تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

توفّي في حدود سنة أربعين. وقال ابن سعد (١) توفّي في أوّل خلافة معاوية.

(سراقة بن مالك)(٢) بن جعشم الكنانيّ المدلجيّ ، أبو سفيان. أسلم بعد حصار الطّائف ، وقيل بل شهد حنينا. وهو المذكور في هجرة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو الّذي سأل عن متعة الحج أللأبد هي؟ وكان ينزل قديدا (٣).

توفّي بعد عثمان بعامين ، أو في سنة أربع وعشرين كما مرّ.

(صفوان بن عسّال (٤) المراديّ)(٥) ت ن ق ـ غزا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثنتي عشرة غزوة. وله أحاديث (٦).

روى عنه زرّ بن حبيش ، وعبد الله بن مسلمة المراديّ وأبو الغريف (٧) عبيد الله بن خليفة ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن. وسكن الكوفة.

(قرظة (٨) بن كعب الأنصاريّ الخزرجيّ)(٩) ق ـ أحد فقهاء الصّحابة.

__________________

(١) في الطبقات ٣ / ٥٩٧.

(٢) مرت ترجمته في هذا الجزء.

(٣) قديد : كزبير. قرية جامعة بين مكة والمدينة. كثيرة المياه.

(٤) في النسخة (ح) «غسان» وهو تحريف ، والتصحيح من النسخة (ع).

(٥) طبقات ابن سعد ٦ / ٢٧ ، طبقات خليفة ٧٤ و ١٣٤ ، التاريخ الكبير ٤ / ٣٠٤ ، ٣٠٥ رقم ٢٩٢١ ، مسند أحمد ٤ / ٢٣٩ ـ ٢٤١ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩١ رقم ١٢٩ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٤٠٠ ، الجرح والتعديل ٤ / ٤٢٠ ، ٤٢١ رقم ١٨٤٥ ، مشاهير علماء الأمصار ٤٧ رقم ٢٩٧ ، المعجم الكبير ٨ / ٦٣ ، ٦٤ رقم ٧٢٣ ، الاستيعاب ٢ / ١٨٨ ، ١٨٩ ، جمهرة أنساب العرب ٤٠٧ ، جوامع السيرة لابن حزم ٢٨٣ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٤٩ رقم ٢٦٤ ، تحفة الأشراف للمزّي ٤ / ١٩١ ـ ١٩٤ رقم ٢٤٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦١٠ ، الكاشف ٢ / ٢٧ رقم ٢٤٢٤ ، المنتخب من ذيل المذيل ٥٤٦ ، أسد الغابة ٣ / ٢٤ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٣١٧ رقم ٣٤٨ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٤٢٨ رقم ٧٤٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٦٨ رقم ١٠٨ ، النكت الظراف ٤ / ١٩٣ ، ١٩٤ ، الإصابة ٢ / ١٨٩ رقم ٤٠٨٠.

(٦) عددها ٢٠ حديثا. (جوامع السيرة ٢٨٣ ، مقدمة مسند بقيّ بن مخلد ٩١ رقم ١٢٩.

(٧) في النسخة (ح) «أبو العريف» بالعين المهملة ، وهو تصحيف ، والتصويب من بقية النسخ.

(٨) قرظة : بالفتح. وعند ابن الملّا «قرضة».

(٩) طبقات ابن سعد ٦ / ١٧ ، المحبّر لابن حبيب ٣٤٢ ، تاريخ خليفة ١٥٧ و ٢٠٢ ، طبقات خليفة

٦٦١

وهو أحد العشرة الذين وجّههم عمر إلى الكوفة ليعلّموا النّاس ، ثمّ شهد فتح الرّيّ زمن عمر. وولّاه عليّ على الكوفة. ثمّ سار إلى (الجمل) مع عليّ ، ثمّ شهد صفّين.

توفّي بالكوفة ، وصلّى عليه عليّ على الصحيح. وهو أوّل من نيح عليه بالكوفة. وقيل : توفّي بعد عليّ.

(القعقاع بن عمرو (١) التّميميّ (٢))قيل إنّه شهد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وله أثر عظيم في قتال الفرس في القادسيّة وغيرها. وكان أحد الأبطال المذكورين.

يقال : إنّ أبا بكر قال : صوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل (٣). وشهد (الجمل) مع عليّ وكان الرسول في الصّلح يومئذ بين الفريقين. وسكن الكوفة.

__________________

=٩٤ و ١٣٦ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٤٨٧ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٩٣ رقم ٨٥٨ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٢٠. ٢٢١ ، فتوح البلدان ٢٤١ و ٢٩١ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٤٤ رقم ٨٠١ ، تاريخ الطبري ٤ / ١٤٨ و ٤٩٩ و ٥ / ١١٧ ، الخراج وصناعة الكتابة ٣٧٣ ، ٣٧٤ ، المعجم الكبير ١٩ / ٣٩ ، مشاهير علماء الأمصار ٤٨ رقم ٣٠٩ ، جمهرة أنساب العرب ٣٦٥ ، الاستيعاب ٣ / ٢٦٥ ـ ٢٦٨ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٣ و ٣٤ و ٢٦٠ و ٣٦٥ و ٤٠٣ ، تحفة الأشراف ٨ / ٢٨١ رقم ٤٤٩ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١٢٦ ، الكاشف ٢ / ٣٤٣ رقم ٤٦٣٥ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٦٨ ، ٣٦٩ رقم ٦٥٤ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٢٤ رقم ٩٨ ، الإصابة ٣ / ٢٣١ ، ٢٣٢ رقم ٧٠٩٨.

(١) الجرح والتعديل ٧ / ١٣٦ رقم ٧٦٢ ، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ٣٧٥ ، المعجم الكبير ١٩ / ٤٠ (ذكر الاسم دون ترجمة) ، الاستيعاب ٣ / ٢٦٣ ، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ١٣ / ٢٩٠ ، ٢٩١ ، أسد الغابة ٤ / ٢٠٧ ، الإصابة ٣ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ رقم ٧١٢٧.

(٢) في النسخة (ع) «التيمي» وهو تحريف ، والتصحيح من مصادر الترجمة.

(٣) أسد الغابة ٤ / ٢٠٧ ، الإصابة ٣ / ٢٣٩.

٦٦٢

(هشام بن حكيم بن حزام (١)) م د ن (٢) بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب القرشيّ الأسديّ. هو وأبوه من مسلمة الفتح. ولهذا رواية.

وعنه جبير بن نفير ، وعروة بن الزّبير ، وغيرهما.

وهو الّذي صارعه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصرعه.

قال ابن سعد : كان صليبا مهيبا.

وقال الزّهري : كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وكان عمر إذا رأى منكرا قال : أمّا ما عشت أنا وهشام بن حكيم ، فلا يكون هذا (٣).

وقال ابن سعد : توفّي في أوّل خلافة معاوية. وقيل : إنّه قتل بأجنادين ، ولا يصحّ.

الوليد بن عقبة (٤) د

ابن أبي معيط ، واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو (*) بن أميّة بن عبد

__________________

(١) نسبت قريش ٢٣١ ، مسند أحمد ٣ / ٤٠٣ ، ٤٠٤ و ٤٦٨ ، طبقات خليفة ١٤ ، التاريخ الكبير ٨ / ١٩١ ، ١٩٢ رقم ٢٦٦٤ ، ترتيب الثقات للعجلي ٤٥٧ رقم ١٧٣١ وفيه «خزام» ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٤ رقم ٢٧٥ ، المعارف ٢١٩ و ٣١١ ، جمهرة نسب قريش ١ / ٣٧٧ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٥٦ ، الجرح والتعديل ٩ / ٥٣ رقم ٢٢٦ ، المنتخب من ذيل المذيل ٥٥٥ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٨ رقم ١٣٤ ، الثقات لابن حبّان ٣ / ٤٣٤ ، الاستيعاب ٣ / ٥٩٣ ، الجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٥٥٠ ، أسد الغابة ٥ / ٦١ ، ٦٢ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٣٧ رقم ٢٠٩ ، تحفة الأشراف ٩ / ٧٠ ، ٧١ رقم ٥٧٠ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٣٨ ، الكاشف ٣ / ١٩٥ رقم ٦٠٦٥ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٥١ ، ٥٢ رقم ١٣ ، العقد الثمين ٧ / ٣٧٠ ، تهذيب التهذيب ١١ / ٣٧ رقم ٧٦ ، تقريب التهذيب ٢ / ٣١٨ رقم ٧٧ ، الإصابة ٣ / ٦٠٣ رقم ٨٩٦٣ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٣٥١.

(٢) الرموز من تقريب التقريب ٢ / ٢١٨.

(٣) جمهرة نسب قريش ٣٧٨ وفيه : «كان عمر بن الخطّاب إذا أنكر الشيء قال : لا يكون هذا ما عشت أنا وهشام بن حكيم».

(٤) المغازي للواقدي ١٣٠ و ١٣٩ و ٢٧٨ و ٢٨٩ و ٦٣١ و ٩٨٠ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٢١٣ ،

(*) في بعض النسخ «عمر» ، والمثبت من الإصابة وغيره.

٦٦٣

شمس ، القرشيّ الأمويّ ، أبو وهب. له صحبة يسيرة ، وهو أخو عثمان لأمّه.

روى عنه الشّعبيّ ، وأبو موسى الهمدانيّ.

وولي الكوفة لعثمان. ولمّا قتل عثمان سكن الجزيرة ، ولم يشهد الفتنة (١). وكان سخيّا جوادا شاعرا شريفا.

قال ابن سعد : إنّه أسلم يوم الفتح ، وبعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على صدقات بني المصطلق ، وولّاه عمر صدقات بني تغلب (٢). وولّاه عثمان

__________________

= مسند أحمد ٤ / ٣٢ ، الأخبار الموفقيّات ٥٩٩ ـ ٦٠١ ، طبقات ابن سعد ٦ / ٢٤ ، ٢٥ ، و ٧ / ٤٧٦ ، ٤٧٧ ، المحبّر لابن حبيب ١٢٦ و ٣٤٢ و ٣٧٩ و ٤٠٧ ، نسب قريش ١٠٥ و ١١٠ و ١٣٨ و ١٣٩ و ١٤٠ و ١٤٥ و ١٥٠ و ٢٦٦ ، طبقات خليفة ١١ و ١٢٦ و ١٤٠ و ١٨٩ و ٣١٨ ، تاريخ خليفة ٩٨ و ١٥٧ و ١٥٨ و ١٦٠ و ١٦٣ و ١٧٨ ، عيون الأخبار ٣ / ١٢ ، الأخبار الطوال ١٣٩ ، المعارف ٢٤٢ و ٣١٨ و ٣١٩ ، ٤٠٢ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١١٨ رقم ٤٣٦ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٥٢ و ٣ / ٣٠٩ و ٣٢٩ ، فتوح البلدان ٧٨ و ٢١٤ و ٣٤٣ و ٣٥٢ و ٣٩٥ ، أنساب الأشراف ١ / ٣٠١ و ٣ / ٣١١ ، ق ٤ ج ١ / ٥١٦ ـ ٥٢٤ ، و ٤ / ١٧ ، و ٥ / ٢٩ و ٣٥ و ٣٦ و ٣٩ و ٤٦ و ٥٨ و ٧٢ و ٨٨ و ٩٨ و ١٠٣ و ١٠٤ و ١١٦ و ١١٧ و ١١٩ ، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ٤٥٠ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٩١ ، الجرح والتعديل ٩ / ٨ رقم ٣١ ، الزاهر للأنباري ١ / ١٨٨ و ٢٢٨ و ٥٠٤ ، الخراج وصناعة الكتابة ٢٧٢ و ٣٧٧ و ٣٧٩ ، مشاهير علماء الأمصار ٤٥ ، ٤٦ رقم ٢٨٤ ، الاستيعاب ٣ / ٦٣١ ـ ٦٣٧ ، المعجم الكبير للطبراني ٢٢ / ١٤٩ ـ ١٥١ ، ربيع الأبرار ٤ / ٢٩٢ ، أمالي المرتضى ١ / ١١٠ ، الأمالي للقالي ٢ / ٣٧ و ٣٨ و ٨٣ ، جمهرة أنساب العرب ١١٥ و ٣٧٨ و ٣٧٩ ، لباب الآداب ٩٣ و ٩٤ ، الزيارات للهروي ٦٢ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٠٥ ـ ١٠٨ وانظر فهرس الأعلام ١٣ / ٣٩٢ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٤٥ ، ١٤٦ رقم ٢٢٩ ، التذكرة الحمدونية ٢ / ٢٦٧ و ٣٠٩ ، تحفة الأشراف ٩ / ٩٤ رقم ٥٨٠ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٧٠ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤١٢ ـ ٤١٦ رقم ٦٧ ، الكاشف ٣ / ٢١١ رقم ٦١٨٨ ، مروج الذهب ٣ / ٧٩ و ٩٩ و ١١٩ ، الأغاني ٥ / ١٢٢ ـ ١٥٣ ، البداية والنهاية ٨ / ٢١٤ ، العقد الثمين ٧ / ٣٩٨ ، الإصابة ٣ / ٦٣٧ ، ٦٣٨ ، تهذيب التهذيب ١١ / ١٤٢ ـ ١٤٤ رقم ٢٤٠ ، تقريب التهذيب ٢ / ٣٣٤ رقم ٧٤ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٣٥٨ ، شذرات الذهب ١ / ٣٥ و ٣٦ و ٦٦ و ٧٢.

(١) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٧٧ وانظر مسند أحمد ٤ / ٢٧٩ ، والمعجم الكبير للطبراني (٣٣٩٥).

(٢) في النسخة (ع) «ثعلب» ، وهو تصحيف ، والتصحيح من الإصابة.

٦٦٤

الكوفة بعد سعد ، ثمّ عزله عنها ، فقدم المدينة ، ولم يزل بها حتّى بويع عليّ ، فخرج إلى الرّقّة فنزلها ، واعتزل عليّا ومعاوية. وقبره بعين الروحيّة على بريد من الرّقّة ، وولده بالرّقّة إلى اليوم (١).

وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أرسل الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق ليصدقوه ، فتلقّوه بالصّدقة ، فتوهّم منهم ، ورجع إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إنّ بني المصطلق قد جمعوا لك ليقاتلوك. فنزلت : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) (٢) الآية (٣). وكذا قال قتادة ،

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٦ / ٢٤ ، ٢٥.

(٢) سورة الحجرات ، الآية ٦.

(٣) أخرج أحمد في المسند ٤ / ٢٧٩ ، والطبراني في المعجم الكبير (٣٣٩٥) من طرق ، عن محمد بن سابق ، عن عيسى بن دينار ، عن أبيه ، أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي قال : قدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدعاني إلى الإسلام ، فدخلت فيه ، وأقررت به ، فدعاني إلى الزكاة ، فأقررت بها ، وقلت : يا رسول الله أرجع إلى قومي ، فأدعوهم إلى الإسلام ، وأداء الزكاة ، فمن استجاب لي ، جمعت زكاته ، فيرسل إليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رسولا بأن كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة ، فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له ، وبلغ الإبّان الّذي أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يبعث إليه ، احتبس عليه الرسول ، فلم يأته ، فظنّ الحارث أنّه قد حدث فيه سخطة من الله عزوجل ، ورسوله ، فدعا بسروات قومه فقال لهم : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان وقّت لي وقتا يرسل إليّ رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاة ، وليس من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الخلف. ولا أرى حبس رسوله إلّا من سخطة كانت ، فانطلقوا فنأتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الوليد بن عقبة إلى الحارث ، ليقبض ما كان عنده ، مما جمع من الزكاة ، فلما أنّ سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق ، فرق فرجع ، فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقال : يا رسول الله : إنّ الحارث منعني الزكاة ، وأراد قتلي ، فضرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم البعث إلى الحارث ، فأقبل الحارث بأصحابه ، إذ استقبل البعث وفصل من المدينة ، لقيهم الحارث ، فقالوا : هذا الحارث ، فلمّا غشيهم ، قال لهم : إلى من بعثتم؟ قالوا : إليك ، قال : ولم؟ قالوا : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان بعث إليك الوليد بن عقبة ، فزعم أنّك منعته الزكاة ، وأردت قتله ، قال : لا ، والّذي بعث محمدا بالحق ، ما رأيته بتّة ، ولا أتاني فلمّا دخل الحارث على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «منعت الزكاة ، وأردت قتل رسولي»؟ قال : لا ، والّذي بعثك بالحق ، وما رأيته ولا أتاني ، وما أقبلت إلّا حين احتبس عليّ رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، خشيت أن تكون كانت سخطة من الله عزوجل ورسوله ، قال : فنزلت الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ ، فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) ، إلى هذا المكان (فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).

٦٦٥

ويزيد بن رومان ، وزاد يزيد فقال : كان رجلا جبانا ، فلمّا ركبوا يتلقّونه ظنّ أنّهم يريدون قتله.

وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : قال الوليد بن عقبة لعليّ : أنا أحدّ منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ، وأملأ للكتيبة منك. فقال عليّ : اسكت فإنّما أنت فاسق ، فنزلت (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (١).

وقال طارق بن شهاب : لمّا قدم الوليد أميرا على الكوفة ، أتاه سعد فقال : يا أبا وهب ، أكست بعدي أو استحمقت بعدك (٢).

وقال الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : كنّا في جيش بالروم ، ومعنا حذيفة ، وعلينا الوليد ، فشرب الخمر ، فأردنا أن نحدّه ، فقال حذيفة : أتحدون أميركم وقد دنوتم من عدوّكم ، فبلغه فقال :

لأشربنّ وإن كانت محرّمة

وأشربنّ على رغم أنف من رغما (٣)

وقال سعيد بن أبي عروبة ، عن عبد الله الدّاناج (٤) ، عن أبي ساسان

__________________

= وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٧ / ١٠٨ ، ١٠٩ وقال : رواه أحمد والطبراني ، ورجال أحمد ثقات ، كذا قال ، مع أن دينارا والد عيسى لم يوثّقه غير ابن حبّان على عادته في توثيق المجاهيل. ولم يرو عنه غير ابنه عيسى. وقال ابن عبد البرّ في «الاستيعاب» ٣ / ٦٣٢ : ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أنّ قوله عزوجل (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ) نزلت في الوليد بن عقبة.

(١) سورة السجدة ، الآية ١٨.

والحديث أورده السيوطي في «الدرّ المنثور» ٥ / ١٧٧ ، ١٧٨ ونسبه إلى الأغاني ٥ / ١٤٠ ، والواحدي ، وابن عديّ ، وابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر ، من طرق عن ابن عباس.

وقال الحافظ الذهبيّ في سير أعلام النبلاء ٣ / ٤١٥ : «إسناده قويّ ، لكنّ سياق الآية يدلّ على أنها في أهل النار».

(٢) الاستيعاب ٣ / ٦٣٣.

(٣) سير أعلام النبلاء ٣ / ٤١٤.

(٤) الداناج هو : عبد الله بن فيروز البصري.

٦٦٦

حصين بن المنذر قال : صلّى الوليد بن عقبة بالنّاس الفجر أربع ركعات وهو سكران ، ثمّ التفت إليهم وقال : أزيدكم. فركب ناس من الكوفة إلى عثمان فكلّمه عليّ في ذلك ، فقال له عثمان : دونك ابن عمّك فخذه. قال : قم يا حسن فاجلده. قال : فيم أنت وهذا؟ قال : بل ضعفت ووهنت ، قم يا عبد الله بن جعفر فاجلده ، فقام فجلده عليّ يعدّ حتّى بلغ أربعين. رواه مسلم (١).

وقيل : إنّ أهل الكوفة كذبوا عليه.

وذكر أبو مخنف لوط ـ وهو واه ـ عن خاله الصّعق (٢) بن زهير ، عن محمد بن مخنف قال : كان أوّل عمّال عثمان أحدث الوليد بن عقبة : كان يدني السّحرة ، ويشرب الخمر ، ويجالسه أبو زبيد الطائي النّصرانيّ. قال : وجاء ساحر من أهل بابل ، فأخذ يريهم حبلا في المسجد مستطيلا ، وعليه فيل يمشي ، وناقة تخبّ ، والنّاس يتعجّبون ، ثمّ يريهم حبلا يشتدّ حتى يدخل في فيه ، فيخرج من دبره ، ثمّ يضرب رأس رجل فيقع ناحية ، ثمّ يقول : قم. فيقوم. فرأى جندب بن كعب ذلك ، فأخذ سيفا وضرب عنق السّاحر وقال : أحيي نفسك ، فأمر الوليد بقتله ، فقام رجال من الأزد فمنعوه ، وقالوا : نقتله بعلج ساحر ، فسجنه ، وساق القصّة بطولها (٣).

__________________

(١) في الحدود (١٧٠٧) باب حدّ الخمر ، من طريق عبد العزيز بن المختار ، حدّثنا عبد الله بن فيروز مولى ابن عامر الداناج ، حدّثنا حصين بن المنذر أبو ساسان قال : شهدت عثمان بن عفّان وأتي بالوليد قد صلّى الصبح ركعتين ، ثم قال : أزيدكم؟ فشهد عليه رجلان ، أحدهما حمران أنه شرب الخمر ، وشهد آخر أنه رآه يتقيّا ، فقال عثمان : إنه لم يتقيّا حتى شربها ، فقال : يا علي قم فاجلده ، فقال علي : قم يا حسن فاجلده ، فقال الحسن : ولّ حارّها من تولّى قارّها ـ فكأنّه وجد عليه ـ فقال : يا عبد الله بن جعفر ، قم فاجلده ، فجلده ـ وعلي بعد ـ حتى بلغ أربعين ، فقال : أمسك ، ثم قال : جلد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أربعين ، وجلد أبو بكر أربعين ، وعمر ثمانين ، وكلّ سنّة ، وهذا أحبّ إليّ .. وانظر الأغاني ٥ / ١٢٦ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٤١٤.

(٢) في إحدى النسخ (الصعقب) وورد محرّفا في نسخة أخرى والتصحيح من (لسان الميزان ٤ / ٤٩٢).

(٣) انظر الأغاني ٥ / ١٤٣.

٦٦٧

(أبو رافع القبطيّ)(١) ع ـ مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اسمه إبراهيم ، وقيل : أسلم. وكان عبدا للعبّاس ، فوهبه للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلمّا بشّره بإسلام العبّاس أعتقه (٢).

روى عنه ابنه عبيد الله ، وحفيده الحسن بن عليّ بن أبي رافع ، وحفيده الفضل بن عبيد الله بن أبي رافع ، وعليّ بن الحسين ، وأبو سعيد المقبريّ ، وعمرو بن الشّريد الثّقفيّ ، وجماعة كثيرة.

وشهد أحدا والخندق. توفّي بعد مقتل عثمان (٣). ورواية عليّ بن الحسين عنه مرسلة. وقيل : توفّي سنة أربعين بالكوفة.

(أبو لبابة بن عبد المنذر)قيل : بقي إلى خلافة عليّ. وقد تقدّم.

وممّن كان في هذا الوقت :

__________________

(١) المغازي للواقدي ٢١٤ و ٣٧٨ و ٧٤٠ و ٨٣٨ و ٨٢٩ و ٨٨٢ ، ١٠٧٩ ، و ١٠٨٠ و ١٠٨١ و ١١١٣ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٢٣٨ ، مسند أحمد ٦ / ٨ ـ ١٠ ، و ٣٩٠ ـ ٣٩٣ ، طبقات ابن سعد ٤ / ٧٣ ـ ٧٥ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٧٠٤ ، تاريخ خليفة ٢٠٢ ، المحبّر لابن حبيب ٩٢ و ١٢٨ و ٤٠٦ ، المعارف ١٤٥ ، ١٤٦ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٤ رقم ٤٩ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٥١١ ، ٥١٢ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٦٩ و ٤١٤ و ٤٤٥ و ٤٤٥ و ٤٤٦ و ٤٤٩ و ٤٧٧ و ٤٧٨ و ٤٨٣ و ٥٤٥ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٢٨ و ٧٠ ، المنتخب من ذيل المذيّل ٥٥١ ، تاريخ الطبري ٢ / ٤٠٠ ، و ٤٦١ و ٤٦٢ و ٣ / ١٣ و ٢٥ و ٩٥ و ١٧٠ و ٤ / ١٥٦ و ٦ / ١٨٠ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٩ رقم ١٤٣ ، الجرح والتعديل ٢ / ١٤٩ ، المعجم الكبير للطبراني ١ / ٢٨٦ ، المستدرك ٣ / ٥٩٧ ، ٥٩٨ ، الأسامي والكنى للحاكم (مخطوطة دار الكتب) ١ (ورقة ١٩٦) ، الاستيعاب ٤ / ٦٨ ، أسد الغابة ٥ / ١٩١ ، الكامل في التاريخ ٢ / ١٥٤ و ٢٢٠ و ٢٧٢ و ٣١١ و ٣ / ٢٠٠ و ٣٩٩ و ٤٠٣ و ٥ / ٢٥٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ ج ٢ / ٢٣٠ رقم ٣٤٢ ، تحفة الأشراف ٩ / ١٩٨ ـ ٢٠٦ رقم ٦١٧ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٠٣ ، المعين في طبقات المحدّثين ٢٨ رقم ١٤٤ ، الكاشف ٣ / ٢٩٤ رقم ١٤٩ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٥٩٧ ، ٥٩٨ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ١٦ ، ١٧ رقم ٣ ، الوفيات لابن قنفذ ٥٤ رقم ٣٥ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٩٢ ، ٩٣ رقم ٤٠٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٢١ رقم ٥ ، النكت الظراف ٩ / ٢٠٠ و ٢٠٤ ، ٢٠٥ الإصابة ٤ / ٦٧ رقم ٣٩١ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٤٤٩.

(٢) طبقات ابن سعد ٤ / ٧٣.

(٣) ابن سعد ٤ / ٧٥.

٦٦٨

(سحيم (١) عبد بني الحسحاس)(٢) شاعر مفلق ، بديع القول ، لا صحبة له.

روى معمر ، عن سعيد بن عبد الرحمن ، عن السّائب قال : قيل لعمر رضي‌الله‌عنه : هذا عبد بني الحسحاس يقول الشّعر ، فدعاه فقال : كيف قلت؟

فقال :

ودّع سليمى إن تجهّزت غاديا (٣)

كفى الشّيب والإسلام للمرء ناهيا

قال : حسبك ، صدقت صدقت. هذا حديث صحيح (٤).

__________________

(١) سحيم : تصغير أسحم : الأسود.

(٢) البيان والتبيين ١ / ٧١ ، الشعر والشعراء ١ / ٣٢٠ ، ٣٢١ رقم ٦٥ ، طبقات ابن سلام ١٥٦ ، الزاهر للأنباري ١ / ٥٧٢ و ٢ / ٩٧ ، الأغاني ٢٢ / ٣٠٣ ـ ٣١١ ، جمهرة أنساب العرب ١٩٤ ، أسماء المغتالين ٢٧٢ ، شرح شواهد المغني ١١٢ ، سمط اللآلي ٧٢٠ ، وفيات الأعيان ١ / ٤٠ و ٢ / ٢٩٥ ، فوات الوفيات ٢ / ٤٢ ـ ٤٤ رقم ١٦٢ ، خزانة الأدب للبغدادي ١ / ٢٧١ ، الزركشي ١٢١ ، معجم الشعراء في لسان العرب (د. ياسين الأيوبي) ـ ص ٢٠٤ رقم ٤٦٢ ، تاريخ الأدب العربيّ ـ بروكلمان ١ / ١٧١ ، وانظر ديوان عبد بني الحسحاس ـ نشره عبد العزيز الميمني بالقاهرة ١٩٥٠ ، الإصابة ٢ / ١٠٩ ، ١١٠ رقم ٣٦٦٤.

قال ابن حزم في الجمهرة : «ومن بني عمرو بن مالك بن ثعلبة بن دودان : الحسحاس بن هند بن سفيان بن غضاف بن كعب بن سعد بن عمرو بن مالك بن ثعلبة. وعبدهم كان سحيم الشاعر».

وقال أبو بكر الهذليّ إن اسم عبد بني الحسحاس : حيّة. (الأغاني ٢٢ / ٣٠٣).

(٣) في البيت خرم ، وهو في الإصابة ٢ / ١١٠ ، والشطر الثاني فقط في الأغاني ٢٢ / ٣٠٣.

وفي ديوان سحيم ، والأغاني ٢٢ / ٣٠٤.

«عميرة ودّع إن تجهّزت غاديا».

(٤) قال الحافظ ابن حجر : أخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق سعيد بن عبد الرحمن ، عن السائب ، عن عمر ، أنّه كان لا يمرّ على أحد بعد أن يفيء الفيء إلّا أقامه ، ثم بينا هو كذلك إذ أقبل هذا مولى بني الحسحاس يقول الشعر .. الحديث. (٣ / ١١٠).

وفي الأغاني قال أبو الفرج (٢٢ / ٣٠٣) : أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان ، قال : حدّثنا أحمد بن منصور ، قال : حدّثنا الحسن بن موسى قال : حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن عليّ بن زيد ،

٦٦٩

وهذه قصيدة طنّانة يقول فيها :

جنونا بها فيما اعتلقنا علاقة

علاقة حبّ ما استسرّ وباديا (١)

 ليالي تصطاد الرجال (٢) بفاحم

تراه أثيثا (٣) ناعم النّبت عافيا (٤)

 وجيد كجيد الرّيم ليس بعاطل

من الدّرّ والياقوت أصبح حاليا

 كأنّ الثريّا علقت فوق نحرها

وجمر غضى هبّت له الرّيح زاكيا

 إذا اندفعت في ريطة وخميصة

وألقت بأعلى الرأس سبّا (٥) يمانيا (٦)

 تريك غداة البين كفّا ومعصما

ووجها كدينار الأعزّة صافيا

 فلو كنت وردا لكونه لعشقتني

ولكنّ ربّي شانني (٧) بسواديا

 أتكتم حييتم على النّاي تكتّما

تحيّة من أمسى بحبّك مغرما

 وماشية مشي القطاة اتّبعتها

من السير (٨) تخشى أهلها أن تكلّما

 فقالت له : يا ويح غيرك إنّني

سمعت كلاما (٩) بينهم يقطر الدّما

__________________

= عن الحسن ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم تمثّل :

كفى بالإسلام والشيب ناهيا

فقال أبو بكر : يا رسول الله :

كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا

فجعل لا يطيقه ، فقال أبو بكر : أشهد أنك رسول الله «وما علّمناه الشّعر وما ينبغي له».

(١) في الديوان :

جنونا بها فيما اعتشرنا علالة

علاقة حبّ مستسرّا وباديا

(٢) في الديوان «القلوب» بدل «الرجال».

(٣) أثيثا : كثيرا.

(٤) عافيا : كثيرا.

(٥) السب : الخمار.

(٦) في الديوان ورد عجز البيت :

ولانت بأعلى الردف بردا يمانيا

(٧) في المنتقى «ساءني» ، والمثبت من النسخة (ح) ، والديوان.

(٨) في الأغاني ٢٢ / ٣٠٨ «الستر».

(٩) في الأغاني ٢٢ / ٣٠٩ «حديثا».

٦٧٠

وله من قصيدة :

وإن لا تلاقي الموت في اليوم فاعلمن

بأنّك رهن أن تلاقيه غدا (١)

 رأيت المنايا لم يدعن محمّدا

ولا أحدا إلّا له الموت أرصدا

 وقيل إنّ سحيما لمّا أكثر التّشبيب بنساء الحيّ عزموا على قتله ، فبكت امرأة كان يرمى بها ، فقال :

أمن سميّة دمع العين مذروف

لو أنّ ذا منك قبل اليوم معروف

 المال مالكم والعبد عبدكم

فهل عذابك عنّي اليوم مصروف

 كأنّها يوم صدّت ما تكلّمنا

ظبي بعسفان ساجي الطّرف (٢) مطروف

ثم قتل عفا الله عنه.

__________________

(١) هنا آخر مصوّرة الجزء الثاني من النسخة (ع).

(٢) في الديوان «العين» بدل «الطرف».

٦٧١

كان الفراغ من تحقيق هذا الجزء وتخريج أحاديثه وضبط نصّه ، والإحالة إلى مصادره ، في يوم الجمعة الواقع في ١٥ من ربيع الآخر سنة ١٤٠٦ ه‍. الموافق ٢٧ كانون الأول (ديسمبر) ١٩٨٥ م. على يد طالب العلم : «عمر بن عبد السلام تدمري» الطرابلسيّ مولدا وموطنا. بمنزله بساحة النجمة بطرابلس الشام المحروسة. والحمد لله رب العالمين.

يليه الجزء الرابع

وفيه

حوادث ووفيات

(٤١ ـ ٨٠ ه‍)

٦٧٢

الفهارس

١ ـ فهرس مصادر ومراجع التحقيق.

٢ ـ فهرس الآيات الكريمة.

٣ ـ فهرس الأحاديث الشريفة.

٤ ـ فهرس الأشعار والأراجيز.

٥ ـ فهرس الأمم والقبائل والشعوب.

٦ ـ فهرس الألفاظ اللغوية والمصطلحات.

٧ ـ فهرس الأعوام والأيام والليالي.

٨ ـ فهرس أعلام الرجال.

٩ ـ فهرس أعلام النساء.

١٠ ـ فهرس الأماكن.

١١ ـ فهرس الموضوعات.

١٢ ـ فهرس الوفيات على حروف المعجم.

٦٧٣
٦٧٤

(١)

مصادر ومراجع التّحقيق

ـ أ ـ

١ ـ أباطيل يجب أن تُمحى من التاريخ ، للدكتور إبراهيم شَعْوَط.

٢ ـ أحوال الرجال ، للجوزجاني.

٣ ـ أخبار شعراء الشيعة ، للمرزباني.

٤ ـ الأخبار الطوال ، لابن قتيبة.

٥ ـ أخبار العباس وولده ، لمؤرّخ مجهول.

٦ ـ أخبار القضاة ، لوكيع.

٧ ـ أخبار مكة ، للأزرقيّ.

٨ ـ الأخبار النساء لابن قيم الجوزية.

١٠ ـ الإرشاد إلى معرفة البلاد ، للخليلي.

١١ ـ الأسامي والكُنى ، للحاكم النيسابوري (مخطوطة دار الكتب المصرية).

١٢ ـ الاستبصار.

١٣ ـ الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، لابن عبد البرّ.

٦٧٥

١٤ ـ أسد الغابة ، لابن الأثير.

١٥ ـ أسماء المغتالين ، لابن حبيب.

١٦ ـ الإرشادات إلى معرفة الزيارات ، للهروي.

١٧ ـ الأشباه والنظائر.

١٨ ـ الاشتقاق ، لابن دُرَيْد.

١٩ ـ أشهر مشاهير الإسلام.

٢٠ ـ الإصابة في تمييز الصحابة ، لابن حجر.

٢١ ـ الأعلام ، للزركلي.

٢٢ ـ أعيان الشيعة ، لمحسن الأمين.

٢٣ ـ الأغاني ، لأبي الفرج الأصفهاني.

٢٤ ـ الإكليل ، للهمذاني.

٢٥ ـ الإكمال ، لابن ماكولا.

٢٦ ـ الأمالي ، للقالي.

٢٧ ـ الأمالي ، للمرتضى.

٢٨ ـ الأمالي ، لليزيدي.

٢٩ ـ الإمامة والسياسة ، لابن قبيبة.

٣٠ ـ أمراء دمشق في الإسلام ، للصفدي.

٣١ ـ الأموال ، لأبي عبيد بن سلام.

٣٢ ـ الأنساب ، لابن السمعاني.

٣٣ ـ أنساب ، الأشراف ، للبلاذري (الطبعات المختلفة).

٣٤ ـ الأوائل ، لابن أبي عاصم.

٣٥ ـ الإيناس بعلم الأنساب ، للوزير المغربي.

٦٧٦

ـ ب ـ

٣٦ ـ البدء والتاريخ ، للمقدسي.

٣٧ ـ البداية والنهاية في التاريخ ، لابن كثير.

٣٨ ـ البرصان والعُرْجان ، للجاحظ.

٣٩ ـ بصائر ذوي التمييز ، للفيروز أبادي.

٤٠ ـ بُغْية الوُعاة في أخبار النُّحاة ، للسيوطي.

٤١ ـ البيان المغرب ، لابن عذارى المرّاكشي.

٤٢ ـ البيان والتبيين ، للجاحظ.

ـ ت ـ

٤٣ ـ تاج العروس ، للزّبيدي.

٤٤ ـ التاريخ ، لأب زُرْعة الدمشقي.

٤٥ ـ التاريخ ، لبن معين.

٤٦ ـ تاريخ الأدب العربي ، لكارل بروكلمان.

٤٧ ـ تاريخ بغداد ، للخطيب البغداد ..

٤٨ ـ تاريخ بيروت وأمراء بني بُحْتُر ، لصالح بن يحيى.

٤٩ ـ تاريخ ثغر عدن ، لابي مَخْرَمة.

٥٠ ـ تاريخ الخلفاء ، للسيوطي.

٥١ ـ تاريخ خليفة بن خياط.

٥٢ ـ تاريخ الخميس لأنفس نفيس ، للديار بكري.

٥٣ ـ تاريخ دمشق ، لابن عساكر الدمشقي (مخطوط الأزهرية ، والتيمورية ، والظاهرية ، والمطبوعة).

٥٤ ـ تاريخ الرسل والملوك ، للطبري.

٦٧٧

٥٥ ـ تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض والأنبياء ، لحمزة الأصبهاني.

٥٦ ـ التاريخ الصغير ، للبخاري.

٥٧ ـ تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور (الجزء الثاني) ، للمحقّق د. عمر تدمري.

٥٨ ـ التاريخ الكبير ، للبخاري.

٥٩ ـ تاريخ واسط ، لبحشل.

٦٠ ـ تاريخ اليعقوبي.

٦١ ـ تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ، لابن حجر.

٦٢ ـ تتمّة طبقات المالكية ، لابن مخلوف.

٦٣ ـ تجريد أسماء الصحابة ، للذهبي.

٦٤ ـ تحسين القبيح وتقبيح الحَسَن ، للثعالبي.

٦٥ ـ تحفة الأشراف بمعرفة الاطراف ، للمزّي.

٦٦ ـ التحفة اللطيفة ، للسخاوي.

٦٧ ـ تذكرة الحُقّاظ ، للذهبي.

٦٨ ـ التذكرة الحمدونية ، لابن حمدون.

٦٩ ـ التذكرة السعدية.

٧٠ ـ التذكرة الفخرية ، للإربلي.

٧١ ـ ترتيب الثقات ، للعِجْلي.

٧٢ ـ تسمية أزواج النبي وأولاده ، لاب عُبَيْدة.

٧٣ ـ تعجيل المنفعة ، لابن حجر.

٧٤ ـ التعليقات والنوادر ، لأبي على الهجري.

٧٥ ـ التفسير ، لابن كثير.

٧٦ ـ التفسير ، للطبري.

٧٧ ـ تقريب التهذيب ، لابن حجر.

٦٧٨

٧٨ ـ تلخيص المستدرك على الصحيحين ، الذهبي.

٧٩ ـ تلقيح فهوم أهل الأثر ، لابن الجوزي.

٨٠ ـ التمهيد والبيان.

٨١ ـ التنبيه والإشراف ، للمسعودي.

٨٢ ـ تهذيب الأسماء واللغات ، للنووي.

٨٣ ـ تهذيب تاريخ دمشق ، لابن عساكر (هذّبه ابن بدران).

٨٤ ـ تهذيب التهذيب ، لابن حجر.

٨٥ ـ تهذيب سيرة ابن هشام.

٨٦ ـ تهذي الكمال في أسماء الرجال ن للمزّي (المطبوع والمصوَّر).

ـ ث ـ

٨٧ ـ الثقات ، لابن حبّان.

٨٨ ـ ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ، للثعالبي.

ـ ج ـ

٨٩ ـ الجامع ، لبامطرف.

٩٠ ـ جامع الأصول لأحاديث الرسول ن لابن الأثير.

٩١ ـ الجامع الصحيح ، للترمذي.

٩٢ ـ الجرح والتعديل ، لابن أبي حاتم الرازي.

٩٣ ـ الجمع بين رجال الصحيحين ، لابن القُيْسرانيّ.

٩٤ ـ جمهرة الأمثال.

٩٥ ـ جمهرة أنساب العرب ، لابن حزم.

٩٦ ـ جمهرة النسب ، لابن الكلبي.

٦٧٩

ـ ح ـ

٩٧ ـ حذف من نسب قريش ، للزبيري.

٩٨ ـ حسن المحاضرة ف أخبار مصر والقاهرة ، للسيوطي.

٩٩ ـ الحلّة السّيراء ، لابن الأبّار.

١١٠ ـ حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، لأبي نعيم الأصبهاني.

١٠١ ـ حلية الفرسان.

١٠٢ ـ الحماسة البصرية.

١٠٣ ـ حور العين ، للحِمْيَري.

١٠٤ ـ حياة الحيوان ، للدميري.

ـ خ ـ

١٠٥ ـ الخراج وصناعة الكتابة ، لقُدامة بن جعفر.

١٠٦ ـ خزانة الأدب ولبّ لباب العرب ، للبغدادي.

١٠٧ ـ خلاصة تذهيب التهذيب ، للخزرجي الأنصاري.

١٠٨ ـ الخيل ، لأبي عُبَيْدة.

ـ د ـ

١٠٩ ـ دائرة المعارف الإسلامية ، لجماعة من المستشرقين.

١١٠ ـ الدُّر المنثور ، للسيوطي.

١١١ ـ دلائل النّبُوّة ، للبَيْهقيّ.

١١٢ ـ دُوَل الإسلام ، للذهبي.

١١٣ ـ ديوان أبي محجن.

١١٤ ـ ديوان جرير.

١١٥ ـ ديوان حاتم الطائي.

٦٨٠