تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

فقلت : ما بالكم تسبّونه على المنابر! قال : لا يستقيم الأمر إلّا بذلك. رواه ابن أبي خيثمة. بإسناد قويّ ، عن عمر (١).

وقال الواقديّ ، عن ابن أبي سبرة ، عن سعيد بن أبي زيد ، عن الزّهريّ ، عن عبيد الله بن عبد الله قال : كان لعثمان عند خازنة يوم قتل ثلاثون ألف ألف درهم ، وخمسون ومائة ألف دينار ، فانتهبت وذهبت ، وترك ألف بعير بالرّبذة ، وترك صدقات بقيمة مائتي ألف دينار (٢).

وقال ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب قال : بلغني أنّ الرّكب الذين ساروا إلى عثمان عامّتهم جنّوا (٣).

وقال ليث بن أبي سليم ، عن طاووس ، عن ابن عبّاس سمع عليّا يقول : والله ما قتلت ـ يعني عثمان ـ ولا أمرت ، ولكن غلبت ، يقول ذلك ثلاثا (٤). وجاء نحوه عن عليّ من طرق (٥). وجاء عنه أنّه لعن قتلة عثمان (٦).

وعن الشّعبيّ قال : ما سمعت من مراثي عثمان أحسن من قول كعب بن مالك (٧) :

__________________

(١) أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف ـ ص ١٨٤ و ٨٥ انظر الجزء الخاص بترجمة عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي ـ طبعة مؤسسة الأعلمي ببيروت ١٣٩٤ ه‍. / ١٩٧٤ م.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٧٦ ، ٧٧.

(٣) تاريخ دمشق ٤٥٨.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٨٢ ، تاريخ دمشق ٤٦٢.

(٥) انظر تاريخ دمشق ٤٦١ ـ ٤٦٦.

(٦) انظر تاريخ دمشق ٤٦٦ ـ ٤٦٨.

(٧) «بن مالك» سقطت من نسخة دار الكتب ، والاستدراك من المنتقى نسخة المكتبة الأحمدية ، و (ع) ، وتاريخ دمشق ٥٤٧ ، والبداية والنهاية لابن كثير ٧ / ١٩٦.

ونسبت الأبيات لرجل من الأنصار ، وللمغيرة بن الأخنس ، وللوليد بن عقبة بن أبي معيط ،

٤٦١

فكفّ يديه ثمّ أغلق بابه

وأيقن أنّ الله ليس بغافل

 وقال لأهل الدّار : لا تقتلوهم (١)

عفا الله عن كلّ (٢) امرئ لم يقاتل

 فكيف رأيت الله صبّ عليهم ـ

العداوة والبغضاء بعد التّواصل

 وكيف رأيت الخير أدبر بعده (٣)

عن النّاس إدبار (٤) النّعام الجوافل

 ورثاه حسّان بن ثابت بقوله :

من سرّه الموت صرفا لا مزاج له

فليأت مأدبة (٥) في دار عثمانا

 ضحّوا بأشمط (٦) عنوان السّجود به

يقطّع اللّيل تسبيحا وقرآنا (٧)

 صبرا فدى لكم أمّي وما ولدت

قد ينفع الصّبر في المكروه أحيانا

 لتسمعنّ وشيكا في ديارهم :

الله أكبر يا ثارات عثمانا

* * *

__________________

= ولحسّان بن ثابت. (انظر : أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٥٦٢ ، وتاريخ دمشق ٥٤٧ و ٥٤٨ ، ونهاية الأرب للنويري ١٩ / ٥١٢ ، والاستيعاب لابن عبد البر ٣ / ٨٢).

والأبيات في ديوان كعب بن مالك ٣٠٩ وفي الأغاني ١٦ / ٢٣٣ له.

(١) في الديوان ، والأغاني : «وقال لمن في داره لا تقاتلوا».

(٢) في نهاية الأرب ١٩ / ٥١٢ «ذنب» بدل «كل» وكذا في رواية عند ابن عساكر ٥٤٨ منسوبة لرجل من الأنصار.

(٣) في الديوان والأغاني «عنهم» بدل «بعده».

(٤) في الديوان والأغاني «وولّى كإدبار».

(٥) هكذا في نسخة دار الكتب ، والاستيعاب لابن عبد البرّ ٣ / ٨١ ، وفي ديوان حسّان ـ ص ٢١٥ ، والبداية والنهاية لابن كثير ٧ / ١٩٦ «مأسدة» ، وفي العقد الفريد لابن عبد ربّه ٣ / ٢٨٥ «ما سرّه» و ٤ / ٢٩٧ «مأسدة».

(٦) الأشمط : الأشيب.

(٧) هذا البيت ليس في ديوان حسّان. وهو في العقد الفريد ٣ / ٨١ و ٤ / ١٥٩ و ٢٨٤ و ٢٩٨ ، وفي البدء والتاريخ ٥ / ٢٠٧ «أبا شمط».

٤٦٢

الوفيات

وممّن (١) توفّي في هذه السنة :

س ـ (الحارث بن نوفل) (٢) بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشميّ.

له صحبة. واستعمله النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على بعض صدقات مكّة ، وبعض أعمال مكة. ثم استعمله أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، على مكة. ثم انتقل إلى البصرة ، وبنى بها دارا. وتوفّي في هذه السّنة.

وإنّما للحارث حديث واحد عند النّسائيّ ، عن عائشة.

__________________

(١) من هنا إلى ترجمة أمير المؤمنين عثمان بن عفان ـ رضي‌الله‌عنه ـ ساقط من نسخة دار الكتب ، والاستدراك من النسخة (ع) ، والمنتقى لابن الملّا.

(٢) تاريخ خليفة ١٩٥ و ٤٠١ ، المحبّر لابن حبيب ١٠٤ طبقات ابن سعد ٤ / ٥٦ ، ٥٧ ، التاريخ الكبير ٢ / ٢٨٣ رقم ٢٤٧٧ ، أنساب الأشراف ١ / ٤٤٠ و ٣ / ٢٩٧ ، ق ٤ ج ١ / ٦ و ١٦ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٤٧ رقم ٧٤٣ ، المنتخب من ذيل المذيّل ٥٤٩ ، الجرح والتعديل ٣ / ٩١ رقم ٤٢٢ ، مشاهير علماء الأمصار ٣٥ رقم ٢٠٠ ، جمهرة أنساب العرب ٧٠ ، العقد الفريد ٤ / ١٣٣ ، الاستيعاب ١ / ٢٩٧ ، أسد الغابة ١ / ٣٥٠ ، ٣٥١ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٩٩ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١١٠ ، الكاشف ١ / ١٤١ رقم ٨٨٨ ، سير أعلام النبلاء ١ / ١٩٩ رقم ٢٨ ، تهذيب الكمال ١ / ٢٢٠ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٦٠ ، ١٦١ رقم ٢٧٩ ، تقريب التهذيب ١ / ١٤٤ رقم ٧٢ ، الإصابة ١ / ٢٩٢ ، ٢٩٣ رقم ١٥٠٠ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٦٩.

٤٦٣

عامر بن ربيعة (١) ع (٢)

ابن كعب بن مالك العنزيّ ، عنز بن وائل. كان حليف آل الخطّاب العدويّ. أسلم قبل عمر ، وهاجر الهجرتين ، وشهد بدرا. وله عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبي بكر ، وعمر.

وعنه ابنه عبد الله ، وابن الزّبير ، وابن عمر ، وأبو أمامة بن سهل.

وكان الخطّاب قد تبناه. وكان معه لواء عمر لما قدم الجابية.

وقال ابن إسحاق : أوّل من قدم المدينة مهاجرا أبو سلمة (٣) بن عبد الأسد ، وبعده عامر بن ربيعة (٤).

__________________

(١) السير والمغازي لابن إسحاق ١٤٣ و ١٨١ و ٢٢٣ ، المغازي للواقدي ٩ و ١٤ و ١٩ و ١٥٦ و ٣١١ و ٥٧٤ و ٧٢١ و ٧٧٠ و ٨٣٨ و ١٠٩٨ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٥٦ و ٧٢ و ١١٠ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٣٨٦ ، ٣٨٧ ، تاريخ خليفة ١٦٨ ، المحبّر لابن حبيب ٧٣ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ١٦٤ ، الزهد لابن المبارك ٣٦٤ ، أخبار مكة ١ / ١١٥ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٨٠ ، المعارف ٨٧ ، ترتيب الثقات للعجلي ٢٤٣ رقم ٧٤٩ ، أنساب الأشراف ١ / ٢١٧ و ٢١٨ و ٢٢٨ و ٢٥٩ و ٣٣٦ و ٤٦٩ ، مسند أحمد ٣ / ٤٤٤ ـ ٤٤٧ ، التاريخ الكبير ٦ / ٤٤٥ رقم ٢٩٤٣ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٥ رقم ١٧٠ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٢٠ رقم ١٧٩٠ ، جمهرة أنساب العرب ٢٨٠ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٩٥ ، و ٣٣٠ و ٣٦٩ ، الاستيعاب ٣ / ٤ ـ ٦ ، حلية الأولياء ١ / ١٧٨ ـ ١٨٠ رقم ٣٠ ، مشاهير علماء الأمصار ٣٣ رقم ١٧٥ ، المستدرك ٣ / ٣٥٧ ـ ٣٥٩ ، الثقات لابن حبّان ٣ / ٢٩٠ ، صفة الصفوة ١ / ٤٤٩ رقم ٢٩ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ١٣٨ ـ ١٤٠ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٤٦ و ٨٤ و ١٠١ أسد الغابة ٣ / ١٢١ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٤٢ ، تحفة الأشراف ٤ / ٢٢٧ ـ ٢٣٠ رقم ٢٥٧ ، المعين في طبقات المحدّثين ٢٣ رقم ٦٥ ، الكاشف ٢ / ٤٩ رقم ٢٥٥٢ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٣٥٧ ـ ٣٥٩ ، العبر ١ / ٣٥ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٣٣ ـ ٣٣٥ رقم ٦٧ ، مرآة الجنان ١ / ٨٩ ، ٩٠ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٥٧٩ ، ٥٨٠ رقم ٦١٧ ، العقد الثمين ٥ / ٨٣ ، شفاء الغرام ٢ / ١٤٤ ، مجمع الزوائد ٩ / ٣٠١ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٦٢ ، ٦٣ رقم ١٠٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٨٧ رقم ٤١ ، النكت الظراف ٤ / ٢٢٨ ، الإصابة ٢ / ٢٤٩ رقم ٤٣٨١ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٨٤.

(٢) الرمز ساقط من الأصول استدركته من مصادر الترجمة.

(٣) في طبعة القدسي ٣ / ٢٧٥ «مسلمة» ، وهو تحريف ، والتصحيح من طبقات ابن سعد ، وسير أعلام النبلاء.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٣٨٧ ، المستدرك ٣ / ٣٥٧.

٤٦٤

وقال الواقديّ : كان موت عامر بن ربيعة بعد قتل عثمان بأيّام. وكان لزم بيته ، ولم يشعر النّاس إلّا بجنازته قد أخرجت (١).

وقال يحيى بن سعيد الأنصاريّ ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، أنّ أباه أتي في المنام ، حين طعنوا على عثمان ، فقيل له : «قم فسل الله أن يعيذك من الفتنة» (٢).

قيل : توفّي قبل مقتل عثمان بيسير.

(عبد الله بن وهب) (٣) بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد القرشيّ الأسديّ. وأمّه قريبة أخت أمّ سلمة أمّ المؤمنين. قيل له صحبة. والأصحّ أنّه لا صحبة له.

روى عنه عروة ، وغيره. وقتل يوم الدّار مع عثمان.

عبد الله بن أبي ربيعة (٤) س ق

ابن المغيرة بن عبد الله المخزومي. والد الشّاعر المشهور عمر ، وأخو

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٣٨٧ ، المستدرك ٣ / ٣٥٨ ، الاستيعاب ٣ / ٦.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٣٨٧ ، الاستيعاب ٣ / ٦.

(٣) طبقات خليفة ٢٤١ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢١٨ رقم ٧٠٩ ، أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٥٧١ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٨٨ ، ١٨٩ رقم ٨٧٧ ، الاستيعاب ٢ / ٣٠٧ ـ ٣٠٩ ، تاريخ دمشق (مخطوط الأزهرية ١٠١٧٠) ورقة ١٥٠ أ ـ ١٥١ أ ، أسد الغابة ٣ / ٢٧٣ ، تهذيب الكمال ٢ / ٧٥٣ ، الوافي الوفيات ١٧ / ٦٦٤ ، ٦٦٥ رقم ٥٦٢ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٧٠ ، ٧١ رقم ١٣٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٥٩ رقم ٧٢٧ ، الإصابة / ٣٨١ ، ٣٨٢ رقم ٥٠٢٧ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢١٨ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٥٢ رقم ١٠٤ و ١٦٢ رقم ٩٣١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣١١ ، جمهرة أنساب العرب ١١٩ ، المستدرك ٣ / ٦٤٠ ، ٦٤١ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٦٤٠ ، ٦٤١.

(٤) المغازي للواقدي ٣٣ و ٨٩ و ١٣٠ و ١٤٠ و ١٩٨ و ١٩٩ و ٢٢٠ و ٧٣٠ و ٧٨٥ و ٨٢٩ و ٨٦٣ و ٨٩٥ ، السير والمغازي لابن إسحاق ١٥٩ و ١٦٩ و ٢١٣ و ٢١٤ و ٢١٥ و ٣٢٢ ، المحبّر لابن حبيب ٦٦ ، ٦٧ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٧٣ ـ ٧٦ و ٧٧ و ١٥٦ ، تاريخ خليفة ١٥٤ ، طبقات

٤٦٥

عيّاش. كان اسمه بحير (١) ، فسمّاه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد الله. وكان أحد الأشراف ، ومن أحسن النّاس صورة. وهو الّذي بعثته قريش مع عمرو بن العاص إلى النّجاشيّ لأذيّة مهاجرة الحبشة. ثمّ أسلم وحسن إسلامه.

ولّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الجند (٢) ومخاليفها ، فبقي فيها إلى أيّام فتنة عثمان ، فجاء لينصره ، فوقع عن راحلته فمات بقرب مكة (٣).

وقد استقرض منه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أربعين ألفا ، فأقرضه (٤).

له حديث عند حفيده إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله ، عن أبيه.

الواقديّ : ثنا كثير بن زيد ، عن المطّلب بن حنطب قال : قال لهم عمر : إنّ هذا الأمر لا يصلح للطلقاء ، فإن اختلفتم فلا تظنّوا عبد الله بن أبي ربيعة عنكم غافلا.

الواقديّ عن رجل : إنّ عبد الله بن أبي ربيعة قال : أدخلوني معكم في الشّورى فلا يعدمكم منّي رأي. قالوا : لا تدخل معنا. فقال : إن بايعتم

__________________

= خليفة ٢١ ، التاريخ الكبير ٥ / ٩ ، ١٠ رقم ١٦ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٤٨ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٣٢ ـ ٢٣٤ و ٢٩٨ و ٣٠٢ و ٣١٢ و ٣١٦ و ٣٦٣ ، ق ٤ ج ١ / ٥٠٤ و ٥٧٨ ، الجرح والتعديل ٥ / ٥١ رقم ٢٣٣ ، تاريخ الطبري ٢ / ٣٣٥ و ٥٠٠ و ٤ / ٢١٤ و ٢٤١ و ٤٢١ ، المنتخب من ذيل المذيّل ٥٦١ ، أسد الغابة ٣ / ١٥٥ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٧٠ و ٧٧ و ٢٠٠ و ٤ / ٢٦٠ ، تحفة الأشراف ٤ / ٣١٨ رقم ٢٩٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٨٠ ، الكاشف ٢ / ٧٦ رقم ٢٧٤٢ ، العبر ١ / ٣٦ ، مرآة الجنان ١ / ٨٩ ، ٩٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٠٨ رقم ٣٦١ ، تقريب التهذيب ١ / ٤١٤ رقم ٢٩٤ ، الإصابة ٢ / ٣٠٥ رقم ٤٦٧١ ، شذرات الذهب ١ / ٤٠ ، نسب قريش ٣١٧ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٤٤٤.

(١) في طبعة القدسي ٣ / ٢٧٦ «بجيرا» وهو تحريف ، والتصحيح من طبقات ابن سعد ٥ / ٤٤٤ والوافي في الوفيات ١٧ / ١٦٤. وجاء في المنتخب من ذيل المذيل ٥٦١ «بجير».

(٢) الجند : بلد باليمن بين عدن وتعز. (شرح القاموس للزبيدي).

(٣) التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ١٠ ، أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٥٧٨ رقم ١٤٨١.

(٤) التاريخ الكبير ٥ / ١٠ وفيه «بضعة عشر ألفا» ، والمنتخب من ذيل المذيّل ٥٦١.

٤٦٦

لعليّ سمعنا وعصينا ، وإن بايعتم [لعثمان] (١) سمعنا وأطعنا (٢).

ولمّا حصر عثمان ، أقبل عبد الله مسرعا ينصره من صنعاء. فلقيه صفوان بن أميّة على فرس وهو على بغلة فجفلت من الفرس ، فطرحت عبد الله فكسرت فخذه ، فوضع في سرير ، ثمّ جهّز ناسا كثيرة في الطّلب بدم عثمان (٣).

عثمان بن عفّان

رضي‌الله‌عنه

ابن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس ، أمير المؤمنين ، أبو عمرو ، وأبو عبد الله ، القرشيّ الأمويّ.

روى عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن الشّيخين.

قال الدّانيّ : عرض القرآن على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعرض عليه أبو عبد الرحمن السّلميّ ، والمغيرة بن أبي شهاب ، وأبو الأسود ، وزرّ بن حبيش.

روى عنه بنوه : أبان ، وسعيد ، وعمرو ، ومولاه حمران ، وأنس ، وأبو أمامة بن سهل ، والأحنف بن قيس ، وسعيد بن المسيّب ، وأبو وائل ، وطارق بن شهاب ، وعلقمة ، وأبو عبد الرحمن السّلميّ ، ومالك بن أوس بن الحدثان ، وخلق سواهم.

أحد السّابقين الأوّلين ، وذو النّورين ، وصاحب الهجرتين ، وزوج الابنتين. قدم الجابية مع عمر. وتزوّج رقيّة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل

__________________

(١) الزيادة من منتقى ابن الملّا.

(٢) أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٥٠٤ رقم ١٣٠٢ من طريق الوليد بن صالح ، عن الواقدي عن إسماعيل بن إبراهيم من ولد عبد الله بن أبي ربيعة ، أن عبد الله قال ...

(٣) انظر الحاشية رقم (٣) من الصفحة السابقة.

٤٦٧

المبعث ، فولدت له عبد الله ، وبه كان يكنى ، وبابنه عمرو.

وأمّه أروى بنت كريز بن حبيب (١) بن عبد شمس ، وأمّها البيضاء (٢) بنت عبد المطّلب بن هاشم ، فهاجر برقيّة إلى الحبشة ، وخلّفه النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليها في غزوة بدر ليداويها (٣) في مرضها ، فتوفّيت بعد بدر بليال (٤) ، وضرب له النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسهمه من بدر وأجره ، ثمّ زوّجه بالبنت الأخرى أمّ كلثوم.

ومات ابنه عبد الله ، وله ستّ سنين سنة أربع من الهجرة.

وكان عثمان فيما بلغنا لا بالطّويل ولا بالقصير ، حسن الوجه ، كبير اللّحية ، أسمر اللّون ، عظيم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين يخضب بالصّفرة ، وكان قد شدّ أسنانه بالذّهب (٥).

وعن أبي عبد الله مولى شدّاد قال : رأيت عثمان يخطب ، وعليه إزار غليظ ثمنه أربعة دراهم ، وريطة كوفيّة ممشّقة ، ضرب اللّحم ـ أي خفيفة ـ ، طويل اللّحية ، حسن الوجه (٦).

وعن عبد الله بن حزم قال : رأيت عثمان ، فما رأيت ذكرا ولا أنثى أحسن وجها منه (٧).

__________________

(١) هكذا في النسخ ، وتاريخ دمشق (ترجمة عثمان) ـ ص ٤ ، وفي طبقات ابن سعد ٣ / ٥٣ ، والاستيعاب ، وجمهرة أنساب العرب ٧٤ «كريز بن ربيعة بن حبيب».

(٢) هي أمّ حكم ، كما في طبقات ابن سعد ٣ / ٥٣ أو «أمّ حكيم». انظر تاريخ دمشق ـ ص ٥ بالمتن والحاشية.

(٣) في النسخ وردت مهملة ومصحّفة «للدور لها».

(٤) تاريخ دمشق ـ ص ٥.

(٥) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٨ ، تاريخ دمشق ـ ص ١٠.

(٦) المعجم الكبير للطبراني ١ / ٣٠ رقم ٩٢ ، تاريخ دمشق ـ ص ١٣.

(٧) المعجم الكبير ١ / ٣٠ رقم ٩٤ ، تاريخ دمشق ١٤.

٤٦٨

وعن الحسن قال : رأيته وبوجهه نكتات جدريّ ، وإذا شعره قد كسا ذراعيه (١).

وعن السّائب قال : رأيته يصفّر لحيته ، فما رأيت شيخا أجمل منه (٢).

وعن أبي ثور الفهميّ قال : قدمت على عثمان فقال : لقد اختبأت عند ربّي عشرا : إنّي لرابع أربعة في الإسلام ، وما تعنّيت ولا تمنّيت (٣) ، ولا وضعت يميني على فرجي منذ بايعت بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا مرّت بي جمعة منذ أسلمت إلّا وأنا أعتق فيها رقبة ، إلّا أن لا يكون عندي فأعتقها بعد ذلك ، ولا زنيت في جاهليّة ولا إسلام قطّ ، [وجهزت جيش العسرة ، وأنكحني النّبيّ ابنته ، ثمّ ماتت ، فأنكحني الأخرى ، وما سرقت في جاهليّة ولا إسلام] (٤).

وعن ابن عمر ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّا نشبّه عثمان بأبينا إبراهيم صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (٥).

وعن عائشة نحوه إن صحّا.

وعن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى عثمان عند باب المسجد ، فقال : «يا عثمان هذا جبريل يخبرني أنّ الله زوّجك أمّ كلثوم بمثل صداق

__________________

(١) مسند أحمد ٢ / ٥٣٧ ، تاريخ دمشق ١٥ ، مجمع الزوائد للهيثمي ٩ / ٨٠.

(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٩ من طريق أبي بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني سليمان بن أبي شيخ ، أخبرنا يحيى بن سعيد الأموي ، عن محمد بن السائب ، عن أمّه قالت : «رأيت عثمان يطوف بالبيت ، شيخا يصفّر لحيته ، ما رأيت شيخا أجمل منه».

(٣) أي ما كذبت. وانظر الحاشية (٢) في تاريخ دمشق ـ ص ٢٣.

(٤) المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٨٨ ، غريب الحديث لابن قتيبة ٢ / ٧٢ ، تاريخ الطبري ٤ / ٣٩٠ ، مجمع الزوائد ٦ / ٨٦ ، تاريخ دمشق ٢٣ ، البداية والنهاية ٧ / ٢١٠ ، الرياض النضرة ١ / ١٩٢.

وما بين الحاصرتين مستدرك من المصادر المذكورة.

(٥) الكامل في الضعفاء لابن عديّ ٣ / ٢٨٢ ، تاريخ دمشق ٢٤.

٤٦٩

رقيّة ، وعلى مثل صحبتها». أخرجه ابن ماجة (١).

ويروى عن أنس أو غيره قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا أبو أيّم ، ألا أخو أيّم يزوّج عثمان ، فإنّي قد زوّجته ابنتين ، ولو كان عندي ثالثة لزوّجته وما زوّجته إلّا بوحي من السّماء» (٢).

وعن الحسن قال : إنّما سمّي عثمان «ذا النّورين» لأنّا لا نعلم أحدا أغلق بابه على ابنتي نبيّ غيره (٣).

وروى عطيّة ، عن أبي سعيد قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رافعا يديه يدعو لعثمان (٤).

وعن عبد الرحمن بن سمرة قال : جاء عثمان إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بألف دينار في ثوبه ، حين جهّز جيش العسرة ، فصبّها في حجر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعل يقلّبها بيده ويقول : «ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم» رواه أحمد في «مسندة» (٥) ، وفي «مسند أبي يعلى» ، من حديث عبد الرحمن بن عوف ، أنّه جهّز جيش العسرة بسبعمائة أوقيّة من ذهب (٦).

وقال خليد ، عن الحسن قال : جهّز عثمان بسبعمائة وخمسين ناقة ، وخمسين فرسا ، يعني في غزوة تبوك (٧).

__________________

(١) في المقدّمة ـ ص ٤١ رقم (١١٠) ، تاريخ دمشق ٣٥.

(٢) تاريخ دمشق ٣٩.

(٣) تاريخ دمشق ٤٥.

(٤) تاريخ دمشق ٤٩.

(٥) المسند ٥ / ٦٣ ، تاريخ دمشق ٥٧ و ٥٨.

(٦) تاريخ دمشق ٦١.

(٧) تاريخ دمشق ٦٦ وهو ضعيف لضعف خليد ـ بن دعلج السدوسي ـ حيث عدّه الدار الدّارقطنيّ من المتروكين ـ انظر له الضعفاء ـ ص ٨٥ رقم ٢٠٣.

٤٧٠

وعن حبّة العرنيّ ، عن عليّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رحم الله عثمان تستحييه الملائكة» (١).

وقال المحاربيّ ، عن أبي مسعود ، عن بشر بن بشير الأسلميّ ، عن أبيه قال : لمّا قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء ، وكانت لرجل من بني غفار ، عين يقال لها رومة ، وكان يبيع منها القربة بمدّ ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تبيعها بعين في الجنّة» ، فقال : ليس لي يا رسول الله عين غيرها ، لا أستطيع ذلك ، فبلغ ذلك عثمان ، فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم ، ثمّ أتى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أتجعل لي مثل الّذي جعلت له عينا في الجنّة إن اشتريتها؟ قال : «نعم» قال : قد اشتريتها وجعلتها للمسلمين (٢).

وعن أبي هريرة قال : اشترى عثمان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الجنّة مرّتين : يوم رومة ، ويوم جيش العسرة (٣).

وقالت عائشة : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مضطجعا في بيته كاشفا عن ساقيه ، فاستأذن أبو بكر ، ثمّ عمر ، وهو على تلك الحال فتحدّثا ، ثمّ استأذن عثمان ، فجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسوّى ثيابه ، فدخل فتحدّث ، فلمّا خرج قلت : يا رسول الله دخل أبو بكر ، فلم تجلس له ، ثمّ دخل عمر ، فلم تهشّ له ، ثمّ دخل عثمان فجلست وسوّيت ثيابك ، قال : «ألا استحيي من رجل تستحيي منه الملائكة»؟ رواه مسلم (٤).

وروي نحوه من حديث عليّ ، وأبي هريرة ، وابن عبّاس.

__________________

(١) الحديث صحيح بشواهده. انظر تاريخ دمشق ٧٦ ـ ٩٠.

(٢) تاريخ دمشق ٦٨.

(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٠٧ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٥٨ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٦٩.

(٤) في فضائل الصحابة ٤ / ١٨٦٦ من طريق يحيى بن يحيى ، ويحيى بن أيوب ، وقتيبة ، وابن حجر. والحديث بهذا اللفظ في تاريخ دمشق ٧٦ ، وجامع الأصول ٨ / ٦٣٣.

٤٧١

وقال أنس : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أرحم أمّتي بأمّتي أبو بكر ، وأشدّهم في دين الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان» (١).

وعن طلحة بن عبيد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لكلّ نبيّ رفيق ، ورفيقي عثمان» (٢). أخرجه التّرمذيّ (٣).

وفي حديث القفّ (٤) : ثمّ جاء عثمان ، فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ائذن له وبشّره بالجنّة على بلوى تصيبه» (٥).

__________________

(١) تاريخ دمشق ٨٨.

(٢) أي في الجنة.

(٣) في السنن ٥ / ٢٨٧ وقال : هذا حديث غريب وليس إسناده بالقويّ. وهو منقطع. ورواه الحاكم في المستدرك ٣ / ٩٧ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٩٧ ، وابن الأثير في جامع الأصول ٨ / ٦٣٧.

(٤) القفّ : ما ارتفع من متن الأرض ، وهنا جدار مبنيّ مرتفع حول البئر كالدّكة يمكن الجلوس عليه.

(٥)

حديث القفّ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ، وخيثمة الأطرابلسي ، وابن عساكر ، وابن الأثير ، من عدّة طرق.

عن أبي موسى الأشعريّ رضي‌الله‌عنه أخبر أنه توضّأ في بيته ثم خرج ، فقال : لألزمنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولأكوننّ معه يومي هذا ، قال : فجاء المسجد فسأل عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : خرج وجه ها هنا ، قال : فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس ، قال : فجلست عند الباب ، وبابها من جريد ، حتى قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حاجته وتوضّأ ، فقمت إليه ، فإذا هو قد جلس على بئر أريس ، وتوسّط قفّها ، وكشف عن ساقيه ودلّاهما في البئر. قال : فسلّمت عليه ثم انصرفت ، فجلست عند الباب ، فقلت : لأكونن بوّاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اليوم ، فجاء أبو بكر فدفع الباب ، فقلت : من هذا؟ فقال : أبو بكر. فقلت : على رسلك. قال : ثم ذهبت ، فقلت : يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن ، فقال : «ائذن له وبشّره بالجنّة». فأقبلت حتى قلت لأبي بكر : أدخل. ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يبشّرك بالجنة ، قال : فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم معه في القفّ ودلّى رجليه في البئر ، كما صنع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكشف عن ساقيه ، ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضّأ ويلحقني ، فقلت : إن يرد الله بفلان ـ يعني أخاه ـ خيرا يأت به ، فإذا إنسان يحرّك الباب ، فقلت : من هذا؟ فقال : عمر بن الخطّاب.

فقلت : على رسلك ، ثم جئت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسلّمت عليه وقلت : هذا عمر يستأذن ، فقال : «ائذن له وبشّره بالجنّة» ـ فجئت عمر فقلت : أدن أدخل ويبشّرك رسول الله بالجنّة. =

٤٧٢

وقال شعيب بن أبي حمزة ، عن الزّهريّ قال : قال الوليد بن سويد : إنّ رجلا من بني سليم قال : كنت في مجلس فيه أبو ذرّ ، وأنا أظنّ في نفسي أنّ في نفس أبي ذرّ على عثمان معتبة لإنزاله إيّاه بالرّبذة ، فلمّا ذكر له عثمان عرض له بعض أهل المجلس بذلك ، فقال أبو ذرّ : لا تقل في عثمان إلّا خيرا ، فإنّي أشهد لقد رأيت منظرا ، وشهدت مشهدا لا أنساه ، كنت التمست خلوات النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأسمع منه ، فجاء أبو بكر ، ثمّ عمر ، ثمّ عثمان ، قال : فقبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على حصيات ، فسبّحن في يده حتّى سمع لهنّ حنين كحنين النّحل (١) ، ثمّ ناولهنّ أبا بكر ، فسبّحن في كفّه ، ثمّ وضعهنّ في الأرض فخرسن ، ثمّ ناولهنّ عمر ، فسبّحن في كفّه ، ثمّ أخذهنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوضعهنّ في الأرض فخرسن ، ثمّ ناولهنّ عثمان فسبّحن في كفّه ، ثمّ أخذهنّ منه ، فوضعهنّ فخرسن (٢).

__________________

= قال : فدخل فجلس مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في القفّ عن يساره ودلّى رجليه في البئر ، ثم رجعت فجلست فقلت : إن يرد الله بفلان خيرا ـ يعني أخاه ـ يأت به ، فجاء إنسان فحرّك الباب ، فقلت : من هذا؟ فقال : عثمان بن عفان. فقلت : على رسلك. قال : وجئت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته ، فقال : «ائذن له وبشّره بالجنّة مع بلوى تصيبه». قال : فجئت فقلت : ادخل ويبشّرك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالجنّة بعد بلوى تصيبك. قال : فدخل فوجد القفّ قد مليء ، فجلس وجاههم من الشّقّ الآخر».

رواه البخاري في الفتن ١٣ / ٤٢ باب الفتنة تموج كالبحر. وفي فضائل أصحاب النبيّ ، باب قول النبيّ : لو كنت متّخذا خليلا ، وباب مناقب عمر بن الخطاب ، وباب مناقب عثمان. وفي الأدب ، باب نكث العود في الماء والطّين. ورواه الترمذي في المناقب (٣٧١١) ، أخرجه خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في فضائل الصحابة (مخطوط الظاهرية ـ الجزء ٣ ـ ورقة ١٠٥ أ ـ ١٠٨ أ) وقد قمنا بتحقيقه ونشرناه مع غيره من أجزاء خيثمة بعنوان : «من حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي» ـ وصدر عن دار الكتاب العربيّ ببيروت ١٤٠٠ ه‍. / ١٩٨٠ م. ـ ص ٩٧ ـ ١٠٤ ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٢٢ ـ ١٤٠ ، وابن الأثير في جامع الأصول ٨ / ٥٦٢ رقم ٦٣٧٢.

(١) في طبعة القدسي ٣ / ٢٨٠ «النخل» بالخاء المعجمة ، وهو تحريف.

(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٠٩ وخيثمة الأطرابلسي في فضائل الصحابة ـ جزء ٣ ـ ورقة ١٠٨ أ ، ١٠٨ ب (انظر : من حديث خيثمة ، بتحقيقنا ـ ص ١٠٥ ، ١٠٦).

٤٧٣

وقال سليمان بن يسار : أخذ جهجاه الغفاريّ عصا عثمان التي كان يتحصّر بها ، فكسرها على ركبته ، فوقعت في ركبته الأكلة (١).

وقال ابن عمر : كنّا نقول على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبو بكر ، ثمّ عمر ، ثمّ عثمان. رواه جماعة عن ابن عمر (٢).

وقال الشّعبيّ : لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء من الصّحابة غير عثمان ، ولقد فارق عليّ الدّنيا وما جمعه (٣).

وقال ابن سيرين : كان أعلمهم بالمناسك عثمان ، وبعده ابن عمر (٤).

وقال ربعيّ ، عن (٥) حذيفة : قال لي عمر بمنى من ترى النّاس يولّون بعدي؟ قلت : قد نظروا إلى عثمان (٦).

وقال أبو إسحاق (٧) ، عن حارثة بن مضرّب قال : حججت مع عمر ، فكان الحادي يحدو.

* إنّ الأمير بعده ابن عفان.

* وحججت مع عثمان ، فكان الحادي يحدو.

* إنّ الأمير بعده عليّ (٨).

__________________

(١) انظر : تاريخ الطبري ٤ / ٣٦٦ ، ٣٦٧ ، تاريخ دمشق ٣٣٢ و ٣٣٣.

(٢) تاريخ دمشق ١٥٢.

(٣) تاريخ دمشق ١٧٠.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٦٠ ، تاريخ دمشق ١٧٢.

(٥) في المنتقى لابن الملّا «ربعي بن حذيفة» ، وهو وهم ، والتصحيح من تاريخ دمشق ، وهو «ربعيّ بن حراش».

(٦) تاريخ دمشق ١٧٧.

(٧) في نسخة دار الكتب «ابن إسحاق» ، وهو خطأ. والمثبت من منتقى الأحمدية ، و (ع) ، وتاريخ دمشق ، وتهذيب التهذيب ٢ / ١٦٦.

(٨) تاريخ دمشق ١٧٩.

٤٧٤

وقال الجريريّ ، عن عبد الله بن شقيق ، عن الأقرع مؤذّن عمر ، أنّ عمر دعا الأسقف فقال : هل تجدونا في كتبكم؟ قال : نجد صفتكم وأعمالكم ، ولا نجد أسماءكم ، قال : كيف تجدني؟ قال : قرن من حديد ، قال : ما قرن من حديد؟ قال : أمير شديد ، قال عمر : الله أكبر ، قال : فالّذي بعدي؟ قال : رجل صالح يؤثر أقرباءه ، قال عمر : يرحم الله ابن عفّان ، قال : فالذي من بعده؟ قال : صدع (١) ـ وكان حمّاد بن سلمة يقول : صدأ ـ من حديد ، فقال عمر : وا دفراه وا دفراه (٢) ، قال مهلا يا أمير المؤمنين ، إنّه رجل صالح ، ولكن تكون خلافته في هراقة من الدّماء (٣).

وقال حمّاد بن زيد : لئن قلت إنّ عليّا أفضل من عثمان ، لقد قلت إنّ أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خانوا (٤).

وقال ابن أبي الزّناد ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان قال : كان نقش خاتم عثمان «آمنت بالذي خلق فسوّى» (٥).

وقال ابن مسعود حين استخلف عثمان : أمّرنا خير من بقي ولم نأل (٦).

وقال مبارك (٧) بن فضالة ، عن الحسن قال : رأيت عثمان نائما في المسجد ، ورداؤه تحت رأسه ، فيجيء الرجل فيجلس إليه ، [ويجيء الرجل

__________________

(١) الصّدع والصّدع : الفتيّ الشابّ القويّ من الأوعال. (لسان العرب ـ صدع).

(٢) وا دفراه : قال ابن الأعرابيّ : الدّفر الذّلّ. (لسان العرب).

(٣) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٧٩ ، ١٨٠ وفي آخره : «والسيف مسلول». وانظر :

غريب الحديث لأبي عبيد ٣ / ٢٣٥ ، ٢٣٦.

(٤) تاريخ دمشق ١٩٩.

(٥) تاريخ دمشق ٢٠٣

(٦) تاريخ دمشق ٢٠٦.

(٧) في منتقى الأحمدية «منازل» وهو تحريف.

٤٧٥

فيجلس إليه] (١) ، كأنّه أحدهم ، وشهدته يأمر في خطبته بقتل الكلاب ، وذبح الحمام (٢).

وعن حكيم بن عبّاد قال : أوّل منكر ظهر بالمدينة طيران الحمام ، والرّمي ، يعني بالبندق ، فأمر عثمان رجلا فقصّها ، وكسر الجلاهقات (٣).

وصحّ من وجوه ، أنّ عثمان قرأ القرآن كلّه في ركعة (٤).

وقال عبد الله بن المبارك ، عن الزّبير بن عبد الله ، عن جدّته ، أنّ عثمان كان يصوم الدّهر (٥).

وقال أنس : إنّ حذيفة قدم على عثمان ، وكان يغزو مع أهل العراق قبل أرمينية ، فاجتمع في ذلك الغزو أهل الشّام ، وأهل العراق ، فتنازعوا في القرآن حتّى سمع حذيفة من اختلافهم ما يكره ، فركب حتّى أتى عثمان فقال : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمّة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنّصارى في الكتب. ففزع لذلك عثمان ، فأرسل إلى حفصة أمّ المؤمنين : أن أرسلي إليّ بالصّحف التي جمع فيها القرآن ، فأرسلت إليه بها ، فأمر زيد بن ثابت ، وسعيد بن العاص ، وعبد الله بن الزّبير ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أن ينسخوها في المصاحف ، وقال : إذا

__________________

(١) ما بين الحاصرتين زيادة من منتقى الأحمدية ، و (ع).

(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده ولفظه ٢١٨ حتى «كأنه أحدهم».

(٣) تاريخ الطبري ٤ / ٣٩٨ ، تاريخ دمشق ٢٢١ ، و ٣٣٣ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٨١.

والجلاهقات : البندق. ومنه قوس الجلاهق.

وأصل اللفظة فارسيّ. (لسان العرب).

(٤) انظر : السنن الكبرى للبيهقي ٣ / ٢٤ و ٢٥ ، وطبقات ابن سعد ٣ / ٧٦ ، وتاريخ دمشق ٢٢٥ وما بعدها.

(٥) تاريخ دمشق ٢٢٩.

٤٧٦

اختلفتم أنتم وزيد في عربيّة فاكتبوها بلسان قريش ، فإنّ القرآن إنّما نزل بلسانهم.

ففعلوا حتّى كتبت المصاحف ، ثمّ ردّ عثمان الصّحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل جند من أجناد المسلمين بمصحف ، وأمرهم أن يحرقوا كلّ مصحف يخالف المصحف الّذي أرسل إليهم به ، فذلك زمان حرّقت فيه المصاحف بالنّار (١).

وقال مصعب بن سعد بن أبي وقّاص : خطب عثمان النّاس فقال : أيّها الناس ، عهدكم بنبيّكم بضع عشرة ، وأنتم تميّزون في القرآن ، وتقولون قراءة أبيّ ، وقراءة عبد الله ، يقول الرجل : والله ما نقيم قراءتك ، فأعزم على كلّ رجل منكم كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به. فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن ، حتّى جمع من ذلك كثيرا ، ثمّ دخل عثمان ، فدعاهم رجلا رجلا ، فناشدهم : أسمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو أملاه عليك؟ فيقول : نعم ، فلمّا فرغ من ذلك قال : من أكتب النّاس؟ قالوا : كاتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زيد بن ثابت ، قال : فأيّ النّاس أعرب؟ قالوا : سعيد بن العاص ، قال عثمان : فليمل سعيد وليكتب زيد ، فكتب مصاحف ففرّقها في النّاس (٢).

وروى رجل ، عن سويد بن غفلة قال عليّ في المصاحف : لو لم يصنعه عثمان لصنعته (٣).

وقال أبو هلال : سمعت الحسن يقول : عمل عثمان اثنتي عشرة سنة ،

__________________

(١) تاريخ دمشق ٢٣٤.

(٢) المصاحف لأبي حاتم السجستاني ٢٣ ، تاريخ دمشق ٢٣٨.

(٣) تاريخ دمشق ٢٣٧.

٤٧٧

ما ينكرون من إمارته شيئا (١).

وقال سعيد بن جمهان (٢) ، عن سفينة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثمّ تكون ملكا (٣).

وقال قتادة ، عن عبد الله بن شقيق ، عن مرّة البهزيّ قال : كنت عند النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «تهيج فتنة كالصّياصي ، فهذا ومن معه على الحقّ». قال : فذهبت وأخذت بمجامع ثوبه فإذا هو عثمان (٤).

ورواه الأشعث الصّنعانيّ ، عن مرّة. ورواه محمد بن سيرين ، عن كعب ابن عجرة ، وروي نحوه عن ابن عمر.

وقال قيس بن أبي حازم ، عن أبي سهلة مولى عثمان ، عن عائشة ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم جعل يسار عثمان ، ولون عثمان يتغيّر ، فلمّا كان يوم الدّار وحصر فيها ، قلنا : يا أمير المؤمنين ألا تقاتل؟ قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عهد إليّ عهدا ، وإنّي صابر نفسي عليه (٥).

أبو سهلة وثّقه أحمد العجليّ (٦).

وقال الجريريّ : حدّثني أبو بكر العدويّ قال : سألت عائشة : هل عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أحد من أصحابه عند موته؟ قالت : معاذ الله إلّا أنّه

__________________

(١) تاريخ دمشق ٢٤٤.

(٢) في نسخة دار الكتب «جهمان» ، وهو تحريف ، والتصحيح من (ع) ومنتقى الأحمدية ، وتاريخ دمشق ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٤.

(٣) تاريخ دمشق ٢٤٤.

(٤) تاريخ دمشق ٢٦٦ و ٢٦٧.

(٥) أخرجه أحمد في المسند ٦ / ٥٣ ، والترمذي في الفضائل ٥ / ٢٩٥ رقم ٣٧٩٥ ، وقال : هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلّا من حديث إسماعيل بن أبي خالد ، وأخرجه ابن ماجة في المقدّمة ٥٤ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٨٣ ، وابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ٧٥.

(٦) ترتيب الثقات للعجلي ٥٠٠ رقم ١٩٦٢.

٤٧٨

سارّ عثمان ، أخبره أنّه مقتول ، وأمره أن يكفّ يده (١).

وقال شعبة : أخبرني أبو حمزة : سمعت أبي يقول : سمعت عليّا يقول : قتل الله عثمان وأنا معه ، قال أبو حمزة : فذكرته لابن عبّاس فقال : صدق يقول : قتل الله عثمان ويقتلني معه ، قلت : قد كان عليّ يقول : عهد إليّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لتخضبنّ هذه من هذه.

وقد روى شعبة ، عن حبيب بن الزّبير ، عن عبد الرحمن بن الشّرود ، أنّ عليّا قال : إنّي لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممّن قال الله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (٢).

ورواه عبد الله بن الحارث ، عن عليّ (٣).

وقال مطرّف بن الشّخّير : لقيت عليّا فقال (٤) : يأبا عبد الله ما بطّأ بك ، أجب عثمان ، ثمّ قال : لئن قلت ذاك ، لقد كان أوصلنا للرّحم ، وأتقانا للرّبّ (٥).

وقال سعيد بن عمرو بن نفيل : لو انقضّ أحد لما (٦) صنعتم بابن عفّان لكان حقيقا (٧).

وقال هشام : ثنا محمد بن سيرين ، عن عقبة (٨) بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو قال : يكون على هذه الأمّة اثنا عشر خليفة ، منهم أبو بكر

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق مطوّلا ـ ص ٢٨٦.

(٢) سورة الحجر ـ الآية ٤٧.

(٣) وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٧٠.

(٤) «في النسخة (ع) «فقلت» بدل «فقال» ، وهو وهم.

(٥) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٧٨ و ٤٧٩.

(٦) في نسخة دار الكتب ومنتقى أحمد الثالث «فيما» بدل «ما».

(٧) الاستيعاب لابن عبد البرّ ٣ / ٨٤ ، تاريخ دمشق ٤٨٥.

(٨) في منتقى أحمد الثالث (عتبة) وهو تحريف ، صححته من نسخة الدار ، وخلاصة التذهيب.

٤٧٩

الصّدّيق ، أصبتم اسمه ، وعمر الفاروق قرن من حديد ، أصبتم اسمه ، وعثمان ذو النّورين ، وأوتي كفلين من الرّحمة قتل مظلوما ، أصبتم اسمه (١) رواه غير واحد عن محمد.

وقال عبد الله بن شوذب : حدّثني زهدم (٢) الجرميّ قال : كنت في سمر عند ابن عبّاس فقال : لأحدّثنّكم حديثا : إنّه لما كان من أمر هذا الرجل ما كان ، قلت لعليّ : اعتزل هذا الأمر ، فو الله لو كنت في جحر لأتاك النّاس حتّى يبايعوك ، فعصاني ، وايم الله ليتأمّرنّ عليه معاوية ، ذلك بأنّ الله يقول : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) (٣).

وقال أبو قلابة الجرميّ : لمّا بلغ ثمامة بن عديّ قتل عثمان ـ وكان أميرا على صنعاء ـ بكى فأطال البكاء ، ثمّ قال : هذا حين انتزعت خلافة النّبوّة من أمّة محمد ، فصار ملكا وجبريّة ، من غلب على شيء أكله (٤).

وقال يحيى بن سعيد الأنصاريّ : قال أبو حميد السّاعديّ ـ وكان بدريا ـ لمّا قتل عثمان : اللهمّ إنّ لك عليّ أن لا أضحك حتّى ألقاك (٥).

قال قتادة : ولي عثمان ثنتي عشرة سنة ، غير اثني عشر يوما (٦). وكذا قال خليفة بن خيّاط (٧) وغيره (٨).

__________________

(١) تاريخ دمشق ٤٨٦ ، النهاية لابن الأثير ٤ / ٥٥.

(٢) في (ع) (زهرم) وهو تحريف.

(٣) سورة الاسراء ، الآية ٣٣.

(٤) تاريخ دمشق ٤٨٧.

(٥) طبقات ابن سعد ٣ / ٨٠ ، تاريخ دمشق ٤٩١.

(٦) تاريخ دمشق ٤٩١.

(٧) تاريخ دمشق ٥٢٥.

(٨) في تاريخه ـ ص ١٧٧.

٤٨٠