تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وعن ثابت قال : بلغني أنّ سلمان لم يخلّف إلّا بضعة وعشرين درهما (١).

قال أبو عبيدة (٢) وابن زنجويه : توفّي سلمان بالمدائن سنة ست وثلاثين ، زاد ابن زنجويه : قبل الجمل.

وقال الواقديّ : توفّي في خلافة عثمان.

ذكر ما يدلّ على انه توفّي في خلافة عثمان كما قال الواقديّ :

فروى جعفر بن سلمان ، عن ثابت ، عن أنس قال : دخل سعد ، وابن مسعود على سلمان عند الموت ، فبكى ، فقيل : ما يبكيك؟ قال : عهد عهده إلينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم نحفظه : قال : «ليكن بلاغ أحدكم كزاد الرّاكب (٣)».

وقال خليفة (٤) : توفّي سنة سبع وثلاثين.

وقيل عاش مائتين وخمسين سنة ، وأكثر ما قيل : إنّه عاش ثلاثمائة وخمسين سنة ، والأول أصحّ (٥).

* * *

__________________

= قلت : وجود الفصاحة لا ينافي وجود العجمة في النطق ، كما أنّ وجود فصاحة النطق من كثير العلماء غير محصّل للإعراب».

(١) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة في الزهد (٤١٠٤) باب الزهد في الدنيا ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ١٩٦ ، ١٩٧ ، والطبراني في المعجم الكبير (٦٠٦٩) ، وأحمد في المسند ٥ / ٤٣٨ ، وصحّحه ابن حبّان (٢٤٨٠) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٤ / ٣١٧ وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه ، وابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٥٥٢ ، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) ٦ / ٦١١.

(٢) في طبعة القدسي ٣ / ٣١٣ «أبو عبيد» وهو وهم ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء ١ / ٥٥٤ وهو القاسم بن سلام.

(٣) أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٤٣٨ من طريق هشيم ، عن منصور ، عن الحسن ، والطبراني (٦١٦٠) وابن حبّان (٢٤٨٠) ، والحاكم ٤ / ٣١٧ ، وصحّحه الذهبي ووافقه في تلخيصه ، وابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٥٥٣ ، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) ٦ / ٢١١.

(٤) في طبقاته ـ ص ٧ قال : مات سنة ست وثلاثين.

(٥) في الاصابة : قال الذهبي : وجدت الأقوال في سنّة كلّها دالّة على أنّه جاوز المائتين والخمسين ،

٥٢١

طلحة بن عبيد الله (١) ع

ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم (٢) بن مرّة التّيميّ ، أبو

__________________

= والاختلاف إنّما هو في الزّائد ، قال : ثم رجعت عن ذلك وظهر لي أنه ما زاد على الثمانين. قال الحافظ : وما المانع من ذلك ، فقد روى أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيّين من طريق العبّاس بن يزيد قال : أهل العلم يقولون عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة ، فأما مائتان وخمسون فلا يشكّون فيها.

وقال الذهبيّ في سير أعلام النبلاء ١ / ٥٥٥ : (مجموع أمره وأحواله وغزوة وهمّته وتصرّفه وسفّه للجريد وأشياء مما تقدّم تنبئ بأنّه ليس بمعمّر ولا هرم ، فقد فارق وطنه وهو حدث ، ولعلّه قدم الحجاز وله أربعون سنة أو أقلّ ، فلم ينشب أن سمع بمبعث النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمّ هاجر. فلعلّه عاش بضعا وسبعين سنة. وما أراه بلغ المائة).

وأورد الذهبيّ خبرا عن ثابت البنانيّ ، ثمّ قال : وهذا يوضح لك أنّه من أبناء الثمانين. وقد ذكرت في تاريخي الكبير أنّه عاش مائتين وخمسين سنة. وأنا الساعة لا أرتضي ذلك ولا أصحّحه.

(١) مسند أحمد ١ / ١٦١ ـ ١٦٤ ، الزهد له ١٨١ ، المغازي للواقدي ١٩ و ٢٠ و ١٠١ و ١٥٥ و ١٥٦ و ٢٢٨ و ٢٤٠ و ٢٤٤ و ٢٤٥ و ٢٤٧ و ٢٥٤ ـ ٢٥٦ و ٢٩٢ و ٢٩٤ و ٣٠٧ و ٣٠٨ و ٣١٠ و ٣١٢ و ٣٣٧ و ٣٦٤ و ٤٠٥ و ٤٩٨ و ٥٤٧ و ٥٧٣ و ٦١٤ و ٦٨٩ و ٧١٧ و ٧١٨ و ٨٣٨ و ٩١١ و ٩٤٤ و ٩٥٢ و ٩٩١ ، السير والمغازي لابن إسحاق ١٤٠ و ٣٣٠ و ٣٣٢ ، الزهد لابن المبارك ١٢ ، الأخبار الموفقيّات للزبير ٣٩٠ و ٤٧٣ ، المحبّر لابن حبيب ٥٤ و ٦٦ و ٧١ و ٧٣ و ١٠٠ و ١٠٣ و ١١٠ و ١٥١ و ٢٩٠ و ٣٠٤ و ٣٥٥ و ٤٠٢ و ٤٠٤ و ٤٧٤ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٢١٤ ـ ٢٢٥ ، أخبار مكة للأزرقي ١ / ١١٥ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٥٦ و ١٢٧ و ١٦٣ و ١٦٥ و ٢٠٨ و ٣٤٣ ، طبقات خليفة ١٨ و ١٨٩ ، تاريخ خليفة ٦٣ و ١٨٠ ـ ١٨٦ و ١٨٨ و ٢٠١ ، المعارف ١٥٤ و ١٦٨ و ١٧٥ و ٢٢٨ و ٢٢٩ و ٢٣٠ و ٢٣١ و ٢٣٢ و ٢٣٤ و ٣٧٩ و ٤١٥ و ٤١٩ و ٤٨١ و ٥٠٣ و ٥٢٦ و ٦١١ ، عيون الأخبار ١ / ٧٠ و ٣٠٠ و ٣٣٢ و ٢ / ١٩٩ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٧ رقم ٨٥ ، التاريخ الكبير ٤ / ٣٤٤ رقم ٣٠٦٩ ، التاريخ الصغير ١ / ٧٥ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٤٥٧ ـ ٤٥٩ ، ترتيب الثقات للعجلي ٢٣٤ ، ٢٣٥ رقم ٧٢٥ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٦٩ ـ ٢٧٢ ، ق ٣ / ٤٠ ، ٤١ ، و ٥ / ١ و ٦ و ٧ و ١٤ ـ ٢٠ و ٢٦ و ٢٨ ـ ٣٠ و ٣٤ و ٤٢ و ٤٤ و ٤٦ و ٤٩ و ٥٨ و ٦٤ و ٦٧ ـ ٧١ و ٧٤ و ٧٦ ـ ٧٨ و ٨١ و ٩٠ و ٩١ و ١٠٥ و ١٢٠ و ١٢٦ و ١٣٥ و ٢٠٣ ، ق ٤ ج ١ / ٥٠١ ـ ٥٠٦ و ٥١٥ ـ ٥١٧ و ٥٥٧ ـ ٥٦١ و ٥٨٢ ـ ٥٨٤ ، فتوح البلدان ١١٤ و ١١٥ و ٣٣٥ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٥٢ ، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ٢٩٦ ، المنتخب من ذيل المذيّل ٥٠٧ ، أخبار القضاة لوكيع ١٥ و ٩٨ و ١٠٥ و ١٢٠ ـ ١٢٢ و ١٦٢ و ٢٠٩ ، الجرح والتعديل ٤ / ٤٧١ ، ٤٧٢ رقم ٢٠٧٢ ، الاستيعاب ٢ / ٢١٩ ـ ٢٢٥ ، مشاهير علماء الأمصار ٧ رقم ٨ ، المعجم الكبير للطبراني ١ / ١٠٩ ـ ١١٨ رقم ٥ ، ربيع الأبرار =

٥٢٢

محمد ، أحد السّابقين الأوّلين ، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنّة.

روى عنه بنوه يحيى ، وموسى ، وعيسى ، وقيس بن أبي حازم ، والأحنف بن قيس ، والسّائب بن يزيد ، وأبو عثمان النّهديّ ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن.

وغاب عن بدر في تجارة بالشّام ، فضرب له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسهمه وأجره ، وخرج مع عمر إلى الجابية ، وكان على المهاجرين.

وكان رجلا آدم ، كثير الشّعر ، ليس بالجعد ، ولا بالسّبط ، حسن الوجه ، إذا مشى أسرع ، ولا يغيّر شيبة (١).

__________________

= للزمخشري ٤ / ١٨٠ و ٢١١ و ٢٧٣ ، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) ٧ / ١٢١ ، جمهرة أنساب العرب ١٣٧ و ١٥٧ ، المستدرك للحاكم ٣ / ٣٦٨ ـ ٣٧٤ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٢٧٨ ، البدء والتاريخ للمقدسي ٥ / ٨١ ـ ٨٣ ، حلية الأولياء ١ / ٨٧ ـ ٨٩ رقم ٥ ، مروج الذهب ٣ / ١١٠ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٣٠ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٧٤ ـ ٩٠ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٦٦ ، صفة الصفوة ١ / ١٣٠ ، أسد الغابة ٣ / ٥٩ ، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ١٣ / ١٨٧ ، التذكرة الحمدونية ١ / ١٢٧ و ٤٠٣ و ٢ / ٩٨ و ١٩٥ ، اللباب ٢ / ٨٨ ، جامع الأصول ٩ / ٣ ـ ٥ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٥١ ٢٥٣ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٢٨ ، تحفة الأشراف ٤ / ٢١١ ـ ٢٢٢ رقم ٢٥٢ ، وفيات الأعيان ٣ / ١٨ ، ١٩ و ٧٠ و ٥ / ٨ و ٧ / ٥٩ ، ٦٠ و ١٩٥ ، لباب الآداب لابن منقذ ٩٥ و ١٢٧ و ١٧٩ و ٢٥٢ ، نهاية الأرب للنويري ٢٠ / ٨٥ ـ ٨٩ ، الأمالي للقالي ٢ / ٢٨٢ ، دول الإسلام ١ / ٣٠ ، ٣١ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٣٦٨ ـ ٣٧٤ ، الكاشف ٢ / ٣٩ رقم ٢٤٩٦ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٢٣ ـ ٤٠ رقم ٢ ، العبر ١ / ٣٧ ، مرآة الجنان ١ / ٩٧ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٤٧ ـ ٢٤٩ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٤٧٣ ـ ٤٧٧ رقم ٥١٢ ، الوفيات لابن قنفذ ٢٩ رقم ٣٦ ، غاية النهاية في طبقات القراء ١ / ٣٤٢ رقم ١٤٨٤ ، مجمع الزوائد للهيثمي ٩ / ١٤٧ ـ ١٥٠ ، العقد الثمين ٥ / ٦٨ ، ٦٩ ، الإصابة ٢ / ٢٢٩ ، ٢٣٠ رقم ٤٢٦٦ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٠ ـ ٢٢ رقم ٣٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٧٩ رقم ٣٤ النكت الظراف ٤ / ٢١٣ ـ ٢٢٢ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٨٠ ، كنز العمال ١٣ / ١٩٨ ـ ٢٠٤ ، شذرات الذهب ١ / ٤٢ ، رغبة الآمل ٣ / ١٦ ، طبقات الشعراني ١ / ٢٢ ، الرياض النضرة ٢ / ٢٤٩.

(٢) في المنتقى لابن الملّا «بن تميم» وهو وهم.

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٢١٩ ، المعجم الكبير ١ / ١١١ رقم ١٩١ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٧٧.

٥٢٣

روى الترمذي (١) بإسناد حسن ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم أحد : «أوجب (٢) طلحة».

وقال الصّلت بن دينار ، عن أبي نضرة ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة (٣)».

وقال عبد العزيز بن عمران : حدّثني إسحاق بن يحيى ، حدثني موسى ابن طلحة قال : كان طلحة أبيض يضرب (٤) إلى حمرة ، مرعوبا ، إلى القصر أقرب ، رحب الصّدر ، بعيد ما بين المنكبين ، ضخم القدمين إذا التفت التفت جميعا (٥).

وعن عائشة ، وأمّ إسحاق ابنتي طلحة قالتا : جرح أبونا يوم أحد

__________________

(١) في المناقب (٣٨٢١) باب مناقب أبي محمد طلحة بن عبيد الله ، من طريق أبي سعيد الأشجّ ، أخبرنا يونس بن بكير. عن محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن جدّه عبد الله بن الزبير ، عن الزبير قال : «كان على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع فأقعد تحته طلحة ، فصعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى استوى على الصخرة ، قال : فسمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أوجب طلحة». هذا حديث حسن صحيح غريب ، وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢١٨ ، وأحمد في المسند ١ / ١٦٥ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٣٧٤ وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه ، والطبري في تاريخه ٢ / ٥٢٢ ، وابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٢٢٠ ، وابن حجر في الإصابة ٢ / ٢٢٩ ، وانظر الكامل في التاريخ ٢ / ١٥٨.

(٢) أوجب : أي عمل عملا أوجب له الجنّة. (النهاية في غريب الحديث).

(٣) إسناده ضعيف جدّا لأنّ الصّلت بن دينار متروك عند أهل الجرح والتعديل ، والحديث في مسند الطيالسي (١٧٩٣) ، وأخرجه ابن ماجة (١٢٥) من طريق : وكيع ، عن الصلت بن دينار ، عن أبي نضرة ، عن جابر ، وأخرجه الترمذي (٣٧٤٠) من طريق صالح بن موسى الطلحي ، عن الصلت بن دينار ... ، وصالح بن موسى متروك مثل الصلت. وأخرجه الترمذي أيضا (٣٧٤٢) ، وانظر طبقات ابن سعد ٣ / ٢١٩ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨٠ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٤٧٦.

(٤) في نسخة دار الكتب «يشرب». وما أثبتناه عن «المعارف» لابن قتيبة ، وسير أعلام النبلاء.

(٥) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٧٠ ، والطبراني في المعجم الكبير ١ / ١١١ رقم ١٩١ ، وابن حجر في الإصابة ٢ / ٢٢٩.

٥٢٤

أربعا وعشرين جراحة ، وقع منها في رأسه شجّة ، وقطع نساه (١) وشلّت أصابعه.

وعن معاوية قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طلحة ممّن قضى نحبه» (٢) رواه الطّيالسي في «مسندة» (٣).

وفي «مسلم» من حديث أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان على حراء هو وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ ، وطلحة ، والزّبير ، فتحرّكت الصّخرة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أثبت حراء ، فما عليك إلّا نبيّ أو صدّيق أو شهيد (٤)».

وعن عليّ : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «طلحة والزّبير جاراي في الجنّة». رواه الترمذيّ (٥).

وعن سلمة بن الأكوع قال : ابتاع طلحة بئرا بناحية الجبل ، ونحر جزورا فأطعم النّاس ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنت طلحة الفيّاض» (٦).

__________________

(١) في نسخة دار الكتب «نساوه» ، والتصحيح من طبقات ابن سعد ٣ / ٢١٧ ، ٢١٨. وفيها زيادة : يعني عرق النّسا ، وكذلك في تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٧٩ ، والاستيعاب ٢ / ٢٢١.

(٢) النّحب : النّذر ، كأنّه ألزم نفسه أن يصدق الإعداد في الحرب ، فوفى به ، وقيل : النّحب الموت ، كأنّه يلزم نفسه أن يقاتل حتّى يموت.

(٣) رواه الطيالسي في مسندة من حديث جابر ٢ / ١٤٦ وليس من حديث معاوية كما ذكر المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ ، أما الّذي أخرجه من حديث معاوية فهو : الترمذي في المناقب (٣٧٤٠) ، وابن ماجة في المقدّمة (١٢٦) و (١٢٧).

(٤) أخرجه مسلم في الفضائل (٢٤١٧) ، والترمذي في المناقب (٣٦٩٨) باب مناقب عثمان.

(٥) في المناقب (٣٧٤١) باب مناقب طلحة ، وقال : حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٦٤ وصحّحه ، وتعقّبه الذهبيّ في تلخيصه فقال : لا. وهو في أسد الغابة ٣ / ٨٧ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨١.

(٦) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ١١٢ رقم ١٩٨ من طريق إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن عمّه موسى بن طلحة .. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٤٨ وقال : رواه الطبراني ، وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم وهو مجمع على ضعفه. وهو في تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨١ ، والاستيعاب ٢ / ٢١٩ ، والإصابة ٢ / ٢٢٩.

٥٢٥

وقال مجالد ، عن الشّعبي ، عن قبيصة بن جابر : صحبت طلحة ، فما رأيت أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه (١).

وقال أبو إسماعيل التّرمذي : ثنا سليمان بن أيّوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة التّيميّ ، حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن موسى بن طلحة ، أنّ أباه أتاه مال من حضرموت سبعمائة ألف ، فبات ليلته يتململ ، فقالت له زوجته : مالك؟ فقال : تفكّرت فقلت : ما ظنّ رجل بربّه يبيت وهذا المال في بيته ، قالت : فأين أنت عن بعض أخلّائك ، فإذا أصبحت فاقسمها ، فقال : إنّك موفّقة (٢) ـ وهي أمّ كلثوم بنت الصّديق ـ فقسّمها بين المهاجرين والأنصار ، فبعث إلى عليّ منها ، وأعطى زوجته ما فضل ، فكان نحو ألف درهم.

أخبرنا عبد الرحمن بن أبي عمرو (٣) وجماعة كتابة ، أنّ عمر بن طبرزد (٤) [أخبرهم : نا هبة الله بن الحصين ، أنا ابن غيلان ، ثنا أبو بكر الشافعيّ ، ثنا إبراهيم الحربيّ] (٥) قال : ثنا عبد الله بن عمر ، ثنا محمد بن يعلى ، ثنا الحسن بن دينار ، عن عليّ بن زيد قال : جاء أعرابيّ إلى طلحة ، فسأله وتقرّب إليه برحم ، فقال : إنّ هذه لرحم ما سألني بها أحد قبلك ، إنّ لي أرضا قد أعطاني بها عثمان ثلاثمائة ألف ، فإن شئت الأرض ، وإن شئت ثمنها ، قال : لا بل الثّمن ، فأعطاه.

وروي أنّه فدى عشرة من أسارى بدر بماله (٦).

__________________

(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٢١ ، والطبراني في المعجم الكبير ١ / ١١١ رقم ١٩٤ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٨٨ ، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) ٧ / ٨٣ ، وابن حجر في الإصابة ٢ / ٢٢٩.

(٢) في سير أعلام النبلاء ١ / ٣١ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨٤ «موفقة ابنة موفّق».

(٣) في سير أعلام النبلاء ١ / ٣١ (المسلم بن علّان) بدل (عبد الرحمن بن أبي عمرو).

(٤) في سير أعلام النبلاء (محمد) بدل (طبرزد) الواردة في نسخة الدار.

(٥) ما بين الحاصرتين زيادة من سير أعلام النبلاء.

(٦) الرواية عن : الكديمي ، عن الأصمعيّ ، عن ابن عمران قاضي المدينة. كما في سير أعلام النبلاء ١ / ٣١.

٥٢٦

ولطلحة حكايات سوى هذه في السّخاء.

وعن محمد بن إبراهيم التّيميّ قال : كان يغلّ طلحة بالعراق أربعمائة ألف ، ويغلّ بالسّراة عشرة آلاف دينار ، وكان يكفي ضعفاء بني تيم ، ويقضي ديونهم ، ويرسل إلى عائشة كلّ سنة بعشرة آلاف (١).

وقال عمرو بن دينار : حدّثني مولى لطلحة أنّ غلّته كانت كلّ يوم ألف درهم (٢).

وقال الواقديّ : حدّثني إسحاق بن يحيى ، عن موسى بن طلحة ، أنّ معاوية سأله : كم ترك أبو محمد من العين؟ قال : ترك ألف ألف ومائتي درهم ، ومائتي ألف دينار ، فقال : عاش سخيّا حميدا ، وقتل فقيدا (٣).

قد ذكرنا أنّ مروان كان في جيش طلحة والزّبير يوم الجمل وأنّه رمى بسهم على طلحة فقتله (٤) ، فقال مجالد ، عن الشّعبي قال : رأى عليّ طلحة في بعض الأودية ملقى ، فنزل فمسح التّراب عن وجهه ، ثمّ قال : عزيز عليّ أبا محمد أنّ أراك مجدّلا في الأودية ، ثمّ قال : إلى الله أشكو عجري وبجري. قال الأصمعيّ : معناه : سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي (٥).

وقال ليث ، عن طلحة بن مصرّف ، إنّ عليا انتهى إلى طلحة وقد مات ، فنزل وأجلسه ، ومسح الغبار ، عن وجهه ولحيته ، وهو يترحم عليه

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢١ ، ٢٢٢ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨٥.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٢ ، والمعجم الكبير ١ / ١١٢ رقم ١٩٦ ، وحلية الأولياء ١ / ٨٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨٥ وفيه «ألف واف درهم ودانقين» ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٤٨ وقال :

رواه الطبراني ، ورجاله ثقات إلّا أنه مرسل.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٢ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨٥ والواقدي متروك.

(٤) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ١ / ٣٦ : (قاتل طلحة في الوزر بمنزلة قاتل عليّ).

(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨٩.

٥٢٧

ويقول : ليتني متّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة (١).

قال أبو أسامة : ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، ثنا قيس قال : رمى مروان يوم الجمل طلحة بسهم في ركبته ، فجعل الدّم يسيل ، فإذا أمسكوه استمسك ، وإذا تركوه سال ، فقال دعوه ، فإنّما هو سهم أرسله الله ، قال : فمات ، فدفنّاه على شاطئ الكلا ، فرأى بعض أهله أنّه أتاه في المنام فقال : ألا تريحوني من هذا الماء ، فإنّي قد غرقت ـ ثلاث مرّات يقولها ـ قال : فنبشوه ، فإذا هو أخضر كأنّه السّلق ، فنزعوا عنه الماء فاستخرجوه ، فإذا ما يلي الأرض من لحيته ووجهه قد أكلته الأرض. فاشتروا له دارا من دور آل أبي بكرة ، بعشرة آلاف فدفنوه فيها (٢).

الكلّاء بالمدّ والتّشديد : مرسى المراكب ، ويسمّى الميناء.

وقال أبو معاوية وغيره : حدّثنا أبو مالك الأشجعيّ ، عن أبي حبيبة مولى طلحة قال : دخلت على عليّ مع عمران بن طلحة بعد (الجمل) ، فرحّب به وأدناه منه ثمّ قال : إنّي لأرجو الله أن يجعلني وأباك ممّن قال فيهم : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً) الآية (٣). فقال رجلان (٤) عنده : الله أعدل من ذلك ، فقال : قوما أبعد أرض وأسحقها ، فمن هو إذا لم أن أنا وطلحة ، يا بن أخي إذا كانت لك حاجة فأتنا (٥).

وعن أمّ يحيى قالت : قتل طلحة وفي يد خازنه ألفا ألف درهم ، ومائتا

__________________

(١) قال المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ في سير أعلام النبلاء ١ / ٣٧ : «مرسل» ، وهو على إرساله ضعيف لضعف ليث ، ومع ذلك فقد حسّن الهيثمي إسناده في مجمع الزوائد ٩ / ١٥٠ ، ورواه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٧٢ ، والطبراني في المعجم الكبير ١ / ١١٣ رقم ٢٠٢ ، وأخرجه أيضا عن قيس بن عبادة بلفظ آخر ١ / ١١٤ رقم ٢٠٣.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٩٠.

(٣) سورة الحجر ـ الآية ٤٧.

(٤) في سير أعلام النبلاء ١ / ٣٩ «أحدهما الحارث الأعور».

(٥) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٥ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨٩ ، ٩٠ ، تفسير الطبري ١٤ / ٣٦.

٥٢٨

ألف درهم ، وقوّمت أصوله وعقاره بثلاثين ألف ألف درهم (١).

وقد مضى من أخباره في وقعة الجمل ، حشرنا الله معه.

عبد الله بن سعد بن أبي سرح (٢)

القرشيّ العامريّ ، أبو يحيى ، أخو عثمان من الرّضاعة. له صحبة.

ولّاه عثمان مصر ، ولمّا مات عثمان اعتزل الفتنة. وجاء من مصر إلى الرّملة ، فتوفّي بها. وكان صاحب ميمنة عمرو بن العاص في حروبه.

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٢ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨٥.

(٢) المغازي للواقدي ٧٨٧ و ٨٠٤ و ٨٢٥ و ٨٥٥ ـ ٨٥٧ و ٨٦٥ ، البرصان والعرجان للجاحظ ١٢٦ ، الأخبار الموفقيّات للزبير ٤٩٥ ، طبقات ابن سعد ٧ / ٤٩٦ ، ٤٩٧ ، تاريخ خليفة ٩٩ و ١٥٩ و ١٦٠ و ١٦٦ و ١٦٨ و ١٧٨ ، طبقات خليفة ٢٩١ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٩ رقم ٤٩ ، نسب قريش ٤٣٣ ، المعارف ٣٠٠ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ١٨٥ ، ١٨٦ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٥٣ ، ٢٥٤ ، فتوح البلدان ٢٥٠ و ٢٥٣ و ٢٦٢ و ٢٦٣ و ٢٦٧ و ٢٦٨ ، أنساب الأشراف ١ / ١٦٠ و ٢٢٦ و ٣٥٧ و ٣٥٨ و ٥٣١ ، ق ٤ ج ١ / ٥٠٥ و ٥١٢ ـ ٥١٤ و ٥٣٣ و ٥٣٨ ـ ٥٤٠ و ٥٥٠ و ٥٥٥ ـ ٥٥٧ و ٥٨٥ ، و ٥ / ٢٠ و ٢٦ ـ ٢٨ و ٤٣ و ٤٩ ـ ٥١ و ٦١ و ٦٥ و ٦٧ ، وق ٣ / ٦٦ ، تاريخ الطبري ٤ / ٣٤١ ـ ٣٤٣ ، الولاة والقضاة للكندي ١٠ ـ ١٤ و ١٧ و ٣٠٢ ، ولاة مصر له ٣٣ ـ ٣٨ و ٤٠ ، الجرح والتعديل ٥ / ٦٣ رقم ٢٩٢ ، الحلّة السيراء لابن الأبّار ١ / ١٨ و ٢٠ و ٢٤ و ٢٥ و ٢٨ و ٢ / ٣٢١ ـ ٣٢٣ ، جمهرة أنساب العرب ١٧٠ ، الاستيعاب ٢ / ٣٧٥ ـ ٣٧٨ ، مشاهير علماء الأمصار ٥٣ رقم ٣٥٨ ، الخراج وصناعة الكتابة ٣٣٩ و ٣٤٣ و ٣٤٤ و ٣٥٢ ، التذكرة الحمدونية ٢ / ٤١٦ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٤٣٥ ـ ٤٣٧ ، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ١٣ / ٢٠٢ ، ٢٠٣ ، الوزراء والكتّاب للجهشياريّ ١٣ ، أسد الغابة ٣ / ١٧٣ ، ١٧٤ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ رقم ٣٠٢ ، لباب الآداب لابن منقذ ١٧٥ ، وفيات الأعيان ٤ / ٣٤٤ و ٧ / ٢١٤ ، دول الإسلام ١ / ٣١ ، ٣٢ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٣ ـ ٣٥ رقم ٨ ، العبر ١ / ٢٩ ، البداية والنهاية ٧ / ٣١٠ ، ٣١١ ، مرآة الجنان ١ / ١٠٠ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ١٩١ ـ ١٩٣ رقم ١٧٥ ، العقد الثمين ٥ / ١٦٦ ، شفاء الغرام (بتحقيقنا) ١ / ٥٦ و ٨٣ و ٢ / ٢٠٠ و ٢٢٤ ـ ٢٢٧ و ٢٢٩ و ٢٣٢ ، الإصابة ٢ / ٣١٦ ـ ٣١٨ رقم ٤٧١١ ، النجوم الزاهرة ١ / ٧٩ ـ ٨٢ ، حسن المحاضرة ١ / ٥٧٩ ، شذرات الذهب ١ / ٤٤ ، معالم الإيمان للدبّاغ ١ / ١٣٧ ـ ١٤٠.

٥٢٩

وكان بطلا شجاعا مذكورا. غزا بالجيش غير مرّة المغرب (١). وكان أمير غزوة ذات الصّواري من أرض الروم ، غزاها في البحر (٢).

وكان قد أسلم وكتب للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثمّ ارتدّ ولحق بالمشركين. فلما كان يوم الفتح أهدر دمه ، فأجاره عثمان. ثم حسن إسلامه وبلاؤه.

وقال اللّيث بن سعد : إنّه كان محمود السّيرة ، وإنه غزا إفريقية ، وقتل جرجير صاحبها ، وغزا ذات الصّواري ، فالتقى الرّوم وكانوا في ألف مركب ، فقتلهم مقتلة عظيمة لم يقتلوا مثلها (٣).

ولمّا احتضر قال : اللهمّ اجعل آخر عملي صلاة الصّبح ، فلمّا طلع الفجر توضّأ وصلّى فلمّا ذهب يسلّم عن يساره فاضت (٤) نفسه.

وقيل : شهد صفّين مع معاوية.

وقال أبو سعيد بن يونس المصريّ : توفّي بعسقلان (٥).

(عبد الرحمن بن عتّاب)(٦) بن أسيد بن أبي العيص الأمويّ. ولد

__________________

(١) فتوح مصر لابن عبد الحكم ١٨٣ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ١٨٥ و ٢٩٠ ، فتوح البلدان ٢٦٢.

(٢) فتوح مصر ١٩٢ ، ولاة مصر ٣٦ ، فتوح البلدان ١٨١ ، تاريخ الطبري ٤ / ٢٩١ ، التنبيه والإشراف للمسعوديّ ١٣٥ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١١٧ ، أنساب الأشراف ٥ / ٥٠.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٤٣٦.

(٤) في المنتقى «فاطت» يريد «فاظت» وهو خطأ.

(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٤٣٦ وفيه مات سنة ست وستين ، وفي مشاهير علماء الأمصار لابن حبّان مات سنة تسع وخمسين.

(٦) المحبّر لابن حبيب ٤٥٠ ، تاريخ خليفة ١٨١ أو ١٨٧ ، المعارف ٢٨٣ ، أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٤٥٦ و ٤٥٧ و ٥٥١ و ٥٦٥ ، و ٤ / ١٥٠ ، و ٥ / ٦١ و ٧٥ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٥٩١ ، تاريخ الطبري ٤ / ٣٥٩ و ٤٥٤ و ٤٦١ و ٤٦٨ و ٤٧١ و ٥٠٧ و ٥١٦ و ٥١٩ ـ ٥٢١ و ٥٢٥ و ٥٣٨ و ٥٤٤ ، جمهرة أنساب العرب ١١٣ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٦٢ و ٢١٥ و ٢٤٢ و ٢٤٥ و ٢٤٦ و ٢٥١ و ٢٥٥ و ٢٦٠ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٩٧ رقم ٣٥٣ ، وفيات الأعيان ٣ / ١٩ و ٧ / ٦١ ، معجم بني أميّة ٥٦ ، ٥٧.

٥٣٠

قديما. وأمّه جويرية بنت أبي جهل بن هشام الّتي كان قد خطبها عليّ ، ثمّ تزوّجها عتّاب بن أسيد أمير مكة.

كان عبد الرحمن يوم الجمل مع عائشة ، فكان يصلّي بهم ، وقتل يومئذ. وقيل لمّا رآه عليّ قتيلا قال : هذا يعسوب (١) القوم. (٢).

وقيل إنّ يده قطعت فحملها الطّير حتّى ألقتها بالمدينة ، فعرفوا أنها يده بخاتمه ، فصلّوا عليه (٣).

(عبد الرحمن بن عديس) (٤) أبو محمد البلويّ. له صحبة. وبايع تحت الشّجرة. وله رواية. سكن مصر.

وكان ممّن خرج على عثمان وسار الى قتاله. نسأل الله العافية. ثمّ ظفر به معاوية فسجنه بفلسطين في جماعة ، ثمّ هرب من السّجن ، فأدركوه بجبل لبنان فقتل. ولمّا أدركوه قال لمن قتله : ويحك اتّق الله في دمي ، فإنّي من أصحاب الشّجرة ، فقال : الشّجر بالجبل كثير ، وقتله (٥).

قال ابن يونس : كان رئيس الخيل التي سارت من مصر الى عثمان (٦).

__________________

(١) اليعسوب : السيد والرئيس والمقدّم. وأصله فحل النحل.

(٢) المعارف لابن قتيبة ٢٨٣.

(٣) تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٩٧.

(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ٥٠٩ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٥٨ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٦١ رقم ٩١٦ ، تاريخ خليفة ١٦٨ ، أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٤٨٦ و ٥٤٩ و ٥٥٠ و ٥٥٥ و ٥٩٠ ، و ٥ / ٥٩ و ٦١ و ٦٥ و ٩٧ و ٣٦١ ، تاريخ الطبري ٤ / ٣٤٨ و ٣٥٧ و ٣٥٩ و ٣٦٨ و ٣٦٩ و ٣٧٢ و ٣٧٣ و ٣٧٨ و ٣٧٩ و ٣٨١ و ٣٩٠ و ٤١٣ و ٤١٤ ، العقد الفريد ٤ / ٢٨٦ و ٢٩٣ ، جمهرة أنساب العرب ٤٤٣ ، الاستيعاب ٢ / ٤١١ ، ولاة مصر للكندي ٤١ ـ ٤٣ ، الولاة والقضاة ١٧ و ١٩ و ٢٠ ، مشاهير علماء الأمصار ٥٦ رقم ٣٩٠ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٥٢ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٥٨ و ١٦١ و ١٦٣ و ١٦٨ و ١٦٩ و ١٧٤ و ١٧٧ و ١٧٩ و ٢٨٧ ، الإصابة ٢ / ٤١١ رقم ٥١٦٣.

(٥) تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) ٣٦ / ١٠٢ ، ١٠٣ ، الإصابة ٢ / ٤١١.

(٦) تاريخ خليفة ١٦٨.

٥٣١

وعن محمد بن يحيى الذّهليّ قال : لا يحلّ أن يحدّث عنه بشيء ، هو رأس الفتنة.

(عمرو بن أبي عمرو)(١) الحارث بن شدّاد. وقيل : الحارث بن زهير ابن شدّاد القرشيّ الفهريّ. أحد من شهد بدرا في قول الواقديّ وابن عقبة.

(قدامة بن مظعون)(٢) أبو عمر الجمحيّ ، توفّي فيها عن عثمان وستّين سنة. شهد بدرا. واستعمله عمر على البحرين. وهو خال عبد الله وحفصة ابني عمر ، وزوج عمّتهما صفيّة بنت الخطّاب. وله هجرة إلى الحبشة.

ثمّ إنّ عمر عزله عن البحرين لمّا شرب الخمر ، وتأوّل : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) (٣) وحدّه عمر (٤).

__________________

(١) المغازي للواقدي ٢٢ و ١٤٤ و ١٥٣ و ١٥٧ و ٥٧٦ و ٦٥٤ و ١١١١ و ١١١٣ ، طبقات خليفة ٢٦٦ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٤٦ ، تاريخ خليفة ٢٤٨ ، تاريخ الطبري ٨ / ٢٠٣ الاستيعاب ٢ / ٥٠٣ ، الإصابة ٢ / ٥٣٠ رقم ٥٧٩٩.

(٢) السير والمغازي لابن إسحاق ١٤٣ و ١٧٧ و ٢٢٥ ، المغازي للواقدي ٢٤ و ٨٤ و ١٥٦ و ٤٧٥ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٥٦ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٤٠١ ، المحبّر لابن حبيب ١٧٣ ، طبقات خليفة ٢٥ ، تاريخ خليفة ١٥٤ و ١٩١ و ٢٠٤ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٧٠ ، أخبار مكة للأزرقي ٢ / ٢٢٤ و ٢٤٠ و ٢٦٤ تاريخ أبي زرعة ١ / ٤٣٠ ، فتوح البلدان ١٠٠ ، أنساب الأشراف ١ / ٢١٣ و ٤٢٦ ، تاريخ الطبري ٤ / ٧٩ و ١١٢ و ٤٣٠ و ٧٥٦ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٧٨ رقم ٧٩٤ ، التاريخ الصغير ١ / ٤٣ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٢٧ رقم ٧٢٣ ، الاستيعاب ٣ / ٢٥٨ ـ ٢٦٢ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٢ رقم ٩٢ ، العقد الفريد ٦ / ٣٤٩ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٥٣٨ و ٥٦٩ و ٣ / ١٩٢ و ٢٨٧ ، أسد الغابة ٤ / ٣٩٤ ـ ٣٩٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٦٠ رقم ٧١ ، سير أعلام النبلاء ١ / ١٦١ ، ١٦٢ رقم ١٠ ، تعجيل المنفعة ٣٤٣ رقم ٨٨٢ ، الإصابة ٣ / ٢٢٨ ، ٢٢٩ رقم

٧٠٨٨ ، المستدرك ٣ / ٣٧٩ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٣٧٩.

(٣) سورة المائدة ، الآية ٩٣.

(٤) زاد في سير أعلام النبلاء ١ / ١٦١ «وعزله من البحرين».

أخرجه عبد الرزّاق في «المصنّف» ٩ / ٢٤٠ ـ ٢٤٣ رقم (١٧٠٧٦) قال : عن معمر ، عن الزهري قال : أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة ـ وكان أبوه شهد بدرا ـ أنّ عمر بن الخطاب استعمل قدامة بن مظعون على البحرين ، وهو خال حفصة وعبد الله بن عمر ، فقدم الجارود سيّد عبد القيس على عمر من البحرين ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ قدامة شرب فسكر ، ولقد

٥٣٢

(كعب بن سور الأزديّ)(١) قاضي البصرة لعمر بن الخطّاب. أتاه وهو يذكّر النّاس يوم الجمل سهم فقتله.

(كنانة بن بشر التجيبيّ)(٢) أحد رءوس المصريّين الذين ساروا إلى

__________________

= رأيت حدّا من حدود الله ، حقا عليّ أن أرفعه إليك ، فقال عمر : من يشهد معك؟ قال : أبو هريرة ، فدعا أبا هريرة فقال : بم أشهد؟ قال ، لم أره يشرب ، ولكنني رأيته سكران ، فقال عمر : أخصم أنت أم شهيد؟ قال : بل شهيد ، قال : فقد أدّيت شهادتك ، قال : فقد صمت الجارود حتى غدا على عمر ، فقال : أقم على هذا حدّ الله ، فقال عمر : ما أراك إلّا خصما ، وما شهد معك إلّا رجل ، فقال الجارود : إني أنشدك الله ، فقال عمر : لتمسكنّ لسانك أو لأسوءنّك ، فقال الجارود : أما والله ما ذاك بالحق أن شرب ابن عمّك وتسوءني ، فقال أبو هريرة : إن كنت تشكّ في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فسلها ، وهي امرأة قدامة ، فأرسل عمر إلى هند ابنة الوليد ينشدها ، فأقامت الشهادة على زوجها ، فقال عمر لقدامة : إنّي حادّك ، فقال : لو شربت كما يقولون ما كان لكم أن تجلدوني ، فقال عمر : لم؟ قال قدامة : قال الله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا) الآية ، فقال عمر : أخطأت التأويل ، إنّك إذا اتّقيت اجتنبت ما حرّم الله عليك ، قال : ثم أقبل عمر على الناس فقال : ما ذا ترون في جلد قدامة؟ قالوا : لا نرى أن تجلده ما كان مريضا ، فسكت عن ذلك أياما ، وأصبح يوما وقد عزم على جلده ، فقال لأصحابه : ما ذا ترون في جلد قدامة؟ قالوا : لا نرى أن تجلده ما كان ضعيفا ، فقال عمر : لأن يلقي الله تحت السّياط أحبّ إليّ من أن يلقاه وهو في عنقي ، ائتوني بسوط تام ، فأمر بقدامة فجلد ، فغاضب عمر قدامة وهجره ، فحجّ وقدامة معه مغاضبا له ، فلمّا قفلا من حجّهما ونزل عمر بالسّقيا نام ، ثم استيقظ من نومه ، قال : عجّلوا عليّ بقدامة فائتوني به ، فو الله إني لأرى آت أتاني ، فقال سالم قدامة فإنّه أخوك ، فعجّلوا إليّ به ، فلمّا أتوه أبي أن يأتي ، فأمر به عمر إن أبي أن يجرّوه إليه ، فكلّمه عمر ، واستغفر له ، فكان ذلك أوّل صلحهما».

وانظر الحديث في سنن البيهقي ٨ / ٣١٦ وأخرجه من حديث ابن عون ، عن ابن سيرين ، أنّ الجارود لمّا قدم.

(١) طبقات ابن سعد ٧ / ٩١ ـ ٩٣ ، تاريخ خليفة ١٥٤ و ١٧٩ و ١٨٥ و ١٨٩ ، طبقات خليفة ٢٠١ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٢٣ رقم ٩٦١ ، المعارف ٥٥٨ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٣١٢ ، أخبار القضاة ١ / ٢٧٣ ـ ٢٨٣ و ٢٨٧ ، تاريخ الطبري ٤ / ٨٤ و ٨٥ و ١٠١ و ٢٤١ و ٣٥٢ و ٤٦٧ و ٤٦٨ و ٤٩٥ و ٤٩٨ و ٥٠٤ و ٥٠٧ و ٥١٣ و ٥١٤ و ٥٢٣ و ٥٢٩ و ٥٣٨ ، جمهرة أنساب العرب ٣٨٠ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٢٤٥ ـ ٢٤٧ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٦٢ رقم ٩١٢ ، مشاهير علماء الأمصار ١٠١ رقم ٧٤٤ ، الاستيعاب ٣ / ٣٠٢ ـ ٣٠٧ ، وفيات الأعيان ٦ / ١٤٩ ، أسد الغابة ٤ / ٣٤٢ ، ٣٤٣ ، الإصابة ٣ / ٣١٤ ، ٣١٥ رقم ٧٤٩٣.

(٢) تاريخ خليفة ١٧٥ ، المعارف ١٩٦ ، تاريخ الطبري ٤ / ٣٤١ و ٣٤٨ و ٣٨٠ و ٣٩٣ و ٣٩٤ و ٤١٤ ـ

٥٣٣

حصار عثمان ، ثمّ إنّه هرب وقتل في هذه المدّة.

(مجاشع بن مسعود)(١) خ م د ق (٢) ـ بن ثعلبة السّلميّ. له صحبة.

روى عنه أبو عثمان النّهديّ. وكليب بن وائل ، وغيرهما.

قتل في هذه السنة كما ذكرنا.

(مجالد بن مسعود)(٣) خ م (٤) أخو مجاشع المذكور. له رواية عن أخيه.

روى عنه أبو عثمان النّهديّ. وقتل مع أخيه.

(محمد بن طلحة بن عبيد الله التّيميّ)(٥) ولد في حياة رسول الله

__________________

= و ٥ / ١٠٢ ـ ١٠٤ أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٥٤٨ و ٥٤٩ و ٥٥٣ و ٥٥٥ و ٥٧٤ و ٥٩٠ ـ ٥٩٢ ، و ٥ / ٥٩ و ٦٣ و ٦٥ و ٨٣ و ٩٧ ـ ٩٩ ـ العقد الفريد ٤ / ٢٩٢ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٥٥ و ١٥٨ و ١٧٨ و ٣٥٦ و ٣٥٨.

(١) تاريخ خليفة ١٢٧ و ١٢٩ و ١٤٢ و ١٥٤ و ١٦٤ و ١٨١ و ١٨٣ ، طبقات خليفة ٤٩ و ١٨١ ، المعارف ٣٣٠ ، أنساب الأشراف ١ / ١٣٧ ، وق ٤ ج ١ / ٥٦١ و ٥٧٨ و ٥٧٩ و ٥ / ٧٢ و ٨٧ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٥٣ ، عيون الأخبار ٤ / ٢٤ ، فتوح البلدان ٣٨٧ و ٤٢٠ و ٤٢١ و ٤٢٢ ، الأخبار الموفقيات ١٦٦ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٥ رقم ٢٨٨ ، تاريخ الطبري ٣ / ٤٩٧ و ٥٩٥ و ٤ / ٩٤ و ١٢٧ و ١٢٨ و ١٧٤ و ١٧٥ و ٢٨٦ و ٢٨٧ و ٣٠١ و ٣٨٥ و ٤٦٩ و ٥٠٥ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٧ رقم ١٢٧ ، جمهرة أنساب العرب ٢٦٢ ، الخراج وصناعة الكتابة ٣٦٥ و ٣٩٠ و ٣٩١ ، ربيع الأبرار ٤ / ٣١٨ ، العقد الفريد ٢ / ٦٦ و ٦٧ ، الاستيعاب ٣ / ٥٢٠ ، ٥٢١ ، لباب الآداب ٣٤٩ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٤٨٨ و ٥٥٣ و ٣ / ١٠ و ٣٩ و ١١٩ و ١٢٤ و ١٢٧ و ١٧٠ و ٢٠٠ و ٢١٦ و ٢٤١ و ٢٦٣ أسد الغابة ٤ / ٣٠٠ ، الإصابة ٣ / ٣٦٢ رقم ٧٧٢١ ، الأخبار الطوال ١٤٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٢٩ رقم ٩١٧.

(٢) الرموز مستدركة من مصادر الترجمة.

(٣) طبقات خليفة ٤٩ و ١٨١ المعارف ٣٣١ و ٥٨٣ ، البرصان والعرجان للجاحظ ١٣١ ، ١٣٢ ، فتوح البلدان ٤٢٥ ، الاستيعاب ٣ / ٥٢١ ، ٥٢٢ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٦١ و ٢٦٣ ، أسد الغابة ٤ / ٣٠١ ، الإصابة ٣ / ٣٦٣ رقم ٧٧٢٤ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٢٩ رقم ٩٢١.

(٤) الرموز مستدركة من مصادر الترجمة.

(٥) المغازي للواقدي ٢٩٢ ، السير والمغازي لابن إسحاق ٢٧٠ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٥٢ ـ ٥٥ ، =

٥٣٤

صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسمّاه محمّدا ، وكناه أبا سليمان. وكان يلقّب (السّجّاد) لكثرة صلاته وعبادته. لم يزل به أبوه حتّى وافقه وخرج معه على عليّ. وأمّه حمنة بنت جحش. قتل يوم الجمل.

(مسلم الجهنيّ)(١) أمره عليّ يوم الجمل بحمل مصحف ، فطاف به على القوم يدعوهم إلى الطّاعة ، فقتل.

هند بن أبي هالة التّميمي (٢)

ربيب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأخو أولاده من أمّهم خديجة. اختلف في اسم أبيه فقيل : نبّاش بن زرارة ، وقيل مالك بن زرارة ، وقيل مالك بن النّبّاش

__________________

= المحبّر لابن حبيب ١٠٤ و ٢٧٥ ، نسب قريش ٢٨١ ، طبقات خليفة ٢٣٣ ، تاريخ خليفة ١٨١ و ١٨٨ ، أخبار القضاة ٢ / ٤٠٢ و ٣ / ١٩ ، المعارف ٢٣١ ، الأخبار الطوال ١٤٦ ، أنساب الأشراف ١ / ٤٣٦ ، ٤٣٧ ، ق ٣ / ١٠ و ١٧ ، ق ٤ ج ١ / ٥٤٠ و ٥٥٨ ، ٥٥٩ ، تاريخ الطبري ٤ / ٣٨٥ و ٣٨٨ و ٤٥٤ و ٤٦٥ و ٤٦٨ و ٥٠٦ و ٥٢٦ و ٥٤٢ ، الجرح والتعديل ٧ / ٢٩١ رقم ١٥٧٧ ، العقد الفريد ٤ / ٢٩٠ ، أنساب الاشراف ٥ / ٥٠ و ٦٩ و ٧٠ ، الاستيعاب ٣ / ٣٤٩ ـ ٣٥٣ ، جمهرة أنساب العرب ١٣٨ و ٢٥٨ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٣ رقم ١٠٠ ، المستدرك ٣ / ٣٧٤ ـ ٣٧٩ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٧٢ و ١٧٤ و ١٧٦ و ٢٠٩ و ٢٢٠ و ٢٤٩ ، أسد الغابة ٤ / ٣٢٢ ، ٣٢٣ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٣٧٤ ـ ٣٧٩ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٦٨ رقم ١٤٥ ، العقد الثمين ٢ / ٣٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٨٤ ، ٨٥ رقم ١٢ ، وفيات الأعيان ٣ / ٧٠ و ٤ / ١٧٠ ، الوافي بالوفيات ٣ / ١٧٤ ـ ١٧٥ رقم ١١٤٤ ، الإصابة ٣ / ٣٧٦ ، ٣٧٧ رقم ٧٧٨١ ، تعجيل المنفعة ٣٦٦ رقم ٩٤٢ ، شذرات الذهب ١ / ٤٣ ، الاسامي والكنى للحاكم (مخطوط دار الكتب) الورقة ٢٤٢.

(١) هو مسلم بن عبد الله الجهنيّ. (انظر : المغازي للواقدي ٧٥٠).

(٢) الأخبار الموفّقيّات للزبير ٣٥٤ ، التاريخ الكبير ٨ / ٢٤٠ رقم ٢٨٥٥ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٣٣١ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٣٥ رقم ٥٩٨ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٨٤ و ٢٨٨ ، طبقات خليفة ٤٣ و ١٧٩ ، المحبّر لابن حبيب ٧٨ و ٤٥٢ ، أنساب الأشراف ١ / ٣٩٠ و ٥٣٥ ، المعارف ١٣٣ ، ثمار القلوب للثعالبي ١٩٥ ، تاريخ الطبري ٣ / ١٦١ ، الجرح والتعديل ٩ / ١١٦ رقم ٤٨٩ ، جمهرة أنساب العرب ٢١٠ و ٤٩٣ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٣٠٧ و ٣ / ٢٦٣ ، أسد الغابة ٥ / ٧١ ـ ٧٣ ، التذكرة الحمدونية ١ / ٥٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٤٠ ، ١٤١ رقم ٢١٩ ، المستدرك ٣ / ٦٤٠ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٦٤٠ ، المعين في طبقات المحدّثين ٢٧ رقم ١٣٤ ، الإصابة ٣ / ٦١١ ، ٦١٢ رقم ٩٩٠٧ ، تهذيب التهذيب ١١ / ٧٢ رقم ١١١ ،

٥٣٥

ابن زرارة. والأوّل أكثر. شهد هند أحدا ويقال : وبدرا. وكان وصّافا لحلية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولشمائله.

روى عنه ابن أخته الحسن بن عليّ. وقتل يوم الجمل مع عليّ. وقتل ابنه هند بن هند مع مصعب بن الزّبير.

* * *

يقال انفرجت (وقعة الجمل) عن ثلاثة عشر ألف قتيل.

وعن قتادة قال : قتل يوم الجمل عشرون ألفا (١). وممّن قتل يومئذ : عبد الرحمن بن عبد الله بن عامر بن كريز ، وعبد الله بن مسافع بن طلحة العبدريّ ، وعبد الله بن حكيم بن حزام (٢) الأسديّ ، ومعبد بن مقداد بن الأسود الكندي. والله أعلم (٣).

* * *

__________________

= تقريب التهذيب ٢ / ٣٢٢ رقم ١١٥ ، المعجم الكبير للطبراني ٢٢ / ١٥٤ ـ ١٦٣ ، المشتبه في أسماء الرجال ١ / ١١٩ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٥٠.

(١) تاريخ خليفة ١٨٦.

(٢) في منتقى ابن الملّا (حرام) وأكثر الأصل بلا إعجام ، وهو (حزام) بالزاي ، على ما (في تاريخ الطبري).

(٣) من ترجمة (عبد الله بن سعد بن أبي سرح) إلى هنا ساقط من نسخة دار الكتب.

٥٣٦

سنة سبع وثلاثين

وقعة صفّين (١)

قال محمد بن سعد : أنبأ محمد بن عمر قال : لمّا قتل عثمان ، كتبت نائلة زوجته إلى الشام إلى معاوية كتابا تصف فيه كيف دخل على عثمان وقتل ، وبعثت إليه بقميصه بالدّماء ، فقرأ معاوية الكتاب على أهل الشّام ، وطيّف بالقميص في أجناد الشّام ، وحرّضهم على الطّلب بدمه ، فبايعوا معاوية على الطّلب بدمه.

ولمّا بويع عليّ بالخلافة قال له ابنه الحسن وابن عبّاس : اكتب الى معاوية فأقره على الشّام ، وأطمعه فإنّه سيطمع ويكفيك نفسه وناحيته ، فإذا بايع لك النّاس أقررته أو عزلته ، قال : فإنّه لا يرضى حتّى أعطيه عهد الله تعالى وميثاقه أن لا أعزله ، قالا : لا تعطه ذلك. وبلغ ذلك معاوية فقال : والله لا ألي له شيئا ولا أبايعه ، وأظهر بالشّام أنّ الزّبير بن العوّام قادم عليهم ، وأنّه مبايع له ، فلمّا بلغه (أمر الجمل) أمسك ، فلمّا بلغه قتل الزّبير (٢) ترحّم عليه وقال : لو قدم علينا لبايعناه وكان أهلا.

__________________

(١) صفّين اليوم في موضع قرية (أبي هريرة) بقرب الرقة ، في شمال سورية ، على شاطئ الفرات.

(٢) في المنتقى لابن الملّا (ابن الزّبير) وهو وهم.

٥٣٧

فلمّا انصرف عليّ من البصرة ، أرسل جرير بن عبد الله البجليّ إلى معاوية ، فكلّم معاوية ، وعظّم أمر عليّ ومبايعته (١) واجتماع النّاس عليه ، فأبى أن يبايعه ، وجرى بينه وبين جرير كلام كثير ، فانصرف جرير إلى عليّ فأخبره ، فأجمع على المسير إلى الشام ، وبعث معاوية أبا مسلم الخولانيّ إلى عليّ بأشياء يطلبها منه ، منها أن يدفع إليه قتلة عثمان ، فأبى عليّ ، وجرت بينهما رسائل.

ثمّ سار كلّ منهما يريد الآخر ، فالتقوا بصفّين لسبع بقين من المحرّم ، وشبّت الحرب بينهم في أوّل صفر ، فاقتتلوا أيّاما.

فحدّثني ابن أبي سبرة ، عن عبد المجيد بن سهيل ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال : استعملني عثمان على الحجّ ، فأقمت للناس الحجّ ، ثمّ قدمت وقد قتل وبويع لعليّ ، فقال : سر إلى الشّام فقد ولّيتكها ، قلت : ما هذا برأي ، معاوية ابن عمّ عثمان وعامله على الشام ، ولست آمن أن يضرب عنقي بعثمان ، وأدنى ما هو صانع أن يحبسني ، قال عليّ : ولم؟ قلت : لقرابتي منك ، وأنّ كلّ من حمل عليك حمل عليّ ، ولكن اكتب الى معاوية فمنّه وعده. فأبى عليّ وقال : والله لا كان هذا أبدا.

روى أبو عبيدة القاسم بن سلّام ، عمّن حدّثه ، عن أبي سنان العجليّ قال : قال ابن عبّاس لعليّ : ابعثني إلى معاوية ، فو الله لأفتلنّ له حبلا لا ينقطع وسطه ، قال : لست من مكرك ومكره في شيء ، ولا أعطيه إلّا السّيف ، حتّى يغلب الحقّ الباطل ، فقال ابن عبّاس : أو غير هذا؟ قال : كيف؟ قال : لأنه يطاع ولا يعصى ، وأنت عن قليل تعصى ولا تطاع ، قال : فلمّا جعل أهل العراق يختلفون على عليّ رضي‌الله‌عنه قال : لله درّ (٢)

__________________

(١) في المنتقى لابن الملا ، ع ، ح (وسابقته) بدل (مبايعته) التي في نسخة الدار.

(٢) (در) ساقطة من نسخة الدار ، فاستدركتها من المنتقى لابن الملا.

٥٣٨

ابن عبّاس ، إنّه لينظر إلى الغيب من ستر رقيق.

وقال مجالد ، عن الشّعبي قال : لمّا قتل عثمان ، أرسلت أمّ المؤمنين (١) أم حبيبة بنت أبي سفيان إلى أهل عثمان : أرسلوا اليّ بثياب عثمان التي قتل فيها ، فبعثوا إليها بقميصه مضرّجا بالدّم ، وبخصلة الشّعر التي نتفت من لحيته ، ثمّ دعت النّعمان بن بشير ، فبعثته إلى معاوية ، فمضى بذلك وبكتابها ، فصعد معاوية المنبر ، وجمع النّاس ، ونشر القميص عليهم ، وذكر ما صنع بعثمان ، ودعا إلى الطّلب بدمه.

فقام أهل الشام فقالوا : هو ابن عمّك وأنت وليّه ، ونحن الطّالبون معك بدمه ، وبايعوا له.

وقال يونس ، عن الزّهري قال (٢) : لمّا بلغ معاوية قتل طلحة والزّبير ، وظهور عليّ ، دعا أهل الشّام للقتال معه على الشّورى والطّلب بدم عثمان ، فبايعوه على ذلك أميرا غير خليفة.

وذكر يحيى الجعفيّ في (كتاب صفّين) بإسناده أنّ معاوية قال لجرير ابن عبد الله : اكتب الى عليّ أن يجعل لي الشّام ، وأنا أبايع له ، قال : وبعث الوليد بن عبد الله : اكتب إلى عليّ أن يجعل لي الشّام ، وأنا أبايع له ، قال : وبعث الوليد بن عقبة اليه يقول :

معاوي إنّ الشّام شامك فاعتصم

بشامك لا تدخل عليك الأفاعيا

 وحام عليها بالقبائل والقنا

ولا تك محشوش الذّراعين وانيا

 فإنّ عليّا ناظر ما تجيبه

فاهد له حربا تشيب النّواصيا (٣)

__________________

(١) (أم المؤمنين) مستدركة من المنتقى لابن الملا.

(٢) (قال) سقطت من نسخة الدار ، فاستدركتها من ع ، ح وغيرهما.

(٣) انظر أنساب الأشراف (ترجمة الإمام علي) ـ ص ٢٨٩ و ٢٩٠ وفيه :

وحام عليه بالقبائل والفنا (كذا)

ولاتك ذا عجز ولا تلف وانيا

 وإنّ عليّا ناظر ما تريغه

فأوقد له حربا تشيب النواصيا

 

٥٣٩

وحدّثني يعلى بن عبيد : ثنا أبي قال : قال أبو مسلم الخولانيّ وجماعة لمعاوية : أنت تنازع عليّا! هل أنت مثله؟ فقال : لا والله إنّي لأعلم أنّ عليّا أفضل منّي وأحقّ بالأمر ، ولكن ألستم تعلمون أنّ عثمان قتل مظلوما ، وأنا ابن عمّه ، وإنّما أطلب بدمه ، فأتوا عليّا فقولوا له : فليدفع إليّ قتلة عثمان وأسلم له ، فأتوا عليّا فكلّموه بذلك ، فلم يدفعهم إليه.

وحدّثني خلّاد بن يزيد الجعفيّ ، ثنا عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفيّ ، عن الشّعبيّ ـ أو أبي جعفر الباقر شكّ خلّاد ـ قال : لمّا ظهر أمر معاوية دعا عليّ رضي‌الله‌عنه رجلا ، وأمره أن يسير إلى دمشق ، فيعتقل راحلته على باب المسجد ، ويدخل بهيئة السّفر ، ففعل الرجل ، وكان قد وصّاه بما يقول (١) ، فسألوه : من أين جئت؟ قال : من العراق : قالوا : ما وراءك؟ قال : تركت عليّا قد حشد إليكم ونهد في أهل العراق.

فبلغ معاوية ، فأرسل أبا الأعور السّلميّ يحقّق أمره ، فأتاه فسأله ، فأخبره بالأمر الّذي شاع ، فنودي : الصّلاة جامعة ، وامتلأ النّاس في المسجد ، فصعد معاوية المنبر وتشهّد ثمّ قال : إنّ عليّا قد نهد إليكم في أهل العراق ، فما الرّأي؟ فضرب النّاس بأذقانهم على صدورهم ، ولم يرفع إليه أحد طرفه ، فقام ذو الكلاع الحميريّ فقال : عليك الرأي وعلينا أمّ فعال ـ يعني الفعال (٢) ـ فنزل معاوية ونودي في النّاس : اخرجوا إلى معسكركم ، ومن تخلّف بعد ثلاث أحلّ بنفسه (٣).

فخرج رسول عليّ حتّى وافاه ، فأخبره بذلك ، فأمر عليّ فنودي : الصّلاة جامعة ، فاجتمع النّاس ، وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ

__________________

(١) (بما يقول) سقطت من نسخة الدار ، فاستدركتها من ابن الملا.

(٢) وهي لغة حمير فإنّهم يجعلون لام التعريف ميما.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٢.

٥٤٠