قومه ثقيف.

قال خليفة (٢) : توفي سنة تسع وخمسين.

وقال أبو نعيم الحافظ : هو أوس بن حذيفة ، نسب إلى جدّه الأعلى.

وقيل هو أوس بن أبي أوس.

روى عنه : ابنه عبد الله ، وحفيده عثمان بن عبد الله.

وقيل : هو أوس الّذي نزل الشام ، وهو بعيد.

__________________

(١) انظر عن (أوس بن عوف) أو (أوس بن أبي أوس) أو (أوس بن حذيفة) على خلاف في اسمه ، في :

مسند أحمد ٤ / ٣٤٣ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٤٥ ، والطبقات الكبرى ٥ / ٥٠١ ، وسيرة ابن هشام ٤ / ١٨٠ و ١٨٢ ، والمغازي للواقدي ٩٦١ و ٩٦٣ ، وطبقات خليفة ٥٤ و ٢٨٥ ، والتاريخ الكبير ١٥ ، ١٦ رقم ١٥٣٩ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٠٣ رقم ١١٢٧ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٩٩ رقم ٤٥٧ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٩٧ ، ٩٨ ، ومشاهير علماء الأمصار ٥٨ رقم ٤٠١ ، والمعجم الكبير ١ / ٢٢٠ ، ٢٢١ رقم ٢٤ ، وأسد الغابة ١ / ١٣٩ و ١٤٨ وتحفة الأشراف ٢ / ٤ ـ ٦ رقم ٢٥ ، وتهذيب الكمال ٣ / ٣٨٨ رقم ٥٧٦ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٥ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٤٤٥ رقم ٤٣٩١ و ٤٤٤٩ رقم ٤٤٠٠ ، والاستيعاب ١ / ٨٠ ، والإصابة ١ / ٨٢ رقم ٣٢٧ و ٨٦ رقم ٣٤٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٨١ ، ٣٨٢ رقم ٦٩٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٨٥ رقم ٦٥٢.

(٢) في الطبقات ٥٤.

١٨٠