تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

شريك له ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله ، وقد كنّا قد ولّيناك شيئا من أمر المسلمين ، فلا أدري ما صنعت ، أوفيت بعهدنا ، أم خنتنا ، فإذا أتاك كتابي هذا ـ إن شاء الله تعالى ـ فاحمل إلينا ما قبلك من فيء المسلمين ، ثم أقبل ، والسلام عليك».

قال : فأقبل عمير ماشيا من حمص ، وبيده عكّازه ، وإداوة ، وقصعة ، وجراب ، شاحبا ، كثير الشعر ، فلما قدم على عمر قال له : يا عمير ، ما هذا الّذي أرى من سوء حالك ، أكانت البلاد بلاد سوء ، أم هذه منك خديعة؟.

قال عمير : يا عمر بن الخطّاب ألم ينهك الله عن التجسّس وسوء الظّنّ؟ ألست تراني ظاهر الدم ، صحيح البدن ومعي الدنيا بقرابها!

قال عمر : ما معك من الدنيا؟

قال : مزودي أجعل فيه طعامي ، وقصعة آكل فيها ، ومعي عكّازتي هذه أتوكأ عليها وأجاهد بها عدوّا إن لقيته ، وأقتل بها حيّة إن لقيتها ، فما بقي من الدنيا!

قال : صدقت ، فأخبرني ما حال من خلّفت من المسلمين؟

قال : يصلّون ويوحّدون ، وقد نهى الله أن نسأل عما وراء ذلك.

قال : ما صنع أهل العهد؟.

قال عمير : أخذنا منهم الجزية عن يد وهم صاغرون.

قال : فما صنعت بما أخذت منهم؟.

قال : وما أنت وذاك يا عمر! أرسلتني أمينا ، فنظرت لنفسي ، وايم الله لو لا أنّي أكره أن أغمّك لم أحدّثك يا أمير المؤمنين ، قدمت بلاد الشام ، فدعوت المسلمين ، وأمرتهم بما حقّ لهم عليّ فيما افترض الله تعالى عليهم ، ودعوت أهل العهد ، فجعلت عليهم من يجيبهم ، فأخذناه منهم ، ثم رددناه على فقرائهم ومجهوديهم ، ولم ينلك من ذلك شيء ، فلو نالك بلّغناك إياه.

قال عمر : سبحان الله ، ما كان فيهم رجل يتبرّع عليك بخير ويحملك على دابّة ، جئت تمشي ، بئس المعاهدون فارقت ، وبئس المسلمون ، أما والله لقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقول : «لتوطأنّ حرمهم وليجارنّ عليهم

١٠١

في حكمهم ، وليستأثرنّ عليهم بفيئهم ، وليلينّهم رجال إن تكلّموا قتلوهم ، وإن سكتوا اجتاحوهم».

فقال عمير : ما لك يا عمر تفرج بسفك دمائهم وانتهاك محارمهم!.

قال عمر : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «لتأمرنّ بالمعروف ، ولتنهونّ عن المنكر ، أو ليسلطنّ الله عزوجل عليكم شراركم ، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم».

ثم إنّ عمر قال : هاتوا صحيفة لنجدّد لعمير عهدا ، قال عمير : والله لا أعمل لك ، اتّق الله يا أمير المؤمنين واعفني بغيري.

وذكر حديثا طويلا منكرا. وروي نحوه ، عن هارون بن عنترة ، عن أبيه (١).

قال المفضّل الغلابي : زهّاد الأنصار ثلاثة : أبو الدرداء ، وشدّاد بن أوس ، وعمير بن سعيد ، رضي‌الله‌عنهم.

عنبسة بن أبي سفيان (٢) ، ـ م ٤ ـ بن حرب بن أميّة الأموي ، أبو عامر ، ويقال أبو عثمان ، ويقال أبو الوليد.

روى عن أخته أمّ المؤمنين أم حبيبة.

وعنه : مكحول ، وعمرو بن أوس ، وشهر بن حوشب ، وأبو صالح

__________________

(١) هو في حلية الأولياء ١ / ٢٤٧ ـ ٢٥٠ ، وصفة الصفوة ١ / ٦٩٧ ـ ٧٠١.

(٢) انظر عن (عنبسة بن أبي سفيان) في :

طبقات خليفة ٢٣٢ ، وتاريخه ٢٠٥ و ٢٠٨ و ٢٧٤ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣٦ رقم ١٦٠ ، وأنساب الأشراف ١ / ١٣٥ ، وتاريخ الطبري ٥ / ١٧١ و ١٨٠ و ٢٣٠ و ٣٣٣ و ٦ / ٢٤١ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية ، ٢٤٢٤ و ٣٦٣٣ ، وجمهرة أنساب العرب ١١١ ، والجرح والتعديل ٦ / ٤٠٠ ، ٤٠١ رقم ٢٢٣٨ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٣٢٨ ، والمعارف ٣٤٥ و ٤٧٧ ، والأخبار الموفقيات ٢٩٧ ـ ٢٩٩ ، والمحبّر ٢٠ ، ومشاهير علماء الأمصار ١١٥ رقم ٨٨٣ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٤١٩ و ٤٢٤ و ٤٥٦ و ١٠ / ٥٠٠ ، وأسد الغابة ٤ / ١٥١ ، والكاشف ٢ / ٣٠٥ رقم ٣٤٧١ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٥٩ ، ١٦٠ رقم ٢٨٦ ، والتقريب ٢ / ٨٨ رقم ٢٧٢ ، والإصابة ٣ / ٨٢ ، ٨٣ رقم ٦٢٧٣ ، ومعجم بني أميّة ١٤٠ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١٠٦٣.

١٠٢

السّمّان ، والقاسم أبو عبد الرحمن ، وعطاء بن أبي رباح.

ولعلّه بقي إلى بعد هذا الزمان ، لكنّه حجّ بالناس في سنة سبع وأربعين (١).

__________________

(١) تاريخ خليفة ٢٠٨ ، ويقال «عتبة بن أبي سفيان» وهو أخوه. انظر : تاريخ الطبري ٥ / ٢٣٠ ومروج الذهب ٤ / ٣٩٨ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٩ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٤٥٦ ، ونهاية الأرب ٢٠ / ٣١٩ ، ومرآة الجنان ١ / ١٢٢.

١٠٣

[حرف القاف]

قيس بن عاصم (١) ، د ت ن ـ بن سنان التميمي السعدي المنقري.

__________________

(١) انظر عن (قيس بن عاصم) في :

مسند أحمد ٥ / ٦١ ، والطبقات الكبرى ٧ / ٣٦ ، ٣٧ ، والمحبّر لابن حبيب ١٢٦ و ٢٣٧ و ٢٣٨ و ٢٤٨ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٧ رقم ٣٢١ ، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) ٧ / ١٤٤ ، والمعارف ٣٠١ و ٤٠٣ و ٥٥٦ ، وعيون الأخبار ١ / ٢٢٥ و ٢٨٦ و ٢٨٧ و ٢ / ٣٢٤ ، وفتوح البلدان ٢٩٥ و ٥١١ ، وثمار القلوب ٨٩ و ٣١٥ ، وربيع الأبرار ٢ / ٣٣ و ٤ / ٥٩ و ١٧٤ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٩٦ و ٣ / ١٨٧ و ٣٥٦ ، وتاريخ الطبري ٣ / ١١٥ و ١١٩ و ١٥٧ و ١٨٧ و ٢٦٨ و ٢٧٠ و ٣٠٥ و ٣٠٦ و ٣٠٩ و ٣١٠ ، وترتيب الثقات ٣٩٣ رقم ١٣٩٧ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٣٣٨ ، وجمهرة أنساب العرب ٢١٦ و ٢٧٩ ، وطبقات الخليفة ٤٤ و ١٨٠ ، وتاريخه ٩٣ و ٩٨ ، والتاريخ الكبير ٧ / ١٤١ رقم ٦٣٥ ، والمغازي للواقدي ٩٧٥ و ٩٧٩ ، والأخبار الموفقيّات ٦٢٠ و ٦٣٠ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٠١ رقم ٥٧٦ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٧٦ و ٧٩ و ١٢٢ ، ومشاهير علماء الأمصار ٣٩ رقم ٢٢٧ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٥٢١ ، والبدء والتاريخ ٥ / ١١٣ ، ومعجم الشعراء للمرزباني ٣٢٤ ، والأغاني ١٤ / ٦٦ ـ ٨٦ ، والاستيعاب ٣ / ٢٣٢ ـ ٢٣٤ ، والمستدرك ٣ / ٦١١ ، ٦١٢ ، والكامل في التاريخ ١ / ٦١٠ و ٦٢٤ و ٦٥٠ ـ ٦٥٣ و ٢ / ٢٨٧ و ٣٠١ و ٣٥٣ و ٣٥٥ و ٣٦٩ و ٣٧٠ ، وأسد الغابة ٤ / ٢١٩ ـ ٢٢١ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٦٢ ، ٦٣ رقم ٧٨ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٢٨٩ ، ٢٩٠ رقم ٤٥٤ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١١٣٦ ، ١١٣٧ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٦١١ ، والكاشف ٢ / ٣٤٩ رقم ٤٦٧٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٥ رقم ١٠٩ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٣٩٢ ، و ٢ / ١٧ و ١٢٦ و ٢٠٣ و ٢٧٦ ، والنكت الظراف ٨ / ٢٩٠ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٩٩ رقم ٧٠٩ ، والتقريب ٢ / ١٢٩ رقم ١٥٠ ، والإصابة ٣ / ٢٥٢ ، ٢٥٣ رقم ٧١٩٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١٧ ، والتذكرة الفخرية ٣٦٥ ، ٣٦٦ ، وأمالي المرتضى ١ / ١٠٧ ، ١٠٨ ، و ١١٢ ـ ١١٤ ، والبداية والنهاية ٨ / ٣١ ، ٣٢ ، والكامل في الأدب للمبرّد ١ / ٣٤٥ ، والبدء والتاريخ ٥ / ١٠٩. وشعر قيس بن عاصم ـ نشره هاشم طه شلاش في مجلة البلاغ ، ببغداد ـ العدد ٩ ـ سنة ١٩٧٥.

١٠٤

قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وفد بني تميم ، فأسلم ، وكان عاقلا حليما كريما جوادا شريفا.

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «هذا سيّد أهل الوبر» (١).

ويروى أنّ الأحنف بن قيس قيل له : ممّن تعلمت الحلم؟ قال : من قيس بن عاصم (٢).

ويقال : إنّ قيسا كان ممّن حرّم على نفسه في الجاهلية شرب الخمر (٣).

روى عنه : الأحنف ، والحسن البصري ، وشعبة بن التوأم ، وابنه حكيم بن قيس ، وحفيده خليفة بن حصين.

يكنى أبا علي ، ويقال : كنيته أبو طلحة ، وقيل : أبو قبيصة.

نزل البصرة ، وتوفي عن اثنين وثلاثين ذكرا من أولاده وأولادهم.

حديثه في السنن.

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٧ / ٣٦ ، الاستيعاب ٣ / ٢٣٢.

(٢) التذكرة الحمدونية ٢ / ١٢٦ رقم ٢٦٥ ، ونثر الدرّ للآبي ـ (مخطوطة كوبريليي ١٤٥٢) ج ٥ / ١٧ ، وسراج الملوك للطرطوشي ، طبعة الإسكندرية ١٢٨٩ ـ ص ١٤٣ ، ورسائل ابن أبي الدنيا ٢٤ (مجموعة رسائل) طبعة مصر ١٩٣٥ ، وسرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون لابن نباتة المصري ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ القاهرة ١٩٦٤ ـ ص ١٠٦ ، والبيان والتبيين ٢ / ٤٣ ، والمستطرف ١ / ١١٧ و ١٨٧ ، والاستيعاب ٣ / ٢٣٢ ، والبداية والنهاية ٨ / ٣٢.

(٣) الاستيعاب ٣ / ٣٣.

١٠٥

[حرف الكاف]

كعب بن مالك (١) ، ـ ع ـ بن عمرو بن القين الأنصاري الخزرجي

__________________

(١) انظر عن (كعب بن مالك) في :

مسند أحمد ٣ / ٤٥٤ و ٦ / ٣٨٦ ، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ١٢٢٦ ، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ١ / ٢٢ و ٩٧ و ٢٩٠ و ٢ / ٧٣ و ٨٢ و ٨٦ و ٨٨ و ٩٣ و ١٠٤ و ١٤٧ و ٣٦٣ و ٣٧٢ و ٣ / انظر فهرس الأعلام ٣٤٦ ، ٣٤٧ و ٤ / ٢٤ و ١٥٨ و ١٧٣ و ١٧٤ و ١٧٧ ـ ١٧٩ و ٣٠٥ ، والمحبّر لابن حبيب ٧٢ و ٢٧١ و ٢٧٢ و ٢٨٥ و ٢٩٨ ، والتاريخ الصغير ٤٣ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٢١٩ ، ٢٢٠ رقم ٩٥٣ ، وطبقات خليفة ١٠٣ ، وتاريخ خليفة ٢٠٢ ، ومروج الذهب ١٦٢١ و ١٦٢٣ ، وتاريخ الطبري ٢ / ٣٦٠ ـ ٣٦٢ و ٣٦٤ و ٣٦٥ و ٤٨٤ و ٥١٨ و ٥٤٨ و ٥٤٩ و ٣ / ١٠٣ و ١١١ و ٤ / ٣٣٧ و ٣٥٩ و ٤١٤ و ٤٢٣ و ٤٢٤ و ٤٢٩ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣١٨ ، ٣١٩ ، وعيون الأخبار ٣ / ٢٠٩ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٦٠ ، ومشاهير علماء الأمصار ١٨ رقم ٦٣ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٦٠ ، ١٦١ رقم ٩٠٢ ، والمعارف ٥٨٨ ، والعقد الفريد ٥ / ٢٨٣ و ٢٩٤ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٤ رقم ٤٣ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٧٧ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٣٠٥ ، والسير والمغازي ٣٣٠ ، وثمار القلوب ٢١٩ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥٦٧ و ٦١٨ ، والأخبار الموفقيات ٥١١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٣٨٩ ، وأنساب الأشراف ١ / ٢٤٨ و ٢٧١ و ٢٨٨ و ٥٣١ ، وربيع الأبرار ٤ / ١٦٥ و ٢٤٩ ، والأغاني ١٦ / ٢٢٦ ـ ٢٤٠ ، المستدرك ٣ / ٤٤٠ ، ٤٤١ ، والاستبصار ١٦٠ ، وأسد الغابة ٤ / ٢٤٧ ، ٢٤٨ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٦٩ رقم ٩٢ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٣٠٩ ـ ٣٢٤ رقم ٤٦٤ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١١٤٨ ، ومعجم الشعراء في لسان العرب ٣٤٩ رقم ٨٩٣ ، وتخليص الشواهد لابن هشام ٢٢٧ ، والبداية والنهاية ٨ / ٤٨ ، ومرآة الجنان ١ / ١٢٤ ، والوفيات لابن قنفذ ٦٤ ، ونكت الهميان ٢٣١ ، وشرح الشواهد ١٢٣ ، ورغبة الآمل ٢ / ٧٣ ، وخزانة الأدب ١ / ٢٠٠ ، والأمالي للقالي ٣ / ٣٠ والذيل ٦٣ و ٩٢ ، والكاشف ٣ / ٨ رقم ٤٧٣٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٦ رقم ١١٢ ، وتاريخ الإسلام (المغازي) ١٧٨ و ١٨٣ و ٥٤٣ و ٦٥٣ و ٦٥٦ و ٦٥٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٥٢٣ ـ ٥٣٠ رقم =

١٠٦

السلمي ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو عبد الرحمن.

شاعر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم ، شهد العقبة وأحدا ، وحديثه في تخلّفه عن غزوة تبوك في الصحيحين (١).

روى عنه : بنوه عبد الرحمن ، وعبد الله ، وعبيد الله ، ومحمد ، وابن عباس ، وعمر بن الحكم ، وعمر بن كثير بن أفلح ، وحفيده عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب.

ويروى أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آخى بين طلحة وكعب بن مالك ، وقيل بل آخى بين كعب والزبير بن العوّام. قاله عروة.

وفي مغازي الواقدي (٢) : إنّ كعبا قاتل يوم أحد قتالا شديدا ، حتى جرح سبعة عشر جرحا.

وقال ابن سيرين : كان شعراء الصحابة : عبد الله بن رواحة ، وحسّان بن ثابت ، وكعب بن مالك.

وقال عبد الرحمن بن كعب ، عن أبيه ، أنه قال : يا رسول الله ، قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل ، قال : «إنّ المجاهد يجاهد بسيفه ولسانه ، والّذي نفسي بيده ترمونهم به نضح النّبل» (٣).

__________________

= ١٠٧ ، والعبر ١ / ٥٦ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤٤٠ ، ٤٤١ رقم ٧٩٤ ، والتقريب ٢ / ١٣٥ رقم ٥٤ ، والنكت الظراف ٨ / ٣١٠ ، والإصابة ٣ / ٣٠٢ رقم ٧٤٣٣ ، والتذكرة الحمدونية ١٥٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢١ ، وكنز العمال ١٣ / ٥٨١ ، وشذرات الذهب ١ / ٥٦ ، والبرصان والعرجان للجاحظ ٩ و ٣٦٢ ، والتذكرة السعدية ١٠١ و ١٤٤ ، ومعجم الشعراء لابن سلام ١ / ٢٢٠. وديوان كعب بن مالك ، نشره سامي مكي العاني ـ بغداد ١٣٨٦ ه‍. / ١٩٦٦.

(١) انظر : صحيح البخاري ٨ / ٨٦ و ٩٣ في المغازي ، ومسلم في التوبة (٢٧٦٩) باب حديث كعب بن مالك.

(٢) ج ١ / ٢٣٦.

(٣) أخرجه عبد الرزاق في «المصنّف» (٢٠٥٠٠) ، وعنه رواه أحمد في المسند ٦ / ٣٨٧ من طريق : معمر ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، وهو سند صحيح. وفيه «والّذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم ...».

١٠٧

قال ابن سيرين : أما كعب فكان يذكر الحرب ويقول : فعلنا ونفعل ويهدّدهم. وأما حسّان فكان يذكر عيوبهم وأيامهم. وأما ابن رواحة فكان يعيّرهم بالكفر.

وقد أسلمت دوس فرقا من بيت قاله كعب :

نخيّرها (١) ولو نطقت لقالت

قواطعهنّ دوسا أو ثقيفا(٢)

وعن ابن المنكدر ، عن جابر ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لكعب بن مالك : «ما نسي ربك ـ وما كان نسيّا ـ بيتا قلته». قال : ما هو؟ قال : «أنشده يا أبا بكر» ، فقال :

زعمت سخينة أن ستغلب ربّها (٣)

وليغلبنّ مغالب الغلّاب

عن الهيثم والمدائني أنّ كعبا مات سنة أربعين ،.

وروى الواقدي : أنه مات سنة خمسين.

وعن الهيثم بن عديّ أيضا : أنه توفي سنة إحدى وخمسين.

__________________

(١) في الأصل «يخبرها» ، وفي أسد الغابة : «تخبرنا» ، وفي الاستيعاب «نخبرها» ، والتصويب من سيرة ابن هشام ـ بتحقيقنا ـ ج ٤ / ١١٨.

(٢) البيت هو الثاني من قصيدة قالها كعب حين أجمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم السير إلى الطائف وأولها :

قضينا من تهامة كلّ ريب

وخيبر ثم أجممنا السيوفا

انظر : سيرة ابن هشام ٤ / ١١٨ ، والاستيعاب ٣ / ٢٨٩ ، وأسد الغابة ٤ / ٢٤٨ ، والإصابة ٣ / ٣٠٢.

(٣) في (معجم الشعراء للمرزباني ـ ص ٣٤٢) : ويروى :

١٠٨

[حرف اللام]

لبيد بن ربيعة (١) ، بن مالك ، أبو عقيل الهوازني العامري.

__________________

(١) انظر عن (لبيد بن ربيعة) في :

المغازي للواقدي ٣٥٠ ، ٣٥١ ، والمحبّر لابن حبيب ١٧٨ و ٢٩٩ و ٣٦٥ و ٤٧٢ و ٤٧٤ ، وسيرة ابن هشام ـ بتحقيقنا ـ ج ٢ / ٢٢ و ٤٤ و ١٧٥ و ٤ / ١٣٥ و ٢١٢ ـ ٢١٥ ، والمعارف ٣٣٢ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٢٤٩ رقم ١٠٦٤ ، والتاريخ الصغير ٣١ و ٣٢ ، وتاريخ الطبري ٣ / ١٤٥ ، و ٦ / ١٨٥ ، وأنساب الأشراف ١ / ٢٢٨ و ٤١٦ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٨١ رقم ١٠٢٥ ، وجمهرة أنساب العرب ١٩٥ والمذيّل ٥٤١ ، ٥٤٢ ، وثمار القلوب ١٠٢ و ١٨٤ و ٢١٥ و ٢١٦ و ٢٣٤ و ٢٣٧ و ٤٧٦ ، ولباب الآداب لابن منقذ ٩٣ و ٩٤ و ٤٢٤ ، ومعجم الألفاظ والتراكيب المولّدة ٢٠٢ ، والشعر والشعراء ١ / ١٩٤ ـ ٢٠٤ رقم ٢٥ ، والنقائض ٢٠١ ، وجمهرة أشعار العرب ٣٠ و ٦٣ ، وصفة الصفوة ١ / ٧٣٦ ، ٧٣٧ رقم ١١٤ ، والسير والمغازي ١٧٩ ، والزيارات للهروي ٧٩ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٠٠ ، والأغاني ١٥ / ٣٦١ ـ ٣٧٩ ، وطبقات الشعراء لابن سلام ١١٣ ، وشرح شواهد المغني ٥٦ ، وربيع الأبرار ٤ / ٣٢ ، والبرصان والعرجان ١٤ و ٥٧ و ٩٤ و ٢٥٥٧ ، ومعاهد التنصيص ١ / ٢٠٢ ، وأمالي المرتضى ١ / ٢١ و ٢٥ و ١١٧ و ١٧١ و ١٨٩ ـ ١٩٢ و ١٩٤ و ٣١٩ و ٤٥٣ و ٤٥٧ و ٥٤٧ و ٦١٨ و ٢ / ٥٥ ، ومجالس ثعلب ٤٤٩ ، ٤٥٠ ، والعمدة ١ / ٢٧ ، وحياة الحيوان ٥ / ١٧٣ ، والاستيعاب ٣ / ٣٢٤ ـ ٣٢٨ ، والأمالي للقالي ١ / ٥ و ٧ و ٩٥ و ١٠٣ و ١٠٤ و ١٥٥ و ١٥٨ و ٢٣٥ و ٢٨٦ و ٢ / ١٦ و ١٦ و ١٩ و ١٣٩ و ٢١٣ و ٢٦٣ و ٣٠٥ و ٣٠٦ و ٣١٥ و ٣١٦ و ٣ / ١٤٠ ، وتاريخ اليعقوبي ١ / ٢٦٨ و ٢ / ٧٢ ، وتخليص الشواهد ٤١ ـ ٤٤ و ١٥٣ و ٤٢٠ و ٤٥٣ و ٤٧٨ و ٤٨٠ ، وشرح ديوان لبيد ـ طبعة دار القاموس الحديث ببيروت ، شرح القصائد العشر ـ طبعة الطباعة ، شرح القصائد التسع المشهورات لأبي جعفر النحاس ١ / ١٢٣ تحقيق أحمد خطاب ، بغداد ١٣٩٣ ه‍. / ١٩٧٣ ، ودلائل الإعجاز للجرجاني ٤٥ و ٢٧٤ و ٢٨٨ ، وأسرار البلاغة للجرجاني ٥٢ ، وشذور الذهب ٣٦٥ ، وهمع الهوامع ١ / ١٥٤ ، والدرر اللوامع ١ / ٣٧ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٠ ، والتصريح ١ / ٢٥٤ ، ٢٥٥ و ٢٥٩ ، والكتاب لسيبويه =

١٠٩

الشاعر المشهور ، الّذي له :

ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل

وكلّ نعيم لا محالة زائل (١)

 وفد على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأسلم وحسن إسلامه.

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أصدق كلمة قالها شاعر ، كلمة لبيد :

ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل(٢)

يقال : إنّ لبيدا عاش مائة وخمسين سنة ، وقيل : إنه لم يقل شعرا بعد إسلامه ، وقال : أبدلني الله به القرآن (٣).

__________________

= ١ / ٢٤٥ و ٤٥٦ ، والمقتضب ٣ / ٢٨٢ ، والمحتسب ١ / ٢٣٠ ، والخصائص ٢ / ٣٥٣ ، وشرح الشريشي ١ / ٢١ ، ومعجم الشعراء في لسان العرب ٣٥٦ ـ ٣٥٩ رقم ٩٠٥ ، والإصابة ٣ / ٣٢٦ ، ٣٢٧ رقم ٧٥٤١ ، والكامل في التاريخ ١ / ٦٣٦ و ٦٤٠ و ٦٤٢ و ٢ / ٧٧ و ٢٩٩ و ٣ / ٤١٩ و ٦ / ١٨٣ ، ومرآة الجنان ١ / ١١٩ ، والوفيات لابن قنفذ ٥٨ ، ٥٩ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٦٥ و ٢٦٦ و ٢٦٧ ، وأسد الغابة ٤ / ٢٦٠ ـ ٢٦٢ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٧٠ ، ٧١ رقم ٩٤ ، والمعمّرين للسجستاني ٦٢ ، وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٣ ، والكامل للمبرّد ٢ / ٦٠ ، ٦١ و ٣٢٤ ـ ٣٢٦ ، والبدء والتاريخ ٥ / ١٠٨ ، ١٠٩.

(١) البيت في : سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ٢ / ٢٢ ، وديوان لبيد ٢٥٤ ، وطبقات الشعراء لابن سلام ١١٣ ، وحلية الأولياء ٧ / ٢٦٩ و ٨ / ٣٠٩ ، وتاريخ بغداد ٣ / ٩٨ و ٤ / ٢٥٤ و ٨ / ١٨ ، والشعر والشعراء ١ / ١٩٩ ، والمعمّرين ٦٢ ، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) ٢٩٤ ، وشرح شواهد المغني ٥٦ ، والأغاني ١٥ / ٣٧٥ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٨١ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٢٤٩ ، والسير والمغازي ١٧٩ ، وأسد الغابة ٤ / ٢٦١ ، والاستيعاب ٣ / ٣٢٥ ، وتهذيب الأسماء ق ١ ج ٢ / ٧٠ ، وتخليص الشواهد ٤١ ، وشرح ألفيّة ابن مالك لابن الناظم ٤ ـ طبعة بيروت ١٣١٢ ه‍. ، وسير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٨٨ ، وخزانة الأدب للبغدادي ١ / ٣٣٧ ، وغيره.

(٢) روى أبو داود قال : جاء أعرابيّ إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجعل يتكلّم بكلام ، فقال : «إنّ من البيان سحرا ، وإنّ من الشعر حكما». (٥٠١١) في الأدب ، باب : ما جاء في الشعر ، وهو حديث صحيح. وأخرجه الترمذي (٢٨٤٨) في الأدب ، باب : ما جاء إن من الشعر حكمة. وفي رواية الترمذي : «أشعر كلمة تكلّمت بها العرب ، كلمة لبيد ..». (٢٨٥٣) في الأدب ، باب : ما جاء في إنشاد الشعر. وأخرجه البخاري في الأدب ١٠ / ٤٤٨ ، باب : ما يجوز من الشعر والرجز والحداء. وفي فضائل أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، باب : أيام الجاهلية. وفي الرقاق. باب : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله. ومسلم في الشعر (٢٢٥٦).

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات ٦ / ٣٣.

١١٠

ويقال : قال بيتا واحدا وهو :

ما عاتب المرء الكريم كنفسه

والمرء يصلحه القرين الصالح (١)

وكان أحد أشراف قومه ، نزل الكوفة ، وكان لا تهبّ الصّبا إلا نحر وأطعم (٢).

وكان قد اعتزل الفتن.

وقيل : إنه لم يبق إلى هذا الوقت ، بل توفي في إمرة عثمان.

وقيل مات يوم دخل معاوية الكوفة (٣).

وقال ابن أبي الزناد : عن هشام عن أبيه ، عن عائشة قالت : رويت للبيد اثني عشر ألف بيت من الشعر (٤).

وللبيد :

ولقد سئمت من الحياة وطولها

وسؤال هذا الناس كيف لبيد (٥)

 __________________

= وقال له عمر بن الخطاب ، رضي‌الله‌عنه ، يوما : يا أبا عقيل ، أنشدني شيئا من شعرك. فقال : ما كنت لأقول شعرا بعد أن علّمني الله البقرة وآل عمران ..». (الاستيعاب ٣ / ٣٢٧) وانظر الأغاني ١٥ / ٣٦٩ ، وتخليص الشواهد ٤٢.

(١) البيت في الاستيعاب ٣ / ٣٢٥ ، والإصابة ٣ / ٣٢٦ ، وأسد الغابة ٤ / ٢٦١ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٧١ ، وتخليص الشواهد ٤٢.

(٢) الاستيعاب ٣ / ٣٢٥ ، وأسد الغابة ٤ / ٢٦١ ، والأغاني ١٥ / ٣٧٠ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٢٦٦ ، ٢٦٧ ، وربيع الأبرار ٢ / ٦٦٦ ، والمستطرف ٢ / ٥٥ ، ٥٦ ، والعقد الثمين ٧ / ٤٠٦ ، ولباب الآداب ٩٣ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٦٢.

(٣) وقد قيل إنه مات بالكوفة أيام الوليد بن عقبة في خلافة عثمان رضي‌الله‌عنه ، وهو أصحّ. (الاستيعاب ٣ / ٣٢٧ ، ٣٢٨) وقال ابن سعد في الطبقات ٦ / ٣٣ : «... جاهد إلى الكوفة فنزلها ومعه بنون له ، ومات به ليلة نزل معاوية النخيلة لمصالحة الحسن بن علي ، رحمهما‌الله ، ودفن في صحراء بني جعفر بن كلاب. ورجع بنوه إلى البادية أعرابا».

(٤) الاستيعاب ٣ / ٣٢٨.

(٥) الأغاني ١٥ / ٣٦٢ ، أسد الغابة ٤ / ٢٦٢.

١١١

[حرف الميم]

محمد (١) بن مسلمة (٢) ـ ع ـ بن سلمة (٣) بن خالد بن عديّ بن مجدعة.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن مسلمة) في :

المحبر ٧٥ و ١١٧ و ١٣٠ و ٢٨٢ و ٤١١ و ٤١٤ و ٤١٥ ، ومسند أحمد ٣ / ٥٩٣ و ٤ / ٢٢٥ ، وطبقات خليفة ٨٠ و ١٤٠ ، وتاريخه ٢٠٦ ، والتاريخ الكبير ١ / ٢٣٩ رقم ٧٥٨ ، والمغازي

(٢) في الأصل «سلمة» والتصحيح من الاستيعاب ٣ / ٣٣٤.

(٣) «سلمة» ساقطة من الأصل ، والاستدراك من الاستيعاب.

للواقدي (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ١٢٣٤ ، والأخبار الموفقيات ٣٧٥ ، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ٢ / ٣٢٩ و ٣ / ١٦ وو ٥٧ و ١٨٨ و ٣٠١ و ٣٠٦ و ٤ / ١٥٩ و ٢٥٦ و ٢٥٨ ، والجرح والتعديل ٨ / ٧١ رقم ٣١٦ ، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الإعلام) ١٠ / ٤٠٦ ، ومشاهير علماء الأمصار ٢٢ رقم ٩٣ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٤١ ، والمعارف ٢٦٩ ، والعقد الفريد ١ / ٤٧ ، ٤٨ ، والاستيعاب ٣ / ٣٣٤ ـ ٣٣٦ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٠٧ ، والمستدرك ٣ / ٤٣٣ ـ ٤٣٧ ، ومروج الذهب ١٥٨٣ و ١٦٢١ و ١٧٩٧ ، وفتوح البلدان ٢١٩ و ٢٤٤ و ٢٧٨ ، والزيارات ٩٤ و ٢١٤ ، والاستبصار ٢٤١ ، والبدء والتاريخ ٥ / ١٢٠ ، والخراج وصناعة الكتابة ٣٣٩ و ٣٥٥ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٣٠ ، ٣٣١ ، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ١٣ / ٣٢٩ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٧٤ و ٧٨ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٣٥٩ ـ ٣٦٢ رقم ٤٩٧ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٣٠٤ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٢٧٢ و ١٢٧٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٣٦٩ ـ ٣٧٣ رقم ٧٧ ، والعبر ١ / ٥٢ ، والكاشف ٣ / ٨٦ رقم ٥٢٤١ ، وتاريخ الإسلام (المغازي) بتحقيقنا ١٢٤ و ١٤٨ و ١٦٠ ـ ١٦٣ و ٣٥٠ و ٣٥٣ و ٤١٥ ـ ٤١٧ و ٤٢١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٦ رقم ١١٤ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٤٣٣ ـ ٤٣٧ ، والمعجم الكبير ١٩ / ٢٢٢ ، ٢٢٣ رقم ٤٩٤ ـ ٤٩٨ ، والوافي بالوفيات ٥ / ٢٩ ، ٣٠ رقم ١٩٩٦ ، والوفيات لابن قنفذ ٦٠ رقم ٤٣ ، والتنبيه والإشراف ٢٠٩ و ٢١٨ و ٢١٩ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٤٥٤ ، ٤٥٥ رقم ٧٣٧ ، والتقريب ٢ / ٢٠٨ رقم ٧٠٧ ، والإصابة ٣ / ٣٨٣ ، ٣٨٤ رقم ٧٠٠٦ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٣١٩ ،

١١٢

ويقال محمد بن مسلمة بن سلمة بن حريش الأشهلي الأنصاري ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو سعيد.

شهد بدرا والمشاهد بعدها ، وروي أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم استخلفه على المدينة مرة.

وكان رجلا طويلا ، معتدلا ، أسمر ، أصلع ، عاش سبعا وسبعين سنة ، وهو حارثي من حلفاء بني عبد الأشهل.

روى عنه : ابنه محمود ، وسهل بن أبي حثمة ، وقبيصة بن ذؤيب ، وعروة بن الزبير ، وأبو بردة بن أبي موسى ، وآخرون.

وكان على مقدّمة عمر في قدومه إلى الجابية.

وقال ابن سعد (١) : آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينه وبين أبي عبيدة ، واستخلفه في غزوة تبوك على المدينة.

قلت : وكان ممّن اعتزل الفتنة.

قال علي بن زيد ، عن أبي بردة : مررنا بالرّبذة (٢) فإذا فسطاط محمد بن مسلمة ، فقلت : لو خرجت إلى الناس فأمرت ونهيت ، فقال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ستكون فرقة وفتنة واختلاف ، فاكسر سيفك واقطع وترك واجلس في بيتك» ، ففعلت ما أمرني به (٣).

وقال أبو بردة ، عن رجل قال : قال حذيفة ، إني لأعرف رجلا لا تضرّه الفتنة ، فإذا فسطاط مضروب لما أتينا المدينة ، وإذا محمد بن مسلمة ، فسألناه

__________________

= وخلاصة تذهيب الكمال ٣٥٩ ، وشذرات الذهب ١ / ٤٥ و ٥٣ ، والأخبار الطوال ١٢٤ و ١٤١ و ١٤٢.

(١) في الطبقات الكبرى ٣ / ٤٤٣.

(٢) الرّبذة : بفتح أوله وثانيه. من قرى المدينة على ثلاثة أيام ، قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة ، وبهذا الموضع قبر أبي ذرّ الغفاريّ ، رضي‌الله‌عنه (معجم البلدان ٣ / ٢٤).

(٣) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٤٩٣ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٤٣٣ ، ٤٣٤ وقد صحّحه ، وتابعه الذهبي في تلخيصه.

١١٣

فقال : لا يشتمل على شيء من أمصاركم حتى ينجلي الأمر (١).

وقال عباية بن رفاعة : كان محمد بن مسلمة أسود طويلا عظيما.

وقال ابن عيينة : عن موسى بن أبي عيسى قال : أتى عمر بن الخطاب مشربة بني حارثة ، فإذا محمد بن مسلمة ، فقال له عمر : كيف تراني؟ قال : أراك كما أحبّ ، وكما يجب لك الخير ، أراك قويّا على جمع المال ، عفيفا عنه ، عدلا في قسمته ، ولو ملت عدّلناك كما يعدّل السهم في الثقاف. فقال : الحمد لله الّذي جعلني في قوم إذا ملت عدّلوني (٢).

وعن جابر قال : بعثنا عثمان في خمسين راكبا ، أميرنا محمد بن مسلمة نكلّم الذين جاءوا من مصر في فتنة ، فاستقبلنا رجل منهم ، وفي يده مصحف ، متقلّدا سيفا تذرف عيناه ، فقال : ها إنّ هذا يأمرنا أن نضرب بهذا على ما في هذا ، فقال محمد بن مسلمة : اسكت ، فنحن ضربنا بهذا على ما في هذا قبلك ، وقبل أن تولد (٣).

وعن زيد بن أسلم ، أنّ محمد بن مسلمة قال : أعطاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيفا فقال : «جاهد في سبيل الله ، حتى إذا رأيت من المسلمين فئتين يقتتلان ، فاضرب به الحجر حتى تكسره ، ثم كفّ لسانك ويدك حتى تأتيك منيّة قاضية ، أو يد خاطئة» ، فلما قتل عثمان خرج إلى صخرة ، فضربها بسيفه حتى كسره (٤).

__________________

(١) لفظه في المستدرك ٣ / ٤٣٣ ، ٤٣٤ من طرق أشعث ، عن أبي الشعثاء ، قال : سمعت أبا بردة يحدّث عن ثعلبة بن ضبيعة قال : سمعت حذيفة يقول : إني لأعرف رجلا لا تضرّه الفتنة ، محمد بن مسلمة ، فأتينا المدينة ، فإذا فسطاط مضروب ، وإذا فيه محمد بن مسلمة الأنصاري ، فسألته ، فقال : لا أستقرّ بمصر من أمصارهم حتى تنجلي هذه الفتنة عن جماعة المسلمين. ورواه الذهبي موافقا الحاكم ، وقال : رواه سفيان ، عن أشعث فأسقط منه ثعلبة. صحيح.

(٢) انظر : سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٧٢.

(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٤٣٦.

(٤) مسند أحمد ٤ / ٢٢٥ ، الإصابة ٣ / ٣٨٣ ، وانظر الاستيعاب ٣ / ٣٣٥.

١١٤

وقال إسحاق بن أبي فروة : كان محمد يقال له حارس نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلما كسر سيفه اتّخذ سيفا من خشب ، وصيّره في الجفن في داره وقال : علّقته أهيب به ذاعرا.

وقال محمد بن مصفّى : حدّثنا يحيى بن سعيد ، عن موسى بن وردان ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : قدم معاوية ومعه أهل الشام ، يعني إن شاء الله إلى المدينة ، فبلغ رجلا شقيا من أهل الأردن جلوس محمد بن مسلمة عن علي أو معاوية ، فاقتحم عليه المنزل فقتله (١).

وقال يحيى بن بكير ، وإبراهيم بن المنذر ، وابن نمير ، وخليفة (٢) : توفي سنة ثلاث وأربعين في صفر ، رضي‌الله‌عنه ، ومن قال سنة ستّ فقد غلط.

مدلاج بن عمرو (٣) ، حليف بني عبد شمس. شهد بدرا ، وتوفي سنة خمسين. (٤)

وبعضهم يقول : مدلج بن عمرو ، حليف لبني غنم بن دودان ، والله أعلم.

المستورد بن شداد (٥) ، القرشي الفهري.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٧٣.

(٢) تاريخ خليفة ٢٠٦.

(٣) انظر عن (مدلاج بن عمرو) في :

المغازي للواقدي ١٥٤ ، وسيرة ابن هشام ٢ / ٣٢٣ ، والجرح والتعديل ٨ / ٤٢٨ رقم ١٩٥١ ، وأنساب الأشراف ١ / ٣٠٨ ، وفتوح البلدان ٢١٢ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٤٧١ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٤٢ ، والطبقات الكبرى ٣ / ٩٨ ، والاستيعاب ٣ / ٤٨٦ ، والإصابة ٣ / ٣٩٤ د ٣٩٥ رقم ٧٨٥٧.

(٤) الطبقات الكبرى ٣ / ٩٨.

(٥) انظر عن (المستورد بن شدّاد) في :

مسند أحمد ٤ / ٢٢٨ ، والجرح والتعديل ٨ / ٣٦٤ ، ٣٦٥ رقم ١٦٦١ ، والتاريخ الكبير ٨ / ١٦ رقم ١٩٨٦ ، وطبقات خليفة ٢٩ و ١٢٧ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٢١٨ و ٣٥٦ و ٧٠٧ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠١ رقم ٢٤٧ ، ومشاهير علماء الأمصار ٥٦ رقم ٣٨٦ (ذكره دون ترجمة) ، وتاريخ الطبري ١ / ١٥ ، والاستيعاب ٣ / ٤٨٢ ، والمستدرك ٣ / ٥٩٢ ، والمعجم الكبير ٢٠ / ٣٠٠ ـ ٣١٠ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٨٨ رقم ١٢٧ ، وأسد الغابة =

١١٥

يقال : توفي سنة خمسين. سيأتي ، وهو صحابي مشهور.

روى عنه : قيس بن أبي حازم ، وغيره.

معقل بن قيس (١) ، الرياحي.

توفي سنة اثنتين وأربعين.

لا أعرفه ، وليست له صحبة.

معقل بن أبي الهيثم (٢) ، ـ د ن ت ـ ويقال معقل بن أبي معقل ، ويقال معقل بن أم معقل ، الأسدي ، حليف لهم.

له صحبة ، حديثه في فضل العمرة في رمضان (٣) ، وفي النهي عن

__________________

= ٤ / ٣٥٣ ، ٣٥٤ ، والكامل في التاريخ ١ / ١٤ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٣٧٥ ـ ٣٧٨ رقم ٥١١ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٣٢٠ ، والكاشف ٣ / ١١٩ رقم ٥٤٨٣ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٩٢ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٠٦ ، ١٠٧ رقم ٢٠٠ ، والتقريب ٢ / ٢٤٢ رقم ١٠٥٠ ، والنكت الظراف ٨ / ٣٧٥ ـ ٣٧٧ ، والإصابة ٣ / ٤٠٧ رقم ٧٩٢٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٧٤.

(١) انظر عن (معقل بن قيس) في :

المحبّر ٣٧٣ ، وجمهرة أنساب العرب ١٩٩ و ٢٢٨ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٣٤٤ ، ونهج البلاغة ٣٧٢ ، ونسب قريش ٤٤٠ ، وتاريخ الطبري ٥٤ و ٥٦ و ٥٧٤ و ٥ / ٥٥ و ٧٩ و ٨٥ ـ ١٢١ ـ ١٢٤ و ١٢٦ ـ ١٢٩ و ١٨٥ و ١٨٨ ـ ١٩٠ و ١٩٣ ـ ١٩٨ و ٢٠٠ و ٢٠٢ ـ ٢٠٨ ، والمعرفة والتاريخ ٣ / ٣١٣ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٧٢٣ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١٩٥ و ٢١٣ ، وتاريخ خليفة ١٩٨ و ٢٠٠ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٢٨١ و ٢٨٧ و ٣٤٠ و ٣٤٥ و ٣٦٧ ـ ٣٧٠ و ٣٧٢ و ٣٧٨ و ٣٨٠ و ٤١١ و ٤١٣ و ٤٢٦ و ٤٢٩ ـ ٤٣٦ و ٤ / ٤٩٢ ، والأخبار الطوال ١٦٧ و ٢١٣.

(٢) انظر عن (معقل بن أبي الهيثم) في :

طبقات خليفة ٣٥ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣٩١ ، ٣٩٢ رقم ١٧٠٦ ، والجرح والتعديل ٨ / ٢٨٥ رقم ١٣٠٧ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٢١ رقم ٤٧٨ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٣١٢ ، ٣١٣ ، والمعجم الكبير ٢٠ / ٢٢٤ ، ٢٢٥ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٩٨ ، ٣٩٩ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٣٥٣ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٤٥٩ رقم ٥٣٣ ، والكاشف ٣ / ١٤٤ رقم ٥٦٥٦ ، وتجريد أسماء الصحابة ٢ / ٨٨ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٣٥ رقم ٤٢٩ ، والتقريب ٢ / ٢٦٥ رقم ١٢٧٤ ، والنكت الظراف ٨ / ٤٥٩ ، والإصابة ٣ / ٤٤٦ ، ٤٤٧ رقم ٨١٣٨.

(٣) أخرجه النسائي في الحج ، عن عمرو بن علي ، عن يحيى ، عن هشام الدستوائي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن معقل بن أبي معقل ، أنه قال : «أرادت أمي أن =

١١٦

التغوّط إلى القبلة (١).

عداده في أهل المدينة.

روى عنه : مولاه أبو زيد ، وأم معقل ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وتوفي في أيام معاوية.

المغيرة بن شعبة (٢) ، ـ ع ـ ابن أبي عامر بن مسعود بن معتّب الثقفي ، أبو عيسى ، ويقال أبو عبد الله ، ويقال أبو محمد.

__________________

= تحجّ ، وكان بعيرها أعجف ، فسألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : «اعتمري في رمضان ، فإنّ عمرة فيه تعدل حجّة». وهو في السنن الكبرى للبيهقي ٣ / ٧٨٧.

(١) لفظه : «نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن نستقبل القبلتين ببول أو غائط». وأخرجه أبو داود في الطهارة ، عن موسى بن إسماعيل ، عن وهيب ، عن عمرو بن يحيى ، عن أبي زيد مولى بني ثعلبة ، عن معقل بن أبي معقل ، به. وأخرجه ابن ماجة في الطهارة ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن خالد بن مخلد ، عن سليمان بن بلال ، عن عمرو بن يحيى ، عن أبي زيد.

(٢) انظر عن (المغيرة في شعبة) في :

مسند أحمد ٤ / ٢٤٤ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٧٩ ، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ١٢٤٠ ، والسير والمغازي لابن إسحاق ٢١٠ ، والمحبّر لابن حبيب ٢٠ و ٦٨ و ١٠٦ و ١٨٤ و ٢٦١ و ٢٦٣ و ٢٩٥ و ٣٠٢ و ٣١٥ و ٣٧٨ و ٤٤٧ ، وترتيب الثقات للعجلي ٤٣٧ رقم ١٦٢٠ ، والطبقات الكبرى لابن سعد ٢ / ٢٨٤ ـ ٢٩١ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٣٧٢ ، والتاريخ الصغير ٥٧ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣١٦ ، ٣١٧ رقم ١٣٤٧ ، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) ٥٨٦ ، وطبقات خليفة ٥٣ و ١٣١ و ١٨٣ ، وسيرة ابن هشام ٣ / ٢٦٠ و ٤ / ١٨٢ ـ ١٨٥ ، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) ج ٣ / ٦٦٤ ، وأنساب الأشراف ١ / ١٦٨ و ٤٤١ و ٤٩٠ ـ ٤٩٣ ، و ٥٢٨ و ٥٦٣ و ٥٧٥ و ٥٧٧ و ٥٧٨ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ١٨٣ و ٢٤٨ و ٦٣٣ و ٦٤٤ و ٦٦٢ ، و ٦٦٣ ، و ٦٦٥ و ٦٧٨ ، والزاهر للأنباري ٢ / ١٦٩ ، والمعارف ١٢٧ و ١٦٦ و ١٨٣ و ٢١١ و ٢٩٤ و ٢٩٥ و ٢٩٧ و ٣٤٦ و ٣٤٩ و ٤٤٠ و ٤٤٢ و ٥٥١ و ٥٥٨ و ٥٨٦ و ٦٢٤ ، والأخبار الطوال ١١٨ و ١٣٤ و ١٤٢ و ١٩٨ و ٢١٨ ـ ٢٢٠ و ٢٢٣ ، وعيون الأخبار ١ / ٢٠٤ و ٢٨٠ و ٢ / ٢٠٠ و ٢٩٨ و ٤ / ٣٧ و ٥٥ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٢ رقم ٣١ ، والجرح والتعديل ٨ / ٢٢٤ رقم ١٠٠٥ ، ومشاهير علماء الأمصار ٤٣ رقم ٢٦٩ ، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ٤٢٢ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٦٧ ، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) ٧ / ١٥٥ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٦٥٦ ، ١٦٥٧ و ١٨٢٠ ـ ١٨٢٣ ، والبدء والتاريخ ٥ / ١٠٤ ، والبرصان والعرجان ٧٠ و ٣٦٢ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢١٨ ـ ٢٢٠ ، والأمالي للقالي ١ / ٢٧٨ و ٢ / ١٢١ ، والمستدرك ٣ / ٤٤٧ ـ ٤٥٢ ، والاستيعاب ٣ / ٣٨٨ ـ ٣٩١ ، والأغاني ١٦ / ٧٩ و ١٠١ ، وتاريخ بغداد ١ / ١٩١ ـ ١٩٣ رقم ٣٠ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٩٩ ، والكامل في التاريخ =

١١٧

صحابي مشهور ، وكان رجلا طوالا ، ذهبت عينه يوم اليرموك ، وقيل يوم القادسية (١).

وروى المغيرة بن الرّيّان ، عن الزّهري قال : قالت عائشة : كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقام المغيرة بن شعبة ينظر إليها ، فذهبت عينه (٢).

وقال ابن سعد (٣) : كان المغيرة أصهب الشعر جدا ، يفرق رأسه فروقا أربعة ، أقلص الشفتين ، مهتوما ، ضخم الهامة ، عبل الذراعين ، بعيد ما بين المنكبين. قال (٤) : وكان داهية ، يقال له : مغيرة الرأي.

وعن الشعبي : أن المغيرة سار من دمشق إلى الكوفة خمسا.

وقال الواقدي : حدّثني محمد بن سعيد الثقفي وجماعة قالوا : قال

__________________

= ٣ / ٤٦١ ، وأسد الغابة ٤ / ٤٠٦ ، ٤٠٧ ، والزيارات ٧٩ ، والأخبار الموفقيات ٤٧٤ و ٦٢٠ ، والمنتخب من ذيل المذيل ٥١٣ ، ٥١٤ ، وربيع الأبرار ٤ / ١٦٨ و ٢٤٩ و ٢٩١ ، والخراج وصناعة الكتابة ٥٥ و ٣٢٩ و ٣٦٦ و ٣٧١ و ٣٧٣ و ٣٧٥ و ٣٧٦ و ٣٧٨ و ٣٧٩ و ٣٨٣ و ٣٨٤ ، والمعجم الكبير ٢٠ / ٣٦٨ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٦٩ و ٣٩٨ و ٣٩٩ و ٤٥٨ و ٤٥٩ و ٢ / ٥٨١ و ٥٨٢ و ٦١٩ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٠٩ ، ١١٠ رقم ١٦٠ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٤٦٩ ـ ٤٩٩ رقم ٥٣٨ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٣٦١ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٧٧ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٣٠٨ ، والكاشف ٣ / ١٤٨ رقم ٥٦٩١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٦ رقم ١٢٤ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٤٤٧ ـ ٤٥٢ ، والعبر ١ / ٥٦ ، والمغازي (من تاريخ الإسلام ـ بتحقيقنا) ٣٦٩ و ٣٧٦ و ٣٩٨ و ٦٦٩ و ٦٧٢ و ٦٩٨ ، وعهد الخلفاء الراشدين (منه) (انظر فهرس الأعلام) ٧٥٤ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ١٢٢ مرآة الجنان ١ / ١٢٤ ، والعقد الثمين ٧ / ٢٥٥ ، والوفيات لابن قنفذ ٦٣ رقم ٥٠ ، ورغبة الآمل ٤ / ٢٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٢١ ـ ٣٢ رقم ٧ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٦٢ ، ٢٦٣ رقم ٤٧١ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٦٩ رقم ١٣١٧ ، والإصابة ٣ / ٤٥٢ ، ٤٥٣ رقم ٨١٧٩ ، والنكت الظراف ٨ / ٤٧٠ ـ ٤٩٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢٩ ، وشذرات الذهب ١ / ٥٦.

(١) البرصان والعرجان للجاحظ ٣٦٢.

(٢) البداية والنهاية ٨ / ٤٨.

(٣) قول ابن سعد غير موجود في المطبوع من الطبقات الكبرى. وهو في : المنتخب من ذيل المذيّل للطبري ٥١٤.

(٤) الطبقات الكبرى ٤ / ٢٨٤.

١١٨

المغيرة : كنّا قوما متمسّكين بديننا ، ونحن سدنة اللات ، فأراني لو رأيت قومنا قد أسلموا ما تبعتهم ، فأجمع نفر من بني مالك الوفود على المقوقس ، وإهداء هدايا له ، فأجمعت الخروج معهم ، فاستشرت عمّي عروة بن مسعود ، فنهاني وقال : ليس معك من بني أبيك أحد ، فأبيت وخرجت معهم ، وما معهم من الأحلاف غيري ، حتى دخلنا الإسكندرية ، فإذا المقوقس في مجلس مطلّ على البحر ، فركبت زورقا حتى حاذيت مجلسه ، فنظر إليّ فأنكرني ، وأمر من يسألني ، فأخبرته بأمرنا وقدومنا ، فأمر أن ننزل في الكنيسة ، وأجرى علينا ضيافة ، ثم أدخلنا عليه ، فنظر إلى رأس بني مالك ، فأدناه وأجلسه معه ، ثم سأله عن القوم : أكلّهم من بني مالك؟ قال : نعم ، إلا هذا ، قال : فكنت أهون القوم عليه ، وسرّ بهداياهم ، وأعطاهم الجوائز ، وأعطاني شيئا يسيرا ، وخرجنا ، فأقبلت بنو مالك يشترون هدايا لأهلهم وهم مسرورون ، ولم يعرض عليّ رجل منهم مواساة ، وخرجوا وحملوا معهم الخمر ، فكانوا يشربون وأشرب معهم وتأبى نفسي أن تدعني ينصرفون إلى الطائف بما أصابوا ، ويخبرون قومي بكرامتهم على الملك ، وتقصيره بي وازدرائه إيّاي ، فأجمعت على قتلهم ، فتمارضت وعصبت رأسي ، فوضعوا شرابهم ، فقلت : رأسي يصدع ، ولكني أجلس وأسقيكم ، فجعلت أصرف لهم (١) ، يعني لا أمزج ، وأنزع الكأس ، فيشربون ولا يدرون ، حتى ناموا سكرا ما يعقلون ، فوثبت وقتلتهم جميعا ، وأخذت ما معهم ، فقدمت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأجده جالسا في المسجد ، وعليّ ثياب سفري ، فسلّمت بسلام الإسلام (٢) ، فعرفني أبو بكر ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الحمد لله الّذي هداك للإسلام» ، فقال أبو بكر : أمن مصر أقبلتم؟ قلت : نعم ، قال : فما فعل المالكيّون؟ قلت : قتلتهم وجئت بأسلابهم إلى رسول الله ليخمّسها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أما إسلامك فنقبله ، وأما أموالهم فلا آخذ منها شيئا ، هذا

__________________

(١) أي أسقيهم الخمر صرفا من غير مزج بالماء.

(٢) «بسلام الإسلام» غير موجودة في الأصل ، فاستدركتها من الطبقات الكبرى لابن سعد ٤ / ٢٨٦.

١١٩

غدر ، ولا خير في الغدر» ، قال : فأخذني ما قرب وما بعد ، وقلت : يا رسول الله إنما قتلتهم وأنا على دين قومي ، ثم أسلمت حيث دخلت عليك الساعة ، قال : «فإنّ الإسلام يجبّ ما قبله».

قال : وكان قد قتل ثلاثة عشر نفسا (١) ، فبلغ ذلك أهل الطائف ، فتداعوا للقتال ، ثم اصطلحوا ، على أن تحمّل عروة بن مسعود ثلاث عشرة دية.

قال المغيرة : وأقمت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى كانت الحديبيّة سنة ستّ ، فخرجت معه ، وكنت أكون مع أبي بكر ، وألزم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيمن يلزمه ، فبعثت قريش عروة بن مسعود في الصلح ، فأتاه فكلّمه ، وجعل يمسّ لحيته ، وأنا قائم على رأسه مقنّع في الحديد ، فقلت لعروة : كفّ يدك قبل أن لا تصل إليك ، فقال : من هذا يا محمد ، فما أفظّه وأغلظه؟! فقال : «هذا ابن أخيك المغيرة» ، فقال : يا عدوّ الله ما غسلت عنّي سوأتك إلا بالأمس (٢).

روى عنه : بنوه عروة ، وحمزة ، وعفّار ، والمسور بن مخرمة ، وأبو أمامة ، وقيس بن أبي حازم ، ومسروق ، وأبو وائل ، والشعبي ، وعروة بن الزبير ، وزياد بن علاقة ، وغيرهم.

وروى الشعبي ، عن المغيرة قال : أنا آخر الناس عهدا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لما دفن خرج عليّ من القبر ، فألقيت خاتمي وقلت : يا أبا حسن خاتمي ،

__________________

(١) هنا ينتهي النص الموجود في الطبقات لابن سعد ٤ / ٢٨٥ ، ٢٨٦ ، وانظر : المصنّف لعبد الرزاق ـ رقم (٩٦٧٨).

وحديث : «إنّ الإسلام يجبّ ما قبله» حديث صحيح ، أخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٩٩ و ٢٠٤ و ٢٠٥ ، ومسلم في صحيحه (٢١) من حديث عمرو بن العاص.

(٢) الحديث بطوله في : الأغاني ١٦ / ٨٠ ـ ٨٢ ، وتاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) ١٧ / ٣٥ أ ـ ٣٦ من طريق الواقدي ، وبمعناه في صحيح البخاري ، في الشروط ٥ / ٢٤٩ باب الشروط في الجهاد والمصالحة. وفي سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ٣ / ٢٦٠ أنّ عروة أراد بقوله : «وهل غسلت سوأتك إلّا بالأمس» أنّ المغيرة بن شعبة قبل إسلامه قتل ثلاثة عشر رجلا من بني مالك ، من ثقيف ، فتهايج الحيّان من ثقيف : بنو مالك رهط المقتولين ، والأحلاف رهط المغيرة ، فودي عروة المقتولين ثلاث عشرة دية ، وأصلح ذلك الأمر. وانظر (المغازي) من : تاريخ الإسلام ـ بتحقيقنا ـ ص ٣٧٦ و ٦٦٩.

١٢٠