تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

فبايعنا أبا بكر ، وكان لذلك أهلا ، لم يختلف عليه منّا اثنان ، ولم يشهد بعضنا على بعض ، ولم نقطع منه البراءة ، فأدّيت إلى أبي بكر حقّه ، وعرفت له طاعته ، وغزوت معه في جنوده ، وكنت آخذ إذا أعطاني ، وأغزو إذا أغزاني ، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي ، فلمّا قبض ، ولّاها (١) عمر ، فأخذ بسنّة صاحبه ، وما يعرف من أمره ، فبايعنا عمر ، لم يختلف عليه منّا اثنان ، ولم يشهد بعضنا على بعض ، ولم نقطع البراءة منه. فأدّيت إلى عمر حقّه ، وعرفت طاعته ، وغزوت معه في جيوشه ، وكنت آخذ إذا أعطاني ، وأغزوا إذا أغزاني ، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي.

فلمّا قبض تذكّرت في نفسي قرابتي وسابقتي وسالفتي وفضلي ، وأنا أظنّ أن لا يعدل بي ، ولكن خشي أن لا يعمل الخليفة بعده ذنبا إلا لحقه في قبره ، فأخرج منها نفسه وولده ، ولو كانت محاباة منه لآثر بها ولده فبرئ منها إلى رهط من قريش ستّة ، أنا أحدهم.

فلمّا اجتمع الرّهط تذكّرت في نفسي قرابتي وسابقتي وفضلي ، وأنا أظنّ أنّ لا يعدلوا بي ، فأخذ عبد الرحمن مواثقنا على أن نسمع ونطيع لمن ولّاه الله أمرنا ، ثمّ أخذ بيد ابن عفّان فضرب بيده على يده ، فنظرت في أمري ، فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي ، وإذا ميثاقي قد أخذ لغيري ، فبايعنا عثمان ، فأدّيت له حقّه ، وعرفت له طاعته ، وغزوت معه في جيوشه ، وكنت آخذ إذا أعطاني ، وأغزو إذا أغزاني ، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي.

فلمّا أصيب نظرت في أمري ، فإذا الخليفتان اللّذان أخذاها بعهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليهما بالصّلاة قد مضيا ، وهذا الّذي قد أخذ له الميثاق ، قد

__________________

(١) في تاريخ الخلفاء «تولّاها».

٦٤١

أصيب ، فبايعني أهل الحرمين ، وأهل هذين المصرين (١).

روى إسحاق بن راهويه نحوه ، عن عبدة بن سليمان ، ثنا أبو العلاء سالم المراديّ ، سمعت الحسن ، وروى نحوه وزاد في آخره : فوثب فيها من ليس مثلي ، ولا قرابته كقرابتي ، ولا علمه كعلمي ، ولا سابقته كسابقتي ، وكنت أحقّ بها منه (٢).

قالا : فأخبرنا عن قتالك هذين الرجلين ـ يعنيان : طلحة والزّبير ـ قال : بايعاني بالمدينة ، وخلعاني (٣) بالبصرة ، ولو أنّ رجلا ممّن بايع أبا بكر وعمر خلعه لقاتلناه.

وروى نحوه الجريريّ ، عن أبي نضرة.

[وقال أبو عتّاب الدّلّال : ثنا مختار بن نافع التّيمي ، ثنا أبو حيّان التّيميّ ، عن أبيه عن عليّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «رحم الله أبا بكر ، زوّجني ابنته ، وحملني إلى دار الهجرة ، وأعتق بلالا. رحم الله عمر ، يقول الحقّ ، ولو كان مرّا ، تركه الحقّ وما له من صديق. رحم الله عثمان تستحييه الملائكة. رحم الله عليّا ، اللهمّ أدر الحقّ معه حيث دار (٤)] (٥).

وقال إسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد ، سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله»

__________________

(١) الحديث بطوله ذكره السيوطي في «تاريخ الخلفاء ـ ص ١٧٧ ، ١٧٨ نقلا عن تاريخ دمشق لابن عساكر.

(٢) تاريخ الخلفاء ١٧٨.

(٣) في منتقى الأحمدية ، ومنتقى ابن الملّا «وخالفاني».

(٤) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٩٨) وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه. واختصره الحاكم في المستدرك ٣ / ١٢٤ ، ١٢٥ وفيه «المختار بن نافع التميمي» والصحيح «التيمي».

(٥) ما بين الحاصرتين مستدرك من النسختين (ع) و (ح) ومنتقى الأحمدية.

٦٤٢

فقال أبو بكر : أنا هو؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو؟ قال : لا ، ولكنّه خاصف النّعل ، وكان أعطى عليّا نعله يخصفها (١).

قلت (٢) : فقاتل الخوارج الذين أوّلوا القرآن برأيهم وجهلهم.

وقال خارجة بن مصعب ، عن سلّام بن أبي القاسم ، عن عثمان بن أبي عثمان قال : جاء أناس إلى عليّ فقالوا : أنت هو ، قال : من أنا! قالوا : أنت هو ، قال : ويلكم من أنا؟ قالوا : أنت ربّنا ، قال : ارجعوا ، فأبوا ، فضرب أعناقهم ، ثمّ خدّ (٣) لهم في الأرض ، ثمّ قال : يا قنبر ائتني بحزم الحطب ، فحرّقهم بالنّار وقال :

لما رأيت الأمر امرا منكرا

أوقدت ناري ودعوت قنبرا(٤)

 وقال أبو حيّان التّيمي : حدّثني مجمّع ، أنّ عليا كان يكنس بيت المال ثمّ يصلّي فيه ، رجاء أن يشهد له أنّه لم يحبس فيه المال عن المسلمين (٥).

وقال أبو عمرو بن العلاء ، عن أبيه قال : خطب عليّ فقال : أيّها

__________________

(١) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٩٩) وهو طويل ، من طريق شريك ، عن منصور ، عن ربعيّ بن حراش قال : أخبرنا علي بن أبي طالب بالرحبة فقال : «لما كان يوم الحديبيّة ...». قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه من حديث ربعيّ عن عليّ. وأخرجه أحمد في المسند ٣ / ٣٣ كما هو هنا ، وانظر ٣ / ٨٢ و ٦ / ٦. و ١٢١ و ١٦٧ و ٢٤٢ و ٢٦٠ ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٢٢ ، ١٢٣ ، وصحّحه الذهبي ، وهو في مجمع الزوائد للهيثمي ٩ / ١٣٣ ، وقال الحاكم : حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وانظر حلية الأولياء ١ / ٦٧ ، وتاريخ بغداد ١ / ١٣٤.

(٢) أي الحافظ الذهبي.

(٣) في نسخة الدار (خذ) والتصحيح من ذخائر العقبي ٩٢ وبقيّة النّسخ.

(٤) ذخائر العقبي ـ ص ٩٢.

(٥) أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب ٣ / ٤٩ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٨١ ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ١٨٠ ، ١٨١ ، وأحمد في الزهد ١٦٣.

٦٤٣

النّاس ، والله الّذي لا إله إلّا هو ، ما رزأت (١) من مالكم قليلا ولا كثيرا ، إلّا هذه القارورة ، وأخرج قارورة فيها طيب ، ثمّ قال : أهداها إليّ دهقان (٢).

وقال ابن لهيعة : ثنا عبد الله بن هبيرة ، عن عبد الله بن زرير الغافقي قال : دخلت على عليّ يوم الأضحى فقرّب إلينا خزيرة (٣) ، فقلت : لو قرّبت إلينا من هذا الإوزّ (٤) ، فإن الله قد أكثر الخير ، قال : إنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يحلّ للخليفة من مال الله إلّا قصعتان ، قصعة يأكلها هو وأهله ، وقصعة يضعها بين يدي النّاس (٥)».

وقال سفيان الثّوريّ : إذا جاءك عن عليّ شيء فخذ به ، ما بنى لبنة ، على لبنة ، ولا قصبة على قصبة ، ولقد كان يجاء بجيوبه في جراب.

وقال عبّاد بن العوّام ، عن هارون بن عنترة (٦) ، عن أبيه قال : دخلت على عليّ بالخورنق ، وعليه سمل (٧) قطيفة ، فقلت : يا أمير المؤمنين إنّ الله قد جعل لك لأهل بيتك في هذا المال نصيبا ، وأنت تفعل هذا بنفسك! فقال : إنّي والله ما أرزؤكم شيئا (٨) ، وما هي إلّا قطيفتي التي أخرجتها من بيتي (٩).

__________________

(١) أي ما أخذت. (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير). وفي نسخة دار الكتب «رزئت» ، وفي النسخة (ح) «زويت» وكلاهما تحريف.

(٢) أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب ٣ / ٤٩ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٨١ وفيه «أهداها إلى مولاي دهقان» ، وانظر نهاية الأرب ٢٠ / ٢١٩.

(٣) الخزيرة : لحم يقطّع صغارا ويصبّ عليه ماء كثير ، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق.

(٤) في نسخة دار الكتب ، و (ح) «الوز» ، وهو جائز. وفي مسند أحمد «لو قرّبت إلينا من هذا البط يعني الوزّ».

(٥) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٧٨.

(٦) في ع (عنزة) وفي ح (هتيرة) والتصحيح من نسخة الدار والتقريب والحلية.

(٧) السمل : الخلق من الثياب. وفي ح (شمل) وهو تصحيف.

(٨) في الحلية : «ما أرزؤكم من مالكم شيئا».

(٩) حلية الأولياء ١ / ٨٢ ، صفة الصفوة ١ / ٣١٧.

٦٤٤

وعن عليّ أنّه اشترى قميصا بأربعة دراهم فلبسه ، وقطع ما فضل عن أصابعه من الكمّ (١).

وعن جرموز قال : رأيت عليّا وهو يخرج من القصر ، وعليه إزار إلى نصف السّاق ، ورداء مشمّر ، ومعه درّة يمشي بها في الأسواق ، ويأمرهم بتقوى الله وحسن البيع ، ويقول : أوفوا الكيل والميزان ، ولا تنفخوا اللّحم (٢).

وقال الحسن بن صالح بن حيّ : تذاكروا الزّهاد عند عمر بن عبد العزيز ، فقال : أزهد النّاس في الدّنيا عليّ بن أبي طالب.

وعن رجل أنّه رأى عليّا قد ركب حمارا ودلّى رجليه إلى موضع واحد ، ثمّ قال : أنا الّذي أهنت الدّنيا.

وقال هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن عمّار الحضرميّ ، عن أبي عمر زاذان ، أنّ رجلا حدّث عليّا بحديث ، فقال : ما أراك إلّا قد كذبتني ، قال : لم أفعل ، قال : إن كنت كذبت أدعو عليك ، قال : ادع ، فدعا ، فما برح حتّى عمي (٣).

وقال عطاء بن السّائب ، عن أبي البختريّ ، عن عليّ قال : وأبردها على الكبد إذا سئلت عمّا لا أعلم أن أقول : والله أعلم (٤).

وقال خيثمة بن عبد الرحمن : قال عليّ : من أراد أن ينصف النّاس ،

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٩ ، صفة الصفوة ١ / ٣١٨ ، حلية الأولياء ١ / ٨٣.

(٢) أخرجه ابن سعد ٣ / ٢٨ ، وابن عبد البرّ في الاستيعاب ٣ / ٤٨ ، ٤٩ ، والنويري في نهاية الأرب ٢٠٠ / ٢٢٠ ، ٢٢١.

(٣) أخرجه أحمد في كتاب الزهد ١٦٤ ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ١٧٩ وقال رواه أبو نعيم في الدلائل.

(٤) تاريخ الخلفاء ١٨٦.

٦٤٥

من نفسه فليحبّ لهم ما يحبّ لنفسه.

وقال عمرو بن مرّة ، عن أبي البختريّ قال : جاء رجل إلى عليّ فاثنى عليه ، وكان قد بلغه عنه أمر ، فقال : إنّي لست كما تقول ، وأنا فوق ما في نفسك (١).

وقال محمد بن بشر الأسدي ـ وهو صدوق ـ ثنا موسى بن مطير ـ وهو واه ـ عن أبيه ، عن صعصعة بن صوحان قال : لمّا ضرب عليّ أتيناه ، فقلنا : استخلف ، قال : إن يرد الله بكم خيرا استعمل عليكم خيركم ، كما أراد بنا خيرا واستعمل علينا أبا بكر (٢).

وروى الحسن بن عمارة ، عن الحكم ، عن أبي وائل قال : قيل لعليّ : ألا توصي؟ قال : ما أوصى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأوصي ، ولكن إن يرد الله بالنّاس خيرا سيجمعهم على خيرهم ، [كما جمعهم بعد نبيّهم على خيرهم] (٣).

وروي بإسناد آخر ، عن الشّعبي ، عن أبي وائل ، روى عبد الملك بن سلع الهمدانيّ ، عن عبد خير ، عن عليّ قال : استخلف أبو بكر ، فعمل بعمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسنّته ، الحديث (٤).

وقال الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن عبد الله بن سبع ، سمع عليّا يقول : لتخضبنّ هذه من هذه ، فما ينتظرني إلّا شقيّ (٥) ، قالوا : يا أمير المؤمنين ، فأخبرنا عنه نبرّ (٦) ، عترته ، قال : أنشدكم بالله أن تقتلوا

__________________

(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي ١٨٢.

(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٥.

(٣) ما بين الحاصرتين مستدرك من النسختين (ع) و (ح) ، ومنتقى ابن الملا.

(٤) أخرجه أحمد في المسند ١ / ١٢٨.

(٥) في طبقات ابن سعد «فما ينتظر بالأشقى».

(٦) في طبقات ابن سعد «نبير». أي نهلك. انظر تاج العروس (أبر ـ بور).

٦٤٦

غير قاتلي (١) ، قالوا : فاستخلف علينا ، قال : لا ، ولكنّي أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالوا : فما تقول لربّك إذا أتيته؟ قال : أقول : اللهمّ تركتني فيهم ما بدا لك ، ثمّ قبضتني إليك ، وأنت فيهم ، إن شئت أصلحتهم ، وإن شئت أفسدتهم (٢).

وقال الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ثعلبة بن يزيد الحمّاني (٣) سمعت عليّا يقول : أشهد أنّه كان يسرّ إليّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لتخضبنّ هذه من هذه ، يعني لحيته من رأسه ، فما يحبس أشقاها» (٤).

وقال شريك ، عن عثمان بن أبي زرعة ، عن زيد بن وهب قال : قدم على عليّ قوم من البصرة من الخوارج ، فقال منهم الجعد من نعجة (٥) : اتّق الله يا عليّ فإنّك ميّت ، فقال عليّ : بل مقتول : ضربة على هذه تخضب هذه ، عهد معهود وقضاء مقضيّ ، وقد خاب من افترى ، قال : وعاتبه في لباسه فقال : ما لكم وللباسي هو أبعد من الكبر ، وأجدر أن يقتدي بي المسلم (٦).

__________________

(١) هنا تحريف في نسخة دار الكتب ، والتصحيح من ذخائر العقبي ١١٢ وبقية النسخ. وفي طبقات ابن سعد «إذا والله تقتلوا بي غير قاتلي».

(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٣٤ ، والهيثمي في «مجمع الزوائد» ٩ / ١٣٧ وقال : رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن «سبيع» وهو ثقة ، ورواه البزّار بإسناد حسن. وانظر مروج الذهب ٢ / ٤٢٥.

(٣) في النسخة (ح) «الجماني» وهو تصحيف.

(٤) أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب ٣ / ٦٠ ، وابن سعد في الطبقات ٣ / ٣٤ من طريق إسرائيل ، عن سنان بن حبيب ، عن نبل بنت بدر ، عن زوجها قال : سمعت عليّا يقول .. وانظر نهاية الأرب ٢٠ / ٢١١ وقد أثبت «الجماني».

(٥) في الزهد لأحمد ١٦٥ وصفة الصفوة لابن الجوزي ١ / ٣٣٢ «بعجة» بالباء.

(٦) أخرجه أحمد في الزهد ١٦٥ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٨٢ ، ٨٣ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٣ ، وتابعه الذهبي في تلخيصه ، وابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٣٣٢.

٦٤٧

وقال فطر (١) ، عن أبي الطّفيل : إنّ عليّا رضي‌الله‌عنه تمثّل :

اشدد حيازيمك للموت

فإنّ الموت لاقيكا (٢)

 ولا تجزع من القتل (٣)

إذا حلّ بواديكا (٤)

وقال ابن عيينة ، عن عبد الملك بن أعين ، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدّؤليّ ، عن أبيه ، عن عليّ قال : أتاني عبد الله بن سلّام ، وقد وضعت قدمي في الغرز ، فقال لي ، لا تقدم العراق فإنّي أخشى أن يصيبك بها ذباب السّيف ، قلت : وايم الله لقد اخبرني به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال أبو الأسود : فما رأيت كاليوم قطّ محاربا يخبر بذا عن نفسه (٥).

قال ابن عيينة : كان عبد الملك رافضيّا.

وقال يونس بن بكير : حدّثني عليّ بن أبي (٦) فاطمة ، حدّثني الأصبغ الحنظليّ قال : لمّا كانت اللّيلة التي أصيب فيها عليّ أتاه ابن النّبّاح (٧) حين طلع الفجر ، يؤذنه بالصّلاة ، فقام يمشي ، فلمّا بلغ الباب الصغير ، شدّ عليه عبد الرحمن بن ملجم ، فضربه ، فخرجت أمّ كلثوم (٨) فجعلت تقول :

__________________

(١) في نسخة دار الكتب «قطر» بالقاف ، وهو تصحيف ، والتصحيح من بقية النسخ.

(٢) في طبقات ابن سعد ٣ / ٣٣ «آتيك» ، وكذا في صفة الصفوة ١ / ٣٣٣ والحيازيم : مفردها حيزوم. وهو ما اشتمل عليه الصدر. والمعنى. وطّن نفسك على الموت.

(٣) في طبقات ابن سعد «الموت» وكذا في منتقى الأحمدية.

(٤) في الطبقات «بواديك». والبيتان في «الكامل» للمبرّد ٣ / ٩٣٢ وصفة الصفوة ١ / ٣٣٣ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٣٨ ، والمعجم الكبير ١ / ١٠٥ وأنساب الأشراف ٤٩٩.

(٥) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٠ وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وتعقّبه الذهبي في تلخيصه فقال : ابن بشار ذو مناكير وابن أعين غير مرضيّ. وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٩ / ١٣٨ وقال : رواه ابو يعلى والبزار بنحوه ، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون. وانظر : ذخائر العقبي ١٠٢.

(٦) (أبي) مستدركة من (ع) ، والتقريب.

(٧) هو عامر بن النّبّاح مؤذّن عليّ رضي‌الله‌عنه.

(٨) أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب وزوج عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنهم أجمعين. انظر عنها :

طبقات ابن سعد ٨ / ٤٦٣.

٦٤٨

ما لي ولصلاة الصّبح ، قتل زوجي عمر صلاة الغداة ، وقتل أبي صلاة الغداة.

وقال أبو جناب الكلبيّ : حدّثني أبو عون الثّقفي ، عن ليلة قتل عليّ قال : قال الحسن بن عليّ : خرجت البارحة وأمير المؤمنين يصلّي فقال لي : يا بنيّ إنّي بتّ البارحة أوقظ اهلي لأنّها ليلة الجمعة صبيحة بدر ، لسبع عشرة من رمضان ، فملكتني عيناي ، فسنح لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، ما ذا لقيت من أمّتك من الأود واللّدد (١) ، فقال : «ادع عليهم» فقلت : اللهمّ أبدلني بهم من هو خير منهم ، وأبدلهم بي من هو شرّ منّي. فجاء ابن النّبّاح فآذنه بالصّلاة ، فخرج ، وخرجت خلفه ، فاعتوره رجلان : أمّا أحدهما فوقعت ضربته في السّدّة ، وأمّا الآخر فأثبتها في رأسه (٢).

وقال جعفر بن محمد ، عن أبيه ، إنّ عليّا كان يخرج إلى الصّلاة ، وفي يده درّة يوقظ النّاس بها ، فضربه ابن ملجم ، فقال عليّ أطعموه واسقوه فإن عشت فأنا وليّ دمي (٣).

رواه غيره ، وزاد : فإن بقيت قتلت أو عفوت فإن متّ فاقتلوه قتلتي ، ولا تعتدوا إنّ الله لا يحبّ المعتدين (٤).

وقال محمد بن سعد (٥) : لقي ابن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعيّ ،

__________________

(١) الأود : العوج. واللّدد : الخصومة.

(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٣٦ ، ٣٧ في حديث طويل ، وابن عبد البرّ في الاستيعاب ٣ / ٦١ ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ١٧٥ ، وانظر : نهاية الأرب ٢٠ / ٢١٢ ، ٢١٣ ، الرياض النضرة ٢ / ٢٤٥.

(٣) أخرج الحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٤ نحوه ، من طريق عبد العزيز بن الخطاب ، عن عليّ بن غراب ، عن مجالد ، عن الشعبيّ.

(٤) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٣٥.

(٥) في الطبقات ٣ / ٣٦ ، ٣٧.

٦٤٩

فأعلمه بما عزم عليه من قتل عليّ ، فوافقه ، قال : وجلسا مقابل السّدة التي يخرج منها عليّ ، قال الحسن : وأتيته سحرا ، فجلست إليه فقال : إنّي ملكتني عيناي وأنا جالس ، فسنح لي النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكر المنام المذكور. قال وخرج وأنا خلفه ، وابن النّبّاح بين يديه ، فلمّا خرج من الباب نادى : أيّها النّاس الصّلاة الصّلاة ، وكذلك كان يصنع كلّ يوم ، ومعه درّته يوقظ النّاس ، فاعترضه الرجلان ، فضربه ابن ملجم على دماغه ، وأمّا سيف شبيب فوقع في الطّاق ، وسمع النّاس عليّا يقول : لا يفوتنّكم الرجل ، فشدّ الناس عليهما من كلّ ناحية ، فهرب شبيب ، وأخذ عبد الرحمن ، وكان قد سمّ سيفه.

ومكث عليّ يوم الجمعة والسبت ، وتوفّي ليلة الأحد ، لإحدى عشرة ليلة بقيت من رمضان (١). فلمّا دفن أحضروا ابن ملجم ، فاجتمع النّاس ، وجاءوا بالنّفط والبواري ، فقال محمد بن الحنفيّة ، والحسين ، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب : دعونا نشتفّ منه ، فقطع عبد الله يديه ورجليه ، فلم يجزع ولم يتكلّم ، فكحل عينيه ، فلم يجزع ، وجعل يقول : إنّك لتكحل عيني عمّك ، وجعل يقرأ : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (٢) حتّى ختمها ، وإنّ عينيه لتسيلان ، ثمّ أمر به فعولج عن لسانه ليقطع ، فجزع ، فقيل له في ذلك. فقال : ما ذاك بجزع ، ولكنّي أكره أن أبقى في الدّنيا فواقا لا أذكر الله ، فقطعوا لسانه ، ثمّ أحرقوه في قوصرة ، وكان أسمر ، حسن الوجه ، أفلج ، شعره مع شحمة أذنيه ، وفي جبهته أثر السّجود (٣).

ويروى أنّ عليّا رضي‌الله‌عنه أمرهم أن يحرّقوه بعد القتل.

وقال جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : صلّى الحسن على عليّ ، ودفن

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٣٧.

(٢) أول سورة العلق.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٣٩ ، وانظر الأخبار الطوال لابن قتيبة ٢١٥.

٦٥٠

بالكوفة ، عند قصر الإمارة ، وعمّي قبره (١).

وعن أبي بكر بن عيّاش قال : عمّوه لئلّا تنبشه الخوارج (٢).

وقال شريك ، وغيره : نقله الحسن بن عليّ إلى المدينة (٣).

وذكر المبرّد عن محمد بن حبيب قال : أوّل من حوّل من قبر إلى قبر عليّ (٤).

وقال صالح بن أحمد النّحويّ : ثنا صالح بن شعيب ، عن الحسن بن شعيب الفرويّ ، أنّ عليّا صيّر في صندوق ، وكثّروا عليه من الكافور ، وحمل على بعير ، يريدون به المدينة ، فلمّا كان ببلاد طيِّئ ، أضلّوا البعير ليلا ، فأخذته طيِّئ وهم يظنّون أنّ في الصّندوق مالا فلمّا رأوه خافوا فدفنوه ونحروا البعير فأكلوه (٥).

وقال مطيّن : لو علمت الرافضة قبر من هذا الّذي يزار بظاهر الكوفة لرجمته ، هذا قبر المغيرة بن شعبة (٦).

__________________

(١) تاريخ بغداد ١ / ١٣٥.

(٢) تاريخ الخلفاء ١٧٦.

(٣) تاريخ الخلفاء ١٧٦ ، تاريخ بغداد ١ / ١٣٧.

(٤) تاريخ الخلفاء ١٧٦.

(٥) تاريخ الخلفاء ١٧٦ وقد استبعد ذلك ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٣٠.

فقال : «ومن قال انه حمل على راحلته فذهبت به فلا يدرى أين ذهب فقد أخطأ وتكلّف ما لا علم له به ولا يسيغه عقل ولا شرع ، وما يعتقده كثير من جهلة الروافض من أنّ قبره بمشهد النجف فلا دليل على ذلك ولا أصل له ، ويقال إنما ذاك قبر المغيرة بن شعبة ، حكاه الخطيب البغدادي عن أبي نعيم الحافظ ..».

وقد اختلف في موضع قبره ، فقيل : دفن في قصر الإمارة بالكوفة ، وقيل : في رحبة الكوفة ، وقيل : دفن بنجف الحيرة في موضع بطريق الحيرة ، وقيل عند مسجد الجماعة. (انظر تاريخ الطبري ٤ / ١١٧ ونهاية الأرب ٢٠ / ٢١٧ ، ٢١٨ ، وتاريخ بغداد ١ / ١٣٧ ، ١٣٨).

(٦) تاريخ بغداد ١ / ١٣٨.

٦٥١

قال أبو جعفر الباقر : قتل عليّ وهو ابن ثمان وخمسين (١).

وعنه رواية أخرى أنّه عاش ثلاثا وستّين سنة

(٢) ، وكذا روي عن ابن الحنفيّة ، وقاله أبو إسحاق السّبيعيّ ، وأبو بكر بن عيّاش ، وينصر ذلك ما رواه ابن جريج ، عن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، أنّه أخبره أنّ عليّا توفّي لثلاث أو أربع وستّين سنة (٣).

وعن جعفر الصّادق ، عن أبيه قال : كان لعليّ سبع عشرة سريّة (٤).

وقال أبو إسحاق السّبيعيّ ، عن هبيرة بن يريم قال : خطبنا الحسن بن عليّ فقال : لقد فارقكم بالأمس رجل ما سبقه إلّا الأوّلون بعلم ، ولا يدركه الآخرون ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعطيه الراية ، فلا ينصرف حتّى يفتح له ، ما ترك بيضاء ولا صفراء ، إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه ، كان أرصدها لخادم لأهله (٥).

وقال أبو إسحاق ، عن عمرو الأصمّ قال : قلت للحسن بن عليّ إن الشيعة يزعمون أنّ عليّا مبعوث قبل يوم القيامة ، فقال : كذبوا والله ما هؤلاء بشيعة ، لو علمنا أنّه مبعوث ما زوّجنا نساءه ، ولا قسّمنا ميراثه (٦). ورواه شريك عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، بدل عمرو.

ولو استوعبنا أخبار أمير المؤمنين لطال الكتاب. والله تعالى أعلم.

__________________

(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ٩٦ رقم ١٦٥ ، والحاكم ٣ / ١٤٤.

(٢) أخرجه الطبراني ١ / ٩٦ رقم ١٦٥ ، والخطيب في تاريخ بغداد ١ / ١٣٥ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٥ ، وابن سعد في الطبقات ٣ / ٣٨.

(٣) الاستيعاب ٣ / ٥٧.

(٤) في البداية والنهاية ٧ / ٣٣٣ «مات عن أربع نسوة وتسع عشرة سرية».

(٥) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٦٥ ، وأحمد في الزهد ١٦٦ من طريق وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي ، وفيه «لا خادم لأهله».

(٦) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٥ وتابعه الذهبي في تلخيصه.

٦٥٢

(١) عبد الرحمن بن ملجم المراديّ (٢)

قاتل عليّ رضي‌الله‌عنه : خارجيّ مفتر ، ذكره ابن يونس في (تاريخ مصر) فقال : شهد فتح مصر ، واختطّ بها مع الأشراف. وكان ممّن قرأ القرآن ، والفقه. وهو أحد بني تدول (٣) وكان فارسهم بمصر. قرأ القرآن على معاذ بن جبل. وكان من العبّاد. ويقال : هو الّذي أرسل صبيغا (٤) التميميّ الى عمر رضي‌الله‌عنه ، فسأله عمّا سأله مستعجم القرآن (٥).

وقيل إنّ عمر كتب إلى عمرو بن العاص : أن قرّب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ليعلّم النّاس القرآن والفقه ، فوسّع له مكان داره ، وكانت إلى جانب دار عبد الرحمن بن عديس البلويّ ، يعني أحد من أعان على قتل عثمان. ثمّ كان ابن ملجم من شيعة عليّ بالكوفة سار إليه إلى الكوفة ، وشهد معه صفّين.

قلت : ثمّ أدركه الكتاب ، وفعل ما فعل ، وهو عند الخوارج من أفضل الأمّة ، وكذلك تعظّمه النّصيريّة.

قال الفقيه أبو محمد بن حزم : يقولون إنّ ابن ملجم أفضل أهل

__________________

(١) من هنا إلى آخر هذا الجزء ساقط من نسخة الدار ، والاستدراك من ح ، ع والمنتقى لابن الملا.

(٢) المحبّر لابن حبيب ١٧ ، الأخبار الطوال ٢١٣ ، ٢١٤ ، المعارف ٢٠٩ ، أنساب الاشراف (ترجمة علي) ٤٨٧ وما بعدها ، ق ٤ ج ١ / ١٦٦ ، الولاة والقضاة ، ٣١ ، ربيع الأبرار ٤ / ٣٠٠ جمهرة أنساب العرب ٢٠٠ ، التذكرة الحمدونية ٢ / ٤٧٥ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٨٨ ـ ٣٩٢ و ٣٩٥ و ٤١١ ، وفيات الأعيان ٢ / ٦٥ و ٧ / ٢١٨.

(٣) في النسخة (ج) «بدول» والتصحيح من النسخة (ع) ، وجمهرة أنساب العرب ٤٠١ ونهاية الأرب ٢ / ٣٠٠ ، والمقتضب ٩٠ ، والاشتقاق لابن دريد ٢٢٣.

(٤) في النسخة (ع) «صبيعا» ، وفي المنتقى لابن الملا «ضبيعا» ، وفي النسخة (ح) «صبيعة» ، وكلّها خطأ. والتصويب من الإصابة ٢ / ١٩٨ رقم ٤١٢٣ فقال : صبيغ ، بوزن عظيم وآخره معجمة ، ابن عسل ، بمهملتين الأولى مكسورة والثانية ساكنة ، ويقال بالتصغير ، ويقال : ابن سهل الحنظليّ.

(٥) انظر قصّته في الإصابة ٢ / ١٩٨ ، ١٩٩.

٦٥٣

الأرض ، خلّص روح اللّاهوت من ظلمة الجسد وكدرة (١).

فاعجبوا يا مسلمين لهذا الجنون.

وفي ابن ملجم يقول عمران بن حطّان الخارجيّ :

يا ضربة من تقى ما أراد بها

إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

 إنّي لأذكره حينا فأحسبه

أوفى البريّة عند الله ميزانا (٢)

وابن ملجم عند الروافض أشقى الخلق في الآخرة. وهو عندنا أهل السّنّة ممّن نرجو له النّار ، ونجوّز أن الله يتجاوز عنه ، لا كما يقول الخوارج والروافض فيه. وحكمه حكم قاتل عثمان : وقاتل الزّبير ، وقاتل طلحة ، وقاتل سعيد بن جبير ، وقاتل عمّار ، وقاتل خارجة ، وقاتل الحسين. فكلّ هؤلاء نبرأ منهم ونبغضهم في الله ، ونكل أمورهم إلى الله عزوجل.

(معيقيب)(٣) ع ـ بن أبي فاطمة الدّوسيّ حليف بني عبد شمس ، من مهاجرة الحبشة.

__________________

(١) انظر كتاب «الملل والنحل» للشهرستاني ـ ج ٢ / ١٣٩ الملحق بالفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم ـ طبعة القاهرة ، ومذاهب الإسلاميين للدكتور عبد الرحمن بدوي ٢ / ٤٤٢ طبعة دار العلم للملايين ـ بيروت ١٩٧٣ ، وكتابنا «تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور ـ ج ٢ / ٩٥ ـ طبعة المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت ١٩٨١.

(٢) الاستيعاب ٣ / ٦٢.

(٣) السير والمغازي لابن إسحاق ٢٢٧ ، المغازي للواقدي ٧٢١ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٢٣٦ ، طبقات ابن سعد ٤ / ١١٦ ـ ١١٨ ، طبقات خليفة ١٣ و ١٢٣ ، تاريخ خليفة ٩٩ و ١٥٦ و ١٩٩ و ٢٠٢ ، المحبّر لابن حبيب ١٢٧ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٥٧٨ ، التاريخ الكبير ٨ / ٥٢ ، ٥٣ رقم ٢١٢٣ ، ترتيب الثقات للعجلي ٤٣٦ رقم ١٦١٣ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠١ رقم ٢٣٨ ، المعارف ٣١٦ و ٥٨٤ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٦٧ ، مسند أحمد ٣ / ٤٢٦ و ٥ / ٤٢٥ ، فتوح البلدان ٦ و ٤٣١ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٠٠ ، و ٤ / ١٤٩ وق ٤ ج ١ / ٤٥٥ و ٥٤٨ ، و ٥ / ٥٨ ، الجرح والتعديل ٨ / ٤٢٦ رقم ١٩٣٨ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٨ رقم ١٣٥ ، الثقات لابن حبّان ٣ / ٤٠٤ ، العقد الفريد ٤ / ١٦١ و ٢٧٣ ، الاستيعاب ٣ / ٤٧٦ ، ٤٧٧ ، المعجم الكبير ٢٠ / ٣٤٩ ـ ٣٥٢ ، التذكرة الحمدونية ١ / ١٤١ ، أسد الغابة ٤ / ٤٠٢ ، ٤٠٣ ، =

٦٥٤

قال ابن مندة وحده : إنّه شهد بدرا.

كان معيقيب على خاتم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واستعمله أبو بكر وعمر على بيت المال. له عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثان (١).

روى عنه حفيده إياس بن الحارث ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن.

أبو أسيد السّاعديّ (٢)

واسمه مالك بن ربيعة بن البدن (٣) الأنصاري. من كبار الصّحابة. شهد

__________________

= الكامل في التاريخ ٣ / ١٩٩ و ٤٠٣ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٠٨ رقم ١٥٧ ، تحفة الأشراف للمزّي ٨ / ٤٦٨ ، ٤٦٩ رقم ٥٣٧ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٣٥٨ ، العبر ١ / ٤٧ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٩١ ، ٤٩٣ رقم ١٠٢ ، الكاشف ٣ / ١٤٧ رقم ٥٦٧٩ ، مرآة الجنان ١ / ١٠٧ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٥٤ رقم ٤٥٦ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٦٨ رقم ١٣٠٢ ، الإصابة ٣ / ٤٥١ رقم ٨٦١٤ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٣٩٧ ، شذرات الذهب ١ / ٤٨.

(١) في مسند أحمد. ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠١ رقم ٢٣٨.

(٢) المغازي للواقدي ٧٦ و ٩٩ و ١٠٣ و ١٠٤ و ١٥٠ و ١٥١ و ١٦٨ و ٢٧٤ و ٢٩٥ و ٤٢٦ و ٨٠٠ و ٨٧٧ و ٨٩٦ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٢٣٦ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٥٥٧ ، ٥٥٨ ، تاريخ خليفة ١٦٦ ، طبقات خليفة ٩٧ ، المحبّر لابن حبيب ٩٥ و ٢٩٨ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٥٤٧ ، البرصان والعرجان ٣٦٢ ، ترتيب الثقات للعجلي ٤٨٩ رقم ١٨٩٣ ، مقدّمة مسند بقي بن مخلد ٨٩ رقم ١٠٠ ، المعارف ٢٧٢ و ٥٨٨ ، مسند أحمد ٣ / ٤٩٦ ـ ٤٩٨ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٤٤ و ٤٤٢ و ٢ / ٤٦٧ و ٣ / ٢٥ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٤٩١ ، تاريخ الطبري ٣ / ١٦٧ و ٤ / ٣٣٧ و ٣٥٩ ، أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٥٤٩ و ٥٥١ و ٥٨٥ و ٥٨٩ ، و ٥ / ٦٠ ، ٦١ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٢ رقم ٩٤ ، المستدرك ٣ / ٥١٥ ، ٥١٦ ، الاستبصار ١٠٦ ، الاستيعاب ٤ / ٨ ، ٩ ، العقد الفريد ٢ / ٤٠٩ ، جمهرة أنساب العرب ٣٦٦ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٣١٠ و ٣ / ١٣٠ و ١٥١ و ١٦٢ و ٤ / ٤٤ ، أسد الغابة ٤ / ٢٧٩ و ٥ / ١٣٧ ، تحفة الأشراف ٨ / ٣٤٠ ـ ٣٤٥ رقم ٤٧٦ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٢٩٨ ، المعين في طبقات المحدّثين ٢٦ رقم ١١٦ ، الكاشف ٣ / ١٠٠ رقم ٥٣٤٣ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٥١٥ ، ٥١٦ ، سير أعلام النبلاء ، ٢ / ٥٣٨ ـ ٥٤٠ رقم ١١٠ ، العبر ١ / ٤٦ ، مرآة الجنان ١ / ١٠٧ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٥ ، ١٦ رقم ٦٦ ، تقريب التهذيب ٢ / ٣٩٢ رقم ٦٠ ، النكت الظراف ٨ / ٣٤٠ ـ ٣٤٣ ، الإصابة ٣ / ٣٤٤ رقم ٧٦٢٨ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٣٦٧ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١١٥ ، الأسامي والكنى للحاكم (مخطوط) الورقة ٥٢.

(٣) البدن : بفتح الباء والدال. قال ابن دريد في الاشتقاق ٣٤٠ : «اشتقاقه من شيئين ، إمّا من

٦٥٥

بدرا والمشاهد كلّها ، وذهب بصره في آخر عمره. له عدّة أحاديث.

روى عنه بنوه المنذر ، والزّبير ، وحمزة ، وأنس بن مالك ، وعبّاس بن سهل (بن سعد) (١) ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وعلي بن عبيد السّاعدي مولاه.

توفّي سنة أربعين ، قاله خليفة (٢) وغيره ، وهو الصّحيح.

وقال المدائني : توفّي سنة ستين.

وقال ابن مندة ، سنة خمس وستّين.

وقال أبو حفص الفلّاس : توفّي سنة ثلاثين.

وقال ابن سعد : كانت مع أبي أسيد راية بني ساعدة يوم الفتح (٣).

وأخبرني محمد بن عمر ، حدّثني أبيّ بن (٤) عبّاس بن سهل ، عن أبيه قال :

رأيت أبا أسيد بعد أن ذهب بصره قصيرا دحداحا (٥) أبيض الرّأس واللّحية (٦).

وقال ابن عجلان عن عبيد الله بن أبي رافع قال : رأيت أبا أسيد يحفي شاربه كأخي الحلق (٧).

وقال ابن أبي ذئب ، عن عثمان بن عبيد الله قال : رأيت أبا أسيد ، وأبا هريرة ، وأبا قتادة ، وابن عمر ، يمرّون بنا ونحن في الكتّاب ، فنجد منهم ريح

__________________

= الدرع القصيرة وذكر بعض أهل التفسير في قوله جلّ وعزّ (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) أي : بدرعك. قال : والبدن : الوعل المسنّ.

(١) ما بين القوسين ساقط من النسخة (ح) ، والاستدراك من النسخة (ع) ومنتقى ابن الملا.

(٢) في الطبقات ٩٧.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٥٨.

(٤) «بن» ساقطة من طبعة القدسي ٣ / ٤٠١ ، وأثبتها من طبقات ابن سعد.

(٥) الدحداح : القصير.

(٦) ابن سعد ٣ / ٥٥٨.

(٧) ابن سعد ٣ / ٥٥٨.

٦٥٦

العبير ، وهو الخلوق يصفّرون به لحاهم (١).

وقال عبد الرحمن بن الغسيل ، عن حمزة بن أبي أسيد ، والزّبير بن المنذر بن أبي أسيد أنّهما نزعا من يد أبي أسيد خاتما من ذهب حين مات. وكان بدريا (٢).

قيل إنّه عاش ثمانيا وسبعين سنة ، وله عقب بالمدينة وبغداد (٣). رضي‌الله‌عنه.

أبو مسعود البدريّ (٤) ع

ولم يكن بدريّا (٥) بل سكن ماء ببدر فنسب إليه ، بل شهد العقبة ، وكان أصغر من السّبعين حينئذ.

اسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة (٦) الأنصاري. نزل

__________________

(١) ابن سعد ٣ / ٥٥٨.

(٢) ابن سعد ٣ / ٥٥٨.

(٣) ابن سعد ٣ / ٥٨٨.

(٤) المغازي للواقدي ٢٩٥ و ٣٣١ و ٧٢٤ ، طبقات ابن سعد ٦ / ١٦ ، طبقات خليفة ٩٦ و ١٣٦ ، تاريخ خليفة ٢٠٢ ، المحبّر لابن حبيب ٢٩٠ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٤١٠ ، الزهد لأحمد ٢٣٥ ، المسند له ٤ / ١١٨ ـ ١٢٢ ، و ٥ / ٢٧٢ ـ ٢٧٥ ، التاريخ الكبير ٦ / ٤٢٩ رقم ٢٨٨٤ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٣ رقم ٣٧ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٤٤٩ ، ٤٥٠ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٤٥ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٥٧٦ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٥٤ ، تاريخ الطبري ٤ / ١٢٩ و ٣٣٥ و ٣٥٢ و ٤٢٢ و ٥ / ٣٨ و ٩٣ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣١٣ رقم ١٧٤٠ ، الاستبصار ١٣٠ ، الاستيعاب ٣ / ١٠٥ ، مشاهير علماء الأمصار ٤٤ رقم ٢٧٠ ، جمهرة أنساب العرب ٣٦٢ ، أمالي المرتضى ١ / ٧٥ ، لباب الآداب ١٣ و ٢٨١ ، أسد الغابة ٥ / ٢٩٦ ، ٢٩٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ ٢٦٧ رقم ٤٢٤ ، وفيات الأعيان ٢ / ٤٧٩ ، تهذيب الكمال ٢ / ٩٤٨ ، العبر ١ / ٤٦ ، الكاشف ٢ / ٢٣٨ رقم ٣٩٠٢ ، المعين في طبقات المحدّثين ٢٤ رقم ٩١ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٩٣ ـ ٤٩٦ رقم ١٠٣ ، مرآة الجنان ١ / ١٠٧ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٤٧ ـ ٢٤٩ رقم ٤٤٦ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٧ رقم ٢٤٩ الإصابة ٢ / ٤٩٠ ، ٤٩١ رقم ٥٦٠٦ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٦٩.

(٥) جزم البخاري بأنه شهد غزوة بدر ، واستدلّ على ذلك بأحاديث أخرجها في صحيحه ، وصرّح في بعضها بأنه شهدها.

(٦) سقط من النسخة (ح) «بن عميرة» ، والاستدراك من منتقى ابن الملاء ، والنسخة (ع) ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٢٤٧.

٦٥٧

الكوفة ، وكان من الفقهاء.

روى عنه ابنه بشير بن أبي مسعود ، وأوس بن ضمعج ، وربعيّ بن حراش ، وعلقمة ، وهمّام بن الحارث ، وقيس بن أبي حازم ، وأبو وائل ، وآخرون.

وقال الحكم بن عتيبة : كان بدريّا.

وقال ابن أبي ذئب (١) : قال عمر ، لأبي مسعود الأنصاريّ : نبّئت أنّك تفتي النّاس ، ولست بأمير ، فولّ حارّها من تولّى قارّها (٢).

وقال خليفة : لمّا خرج عليّ يريد معاوية استخلف أبا مسعود على الكوفة (٣).

حمّاد بن زيد (٤) ، عن مجالد ، عن الشّعبيّ قال : لمّا خرج عليّ إلى صفّين استخلف أبا مسعود الأنصاريّ على الكوفة ، فكانوا يقولون له : قد والله أهلك الله أعداءه وأظهر أمير المؤمنين ، فيقول : إنّي والله ما أعدّه ظفرا أن تظهر إحدى الطّائفتين على الأخرى. قالوا : فمه؟ قال : الصّلح. فلمّا قدم عليّ ذكروا له ذلك ، فقال له عليّ : اعتزل عملنا. قال : ممّه؟ قال : إنّا وجدناك لا تعقل عقلة. فقال أبو مسعود : أمّا أنا فقد بقي في عقلي أنّ الآخر شرّ.

عبيد الله بن عمرو ، عن زيد (٥) بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرّة ، عن خيثمة بن عبد الرحمن قال : قام أبو مسعود على منبر الكوفة فقال : من كان

__________________

(١) كذا في النسخة (ح) ، والّذي في النسخة (ع) «قال ابن سيرين». وفي سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٩٥ : «وقال حبيب ، عن ابن سيرين» بدل «قال ابن أبي ذئب».

(٢) القار : من القرّ : البرد. قال ابن الأثير في النهاية : جعل الحر كناية عن الشرّ والشّدة ، والبرد كناية عن الخير والهيّن. أراد : ولّ شرّها من تولّى خيرها ، وولّ شديدها من تولّى هيّنها ، ويدلّ الحديث على أن مذهب عمر أن يمنع الإمام إن أفتى بلا إذن.

(٣) تاريخ خليفة ٢٠٢.

(٤) في النسخة (ح) «يزيد» ، والتصويب من النسخة (ع).

(٥) في ح (يزيد) والتصويب من (ع) والتقريب.

٦٥٨

تخبّأ (١) فليظهر ، فإن كان إلى الكثرة ، فإنّ أصحابنا أكثر ، وما يعدّ فتحا أن يلتقي هذان الحيّان (٢) ، فيقتل هؤلاء هؤلاء ، حتّى إذا لم يبق إلّا رجرجة (٣) من هؤلاء وهؤلاء ، ظهرت إحدى الطّائفتين. ولكنّ الفتح أن يحقن الله دماءهم ، ويصلح بينهم.

قال المدائنيّ وغيره : توفّي سنة أربعين. وقال خليفة (٤) توفّي قبل الأربعين.

وقال الشيخ محيي الدّين النّوويّ في شرحه للبخاريّ : الجمهور على أنّه سكن بدرا ، ولم يشهدها. وقال : أربعة كبار شهدوها. قاله الزّهريّ ، وابن إسحاق ، والبخاريّ ، والحكم.

وقال الواقديّ : مات في آخر خلافة معاوية بالمدينة.

وله مائة حديث وحديثان (٥) ، اتّفقا منها على تسعة ، وانفرد البخاريّ بحديث ، ومسلم بسبعة.

__________________

(١) هذه الكلمة مضطربة مصحّفة في النسخ ، فصحّحتها من سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٩٦ حيث ورد فيه : «وتخبّأ رجال لم يخرجوا مع علي».

(٢) عند ابن الملا والذهبي في سير أعلام النبلاء (الجيلان). بدل (الحيان).

(٣) في تاج العروس : الرجرجة : بقية الماء في الحوض ، والجماعة الكثيرة في الحرب ، ومن لا عقل له ولا خير فيه.

(٤) في الطبقات ٩٦.

(٥) مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٣ رقم ٣٧.

٦٥٩

المتوفّون في خلافة علي رضي‌الله‌عنه

تحديدا وتقريبا على الحروف

(رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان) (١) خ ٤ ـ أبو معاذ الأنصاريّ الزّرقيّ ، أخو مالك ، وخلّاد. شهد بدرا هو وأخوه خلّاد ، وكان أبوه من نقباء الأنصار. له أحاديث (٢).

روى عنه ابناه : عبيد ، ومعاذ ، وابن أخيه يحيى بن خلّاد ، وغيرهم.

وله عقب كثير بالمدينة ، وبغداد.

__________________

(١) المغازي للواقدي ٥٤ و ١٤٢ و ١٥١ و ١٧١ طبقات ابن سعد ٣ / ٥٩٦ ، ٥٩٧ ، طبقات خليفة ١٠٠ ، تاريخ خليفة ٢٠٥ ، المحبّر لابن حبيب ٤٢٥ ، مسند أحمد ٤ / ٣٤٠ ، ٣٤١ ، التاريخ الكبير ٣ / ٣١٩ ـ ٣٢١ رقم ١٨٠٩ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٠ رقم ١١٢ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣١٧ و ٣ / ٣٢٩ ، أنساب الأشراف ١ / ١٩٢ و ٢٤٥ و ٣٠٠ ، ق ٤ ج ١ / ٥٤٩ و ٥٦٩ و ٥٧٠ ، و ٥ / ٥٩ و ٧٨ و ٧٩ ، أخبار القضاة ١ / ١٦٨ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٨٢ و ٤٧٩. الجرح والتعديل ٣ / ٤٩٢ رقم ٢٢٣٠ ، مشاهير علماء الأمصار ٢١ رقم ٨٦ ، الاستيعاب ١ / ٥٠١ ـ ٥٠٣ ، المعجم الكبير ٥ / ٢٥ ـ ٤١ رقم ٤٣٦ ، جمهرة أنساب العرب ٣٥٨ ، المستدرك ٣ / ٢٣٣ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٧٢ و ٣ / ٢٤٤ و ٤ / ٤٤ ، أسد الغابة ٢ / ١٧٨ ، ١٧٩ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١٩٠ ، ١٩١ رقم ١٦٩ ، تحفة الأشراف ٣ / ١٦٨ ـ ١٧١ رقم ١٥٠ ، تهذيب الكمال ١ / ٤١٥ ، الكاشف ١ / ٢٤٢ رقم ١٥٩١ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٢٣٣ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٢٨١ رقم ٥٣٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٥١ رقم ٩٦ ، الإصابة ١ / ٥١٧ رقم ٢٦٦٤.

(٢) عددها ٢٤ حديثا. انظر مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ـ ص ٩٠ رقم ١١٢.

٦٦٠