تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وبين سنان الجهنيّ ، فنادى : يا للمهاجرين : ونادى سنان : يا للأنصار (١).

وعن عطاء بن يسار ، عن جهجاه أنّه هو الّذي شرب حلاب سبع شياه قبل أن يسلم ، فلمّا أسلم لم يتمّ حلاب شاة (٢).

وقال ابن عبد البرّ (٣) : هو الّذي تناول العصا من يد عثمان رضي‌الله‌عنه وهو يخطب ، فكسرها على ركبته ، فوقعت فيها الآكلة ، وكانت عصا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

توفّي بعد عثمان بسنة (٤).

(حابس بن سعد الطّائي)(٥) ولي قضاء حمص زمن عمر ، وكان أبو بكر قد وجّهه إلى الشام ، وكان من العبّاد.

روى عنه جبير بن نفير. قتل يوم صفّين مع معاوية.

__________________

(١) الاستيعاب ١ / ٢٥٢ ، أسد الغابة ١ / ٣٠٩.

(٢) الاستيعاب ١ / ٢٥٣ ، أسد الغابة ١ / ٣٠٩ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٢٠٧.

(٣) في الاستيعاب ١ / ٢٥٣ ، وانظر أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٥٣٧ و ٥٨١ رقم ١٣٨١ و ١٤٨٥ ، وأسد الغابة ١ / ٣٠٩ ، والإصابة ١ / ٢٥٣.

(٤) التاريخ الكبير ٢ / ٢٤٩.

(٥) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٣١ ، ٤٣٢ ، تاريخ خليفة ١٩٤ و ١٩٦ ، التاريخ الكبير ٣ / ١٠٨ رقم ٣٦٥ ، الأخبار الطوال ١٧١ ، الجرح والتعديل ٣ / ٢٩٢ رقم ١٣٠١ ، المعجم الكبير للطبراني ٤ / ٣٧ رقم ٣٣٥ ، الاستيعاب ١ / ٣٥٩ ، ٣٦٠ ، جمهرة أنساب العرب ٤٠٣ ، تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٤٢٢ ، ٤٢٣ ، أسد الغابة ١ / ٣١٤ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٢٥ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٠٨ ، مسند أحمد ٤ / ١٠٥ ـ ١٠٩ ، تهذيب الكمال ٥ / ١٨٣ ـ ١٨٦ رقم ٩٩٠ ، العبر ١ / ٣٩ ، الكاشف ١ / ١٣٥ رقم ٨٣٩ ، ميزان الاعتدال ١ / ٤٢٨ رقم ١٥٩٤ ، المغني في الضعفاء ١ / ١٣٩ رقم ١٢٠٩ ، تجريد أسماء الصحابة رقم ٨٨٨ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ رقم ٣٣٠ ، مرآة الجنان ١ / ١٠٢ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٢٧ رقم ٢٠٧ ، تقريب التهذيب ١ / ١٣٧ رقم ١ ، الإصابة ١ / ٢٧٢ رقم ١٣٥٦ ، خلاصة تذهيب التهذيب رقم ١١٠٢ ، شذرات الذهب ١ / ٤٦.

٥٦١

خبّاب بن الأرتّ (١) ع

ابن جندلة بن سعد بن خزيمة (٢) التميميّ ، مولى أمّ سباع بنت أنمار ، أبو عبد الله. من المهاجرين الأوّلين. شهد بدرا والمشاهد بعدها ، وروى عدّة أحاديث.

وعنه أبو وائل ، ومسروق ، وعلقمة ، وقيس بن أبي حازم ، وخلق سواهم.

__________________

(١) المغازي للواقدي ١٠٠ و ١٥٥ ، السير والمغازي لابن إسحاق ١٤٣ و ١٨٢ و ١٨٣ ، الزهد لابن المبارك ١٨٣ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٥٦ و ٧٨ ـ ٧٩ و ٨٢ و ٨٣ ، طبقات ابن سعد ٣ / ١٦٤ ـ ١٦٧ ، تاريخ خليفة ١٩٢ ، طبقات خليفة ١٧ و ١٢٦ ، المحبّر لابن حبيب ٧٣ ، البرصان والعرجان للجاحظ ٨ و ٢٥١ ، التاريخ الكبير ٣ / ٢١٥ رقم ٧٣٠ ، ترتيب الثقات ١٤٣ رقم ٣٧٦ ، مسند أحمد ٥ / ١٠٨ ـ ١١٢ و ٦ / ٣٩٥ ، ٣٩٦ ، المعارف ٣١٦ ، ٣١٧ مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٨ رقم ٩١ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ١٦٧ ، فتوح البلدان ٣٣٥ ، أنساب الأشراف ١ / ١١٦ و ١٥٦ و ١٥٨ و ١٧٥ ـ ١٨٠ و ١٨٤ و ١٨٧ و ١٩٧ و ٢٠١ و ٣ / ٢٦ و ٢٨٦ ، تاريخ الطبري ٣ / ٥٨٩ و ٥ / ٦١ ، المنتخب من ذيل المذيّل ٥٥٨ ، ٥٥٩ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٧٩ ، الجرح والتعديل ٣ / ٣٩٥ رقم ١٨١٧ ، الزاهر للأنباري ٢ / ٤٦ ، المعجم الكبير للطبراني ٤ / ٦١ ، ٩٤ رقم ٣٦٤ ، مشاهير علماء الأمصار ٤٤ رقم ٢٧٣ ، العقد الفريد ٣ / ٢٣٨ ، حلية الأولياء ١ / ١٤٣ ـ ١٤٧ رقم ٢٣ ، البدء والتاريخ ٥ / ١٠١ ، الاستيعاب ١ / ٤٢٣ ، ٤٢٤ ، المستدرك ٣ / ٣٨١ ـ ٣٨٣ ، صفة الصفوة ١ / ٤٢٧ ـ ٤٢٩ رقم ٢١ ، أسد الغابة ٢ / ٩٨ ـ ١٠٠ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٦٠ و ٦٧ و ٨٥ و ٨٦ و ٣ / ٣٢٤ و ٣٥١ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١٧٤ ، ١٧٥ رقم ١٤٣ ، تحفة الأشراف ٣ / ١١٣ ـ ١٢٠ رقم ١٢٤ ، تهذيب الكمال ١ / ٣٧٣ ، وفيات الأعيان ٢ / ٤٧٦ ، الكاشف ١ / ٢١١ رقم ١٣٨٤ ، دول الإسلام ١ / ٣٢ ، المعين في طبقات المحدّثين ٣٠ رقم ٣٤ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٢٣ ـ ٣٢٥ رقم ٦٢ ، العبر ١ / ٤٣ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٣٨١ ـ ٣٨٣ ، الوافي بالوفيات ١٣ / ٢٨٧ رقم ٣٤٨ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٢٤ رقم ٤٨٨ ، رجال الطوسي ١٩ ، الوفيات لابن قنفذ ٥٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ٢٩٨ ، تهذيب التهذيب ٣ / ١٣٣ ، ١٣٤ رقم ٢٥٤ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٢١ ، ٢٢٢ رقم ١٠٥ ، الإصابة ١ / ٤١٦ رقم ٢٢١٠ ، النكت الظراف ٣ / ١١٨ ، ١١٩ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٠٤ / كنز العمال ١٣ / ٣٧٥ ، شذرات الذهب ١ / ٤٧ ، طبقات الشعراني ١ / ١٨ ، ١٩ ، قاموس الرجال ٤ / ٢ ـ ٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣١٦.

(٢) في النسخة (ع) و (ح) «جديمة» وهو وهم.

٥٦٢

قيل : كان أصابه سبي ، فبيع بمكة ، فاشترته أمّ سباع بنت أنمار الخزاعية من حلفاء بني زهرة ، ويقال : كانت ختّانة بمكة ، أسلم قبل دخول دار الأرقم ، وكان من المستضعفين بمكة الذين عذّبوا في الله (١).

وقال أبو إسحاق السّبيعي ، عن أبي ليلى الكنديّ قال : جاء خبّاب إلى عمر فقال : أدنه ، فما أحد أحقّ بهذا المجلس منك إلّا عمّار بن ياسر ، قال : فجعل خبّاب يريه آثارا في ظهره ممّا عذّبه المشركون (٢).

وقال مجالد ، عن الشّعبيّ : دخل خبّاب بن الأرتّ على عمر ، فأجلسه على متّكئه وقال : ما على الأرض أحد أحقّ بهذا المجلس من هذا ، إلّا رجل واحد وهو بلال ، فقال : ما هو بأحقّ به منّي ، إنّه كان من المشركين من يمنعه ، ولم يكن لي أحد يمنعني ، لقد رأيتني يوما أخذوني وأوقدوا لي نارا ، ثمّ سلقوني فيها ، ثمّ وضع رجل رجله على صدري ، فما اتّقيت الأرض إلّا بظهري ، قال : ثمّ كشف عن ظهره ، فإذا هو قد برص (٣).

وقال حارثة بن مضرّب : دخلت على خبّاب وقد اكتوى سبع كيّات ، فسمعته يقول : لو لا أنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا ينبغي لأحد أن يتمنّى الموت» لألفاني قد تمنّيته ، قال : وقد أتي بكفنه قباطيّ ، فبكى ، ثمّ قال : لكنّ حمزة عمّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كفّن في بردة ، إذا مدّت على قدميه قلصت عن رأسه ، وإذا مدّت على رأسه قلصت عن قدميه ، ولقد رأيتني مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما أملك دينارا ولا درهما ، وإنّ في ناحية بيتي في تابوتي لأربعين ألف واف ، ولقد خشيت أن تكون عجّلت لنا طيّباتنا في حياتنا الدّنيا (٤).

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ١٦٤ و ١٦٥.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ١٦٥.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ١٦٥.

(٤) مسند الحميدي ١ / ٨٦ رقم ١٥٨ ، طبقات ابن سعد ٣ / ١٦٦ ، حلية الأولياء ١ / ١٤٤ ، ١٤٥ ، الزهد لابن المبارك ١٨٣ ، ١٨٤ رقم ٥٢٢ ، أسد الغابة ٢ / ٩٩.

٥٦٣

وقال الواقديّ : سمعت من يقول : هو أوّل من قبره عليّ بالكوفة ، وصلّى عليه منصرفه من صفّين (١).

وقال الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة : إنّ خبّاب بن الأرتّ لبس خاتما من ذهب ، فدخل به على ابن مسعود ، فقال له أما آن لهذا الخاتم أن يطّرح ، فقال : لا تراه عليّ بعد اليوم.

(خزيمة بن ثابت)(٢) م ٤ ـ بن الفاكه أبو عمارة الأنصاريّ الخطميّ (٣)

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ١٦٧.

(٢) المغازي للواقدي ١٠٥٢ ، الأخبار الموفقيّات للزبير ٥٧٩ و ٥٩٧ و ٥٩٨ ، طبقات ابن سعد ٤ / ٣٧٨ ـ ٣٨١ ، طبقات خليفة ٨٣ و ١٣٥ و ١٩٠ ، المحبّر لابن حبيب ٢٩١ و ٤٢٠ ، التاريخ الكبير ٣ / ٢٠٥ ، ٢٠٦ رقم ٧٠٤ ، المسند لأحمد ٥ / ٢١٣ ـ ٢١٦ ، المعارف ١٤٩ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٧ رقم ٨٣ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٨٠ ، أنساب الأشراف ١ / ١٧٠ ، تاريخ الطبري ٣ / ١٧٣ و ٤ / ٤٤٧ ، المنتخب من ذيل المذيّل ٥٧٢ ، الجرح والتعديل ٣ / ٣٨١ ، ٣٨٢ رقم ١٧٤٤ ، المعجم الكبير للطبراني ٤ / ٩٤ ، ٩٥ رقم ٣٦٦ ، مشاهير علماء الأمصار ٤٥ رقم ٢٧٧ ، ثمار القلوب للثعالبي ٨٧ و ٢٨٨ ، العقد الفريد ٤ / ٣٤١ و ٦ / ١٥٣ ، الاستيعاب ١ / ٤١٧ ، ٤١٨ ، جمهرة أنساب العرب ٣٣٤ ، ٣٣٥ ، المستدرك ٣ / ٣٩٦ ، ٣٩٧ ، الاستبصار ٢٦٧ ، ٢٦٨ ، تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ١٣٥ ـ ١٣٧ ، المرصّع لابن الأثير ٢١٧ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٣١٤ و ٣ / ٢٢١ و ٣٢٥ ، أسد الغابة ٢ / ١١٤ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١٧٥ ، ١٧٦ رقم ١٤٦ ، تهذيب الكمال ١ / ٣٧٥ ، تحفة الأشراف ٣ / ١٢٣ رقم ١٢٧ ، الكاشف ١ / ٢١٢ رقم ١٣٩٤ ، المعين في طبقات المحدّثين ٢٠ رقم ٣٧ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٨٥ ـ ٤٨٧ رقم ١٠٠ ، الوافي بالوفيات ١٣ ٣١٠ ـ ٣١٢ رقم ٣٨٠ ، صفة الصفوة ١ / ٢٩٣ ، الإكليل ٢ / ٤٦٢ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٢٨ رقم ٥٠٥ ، الاشتقاق ٤٤٧ ، العبر ١ / ٤١ ، أخبار شعراء الشيعة للمرزباني ٣٦ ، رجال الطوسي ١٩ ، قاموس الرجال للتستري ٤ / ١٢ ـ ١٦ ، رجال الكشي ٥١ ، الوفيات لابن قنفذ ٥٧ ، تهذيب التهذيب ٣ / ١٤٠ ، ١٤١ رقم ٢٦٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٢٣ رقم ١١٨ ، الإصابة ١ / ٤٢٥ ، ٤٢٦ رقم ٢٢٥١ ، النكت الظراف ٣ / ١٢٣ ـ ١٢٦ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٣٩٦ ، ٣٩٧ ، خلاصة تذهيب الكمال ١٠٤ ، كنز العمال ١٣ / ٣٧٩ ، شذرات الذهب ١ / ٤٥ ، بغية الوعاة ١ / ٣٥٤ ، أعيان الشيعة ٢٩ / ٨٥ رقم ٦٠٢٠ ، البداية والنهاية ٧ / ٣١١.

(٣) في النسخة (ح) «الحطمي» وهو تصحيف ، والتصحيح من نسخة (ع) و «الإيناس بعلم الأنساب للوزير المغربي ـ ص ٥٩» ، والخطميّ : بفتح الخاء المنقوطة وسكون الطاء المهملة ،

٥٦٤

ذو الشهادتين ، يقال إنّه بدريّ (١) ، والصّحيح أنّه شهد أحدا وما بعدها. له أحاديث.

روى عنه إبراهيم بن سعد بن أبي وقّاص ، وعمرو بن ميمون الأودي (٢) ، وابنه ، عمارة بن خزيمة ، وأبو عبد الله الجدليّ ، وغيرهم.

شهد صفّين مع عليّ ، وقاتل حتّى قتل.

ذو الكلاع الحميريّ (٣)

اسمه السّميفع ، ويقال : سميفع بن ناكور (٤). وقيل : اسمه أيفع ، كنيته أبو شرحبيل (٥). أسلم في حياة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل : له صحبة ، فروى ابن لهيعة ، عن كعب بن علقمة ، عن حسّان بن كليب ، سمع ذا الكلاع يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اتركوا التّرك ما تركوكم (٦)».

__________________

= نسبة إلى بطن من الأنصار يقال له خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس بن حارثة. (الأنساب للسمعاني ٥ / ١٤٩).

(١) في هذا خلاف. انظر تهذيب التهذيب ، والإصابة.

(٢) على خلاف فيه ، كما في (تهذيب التهذيب ١٢ / ١٤٨) وفي المنتقى (الأزدي) وهو تحريف.

(٣) المحبّر لابن حبيب ٧٥ و ٢٣٢ ، المعارف ٤٢١ ، الأخبار الطوال ١٧٢ و ١٧٨ و ١٧٩ ، التاريخ الكبير ٣ / ٢٦٦ ، ٢٦٧ رقم ٩١١ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٥٨ ، أنساب الأشراف ١ / ١٣ و ٢٥ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٨٩ و ٣٩١ و ٣٩٧ و ٤٣٨ ـ ٤٤٠ و ٤٤٣ و ٥٩٨ و ٥ / ٣٤ و ٣٦ و ٤٤ ، و ٣٦٢ ، الجرح والتعديل ٣ / ٤٤٨ رقم ٢٠٣٢ ، العقد الفريد ٤ / ٤٠٤ ، ربيع الأبرار ٤ / ٧٤ و ٢١٩ ، جمهرة أنساب العرب ٣٤٣ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٣٣٨ و ٣٧٦ و ٤٠٣ و ٤٩٠ و ٣ / ٣٠٧ و ٣٠٨ و ٣١٠ و ٣١٤ ، أسد الغابة ٢ / ١٤٣ ، ١٤٤ ، تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٦٩ ـ ٢٧٤ ، الاستيعاب ١ / ٤٨٥ ـ ٤٨٨ ، المرصّع ٢٩٣ ، مرآة الجنان ١ / ١٠٢ ، الوافي بالوفيات ١٤ / ٤٦ ، ٤٧ رقم ٤٣ ، الإصابة ١ / ٤٨٧ رقم ٢٤٦٦.

(٤) في النسخة (ح) «باكور» وفي النسخة (ع) «ماكور» ، والتصحيح من مصادر الترجمة.

(٥) ويقال «شراحيل».

(٦)أخرجه أبو داود في الملاحم (٤٣٠٢) باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة ، من طريق عيسى بن محمد الرمليّ ، حدثنا ضمرة ، عن السيباني ، عن أبي سكينة رجل من المحررين ، عن رجل =

٥٦٥

كان ذو الكلاع سيّد قومه ، شهد يوم اليرموك ، وفتح دمشق ، وكان على ميمنة معاوية يوم صفّين (١).

روى عن عمر ، وغير واحد.

روى عنه أبو أزهر بن سعيد ، وزامل بن عمرو ، وأبو نوح الحميريّ.

والدليل على أنّه لم ير النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما روى إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن جرير قال : كنت باليمن ، فلقيت رجلين من أهل اليمن : ذا الكلاع ، وذا عمرو ، فجعلت أحدّثهم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأقبلا معي ، حتّى إذا كنّا في بعض الطّريق ، رفع لنا ركب من قبل المدينة ، فسألناهم ، فقالوا : قبض النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم واستخلف أبو بكر. الحديث رواه مسلم (٢).

وروى علوان بن داود ، عن رجل قال : بعثني أهلي بهديّة إلى ذي الكلاع ، فلبثت على بابه حولا لا أصل إليه ، ثمّ إنّه أشرف من القصر ، فلم يبق حوله أحد إلّا سجد له ، فأمر بهديّتي فقبلت ، ثمّ رأيته بعد في الإسلام ، وقد اشترى لحما بدرهم فسمطه على فرسه (٣).

وروي أنّ ذا الكلاع لمّا قدم مكة كان يتلثم خشية أن يفتنن أحد بحسنة (٤). وكان عظيم الخطر عند معاوية ، وربّما كان يعارض معاوية ، فيطيعه معاوية (٥).

__________________

= من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «دعوا الحبشة ما ودعوكم ، واتركوا الترك ما تركوكم» ،

وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٠).

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٠.

(٢) وأخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب ١ / ٤٨٥.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٠ ، ٢٧١.

(٤) انظر تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧١.

(٥) قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب ١ / ٤٨٥ ، ٤٨٦ «وكان ذو الكلاع القائم بأمر معاوية في حرب صفّين ، وقتل قبل انقضاء الحرب ، ففرح معاوية بموته ، وذلك أنه بلغه أن ذا الكلاع ثبت عنده =

٥٦٦

(عبد الله بن بديل بن ورقاء)(١) بن عبد العزّى الخزاعيّ ، كنيته أبو عمرو. روى البخاري في «تاريخه» أنّه ممّن دخل على عثمان ، فطعن عثمان في ودجه ، وعلا التنوخيّ عثمان بالسّيف ، فأخذهم معاوية فقتلهم (٢).

أسلم مع أبيه قبل الفتح ، وشهد الفتح وما بعدها ، وكان شريفا وجليلا. قتل هو وأخوه عبد الرحمن يوم صفّين مع عليّ ، وكان على الرّجّالة.

قال الشّعبيّ : كان على عبد الله يومئذ درعان وسيفان ، فأقبل يضرب أهل الشام حتّى انتهى إلى معاوية ، فتكاثروا عليه فقتلوه ، فلمّا رآه معاوية صريعا قال : والله لو استطاعت نساء خزاعة لقاتلتنا فضلا عن رجالها (٣).

__________________

= أنّ عليّا بريء من دم عثمان ، وأنّ معاوية لبس عليهم ذلك فأراد التشتيت على معاوية ، فعاجلته منيته بصفّين».

وقال ابن عساكر : «ولما بلغ قتله معاوية قال لأصحابه : لأنا أشدّ فرحا بقتل ذي الكلاع منّي بفتح مصر لو افتتحتها ، وذلك لأنه كان يعرض له في أشياء كان يأمر بها». (تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٤).

(١) المغازي للواقدي ٧٥٠ ، المحبّر لابن حبيب ١٨٤ ، تاريخ خليفة ١٦٦ و ١٩٤ ، التاريخ الكبير ٥ / ٥٦ و ٥٧ (ذكره ثلاث مرات) ١٢٦ و ١٢٧ و ١٢٨ ، الأخبار الطوال ١٥٠ و ١٧١ و ١٧٢ و ١٧٥ ، تاريخ الطبري ٤ / ١٣٩ و ١٨٠ و ٣٨٣ و ٥ / ١١ و ١٥ و ١٨ و ٢١ و ٢٣ و ٤٤ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٤ ، ١٥ (ذكره مرتين) رقم ٦٧ و ٦٨ ، الاستيعاب ٢ / ٢٦٨ ، ثمار القلوب للثعالبي ٨٨ ، العقد الفريد ٤ / ٢٩٢ و ٢٩٥ و ٢٩٨ و ٣٢٨ ، مشاهير علماء الأمصار ٨٣ رقم ٦٠٠ ، الخراج وصناعة الكتابة ٣٧٣ ، ٣٧٤ و ٤٠٠ ، المستدرك ٣ / ٣٩٥ ، التذكرة الحمدونية ٢ / ٣٩٩ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٤ و ٢٩٧ و ٢٩٨ و ٣٠١ و ٣٠٢ و ٣١٤ و ٤٠٩ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٣٩٥ ، مرآة الجنان ١ / ١٠١ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٥٥ ، ١٥٦ رقم ٢٦٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٠٣ رقم ١٩٩ الإصابة ٢ / ٢٨٠ ، ٢٨١ رقم ٤٥٥٩ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٦٧ ، المنتخب من ذيل المذيل ٥١١.

(٢) هذه الرواية ليست في التراجم التي أوردها البخاري في تاريخه.

(٣) الاستيعاب ٢ / ٢٦٨ ، ٢٦٩.

٥٦٧

(عبد الله بن كعب المراديّ)(١) من كبار عسكر عليّ ، قتل يوم صفّين ، ويقال إنّ له صحبة (٢).

عبيد الله ابن أمير المؤمنين عمر (٣)

ابن الخطّاب القرشيّ العدويّ المدنيّ. ولد في زمان النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسمع أباه ، وعثمان ، وأرسل عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. كنيته أبو عيسى. غزا في أيّام أبيه. وأمّه أمّ كلثوم الخزاعيّة.

وعن أسلم ، أنّ عمر ضرب ابنه عبيد الله بالدّرّة وقال : أتكتني بأبي عيسى ، أوكان لعيسى أب!

وقد ذكرنا أنّ عبيد الله لمّا قتل عمر أخذ سيفه وشدّ على الهرمزان فقتله ، وقتل جفينة ، ولؤلؤة بنت أبي لؤلؤة ، فلمّا بويع عثمان همّ بقتله ، ثمّ عفا عنه. وكان قد أشار عليّ على عثمان بقتله ، فلمّا بويع ذهب عبيد الله هاربا منه إلى الشام (٤). وكان مقدّم جيش معاوية يوم صفّين ، فقتل يومئذ.

__________________

(١) تاريخ خليفة ١٩٤ ، تاريخ الطبري ٥ / ٤٦ ، الاستيعاب ٢ / ٣١٥ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣١٤ ، الإصابة ٢ / ٣٦٣ رقم ٤٩١٨.

(٢) من ترجمة «خزيمة بن ثابت» إلى هنا ساقط من نسخة دار الكتب.

(٣) نسب قريش ٣٥٥ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ١٥ ـ ٢٠ ، تاريخ خليفة ١٦٤ و ١٩٤ و ١٩٥ ، الأخبار الموفقيّات ٦٠٢ ، البرصان والعرجان للجاحظ ٩٢ ، عيون الأخبار ١ / ٢٩ و ٢ / ٣٦٢ ، المعارف ١٨٠ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٢٩ ، فتوح البلدان ٣ و ٤ و ٢٦٧ ، أنساب الأشراف ١ / ٤٢٧ ، ق ٤ ج ١ / ٥١٠ ، و ٥ / ٢٤ ، أخبار القضاة ٢ / ١٣٨ و ٢٦٨ و ٢٧٤ و ٢٩٩ و ٣٣٨ ، تاريخ الطبري ٢ / ٦٤٠ و ٣ / ٥٩٧ و ٤ / ١٩٨ و ٢٣٩ و ٢٤٣ و ٥٧٤ و ٥ / ١٢ و ٣٤ و ٣٦ و ٣٧ و ٣٩ و ٤٤ ، مشاهير علماء الأمصار ٦٥ رقم ٤٤١ ، ثمار القلوب للثعالبي ٨٨ ، جمهرة أنساب العرب ٨١ و ١٥٢ و ١٥٣ و ١٥٤ ، العقد الفريد ٦ / ٣٤٩ ، الاستيعاب ٢ / ٤٣١ ـ ٤٣٣ ، المرصّع لابن الأثير ٣٤٣ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٤٨٩ و ٣ / ٥٣ و ٧٥ و ٧٦ و ٢٨٧ و ٢٩٥ و ٣٠٧ و ٣٠٨ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٣١٤ ـ ٣١٦ رقم ٣٨٣ ، مرآة الجنان ١ / ١٠١ ، الإصابة ٣ / ٧٥ ، ٧٦ رقم ٦٢٣٩ ، مروج الذهب ٢ / ٣٩٥.

(٤) طبقات ابن سعد ٥ / ١٧ ، الاستيعاب ٢ / ٤٣٣.

٥٦٨

ويقال : قتله عمّار بن ياسر ، وقيل رجل من همدان (١) ، ورثاه بعضهم (٢) بقصيدة مليحة.

عمّار بن ياسر (٣) ع

ابن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس (٤) بن الحصين المذحجيّ

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٥ / ١٩.

(٢) هو أبو زبيد الطائي. (الاستيعاب ٢ / ٤٣١).

(٣) المغازي للواقدي ٢٤ و ٥٤ و ٥٥ و ٨٤ و ١٣٩ و ١٤٧ و ١٥٠ و ١٥١ و ١٥٥ و ٣٣٤ و ٣٩٧ و ٤٠٧ و ٤٣٥ و ٨٥٩ و ٨٨١ و ١٠٠٤ و ١٠٤٢ و ١٠٤٤ و ١٠٦٧ ، السير والمغازي لابن إسحاق ١٤٤ و ١٧٧ و ٢٢٨ و ٢٩٢ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٥٧ و ٧١ و ١٢٧ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٣ / ٢٤٦ ـ ٢٦٤ و ٦ / ١٤ ، فتوح الشام للأزدي ٢٥٤ ، الزهد لابن المبارك ٤٥٩ ، مسند أحمد ٤ / ٢٦٢ ـ ٢٦٥ و ٣١٩ ـ ٣٢١ ، تاريخ خليفة ١٢٣ و ١٤٤ و ١٤٥ و ١٤٩ و ١٥١ و ١٥٢ و ١٥٤ و ١٨١ و ١٨٣ و ١٨٤ و ١٨٦ و ١٨٩ و ١٩٠ و ١٩١ و ١٩٤ و ١٩٦ ، طبقات خليفة ٢١ و ٧٥ و ١٢٦ و ١٣٤ و ١٨٩ ، المحبّر لابن حبيب ٧٣ و ٢٨٩ و ٢٩٥ و ٢٩٦ ، الأخبار الموفقيّات للزبير ٣٢٢ و ٦٠٤ و ٦٠٨ ـ ٦١١ ، البرصان والعرجان للجاحظ ٢٧٤ و ٣٤١ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٥ ، ٢٦ رقم ١٠٧ ، التاريخ الصغير للبخاريّ ١ / ٧٩ و ٨٤ و ٨٥ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٤ رقم ٥٤ ، الأخبار الطوال لابن قتيبة ١٢٩ و ١٣٠ و ١٣٢ و ١٣٩ و ١٤٤ و ١٤٥ و ١٤٧ و ١٤٩ و ١٦٥ و ١٧١ و ١٧٤ و ١٧٨ ، المعارف لابن قتيبة ١٠٥ و ١٥٧ و ٢٥٦ و ٢٥٨ و ٥٥٠ و ٥٨٤ ، عيون الأخبار لابن قتيبة ٣ / ١١١ ، المعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ٦٩١ ، ٦٩٢ فتوح البلدان للبلاذري ٢١٢ و ٣٢٨ و ٣٣٠ و ٣٣٥ ، أنساب الأشراف له ١ / ٣ و ١١٦ و ١٥٦ ـ ١٧٥ و ١٧٧ و ١٨٠ و ١٨٤ و ١٨٧ و ١٩٧ و ٢٠٤ و ٢١١ و ٢٥٩ و ٢٩٧ و ٣٠٠ و ٣٠٢ و ٣٠٤ و ٣٣٧ و ٣٣٨ و ٣٦٠ و ٤٢١ و ٥٤٠ ، و ٣ / ٢٨٧ وق ٤ ج ١ / ٥١٢ و ٥١٣ و ٥٢٥ و ٥٢٦ و ٥٣٧ ـ ٥٣٩ و ٥٤١ و ٥٤٤ و ٥٤٩ و ٥٥١ و ٥٥٤ و ٥٥٧ و ٥٦٠ و ٥٨٠ و ٥٨٨ و ٥٩٢ و ٥ / ٢٦ و ٣٧ و ٤٨ ـ ٥٢ و ٥٤ و ٥٥ و ٥٩ و ٦١ و ٦٥ و ٦٨ و ٧٠ و ٨٨ و ٩٥ و ٩٩ ، أخبار القضاة لوكيع ٢ / ١٨٨ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٦٢ ، تاريخ الطبري ٢ / ٣٣٠ و ٤٠٨ و ٤٠٩ و ٤١٣ و ٣ / ١٠٨ و ٥٨٩ و ٤ / ٤١ و ٩٠ و ١٣٨ و ١٣٩ و ١٤٤ و ١٤٥ و ١٦٠ و ٢٣٣ و ٣٠٨ و ٣٤١ و ٣٥٣ و ٣٥٨ و ٣٥٩ و ٣٦٣ و ٣٩٩ و ٤٨٢ ـ ٤٨٤ و ٤٨٧ و ٤٩٩ و ٥٠٠ و ٥١٠ و ٥١٢ و ٥١٧ و ٥١٩ و ٥٣١ و ٥٣٣ و ٥٤٥ و ٥ / ٦ و ١١ و ١٢ و ١٥ و ٢٧ و ٣٨ ـ و ٤٠ و ٩٦ و ٣٦١ و ٨ / ٦٤٤ و ١٠ / ٥٩ ، المنتخب من ذيل المذيّل ٥٠٨ ـ ٥١١ ، الاستيعاب ٢ / ٤٧٦ ـ ٤٨١ ، مروج الذهب ٢ / ٣٩١ ، ٣٩٢ ، ثمار القلوب للثعالبي ٨٠ و ٣٧١ ، حلية الأولياء ١ / ١٣٩ ـ ١٤٣ رقم ٢٢ ، الخراج وصناعة الكتابة ٣٦٧ و ٣٧٠ و ٣٧١ و ٣٧٣ ـ ٣٧٥ و ٣٨٥ ، جمهرة أنساب العرب لابن حزم ٢٢٨ و ٤٠٤ و ٤٠٥

٥٦٩

العنسيّ (١) أبو اليقظان مولى بني مخزوم ، من نجباء أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، شهد بدرا والمشاهد كلّها ، وعاش ثلاثا وتسعين سنة ، وكان من السّابقين إلى الإسلام ، وممّن عذّب في الله في أوّل الإسلام.

وأمّه سميّة أوّل شهيدة في الإسلام ، طعنها أبو جهل في قلبها بحربة فقتلها. له نحو ثلاثين حديثا.

روى عنه ابن عبّاس ، وجابر ، ومحمد بن الحنفيّة ، وزرّ بن حبيش ، وهمّام بن الحارث ، وآخرون.

قدم ياسر بن عامر وأخواه من اليمن إلى مكة يطلبون أخا لهم ، فرجع أخواه وحالف ياسر أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ،

__________________

= و ٤٠٦ و ٤٣٢ ، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) ٧ / ١٣٦ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٨٩ رقم ٢١٦٥ ، مشاهير علماء الأمصار ٤٣ رقم ٢٦٦ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٨٨ ، رجال الكشي ٣١ ، التنبيه والإشراف ٢٩٥ ، المستدرك للحاكم ٣ / ٣٨٣ ـ ٣٩٥ ، ربيع الأبرار للزمخشري ٤ / ٢١٤ و ٢٤٥ ، تاريخ بغداد ١ / ١٥٠ ـ ١٥٣ رقم ٦ ، صفة الصفوة ١ / ٤٤٢ ـ ٤٤٦ رقم ٢٧ ، التذكرة الحمدونية لابن حمدون ١ / ١٢٣ و ١٣٩ و ٢ / ٤٧٨ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٢٢٧ ـ ٢٣١ و ٢٩٤ ـ ٢٩٧ و ٣٠٨ ـ ٣١١ و ٣٢٥ و ٣٥٣ و ٤ / ٢٦ و ٦ / ٤٢٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٣٧ ، ٣٨ رقم ٣٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ٩٩٨ ، ٩٩٩ ، تحفة الأشراف للمزّي ٧ / ٤٧٣ ـ ٤٨٥ رقم ٣٩٠ ، وفيات الأعيان ٢ / ٣٢٩ و ٤٧٦ و ٣ / ١٨ ، أسد الغابة ٤ / ٤٣ ـ ٤٧ ، المعين في طبقات المحدّثين ٢٤ رقم ٩٤ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٤ ، الكاشف ٢ / ٢٦١ رقم ٤٠٦ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٣٨٣ ـ ٣٩٤ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٤٠٦ ـ ٤٢٨ رقم ٨٤ ، دول الإسلام ١ / ٢٨ ، العبر ١ / ٢٥ و ٣٨ و ٤٠ ، مرآة الجنان ١ / ١٠٠ ، ١٠١ ، البداية والنهاية ٧ / ٣١٢ ، الوفيات لابن قنفذ ٥٦ رقم ٣٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ٢٩١ ـ ٢٩٨ ، الوافي بالوفيات ٢٢ / ٣٧٦ ـ ٣٧٨ رقم ٢٦٤ ، الجمع بين رجال الصحيحين ٣٩٩ ، العقد الثمين ٦ / ٢٧٩ ، النكت الظراف ٧ / ٤٧٣ ـ ٤٨٤ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤٠٨ ـ ٤١٠ رقم ٦٦٤ ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٨ رقم ٤٥٤ ، الإصابة ٢ / ٥١٢ ، ٥١٣ رقم ٥٧٠٤ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٧٩ ، كنز العمال ١٣ / ٥٢٦ ، شذرات الذهب ١ / ٤٥.

(٤) «بن قيس» ساقط من نسخة دار الكتب ، و (ع) ، والاستدراك من المصادر.

__________________

(١) في منتقى ابن الملا «العبسيّ» وهو تصحيف ، والتصحيح من مصادر الترجمة.

٥٧٠

فزوّجه أمة اسمها سميّة ، فولدت له عمّارا ، فلمّا بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسلم عمّار وأبواه وأخوه عبد الله ، وقتل أخوهما حريث في الجاهلية.

وعن عمّار قال : لقيت صهيبا على باب دار الأرقم ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيها ، فدخلنا فأسلمنا (١).

وعن عمر بن الحكم قال : كان عمّار يعذّب حتّى لا يدري ما يقول ، وكذا صهيب ، وعامر بن فهيرة. وفيهم نزلت (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا) (٢).

وقال أبو بلج (٣) عن عمرو بن ميمون قال : أحرق المشركون عمّار بن ياسر بالنّار ، فكان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمرّ به ويمرّ يده على رأسه فيقول : «(يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً) على عمّار كما كنت على إبراهيم ، تقتلك الفئة الباغية». رواه ابن سعد (٤) ، عن يحيى بن حمّاد ، أنبأ أبو عوانة ، عنه.

وقال القاسم بن الفضل : ثنا عمرو (٥) بن مرّة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن عثمان بن عفّان قال : أقبلت أنا ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم آخذ بيدي نتماشى في البطحاء حتّى أتينا على أبي عمّار ، وعمّار ، وأمّه ، وهم

__________________

(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٤٧ من طريق عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمّار بن ياسر ، عن أبيه ، قال : قال عمّار بن ياسر .. بنحوه ورواية أطول من هنا.

(٢) سورة النحل ، الآية ٤١ وفي النسخ «فتنوا» بدل «ظلموا» وكذا في طبقات ابن سعد ٣ / ٢٤٨ من طريق محمد بن عمر (الواقدي) قال : حدّثني عثمان بن محمد ، عن عبد الحكيم بن صهيب ، عن عمر بن الحكم. والواقديّ متروك.

(٣) في نسخة القدسي ٣ / ٣٤٧ «بلخ» بالخاء ، وهو تصحيف ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء ١ / ٤١٠ وهو أبو بلج الفزاري الكوفي الواسطي.

(٤) في الطبقات ٣ / ٢٤٨ من طريق يحيى بن حمّاد ، قال أخبرنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون.

(٥) في النسخة (ع) «عمر» ، والمثبت من : سيرة أعلام النبلاء ١ / ٤١٠ وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٣٢.

٥٧١

يعذّبون ، فقال ياسر : الدّهر هكذا ، فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اصبر ، اللهمّ أغفر لآل ياسر ، وقد فعلت (١)». كذا رواه مسلم بن إبراهيم ، وموسى بن إسماعيل ، وأبو قطن عمرو بن الهيثم ، عن القاسم ، وهو الحدّاني (٢) ، ورواه معتمر بن سليمان ، عن القاسم الحدّاني ، عن عمرو بن مرّة ، عن أبي البختريّ ، عن سلمان الفارسيّ.

وقال هشام الدّستوائيّ : ثنا أبو الزّبير أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ بآل عمّار وهم يعذّبون ، فقال : «أبشروا آل عمّار ، فإنّ موعدكم الجنّة». مرسل (٣).

وقال ابن سيرين : لقي النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عمّارا وهو يبكي ، فجعل يمسح عن عينيه ويقول : «أخذك الكفّار فغطّوك في النّار ، فقلت كذا وكذا ، فإن عادوا فقل ذاك لهم (٤)».

قلت : حين تكلّم يعني بالكفر ، فرخّص له في ذلك لأنّه مكره.

وقال المسعوديّ ، عن القاسم بن عبد الرحمن : أوّل من بنى مسجدا يصلّي فيه عمّار (٥).

وقال ابن سعد (٦) : قالوا : وهاجر عمّار إلى الحبشة الهجرة الثانية.

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٦٢ ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٩٣ وقال : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٤٨ ، ٢٤٩ من طريق مسلم بن إبراهيم وعمرو بن الهيثم أبو قطن ، قالا : أخبرنا القاسم بن الفضل قال : أخبرنا عمرو بن مرّة الجملي ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن عثمان بن عفان ، ورواه ابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٤٤٣.

(٢) في نسخة الدار «الحداني» وفي نسخة (ح) «الحرّاني» وكلاهما وهم.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٤٩ من طريق مسلم بن إبراهيم ، عن هشام الدستوائي.

(٤) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٤٩ من طريق إسماعيل بن إبراهيم ، عن ابن عون ، عن محمد ، (وهو ابن سيرين).

(٥) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٥٠ من طريق محمد بن عبيد الطنافسي ، والفضل بن دكين ، عن المسعودي .. والحاكم في المستدرك ٣ / ٣٥٨.

(٦) في الطبقات ٣ / ٢٥٠.

٥٧٢

وقال فطر (١) بن خليفة وغيره ، عن كثير النّواء ، سمع عبد الله بن مليك قال : سمعت عليّا يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّه لم يكن نبيّ قطّ إلّا وقد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء ، وإنّي أعطيت أربعة عشر : حمزة ، وأبو بكر ، وعمر ، وعليّ ، وجعفر ، وحسن ، وحسين ، وابن مسعود ، وأبو ذرّ (٢) ، والمقداد ، وعمّار ، وبلال ، وسلمان» (٣).

وقال أبو إسحاق السّبيعيّ ، عن هانئ بن هانئ (٤) ، عن عليّ قال : استأذن عمّار على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «مرحبا بالطّيّب المطيّب» (٥). صحّحه التّرمذيّ.

وقال الأعمش ، عن أبي عمّار الهمذانيّ ، عن عمرو (٦) بن شرحبيل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عمّار مليء إيمانا إلى مشاشه» (٧).

وقال عبد الملك بن عمير ، عن مولى لربعيّ ، عن ربعيّ ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقتدوا باللّذين من بعدي أبي بكر وعمر ،

__________________

(١) في نسخة دار الكتب «مطر» ، والمثبت من نسختي (ع) و (ح).

(٢) «أبو ذر» ساقط من نسخة الدار ، والاستدراك من بقيّة النسخ ، وفي «مجمع الزوائد» ٩ / ١٥٦ «عقيل» بدل «أبو ذر» ، وفي رواية أخرى «مصعب بن الزبير».

(٣) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٨٨ و ١٤٢ و ١٤٩ ، والترمذي في المناقب (٣٧٨٧) و (٣٧٩١) وقال : حديث حسن غريب. هذا مع أنّ كثير النّواء ضعيف.

(٤) في نسخة دار الكتب «هانئ» لمرة واحدة ، والمثبت من منتقى الأحمدية ، ونسختي (ع) و (ح).

(٥) إسناده قويّ ، وقد أخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٩٩) باب مناقب عمّار بن ياسر ، وابن ماجة في المقدّمة (١٤٦) باب فضائل أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ١٤٠ و ٧ / ١٣٥ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٣٨٨ وصحّحه الذهبيّ ووافقه في تلخيصه للمستدرك.

(٦) في نسخة دار الكتب «عمر» ، والمثبت من نسختي (ع) و (ح) ومنتقى الأحمدية.

(٧) رجاله ثقات. وأخرجه النسائي في الإيمان (٨ / ١١١) باب تفاضل أهل الإيمان ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٣٩٢ ، وقال ابن حجر في «فتح الباري» ٧ / ٩٢ : روى البزّار من حديث عائشة : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «مليء إيمانا إلى مشاشه» يعني عمّارا ، واسناده صحيح.

والمشاش : جمع مشاشة ، وهي رءوس العظام اللّيّنة.

٥٧٣

واهتدوا بهدي عمّار ، وتمسّكوا بعهد ابن أمّ عبد (١). حسنة التّرمذيّ.

وقال ابن عون ، عن الحسن ، قال عمرو بن العاص : كنّا نرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحبّ رجلا ، قالوا : من هو؟ قال : عمّار بن ياسر ، قالوا : فذاك قتيلكم يوم صفّين ، قال : قد والله قتلناه (٢). رواه جرير بن حازم ، عن الحسن.

وقال سلمة بن كهيل ، عن علقمة ، عن خالد بن الوليد قال : كان بيني وبين عمّار كلام ، فأغلظت له ، فشكاني إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «من عادى عمّارا عاداه الله ، ومن أبغض عمّارا أبغضه الله». رواه أحمد في «مسندة» (٣) ، عن يزيد بن هارون ، ثنا العوّام عنه. وأخرجه النّسائي ـ لكن له علّة ـ وهو ما رواه عمرو بن مرزوق ، عن شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد ، عن أبيه ، عن الأسود قال : كان بين عمّار وخالد كلام ، فذكر الحديث.

روى أبو ربيعة الإياديّ ، عن الحسن ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الجنّة تشتاق إلى ثلاثة : عليّ ، وعمّار ، وسلمان» (٤). حسّنه التّرمذيّ.

__________________

(١) قال الحافظ في سير أعلام النبلاء ١ / ٤١٤ : رواه طائفة عن الثوري بإسقاط مولى لربعي ، وكذا رواه زائدة وغيره عن عبد الملك ، وروي عن عمرو بن هرم ، عن ربعي ، عن حذيفة.

وهو حديث حسن. رواه أحمد في المسند ٥ / ٣٨٥ و ٤٠٢ ، وابن حبّان في صحيحه (٢١٩٣) ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٧٥ ووافقه الذهبي في تلخيصه.

(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٦٣ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٣٩٢ وقد صحّحه الذهبي ، وتعقّبه في تلخيصه فقال إنه مرسل. وأخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٩٩ من طريق عفان ، عن الأسود بن شيبان ، عن أبي نوفل بن أبي عقرب ، عن عمرو بن العاص ، بنحوه ، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٩ / ٢٩٤ وقال : رجال أحمد رجال الصحيح.

(٣) ١ / ٨٩ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٣٩١ ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٩٣ وقال : رواه أحمد ، والطبراني. ورجاله رجال الصحيح.

(٤) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٩٨) باب مناقب سلمان ، وقال : هذا حديث حسن غريب لا =

٥٧٤

وعن عليّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «دم عمّار ولحمه حرام على النار» (١).

وقال عمّار الدّهني (٢) ، عن سالم بن أبي الجعد قال : جاء رجل إلى ابن مسعود فقال : أرأيت إن أدركت فتنة ، قال : عليك بكتاب الله ، قال : أرأيت إن كان كلّهم يدعو إلى كتاب الله ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إذا اختلف النّاس كان ابن سميّة مع الحق (٣)». فيه انقطاع.

وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عمّار ما عرض عليه أمران إلّا اختار أرشدهما» (٤). أخرجه النّسائيّ والتّرمذيّ ، وإسناده صحيح.

وقال أبو نعيم : ثنا سعد بن أوس ، عن بلال بن يحيى ، أنّ حذيفة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أبو اليقظان على الفطرة ، لن يدعها حتّى يموت ، أو يلبسه الهرم» (٥) هذا منكر ، وسعد ضعيف.

__________________

= نعرفه إلّا من حديث الحسن بن صالح. وصحّحه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٣٧ ووافقه الذهبي ، وفيهما «سلمان» بدل «بلال» ، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ١٩٠ بزيادة رابع هو «المقداد بن الأسود» ، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٩ / ٣٤٤ وقال : رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح ، غير أبي ربيعة الإيادي ، وقد حسّن الترمذي حديثه.

(١) قال المؤلّف في سير أعلام النبلاء ١ / ٤١٥ : «هذا غريب» ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٩٥ وقال : رواه البزّار ، ورجاله ثقات ، وفي بعضهم ضعف لا يضرّ. وهو عطاء بن مسلم الخفّاف ، فإنه كثير الخطأ.

(٢) في نسخة دار الكتب «الذهبي» وهو تصحيف ، والتصحيح من بقيّة النسخ ، وسير أعلام النبلاء ١ / ٤١٥.

(٣) رجاله ثقات لكنه منقطع كما قال المؤلّف. وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٩١ من طريق أبي البختري ، عن عبيد الله بن محمد بن شاكر ، عن أبي أسامة ، عن مسلم بن عبد الله الأعور ، عن حبّة العرني بنحوه ، وقد وافقه الذهبي في تلخيصه.

(٤) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٣٨٩ ، والترمذي في المناقب (٣٨٠٠) باب مناقب عمّار ، وابن ماجة في المقدّمة (١٤٨) ، باب فضل عمّار ، وصحّحه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٨٨ ، ووافقه الذهبي في تلخيصه.

(٥) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٦٣ وفيه «ينسيه» بدل «يلبسه» ، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٩ / ٢٩٥ وقال : رواه الطبراني والبزّار باختصار ، ورجالهما ثقات.

٥٧٥

ويروى عن عائشة ، وعن سعد «إنّ عمّارا على الفطرة إلّا أن تدركه هفوة من كبر (١)».

وقال علقمة : سمعت أبا الدّرداء يقول : أليس فيكم صاحب السّواك والوساد ـ يعني ابن مسعود ـ ، أليس فيكم الّذي أعاذه الله على لسان نبيّه من الشيطان ـ يعني عمّارا ـ ، أليس فيكم صاحب السّرّ حذيفة (٢). أخرجه البخاريّ.

__________________

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٩٣ ، ٣٩٤ وصحّحه الذهبي ووافقه في تلخيصه ، وقد تقدّم آنفا في مقتل الخليفة عثمان مرفوعا ، وفيه «ولهة» بدل «هفوة».

(٢) أخرجه أحمد في المسند ٦ / ٤٤٥ و ٤٥١ ، والبخاري في فضائل الصحابة (٣٧٤٢) و (٣٧٦١) في باب فضائل عمّار ، وباب مناقب عبد الله بن مسعود ، من طريق موسى بن أبي عوانة ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، عن علقمة : دخلت الشام فصلّيت ركعتين فقلت : اللهمّ يسّر لي جليسا ، فرأيت شيخا مقبلا ، فلما دنا قلت : أرجو أن يكون استجاب الله ، قال : من أين أنت؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟ أو لم يكن فيكم الّذي أجير من الشيطان؟ أو لم يكن فيكم صاحب السّرّ الّذي لا يعلمه غيره؟ كيف قرأ ابن أمّ عبد (وَاللَّيْلِ)؟ فقرأت : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى. وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ، وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى). قال : أقرأنيها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاه إلى فيّ. فما زال هؤلاء حتى كادوا يردونني».

وأخرجه الطبري في تفسيره ٣٠ / ٢١٧ ، ٢١٨ من طرق ، منها الطريق التي ذكرها البخاري هذه ، وأخرج مسلم نحوه (٨٢٤) ، وانظر تفسير ابن كثير ٤ / ٥١٧ وما بعدها.

وقال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» ٨ / ٧٠٧ رقم (٤٩٤٤) : وبين رواياته (أي الحديث) : باب وما خلق الذكر والأنثى. ثم إن هذه القراءة ـ يعني قراءة ابن مسعود ـ لم تنقل إلّا عمّن ذكر هنا ، ومن عداهم قرءوا وما خلقوا الذكر والأنثى ، وعليها استقرّ الأمر مع قوّة إسناد ذلك إلى أبي الدرداء ومن ذكر معه. ولعلّ هذا ممّا نسخت تلاوته ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه. والعجب من نقل الحفّاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة ، وعن ابن مسعود ، وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة ، ثم لم يقرأ بها أحد منهم. وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء ولم يقرأ أحد منهم بهذا. فهذا ممّا يقوّي أن التلاوة بها نسخت.

وقال النووي في «شرح صحيح مسلم» ٢ / ٤٧٥ : قال القاضي : قال المازري : يجب أن يعتقد في هذا الخبر وما في معناه أن ذلك كان قرآنا ثم نسخ ، ولم يعلم من خالف النسخ ، فبقي على النسخ. ولعلّ هذا وقع من بعضهم قبل أن يبلغهم مصحف عثمان المجمع عليه ، المحذوف منه كل منسوخ. وأما بعد ظهور مصحف عثمان فلا يظنّ بأحد منهم أنه خالف فيه. وأما ابن مسعود فرويت عنه روايات كثيرة منها ما ليس بثابت عند أهل النقل. وما ثبت منها مخالفا لما قلناه =

٥٧٦

وقال داود بن أبي هند ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد : أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببناء المسجد ، فجعل ينقل عمّار لبنتين لبنتين ، فترب رأسه ، فحدّثني أصحابي أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جعل ينفض رأسه ويقول : «ويحك يا بن سميّة! تقتلك الفئة الباغية» (١). روى آخره شعبة ، عن أبي مسلمة (٢) ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد قال : حدثني من هو خير منّي أبو قتادة ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاله (٣).

وقال شعبة : أخبرني عمرو بن دينار ، سمعت أبا هشام يحدّث عن أبي سعيد الخدريّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعمّار : «تقتلك الفئة الباغية» (٤).

وقال أحمد بن المقدام العجليّ ، عن عبد الله بن جعفر ، حدّثني العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، نحوه.

وقال عبد العزيز الدّراورديّ ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أبشر عمّار تقتلك الفئة الباغية». قال التّرمذيّ (٥) : صحيح غريب من حديث العلاء.

__________________

= فهو محمول على أنه كان يكتب في مصحفه بعض الأحكام والتفاسير مما يعتقد أنه ليس بقرآن ، وكان لا يعتقد تحريم ذلك. وكان يراه كصحيفة يثبت فيها ما يشاء. وكان رأي عثمان والجماعة منع ذلك لئلّا يتطاول الزمان فيظنّ ذلك قرآنا.

وقال الأبيّ في شرحه لمسلم ٢ / ٤٣٤ ، ٤٣٥ : «هذا الخبر وأمثاله ممّا يطعن به الملحدة ، في نقل القرآن متواترا ، فيجب أن يحمل على أنّ ذلك كان قرآنا ونسخ ، ولم يعلم بالنسخ بعض من خالف فبقي على الأول. ولعلّ هذا إنّما وقع من بعضهم قبل أن يبلغه مصحف عثمان المجمع عليه ، المحذوف منه كل منسوخ ، وأمّا بعد بلوغه ، فلا يظنّ بأحد منهم أنه خالف فيه».

(١) أخرجه مسلم في الفتن (٢٩١٥) ، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة .. ، وأحمد في المسند ٣ / ٥ ، وابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٥٢.

(٢) في طبعة القدسي ٣ / ٣٥٠ «سلمة» ، وهو تحريف ، والتصويب من طبقات ابن سعد.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٥٢ ، ٢٥٣.

(٤) أخرجه ابن سعد ٣ / ٢٥٢.

(٥) في مناقب عمّار بن ياسر (٣٨٨٨) وفيه «أبشر يا عمّار».

٥٧٧

وقال : خالد الحذّاء ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس أنّه قال لي ولابنه عليّ : انطلقا إلى أبي سعيد الخدريّ واسمعا من حديثه ، فانطلقنا ، فإذا هو في حائط له ، فحدّثنا أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ويح عمّار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النّار» ، فجعل عمّار يقول : أعوذ بالله من الفتن (١). أخرجه البخاريّ.

وروى ورقاء ، عن عمرو بن دينار ، عن زياد مولى عمرو بن العاص ، عن مولاه ، سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تقتل عمّارا الفئة الباغية» (٢). رواه شعبة عن عمرو بن دينار ، فقال ، عن رجل ، عن عمرو بن العاص.

وقال الأعمش ، عن عبد الرحمن بن زياد ، عن عبد الله بن الحارث قال : إنّي لأسير مع معاوية منصرفه من صفّين ، بينه وبين عمرو ، فقال عبد الله بن عمرو : يا أبه ، أما سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لعمّار : «ويحك يا بن سميّة! تقتلك الفئة الباغية»؟ قال : فقال عمرو لمعاوية : ألا تسمع ما

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٩١ ، والبخاري في الصلاة (٤٤٧) ، باب التعاون في بناء المسجد ، و (٢٨١٢) في الجهاد ، باب مسح الغبار عن الرأس.

(٢) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٩٧ من طريق شعبة ، عن عمرو بن دينار ، عن رجل من أهل مصر ، عن عمرو بن العاص ، وأخرجه ابن جميع الصيداوي ، من طريق سفيان الثوري ، عن ليث بن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : .. (انظر له معجم الشيوخ (بتحقيقنا) ـ ص ٢٨٣ رقم ٢٤٢) ، والطبراني في «المعجم الكبير ٤ / ٩٨ رقم ٣٧٢٠ و ٤ / ٢٠٠ رقم ٤٠٣٠ و ١ / ٣٠٠ رقم ٩٥٤ ، وفي «المعجم الصغير» ١ / ١٨٧ ، وأخرجه ابن عساكر من طريق الحسن بن أحمد بن الحسن بن سعيد أبي محمد الصيداوي (تاريخ دمشق ـ مخطوطة التيمورية ـ ٩ / ٣٥٥ ، تهذيب التاريخ ٤ / ١٥٠).

وقال ابن حجر : روى حديث «تقتل عمّارا الفئة الباغية» جماعة من الصحابة ، منهم : قتادة بن النعمان ، وأم سلمة عند مسلم ، وأبو هريرة عند الترمذي ، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي ، وعثمان بن عفان ، وحذيفة ، وأبو أيوب ، وأبو رافع ، وخزيمة بن ثابت ، ومعاوية ، وعمرو بن العاص ، وأبو اليسر ، وعمّار نفسه ، وكلّها عند الطبراني وغيره ، وغالب طرقها صحيحة ، أو حسنة. وفيه عن جماعة آخرين يطول عددهم. (جامع الأصول ٩ / ٤٣).

٥٧٨

يقول هذا؟! فقال : لا تزال تأتينا بهنة ، ما نحن قتلناه ، إنّما قتله الّذين جاءوا به (١).

وقال جماعة عن الحسن ، عن أمّه ، عن أمّ سلمة ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعمّار : «تقتلك الفئة الباغية» (٢).

وقال عبد الله بن طاووس ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه قال : لمّا قتل عمّار دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال : قتل عمّار ، وقد قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تقتله الفئة الباغية» ، فدخل عمرو بن العاص على معاوية فقال : قتل عمّار ، قال معاوية : فما ذا! قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تقتله الفئة الباغية». قال : دحضت في بولك أو نحن قتلناه ، إنّما قتله عليّ وأصحابه (٣).

وعن عثمان بن عفّان ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تقتل عمّارا الفئة الباغية» (٤). رواه أبو عوانة في «مسندة».

وقال عبد الله بن أبي الهذيل وغيره ، عن عمّار قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تقتلك الفئة الباغية» (٥). وله طرق عن عمّار.

وروي هذا الحديث عن ابن عبّاس ، وابن مسعود ، وحذيفة ، وأبي

__________________

(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٥٣.

(٢) أخرجه أحمد في المسند ٦ / ٢٨٩ ، و ٣٠٠ و ٣١١ و ٣١٥ ، ومسلم في الفتن (٢٩١٦) ، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة ..

(٣) إسناده صحيح ، وأخرجه عبد الرزاق في «المصنّف» (٢٠٤٢٧) وأخرجه أحمد من طريقه ٤ / ١٩٩ ، وانظر «مجمع الزوائد» ٧ / ٢٤٢ و ٩ / ٢٩٧.

ودحضت في بولك : أي زللت وزلقت.

(٤) انظر الحاشية رقم (٢) من الصفحة السابقة.

(٥) ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٩ / ٢٩٥ وقال : أبو يعلى ، والطبراني بنحوه ، ورواه البزّار باختصار ، وإسناده حسن.

٥٧٩

رافع ، وابن أبي أوفى ، وجابر بن سمرة ، وأبي اليسر السّلميّ ، وكعب بن مالك ، وأنس ، وجابر ، وغيرهم ، وهو متواتر عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال أحمد بن حنبل : في هذا غير حديث صحيح عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد قتلته الفئة الباغية.

وقال أبو إسحاق السّبيعيّ ، عن أبي ليلى الكنديّ قال : جاء خبّاب ، فقال عمر : ادن ، فما أحد أحقّ بهذا المجلس منك ، إلّا عمّار (١).

وقال حارثة بن مضرّب : قرئ علينا كتاب عمر : إنّي بعثت إليكم ـ يعني إلى الكوفة ـ عمّار بن ياسر أميرا ، وابن مسعود معلّما ووزيرا ، وإنّهما لمن النّجباء من أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من أهل بدر ، فاسمعوا لهما ، واقتدوا بهما ، وقد آثرتكم بهما على نفسي (٢).

وعن سالم بن أبي الجعد ، أنّ عمر جعل عطاء عمّار ستّة آلاف.

وعن ابن عمر قال : رأيت عمّارا يوم اليمامة على صخرة ، وقد أشرف يصيح : يا معشر المسلمين ، أمن الجنّة تفرّون ، أنا عمّار بن ياسر ، هلموا إليّ ، وأنا انظر إلى أذنه وقد قطعت ، فهي تذبذب ، وهو يقاتل أشدّ القتال (٣).

وعن عبد الله بن أبي الهذيل قال : رأيت عمّار بن ياسر اشترى قتّا (٤) بدرهم ، فاستزاد حبلا ، فأبى ، فجاذبه حتّى قاسمه نصفين ، وحمله على ظهره وهو أمير الكوفة (٥).

وقد روي أنّهم قالوا لعمر : إنّ عمّار غير عالم بالسياسة ، فعزله.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١ / ٤٢١.

(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٥٥.

(٣) ابن سعد ٣ / ٢٥٤ ، الطبري في المنتخب من الذيل ٥٠٩.

(٤) القتّ : الفصفصة ، وهي الرطبة من علف الدوابّ.

(٥) ابن سعد ٣ / ٢٥٥.

٥٨٠