تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

قال سعيد بن عبد العزيز : حدّثني أبو يوسف صاحب معاوية ، أنّ أبا موسى قدم على معاوية ، فنزل في بعض الدور بدمشق ، فخرج معاوية من الليل يتسمّع قراءته (١).

وقال الهيثم بن عديّ : أسلم أبو موسى بمكة ، وهاجر إلى الحبشة (٢).

وقال عبد الله بن بريدة : كان أبو موسى قصيرا أثطّ (٣) ، خفيف الجسم (٤).

ولم يذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة.

وقال أبو بردة ، عن أبي موسى قال : قال لنا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما قدمنا حين افتتحت خيبر : «لكم الهجرة مرتين ، هاجرتم إلى النجاشي ، وهاجرتم إليّ (٥)».

وقال يحيى بن أيوب ، عن حميد ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يقدم عليكم غدا قوم أرقّ قلوبا للإسلام منكم» ، قال : فقدم الأشعريّون ، فيهم أبو موسى ، فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون :

غدا نلقى الأحبّه

محمّدا وحزبه

فلما أن قدموا تصافحوا ، فكانوا أول من أحدث المصافحة.

رواه أحمد في «مسندة» (٦).

وقال سماك بن حرب : ثنا عياض الأشعري ، عن أبي موسى (٧) قال : لما

__________________

(١) تاريخ دمشق ٤٣١ و ٤٣٢.

(٢) الطبقات الكبرى ٦ / ١٦.

(٣) أثط : الكوسج الّذي عرى وجهه من الشعر إلا طاقات في أسفل حنكه.

(٤) تاريخ دمشق ٤٤٦ ، الطبقات الكبرى ٤ / ١١٥.

(٥) أخرجه ابن سعد ٤ / ١٠٦ ، والبخاري ٧ / ٣٧١ و ٣٧٢ ، ومسلم (٢٥٠٢) ، وأحمد في المسند ٤ / ٣٩٥ و ٤١٢.

(٦) إسناده صحيح ، أخرجه أحمد في المسند ٣ / ١٥٥ و ٢٢٣ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٥٦ ، وأخرجه أحمد أيضا : ٣ / ١٠٥ و ١٨٢ و ٢٥١ و ٢٦٢ ، وابن سعد ٤ / ١٠٦ من طرق ، عن : حميد ، عن أنس.

(٧) في السند نقص ، استدركته من : تبيين كذب المفتري ٤٩.

١٤١

نزل : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) (١) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «هم قومك يا أبا موسى».

صحّحه الحاكم (٢).

وعياض نزل الكوفة ، مختلف في صحبته ، بقي إلى بعد السبعين ، رواه ثقات ، عن شعبة بن سماك ، عن عياض فقال ، عن أبي موسى.

وقال مالك بن مغول (٣) عن أبي بريدة ، عن أبيه قال : خرجت ليلة من المسجد ، فإذا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند باب المسجد قائم ، وإذا رجل في المسجد يصلّي ، فقال لي : «يا بريدة أتراه يرائي» ، قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : «بل هو مؤمن منيب» ، ثم قال : «لقد أعطي هذا مزمارا من مزامير داود» ، فأتيته فإذا هو أبو موسى ، فأخبرته (٤).

وفي الصحيحين من حديث أبي بردة ، عن أبي موسى ، في قصة جيش أوطاس (٥) أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «اللهمّ اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه ، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما» (٦).

وقال أبو هريرة : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لقد أوتي أبو موسى من مزامير آل داود» (٧).

__________________

(١) سورة المائدة ـ الآية ٤٥.

(٢) في المستدرك ٢ / ٣١٣ ، ووافقه الذهبي في تلخيصه ، وأخرجه ابن سعد ٤ / ١٠٧ ورجاله ثقات. وهو في تاريخ دمشق ٤٥٦ ، ٤٥٧.

(٣) في الأصل «مالك عن معول».

(٤) أخرجه مسلم (٧٩٣) وابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٦٩ ، ٤٧٠ ، وانظر مجمع الزوائد ٩ / ٣٥٨ ، ٣٥٩.

(٥) أوطاس : هي غزوة حنين ، سمّيت بالموضع الّذي كانت فيه الوقعة ، وهو من وطست الشيء وطسا إذا كدّرته وأثّرت فيه. والوطيس : نقرة في حجر توقد حوله النار ، فيطبخ به اللحم ، والوطيس : التنّور. وفي غزوة أوطاس قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الآن حمي الوطيس» وذلك حين استعرت الحرب ، وهي من الكلم التي لم يسبق إليها. (الروض الأنف ٤ / ١٣٨).

(٦) أخرجه البخاري في المغازي ٨ / ٣٤ باب غزوة أوطاس ، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٨) ، كلاهما من طريق أبي كريب محمد بن العلاء ، عن أبي أسامة ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٦٢ من طريق : أبي يعلى ، عن أبي كريب ، عن أبي أسامة ، بهذا الإسناد.

(٧) حديث صحيح. أخرجه ابن سعد ٤ / ١٠٧ ، وأحمد في المسند ٢ / ٤٥٠ ، وابن ماجة =

١٤٢

وقال ثابت ، عن أنس قال : قرأ أبو موسى ليلة فقام أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يستمعن لقراءته ، فلما أصبح أخبر بذلك ، فقال : لو علمت لحبّرته تحبيرا ولشوّقت تشويقا (١).

وقال أبو البختري : سألنا عليّا عن أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فسألناه عن أبي موسى فقال : صبغ في العلم صبغة ثم خرج منه.

وقال الأعلم بن يزيد : لم أر بالكوفة أعلم من علي وأبي موسى (٢).

وقال مسروق : كان القضاء في أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ستة : عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وأبيّ ، وزيد بن ثابت ، وأبي موسى (٣).

وقال الشعبي : قضاة هذه الأمة أربعة : عمر ، وعلي ، وزيد ثابت ، وأبو موسى (٤).

وقال الحسن : ما قدم البصرة راكب خير لأهلها من أبي موسى.

وقال قتادة : بلغ أبا موسى أنّ ناسا يمنعهم من الجمعة أنه ليس لهم ثياب ، قال : فخرج على الناس في عباءة (٥).

وقال ابن شوذب : دخل أبو موسى البصرة على جمل أورق ، وعليه خرج لما عزل (٦).

__________________

= (١٣٤١) من طريق : يزيد بن هارون ، عن محمد بن عمرو ، بهذا الإسناد ، وأخرجه النسائي ٢ / ١٨٠ ، وأحمد ٢ / ٣٦٩ ، وابن عساكر ٤٧٨ من طريقين ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة.

(١) إسناده صحيح. أخرجه ابن سعد في الطبقات ٤ / ١٠٨ من طريق : يزيد بن هارون ، وعفان بن مسلم ، كلاهما عن حمّاد ، به ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٨١.

(٢) تاريخ دمشق ٤٩٩.

(٣) أخرجه أبو زرعة في تاريخه (١٩٢٢) من طريق محمد بن أبي عمر ، عن سفيان بن عيينة ، عن مطرّف ، عن الشعبي ، عن مسروق ، وهو سند صحيح. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٠٠.

(٤) تاريخ دمشق ٥٠١.

(٥) الطبقات الكبرى ٤ / ١١٢ ، ١١٣ ، تاريخ دمشق ٥١٢.

(٦) تاريخ دمشق ٥٠٤.

١٤٣

قلت : عزله عثمان عنها ، وأمّر عليها عبد الله بن عامر.

وقال أبو بردة : سمعت أبي يقسم بالله أنه ما خرج حين نزع عن البصرة إلا بستمائة درهم (١).

وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن : كان عمر ربّما قال لأبي موسى : ذكّرنا يا أبا موسى ، فيقرأ (٢).

وقال أبو عثمان النهدي : ما سمعت مزمارا ولا طنبورا ولا صنجا أحسن من صوت أبي موسى ، إن كان ليصلّي بنا ، فنودّ أنه قرأ «البقرة» من حسن صوته (٣).

رواه سليمان التيمي ، عن أبي عثمان.

وعن أبي بردة قال : كان أبو موسى لا تكاد تلقاه في يوم حارّ إلا صائما (٤).

__________________

(١) تاريخ دمشق ٥٢٣.

(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٤ / ١٠٩ من طريق : عثمان بن عمر ، عن يونس ، عن الزهري ، عن أبي سلمة. وابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٢٦ من طريق : عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة. ورجاله ثقات.

(٣) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٢ / ٣٤٤ ، ٣٤٥ من طريق : عفان ، عن حمّاد ، بهذا الإسناد ، وهو إسناد صحيح. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٢٦ ، ٥٢٧ من طريق : علي بن الجعد ، عن أبي معاوية ، عن ثابت ، عن أنس.

(٤) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٣٠ من طريق هشام ، عن واصل مولى ابن عيينة ، عن لقيط ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى. وهو أطول مما هنا. قال : «غزونا غزوة في البحر نحو الروم ، فسرنا حتى إذا كنّا في لجّة البحر وطابت لنا الريح فرفعنا الشراع إذ سمعنا مناديا ينادي : يا أهل السفينة قفوا أخبركم. قال : فقمت فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا ، حتى نادى سبع مرار ، فقلت من هذا ، ألا يرى على أيّ حال نحن ، إنّا لا نستطيع أن نحدس! قال : ألا أخبرك بقضاء قضاه الله على نفسه؟ قال : قلت : بلى ، قال : فإنه من عطّش نفسه في الدنيا في يوم حار كان على الله أن يرويه من القيامة. قال : فكان أبو موسى لا تكاد تلقاه إلّا صائما في يوم حارّ». وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٤٦٧ من طريق : حمّاد بن يحيى ، عن عبد الله بن المؤمّل ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم استعمل أبا موسى على سرية البحر ... وقال : صحيح الإسناد. وعقّب عليه الذهبي في التلخيص فقال : ابن المؤمّل ضعيف. وأخرجه عبد الله بن المبارك في الزهد ٤٦١ ، ٤٦٢ رقم ١٣٠٩ بلفظ آخر ، وابن أبي الدنيا ، والبزار من حديث ابن عباس ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ٢٦٠.

١٤٤

وقال زيد بن الحباب : ثنا صالح بن موسى الطلحي ، عن أبيه قال : اجتهد الأشعريّ قبل موته اجتهادا شديدا ، فقيل له : لو رفقت بنفسك ، قال : إنّ الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها ، والّذي بقي من أجلي أقلّ من ذلك ، قال : فلم يزل على ذلك حتى مات (١).

وقال أبو صالح بن السّمّان : قال علي رضي‌الله‌عنه في أمر الحكمين : يا أبا موسى أحكم ولو على حزّ عنقي (٢).

وقال زيد بن الحباب : ثنا سليمان بن المغيرة البكري ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، أنّ معاوية كتب إليه : سلام عليك ، أما بعد ، فإن عمرو بن العاص قد بايعني على ما أريد ، وأقسم بالله لئن بايعتني على الّذي بايعني عليه ، لأستعملنّ أحد ابنيك على الكوفة والآخر على البصرة ، ولا يغلق دونك باب ، ولا تقضى دونك حاجة ، وقد كتبت إليه بخط يدي ، فاكتب إليّ بخط يدك ، قال : فقال لي : يا بنيّ إنما تعلّمت المعجم بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكتبت إليه كتابا مثل العقارب ، فكتب إليه : أمّا بعد ، فإنك كتبت إليّ في جسيم أمر أمّة محمد ، فما ذا أقول لربي إذا قدمت عليه ، ليس لي فيما عرضت من حاجة ، والسلام عليك.

قال أبو بردة : فلما ولي معاوية أتيته ، فما أغلق دوني بابا ، وقضى حوائجي (٣).

قال أبو نعيم ، وابن نمير وأبو بكر بن أبي شيبة ، وقعنب : توفي سنة أربع وأربعين.

__________________

(١) تاريخ دمشق ٥٣٤.

(٢) تاريخ دمشق ٥٤١ من طريق ، المفضّل بن غسان الغلابي ، عن يحيى بن معين ، عن ابن نمير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح السمّان.

(٣) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٤١ ، ٥٤٢ من طريق : الحسين بن علي الكسائي ، عن الهمدانيّ ، عن يحيى بن سليمان الحنفي بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ / ١١١ ، ١١٢ من طريق : عفان بن مسلم ، وعمرو بن عاصم الكلابي ، ويعقوب بن إسحاق الحضرميّ ، ثلاثتهم عن سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، عن أبي بردة.

١٤٥

وقال الهيثم : توفي سنة اثنتين وأربعين ، وحكاه ابن مندة.

وقال الواقدي : توفي سنة اثنتين وخمسين.

وقال المدائني : توفي سنة ثلاث وخمسين.

١٤٦

الطبقة السادسة

[حوادث]

سنة إحدى وخمسين

توفي فيها :

زيد بن ثابت في قول.

وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

وجرير بن عبد الله البجلي ـ بخلف ـ.

وعثمان بن أبي العاص الثقفي.

وأبو أيوب الأنصاري.

وكعب بن عجرة ـ في قول ـ.

وميمونة أم المؤمنين.

وعمرو بن الحمق في قول.

وقتل حجر بن عديّ وأصحابه ، كما في ترجمته.

ورافع بن عمر الغفاريّ ، ويقال سنة ثلاث ، وله خمس وسبعون سنة.

* * *

وفيها حجّ بالناس معاوية (١) وأخذهم ببيعة يزيد (٢).

قال أحمد بن أبي خيثمة : ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا القاسم بن

__________________

(١) تاريخ خليفة ٢١٨ ، وفي تاريخ الطبري ٥ / ٢٨٦ حجّ بالناس يزيد بن معاوية ، وفي مروج الذهب ٤ / ٣٩٨ معاوية. وفي الكامل في التاريخ ٣ / ٤٩٠ مثل الطبري ، وكذلك اليعقوبي ٢ / ٢٣٩.

(٢) تاريخ خليفة ٢١٣ ،

١٤٧

الفضل ، عن محمد بن زياد. قال : قدم زياد المدينة فخطبهم وقال : يا معشر أهل المدينة إنّ أمير المؤمنين حسن نظره لكم ، وإنه جعل لكم مفزعا تفزعون إليه ، يزيد ابنه. فقام عبد الرحمن بن أبي بكر فقال : يا معشر بني أميّة اختاروا منها بين ثلاثة ، بين سنّة رسول الله ، أو سنّة أبي بكر ، أو سنّة عمر ، إنّ هذا الأمر قد كان ، وفي أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من لو ولّاه ذلك ، لكان لذلك أهلا ، ثم كان أبو بكر ، فكان في أهل بيته من لو ولّاه ، لكان لذلك أهلا ، فولّاها عمر فكان بعده ، وقد كان في أهل بيت عمر من لو ولّاه ذلك ، لكان له أهلا ، فجعلها في نفر من المسلمين ، ألا وإنّما أردتم أن تجعلوها قيصرية ، كلّما مات قيصر كان قيصر ، فغضب مروان بن الحكم ، وقال لعبد الرحمن : هذا الّذي أنزل الله فيه : (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) (١) فقالت عائشة : كذبت ، إنما أنزل ذلك في فلان ، وأشهد أنّ الله لعن أباك على لسان نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنت في صلبه.

وقال سالم بن عبد الله : لما أرادوا أن يبايعوا ليزيد قام مروان فقال : سنّة أبي بكر الراشدة المهديّة ، فقام عبد الرحمن بن أبي بكر فقال : ليس بسنّة أبي بكر ، وقد ترك أبو بكر الأهل والعشيرة ، وعدل إلى رجل من بني عديّ ، أن رأى أنه لذلك أهلا ، ولكنها هرقلية.

وقال النعمان بن راشد ، عن الزّهري ، عن ذكوان مولى عائشة قال : لما أجمع معاوية على أن يبايع لابنه حجّ ، فقدم مكة في نحو من ألف رجل ، فلما دنا من المدينة خرج ابن عمر ، وابن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، فلما قدم معاوية المدينة (٢) حمد الله وأثنى عليه ، ثم ذكر ابنه يزيد فقال : من أحقّ بهذا الأمر منه ، ثم ارتحل فقدم مكة ، فقضى طوافه ، ودخل منزله ، فبعث إلى ابن عمر ، فتشهّد وقال : أما بعد يا بن عمر ، إنك كنت تحدّثني أنك لا تحب تبيت ليلة سوداء ، ليس عليك فيها أمير ، وإني أحذّرك أن تشقّ عصا المسلمين ، أو تسعى في فساد ذات بينهم. فحمد ابن عمر الله وأثنى عليه ،

__________________

(١) الأحقاف / ١٧.

(٢) في تاريخ خليفة : ٢١٣ «فلما قدم معاوية المدينة صعد المنبر فحمد الله ...».

١٤٨

ثم قال : أما بعد ، فإنك قد كانت قبلك خلفاء لهم أبناء ، ليس ابنك بخير من أبنائهم ، فلم يروا في أبنائهم ما رأيت في ابنك ، ولكنهم اختاروا للمسلمين حيث علموا الخيار ، وإنك تحذّرني أن أشقّ عصا المسلمين (١) ، ولم أكن لأفعل ، إنما أنا رجل من المسلمين ، فإذا اجتمعوا على أمر فإنما أنا رجل منهم. فقال : يرحمك الله ، فخرج ابن عمر.

ثم أرسل إلى ابن أبي بكر ، فتشهّد ، ثم أخذ في الكلام ، فقطع عليه كلامه ، وقال : إنك والله لوددت أنّا وكّلناك في أمر ابنك إلى الله ، وإنّا والله لا نفعل ، والله لتردنّ هذا الأمر شورى في المسلمين ، أو لنعيدنّها عليك جذعة ، ثم وثب ومضى ، فقال معاوية : اللهمّ اكفنيه بما شئت ، ثم قال : على رسلك أيها الرجل ، لا تشرفنّ على أهل الشام ، فإنّي أخاف أن يسبقوني بنفسك ، حتى أخبر العشيّة أنك قد بايعت ، ثم كن بعد على ما بدا لك من أمرك.

ثم أرسل إلى ابن الزبير فقال : يا بن الزبير ، إنما أنت ثعلب روّاغ ، كلما خرج من حجر دخل آخر ، وإنك عمدت إلى هذين الرجلين فنفخت في مناخرهما وحملتهما على غير رأيهما.

فقال ابن الزبير : إن كنت قد مللت الإمارة فاعتزلها ، وهلمّ ابنك فلنبايعه ، أرأيت إذا بايعنا ابنك معك لأيّكما نسمع ونطيع! لا نجمع البيعة لكما أبدا ، ثم خرج.

وصعد معاوية المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إنّا وجدنا أحاديث الناس ذات عوار ، زعموا أنّ ابن عمر ، وابن أبي بكر ، وابن الزبير ، لن يبايعوا يزيد ، وقد سمعوا وأطاعوا وبايعوا له ، فقال أهل الشام : والله لا نرضى حتى يبايعوا على رءوس الأشهاد ، وإلّا ضربنا أعناقهم ، فقال : سبحان الله ما أسرع الناس إلى قريش بالشّرّ (٢) ، لا أسمع هذه المقالة من أحد منكم بعد اليوم ، ثم نزل ، فقال الناس : بايع ابن عمر وابن الزبير وابن أبي بكر

__________________

(١) في تاريخ خليفة زيادة : «وأن أسعى في فساد ذات بينهم».

(٢) في تاريخ الخلفاء ٢١٤ «بالسوء».

١٤٩

وهم يقولون : لا والله ما بايعنا. فيقول الناس : بلى ، وارتحل معاوية فلحق بالشام (١).

وقال أيوب ، عن نافع قال : خطب معاوية ، فذكر ابن عمر فقال : والله ليبايعنّ أو لأقتلنّه ، فخرج إليه ابنه عبد الله فأخبره ، فبكى ابن عمر ، فقدم معاوية مكة ، فنزل بذي طوى ، فخرج إليه عبد الله بن صفوان فقال : أنت الّذي تزعم أنك تقتل عبد الله بن عمر إن لم يبايع ابنك؟ فقال : أنا أقتل ابن عمر! والله لا أقتله (٢).

وقال ابن المنكدر : قال ابن عمر حين بويع يزيد : إن كان خيرا رضينا ، وإن كان بلاء صبرنا (٣).

وقال جويرية بن أسماء : سمعت أشياخ أهل المدينة يحدّثون : أنّ معاوية لما رحل عن مرّ (٤) قال لصاحب حرسه : لا تدع أحدا يسير معي إلا من حملته أنا ، فخرج يسير وحده حتى إذا كان وسط الأراك (٥) ، لقيه الحسين رضي‌الله‌عنه فوقف وقال : مرحبا وأهلا بابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسيّد شباب المسلمين ، دابّة لأبي عبد الله يركبها ، فأتي ببرذون فتحوّل عليه ، ثم طلع عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقال مرحبا وأهلا بشيخ قريش وسيدها وابن صدّيق الأمة ، دابة لأبي محمد ، فأتي ببرذون فركبه ، ثم طلع ابن عمر ، فقال : مرحبا وأهلا بصاحب رسول الله ، وابن الفاروق ، وسيّد المسلمين ، فدعا له بدابّة فركبها ، ثم طلع ابن الزبير ، فقال : مرحبا وأهلا بابن حواريّ رسول الله ، وابن الصدّيق ، وابن عمّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم دعا له بدابّة فركبها ، ثم أقبل يسير بينهم لا يسايره غيرهم ، حتى دخل مكة ، ثم كانوا أول داخل وآخر خارج ،

__________________

(١) تاريخ خليفة ٢١٣ ، ٢١٤.

(٢) تاريخ خليفة ٢١٤ ، ٢١٥.

(٣) تاريخ خليفة ٢١٧.

(٤) مرّ ، هو : مرّ الظهران. موضع على مرحلة من مكة. قال الواقدي : بين مرّ وبين مكة خمسة أميال. (معجم البلدان ٥ / ١٠٤).

(٥) أراك : بالفتح ، هو وادي الأراك ، قرب مكة. وقيل : جبل لهذيل. (معجم البلدان ١ / ١٣٥).

١٥٠

وليس في الأرض صباح إلّا أولاهم حباء وكرامة ، ولا يعرض لهم بذكر شيء ، حتى قضى نسكه وترحّلت أثقاله ، وقرب سيره ، فأقبل بعض القوم على بعض فقال : أيها القوم لا تخدعوا ، إنه والله ما صنع بكم ما صنع لحبّكم ولا لكرامتكم ، ولا صنعه إلا لما يريده ، فأعدّوا له جوابا.

وأقبلوا على الحسين فقالوا : أنت يا أبا عبد الله! فقال : وفيكم شيخ قريش وسيّدها هو أحقّ بالكلام.

فقالوا لعبد الرحمن : يا أبا محمد ، قال : لست هناك ، وفيكم صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسيّد المرسلين.

فقالوا لابن عمر : أنت ، قال : لست بصاحبكم ، ولكن ولّوا الكلام ابن الزبير ، قال : نعم إن أعطيتموني عهودكم أن لا تخالفوني ، كفيتكم الرجل ، قالوا : ذاك لك. قال : فأذن لهم ودخلوا ، فحمد الله معاوية وأثنى عليه ، ثم قال : قد علمتم مسيري فيكم ، وصلتي لأرحامكم ، وصفحي عنكم ، ويزيد أخوكم ، وابن عمّكم ، وأحسن الناس فيكم رأيا ، وإنما أردت أن تقدّموه ، وأنتم الذين تنزعون وتؤمّرون وتقسّمون ، فسكتوا ، فقال : ألا تجيبوني! فسكتوا ، فأقبل على ابن الزبير فقال : هات يا بن الزبير ، فإنك لعمري صاحب خطبة القوم.

قال : نعم يا أمير المؤمنين ، نخيّرك بين ثلاث خصال ، أيّها ما أخذت فهو لك ، قال : لله أبوك ، اعرضهنّ ، قال : إن شئت صنع ما صنع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإن صنع ما صنع أبو بكر ، وإن شئت صنع ما صنع عمر.

قال : ما صنعوا؟.

قال : قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلم يعهد عهدا ، ولم يستخلف أحدا ، فارتضى المسلمون أبا بكر.

فقال : إنه ليس فيكم اليوم مثل أبي بكر ، إنّ أبا بكر كان رجلا تقطع دونه الأعناق ، وإني لست آمن عليكم الاختلاف.

قال : صدقت ، والله ما نحب أن تدعنا ، فاصنع ما صنع أبو بكر.

قال : لله أبوك وما صنع؟.

١٥١

قال : عمد إلى رجل من قاصية قريش ، ليس من رهطه فاستخلفه ، فإن شئت أن تنظر أيّ رجل من قريش شئت ، ليس من بني عبد شمس ، فنرضى به.

قال : فالثالثة ما هي؟

قال : تصنع ما صنع عمر.

قال : وما صنع؟.

قال : جعل الأمر شورى في ستة ، ليس فيهم أحد من ولده ، ولا من بني أبيه ، ولا من رهطه.

قال : فهل عندك غير هذا.

قال : لا.

قال : فأنتم؟.

قالوا : ونحن أيضا.

قال : أما بعد ، فإنّي أحببت أن أتقدّم إليكم ، إنه قد أعذر من أنذر ، وإنه قد كان يقوم القائم منكم إليّ فيكذّبني على رءوس الناس ، فأحتمل له ذلك ، وإني قائم بمقالة ، إن صدقت فلي صدقي ، وإن كذبت فعليّ كذبي ، وإنّي أقسم بالله لئن ردّ عليّ إنسان منكم كلمة في مقامي هذا ألّا ترجع إليه كلمته حتى يسبق إليّ رأسه ، فلا يرعينّ رجل إلّا على نفسه ، ثم دعا صاحب حرسه فقال : أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين من حرسك ، فإن ذهب رجل يرد عليّ كلمة في مقامي ، فليضربا عنقه ، ثم خرج ، وخرجوا معه ، حتى رقي المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إنّ هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم ، لا يستبدّ بأمر دونهم ، ولا يقضى أمر إلا عن مشورتهم ، إنهم قد رضوا وبايعوا ليزيد ابن أمير المؤمنين من بعده ، فبايعوا بسم الله ، قال : فضربوا على يده بالمبايعة ، ثم جلس على رواحله ، وانصرف الناس فلقوا أولئك النفر فقالوا : زعمتم وزعمتم ، فلما أرضيتم وحيّيتم فعلتم ، فقالوا : إنّا والله ما فعلنا. قالوا : ما منعكم؟ ثم بايعه الناس (١).

* * *

__________________

(١) تاريخ خليفة ٢١٥ ، ٢١٧.

١٥٢

[حوادث]

سنة اثنتين وخمسين

توفي فيها : أبو بكرة الثقفي ، في قول.

وعمران بن حصين.

وكعب بن عجرة.

ومعاوية بن حديج.

وسعيد بن زيد ، في قول.

وسفيان بن عوف الأزدي أمير الصوائف.

وحويطب بن عبد العزّى القرشي.

وأبو قتادة الحارث بن ربعيّ الأنصاري ، بخلف فيهما.

ورويفع بن ثابت ، أمير برقة.

* * *

وفيها ولد يزيد بن أبي حبيب فقيه أهل مصر.

* * *

وفيها صالح عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي رتبيل وبلاده على ألف ألف درهم (١).

__________________

(١) تاريخ خليفة ٢١٨ ، فتوح البلدان ٤٨٩.

١٥٣

وأقام الحجّ سعيد بن العاص (١).

وفيها ، أو في حدودها ، قال جرير بن حازم ، عن جرير بن يزيد قال : خرج قريب وزحّاف في سبعين رجلا في رمضان فأتوا بني ضبيعة ، وهم في مسجدهم بالبصرة ، فقتلوا رؤبة بن المخبّل (٢).

قال جرير بن حازم : فحدّثني الزبير بن الخرّيت ، عن أبي لبيد : أنّ رؤبة قال في العشيّة التي قتل فيها ، لرجل في كلام : إن كنت صادقا فرزقني الله الشهادة قبل أن أرجع إلى بيتي (٣).

قال جرير : عن قطن بن الأزرق ، عن رجل منهم ، قال : ما شعرنا وإنّا لقيام في المسجد ، حتى أخذوا بأبواب المسجد ومالوا في الناس ، فقتلوهم ، فوثب القوم إلى الجدر ، وصعد رجل المنارة فجعل ينادي : يا خيل الله اركبي. قال : فصعدوا فقتلوه ، ثم مضوا إلى مسجد المعاول ، فقتلوا من فيه ، فحدّثني جرير بن يزيد ، أنهم انتهوا إلى رحبة بني علي ، فخرج عليهم بنو علي ، وكانوا رماة ، فرموهم بالنبل حتى صرعوهم أجمعين (٤).

قال جرير بن حازم : واشتدّ زياد بن أبيه في أمر الحرورية ، بعد قتل قريب وزحّاف فقتلهم ، وأمر سمرة بن جندب بقتلهم ، فقتل منهم بشرا كثيرا (٥).

قال أبو عبيدة : زحّاف : طائي ، وقريب : أوديّ (٦).

* * *

__________________

(١) تاريخ خليفة ٢١٨ ، تاريخ الطبري ٥ / ٢٨٧ ، مروج الذهب ٤ / ٣٩٨ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٩٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٩.

(٢) تاريخ خليفة ٢١٩ (حوادث ٥٣ ه‍.).

(٣) تاريخ خليفة ٢١٩ ، ٢٢٠.

(٤) تاريخ خليفة ٢٢٠.

(٥) تاريخ خليفة ٢٢٢.

(٦) في طبعة القدسي «أزدي» وهو تحريف والصواب ما أثبتناه ، حيث قال في تاريخ خليفة : «إيادي ، من إياد بن سود» (٢٢٢).

١٥٤

[حوادث]

سنة ثلاث وخمسين

فيها توفي :

فضالة بن عبيد الأنصاري ، وقيل سنة تسع.

والضحّاك بن فيروز الديلميّ.

وعبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق ، بمكة.

وزياد بن أبيه.

وعمرو بن حزم الأنصاري ، بخلف فيه.

* * *

وفيها بعد موت زياد استعمل معاوية على الكوفة الضّحّاك بن قيس الفهري ، وعلى البصرة سمرة بن جندب ، وعزل عبيد الله بن أبي بكرة عن سجستان وولّاها عبّاد بن زياد ، فغزا ابن زياد القندهار (١) حتى بلغ بيت الذهب ، فجمع له الهند جمعا هائلا ، فقاتلهم فهزمهم ، ولم يزل على سجستان حتى توفي معاوية (٢).

وفيها شتّى عبد الرحمن بن أمّ الحكم بأرض الروم (٣).

__________________

(١) القندهار : بضم القاف ، وسكون النون ، وضم الدال أيضا. من بلاد السند أو الهند. (معجم البلدان ٤ / ٤٠٢ ، ٤٠٣).

(٢) تاريخ خليفة ٢١٩.

(٣) تاريخ خليفة ٢١٩ ، تاريخ الطبري ٥ / ٢٨٨ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٩٣.

١٥٥

وأقام الموسم سعيد بن العاص (١).

وفيها أمّر معاوية على خراسان عبيد الله بن زياد (٢).

وفيها قتل عائذ بن ثعلبة البلويّ ، أحد الصحابة ، قتله الروم بالبرلّس.

* * *

يزيد بن هارون : أنبأ حمّاد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ـ أو عن أمّه ـ أنّ أسماء بنت أبي بكر اتّخذت خنجرا زمن سعيد بن العاص للصوص ، وكانوا قد استعزّوا بالمدينة ، فكانت تجعله تحت رأسها.

__________________

(١) تاريخ خليفة ٢٢٢.

(٢) تاريخ خليفة ٢٢٢ ، تاريخ الطبري ٥ / ٢٩٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٩ ، مروج الذهب ٤ / ٣٩٨ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٩٦.

١٥٦

[حوادث]

سنة أربع وخمسين

فيها توفي :

جبير بن مطعم.

وفيها : أسامة بن زيد ، على الصحيح.

وثوبان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وعمرو بن حزم.

وفيها حسّان بن ثابت.

وعبد الله بن أنيس الجهنيّ.

وسعيد بن يربوع المخزومي.

وحكيم بن حزام.

ومخرمة بن نوفل.

وفيها بخلف : حويطب بن عبد العزّى ، وأبو قتادة الحارث بن ربعيّ.

* * *

وفيها عزل عن المدينة سعيد بن العاص بمروان (١).

* * *

وفيها غزا عبيد الله بن زياد ، فقطع النهر إلى بخارى ، وافتتح راميثن (٢) ،

__________________

(١) تاريخ خليفة ٢١٩.

(٢) في تاريخ خليفة ، وطبعة القدسي من تاريخ الإسلام ٣ / ٤٤ «زامين» ، وما أثبتناه عن الطبري

١٥٧

ونصف (١) ، بيكند (٢) ، فقطع النهر على الإبل ، فكان أول عربيّ قطع النهر (٣).

* * *

وفيها وجّه الضّحّاك بن قيس من الكوفة مصقلة بن هبيرة الشيبانيّ إلى طبرستان ، فصالح أهلها على خمسمائة ألف درهم (٤).

* * *

وفيها عزل معاوية عن البصرة سمرة ، بعبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي (٥).

* * *

وحجّ بالناس مروان (٦).

وفيها توفّيت سودة أم المؤمنين في قول ، وقد مرّت في خلافة عمر (٧).

* * *

__________________

= ٥ / ٢٩٧ ومعجم البلدان ٣ / ١٨ وفيه : راميثن بكسر الميم ، وسكون الياء ٧ وثاء مثلّثة ، وآخره نون. قرية ببخارى .. وذكرها العمراني بالزاي. وفي الكامل في التاريخ ٣ / ٤٩٩ «رامني» وفي نسخة أخرى «راثين».

(١) في طبعة القدسي ٣ / ٤٤ «ونسف». وما أثبتناه عن الطبري ، وخليفة ، وابن الأثير.

(٢) بيكند : بالكسر ، وفتح الكاف ، وسكون النون ، بلدة بين بخارى وجيحون. (معجم البلدان ١ / ٥٣٣).

والعبارة في طبعة القدسي : «فافتتح زامين ونسف وبيكند من عمل بخارى».

(٣) وهو نهر جيحون. انظر : تاريخ خليفة ٢٢٢ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٢٩٧ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٤٩٩.

(٤) تاريخ خليفة ٢٢٣.

(٥) تاريخ خليفة ٢٢٣ ، الطبري ٥ / ٢٩٥.

(٦) تاريخ خليفة ٢٢٣ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٩ ، والطبري ٥ / ٢٩٨ ، ومروج الذهب ٤ / ٣٩٨ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٤٩٩.

(٧) انظر ترجمتها ومصادرها في الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من تاريخ الإسلام ـ بتحقيقنا ـ ٢٨٧ ـ ٢٨٩.

١٥٨

[حوادث]

سنة خمس وخمسين

فيها توفي :

زيد بن ثابت في قول المدائني.

وسعد بن أبي وقّاص ، على الأصحّ.

والأرقم بن أبي الأرقم ، في قول.

وأبو اليسر.

وكعب بن عمرو السلمي.

* * *

وفيها عزل عن البصرة عبيد الله الثقفي ، ووليها عبيد الله بن زياد (١).

* * *

وفيها غزا يزيد بن شجرة الرهاوي ، فقتل ، وقيل لم يقتل ، إنّما قتل في سنة ثمان وخمسين (٢).

وأقام الحجّ مروان بن الحكم (٣).

وشتّى بأرض الروم مالك بن عبد الله (٤).

__________________

(١) تاريخ خليفة ٢٢٣ ، تاريخ الطبري ٥ / ٢٩٩ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٥٠١.

(٢) تاريخ خليفة ٢٢٣.

(٣) تاريخ خليفة ٢٢٣ ، اليعقوبي ٢ / ٢٣٩ ، الطبري ٥ / ٣٠٠ ، المسعودي ٤ / ٣٩٨ ، ابن الأثير ٣ / ٥٠٢.

(٤) تاريخ الطبري ٥ / ٢٩٩.

١٥٩

[حوادث]

سنة ست وخمسين

فيها توفي :

عبد الله بن قرط الثمالي.

وجويرية أم المؤمنين المصطلقيّة ، وقيل : توفيت سنة خمسين.

وفيها : إسحاق بن طلحة بن عبيد الله.

* * *

وفيها : ولد أبو جعفر محمد بن علي ، وعمرو بن دينار.

* * *

وقد مرّ أنّ معاوية ولّى على البصرة عبيد الله بن زياد ، فعزله في هذه السنة عن خراسان ، وأمّر عليها سعيد بن عثمان بن عفان ، فغزا سعيد ومعه المهلّب بن أبي صفرة الأزدي ، وطلحة الطلحات ، وأوس بن ثعلبة سمرقند ، وخرج إليه الصّغد فقاتلوه ، فألجأهم إلى مدينتهم ، فصالحوه وأعطوه رهائن (١).

* * *

وفيها شتّى المسلمون بأرض الروم (٢).

* * *

__________________

(١) تاريخ خليفة ٢٢٤ ، تاريخ الطبري ٥ / ٣٠٥ ، ٣٠٦.

(٢) قيل : شتّى مسعود بن أبي مسعود ، وقيل : جنادة بن أبي أميّة. (تاريخ خليفة ٢٢٤) وقيل عبد الرحمن بن مسعود (الطبري ٥ / ٣٠١ ، ابن الأثير ٣ / ٥٠٣).

١٦٠