تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وقال أبو معشر السّنديّ : قتل لثماني عشرة (١) خلت من ذي الحجّة ، يوم الجمعة (٢) ، زاد غيره فقال : بعد العصر ، ودفن بالبقيع (٣) بين العشاءين ، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. وهو الصّحيح ، وقيل عاش ستا وثمانين سنة (٤).

وعن عبد الله بن فرّوخ قال : شهدته ودفن في ثيابه بدمائه ، ولم يغسّل. رواه عبد الله بن أحمد في «زيادات المسند (٥)» وقيل : صلّى عليه مروان ، ولم يغسّل.

وجاء من رواية الواقديّ : أنّ نائلة خرجت وقد شقّت جيبها وهي تصرخ ، ومعها سراج ، فقال جبير بن مطعم : أطفئي السّراج لا يفطن بنا ، فقد رأيت الغوغاء (٦) ، ثمّ انتهوا إلى البقيع ، فصلّى عليه جبير بن مطعم ، وخلفه أبو جهم بن حذيفة ، ونيار بن مكرم ، وزوجتا عثمان نائلة ، وأمّ البنين ، وهمّا دلّتاه في حفرته على الرجال الذين نزلوا في قبره. ولحدوا له وغيّبوا قبره ، وتفرّقوا (٧).

ويروى أنّ جبير بن مطعم صلّى عليه في ستّة عشر رجلا ، والأوّل أثبت (٨).

__________________

(١) كذا في الاستيعاب والمنتقى لابن الملا ، ع. وفي نسخة الدار ومنتقى أحمد الثالث (لثمان خلت).

(٢) انظر تاريخ الطبري ٤ / ٤١٦ و ٤١٧.

(٣) في (حشّ كوكب) وكوكب : رجل من الأنصار ، والحشّ : البستان ، وكان عثمان قد اشتراه وزاده في البقيع ، فكان أوّل من دفن فيه ، على ما في (تاريخ الطبري ٤ / ٤١٢) ، و (الاستيعاب ٣ / ٨١) وغيرهما.

(٤) تاريخ الطبري ٤ / ٤١٨.

(٥) مسند أحمد ٢ / ٤ ، تاريخ دمشق ٥٣٩ ، وانظر تاريخ الطبري ٤١٥.

(٦) هكذا في الأصل ، وفي طبقات ابن سعد «الغواة».

(٧) طبقات ابن سعد ٣ / ٧٨ ، ٧٩ ، تاريخ دمشق ٥٤١.

(٨) ابن سعد ٣ / ٧٩ ، تاريخ دمشق ٥٤١.

٤٨١

وروي أنّ نائلة بنت الفرافصة كانت مليحة الثّغر ، فكسرت ثناياها بحجر ، وقالت : والله لا يجتليكنّ أحد بعد عثمان ، فلمّا قدمت على معاوية الشّام ، خطبها ، فأبت (١).

[وقال فيها حسّان بن ثابت :

قتلتم وليّ الله في جوف داره

وجئتم بأمر جائر غير مهتدي

 فلا ظفرت أيمان قوم تعاونوا (٢)

على قتل عثمان الرّشيد المسدّد (٣)

وقال كعب بن مالك :

يا للرّجال لأمر هاج لي حزنا (٤)

لقد عجبت لمن يبكي على الدّمن

 إنّي رأيت قتيل الدّار مضطهدا (٥)

عثمان يهدى إلى الأجداث في كفن (٦)

وقال بعضهم :

لعمر أبيك فلا تكذبن

لقد ذهب الخير إلّا قليلا

 لقد سفه النّاس في دينهم

وخلّى ابن عفّان شرّا طويلا (٧)] (٨)

* * *

__________________

(١) تاريخ دمشق (تراجم النساء) ـ ص ٤٠٨ ، وانظر نحوه في أخبار النساء لابن قيّم الجوزيّة ١٢٨ طبعة دار مكتبة الحياة ، بيروت ١٩٧٩.

(٢) في ديوان حسّان : «تظاهرت» وفي تاريخ دمشق والبداية والنهاية «تبايعوا» ، وفي التمهيد والبيان «تتابعوا». والمثبت يتّفق مع الأصل والاستيعاب.

(٣) ديوان حسّان ١ / ٣٢٠ ، تاريخ دمشق ٥٤٥ ، البداية والنهاية ٧ / ١٩٦ ، الاستيعاب ٣ / ٨٢ ، التمهيد والبيان ٢١٦.

(٤) هكذا في الأصل ويتّفق مع ديوان كعب بن مالك ، والاستيعاب. وفي تاريخ دمشق «لهمّ هاج لي حزني».

(٥) وفي رواية «إني رأيت أمين الله مضطجعا».

(٦) في الديوان «رهنا لدى الأجداث والكفن» ٢٨٢ وانظر : التمهيد والبيان ٢٠٥ ، والاستيعاب ٣ / ٨٢ ، وتاريخ دمشق ٥٤٦ والبيتان من قصيدة منسوبة لحسّان في ديوانه ١ / ٣١٩.

(٧) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة الدار ومنتقى الأحمدية. والاستدراك من منتقى ابن الملّا ، و (ع).

(٨) الاستيعاب ٣ / ٨٤ ، تاريخ الطبري ٤ / ٤٢٦.

٤٨٢

سنة ستّ وثلاثين

وقعة الجمل

لمّا قتل عثمان صبرا ، سقط في أيدي أصحاب النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبايعوا عليّا ، ثمّ إنّ طلحة بن عبيد الله (١) ، والزّبير بن العوّام ، وأمّ المؤمنين عائشة ، ومن تبعهم رأوا أنّهم لا يخلّصهم ممّا وقعوا فيه من توانيهم في نصرة عثمان ، إلّا أن يقوموا في الطّلب بدمه ، والأخذ بثأره من قتلته ، فساروا من المدينة بغير مشورة من أمير المؤمنين عليّ ، وطلبوا البصرة.

قال خليفة (٢) : قدم طلحة ، والزّبير ، وعائشة البصرة ، وبها عثمان بن حنيف الأنصاريّ واليا لعليّ ، فخاف وخرج منها ، ثمّ سار عليّ من المدينة ، بعد أن استعمل عليها سهل بن حنيف أخا عثمان ، وبعث ابنه الحسن ، وعمّار بن ياسر إلى الكوفة بين يديه يستنفران النّاس ، ثمّ إنّه وصل إلى البصرة ، وكان قد خرج منها قبل قدومه إليها حكيم بن جبلة العبديّ في سبعمائة ، وهو أحد الرءوس الذين خرجوا على عثمان كما سلف ، فالتقى هو وجيش طلحة والزّبير ، فقتل الله حكيما في طائفة من قومه ، وقتل مقدّم

__________________

(١) في نسخة دار الكتب «عبد الله» ، والتصويب من المنتقى لابن الملّا ومنتقى الأحمدية.

(٢) في تاريخه ١٨٠ ، ١٨١.

٤٨٣

جيش الآخرين أيضا مجاشع بن مسعود السّلميّ (١).

ثمّ اصطلحت الفئتان ، وكفّوا عن القتال ، على أن يكون لعثمان بن حنيف دار الإمارة والصّلاة ، وأن ينزل طلحة والزّبير حيث شاءا من البصرة ، حتّى يقدم عليّ رضي‌الله‌عنه.

وقال عمّار لأهل الكوفة : أما والله إنّي لأعلم أنّها ـ يعني عائشة ـ زوجة نبيّكم في الدنيا والآخرة ، ولكنّ الله ابتلاكم بها لينظر أتتّبعونه أو إيّاها (٢).

قال سعد بن إبراهيم الزّهريّ : حدّثني رجل من أسلم قال : كنّا مع عليّ أربعة آلاف من أهل المدينة (٣).

وقال سعيد بن جبير : كان مع عليّ يوم وقعة الجمل ثمانمائة من الأنصار ، وأربعمائة (٤) ممّن شهد بيعة الرّضوان.

رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد.

وقال المطّلب بن زياد ، عن السّدّيّ : شهد مع عليّ يوم الجمل مائة وثلاثون بدريا وسبعمائة من أصحاب النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقتل بينهما ثلاثون ألفا ، لم تكن مقتلة أعظم منها.

وكان الشّعبيّ يبالغ ويقول : لم يشهدها إلّا علي ، وعمار ، وطلحة ، والزّبير من الصحابة.

وقال سلمة بن كهيل : فخرج من الكوفة ستّة آلاف ، فقدموا على عليّ

__________________

(١) وانظر طبقات ابن سعد ٣ / ٣٢.

(٢) تاريخ خليفة ١٨٤.

(٣) تاريخ خليفة ١٨٤.

(٤) في نسخة الدار (وسبعمائة) ، وفي منتقى أحمد الثالث ، ع (وتسعمائة) والمثبت من (تاريخ خليفة ١٨٤).

٤٨٤

بذي قار ، فسار في نحو عشرة آلاف ، حتّى أتى البصرة (١).

وقال أبو عبيدة : كان على خيل عليّ يوم الجمل عمّار ، وعلى الرّجّالة محمد بن أبي بكر الصّدّيق ، وعلى الميمنة علباء بن الهيثم السّدوسيّ ، ويقال : عبد الله بن جعفر ، ويقال : الحسن بن عليّ ، وعلى الميسرة الحسين بن عليّ وعلى المقدّمة عبد الله بن عبّاس ، ودفع اللّواء إلى ابنه محمد بن الحنفيّة (٢) وكان لواء طلحة والزّبير مع عبد الله بن حكيم بن حزام (٣) ، وعلى الخيل طلحة ، وعلى الرّجّالة عبد الله بن الزّبير ، وعلى الميمنة عبد الله بن عامر بن كريز ، وعلى الميسرة مروان بن الحكم (٤).

وكانت الوقعة يوم الجمعة ، خارج البصرة ، عند قصر عبيد الله بن زياد (٥).

قال اللّيث بن سعد وغيره : كانت وقعة الجمل في جمادى الأولى.

وقال أبو اليقظان : خرج يومئذ كعب بن سور الأزديّ في عنقه المصحف ، ومعه ترس ، فأخذ بخطام جمل عائشة ، فجاءه سهم غرب فقتله (٦).

[قال محمد بن سعد (٧) : وكان كعب قد طيّن عليه بيتا ، وجعل فيه كوّة يتناول منها طعامه وشرابه اعتزالا للفتنة ، فقيل لعائشة : إن خرج معك لم يتخلّف من الأزد أحد ، فركبت إليه فنادته وكلّمته فلم يجبها ، فقالت :

__________________

(١) تاريخ خليفة ١٨٤.

(٢) في طبعة القدسي ٣ / ٢٩٠ «الحنيفة» وهو خطأ.

(٣) في نسخة الدار (حرام) وهو تصحيف.

(٤) تاريخ خليفة ١٨٤.

(٥) تاريخ خليفة ١٨٤.

(٦) تاريخ خليفة ١٨٥ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٣١٢.

(٧) طبقات ابن سعد ٧ / ٩٢ ، ٩٣ وانظر : الأخبار الطوال لابن قتيبة ١٤٤.

٤٨٥

ألست أمّك؟ ولي عليك حقّ ، فكلّمها ، فقالت : إنّما أريد أن أصلح بين النّاس. فذلك حين خرج ونشر المصحف ، ومشى بين الصّفّين يدعوهم إلى ما فيه ، فجاءه سهم فقتله] (١).

وقال حصين بن عبد الرحمن : قام كعب بن سور فنشر مصحا بين الفريقين ، ونشدهم الله والإسلام في دمائهم ، فما زال حتّى قتل (٢).

وقال غيره : اصطفّ الفريقان ، وليس لطلحة ولا لعليّ رأسي الفريقين قصد في القتال ، بل ليتكلّموا في اجتماع الكلمة ، فترامى أوباش الطّائفتين بالنّبل ، وشبّت نار الحرب ، وثارت النّفوس ، وبقي طلحة يقول : (أيّها النّاس أنصتوا) ، والفتنة تغلي ، فقال : أفّ فراش النّار ، وذئاب طمع ، وقال : اللهمّ خذ لعثمان منّي اليوم حتّى ترضى ، إنّا داهنّا في أمر عثمان ، كنّا أمس يدا على من سوانا ، وأصبحنا اليوم جبلين من حديد ، يزحف أحدنا إلى صاحبه ، ولكنّه كان منّي في أمر عثمان ما لا أرى كفّارته ، إلّا بسفك دمي ، وبطلب دمه (٣).

فروى قتادة ، عن الجارود بن أبي سبرة الهذليّ قال : نظر مروان بن الحكم إلى طلحة يوم الجمل ، فقال : لا أطلب ثأري بعد اليوم ، فرمى طلحة بسهم فقتله (٤).

وقال قيس بن أبي حازم : رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم ، فوقع في ركبته ، فما زال يسحّ حتّى مات (٥). وفي بعض

__________________

(١) ما بين الحاصرتين مستدرك من المنتقى لابن الملّا.

(٢) تاريخ خليفة ١٨٥ ، الأخبار الطوال ١٤٩.

(٣) انظر طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٢ ، أنساب الأشراف (ترجمة الإمام عليّ) ٢٤٧.

(٤) تاريخ خليفة ١٨٥ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٣ ، أنساب الأشراف (ترجمة الإمام علي) ـ ص ٢٤٦.

(٥) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٣ ، أنساب الأشراف ٢٤٧ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٣١٢.

٤٨٦

طرقه : رماه بسهم ، وقال : هذا ممّن أعان على عثمان.

وعن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن عمّه ، أنّ مروان رمى طلحة ، والتفت إلى أبان بن عثمان وقال : قد كفيناك بعض قتلة أبيك (١).

وروى زيد بن أبي أنيسة ، عن رجل ، أنّ عليّا قال : بشّروا قاتل طلحة بالنّار (٢).

وعن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : خرجنا مع عليّ إلى الجمل في ستمائة رجل ، فسلكنا على طريق الرّبذة ، فقام إليه الحسن ، فبكى بين يديه وقال : ائذن لي فأتكلّم ، فقال : تكلّم ، ودع عنك أن تحنّ حنين الجارية ، قال : لقد كنت أشرت عليك بالمقام ، وأنا أشير عليك الآن : إنّ للعرب جولة ، ولو قد رجعت إليها غوارب أحلامها ، لضربوا إليك آباط الإبل ، حتّى يستخرجوك ، ولو كنت في مثل حجر الضّبّ (٣).

فقال عليّ : أتراني لا أبا لك كنت منتظرا كما تنتظر الضّبع اللّدم (٤).

وروي نحوه من وجهين آخرين (٥).

وعن يحيى بن سعيد الأنصاريّ عن عمّ له قال : لمّا كان يوم الجمل نادى عليّ في النّاس : لا ترموا أحدا بسهم ، وكلّموا القوم ، فإنّ هذا مقام من فلج فيه فلج (٦) يوم القيامة ، قال : فتوافقنا حتّى أتانا حرّ الحديد ، ثمّ إنّ

__________________

(١) تاريخ خليفة ١٨٥ ، أنساب الأشراف ٢٤٦.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٥.

(٣) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٦١ ، وانظر الأخبار الطوال ١٤٥.

(٤) في النهاية وغيرها : والله لا أكون مثل الضّبع تسمع اللّدم فتخرج حتّى تصطاد. إذا أرادوا صيد الضّبع ضربوا حجرها بحجر أو بأيديهم ، فتحسبه شيئا تصيده ، فتخرج لتأخذه ، فتصاد. أراد إنّي لا أخدع كما تخدع الضّبع باللّدم.

(٥) انظر المستدرك للحاكم ٣ / ١١٥.

(٦) وردت مصحّفة في بعض النسخ ، والتصحيح من (ع) والنهاية.

٤٨٧

القوم نادوا بأجمعهم : (يا لثارات عثمان) ، قال : وابن الحنفيّة أمامنا رتوة (١) معه اللّواء ، فمدّ عليّ يديه وقال : اللهمّ أكبّ قتلة عثمان على وجوههم ، ثمّ إنّ الزّبير قال لأساورة معه : ارموهم ولا تبلغوا ، وكأنّه إنّما أراد أن ينشب القتال. فلمّا نظر أصحابنا إلى النّشّاب لم ينتظروا أن يقع إلى الأرض ، وحملوا عليهم فهزمهم الله. ورمى مروان طلحة بسهم فشكّ ساقه بجنب فرسه.

وعن أبي جرو (٢) المازنيّ قال : شهدت عليّا والزّبير حين تواقفا ، فقال له عليّ : يا زبير أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّك تقاتلني وأنت ظالم لي»؟ قال : نعم ولم أذكره إلّا في موقفي هذا ، ثمّ انصرف (٣).

وقال الحسن البصريّ ، عن قيس بن عبّاد قال : قال عليّ يوم الجمل : يا حسن ، ليت أباك مات منذ عشرين سنة ، فقال له : يا أبت قد كنت أنهاك عن هذا ، قال : يا بنيّ لم أر أنّ الأمر يبلغ هذا.

[وقال ابن سعد (٤) : إنّ محمد بن طلحة (٥) تقدّم فأخذ بخطام الجمل (٦) ، فحمل عليه رجل ، فقال محمد : أذكركم (حم) فطعنه فقتله ، ثمّ قال في محمد :

وأشعث قوّام بآيات ربّه

قليل الأذى فيما ترى العين مسلم

 هتكت له بالرّمح جيب قميصه

فخرّ صريعا لليدين وللفم

__________________

(١) الرتوة : الخطوة ، على ما في النهاية ، ووردت مصحّفة في منتقى أحمد الثالث ، ع.

(٢) وردت محرّفة في نسخة الدّار ، ومنتقى أحمد الثالث ، ع ، والتصحيح من (تهذيب التهذيب).

(٣) المطالب العالية لابن حجر (٤٤٧٦) منسوب إلى أبي يعلى ، والإصابة ١ / ٥٤٦ ، والأسامي والكنى للحاكم (مخطوط دار الكتب ـ خزانة محمد عبده ١ ـ ورقة ١١٩).

(٤) في الطبقات ٥ / ٥٤ ، ٥٥.

(٥) المعروف بالسجّاد.

(٦) أي جمل السيّدة عائشة.

٤٨٨

يذكّرني (١) (حم) والرّمح شاجر (٢)

فهلّا تلا (حم) قبل التّقدّم

 على غير شيء غير أن ليس تابعا

عليّا ومن لا يتبع الحقّ يندم

 فسار عليّ ليلته في القتلى ، معه النّيران ، فمرّ بمحمد بن طلحة قتيلا ، فقال ، يا حسن (محمّد السّجّاد وربّ الكعبة) ، ثمّ قال : أبوه صرعة هذا المصرع ، ولو لا برّه بأبيه ما خرج. فقال الحسن : ما كان أغناك عن هذا ، فقال : ما لي وما لك يا حسن (٣)] (٤).

وقال شريك ، عن الأسود بن قيس : حدّثني من رأى الزّبير يوم الجمل ، وناداه عليّ يأبا عبد الله ، فأقبل حتّى التقت أعناق دوابّهما ، فقال : أنشدك بالله ، أتذكر يوم كنت أناجيك ، فأتانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «تناجيه فو الله ليقاتلنّك وهو لك ظالم». قال : فلم يعد أن سمع الحديث ، فضرب وجه دابّته وانصرف (٥).

وقال هلال بن خبّاب ، فيما رواه عنه أبو شهاب الحنّاط (٦) ، وغيره ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس أنّه قال يوم الجمل للزّبير : يا بن صفيّة ، هذه عائشة تملك طلحة ، فأنت على ما ذا تقاتل قريبك عليّا؟ فرجع الزّبير ،

__________________

(١) في البداية والنهاية ٧ / ٢٤٤ (يناشدني) بدل (يذكّرني) ، وفي (تاريخ الطبري ٥ / ٥٢٦) كما في النّصّ ، وكذلك في طبقات ابن سعد.

(٢) في طبقات ابن سعد «شاعر».

(٣) ما بين الحاصرتين زيادة من (ع) والمنتقى لابن الملّا.

(٤) طبقات ابن سعد ٥ / ٥٥.

(٥) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٦٦ من طريق أبي حرب بن أبي الأسود الديليّ ، قال : شهدت الزبير خرج يريد عليّا. فقال له عليّ : أنشدك الله ، هل سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : تقاتله وأنت له ظالم؟ فقال : لم أذكر ، ثم مضى الزبير منصرفا.

وصحّحه الحاكم ، ووافقه الذهبي في تلخيصه. وانظر المطالب العالية (٤٤٦٨) و (٤٤٦٩) و (٤٤٧٠) و (٤٤٧٦).

(٦) في نسخة دار الكتب «الخياط» ، والتصحيح من النسخة (ع).

٤٨٩

فلقيه ابن جرموز فقتله (١).

وقال يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : انصرف الزّبير يوم الجمل عن عليّ ، وهم في المصافّ ، فقال له ابنه عبد الله : جبنا جبنا ، فقال : قد علم النّاس أنّي لست بجبان ، ولكن ذكّرني عليّ شيئا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فحلفت أن لا أقاتله ، ثمّ قال :

ترك الأمور التي أخشى عواقبها

في الله أحسن في الدّنيا وفي الدّين (٢)

[وكيع ، عن عصام بن قدامة ـ وهو ثقة ـ عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أيّتكنّ صاحبة الجمل الأديب ، يقتل حواليها قتلى كثيرون ، وتنجو بعد ما كادت» (٣)].

وقيل : إنّ أوّل قتيل كان يومئذ مسلم الجهنيّ ، أمره عليّ فحمل مصحفا ، فطاف به على القوم يدعوهم إلى كتاب الله ، فقتل. وقطعت يومئذ سبعون يدا من بني ضبّة (٤) بالسيوف ، صار كلّما أخذ رجل بخطام الجمل الّذي لعائشة ، قطعت يده ، فيقوم آخر مكانه ويرتجز ، إلى أن صرخ صارخ اعقروا الجمل ، فعقره رجل مختلف في اسمه ، وبقي الجمل والهودج الّذي عليه ، كأنّه قنفذ من النّبل ، وكان الهودج ملبّسا بالدّروع ، وداخله أمّ المؤمنين ، وهي تشجّع الذين حول الجمل : (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن) (٥).

ثمّ إنّها ندمت ، وندم عليّ لأجل ما وقع.

* * *

__________________

(١) رجاله ثقات. أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ١١٠ بنحوه ، وابن حجر في الإصابة ١ / ٥٤٦ ، وانظر : أنساب الأشراف (ترجمة الإمام علي) ٢٥١ التذكرة الحمدونية ٢ / ٤٧٥.

(٢) حلية الأولياء ١ / ٩١.

(٣) ما بين الحاصرتين زيادة من (ع) فقط.

(٤) وردت مصحّفة ، والتصحيح من تاريخ خليفة ١٨٦ وشذرات الذهب ١ / ٤٢ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٥٣٩.

(٥) انظر مروج الذهب ٢ / ٣٧٥ ، ٣٧٦.

٤٩٠

ذكر من توفي في هذه السّنة

[(١) الأسود بن عوف الزّهريّ) (٢) له صحبة وهجرة قبل الفتح. وهو أخو عبد الرحمن بن عوف.

قتل يوم الجمل. وقد ولي ابنه جابر المدينة لعبد الله بن الزّبير.

(جندب بن زهير الغامديّ الأزديّ) كوفيّ ، يقال : له صحبة. يأتي في السنة الآتية].

حذيفة بن اليمان (٣) (ع)

واسم اليمان حسل (٤) ـ ويقال حسيل (٤) على التصغير ـ بن جابر بن

__________________

(١) ما بين الحاصرتين مستدرك من المنتقى لابن الملّا ، ع.

(٢) تاريخ خليفة ١٨٧ ، نسب قريش ٢٦٥ ، المعارف ٢٣٥ ، جمهرة النسب لابن الكلبي ٢ / ١٩٩ ، الاستيعاب ١ / ٩٠ ، أسد الغابة ١ / ٨٧ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٥١ ، الوافي بالوفيات ٩ / ٢٥٥ رقم ٤١٦٦ ، الإصابة ١ / ٤٥ ، ٤٦ رقم ١٦٧.

(٣) مسند أحمد ٥ / ٣٨٢ ـ ٤٠٨ ، السير والمغازي لابن إسحاق ٢٩٢ ، المغازي للواقدي ٢٣٤ و ٤٨٨ ـ ٤٠٩ و ٧٣٢ و ١٠٤٢ و ١٠٤٣ و ١٠٤٤ و ١٠٤٥ ، تهذيب سيرة ابن هشام ١٢٧ و ١٩٦ و ١٩٧ ، الزهد لابن حنبل ٢٢٤ ، البرصان والعرجان للجاحظ ٢٨٣ ، الزهد لابن المبارك ٣٤ و ٢٤٥ و ٥١٣ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٥٢٧ و ٦ / ١٥ و ٧ / ٣١٧ ، التاريخ لابن معين ٢ / ١٠٤ ،

٤٩١

__________________

= المحبّر لابن حبيب ٧٣ و ٤١٧ ، الطبقات لخليفة ٤٨ و ١٣٠ ، تاريخ خليفة ٦٩ و ١٤٨ ـ ١٥١ و ١٥٧ و ١٦٠ و ١٦٦ و ١٨٢ ، ترتيب الثقات للعجلي ١١١ رقم ٢٦٤ ، التاريخ الكبير ٣ / ٩٥ رقم ٣٣٣ ، التاريخ الصغير ١ / ٥٤ و ٥٦ و ٧٢ و ٨٠ و ٨١ و ١٠٧ و ١١٤ ، المعارف لابن قتيبة ٢٦٣ ، عيون الأخبار له ١ / ٢٣ و ٢ / ١٣٦ و ٢٣١ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٤٣ ـ ٥٤٥ و ٧٦٨ ـ ٧٧٠ ، فتوح البلدان للبلاذري ٢٤١ و ٣٢٠ و ٣٣٤ و ٣٧١ و ٣٧٥ و ٣٧٦ و ٣٩٠ و ٤٠٠ و ٤٠١ و ٤٠٢ و ٤٠٣ ، أنساب الأشراف ١ / ١٦٣ و ٣٢٢ و ٣٢٨ و ٣٢٩ و ٥٤٠ و ٥٤١ ، ق ٤ ج ١ / ٣٦ و ٩٠ و ٥٧٩ و ٥٨٤ ، و ٥ / ٣١ و ٤٦ و ٤٧ و ٦٢ و ٨٧ و ٩٢ ، تاريخ الطبري ٤ / ١٢٧ ـ ١٢٩ و ١٣٢ ـ ١٣٧ ، الثقات لابن حبّان ٣ / ٨٠ ، مشاهير علماء الأمصار له ٤٣ رقم ٢٦٧ ، الاستيعاب ١ / ٢٧٧ ، ٢٧٨ ، ثمار القلوب للثعالبي ١٨١ ، أخبار القضاة لوكيع ١ / ٣٩ ، ٤٠ ، و ٢ / ١٨٦ و ٢٨٥ ، و ٣ / ٥ و ١٧ و ٤٢ ، العقد الفريد لابن عبد ربّه ٣ / ٦٥ و ٤ / ١٦١ و ٢٥٩ و ٣٠٧ و ٦ / ٢٦٨ ، الجرح والتعديل ٣ / ٢٥٦ رقم ١١٤٠ ، الزاهر للأنباري ١ / ١٨٢ و ٤٢٣ و ٢ / ٢٥٦ ، الخراج وصناعة الكتابة لقدامة ٣٢٩ و ٣٦٨ و ٣٧١ و ٣٧٢ و ٣٧٤ و ٣٧٦ و ٣٧٨ و ٣٧٩ ، المعجم الكبير للطبراني ٣ / ١٨٥ ـ ١٨٩ ، حلية الأولياء ١ / ٢٧٠ ـ ٢٨٣ رقم ٤٢ ، المستدرك للحاكم ٣ / ٣٧٩ ـ ٣٨١ ، الأمالي للقالي ٣ / ١٩٦ ، تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٩٦ ـ ١٠٦ ، التذكرة الحمدونية ٢ / ٢٩٥ ، لباب الآداب لأسامة ٨٥ و ٣٣٢ ، الاستبصار ٢٣٣ ـ ٢٣٥ ، الجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ١٠٧ رقم ٤١٤ ، تلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ١٤١ ، صفة الصفوة له ١ / ٦١٠ ـ ٦١٦ رقم ٧٠ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٠٩ ـ ١١١ ، أسد الغابة ١ / ٣٩٠ ـ ٣٩٢ ، معجم البلدان ١ / ١٠٥ و ١٧٣ و ٢٨٣ و ٥١٨ و ٨٤٩ و ٣ / ١٣٧ ، الزيارات للهروي ٧٦ ، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق ١ ج ١ / ١٥٣ ـ ١٥٥ رقم ١١٤ ، وفيات الأعيان ٢ / ٣٠٠ و ٤٧٦ و ٥ / ٣٥١ ، تحفة الأشراف للمزّي ٣ / ٢١ ـ ٥٨ رقم ١٠٠ ، تهذيب الكمال له (تحقيق د. بشّار عوّاد) ٥ / ٤٩٥ ـ ٥١٠ رقم ١١٤٧ ، المعين في طبقات المحدّثين ٢٠ رقم ٢٧ ، دول الإسلام ١ / ٣٠ ، تجريد أسماء الصحابة رقم ١٢٨٦ ، العبر ١ / ٢٦ و ٣٧ ، الكاشف ١ / ١٥٢ رقم ٩٧٠ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٣٧٩ ـ ٣٨١ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٦١ ـ ٣٦٩ رقم ٧٦ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٣٢٧ ، ٣٢٨ رقم ٤٨٢ ، الكتّاب والوزراء للجهشياريّ ١٢ ، مرآة الجنان ١ / ١٠٠ ، الوفيات لابن قنفذ ٥٥ رقم ٣٦ ، مجمع الزوائد للهيثمي ٩ / ٣٢٥ ، ٣٢٦ ، شفاء الغرام (بتحقيقنا) ١ / ٤٤٥ ، غاية النهاية لابن الجزري ٢٠٣ رقم ٩٣٨ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢١٩ ، ٢٢٠ رقم ٤٠٥ ، تقريب التهذيب ١ / ١٥٦ رقم ١٨٣ ، النكت الظراف ٣ / ٢٦ ، الإصابة ١ / ٣١٧ ، ٣١٨ رقم ١٦٤٧ و ١٦٤٨ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٧٤ ، شذرات الذهب ١ / ٣٢ و ٤٤ ، كنز العمّال ١٣ / ٣٤٣.

(٤) في نسخة دار الكتب «حسبك» في الموضعين ، والتصحيح من مصادر الترجمة.

٤٩٢

أسيد ، وقيل ابن عمرو ، أبو عبد الله العبسيّ ، حليف الأنصار ، وصاحب سرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأحد المهاجرين.

وكان أبوه أصاب دما في قومه ، فهرب إلى المدينة وحالف بني عبد الأشهل ، فسمّاه قومه اليمان لحلفه لليمانية ، فاستشهد يوم أحد (١). وشهد حذيفة أحدا وما بعدها من المشاهد ، واستعمله عمر على المدائن ، فبقي عليها إلى حين وفاته. وتوفّي بعد عثمان بأربعين يوما.

روى عنه زيد بن وهب ، وزرّ بن حبيش ، وأبو وائل ، وربعيّ بن حراش ، وجماعة.

قال خيثمة بن عبد الرحمن : أتيت المدينة فسألت الله أن ييسّر لي جليسا صالحا ، فيسّر لي أبا هريرة ، فجلست إليه ، فقلت : جئت من الكوفة ألتمس الخير ، فقال : أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدّعوة [وابن مسعود صاحب طهور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونعليه ، وحذيفة] (٢) صاحب سرّ رسول الله ، وعمّار الّذي أجاره الله على لسان نبيّه من الشيطان ، وسلمان صاحب الكتابين ، يعني الإنجيل والقرآن. صحّحه التّرمذيّ (٣).

وقال أبو اليقظان ، عن زاذان ، عن حذيفة قالوا : يا رسول الله لو استخلفت ، قال : إن استخلفت عليكم فعصيتموه عذّبتم ، ولكن ما حدّثكم عبد الله فاقرءوه. حسّنه التّرمذيّ (٤).

__________________

(١) المستدرك ٣ / ٣٨٠ ، الاستيعاب ١ / ٢٧٧ ، الإصابة ١ / ٣١٧ ، تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٩٧.

(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة الدار ، فاستدركته من منتقى ابن الملّا وغيره من النسخ.

(٣) وقال : هذا حديث حسن غريب صحيح. (٥ / ٣٣٩) باب مناقب عبد الله بن مسعود ، رقم (٣٨٩٩).

(٤) في المناقب ٥ / ٣٣٩ باب مناقب حذيفة بن اليمان ، رقم (٣٩٠٠) ، وأخرجه ابن عساكر

٤٩٣

أبو نعيم ، عن مالك بن مغول (١) عن طلحة : قدم حذيفة المدائن على حمار ، عليه إكاف سادلا رجليه ، ومعه عرق (٢) ورغيف وهو يأكل. وأخباره مستوفاة في «تاريخ ابن عساكر» (٣).

عن حذيفة قال : ما منعني أن أشهد بدرا إلّا أنّي خرجت أنا وأبي الحسيل ، فأخذنا كفار قريش فقالوا : إنّكم تريدون محمدا ، فقلنا : ما نريد إلّا المدينة ، فأخذوا علينا عهد الله لننصرفنّ إلى المدينة ولا نقاتل معه ، فأتينا النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرناه فقال : «فوالهم بعهدهم ونستعين الله عليهم». رواه مسلم (٤).

وحذيفة أحد أصحاب النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم الأربعة عشر النّجباء ، كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسرّ إليه أسماء المنافقين ، وحفظ عنه الفتن التي تكون بين يدي السّاعة ، وناشده عمر بالله : (أنا من المنافقين؟) اللهمّ لا ، ولا أزكّي أحدا بعدك (٥).

وقد (ذكرنا ما) (٦) أبلى حذيفة ليلة الأحزاب. وافتتحت الدّينور عنوة على يديه (٧). وحديثه في الكتب السّتّة.

__________________

= (تهذيب تاريخ دمشق) ٤ / ٩٩ ، وقال : ورواه الخطيب البغدادي.

(١) في نسخة دار الكتب «معول» وهو تصحيف.

(٢) العرق : بسكون الراء ، العظم إذا أخذ عنه معظم اللّحم.

(٣) انظر التهذيب ٤ / ٩٦ ـ ١٠٦.

(٤) في الجهاد والسير (١٧٨٧) باب الوفاء بالعهد ، من طريق الوليد بن جميع ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن اليمان. وأخرجه أحمد في المسند ٥ / ٣٩٥ ، وانظر المعجم الكبير للطبراني رقم (٣٠٠٠) و (٣٠٠١) ، والمستدرك ٣ / ٣٧٩.

(٥) نسبه صاحب كنز العمّال ١٣ / ٣٤٤ إلى رسته ، وانظر ابن عساكر ٤ / ٩٧ و ١٠٠.

(٦) ما بين القوسين ساقط من نسخة دار الكتب.

(٧) أسد الغابة ١ / ٤٦٨ ، تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ١٠٣.

٤٩٤

(١) حكيم بن جبلة العبديّ (٢)

كان متديّنا عابدا شريفا مطاعا ، بعثه عثمان على السّند ، ثمّ إنّه ظنّ أنّ أهلها نقضوا فقدم منها ، فسأله عثمان عنها ، فقال : ماؤها وشل ، ولصّها بطل ، وسهلها جبل ، إن أثر الجند بها جاعوا ، وإن قلّوا بها ضاعوا. فلم يوجّه عثمان عليها أحدا بعده (٣).

ثمّ إنّه نزل البصرة. وقد ذكرنا أنّه أحد من سار إلى الفتنة ، ثمّ قتل في فتنة الجمل ، سامحه الله. قيل إنّه لم يزل يقاتل حتّى قطعت رجله. فأخذها وضرب بها الّذي قطعها فقتله بها ، ثمّ أخذ يقاتل ويقول :

يا ساق لن تراعي

إنّ معي ذراعي

أحمي بها كراعي

حتى نزفه الدّم ، فاتّكأ على المقتول الّذي قطع رجله ، فمرّ به رجل ، فقال له : من قطع رجلك؟ قال : وسادتي ، فما رئي أشجع منه (٤) ، ثمّ قتله سحيم الحدّاني (٥).

__________________

(١) هذه الترجمة كلها ساقطة من نسخة الدار ، فاستدركتها من منتقى ابن الملّا ، ع.

(٢) تاريخ خليفة ١٦٨ و ١٨٠ و ١٨١ و ١٨٣ و ١٩٥ ، البرصان والعرجان للجاحظ ١٦٩ و ٢٤٢ ، المعارف ١٩٦ ، فتوح البلدان ٥٣٠ ، أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ١٢٢ و ٥٤٩ و ٥٩٠ ، و ٥ / ٩٥ و ٩٧ ، تاريخ الطبري ٤ / ٣٢٦ و ٣٤٩ و ٣٥٣ و ٣٧٥ و ٣٧٨ و ٤٣٤ و ٤٣٥ و ٤٦٦ و ٤٧٠ و ٤٧١ و ٤٧٥ و ٤٨١ ، الخراج وصناعة الكتابة ٤١٣ ، مروج الذهب ٣ / ٨٧ ، جمهرة أنساب العرب ٢٩٨ ، العقد الفريد ٤ / ٢٨٦ و ٢٩٢ و ٢٩٣ ، الاستيعاب ١ / ٣٢٤ ـ ٣٢٧ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٤٤ و ١٥٨ و ١٦١ و ١٩٣ و ٢١٤ و ٢١٧ و ٢١٩ و ٢٢٦ و ٢٤١ و ٢٦٠ ، أسد الغابة ٢ / ٣٩ ، ٤٠ وفيات الأعيان ٧ / ٥٩ ، الإصابة ١ / ٣٧٩ رقم ١٩٩٤ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٥٣١ ، ٥٣٢ رقم ١٣٦.

(٣) تاريخ خليفة ١٨٠ ، فتوح البلدان ٥٣٠ ، أسد الغابة ٢ / ٤٠ ، الاستيعاب ١ / ٣٢٤.

(٤) أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ١٢٢ ، ١٢٣ ، أسد الغابة ٢ / ٤٠ ، الاستيعاب ١ / ٣٢٥.

(٥) في المنتقى لابن الملّا ، والاستيعاب ١ / ٣٢٥ «الحرّاني» بالراء ، وهو تحريف ، والتصويب من

٤٩٥

الزّبير بن العوّام (١) ع

ابن خويلد (٢) بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب ، أبو عبد الله

__________________

= النسخة (ع) ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٥٣٢ ، وفي تاريخ خليفة ١٨٣ يقال له «ضخيم» ، ويقال «يزيد بن الأسحم الحدّاني».

(١) السير والمغازي لابن إسحاق ١٣٣ و ١٤٠ و ١٧٦ و ٢١٦ و ٢٢٣ و ٢٢٧ و ٣٣٠ و ٣٣٢ ، المغازي للواقدي ٢٧ و ٥١ و ٥٤ و ٧٦ و ٨٥ و ١٠٢ و ١٤٨ و ١٥١ و ١٥٤ و ٢٢٨ و ٢٤٠ و ٢٥٢ و ٢٥٩ و ٢٨٩ و ٣٠٧ و ٣١١ و ٣٢٣ و ٣٦٤ و ٣٨٠ و ٣٨٧ و ٤٠٥ و ٤٥٧ و ٤٧١ و ٤٧٢ و ٤٩٦ و ٤٩٨ و ٥٠٤ و ٥١٣ و ٥٢٠ و ٥٢٤ و ٦٥٧ و ٦٧٢ و ٦٨٨ و ٦٩٨ و ٧١٠ و ٧١٦ و ٧١٧ و ٧٢٣ و ٧٩٧ و ٨٠٠ و ٨٠١ و ٨١٩ و ٨٢٥ و ٨٢٨ و ٨٣٢ و ٨٥٠ و ٨٥٨ و ٨٥٩ و ٩١٧ و ٩٤٤ و ٩٩٦ و ١٠٥٣ و ١٠٥٤ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٥٦ و ٧٢ و ٧٧ و ١٢٧ و ١٤١ و ١٦٢ و ١٦٤ و ١٦٩ و ١٧٣ و ٢٣٢ و ٢٤٨ و ٣٤٣ و ٣٤٥ ، فتوح الشام للأزدي ١ ، أخبار مكة للأزرقي ١ / ١٢٢ و ٢ / ٢٨٦ ، مسند أحمد ١ / ١٦٤ ـ ١٦٧ ، نسب قريش ٢٠ و ٢٢ و ١٠٣ و ١٠٤ و ١٠٦ و ١٤٥ و ١٧٤ و ٢٣٠ و ٢٣٦ و ٢٣٨ و ٢٣٩ و ٣٦٥ و ٣٧٥ و ٣٨٤ و ٣٨٧ ، البرصان والعرجان للجاحظ ٦٩ و ٧١ و ١٩٥ و ٢٤٣ ، الزهد لابن المبارك ٣٩٢ ، طبقات ابن سعد ٣ / ١٠٠ ـ ١١٣ ، تاريخ خليفة ٦٧ و ٨٢ و ٩٩ و ١١٢ و ١٤٢ و ١٤٧ و ١٤٨ و ١٨٠ ـ ١٨٤ و ١٨٦ و ١٨٧ و ٢٠١ ، طبقات خليفة ١٣ و ١٨٩ و ٢٩١ ، المحبّر لابن حبيب ٥٤ و ٦٥ و ٦٦ و ٧٢ و ١٠٠ و ١٢٤ و ١٣٢ و ١٧٢ و ١٧٣ و ١٨٩ و ٢٩٠ و ٤٠٤ و ٤٠٦ و ٤٠٨ و ٤١٠ و ٤٣٧ و ٤٤٦ و ٤٧٤ ، عيون الأخبار ١ / ٤٤ و ١٢٩ و ١٩٥ و ٤ / ١٧ و ٢٥ و ١١٥ ، التاريخ لابن معين ٢ / ١٧٢ ، المعارف ١٢٨ و ١٤٢ و ١٥٧ و ١٥٩ و ١٦٨ و ٢١٩ و ٢٢٠ و ٢٢١ و ٢٢٣ و ٢٢٦ و ٣١١ و ٥٧٥ و ٥٨٥ ، ترتيب الثقات للعجلي ١٦٤ رقم ٤٥٦ ، الأخبار الموفقيّات ٣١٦ و ٦٢٩ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٧ رقم ٨٤ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٤١٢ ـ ٤١٤ ، التاريخ الكبير ٣ / ٤٠٩ ، ٤١٠ رقم ١٣٥٩ ، أنساب الأشراف ١ / ٩٠ و ١٤٦ و ١٨٨ و ٢٠١ و ٢٢٧ و ٢٧٠ و ٢٧١ و ٢٨٩ و ٢٩٧ و ٣٠٠ و ٣١٨ و ٣١٩ و ٣٢٨ و ٣٣٤ و ٣٣٦ و ٣٥٤ و ٣٥٥ و ٣٥٨ و ٣٦٥ و ٤٠٠ و ٤٢١ و ٤٣٠ و ٤٧١ و ٥٢٣ و ٥٢٤ و ٥٨١ و ٥٨٣ و ٥٨٥ ، ق ٣ / ٤ و ٤١ و ٥٦ و ٦٨ و ٧٠ و ٢٨٥ و ٢٨٨ و ٢٨٩ و ٢٩٤ و ٣١٣ ، و ٤ / ١٨ و ٦٦ و ٨٤ و ١٠١ و ١٢٥ و ١٣١ ، ق ٤ ج ١ / ٥٥٦ ـ ٥٦٠ ، و ٥ / ١٦ ـ ١٩ و ٦٦ ـ ٧٠ ، فتوح البلدان ١١ ـ ١٣ و ٢١ و ٢٢ و ٣٢ و ٤٣ و ١٠٩ و ٢٤٩ و ٢٥٠ و ٢٥١ و ٣٣٥ ، أخبار القضاة لوكيع ٣٦٣ ، و ٢ / ٦٧ ، و ٣ / ١٥ ، الزاهر للأنباري ١ / ٢١١ و ٢ / ٩٩ ، الجرح والتعديل ٣ / ٥٧٨ رقم ٢٦٢٧ ، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام ٧ / ١١٢) تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام ١٠ / ٢٥٢) ، المنتخب من ذيل المذيّل ٥٠٧ ، الخراج وصناعة الكتابة ٢٠٦ و ٢١٤ ـ ٢١٦ و ٢٦٤ و ٣٣٧ ، مشاهير علماء الأمصار ٧ ، ٨ رقم ٩ ، الاستيعاب ١ / ٥٨٠ ـ ٥٨٥ ، جمهرة أنساب العرب ١٢١ ، ١٢٢ ، مروج الذهب ٢ / ٣٧٢ ، ربيع الأبرار ٤ / ٣٨ و ٢٥٩ و ٢٧٤ و ٢٩٧ ، ثمار القلوب ١٤ و ٩٦ و ١١٢ و ٢٩٤ ٣٧٩ ، حلية الأولياء ١ / ٨٩ ـ ٩٢ رقم ٦ ، =

٤٩٦

القرشيّ الأزديّ المكّي ، حواريّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وابن عمّته صفيّة ، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنّة ، وأحد السّتّة أهل الشّورى ، شهد بدرا والمشاهد كلّها ، أسلم وهو ابن ستّ عشرة سنة ، وكان من السّابقين إلى الإسلام. وهو أوّل من سلّ سيفه في سبيل الله.

له أحاديث يسيرة ، روى عنه أبناه عبد الله ، وعروة ، ومالك بن أوس ابن الحدثان ، والأحنف بن قيس ، وحكيم مولى الزّبير وغيرهم.

قال اللّيث : حدّثني أبو الأسود ، عن عروة قال : أسلم أبي وله ثماني سنين. ونفحت نفحة (١) من الشيطان أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بأعلى مكّة ،

__________________

= الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٩ ، البدء والتاريخ ٥ / ٨٣ ، ٨٤ ، المستدرك ٣ / ٣٥٩ ـ ٣٦٨ ، الأسامي والكنى (مخطوط دار الكتب ١ (ورقة ٣٠١ ، ٣٠٢) ، تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٣٥٨ ـ ٣٧١ ، لباب الآداب ١٧٢ ـ ١٧٨ و ٣٠٤ ، التذكرة الحمدونية ٢ / ٢٧٣ و ٤٧٥ و ٤٧٨ ، صفة الصفوة ١ / ٣٤٢ ـ ٣٥٥ رقم ٧ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٦٦ ، الزيارات للهروي ١٧ و ٨١ ، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام ١٣ / ١٣٦) ، أسد الغابة ٢ / ١٩٦ ـ ١٩٩ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١٩٤ ـ ١٩٦ ، تحفة الأشراف للمزّي ٣ / ١٧٧ ـ ١٨٨ رقم ١٥٧ ، نهاية الأرب ٢٠ / ٨٩ ـ ١٠٠ ، وفيات الأعيان ٣ / ١٨ و ٦٩ و ٢٥٥ و ٤ / ٣٤٩ و ٥ / ٨ و ٧ / ٥٩ و ٦٠ و ٢١٦ ، تهذيب الكمال ١ / ٤٢٦ ، ٤٢٧ ، الرياض النضرة ٢٦٢ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١٥٠ ، جامع الأصول ٩ / ٥ ـ ١٠ ، المعجم الكبير للطبراني ١ / ١١٨ ـ ١٢٦ رقم ٦ ، دول الإسلام ١ / ٣٠ ، العبر ١ / ٣٧ ، الكاشف ١ / ٢٤٩ رقم ١٦٣٩ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٣٥٩ ـ ٣٦٨ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٤١ ـ ٦٧ رقم ٣ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٥٠ ـ ١٥٣ ، مرآة الجنان ١ / ٩٧ ـ ٩٩ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٤٩ ـ ٢٥١ ، الوافي بالوفيات ١٤ / ١٨٠ ـ ١٨٤ رقم ٢٤٧ ، شفاء الغرام ١ / ٤٩ و ٥٥ و ٥٨ و ٥٩ و ١٤٢ و ٣٦١ و ٤٩٧ و ٢ / ٢١٤ ـ ٢١٦ و ٤٤٦ ، ٤٤٧ ، العقد الثمين ٤ / ٤٢٩ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٣١٨ ، ٣١٩ رقم ٥٩٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٥٩ رقم ٢٨ ، النكت الظراف ٣ / ١٨١ ـ ١٨٨ ، الإصابة ١ / ٥٤٥ ، ٥٤٦ رقم ٢٧٨٩ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٢١ ، تاريخ الخميس ١ / ١٧٢ ، كنز العمال ١٣ / ٢٠٤ ـ ٢١٢ ، شذرات الذهب ١ / ٤٢ ـ ٤٤ ، خزانة الأدب للبغدادي ٢ / ٤٦٨ و ٤ / ٣٥٠ ، التاريخ الصغير ١ / ٧٥.

(٢) في نسخة دار الكتب «خالد» ، والتصويب من بقيّة النسخ ومصادر الترجمة.

__________________

(١) في طبعة القدسي ٣ / ٢٩٨ «نفخت نفخة» ، وهو تحريف.

٤٩٧

فخرج الزّبير وهو غلام ابن اثنتي عشرة سنة ، ومعه السّيف ، فمن رآه عجب وقال : الغلام معه سيف ، حتّى أتى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «مالك»؟ فأخبره ، فقال : أتيت أضرب بسيفي من أخذك» (١).

وقد روي أنّه كان طويلا إذا ركب تخطّ رجلاه الأرض ، وأنّه كان خفيف العارضين واللّحية (٢).

وذكر يعقوب بن شيبة بإسناد ليّن ، عن الزّهريّ قال : كان الزّبير طويلا أزرق أخضر الشّعر.

وقال أبو نعيم : كان ربعة. خفيف اللّحم واللّحية ، أسمر أشعر لا يخضب.

وقال الواقديّ : ليس بالقصير ولا بالطويل خفيف اللّحية أسمر] (٣) (٤).

وقد ذكرنا أنّه انصرف عن القتال يوم الجمل ، فلحقه ابن جرموز فقتله غيلة.

وثبت في «الصحيح» أنّ الزّبير خلّف أملاكا بنحو أربعين ألف ألف درهم وأكثر ، وما ولي إمارة قطّ ولا خراجا ، بل كان يتّجر ويأخذ عطاءه ، وقيل : إنّه كان له ألف مملوك يؤدّون إليه الخراج ، فربّما تصدّق بخراجهم

__________________

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٦٠ ، ٣٦١ من طريق ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٨٩ من طريق الإمام أحمد ، وعن حمّاد بن أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عروة. ورجاله ثقات. وانظر : الاستيعاب ١ / ٥٨١ ، وأسد الغابة ٢ / ١٩٧ ، والإصابة ١ / ٥٤٥.

(٢) أخرجه ابن سعد ٣ / ١٠٧ ، والطبراني ١ / ١١٨ و ١١٩ رقم ٢٢٣ و ٢٢٤ ، والحاكم ٣ / ٣٦٠ ، وابن عساكر ٥ / ٣٦٠ ، والهيثمي ٩ / ١٥٠ ، والمقدسي في البدء والتاريخ ٥ / ٨٣.

(٣) ابن سعد ٣ / ١٠٧ ، ابن عساكر ٥ / ٣٦٠ ، المقدسي في البدء والتاريخ ٥ / ٨٣.

(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب ، والمستدرك من النسخة (ع) ، وقول الواقدي مستدرك من منتقى ابن الملّا.

٤٩٨

كلّه في مجلسه قبل أن يقوم (١).

وقال اللّيث بن سعد ، عن أبي فروة أخي إسحاق قال : قال عليّ رضي‌الله‌عنه : حاربني خمسة : حاربني أطوع النّاس في النّاس عائشة ، وأشجع النّاس الزّبير ، وأمكر النّاس طلحة بن عبيد الله ، لم يدركه ماكر قطّ ، وحاربني أعبد النّاس محمد بن طلحة بن عبيد الله ، كان محمودا حتّى استزلّه (٢) أبوه ، فخرج به ، وحاربني أعطى النّاس يعلى بن منية ، كان يعطي الرّجل الواحد الثلاثين دينارا والسّلاح والفرس على أن يقاتلني (٣).

وعن موسى بن طلحة بن عبيد الله ، أنّ عليّا والزّبير ، وطلحة ، وسعد بن أبي وقّاص ولدوا في عام واحد (٤).

وقال اللّيث ، عن أبي الأسود ، إنّ الزّبير أسلم وهو ابن ثماني سنين (٥).

وقد ذكرنا أنّ الزّبير كان يوم بدر على فرس ، وأنّه كان لابسا ، عمامة صفراء ، فنزلت الملائكة عليهم عمائم صفر (٦).

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٣٦٥ و ٣٧٠.

(٢) في منتقى ابن الملّا (استفزّه).

(٣) راوي هذا الخبر «أبو فروة أخو إسحاق» لا يعرف ، ولهذا فهو خبر لا يصحّ.

(٤) وانظر سير أعلام النبلاء ١ / ٤٤.

(٥) انظر الحاشية رقم (١) في الصفحة السابقة.

(٦) هذا الخبر رواه المؤلّف في «سير أعلام النبلاء ١ / ٤٦» من طريق : الزبير بن بكار ، عن عقبة بن مكرم ، عن مصعب بن سلام ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر الباقر.

وسعد بن طريف متروك. (الضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ ـ ص ١٠٠ رقم ٢٦٦ ، أحوال الرجال للجوزجانيّ ـ ص ٥٨ رقم ٥١ ، الكامل في الضعفاء لابن عديّ ٢ / ٣٦ ، الضعفاء للعقيليّ ٢ / ١٢٠ رقم ٥٩٨ ، التاريخ الابن معين ٢ / ١٩١ وقال : لا يحلّ لأحد أن يروي عنه ، المجروحين لابن حبّان ١ / ٣٥٧ ، ميزان الاعتدال ٢ / ١٢٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٨٧ ، الكشف الحثيث عمّن رمي بوضع الحديث لبرهان الدين الحلبي ـ ص ١٩١ رقم ٣٠٧).

والخبر أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ١٠٣ من طريق محمد بن عمر ، عن موسى بن محمد بن =

٤٩٩

وفيه يقول حسّان بن ثابت :

أقام على عهد النّبيّ وهديه

حواريّه والقول بالفعل يكمل (١)

 أقام على منهاجه وطريقه

يوالي وليّ الحقّ والحقّ أعدل

 هو الفارس المشهور والبطل الّذي

يصول إذا ما كان يوم محجّل

 إذا كشفت عن ساقها الحرب حشّها (٢)

بأبيض سبّاق إلى الموت يرقل (٣)

 فما مثله فيهم ولا كان قبله

وليس يكون الدّهر ما دام يذبل (٤)

 ثناؤك خير من فعال معاشر

وفعلك يا بن الهاشميّة أفضل

 فكم كربة ذبّ الزّبير بسيفه

عن المصطفى والله يعطي فيجزل (٥)

__________________

= إبراهيم ، عن أبيه ، عن الزبير. ومن طريق : وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن رجل من ولد الزبير. وقال مرة : عن يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير. ومرة ثانية : عن حمزة بن عبد الله ، قال : كان على الزبير ... ومن طريق : عمرو بن عاصم الكلابي ، عن همام ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : كانت على الزبير .. كما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ١٢٠ رقم ٢٣٠ من طريق حمّاد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن عروة. وأخرجه الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٦ / ٨٤ وهو مرسل صحيح الإسناد. وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٦١ من طريق أبي إسحاق الفزاري ، عن هشام بن عروة ، عن عبّاد بن عبد الله بن الزبير ، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) ٥ / ٣٦١ عن ابن إسحاق مرسلا ، وابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ١٩٧ ، والزمخشريّ في ربيع الأبرار ٤ / ٣٨.

(١) هكذا في الأصل ، وفي ديوان حسّان ، وسير أعلام النبلاء للمؤلّف ، ومجمع الزوائد للهيثمي «يعدل».

(٢) أي أشعل الحرب وأسعرها.

(٣) في النسخ «يرحل» والتصحيح من الديوان وغيره. ويقال : أرقل القوم إلى الحرب إرقالا ، أي أسرعوا ، والإرقال : ضرب من الخبب ، وهي سرعة سير الإبل.

(٤) يذبل : بالفتح ثم السكون. هو جبل مشهور الذكر بنجد في طريقها. (معجم البلدان ٥ / ٤٤٣).

(٥) الأبيات في : ديوان حسّان ١٩٩ ، ٢٠٠ طبعة دار صادر بيروت ، والأغاني ٤ / ١٤٤ ، والمستدرك للحاكم ٣ / ٣٦٢ ، ٣٦٣ ، والاستيعاب ١ / ٥٨٣ ، وحلية الأولياء ١ / ٩٠ ، وأسد الغابة ٢ / ١٩٨ ، وربيع الأبرار ٤ / ٢٧٤ ، ونهاية الأرب ٢٠ / ٩٥ ، ٩٦ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٣٦٥ ، والوافي بالوفيات ١٤ / ١٨٣ ، ١٨٤ ، وسير أعلام النبلاء ١ / ٥٦ ، وفي الإصابة ٩ / ٥٤٥ بيتان.

٥٠٠