تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

(حزن بن أبي وُهْب)(٥) بن عمرو (٦) بن عائذ بن عمران بن مخزوم المخزوميّ ، له هجرة ، وقيل أسلم يوم الفتح ، وهو جدّ سعيد بن المسيّب ، أراد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يغيّر اسمه وقال : (أنت سهل) ، فقال : لا أغيّر اسمي (١).

قتل يوم اليمامة ، وقتل يوم بزاخة.

(عبد الله بن سهيل)(٢) بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ القرشيّ العامريّ أبو سهيل. استشهد يومئذ وله ثمان وثلاثون سنة. وكان أقبل يوم بدر مع قريش فانحاز إلى المسلمين وشهد بدرا (٣).

وقال الواقديّ : لما حجّ أبو بكر لقي أباه بمكّة فعزّاه به ، فقال سهيل : بلغني أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يشفع الشهيد لسبعين من أهله»

(٤) ، فأرجو أن يبدأ بي.

وقد كان عبد الله هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى (٥).

__________________

(١) أخرجه أبو داود من طريق معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبيه ، عن جدّه ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «ما اسمك؟» قال : حزن ، قال : «أنت سهل» قال : لا ، السهل يوطأ ويمتهن.

قال سعيد : فظننت أنه سيصيبنا بعده حزونة. انظر ج ٤ / ٢٨٩ رقم (٤٩٥٦) في كتاب الأدب ، باب في تغيير الاسم القبيح. وانظر : الأخبار الموفّقيّات ٥٨١ ، ٥٨٢ ، والإصابة ١ / ٤٢٥.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٠٦ ، الجرح والتعديل ٥ / ٦٧ رقم ٣١٨ ، تاريخ خليفة ١١٣ ، تاريخ الطبري ٢ / ٦٣٦ ، الاستيعاب ٦ / ٢٣٦ ، أسد الغابة ٣ / ٢٧١ ، سير أعلام النبلاء ١ / ١٩٣ ، ١٩٤ رقم ٢٤ ، الإصابة ٧ / ٣٠٤ ، عيون التواريخ ١ / ٤٩٧.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٠٦.

(٤) أخرجه أبو داود في الجهاد (٢٥٢٢) باب الشهيد يشفع ، من طريق يحيى بن حسّان ، عن الوليد بن رباح الذماري ، عن نمران بن عتبة الذماري ، قال : دخلنا على أمّ الدرداء ونحن أيتام فقالت : أبشروا فإنّي سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يشفع الشهيد ...» وهذا سند حسن. رجاله ثقات غير نمران بن عتبة الذماري ، فإنّه لم يوثّقه غير ابن حبّان. وقد روى عنه اثنان ، ومثله حسن الحديث. وقد صحّح ابن حبّان حديثه هذا (١٦١٢) ، ورواه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٤٠٦.

(٥) هكذا في الأصل ، وسير أعلام النبلاء ١ / ١٩٣ ، وفي طبقات ابن سعد ٣ / ٤٠٦ هاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية.

٦١

(مالك بن عمرو)(١) حليف بني غنم. مهاجريّ بدريّ ، استشهد يومئذ.

(الطّفيل بن عمرو الدّوسيّ (٢) الأزديّ) (٣). كان يسمّى ذا القطنتين (٤) ، وقدم المدينة في خلافة أبي بكر ، وغزا اليمامة فاستشهد هو وابنه. وكان شريفا شاعرا لبيبا.

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٩٧ ، الاستيعاب ٣ / ٣٧٠ ، أسد الغابة ٤ / ٢٨٦ ، الإصابة ٣ / ٣٥١ رقم ٧٦٦٨.

(٢) في نسخة دار الكتب «السدوسي» وهو سهو.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٢ و ٤ / ٢٣٧ ـ ٢٤٠ ، طبقات خليفة ١٣ و ١١٤ ، تاريخ خليفة ١١١ ، الجرح والتعديل ٤ / ٤٨٩ رقم ٢١٤٩ ، الاستيعاب ٢ / ٢٣٠ ـ ٢٣٥ ، جمهرة أنساب العرب ٣٨٢ ، كتاب الزيارات ٣٤ ، أسد الغابة ٣ / ٥٤ ، تاريخ الطبري ٣ / ٤٠٢ ، أنساب الأشراف ١ / ٣٨٢ ، العبر ١ / ١٤ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٤٤ ـ ٣٤٧ رقم ٧٥ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٤٦٠ ، ٤٦١ رقم ٥٠٠ ، الإصابة ٢ / ٢٢٥ رقم ٤٢٥٤ ، المستدرك ٣ / ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٢٥٩.

(٤) في نسخة القدسي ٣ / ٤٥ «الطفيتين» ولا معنى لها. والّذي أثبتناه عن طبقات ابن سعد ٤ / ٢٣٨ حيث ذكر أن رجالا من قريش مشوا إلى الطفيل يخاصمونه بكلام ذكره .. إلى أن قال : «قال الطفيل : فو الله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا ولا أكلّمه ، فغدوت إلى المسجد وقد حشوت أذنيّ كرسفا ، يعني قطنا ، فرقا من أن يبلغني شيء من قوله حتى كان يقال لي ذو القطنتين ...».

وهو الّذي لقّب بذي النّور. قال ابن سعد إن الطفيل قال للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين أسلم : «يا نبيّ الله إنّي امرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم فداعيهم إلى الإسلام فادع الله أن يكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه. فقال : «اللهمّ اجعل له آية». قال : فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنيّة تطلعني على الحاضر وقع نور بين عينيّ مثل المصباح فقلت : اللهمّ في غير وجهي فإنّي أخشى أن يظنّوا أنّها مثلة وقعت في وجهي لفراق دينهم. فتحوّل النور فوقع في رأس سوطي ، فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلّق» (٤ / ٢٣٨).

وقال المؤلّف في «سير أعلام النبلاء ١ / ٣٤٤» : «سمّي الطفيل بن عمرو بن طريف ذا النّور ، لأنّه قال : يا رسول الله إنّ دوسا قد غلب عليهم الزنى فادع الله عليهم ، قال : اللهمّ اهد دوسا. ثم قال : يا رسول الله ابعث بي إليهم ، واجعل لي آية ، فقال : «اللهمّ نوّر له» وذكر الحديث. (انظر حاشية المصدر رقم (٢)).

ويقول خادم العلم الشريف «عمر بن عبد السلام تدمري الطرابلسيّ» محقّق هذا الكتاب ، إنّ «المبرد» أخطأ في كتابه «الكامل في الأدب ٢ / ٣٧٤) فجعل ذا النور «عبد الله بن الطفيل» ،

٦٢

طوّل «ابن عبد البرّ» (١) ترجمة الطّفيل ، وساق قصّة إسلامه بمكة ، وفي آخر الخبر قال : فلما بعث الصّدّيق بعثه إلى مسيلمة قال : خرجت ومعي ابني عمرو فرأيت كأنّ رأسي حلق وخرج من فمي طائر ، وكأنّ امرأة أدخلتني فرجها ، فأوّلتها حلق رأسي قطعه ، وأمّا الطّائر فروحي ، وأمّا المرأة فالأرض أدفن فيها. فاستشهد يوم اليمامة.

(يزيد بن رقيش (٢) بن رباب (٣) الأسدي) شهد بدرا. وقتل يوم اليمامة.

* * *

[أسماء جماعة آخرين من الشهداء]

وممّن استشهد يومئذ : الحكم بن سعيد بن العاص بن أميّة الأموي ، والسّائب بن عثمان بن مظعون ـ وهو شابّ ـ أصابه سهم ، ويزيد بن ثابت بن الضّحّاك بن زيد الأنصاريّ أخو زيد بن ثابت. ومخرمة بن شريح الحضرميّ حليف بني عبد شمس ، وجبير بن مالك ، وأمّه بحينة وهو أخو عبد الله بن

__________________

= وهذا هو حفيد الطفيل ، وستأتي ترجمته في المتوفّين سنة ١٣ ه‍. واسمه «عبد الله بن عمرو بن الطفيل الدّوسي» ، وشكّ الثعالبي في صاحب اللّقب ، فقال في «ثمار القلوب ـ ص ٢٨٩ رقم ٤٣٥» : «ذو النّور» : هو عبد الله بن الطفيل الأزدي أو الدّوسيّ. ويقال : بل طفيل بن عمرو بن طفيل ...» ، وأخطأ ابن الأثير أيضا في صاحب اللقب ، فقال في كتابه «المرصّع ـ ص ٣٣٤» : هو عبد الله بن الطفيل الدّوسي ، ونقل ابن عبد البرّ في الاستيعاب ١ / ٤٩٣» في ترجمة «ذو اليدين» كلام المبرّد في أنّ ذا النور هو عبد الله بن الطفيل ... ، وأفرده في تراجم العبادلة ٢ / ٣٥٠ فقال : «عبد الله بن عمرو بن الطفيل ذو النّور الأزدي ثم الدّوسي ...» ، وقد نبّه «الصفدي» في «الوافي بالوفيات ـ ج ١٦ / ٤٦١ و ١٧ / ٢٢٥ إلى ذلك في ترجمة «الطفيل» و «عبد الله» ، وذكر للطفيل شعرا أورده المرزباني. والله أعلم.

(١) الاستيعاب ٢ / ٢٣٥ من أخبار كثيرة بدأها بقوله : قال أبو عمر ـ رحمه‌الله ـ : للطفيل بن عمرو الدوسيّ في معنى ما ذكره ابن الكلبي خبر عجيب في المغازي ذكره الأموي في مغازيه عن ابن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، عن الطفيل ... وذكره ابن إسحاق ، عن عثمان بن الحويرث ، عن صالح بن كيسان ، عنه ..

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٩١ ، المحبّر ٤٠٨ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٠٠ و ٣٠٠ ، أسد الغابة ٥ / ١٠٨ ، الاستيعاب ٣ / ٦٤٨ ، الإصابة ٣ / ٦٥٥ رقم ٩٢٥٨.

(٣) هكذا في الأصل وفي مصادر ترجمته ، وفي طبقات ابن سعد ٣ / ٩١ «رئاب».

٦٣

مالك من الأزد ، وهم حلفاء بني المطّلب بن عبد مناف ، والسّائب بن العوّام ابن خويلد الأسدي أخو الزّبير ، ووهب بن حزن بن أبي وهب المخزوميّ عمّ سعيد بن المسيّب ، وأخوه حكيم ، وأخوهما عبد الرحمن بن حزن ، وأبوهم وقد ذكر ، وعامر بن البكير اللّيثي حليف بني عديّ ، وهو أحد من شهد بدرا ، ومالك بن ربيعة حليف بني عبد شمس ، وأبو أميّة صفوان بن أميّة بن عمرو ، وأخوه مالك المتقدّم ، ويزيد بن أوس حليف بني عبد الدّار ، وحييّ ـ وقيل معلّى (١) ـ بن جارية (٢) الثقفي ، وحبيب بن أسيد بن جارية الثقفي ، والوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزوميّ ، وعبد الله بن عمرو بن بجرة العدويّ ، وأبو قيس بن الحارث بن قيس السّهميّ ، وعبد الله بن الحارث بن قيس السّهميّ أخوه ، وهما من مهاجرة الحبشة.

* * *

و (عبد الله بن مخرمة (٣) بن عبد العزّي) بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر العامريّ من المهاجرين الأوّلين ، شهد بدرا والمشاهد ، كنيته أبو محمد ، وعاش إحدى وأربعين سنة. ومن ذرّيته نوفل (٤) بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة.

* * *

وعمرو بن أويس بن سعد بن أبي سرح العامريّ ، وسليط بن سليط بن عمرو العامريّ ، وربيعة بن أبي خرشة العامريّ ، وعبد الله بن الحارث بن رحضة من بني عامر.

* * *

__________________

(١) في تاريخ خليفة ١١٢ «يعلى».

(٢) وقيل «حارثة».

(٣) تاريخ خليفة ١١٣ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٢١ ، المحبّر ٧٤ و ٢٧٨ ، الاستيعاب ٢ / ٣١٥ ، ٣١٦ ، الإصابة ٢ / ٣٦٥ رقم ٤٩٣٩.

(٤) في نسخة (ح) ونسخة دار الكتب المصرية ، والمنتقى نسخة أحمد الثالث «أبو نوفل» ، والصواب ما في الأصل. وانظر : تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٩١.

٦٤

و (السّائب بن عثمان بن مظعون)(١) بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ، وأمّه خولة بنت حكيم السّلميّة بنت ضعيفة بنت العاص بن أميّة بن عبد شمس. هاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة (٢).

قيل آخى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بينه وبين حارثة بن سراقة الأنصاريّ ، واستشهد حارثة ببدر ، وكان السّائب من الرّماة المذكورين ، شهد بدرا على الصّحيح ، أصابه يوم اليمامة سهم فمات منه (٣).

واستشهد من الأنصار :

عبّاد بن بشر (٤)

ابن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأوسيّ البدريّ أبو الربيع من فضلاء الصحابة ، عاش خمسا وأربعين سنة ، وهو الّذي أضاءت عصاه ليلة حين انقلب إلى منزله ، وكان قد سمر عند النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥).

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٠١ ، ٤٠٢ ، نسب قريش ٣٩٣ ، طبقات خليفة ٢٥ ، الاستيعاب ٢ / ٩٩ ، : ١٠٠ ، أسد الغابة ٣ / ٣٩٤ ، ٣٩٥ ، أنساب الأشراف ١ / ٢١٢ ، ٢١٣ و ٣٢٣ ، المحبّر ٢٤ ، الوافي بالوفيات ١٥ / ١٠١ رقم ١٤٠ ، الإصابة ٢ / ١١ رقم ٣٠٦٨ ، العقد الثمين ٥ / ٢٨٩.

(٢) ابن سعد ٣ / ٤٠١.

(٣) ابن سعد ٣ / ٤٠٢.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٤٠ ، ٤٤١ ، طبقات خليفة ٧٨ ، تاريخ خليفة ١١٣ ، التاريخ الصغير ٣٦ ، الجرح والتعديل ٦ / ٧٧ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٥ رقم ١١٣ ، المحبّر ٧٢ و ٢٨٢ ٤١٧ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٧١ و ٥٣٠ ، عيون التواريخ ١ / ٤٩٧ ، الاستبصار ٢٢٠ ـ ٢٢٢ ، الاستيعاب ٥ / ٣١٠ ، أسد الغابة ٣ / ١٥٠ ، العبر ١ / ١٥ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٣٧ ـ ٣٤٠ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٦١٠ ـ ٦١٢ رقم ٦٦٠ ، الإصابة ٢ / ٢٦٣ رقم ٤٤٥٥ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٩٠.

(٥) أخرجه البخاري (٣٨٠٥) في مناقب الأنصار ، من طريق حبّان بن هلال ، عن همام ، عن قتادة ، عن أنس ، أن رجلين ... ثم قال : وقال حمّاد : أخبرنا ثابت عن أنس : كان أسيد بن حضير وعبّاد بن بشر عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... وقد وصله أحمد في «المسند» ٣ / ١٣٨ و ١٩٠ و ٢٧٢ ، وابن الأثير في «أسد الغابة» ٣ / ١٥١ ، كلاهما من طريق : بهز بن أسد ، عن حمّاد بن سلمة

٦٥

أسلم عباد على يد مصعب بن عمير ، وكان فيمن قتل كعب بن الأشرف (١).

واستعمله النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على صدقات مزينة وبني سليم ، وعلى حرسه بتبوك. وأبلى يوم اليمامة بلاء حسنا ، وكان من الشّجعان.

وعن عائشة قالت : ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا ، كلّهم من بني عبد الأشهل : سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير ، وعبّاد بن بشر (٢). رواه ابن إسحاق ، عن يحيى بن عبّاد ، عن أبيه ، عن عائشة.

روي عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عبّاد بن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة قالت : تهجّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتي ، فسمع صوت عبّاد بن بشر فقال : «يا عائشة هذا صوت عبّاد؟» قلت : نعم ، قال : «اللهمّ اغفر له» (٣). قلت : روى حديثا لعبّاد : حمّاد (٤) بن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن حصين بن عبد الرحمن بن عبد الله الخطميّ ، عن عبد الرحمن (٥) بن

__________________

= عن ثابت ، عن أنس أنّ أسيد بن حضير وعبّاد بن بشر كانا عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في ليلة مظلمة فخرجا من عنده ، فأضاءت عصا أحدهما ، فكانا يمشيان بضوئها ، فلما افترقا أضاءت عصا هذا وعصا هذا» ، وهو في المستدرك للحاكم ٣ / ٢٨٨ ، وانظر سير أعلام النبلاء ١ / ٢٩٩ و ٣٣٧.

(١) أخرجه البخاري في المغازي (٤٠٣٧) ، باب قتل كعب بن الأشرف ، وانظر : فتح الباري لابن حجر حيث شرح هذا الحديث. وقال ابن إسحاق وغيره عن الأشرف : كان عربيا من بني نبهان ، وهم بطن من طيِّئ ، وكان أبوه أصاب دما في الجاهلية ، فأتى المدينة وحالف بني النضير فشرف بهم ، وتزوج عقيلة بنت أبي الحقيق فولدت له كعبا. (سيرة ابن هشام ٢ / ٥١ ـ ٥٨).

(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٢٢٩ وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه ، وذكره ابن حجر في الإصابة ١ / ٧٦ عن ابن إسحاق وصرّح فيه بالتحديث.

(٣) أخرجه البخاري (٢٦٥٥) معلّقا بقوله : وزاد عبّاد .. وقال ابن حجر في فتح الباري ٥ / ٢٦٥ : وصله أبو يعلى من طريق محمد بن إسحاق عن يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عائشة.

(٤) في المنتقى نسخة أحمد الثالث : «روي حديث لعباد قاله حمّاد بن سلمة».

(٥) في النسخة (ح) «عبد الله» ، والصواب ما في الأصل ، وسير أعلام النبلاء ١ / ٣٣٨.

٦٦

ثابت الأنصاريّ عنه مرفوعا : (يا معشر الأنصار أنتم الشّعار والنّاس الدّثار (١).

وقال ابن المديني : لا أحفظ لعبّاد غيره.

معن بن عديّ(٢) بن الجدّ بن العجلان الأنصاريّ أحد حلفاء بني مالك بن عوف ، وهو أحد من شهد العقبة وبدرا ، وكان يكتب العربيّة قبل الإسلام ، وله عقب اليوم. قاله ابن سعد (٣).

وقال الزّهريّ ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عبّاس ، أنّ معن بن عديّ أحد اللّذين لقيا أبا بكر وعمر ، وهما يريدان سقيفة بني ساعدة فقالا : لا عليكم أن لا تقربوهم واقضوا أمركم.

وقال عروة : بلغنا أنّ النّاس بكوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالوا : ليتنا متنا قبله ، نخشى أن نفتتن بعده ، فقال معن : لكنّي والله ما أحبّ أنّي متّ قبله حتّى أصدّقه ميتا كما أصدّقه حيّا (٤). فقتل يوم مسيلمة (٥).

__________________

(١) رجاله ثقات. أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب ٣ / ٣١٦ وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠ / ٣١ ونسبه إلى الطبراني ، وتحرّف عنده «بشر» إلى «بشير» ، وأخرجه البخاري في المغازي (٤٣٣٠) باب غزوة الطائف ، ومسلم في الزكاة (١٠٦١) باب إعطاء المؤلّفة قلوبهم ، وأحمد في المسند ٤ / ٤٢ من طريق عمرو بن يحيى ، عن عبّاد بن تميم ، عن عبد الله بن زيد بن عاصم ، وعندهم جميعا «الأنصار شعار والناس دثار».

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٦٥ ، طبقات خليفة ٨٧ ، تاريخ خليفة ١١٤ ، التاريخ الصغير ١ / ٣٤ ، الجرح والتعديل ٨ / ٢٧٦ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٧ رقم ١٣١ ، الاستيعاب ١٠ / ١٧٧ ، أسد الغابة ٥ / ٢٣٨ ، العبر ١ / ٥٣ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٢٠ ، ٣٢١ ، الإصابة ٩ / ٢٦٤ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٤١ و ٣٠٠ ، جمهرة أنساب العرب ٤٤٣ ، المعارف ٣٢٦ ، المحبّر ٧٣.

(٣) في الطبقات ٣ / ٤٦٥.

(٤) أخرجه البخاري في الحدود (٦٨٣٠) باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت. مطوّلا. وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٤٦٥ وهو مرسل عن عروة لقوله : «بلغنا». وقال ابن حجر في الإصابة ٩ / ٢٦٤ : وهذا هو المحفوظ ، عن الزهري ، عن عروة مرسلا. وقد وصله سعيد بن هاشم المخزومي ، عن مالك ، عن الزهري ، فقال : عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه. أخرجه ابن أبي خيثمة عنه. وسعيد ضعيف. والمحفوظ هو مرسل عروة.

(٥) يعني باليمامة.

٦٧

عبد الله بن عبد الله بن أبيّ (١)

ابن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم ـ الّذي يقال له الحبلى لعظم بطنه ـ بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ المعروف بابن سلول ، وهي أمّ أبيّ بن مالك ، وكانت خزاعية ، وأبوه المنافق المشهور.

كان عبد الله بن فضلاء الصّحابة ، وكان اسمه الحباب ، وبه كان يكنى أبوه ، فلما أسلم سمّاه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد الله. شهد بدرا وما بعدها.

وذكر ابن مندة أنّ أنفه أصيب يوم أحد ، فأمره النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يتّخذ أنفا من ذهب (٢).

وروي عن عائشة ، عن عبد الله بن عبد الله قال : ندرت ثنيّتي فأمرني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أتّخذ ثنيّة من ذهب (٣). وهذا أثبت من قول ابن مندة. استشهد

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٤٠ ـ ٥٤٢ ، تاريخ خليفة ١١٤ ، التاريخ الصغير ١ / ٣٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ٨٩ ، ٩٠ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٤ رقم ١٠٣ ، المحبّر ٢٧٩ و ٤٠٣ ، أنساب الأشراف ١ / ٤٢٨ ، الاستيعاب ٦ / ٢٧٣ ، أسد الغابة ٣ / ٢٩٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٧٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ٣١٧ ، ٣١٨ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٢٣٣ رقم ٧٤ ، البداية والنهاية ٦ / ٣٣٨ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ١٩٦ ، ٢٩٧ رقم ٢٥٠ ، الإصابة ٢ / ٣٣٥ ، ٣٣٦ رقم ٤٧٨٤.

(٢) قال ابن الأثير في «أسد الغابة» ٣ / ٢٩٦ وابن حجر في «الإصابة» ٦ / ١٤٣ : هذا وهم من ابن مندة ، والصحيح أنّ الّذي أمره النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يتّخذ أنفا من ذهب هو عرفجة التيمي ، السعدي ، وكان من الفرسان في الجاهلية ، وشهد الكلاب ، فأصيب أنفه ، ثم أسلم فأذن له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يتّخذ أنفا من ذهب.

أخرج الحديث أبو داود في الخاتم (٤٢٣٢) باب في ربط الأسنان بالذهب ، والترمذي في اللباس (١٧٧٠) باب ما جاء في شدّ الأسنان بالذهب ، والنسائي في الزينة ٨ / ١٦٣ باب من أصيب أنفه هل يتّخذ أنفا من ذهب ، وأحمد في «المسند» ٥ / ٢٣ ، وحسّنه الترمذي ، وصحّحه ابن حبّان (١٤٦٦).

(٣) رواه ابن قانع في «معجم الصحابة» قال : حدثنا محمد بن الفضل بن جابر ، حدثنا إسماعيل بن زرارة ، حدّثنا عاصم بن عمارة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن عبد الله بن عبد الله بن أبيّ بن سلول قال : «اندقّت ثنيتي يوم أحد ، فأمرني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أتخذ ثنيّة من

٦٨

يوم اليمامة (١).

خ د (٢) (ثابت بن قيس بن شماس الأنصاريّ)(٣) من بني الحارث بن الخزرج ، لم يشهد بدرا ، وكان أمير الأنصاري في قتال أهل الرّدّة كما ذكرنا.

قال ابن إسحاق : قال ثابت بن قيس : بئسما عوّدتم أنفسكم يا معشر المسلمين ، ثمّ قاتل حتّى قتل (٤).

وزحف المسلمون حتّى ألجئوهم إلى الحديثة وفيها مسيلمة عدوّ الله ، فقال البراء بن مالك : يا معشر المسلمين ألقوني عليهم ، فاحتمل حتّى إذا أشرف على الجدار اقتحم إليهم فقاتلهم حتّى فتح الحديقة للمسلمين (٥).

__________________

= ذهب» (نصب الراية للزيلعي ٤ / ٢٣٧) ، وانظر : «أسد الغابة» ٣ / ٢٩٦ ، و «الإصابة» ٦ / ١٤٣ وندرت : سقطت.

(١) في حاشية الأصل كتب : «بلغت قراءة على مؤلّفه ، في الثامن عشر».

(٢) الرمز ساقط من النسخ سوى نسخة أحمد الثالث من المنتقى ، وهو موافق لما في تقريب التهذيب ، وخلاصة تذهيب التهذيب.

(٣) طبقات ابن سعد ٥ / ٢٠٦ ، طبقات خليفة ٩٤ ، تاريخ خليفة ١٠٧ ، ١٠٨ و ١١٤ ، التاريخ الكبير ٢ / ١٦٧ ، التاريخ الصغير ١ / ٣٥ و ٣٨ ، الجرح والتعديل ٢ / ٤٥٦ ، مشاهير علماء الأمصار ١٤ رقم ٤١ ، جمهرة أنساب العرب ٣٦٤ ، المحبّر ٧٤ و ٨٩ و ٣٠٦ و ٤٠٣ ، أنساب الأشراف ١ / ٤٤١ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٢٢ و ٣٨٤ و ٣ / ٧٨ و ٢١٧ ، الاستبصار ١١٧ ، الاستيعاب ٢ / ٧٢ ، أسد الغابة ١ / ٢٧٥ ، تهذيب الأسماء واللّغات ١ / ١٣٩ ، ١٤٠ ، تهذيب الكمال ١ / ١٧٥ ، العبر ١ / ١٤ سير أعلام النبلاء ١ / ٣٠٨ ـ ٣١٤ رقم ٦١ ، مجمع الزوائد ٩ / ٣٢١ ـ ٣٢٣ ، الأخبار الموفقيّات ٤٨٧ و ٥٨٥ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٢ ، الإصابة ٢ / ١٤ ، خلاصة تهذيب التهذيب ٥٧ ، المنتخب من ذيل المذيّل ٥٧٤.

(٤) أخرجه البخاري في الجهاد (٢٨٤٥) باب التحنّط عند القتال. وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٢٣٤ وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه.

(٥) أخرجه خليفة بن خياط في «التاريخ» ١٠٩ عن بكر بن سليمان ، عن ابن إسحاق ، وذكره ابن حجر في «الإصابة» ١ / ٢٣٦ ، وابن عبد البرّ في «الاستيعاب» ١٢٢ / ٢٨٧ من طريق بقيّ بن مخلد ، عن خليفة ، والنويري في نهاية الأرب ١٩ / ٩٧.

٦٩

أبو دجانة سماك بن خرشة (١)

ابن لوذان (٢) بن عبد ودّ بن زيد السّاعديّ.

كانت عليه يوم بدر عصابة حمراء ، قيل آخى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بينه وبين عتبة بن غزوان.

وقال الواقديّ : وثبت أبو دجانة يوم أحد مع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبايعه على الموت ، وهو ممّن شرك في قتل مسيلمة ، وقتل يومئذ (٣).

وقال ابن سعد (٤) : لأبي دجانة عقب بالمدينة وبغداد إلى اليوم.

وقال زيد بن أسلم : دخل على أبي دجانة وهو مريض ـ وكان وجهه يتهلّل ـ فقيل له : ما لوجهك يتهلّل؟ فقال : ما من عملي (٥) شيء أوثق عندي من اثنتين : كنت لا أتكلّم فيما لا يعنيني ، والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما (٦).

وقال عن أنس : إنّ أبا دجانة رمى بنفسه إلى داخل الحديقة فانكسرت

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٥٦ ، تاريخ خليفة ١١١ و ١١٤ ، المعارف ٢٧١ ، الجرح والتعديل ٤ / ٢٧٩ ، الكنى والأسماء ١ / ٦٩ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٢٣٩ ، المحبّر ٧٢ ، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام ١٠ / ٢٤٢) ، مشاهير علماء الأمصار ٢١ رقم ٨٥ ، الاستبصار ١٠١ ـ ١٠٣ ، الاستيعاب ٤ / ٢٥٣ ، أسد الغابة ٢ / ٤٥١ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، عيون التواريخ ١ / ٤٩٦ ، ٤٩٧ ، الوافي بالوفيات ١٥ / ٤٤٩ رقم ٦٠٤ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٢٤٣ ـ ٢٤٥ رقم ٣٩ ، العبر ١ / ١٤ ، الإصابة ٤ / ٢٥٢ و ١١ / ١١٢ ، كنز العمال ١٣ / ٢٦٠ ، الكامل للمبرّد ٢ / ٣٧٤ ، ثمار القلوب ٨٥ و ٨٧ و ٢٨٩ ، المرصّع لابن الأثير ٣٢١.

(٢) في طبعة القدسي ٣ / ٤٩ «لوزان» بالزاي ، وهو تحريف.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٥٥٦ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٢٢٩.

(٤) في الطبقات ٣ / ٥٥٧.

(٥) هكذا في الأصل ، وطبقات ابن سعد ٣ / ٥٥٧ ، وفي سير أعلام النبلاء ١ / ٢٤٣ «عمل».

(٦) رواه ابن سعد من طريق : معن بن عيسى ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم.

٧٠

رجله ، فقاتل وهو مكسور الرّجل حتّى قتل (١).

(عمارة بن حزم) (٢) بن زيد بن لوذان من بني مالك بن النّجّار ، وهو أخو عمرو بن حزم.

شهد عمارة العقبة وبدرا ، وكانت معه راية بني مالك بن النّجّار يوم الفتح ، ولم يعقب (٣).

(عقبة بن عامر) (٤) بن نابئ بن زيد بن حرام (٥) السّلميّ.

شهد العقبة الأولى ، ويجعل في النّفر السّتّة الذين أسلموا بمكّة أوّل الأنصار ، وشهد بدرا والمشاهد ، وليس له عقب (٦).

(ثابت بن هزّال) (٧) من بني سالم بن عوف.

__________________

(١) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ٤٥٢ وقال الثعالبي في ثمار القلوب ٨٧ ، ٨٨ عن مشية أبي دجانة : كانت له مشية عجيبة في الخيلاء ، ونظر صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المعركة وهو يتبختر بين الصّفّين فقال : «إن هذه مشية يبغضها الله إلّا في هذا المكان». وكان يقال له : ذو المشهّرة ، لأنه كانت له مشهّرة إذا لبسها في الحرب لا يبقى ولا يذر. وانظر تاريخ خليفة ١١١.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٨٦ ، سيرة ابن هشام ١ / ٧٠٢ ، تاريخ خليفة ٨٢ ، المحبّر ٧٢ ، التاريخ الكبير ٦ / ٤٩٤ رقم ٣٠٩١ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٤٢ ، تاريخ الطبري ٣ / ١٠٦ ، الجرح والتعديل ٣ / ٣٦٤ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٨ رقم ١٣٢ ، الاستيعاب ١١٤١ ، أسد الغابة ٤ / ٤٨ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٢٤٨ ، الوافي بالوفيات ٢٢ / ٤٠٤ رقم ٢٧٩ ، الإصابة ٢ / ٥١٣.

وقد سقطت «حزم» من نسخة (ح).

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٨٦.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٦٨ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٣٩ ، تاريخ الطبري ٢ / ٣٥٥ ، ٣٥٦ ، الاستيعاب ٣ / ١٠٦.

(٥) في المنتقى نسخة أحمد الثالث «حزام» وهو تحريف.

(٦) ابن سعد ٣ / ٥٦٨.

(٧) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٥١ ، تاريخ خليفة ١١٤ ، الاستيعاب ١ / ١٩١ ، أسد الغابة ١ / ٢٣٣ ، الإصابة ١ / ١٩٦ رقم ٩١٢.

٧١

شهد بدرا في قول جماعة ، وقتل يومئذ (١).

(أبو عقيل بن عبد الله) (٢) بن ثعلبة من بني جحجبا. اسمه عبد الرحمن.

شهد بدرا والمشاهد كلّها ، وكان من سادة الأنصار ، أصابه سهم يوم اليمامة فنزعه ، وتحزّم وأخذ السيف وقاتل حتّى قتل ، فوجد به جراحات كثيرة (٣).

* * *

وممّن استشهد يومئذ من الأنصار : عبد الله بن عتيك ، ورافع بن سهل ، وحاجب بن يزيد الأشهليّ ، وسهل بن عديّ ، ومالك بن أوس بن عتيك ، وعمير بن أوس أخوه ، وطلحة بن عتبة من بني جحجبا ، ورباح مولى الحارث (٤) ، ومعن (٥) بن عديّ العجلاني بخلف.

واستشهد من الأنصار يومئذ : جرو بن مالك بن عامر الأنصاريّ من بني جحجبا ، وقيل جزء بالزّاي ، وودقة بن إياس بن عمرو الخزرجيّ الأنصاريّ أحد من شهد بدرا ، وجرول بن العبّاس ، وعامر بن ثابت ، وبشر بن عبد الله الخزرجيّ ، وكليب بن تميم ، وعبد الله بن عتبان ، وإياس بن ودقة (٦) ،

__________________

(١) ابن سعد ٣ / ٥٥١ ، ابن الأثير في «أسد الغابة» ١ / ٢٣٣.

(٢) تاريخ خليفة ١١٢ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٤٧٣ ـ ٤٧٥ ، أسد الغابة ٥ / ٢٥٧ ، الاستيعاب ٤ / ١٢٩ ، الإصابة ٤ / ١٣٦ رقم ٧٧٨ ، جمهرة أنساب العرب ٤٤٢.

(٣) ابن سعد ٣ / ٤٧٥.

(٤) زاد خليفة «بن مالك» ـ ص ١١٣.

(٥) في نسخة (ح) وأحمد الثالث «معبد» بدل «معن» والتصويب من تاريخ خليفة ١١٤ ، وقد سبقت ترجمته.

(٦) هكذا في الأصل ، وصوّبه ابن حجر في الإصابة. وفي تاريخ خليفة : «ودفة» بالفاء ـ (١١٤).

٧٢

وأسيد (١) بن يربوع ، وسعد بن حارثة ، وسهل بن حمّان ، ومخاشن (٢) من حمير ، وسلمة بن مسعود وقيل مسعود بن سنان ، وضمرة بن عياض ، وعبد الله بن أنيس ، وأبو حبة بن غزيّة المازنيّ ، وحبيب (٣) بن زيد ، وحبيب بن عمرو بن محصن ، وثابت بن خالد ، وفروة بن النّعمان ، وعائذ بن ماعص.

قال خليفة (٤) : فجميع من استشهد من المهاجرين والأنصار ثمانية وخمسون رجلا ، يعني يوم اليمامة.

* * *

وقيل : إنّ مسيلمة قتل عن مائة وخمسين سنة ، وكان قد ادّعى النّبوّة ، وتسمّى برحمان اليمامة فيما قيل قبل أن يولد عبد الله أبو النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقرآن مسيلمة ضحكة للسّامعين.

وقعة جواثا (٥)

بعث الصّدّيق رضي‌الله‌عنه العلاء بن الحضرميّ إلى البحرين ، وكانوا قد ارتدّوا ـ إلّا نفرا ثبتوا مع الجارود ـ فالتقوا بجواثاء فهزمهم الله (٦).

قال ابن إسحاق : حاصرهم العلاء بجواثاء حتّى كاد المسلمون يهلكون

__________________

(١) في نسخة (ح) «أسد» وهو خطأ.

(٢) هكذا في الأصل ، والإصابة ، وفي تاريخ خليفة ١١٤ «مخاش».

(٣) في حاشية الأصل «حباب» ، وكذلك في نسخة (ح) ، والتصويب عمّا في الأصل ، ونسخة (ح) ، والمنتقى لأحمد الثالث.

(٤) التاريخ ـ ص ١١٥.

(٥) جواثى : بالضم. يمدّ ويقصر. حصن لعبد القيس بالبحرين. وقال ابن الأعرابيّ : جواثا مدينة الخط ، والمشقّر مدينة هجر. ورواه بعضهم : جؤاثا ، بالهمزة ، فيكون أصله من جئث الرجل إذا فزع. (معجم البلدان ٢ / ١٧٤).

(٦) تاريخ خليفة ـ ص ١١٦ وانظر تاريخ الطبري ٣ / ٣٠٤ وما بعدها.

٧٣

من الجهد ، ثمّ إنّهم سكروا ليلة في حصنهم ، فبيّتهم العلاء (١) ، فقيل : إنّ عبد الله بن عبد الله بن أبيّ استشهد يوم جواثا لا يوم اليمامة ، شهد بدرا (٢).

وفيها بعث الصّدّيق عكرمة بن أبي جهل إلى عمان وكانوا ارتدّوا. وبعث المهاجر بن أبي أميّة المخزوميّ إلى أهل النّجير (٣) ، وكانوا ارتدّوا ، وبعث زياد بن لبيد الأنصاريّ إلى طائفة من المرتدّة.

فقال ابن إسحاق : حدّثني عبد الله بن أبي بكر أنّ زيادا بيّتهم فقتل ملوكا أربعة : حمدا (٤) ، ومخوصا ، ومشرحا ، وأبضعة (٥).

وفيها أقام الحجّ أبو بكر للنّاس (٦).

ابو العاص (٧) بن الربيع (٨)

ابن عبد شمس العبشمي ، زوج زينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وابن خالتها هالة بنت خويلد بن أسد ، فولدت من أبي العاص عليّا ومات صغيرا ، وأمامة

__________________

(١) تاريخ خليفة ـ ص ١١٦ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٠٨ ، ٣٠٩.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٤٢.

(٣) النجير : بالتصغير. حصن باليمن قرب حضر موت منيع لجأ إليه أهل الرّدّة مع الأشعث بن قيس. (معجم البلدان ٥ / ٢٧٢).

(٤) في طبعة القدسي ٣ / ٥١ «حمرا» وهو وهم ، والتصويب عن تاريخ خليفة ١١٦ والطبري ٣ / ٣٣٤.

(٥) تاريخ خليفة ـ ص ١١٦ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٤.

(٦) تاريخ خليفة ١١٧.

(٧) جاء في حاشية الأصل : «اسم أبي العاص : لقيط بن الربيع بن عبد العزّى بن عبد شمس ، وقيل : ابن الربيع بن ربيعة بدل عبد العزّى بن عبد شمس بن عبد مناف». وورد هذا القول في متن النسخة (ح).

(٨) نسب قريش ٢٣٠ ، ٢٣١ ، تاريخ خليفة ١١٩ ، المعارف ١٤١ ، ١٤٢ ، المنتخب من ذيل المذيّل ٤٩٩ ، ٥٠٠ ، جمهرة أنساب العرب ١٦ و ٢٠ و ٧٥ و ٧٧ ، ٧٨ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٦٩ و ٣٠٢ و ٣٧٧ و ٣٩٧ و ٣٩٨ و ٣٩٩ و ٤٠٠ ، المحبر ٥٣ و ٧٨ و ٩٩ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٧٠ ، مشاهير علماء الأمصار ٣١ رقم ١٥٦ ، الاستيعاب ٤ / ١٢٥ ـ ١٢٩ ، أسد الغابة ٥ / ٢٣٦ ـ ٢٣٨ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٤٨ ، ٢٤٩ ، العبر ١ / ١٥ ، سير أعلام النبلاء

٧٤

وهي التي حملها النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الصّلاة (١).

وقد تزوّج عليّ أمامة بعد موت خالتها فاطمة. وكان أبو العاص يسمّى جرو البطحاء.

أسلم قبل الحديبيّة بخمسة أشهر ، ثم رجع إلى مكة.

وقال المسور بن مخرمة : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أثنى على أبي العاص في مصاهرته وقال : (حدّثني فصدقني ووعدني فوفى لي) (٢).

__________________

= / ٣٣٠ ـ ٣٣٤ رقم ٦٩ ، مجمع الزوائد ٩ / ٣٧٩ ، العقد الثمين ٧ / ١١٠ و ٨ / ٦١ ، الإصابة ٤ / ١٢١ ـ ١٢٣ رقم ٦٩٢ ، عيون التواريخ ١ / ٥٠٧ ، ٥٠٨ ، نهاية الأرب ١٩٠ / ١٢٧.

(١) أخرجه البخاري في سترة المصلّي ١ / ٤٨٧ باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه ، وفي الأدب ، باب رحمة الولد وتقبيله ، ومسلم في المساجد (٥٤٣) باب جواز حمل الصبيان ، ومالك في الموطأ ١ / ٧٠ في قصر الصلاة ، باب جامع الصلاة ، وأبو داود في الصلاة (٩١٧ ـ ٩١٨ ، ٩١٩ ، ٩٢٠) باب العمل في الصلاة ، والنسائي في المساجد ٢ / ٤٥ ، وفي السهو ٣ / ١٠.

والنّصّ عند مسلم من طريق «يحيى بن يحيى قال : قلت لمالك : حدّثك عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن عمرو بن سليم الزرقيّ ، عن أبي قتادة ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلّي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولأبي العاص بن الربيع ، فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها؟ قال يحيى : قال مالك : نعم».

(٢) أخرجه البخاري في الشروط ، باب الشروط في المهر عند عقدة النكاح ، و (٣٧٢٩) في فضائل الصحابة ، باب ذكر أصهار النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفي النكاح (٥٢٣٠) باب ذبّ الرجل عن ابنته في الغيرة ، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٤٩ / ٩٥) باب فضائل فاطمة ، وأبو داود في النكاح (٢٠٦٩) باب ما يكره أن يجمع بينهم من النساء ، وابن ماجة (١٩٩٩) في النكاح ، باب الغيرة.

والنّصّ عند مسلم : «حدثني أحمد بن حنبل ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن أبي الوليد بن كثير ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، أنّ ابن شهاب حدّثه ، أن عليّ بن الحسين حدّثه ، أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية ، مقتل الحسين بن علي ، رضي‌الله‌عنه ، لقيه المسور بن مخرمة فقال له : هل لك إليّ من حاجة تأمرني بها؟ قال : فقلت له : لا ، قال له : هل أنت معطيّ سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فإنّي أخاف أن يغلبك القوم عليه ، وايم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدا حتى تبلغ نفسي. إن عليّ بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل على فاطمة ، فسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو يخطب الناس في ذلك ، على منبره هذا ، وأنا يومئذ محتلم ، فقال : «إن فاطمة مني وأنا أتخوّف أن تفتن في دينها» قال : ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس فاثنى عليه في مصاهرته إيّاه فأحسن قال : حدّثني فصدقني ، ووعدني فأوفى لي.

وإني لست

٧٥

قلت : كان وعد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يبعث إليه زينب بنت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم زوجته (١) ، فوفى بذلك وفارقها مع حبّه لها.

وكان من تجّار قريش وأمنائهم ، [وقد تقدّم من شأنه بعد بدر] (٢) توفّي في ذي الحجّة ، وأوصى إلى الزّبير.

(الصّعب بن جثّامة) (٣) الليثيّ الحجازيّ ، وكان ينزل ودان ، وهو الّذي أهدى للنبيّ حمار وحش (٤).

__________________

= أحرّم حلالا ، ولا أحلّ حراما ، ولكن ، والله! لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدوّ الله مكانا واحدا أبدا».

وفي طبعة القدسي ٣ / ٥٢ «فوفاني» والتصويب من مسلم وغيره ، وسير أعلام النبلاء ١ / ٣٣١.

(١) أي من مكة إلى المدينة.

(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب.

(٣) طبقات خليفة ٢٩ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٢٥ و ٣ / ٣٠٩ ، أنساب الأشراف ١ / ٣٨٦ ، جمهرة أنساب العرب ١٨١ ، الاستيعاب ٢ / ١٩٨ ، مشاهير علماء الأمصار ٥٧ رقم ٣٩٨ ، التاريخ الكبير ٤ / ٣٢٢ ، الجرح والتعديل ٤ / ٤٥٠ ، المعجم الكبير للطبراني ٨ / ٩٣ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٢٦ ، أسد الغابة ٣ / ١٩ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٤٩ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٣١٠ ، ٣١١ رقم ٣٣٩ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٤٢١ ، الإصابة ٢ / ١٨٤ رقم ٤٠٦٥ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٤٤٩.

(٤) أخرجه البخاري في الحج ٤ / ٢٦ و ٢٧ و ٢٨ باب إذا أهدي للمحرم حمارا وحشيّا حيّا لم يقبل ، وفي الهبة ، باب قبول هدية الصيد ، وباب من لم يقبل الهديّة لعلّة ، ومسلم في الحج (١١٩٣) باب تحريم الصيد للمحرم ، ومالك في الموطّأ ١ / ٣٥٣ في الحج ، باب ما لا يحلّ للمحرم أكله من الصيد ، والترمذيّ في الحج (٨٤٩) باب ما جاء في كراهية لحم الصيد للمحرم ، والنسائي في الحج ٥ / ١٨٣ و ١٨٤ و ١٨٥ باب ما لا يجوز للمحرم أكله من الصيد ، ورواه الطبراني في المعجم الكبير ٨ / ٩٤ عن الصعب بن جثّامة بن قيس الليثي. قال ابن عبّاس ، عن الصعب بن جثّامة قال : مرّ بي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا بالأبواء ، فأهديت له حمار وحش ، فردّه عليّ ، فلما رأى الكراهية في وجهي قال : «إنه ليس بنا ردّ عليك ، ولكنّا حرم». وانظر : ٨ / ٩٨ رقم ٧٤٢٩ وبألفاظ أخرى ، الأرقام : ٧٤٣٠ و ٧٤٣٢ و ٧٤٣٣ و ٧٤٣٤ و ٧٤٣٦ و ٧٤٣٧ و ٧٤٣٨ و ٧٤٣٩ و ٧٤٤٠ و ٧٤٤١ و ٧٤٤٢ و ٧٤٤٣ و ٧٤٤٤ و ١١ / ٤٠٤ رقم ١٢١٤٣ و ١٢ رقم ١٢٣٤٢ و ١٢٣٤٣ و ١٢٣٦٦ و ١٢٣٥٥ و ١٢٣٦٧ و ١٢٧٠٦ ، وأخرجه ابن جميع الصيداوي في معجم

٧٦

روى عنه حديثه (١) ابن عبّاس.

توفّي في إمرة أبي بكر.

م د ت ن (أبو مرثد الغنويّ)(٢) اسمه كنّاز بن الحصين ، حليف حمزة بن عبد المطلب.

شهد بدرا والمشاهد ، وابنه مرثد بدري أيضا. ولابن ابنه أنيس بن مرثد صحبة.

روى عن أبي مرثد : واثلة بن الأسقع حديث (لا تجلسوا على القبور ولا تصلّوا إليها) (٣).

* * *

وفيها : بعد فراغ قتال أهل الرّدّة بعث أبو بكر الصّدّيق خالد بن الوليد إلى أرض البصرة ، وكانت تسمّى أرض الهند ، فسار خالد بمن معه من اليمامة إلى أرض البصرة ، فغزا الأبلّة (٤) فافتتحها ، ودخل ميسان (٥) فغنم

__________________

= شيوخه (بتحقيقنا) ـ ص ٢٧١ رقم ٢٣٠ ولفظه : «أهدى الصعب بن جثامة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عجز حمار يقطر دما ، فردّه وقال : «إنّا حرم». ولم يطعمه. وانظر : من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ص ٢٠٧ بتحقيقنا أيضا.

(١) في نسخة دار الكتب «حذيفة» بدل «حديثه» وهو خطأ.

(٢) المحبّر ٧١ و ١١٧ ، ١١٨ ، مشاهير علماء الأمصار ١٨ رقم ٦٧ ، جمهرة أنساب العرب ٢٤٧ ، الاستيعاب ٤ / ١٧١ ، ١٧٢ ، طبقات خليفة ٨ و ٤٧ ، المعارف ٣٢٧ ، أسد الغابة ٥ / ٢٩٤ ، الإصابة ٤ / ١٧٧ رقم ١٠٣٢ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٤٠١ ، المنتخب من ذيل المذيّل ٥٥٢ ، نهاية الأرب ١٩ / ١٢٧.

(٣) أخرجه مسلم في الجنائز (٩٧٢) ٩٧ و ٩٨ باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه ، وأبو داود في الجنائز (٣٢٢٩) باب في كراهية القعود على القبر ، والترمذي في الجنائز (١٠٥٥) باب ما جاء في تسوية القبور ، والنسائي في القبلة ٢ / ٦٧ باب النهي عن الصلاة على القبر ، وأحمد في المسند ٤ / ١٣٥.

(٤) الأبلّة : بضمّ الهمزة والباء ، وفتح اللّام المشدّدة. بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج. (معجم البلدان ١ / ٧٦ و ٧٧).

(٥) ميسان : بالفتح ثم السكون ، اسم كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط قصبتها ميسان. (معجم البلدان ٥ / ٢٤٢).

٧٧

وسبى من القرى ، ثمّ سار نحو السّواد ، فأخذ على أرض كسكر (١) وزندورد (٢) بعد أن استخلف على البصرة قطبة بن قتادة السّدوسيّ ، وصالح خالد أهل ألّيس (٣) على ألف دينار في شهر رجب من السّنة ، ثم افتتح نهر الملك (٤) ، وصالحه ابن بقيلة صاحب الحيرة على تسعين ألفا ، ثمّ سار نحو أهل الأنبار فصالحوه (٥).

ثم حاصر عين التّمر (٦) ونزلوا على حكمه ، فقتل وسبى.

* * *

وقتل من المسلمين بعين التّمر : (بشير بن سعد بن ثعلبة) (٧) أبو النّعمان الأنصاريّ الخزرجيّ ، وكان من كبار الأنصار ، شهد بدرا والعقبة (٨).

__________________

(١) كسكر : بالفتح ثم السكون. كورة واسعة قصبتها واسط بين الكوفة والبصرة. (معجم البلدان ٤ / ٤٦١).

(٢) زندورد : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه. مدينة كانت قرب واسط مما يلي البصرة خربت بعمارة واسط. (معجم البلدان ٣ / ١٥٤).

(٣) في الأصل وغيره «الليس» ، والتصويب عن نسخة دار الكتب ، ومعجم البلدان ١ / ٢٤٨ حيث قال : ألّيس : مصغّر بوزن فلّيس ، الموضع الّذي كانت فيه الوقعة بين المسلمين والفرس في أول أرض العراق من ناحية البادية.

(٤) نهر الملك : كورة واسعة ببغداد بعد نهر عيسى. (معجم البلدان ٥ / ٣٢٤).

(٥) تاريخ خليفة ـ ص ١١٨.

(٦) عين التمر : بلدة قريبة من الأنبار غربيّ الكوفة. (معجم البلدان ٤ / ١٧٦).

(٧) طبقات الخليفة ٩٤ و ١٩٠ ، تاريخ خليفة ٧٨ ، ٧٩ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٥٣١ ، ٥٣٢ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٢ ، ٢٣ و ٢٦ و ١٥٥ و ٢٢١ ، ٢٢٢ ، المحبّر ١٢٠ و ٢٣٣ ، جمهرة أنساب العرب ، ٣٦٤ ، مشاهير علماء الأمصار ١٤ رقم ٣٨ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٨١ و ٣ / ٢٥٦ ، ٢٥٧ ، الأخبار الموفقيّات ٥٧٧ ، ٥٧٨ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٤٤ و ٣٧٩ و ٥٨٠ و ٥٨٢ و ٥٨٤ ، الاستيعاب ١ / ١٤٩ ، ١٥٠ ، تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٦١ ، تاريخ دمشق (تحقيق دهمان) ١٠ / ١٤٨ ، أسد الغابة ١ / ١٩٥ ، الوافي بالوفيات ١٠ / ١٦٢ ، ١٦٣ رقم ٤٦٣٥ ، الإصابة ١ / ١٥٨ رقم ٦٩٤ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٣٩٥.

(٨) طبقات خليفة ٩٤ ، وطبقات ابن سعد ٣ / ٥٣١ ، فتوح الشام للأزدي ـ ص ٧٠.

٧٨

وقيل : إنّه أوّل من أسلم من الأنصار (١).

* * *

وفيها لمّا استحرّ القتل بقرّاء القرآن يوم اليمامة أمر أبو بكر بكتابة القرآن زيد بن ثابت ، فأخذ يتتبّعه من العسب واللّخاف وصدور الرجال (٢) ، حتّى جمعه زيد في صحف.

* * *

قال محمد بن جرير الطّبريّ (٣) : ولمّا فرغ خالد من فتوح مدائن كسرى التي بالعراق صلحا وحربا خرج لخمس بقين من ذي القعدة متكتّما بحجّته ، ومعه جماعة تعتسف (٤) البلاد حتّى أتى مكة ، فتأتّى له من ذلك ما لم يتأتّ لدليل ، فسار طريقا من طرق الحيرة (٥) لم ير قطّ أعجب منه ولا أصعب ، فكانت غيبته عن الجند يسيرة ، فلم يعلم بحجّه أحد إلّا من أفضى إليه بذلك.

فلمّا علم أبو بكر بحجّه عتبة وعنّفه وعاقبه بأن صرفه إلى الشّام ، فلمّا وافاه كتاب أبي بكر عند منصرفه من حجّه بالحيرة يأمره بانصرافه إلى الشّام حتّى يأتي من بها من جموع المسلمين باليرموك ، ويقول له : إيّاك أن تعود لمثلها (٦).

__________________

(١) الإصابة ١ / ١٥٨.

(٢) أخرجه البخاري في فضائل القرآن ٩ / ٨ ، ١١ باب جمع القرآن ، وأحمد في المسند ٥ / ١٨٨ ، و ١٨٩ ، والفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٤٨٥ ، والطبراني في المعجم الكبير (٤٩٠١) ، وابن أبي داود في المصاحف ٦ و ٩ والعسب : جمع عسيب. وهو جريد النخل إذا نحّي عنه خوصه.

وكانوا يكتبون في تلك الأشياء لقلّة القراطيس عندهم في ذلك الوقت.

(٣) في تاريخ الرسل والملوك ٣ / ٣٨٤.

(٤) اعتسف الطريق : إذا قطعه دون صوب توخّاه فأصابه.

(٥) عند الطبري «طرق أهل الجزيرة».

(٦) الطبري ٣ / ٣٨٤ ، ٣٨٥ ، الكامل لابن الأثير ٢ / ٤٠٠.

٧٩

قلت : وإنّما جاء الكتاب بأن يسير إلى الشّام في أوائل سنة ثلاث عشرة.

(١) [قلت : سار خالد بجيشه من العراق إلى الشّام في البرّيّة ، وكادوا يهلكون عطشا.

قال الواقديّ : ثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التّيميّ ، عن أبيه قال : أشار عمر بن الخطّاب على أبي بكر أن اكتب إلى خالد بن الوليد يسير بمن معه إلى عمرو بن العاص مددا له ، فلمّا أتى كتاب أبي بكر خالدا قال : هذا من عمر حسدني على فتح العراق وأن يكون على يدي ، فأحبّ أن يجعلني مددا لعمرو ، فإن كان فتح كان ذكره له دوني] (٢).

__________________

(١) ما بين الحاصرتين من هنا حتى نهاية الصفحة غير موجود في الأصل والمنتقى نسخة أحمد الثالث. وهو في النسختين (ع) و (ح).

(٢) وفي فتوح الشام للأزدي ـ ص ٦٨ أنّ خالدا غضب وشقّ ذلك عليه وقال : «هذا عمل عمر ، نفس عليّ أن يفتح الله على يدي العراق». وانظر تاريخ الطبري ٣ / ٤١٥ ، تهذيب تاريخ دمشق ١ / ١٣١.

٨٠