تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

خ م د ق (١) (أبو لبابة) (٢) بن عبد المنذر بن زبير (٣) بن زيد بن أميّة الأنصاريّ ، اسمه بشير ، وقيل رفاعة.

ردّه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة بدر من الرّوحاء ، فاستعمله على المدينة وضرب له بسهمه وأجره (٤). وكان من سادة الصّحابة.

توفّي في خلافة عثمان ، وقيل في خلافة عليّ ، وقيل في خلافة معاوية ، وهو أحد النّقباء ليلة العقبة.

روى عنه ابناه السّائب ، وعبد الرحمن ، وعبد الله بن عمر ، وسالم بن عبد الله ، ونافع مولى ابن عمر ، وعبيد الله بن أبي يزيد ، وعبد الله بن كعب ابن مالك ، وسلمان الأغرّ ، ورواية بعض هؤلاء عنه مرسلة لعدم إدراكهم إيّاه.

__________________

(١) الرموز ساقطة من نسخة دار الكتب.

(٢) مسند أحمد ٣ / ٤٣٠ و ٤٥٢ و ٤٥٣ و ٥٠٢ ، المغازي للواقدي ٨ و ١٠١ و ١١٥ و ١٥٩ و ١٨٠ و ١٨٢ و ٢٨١ و ٣٠٣ و ٥٠٥ و ٥٠٦ ـ ٥٠٩ و ٨٠٠ و ٨٩٦ و ١٠٤٧ و ١٠٧٢ ، تهذيب سيرة ابن هشام ١٣٨ و ٢٠٠ و ٢٠١ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٤٥٦ و ٤٥٧ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٧٢٣ ، طبقات خليفة ٨٤ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٤٧٧ ، عيون الأخبار ١ / ١٤١ ، المعارف ١٥٤ و ١٨٠ و ٣٢٥ و ٥٩٧ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٤١ و ٢٩٤ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٠٣ ، تاريخ الطبري ١ / ١١٣ و ٢ / ٤٧٨ و ٤٨١ و ٤٨٥ و ٥٨٣ ـ ٥٨٥ و ٣ / ١١١ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٥١ ، مشاهير علماء الأمصار ١٧ رقم ٥٦ ، جمهرة أنساب العرب ٣٣٤ ، الاستيعاب ٤ / ١٦٨ ـ ١٧٠ ، المستدرك ٣ / ٦٣٢ ، أسد الغابة ٥ / ٢٨٤ ، ٢٨٥ ، الكامل في التاريخ ٢ / ١٣٧ و ١٣٨ و ١٨٥ ، تحفة الأشراف ٩ / ٢٧٥ ـ ٢٧٨ رقم ٦٥٣ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٤١ ، ١٦٤٢ ، الكاشف ٣ / ٣٢٩ رقم ٣٥٠ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٦٣٢ ، الوافي بالوفيات ١٠ / ١٦٤ رقم ٤٦٣٨ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٢١٤ رقم ٩٩٠ ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٦٧ رقم ١ ، النكت الظراف ٩ / ٢٧٥ ، ٢٧٦ ، الإصابة ٤ / ١٦٨ رقم ٩٨١ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٤٥٨ ، تاريخ خليفة ٩٦ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٣ رقم ١٤٥ ، المعين في طبقات المحدّثين ٢٨ رقم ١٥٠ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٢٣.

(٣) هكذا في الأصل ، وفي المنتقى لابن الملّا ، و (ح) إهمال وتصحيف ، وفي طبقات ابن سعد ٣ / ٤٥٦ و ٤٥٧ ، وفي أنساب الأشراف ١ / ٢٤١ ، وفي تهذيب الكمال ٣ / ١٦٤٢ «زنبر» ، وكذا في المشتبه للذهبي ١ / ٣٣٤ والإكمال لابن ماكولا ٤ / ١٦٧.

(٤) في نسخة دار الكتب «وأخوه» بدل «وأجره» ، والتصويب من طبقات ابن سعد ٣ / ٤٥٧.

٣٦١

(أبو هاشم بن عتبة) (١) بن ربيعة. تقدّم في سنة إحدى وعشرين ، وتوفّي في خلافة عثمان ، اسمه خالد ، وقيل شيبة ، وقيل هشيم ، وقيل مهشم ، وهو أخو أبي حذيفة.

كان صالحا زاهدا ، وهو أخو مصعب بن عمير لأمّه ، أسلم يوم الفتح وذهبت عينه يوم اليرموك (٢).

* * *

__________________

(١) طبقات خليفة ١٢ و ١٢٦ ، التاريخ الكبير ٩ / ٧٩ ، ٨٠ رقم ٧٦٥ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١١٦ رقم ٤٢٣ ، أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٥٧ و ٣٥٩ ، تاريخ الطبري ٤ / ١٤٥ ، الجرح والتعديل ٩ / ٤٥٣ رقم ٢٣٠٨ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٦٠ ، المستدرك ٣ / ٦٣٨ ، جمهرة أنساب العرب ٧٧ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٢١ و ٤ / ١٩١ ، أسد الغابة ٥ / ٣١٤ ، تحفة الأشراف ٩ / ٢٩٢ رقم ٦٦٢ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٥٤ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٠٩ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٦٣٨ ، الكاشف ٣ / ٣٤١ رقم ٤٢٩ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٢٦١ رقم ١٢٠٦ ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٨٣ رقم ٤ وفيه «ابن عقبة» وهو تحريف ، الإصابة ٤ / ٢٠٠ ، ٢٠١ رقم ١١٨٠ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٤٦٢ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٢٣.

(٢) هنا في (ع) و (ح) وحاشية المنتقى لابن الملّا : (آخر الجزء الثاني من تجزئة المؤلّف رحمه‌الله تعالى. والحمد لله وحده).

وفي نسخة الأصل المعتمدة بمكتبة أياصوفيا باسطنبول ورد بخط المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ ما يلي :

قرأت جميع هذا المجلد الثاني من (تاريخ الإسلام في وفيات الأعلام) والأول قبله على جامعه ومؤلفه الشيخ الامام العالم العلامة الأوحد الحافظ حجة المحدثين ثقة الناقدين شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن الذهبي الخطيب.

فسمع ذلك كله سوى من أول الكتاب خطبته ومن الميعاد الثاني أربع (في الأصل أربعة.) ورقات الشيخ أحمد بن نعمة بن محمد بن علي الفقير الأنصاري عرف بزحلق.

وسمع ذلك كاملا من غير فوت الشيخ الصالح شعيب بن ميكائيل بن عبد الله الجاكيري الكتبي. وسمع أحمد بن عمر بن محمد بن شبيب بن أبي الفضل البالسي ثم المصري المعروف بسبط عبد الحميد من أول المجلد الأول إلى آخر الميعاد السابع. وسمع الميعاد التاسع منه والميعاد الأخير. وسمع تقي الدين (الدين مختصرة في الأصل) أحمد بن العلم بن محمود الحراني من أول الميعاد الثالث إلى آخر=

__________________

(١) في الأصل (أربعة).

(٢) (الدين) مختصرة في الأصل.

٣٦٢

الطبقة الرّابعة

(ثمّ دخلت سنة احدى وثلاثين)

قال أبو عبد الله الحاكم : أجمع مشايخنا على أنّ نيسابور فتحت صلحا ، وكان فتحها في سنة إحدى وثلاثين. ثمّ روى بإسناده إلى مصعب بن

__________________

= الميعاد التاسع والميعاد الحادي عشر والثاني عشر بفوت من أوله إلى قوله (ويروى باسناد ضعيف في قصة إسلام عمر) والميعاد العاشر أيضا بفوت من أوله مقدار ثلاثة. وسمع الميعاد الأول والثاني واللذين بعده صلاح الدين خليل بن الأمير بدر الدين كيكلدي العلائي. وسمع جمال الدين أقش بن عبد الله عتيق دادا الميعاد الثاني فقط. وسمع الشيخ محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان البالسي القطان الميعاد الخامس فقط. وكذلك سمع الثاني فقط أبو عمران موسى بن جلال بن شبل النابلسي. وسمع عبد الله بن منيف بن ناصر الزرعي الميعاد السابع عشر.

وصح ذلك في مجالس آخرهن في (أواخر شعبان سنة أربع عشرة وسبعمائة) بجامع دمشق المحروسة تحت النسر (يعني قبة النسر.). والحمد لله وحده.

كتبه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن البعلي. والمواعيد بقلمه في الحاشية من المجلدين المذكورين.

وكتبت أنا بخطّي هذين المجلدين والحمد لله وحده.

وورد في الهامش :

قرأت المجلد الأول والثاني من تاريخ الإسلام على الشيخ الإمام العلامة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي أمتع الله ببقائه. وذلك في شهور (سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة) وسمعهما جماعة.

وكتب محمد بن عبد الرحمن العطار الشافعيّ عفا الله عنه وعن المسلمين.

__________________

(١) يعني قبة النسر.

٣٦٣

أبي الزّهراء أنّ كنارى (١) صاحب نيسابور كتب إلى سعيد بن العاص والي الكوفة ، وإلى عبد الله بن عامر والي البصرة ، يدعوهما إلى خراسان ويخبرهما أنّ مرو قد قتل أهلها يزدجرد.

فندب سعيد بن العاص الحسن بن عليّ وعبد الله بن الزّبير لها ، فأتى ابن عامر دهقان فقال : ما تجعل لي إن سبقت بك؟ قال : لك خراجك وخراج أهل بيتك إلى يوم القيامة ، فأخذ به على قومس ، وأسرع إلى أن نزل على نيسابور ، فقاتل أهلها سبعة أشهر ثمّ فتحها ، فاستعمله عثمان عليها أيضا ، وكان ابن خالد عثمان.

ويقال : تفل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في فيه وهو صغير.

وفيها قال خليفة (٢) : أحرم عبد الله بن عامر من نيسابور ، واستخلف قيس بن الهيثم وغيره على خراسان ، وقيل إنّ ذلك كان في السنّة الماضية.

وفيها غزوة الأساود (٣) ، فغزا عبد الله بن سعد بن أبي سرح من مصر في البحر ، وسار فيه إلى ناحية مصّيصة.

* * *

__________________

(١) في النسخ (كناز) والمثبت من تاريخ الطبري ٤ / ٣٠١.

(٢) في تاريخه ١٦٦.

(٣) في تاريخ الطبري ٤ / ٢٨٨ «الأساودة» ، وفي الكامل في التاريخ ٣ / ١١٧ «الأساورة».

٣٦٤

الوفيّات

الحكم بن أبي العاص (١)

وفيها توفّي الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف الأمويّ أبو مروان ، وكان له من الولد عشرون ذكرا وثمان بنات ، أسلم يوم الفتح وقدم المدينة فكان فيما قيل يفشي سرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فطرده وسبّه

__________________

(١) المغازي للواقدي ٥٩٤ و ٨٤٦ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٨٥ ، السير والمغازي لابن إسحاق ١٤٤ ، الأخبار الموفقيّات ٢٥٧ و ٤٠٣ ، البرصان والعرجان للجاحظ ٦٩ و ٢٧٥ ، ٢٧٦ و ٣٦٢ ، المحبّر لابن حبيب ٤٥١ ، التاريخ لابن معين ٢ / ١٢٤ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٤٤٧ و ٥٠٩ ، طبقات خليفة ١٩٧ ، تاريخ خليفة ١٣٤ و ١٤١ و ١٤٢ ، التاريخ الكبير ٢ / ٣٣١ رقم ٢٦٥١ ، المعارف ٧٣ و ١٩٤ و ٣٥٣ و ٥٧٦ ، فتوح البلدان ٤٣٣ ، أنساب الأشراف ١ / ١٢٤ و ١٥١ ، ق ٣ / ٣٠٤ ، ق ٤ ج ١ / ٥٨ و ١١٧ و ٤٧٩ و ٤٨٢ و ٥١٣ ـ ٥١٥ و ٥٢٧ ، ق ٥ / ٢ و ٢٧ و ٢٨ و ٣٨ و ١٢٥ و ١٢٦ و ١٦٠ و ٢٠٤ ، تاريخ الطبري ٣ / ١٨٨ و ٤ / ١٧٦ و ٣٩٧ و ٣٩٩ و ١٠ / ٥٨ ، الجرح والتعديل ٣ / ١٢٠ رقم ٥٥٦ ، الاستيعاب ١ / ٣١٦ ، ٣١٧ ، جمهرة أنساب العرب ٧٩ و ٨٠ و ٨٢ و ٨٧ ـ ٨٩ ، العقد الفريد ٢ / ٣٦٤ و ٣٩٤ و ٤ / ٣٤ و ٢٨٣ ، مروج الذهب ٢ / ٣٣٤ و ٣ / ١٨٠ ، الخراج وصناعة الكتابة ٣٨٦ ، ٣٨٧ ، أسد الغابة ٢ / ٣٥ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٧٦ و ٣ / ٤٠ و ١٩٩ و ٤٥٢ و ٥ / ٨٢ ، التذكرة الحمدونية ٢ / ٧٦ ، العبر ١ / ٣٢ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ١٠٧ ، ١٠٨ رقم ١٤ ، نكت الهميان ١٤٦ ، الوافي بالوفيات ١٣ / ١١٢ رقم ١٢٠ ، مرآة الجنان ١ / ٨٥ ، شفاء الغرام (بتحقيقنا) ١ / ٢٠٧ و ٢ / ٢٤٦ ، الإصابة ١ / ٣٤٥ ، ٣٤٦ رقم ١٧٨١ ، شذرات الذهب ١ / ٣٨ ، وفيات الأعيان ٢ / ٢٢٦.

٣٦٥

وأرسله الى بطن وجّ (١) فلم يزل طريدا إلى أن ولّي عثمان ، فأدخله المدينة ووصل رحمه وأعطاه مائة ألف درهم ، لأنّه كان عمّ عثمان بن عفان ، وقيل إنّما نفاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الطّائف لأنّه كان يحكيه في مشيته وبعض حركاته.

وقد رويت أحاديث منكرة في لعنة لا يجوز الاحتجاج بها ، وليس له في الجملة خصوص الصّحبة بل عمومها.

قال حمّاد بن سلمة ، وجرير ، عن عطاء بن السّائب ، عن أبي يحيى النّخعيّ قال : كنت بين مروان ، والحسن ، والحسين ، والحسين يسابّ مروان ، فقال مروان : إنّكم أهل بيت ملعونون ، فغضب الحسن وقال : والله لقد لعن الله أباك على لسان نبيّه وأنت في صلبه. أبو يحيى مجهول (٢).

وقال العلاء (٣) ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى في المنام كأنّ بني الحكم ينزون على منبره ، فأصبح كالمتغّيظ وقال : «ما لي أريت (٤) بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة (٥)».

وقال معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن حنش (٦) بن قيس ، عن عطاء ، عن ابن عمر قال : كنت عند النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدخل عليّ يقود الحكم بأذنه فلعنه نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثا. قال الدّار الدّارقطنيّ : تفرّد به معتمر (٧).

__________________

(١) وجّ : بالفتح والتشديد. وهو الطائف. (معجم البلدان ٥ / ٣٦١).

(٢) في هذا الخبر نقص في نسخة دار الكتب ، والاستدراك من بقيّة النسخ ، ومن ترجمة «مروان بن الحكم» المقبلة.

(٣) هو «ابن عبد الرحمن» انظر : سير أعلام النبلاء ٢ / ١٠٨.

(٤) في النسخ «رأيت» ، والتصويب من سير أعلام النبلاء.

(٥) ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد ٥ / ٢٤٣ ، ٢٤٤» وقال : رواه أبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح ، غير مصعب بن عبد الله بن الزبير ، وهو ثقة. وأورده ابن حجر في «المطالب العالية».

(٦) مهمل في نسخة الدار ، والمثبت من بقيّة النسخ.

(٧) ذكره الهيثمي مطوّلا في «مجمع الزوائد ٥ / ٢٤٢» قال : عن عبد الله بن عمر قال : هاجرت إلى

٣٦٦

وقال جعفر بن سليمان الضّبعيّ : ثنا سعيد أخو حمّاد بن زيد ، عن عليّ ابن الحكم ، عن أبي الحسن الجزريّ ، عن عمرو بن مرّة ـ وله صحبة ـ قال : استأذن الحكم بن أبي العاص على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ائذنوا له لعنة الله وكلّ من خرج من صلبه إلّا المؤمنين» (١). إسناده فيه من يجهل (٢).

وعن عبد الله بن عمرو قال : كان الحكم يجلس إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وينقل حديثه إلى قريش ، فلعنه رسول الله ومن يخرج من صلبه إلى يوم القيامة. تفرّد به سليمان بن قرم ، وهو ضعيف (٣). وقال أحمد في «مسندة» (٤) : ثنا ابن نمير ، ثنا عثمان بن حكيم ، عن أبي أمامة بن سهل ، عن عبد الله بن عمرو قال : كنّا جلوسا عند النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ليدخلنّ عليكم رجل لعين ، فما زلت أتشوّف حتّى دخل فلان يعني الحكم.

__________________

= النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاء أبو الحسن ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ادن منّي يا أبا الحسن ، فلم يزل يدنيه حتى التقم أذنه ، فأتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليساره حتى رفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأسه كالفزع ، فقال : قرع الخبيث بسمعه الباب ، فقال : «انطلق يا أبا الحسن فقده كما تقاد الشاة إلى حالبها» ، فإذا أنا بعلي قد جاء بالحكم آخذا بأذنه ولهازمه جميعا حتى وقف بين يدي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلعنه نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثا ، فقال نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعليّ : «احبسه ناحية» حتى راح إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ناس من المهاجرين والأنصار ، ثم دعا به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ها إنّ هذا شيخا لفّ كتاب الله وسنّة نبيّه ويخرج من صلبه من فتنته يبلغ دخانها السماء» ، فقال رجل من المسلمين : صدق الله ورسوله هو أقلّ وأذلّ من أن يكون منه ذلك. قال : «بلى وبعضكم يومئذ يسعفه» ، رواه الطبراني ، وفيه حسين بن قيس الرحبيّ وهو ضعيف.

(١) في النسخ «المؤمنون» وما أثبتناه بالنّصب على الاستثناء.

(٢) ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد ٥ / ٢٤٢ ، ٢٤٣» فقال : عن عمرو بن مرّة الجهنيّ ـ وكانت له صحبة ـ قال : استأذن الحكم بن أبي العاص على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعرف كلامه ، فقال : «ائذنوا له فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وما يخرج من صلبه إلّا الصالحين منهم وقليل ما هم يشرفون في الدنيا ويرذلون في الآخرة ذوو مكر وخديعة». رواه الطبراني هكذا ، وفي غيره : وما يخرج من صلبه إلّا الصالحون منهم وقليل ما هم. وفيه أبو الحسن الجزري وهو مستور ، وبقيّة رجاله ثقات.

(٣) انظر : المجروحين لابن حبّان ١ / ٣٣٢ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٢١٩ وغيره.

(٤) ٢ / ١٦٣ ، ومجمع الزوائد للهيثمي ٥ / ٢٤١ ورواه البزّار ، والطبراني في الأوسط.

٣٦٧

وقال الشّعبي : سمعت ابن الزّبير يقول : وربّ هذا البيت إنّ الحكم ابن أبي العاص وولده ملعونون على لسان محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. إسناده صحيح (١).

وعن إسحاق بن يحيى ، عن عمّته عائشة بنت طلحة ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجرته فسمع حسّا فاستنكره ، فذهبوا فنظروا فإذا الحكم يطّلع على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلعنه وما في صلبه ونفاه. رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن عبادة بن زياد أنّ مدرك بن سليمان الطّائيّ حدّثه عن إسحاق فذكره.

وقال أبو سلمة التّبوذكي : ثنا عبد الواحد بن زياد ، ثنا عثمان بن حكيم ، ثنا شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو ، عن جدّه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يدخل عليكم رجل لعين» ، قال : وكنت تركت أبي يلبس ثيابه ، فأشفقت ، فدخل الحكم بن أبي العاص (٢).

أبو سفيان بن حرب (٣)

سوى ق

ابن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي ، واسمه صخر. أحد دهاة العرب ، وشيخ قريش ، وقائدهم نوبة الأحزاب ، ثمّ أسلم يوم الفتح

__________________

(١) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٥ / ٢٤١ وقال : رواه أحمد والبزّار ، إلّا أنّه قال : لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والطبراني بنحوه ، وعنده رواية كرواية أحمد ، ورجال أحمد رجال الصحيح.

(٢) في النسخ هنا اضطراب في إسناد الخبر ورجاله ، والتصحيح من مسند أحمد ٢ / ١٦٣ وانظر :

مجمع الزوائد للهيثمي ٥ / ٢٤١ قال : رواه أحمد والبزّار ، والطبراني في الأوسط ، ورجال أحمد رجال الصحيح.

(٣) السير والمغازي لابن إسحاق ١١٨ و ١٤٤ و ١٨٩ و ١٩٠ و ١٩٧ و ٢٣٣ و ٢٣٤ و ٣٢٢ و ٣٢٣ و ٣٣٢ ـ ٣٣٤ ، المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام ٣ / ١١٧٨) ، تهذيب سيرة ابن هشام (انظر فهرس الأعلام ٣٧٨) ، فتوح الشام للأزدي ٢١٩ ، ٢٢٠ ، الأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار ٣٣٣ و ٣٨٨ و ٥٧٧ و ٥٧٨ و ٥٨٤ ، نسب قريش لمصعب ١٢١ ، ١٢٢ و ١٢٦ ، ١٢٧ و ١٥٣ و ٢٤٤ و ٣٢٣ ، حذف من نسب قريش ٣٠ ، المحبّر لابن حبيب ٨٩ و ١١١ و ١١٢ و ١١٩ و ١٢٦ و ١٣٢ و ١٦١ و ١٧٥ و ٢٤٦ و ٢٦١ و ٢٧١ و ٢٧٢ و ٢٩٦ و ٣٠٢ و ٣١٥ و ٣٣٨ و ٤١٠

٣٦٨

وشهد حنينا. وأعطاه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الغنائم مائة من الإبل وأربعين أوقيّة (١)

وقد فقئت عينه يوم الطّائف ، ثم شهد اليرموك ، فكان يذكر يومئذ ويحضّ على القتال.

__________________

= و ٤٣٤ و ٤٣٧ و ٤٤٩ و ٤٧٣ ، البرصان والعرجان للجاحظ ٥٣ و ٧٨ و ١٠٢ و ٢٦٢ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٤١ رقم ٦٧٠ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ١٦٧ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٢١٨ و ٥٩٣ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٢٦٨ ، طبقات خليفة ١٠ ، تاريخ خليفة ١٦٦ ، التاريخ الكبير ٤ / ٣١٠ رقم ٢٩٤٢ ، المعارف ٣ و ٧٤ و ١٢٥ و ٣٤٤ و ٣٤٥ و ٥٥٣ و ٥٧٥ و ٥٨٦ و ٥٨٨ ، عيون الأخبار ١ / ٨٣ و ٤ / ١٠١ ، الجرح والتعديل ٤ / ٤٢٦ رقم ١٨٦٩ ، فتوح البلدان ٤٢ و ٤٣ و ٤٥ و ٦٦ و ٧١ و ٧٨ و ٨٣ و ١٢٣ و ١٥٣ و ١٦٠ ، أنساب الأشراف ق ٣ / ١٩ و ٢١ ، ق ٤ ج ١ / ٤ ـ ١٤ و ١٣٦ ـ ١٣٩ ، و ٥ / ٢ و ٩١ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٦٩ ، تاريخ الطبري (راجع فهرس الأعلام ١٠ / ٢٦٨) ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٣٣ ، الزاهر للأنباري ١ / ٢٩٣ ، مشاهير علماء الأمصار ٣٢ رقم ١٦٩ ، المعجم الكبير للطبراني ٨ / ٥ ـ ٢٨ رقم ٧١١ ، العقد الفريد (راجع فهرس الأعلام ٧ / ٩٣) ، الاستيعاب ٤ / ٨٥ ـ ٨٨ ، البدء والتاريخ للمقدسي ٥ / ١٠٧ ، ١٠٨ ، الأسامي والكنى للحاكم (ورقة ١ / ٢٥٥) ، ثمار القلوب للثعالبي ١٢٠ ، ١٢١ و ٣٩٥ و ٥١٩ و ٦٧٠ ، أمالي المرتضى ١ / ٢٧٦ ، جمهرة أنساب العرب ٧٠ و ٨٠ و ١١١ و ٢٧٤ و ٣٨٦ و ٤٢٩ ، الخراج وصناعة الكتابة لقدامة ٢٦٢ ـ ٢٦٥ و ٢٦٩ و ٢٧٥ ، تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٩٠ ـ ٤٠٩ ، لباب الآداب لأسامة بن منقذ ٣٤٤ و ٣٥٠ و ٣٥١ و ٣٨٩ و ٣٩٣ ، الكامل في التاريخ ١ / ٥٩٥ و ٢ / ٦٠ و ١١٦ ـ ١٢١ و ١٣٢ ـ ١٣٤ و ١٥٦ ـ ١٦٠ و ٣ / ٦٢ و ١٣٠ و ١٤٢ و ٤٤٣ ، ٤٤٤ و ٤٨٧ و ٤ / ١٠ و ٦٩ و ٣٠٨ و ٦ / ٢٥٠ (وانظر فهرس الأعلام ١٣ / ١٥٤) ، أسد الغابة ٥ / ٢١٦ ، وفيات الأعيان لابن خلكان ٢ / ٢٥٥ و ٢٦٦ و ٣٦٤ و ٦ / ٣٤٨ و ٣٥٠ و ٣٥٥ و ٣٥٦ و ٣٥٨ ـ ٣٦١ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ رقم ٣٥٨ ، تحفة الأشراف ٤ / ١٥٧ ـ ١٥٩ رقم ٢٣٣ ، نهاية الأرب للنويري ١٩ / ٤٤٩ ، المعين في طبقات المحدّثين للذهبي ٢٨ رقم ١٤٦ ، الكاشف ٢ / ٢٤ رقم ٢٣٩٨ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ١٠٥ ـ ١٠٧ رقم ١٣ ، العبر ١ / ٣١ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٦ ، دول الإسلام ١ / ٢٥ ، مرآة الجنان ١ / ٨٤ ، ٨٥ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٢٨٤ ـ ٢٨٦ رقم ٣١٤ ، نكت الهميان ١٧٢ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٢٤ ، الوفيات لابن قنفذ ٥٣ ، شفاء الغرام (بتحقيقنا) (انظر فهرس الأعلام ٢ / ٥١٠) ، العقد الثمين ٥ / ٣٢ ، النكت الظراف لابن حجر ٤ / ١٥٨ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٤١١ ، ٤١٢ رقم ٧٠٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٦٥ رقم ٧٥ ، الإصابة ٢ / ١٧٨ ـ ١٨٠ رقم ٤٠٤٦ ، أمالي القالي ١ / ٢٢٢ و ٢ / ١٠٥ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٧٢ ، كنز العمال ١٣ / ٦١٢ ، شذرات الذهب ١ / ٣٠ و ٣٧.

(١) انظر : صحيح مسلم (١٠٦٠) في الزكاة ، باب إعطاء المؤلّفة قلوبهم على الإسلام ، و «زاد المعاد» ٣ / ٤٧٣ ، وسيرة ابن هشام ٢ / ٤٩٢ ، ٤٩٣.

٣٦٩

روى عنه ابن عبّاس ، وقيس بن أبي حازم.

وقيل : فقئت عينه الأخرى يوم اليرموك في سبيل الله ، وكان مقدّم جيش الجاهليّة يوم أحد.

وكان أسنّ من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعشر سنين ، وكان يتّجر إلى الشّام وغيرها.

وكان يوم اليرموك تحت راية ابنه يزيد بن أبي سفيان ، فكان يقاتل ويقول : (يا نصر الله اقترب) (١). وكان يقف على الكراديس يقصّ ويقول : (الله الله إنّكم دارة (٢) العرب أنصار الإسلام ، وهؤلاء دارة الروم وأنصار المشركين ، اللهمّ هذا يوم من أيّامك اللهمّ أنزل نصرك على عبادك).

وتوفّي سنة إحدى وثلاثين ، وقيل سنة اثنتين ، وقيل سنة ثلاث ، وقيل سنة أربع وثلاثين وله نحو تسعين سنة.

* * *

ويقال : توفّي فيها : المقداد ، والعبّاس ، وابن عوف ، وعامر بن ربيعة ، وسيأتون بعدها (٣).

[يزدجرد بن شهريار بن برويز المجوسيّ كسرى زمانه ، انهزم من المسلمين في دار ملكه إلى مرو ، وضعفت دولة الأكاسرة وولّت أيّامهم ، فكان هذا خاتمتهم. ثار عليه أمراء مرو ، وقيل : بل بيّته التّرك وقتلوا خواصّه ، فهرب والتجأ إلى بيت رجل فقتله غدرا ثم قتل به. والله أعلم] (٤).

__________________

(١) قال ابن حجر في الإصابة ٢ / ١٧٩ : «روى يعقوب بن سفيان ، وابن سعد بإسناد صحيح ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبيه ، قال : فقدت الأصوات يوم اليرموك ، إلّا صوت رجل يقول : يا نصر الله اقترب ، قال : فنظرت ، فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد».

(٢) في الاستيعاب ٤ / ٨٦ «ذادة العرب».

(٣) في حاشية (ح) «مررت على هذه الكرّاسة وصحّحتها وقابلتها على نسخة بخطّ البدر البشتكي.

فصحّت ولله الحمد. قاله يوسف العسقلانيّ».

(٤) ما بين الحاصرتين من زيادات (ع) والمنتقى لابن الملّا. انظر (تاريخ الطبري ٤ / ٢٩٣ ـ ذكر الخبر عن مقتل يزدجرد).

٣٧٠

سنة اثنتين وثلاثين

فيها كانت وقعة المضيق بالقرب من قسطنطينيّة ، وأميرها معاوية.

[الوفيات]

وتوفّي فيها أبيّ بن كعب (١) ، قاله خليفة وحده. وأوس بن الصّامت أخو عبادة ، وقد تقدّما.

(سنان بن أبي سنان (٢) بن محصن الأسديّ) حليف بني عبد شمس. وكان أسنّ من عمّه عكاشة ، هاجر هو وأبوه وشهدا بدرا.

توفّي أبوه والنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحاصر بني قريظة ، وكان سنان من سادة الصّحابة.

قال الواقدي (٣) : هو أوّل من بايع تحت الشّجرة.

(الطّفيل بن الحارث بن المطّلب) (٤) فيها في قول ، وقد ذكر.

__________________

(١) في تاريخه ١٦٧.

(٢) المغازي للواقدي : ١٥٤ و ٦٠٣ و ٨٩٠ ، المعارف ٢٧٤ ، الجرح والتعديل ٤ / ٢٥٠ ، ٢٥١ رقم ١٠٨٠ ، الاستيعاب ٢ / ٨٠ ، ٨١ ، أسد الغابة ٢ / ٣٥٨ ، الإصابة ٢ / ٨٢ رقم ٣٥٠٠.

(٣) في المغازي ٢ / ٦٠٣.

(٤) السير والمغازي ٢٥٨ ، المغازي للواقدي ٢٤ و ١٥٣ ، نسب قريش ٩٣ و ٩٥ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٥٢ ، ٥٣ (ترجمة الطفيل والحصين) ، طبقات خليفة ١١٥ و ١٣٨ ، المحبّر لابن حبيب ٧١

٣٧١

وأخوه الحصين توفّي بعده بأربعة أشهر ، وقد شهدا بدرا.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إنّما بنو هاشم وبنو المطّلب شيء واحد لم يفارقونا في جاهليّة ولا إسلام».

__________________

= و ٨٣ و ١٠٨ و ٤٥٩ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٨٩ و ٣٠٨ و ٤٢٩ و ٤٤٧ ، تاريخ الطبري ٢ / ٥٤٥ و ٣ / ١٦٧ ، مشاهير علماء الأمصار ١٤ رقم ٤٢ ، الجرح والتعديل ٤ / ٤٨٨ ، ٤٨٩ رقم ٢١٤٧ ، الاستيعاب ٢ / ٢٢٨ ، حذف من نسب قريش ٢٥ ، أسد الغابة ٣ / ٥٢ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٤٥٨ ، ٤٥٩ رقم ٤٩٥ ، العقد الثمين ٥ / ٦٦ ، الإصابة ٢ / ٢٢٤ رقم ٧٢٤٧.

٣٧٢

العبّاس بن عبد المطّلب (١)

ع (٢)

ابن هاشم أبو الفضل عمّ النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولد قبل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسنتين أو ثلاث ، وحضر بدرا فأسره المسلمون ، ثمّ أسلم بعد أن فدى نفسه وقدم مكّة ، له أحاديث.

__________________

(١) السير والمغازي لابن إسحاق ٣٢ و ٣٤ و ٦٨ و ٧٩ و ١٣٨ و ١٤٦ ، المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام ٣ / ١١٩٣) ، نسب قريش ١٨ و ٢٢٠ و ٢٤٠ و ٢٦٦ ، مسند أحمد ١ / ٢٠٦ ـ ٢١٠ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٢٩٤ ، المحبّر لابن حبيب ١٦ و ٤٦ و ٦٣ و ٦٤ و ٩١ و ١٠٦ و ١٠٨ و ١٦٢ ، طبقات ابن سعد ٤ / ٥ ـ ٣٣ ، البرصان والعرجان للجاحظ ٢٠٣ و ٢١٩ و ٣٠٩ و ٣٦٢ ، فتوح الشام للأزدي ٢٥٠ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٣٠ و ٥٥ و ٩٥ و ١٠٤ و ١٠٥ و ١٣٦ و ١٣٧ و ١٤٧ و ٢٣٧ و ٢٤٣ و ٢٥٠ و ٢٥٣ و ٢٦٦ و ٣١٦ و ٣٢٦ و ٣٣٤ و ٣٣٨ و ٣٤٩ و ٣٥٠ تاريخ خليفة ٨٦ و ١٣٨ و ١٦٨ ، طبقات خليفة ٣ ، الأخبار الموفقيّات للزبير ٢٨٥ ، ٥٦٧ و ٥٧٨ ، أخبار مكة للأزرقي ١ / ١١١ و ١١٤ و ١١٢ و ٢ / ٤٧ و ٥٨ و ١٠٦ و ٢٣٣ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢ رقم ١ ، المعارف ١١٨ و ١١٩ و ١٢١ و ١٢٧ و ١٣٧ و ١٤٥ و ١٥٤ ـ ١٥٦ و ١٦٤ و ١٦٦ و ٢٠٣ و ٢١١ و ٢٦٧ و ٣٢٧ و ٤٦٧ و ٥٦٣ و ٥٨٩ و ٥٩٠ و ٥٩٢ ، عيون الأخبار ١ / ٥ و ٦ و ١٨٦ و ٢١٥ و ٢٦٩ و ٣٤٢ و ٢ / ١٥٠ و ١٦٨ و ٢٧٩ و ٣ / ٩٢ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٤٩٩ ـ ٥٠٣ و ٥٠٧ ـ ٥١١ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٧ رقم ٨٧ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ١٥٧ و ٥٨٦ و ٥٩٣ ، أنساب الأشراف ١ / ٥٣ و ٥٧ و ٦٦ و ٧٢ و ٨٨ و ٨٩ و ٩١ و ١٠٠ و ١٢٦ و ٢٣٥ و ٢٤٠ و ٢٥٣ و ٢٥٤ و ٣٠١ و ٣١٢ و ٣١٤ و ٣٥٥ و ٣٦١ و ٣٦٥ و ٤٠٢ و ٤٠٣ و ٤١٤ و ٤٢٩ و ٤٤٥ ـ ٤٤٧ و ٤٥١ و ٤٦٢ و ٤٦٣ و ٤٧٧ و ٥١٩ و ٥٢٠ و ٥٢٥ و ٥٤٥ و ٥٤٦ و ٥٦٩ و ٥٧٠ و ٥٧٣ و ٥٨١ ـ ٥٨٣ و ٥٨٦ ، ق ٣ / ١ ـ ٢٢ و ٢٤ و ٢٥ و ٥١ و ٥٦ و ٦٥ و ٦٧ و ٦٨ و ١٤٠ و ١٦٠ و ١٨٥ و ٢٠٢ و ٢٨٢ و ٢٨٤ و ٢٩٤ ـ ٢٩٦ و ٣٠١ و ٣١٢ ، ق ٤ ج ١ / ٣٣٠ و ٤٩٨ و ٤٩٩ و ٥٠٥ و ٥٠٨ ، فتوح البلدان ٥ / ٣١ و ٤٣ و ٤٨ و ٦٦ و ٩٨ و ٣١٣ ، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام ١٠ / ٣٠٢) ، ذيل المنتخب للطبري ٥٤٨ ، الخراج وصناعة الكتابة لقدامة ٢٦٤ و ٢٦٧ ، الزاهر للأنباري ١ / ١٥٦ ، ثمار القلوب للثعالبي ٨٩ و ٦٧٧ ، الجرح والتعديل ٦ / ٢١٠ رقم ١١٥١ ، مشاهير علماء الأمصار ٩ رقم ١٦ ، جمهرة أنساب العرب ١٧ ـ ٣٧ ، أنساب الأشراف ٥ / ١٣ و ١٤ و ١٩ و ٢٣ و ١٩٩ ، العقد الفريد ١ / ٨٢ و ٢ / ٢٨٩ و ٤١٢ و ٤٢٤ و ٣ / ١٦٢ و ١٨٢ و ٤ / ٧ و ٥٧ و ٦٤ و ٢٥٧ ـ ٢٥٩ و ٢٧٥ و ٢٧٦ و ٤٨٥ و ٥ / ١١ و ٨٤ و ٨٥ و ٩٨ و ٢٨٢ و ٦ / ٢٦٧ و ٣٦٧ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٤٨ ، أمالي المرتضى ١ / ٢٩٣ ، البدء والتاريخ للمقدسي ٥ / ١٠٤ ، ١٠٥ ، ربيع الأبرار للزمخشري ٤ / ١٩٥ و ٣٣٣ ، الاستيعاب ٢ / ٨١٠ ، المستدرك ٣ / ٣٢٠ ـ ٣٣٤ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢٢٩ ـ ٢٥٣ ، لباب الآداب لابن منقذ ١٥ و ٢٧٠ ، الزيارات

٣٧٣

روى عنه ابناه : عبد الله وعبيد الله ، والأحنف بن قيس ، وعامر بن سعد ، ومالك بن أوس بن الحدثان ، ونافع بن جبير بن مطعم ، وأمّ كلثوم بنته ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل (١) ، وله فضائل ومناقب رضي‌الله‌عنه.

قال الكلبيّ : كان العبّاس شريفا مهيبا عاقلا.

وقال غيره : كان أبيض بضّا (٢) جميلا طويلا فخما مهيبا ، له ضفيرتان ، عاش ثمانيا وثمانين سنة ، وصلّى عليه عثمان ، ودفن بالبقيع (٣) ، وعلى ضريحه قبّة عظيمة (٤).

__________________

= للهروي ٨٧ و ٩٢ ، ٩٣ ، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام ١٣ / ١٩٥ ، ١٩٦) ، معجم الشعراء للمرزباني ١٠١ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٦٠ ، صفة الصفوة ١ / ٢٠٣ ، أسد الغابة ٣ / ١٠٩ الاستبصار ١٦٤ ، التذكرة الحمدونية ١ / ١٠٣ و ٢ / ١٠٧ و ٢٤١ و ٤١١ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٥٧ ـ ٢٥٩ رقم ٢٨١ ، تحفة الأشراف للمزّي ٤ / ٢٦٤ ـ ٢٧١ رقم ٢٦٧ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٥٨ ، المعين في طبقات المحدّثين للذهبي ٢٣ رقم ٦٨ ، الكاشف ٢ / ٥٩ ، ٦٠ رقم ٢٦٢٧ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٧٨ ـ ١٠٣ رقم ١١ ، العبر ١ / ٣٣ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٣٢٠ ـ ٣٣٤ ، وفيات الأعيان ١ / ٢٢٥ و ٣٥٣ و ٢ / ٤٦٧ و ٣ / ٦٤ و ٢٦٩ ـ ٢٧١ و ٢٧٧ و ٤ / ١٧٤ و ١٨٧ و ٥ / ١٥١ و ١٥٢ و ٣٤٠ و ٣٦٩ و ٣٩٤ و ٦ / ٣٠ و ٦٠ و ١٠٦ و ١٢٦ و ٣٦٧ ، دول الإسلام ١ / ٢٦ ، نهاية الأرب للنويري ١٩ / ٤٤٩ ، مرآة الجنان لليافعي ١ / ٨٥ ، ٨٦ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٦٢٩ ـ ٦٣٣ رقم ٦٧٩ ، الوفيات لابن قنفذ ٥٢ رقم ٣٢ ، نكت الهميان ١٧٥ ، البداية والنهاية ٧ / ١٦١ ، ١٦٢ ، شفاء الغرام (بتحقيقنا) (انظر فهرس الأعلام ٢ / ٥٣٥) ، العقد الثمين ٥ / ٩٣ ، مجمع الرجال ٣ / ٢٤٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ٢٦٨ ـ ٢٧١ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٢٢ ، ١٢٣ رقم ٢١٤ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٩٧ ، ٣٩٨ رقم ١٤٩ ، النكت الظراف لابن حجر ٤ / ٢٦٥ ـ ٢٧٠ ، الأمالي للقالي ٢ / ١١٥ ، الإصابة ٢ / ٢٧١ رقم ٤٥٠٧ ، أخبار العباس وولده (مواضع كثيرة) ، شذرات الذهب ١ / ٣٨ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٨٩ ، تاريخ الخميس للدياربكري ١ / ١٦٥ ، كنز العمال ١٣ / ٥٠٢.

(٢) الرمز ساقط من النُسخ ، والإثبات من مصادر الترجمة.

__________________

(١) في نسخة دار الكتب «أبو نوفل» وهو خطأ.

(٢) بضا : ساقطة من نسخة دار الكتب والمثبت من النسخ الأخرى ومن تهذيب تاريخ دمشق.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢٣٠.

(٤) الإشارات لمعرفة الزيارات للهروي ٩٢ ، ٩٣.

٣٧٤

وقال خليفة وحده : (١) توفّي سنة أربع وثلاثين.

وقال الزّبير بن بكّار : كان للعبّاس ثوب لعاري بني هاشم وجفنة لجائعهم ، وكان يمنع الجار ، ويبذل المال ، ويعطي في النّوائب ، وكان نديم أبي سفيان بن حرب في الجاهلية (٢).

وعن سهل بن سعد قال : لما رجع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من بدر استأذنه العبّاس أن يرجع إلى مكة حتّى يهاجر منها ، فقال : «اطمئنّ يا عمّ فإنّك خاتم المهاجرين كما أنا خاتم النّبيّين» (٣). رواه أبو يعلى والهيثم بن كليب في مسنديهما.

وروى يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، عن المطّلب بن ربيعة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إنّ عمّ الرجل صنو أبيه ومن آذى العبّاس فقد آذاني» (٤) [وصحّح التّرمذي من حديث يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث هذا الحديث الى آخره.

وقال محمد بن طلحة التّيميّ ـ وهو ثقة ـ عن أبي سهيل بن مالك ، عن سعيد بن المسيّب ، عن سعد قال : كنّا مع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأقبل العبّاس فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذا العبّاس عمّ نبيّكم أجود قريش كفّا وأوصلها». أخرجه النّسائيّ] (٥). وروى عبد الأعلى الثّعلبيّ ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن

__________________

(١) في تاريخه ـ ص ١٦٨.

(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢٣١ ، ٢٣٢.

(٣) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٦٩ وقال : رواه : أبو يعلى والطبراني ، ونسبه المتّقي في كنز العمال ٣ / ٥١٩ إلى الشاشي وابن عساكر ، وانظر : تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢٣٥ وله رواية من طريق البيهقي وابن عرفة.

(٤) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٥٨) باب مناقب العباس ، وقال : هذا حديث حسن صحيح مع أن يزيد بن أبي زياد ضعيف ، لكن في الباب ما يعضده ، ويقوّيه ، فعن عليّ عند الترمذي (٢٧٦٠) وعن أبي هريرة أيضا (٢٧٦١) وعن أبي مسعود عند الطبراني ، وعن ابن عباس عند ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢٣٧ : يا أيها الناس من آذى العباس فقد آذاني ، إنّما عمّ الرجل صنو أبيه» ،

وروى هذه الزيادة وحدها : الخرائطي والخطيب البغدادي.

(٥) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (ح).

٣٧٥

العبّاس ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «العبّاس منّي وأنا منه» (١).

وقال ثور بن يزيد ، عن مكحول ، عن كريب عن ابن عبّاس ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم جعل على العبّاس وولده كساء ثم قال : «اللهمّ اغفر للعبّاس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا ، اللهمّ أخلفه في ولده». تفرّد به عبد الوهاب بن عطاء ، عن ثور. حسّنه التّرمذي (٢). وقال عبد الرحمن بن أبي الزّناد ، عن

__________________

= والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٢٨ من طريق يعقوب بن محمد الزهري ، عن محمد بن طلحة ، وصحّحه ، ووافقه الذهبي في تلخيصه للمستدرك ، إلّا أنه قال : فيه يعقوب بن محمد الزهري (وهو كثير الوهم) لكنّ الحاكم ساقه من حديث أحمد بن صالح متابعا ، وقد تابعه أيضا عليّ بن المديني ، وأخرجه أحمد في المسند ١ / ١٨٥ من طريق عليّ بن عبد الله ، حدّثني محمد بن طلحة التيمي من أهل المدينة ، حدّثني أبو سهيل نافع بن مالك ، عن سعيد بن المسيّب ، عن سعد بن أبي وقّاص قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم للعباس : «هذا العبّاس بن عبد المطّلب أجود قريش كفّا وأوصلها» وهذا سند قويّ.

وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد ٩ / ٢٦٨» وزاد نسبته إلى البزّاز وأبي يعلى ، والطبراني في «المعجم الأوسط» وقال : وفيه محمد بن طلحة التيمي ، وثقه غير واحد ، وبقيّة رجال أحد وأبي يعلى رجال الصحيح.

(١) أخرجه أحمد في مسندة ١ / ٣٠٠ وسنده حسن ، وهو أطول من هنا ، عن ابن عباس أن رجلا من الأنصار وقع في أب للعباس كان في الجاهلية ، فلطمه العباس ، فجاء قومه ، فقالوا : والله لنلطمنّه كما لطمه ، فلبسوا السلاح ، فبلغ ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فصعد المنبر فقال : «أيّها الناس ، أيّ أهل الأرض أكرم على الله؟» قالوا : أنت. قال : «فإنّ العباس منّي وأنا منه ، لا تسبّوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا». فجاء القوم فقالوا : نعوذ بالله من غضبك يا رسول الله».

ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ / ٢٤ ، وصحّحه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٢٩ ووافقه الذهبي في تلخيصه. وأخرج ابن عساكر نحوه في تاريخ دمشق (التهذيب ٧ / ٢٣٧) وقال : وفي لفظ من طريق عبد الله بن محمد البغوي : «إنّ العبّاس منّي وأنا منه ، لا تسبّوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا ..» ورواه الحافظ بنحو الأول من طريق الخرائطي ، والخطيب البغدادي ، والباغندي.

(٢) في الجامع الصحيح (٣٧٦٢) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري ، عن عبد الوهاب ، عن ثور ، عن مكحول ، عن حذيفة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... وفيه : اللهمّ اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا ، اللهمّ احفظه في ولده».

وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٣٣ وعبد الوهاب بن عطاء ضعّفه أحمد والنسائي وغيرهما ، ووثّقه آخرون ، ثم هو مرسل ، وفي «ميزان الاعتدال» للمؤلّف نقلا عن صالح جزرة : أنكروا عليه حديث ثور في فضل العباس ما أنكروا عليه غيره ، وكان ابن معين يقول : هذا موضوع ، =

٣٧٦

هشام (١) بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : ما رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يجلّ أحدا ما يجلّ العبّاس ، أو يكرم العبّاس (٢).

وقال أنس : قحط النّاس ، فاستسقى عمر بالعبّاس وقال : اللهمّ إنّا كنّا إذا قحطنا نتوسّل إليك بنبيّك (٣) فتسقينا ، وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا. قال : فسقوا (٤).

وقال أبو معشر ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، وعن غيره ، أنّ عمر فرض لمن شهد بدرا خمسة آلاف خمسة آلاف ، وفرض للعبّاس اثني عشر ألفا (٥).

[وروى ابن أبي الزّناد ، عن أبيه ، عن الثّقة قال : كان العبّاس إذا مرّ بعمر أو بعثمان وهما راكبان نزلا حتّى يجاوزهما إجلالا لعمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٦).

__________________

= فلعلّ الخفّاف دلّسه ، فإنه بلفظة «عن» (الميزان ٢ / ٦٨٢) وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (التهذيب ٧ / ٢٣٨).

(١) في نسخة دار الكتب «هاشم» ، والتصحيح من بقية النسخ.

(٢) أخرجه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢٤١) وله رواية من طريق الخطيب بلفظ آخر.

إسناده صالح. (سير أعلام النبلاء ٢ / ٩٢).

(٣) هكذا في النسخ ما عدا نسخة دار الكتب ففيها «بنبيّنا» بدل «بنبيّك».

(٤) سقط هنا من نسخة الدار بعض هذا الحديث ، والاستدراك من بقية النسخ ، وصحيح البخاري في الاستسقاء ، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا ٢ / ٤١٣ ، وفي فضائل الصحابة ، باب ذكر العباس ، من طريق الحسن بن محمد ، عن محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن أبي عبد الله بن المثنّى ، عن ثمامة ، عن أنس ، أن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطّلب ، فقال : اللهمّ إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتسقينا ، وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا ، قال : فيسقون.

وأخرجه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢٤٨) وقال : روى هذه القضية الحافظ عن أنس من طريقين. ورواه من طريق أبي يعلى الموصلي ، ومن طريق الحسن بن عرفة ، وساق روايات عدّة.

(٥) سنن البيهقي ٦ / ٣٤٩ ، ٣٥٠.

(٦) تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢٤٨.

٣٧٧

وقال عمرو بن مرّة ، عن أبي صالح السّمّان ، عن صهيب مولى العبّاس قال : رأيت عليّا يقبّل يد العبّاس ورجله ويقول : يا عمّ ارض عنّي (١).

وقال ثور بن يزيد ، عن مكحول ، عن سعيد بن المسيّب ، أنّه قال : العبّاس خير هذه الأمّة وارث النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعمّه. إسناده صحيح] (٢).

وقال الضّحّاك بن عثمان الحزاميّ (٣) : كان يكون للعبّاس الحاجة إلى غلمانه وهم بالغابة ، فيقف على سلع في آخر الليل فيناديهم فيسمعهم ، والغابة على نحو من تسعة أميال (٤).

وقال عليّ بن عبد الله بن عبّاس : أعتق العبّاس (٥) عند موته سبعين مملوكا (٦).

وقال المدائني : إنّه توفّي سنة ثلاث وثلاثين.

__________________

(١) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٩٧٦) من طريق عبد الرحمن بن المبارك ، عن سفيان بن حبيب عن شعبة ، عن عمرو ، عن أبي صالح ذكوان ، عن صهيب قال : رأيت عليّا يقبّل يد العبّاس ورجليه. ورجاله ثقات خلا صهيب هذا ، فإنه لا يعرف كما قال المؤلّف. وأخرجه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢٥٢).

(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب.

والحديث أخرجه الحاكم في «المستدرك ٣ / ٣٣٣» ، والترمذي (٣٧٦٢) ، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢٥٣).

(٣) ورد مصحّفا في النسخ.

(٤) وأخرج ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢٥٣) عن العبّاس ، عن الأصمعيّ قال : كان للعبّاس راع يرعى له على مسيرة ثلاثة أيام ، فإذا أراد العباس منه شيئا صاح به فأسمعه حاجته. وانظر سير أعلام النبلاء ٢ / ٩٥.

(٥) «العبّاس» ساقطة من نسخة دار الكتب.

(٦) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٠ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢٥٣.

٣٧٨

عبد الله بن مسعود (١)

ع (٢)

ابن غافل بن حبيب أبو عبد الرحمن الهذليّ حليف بني زهرة. وأمّه أمّ

__________________

(١) السير والمغازي لابن إسحاق ١٤٣ و ١٧٦ و ١٨٥ و ١٨٦ و ٢١١ و ٢٢٥ و ٢٩٩ ، المغازي للواقدي ٢٤ و ٥٤ و ٥٥ و ٨٠ و ٩٠ و ٩١ و ١٠٠ و ١١٠ و ١٥٠ و ١٥٥ و ٣٢٣ و ٣٢٦ و ٤٧٣ و ٩٤٩ و ١٠٠١ و ١٠١٤ و ١١٠٧ ، مسند أحمد ١ / ٣٧٤ ـ ٤٦٦ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٣٣٠ ـ ٣٣٢ ، الزهد لابن المبارك ٣٦ و ١٨٥ و ٣٥٣ و ٣٦٤ و ٣٦٨ و ٤٢٤ و ٤٧٨ و ٥١٠ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٣ / ١٥٠ ـ ١٦١ ، طبقات خليفة ١٦ و ١٢٦ و ١٢٨ ، تاريخ خليفة ١٠١ و ١٢٢ و ١٤٩ و ١٦٦ و ٢٦٤ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٥٦ و ٧٧ و ٩٠ و ١٤٨ و ٢٩١ و ٢٩٢ ، المحبّر ٧١ و ٧٢ و ١٦١ و ٢٧٨ ، الأخبار الموفقيّات ١١٤ ، أخبار مكة للأزرقي ١١٧ و ١٣٦ ، ترتيب الثقات للعجلي ٢٧٨ ، ٢٧٩ رقم ٨٨٦ ، عيون الأخبار ١ / ٣ و ١٤١ و ١٥٩ و ٢٢٩ و ٢٦٩ و ٣٠٣ و ٣٠٧ و ٣٢٣ و ٣٢٤ و ٣٢٥ و ٢ / ٣٠ و ١٢٥ و ١٣٢ و ١٣٣ و ١٤٠ و ١٧٩ و ٣٣٠ و ٣ / ٢١ ، المعارف ٦٥ و ١٥٧ و ٢٤٩ و ٢٥٠ و ٤٢٧ و ٤٣١ و ٤٩٤ و ٥٢٩ و ٥٨٣ و ٥٩٣ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٠ رقم ٨ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٤٣٩ ـ ٤٤١ و ٢ / ٥٤٠ ـ ٥٥٩ ، فتوح البلدان ١٠٥ و ١١٣ و ٣٣٥ و ٣٧٥ و ٥٥٢ و ٥٦٥ و ٥٧٦ ، أنساب الأشراف ١ / ١١٦ و ١٣٨ و ١٦٢ و ١٦٤ و ١٦٥ و ١٦٨ و ٢٠٤ و ٢٢٥ و ٢٣٨ و ٢٧٠ و ٢٧١ و ٢٩٩ ، ق ٣ / ٣٠ ، ق ٤ ج ١ / ١٣٠ و ٢٣٥ و ٣٨٠ و ٥٠٩ و ٥١٠ و ٥١٢ و ٥١٨ و ٥٢٤ ـ ٥٢٦ و ٥٣٩ و ٥٤٥ و ٥٥٧ ، و ٥ / ٢٣ و ٢٦ و ٣٠ و ٣١ و ٣٦ ـ ٣٨ و ٤٩ و ٥٦ و ٦٨ و ٢٦٦ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٦٤٧ ـ ٦٥٢ ، أخبار القضاة لوكيع ١ / ٥ و ١٩ و ٣٥ و ٤٠ و ٥٠ ـ ٥٣ و ٨٩ و ١٠٤ و ١٠٥ ، و ٢ / ١٨٤ ـ ١٨٦ و ١٨٨ و ١٨٩ و ٢٠١ و ٢٠٢ و ٢٠٤ و ٢٧٥ و ٣٠٦ و ٤٠٢ ، و ٣ / ٤٢ و ٤٣ و ٥٥ و ٧١ و ١٤٤ و ١٨٣ ، تاريخ الطبري (راجع فهرس الأعلام ١٠ / ٣١٤ ، ٣١٥) ، ذيل المنتخب ٥٥٨ ، الخراج وصناعة الكتابة ٢٨٢ و ٣٦٧ ، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام ٧ / ١٢٧ ، ١٢٨) ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٧٠ ، ١٧١ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٧٩ ، الاستيعاب ٢ / ٣١٦ ـ ٣٢٤ ، المعجم الكبير للطبراني ٩ / ٥٦ ـ ٤٢١ و ١٠ / ٥ ـ ٢٨٦ رقم ٧٧٢ ، مشاهير علماء الأمصار ١٠ رقم ٢١ ، الثقات لابن حبّان ٣ / ٢٠٨ ، البدء والتاريخ للمقدسي ٥ / ٩٧ ، ٩٨ ، جمهرة أنساب العرب ١٩٧ ، أمالي المرتضى ١ / ٣٤٢ و ٣٥٤ و ٢ / ٧٥ و ١٨٢ ، تاريخ بغداد ١ / ١٤٧ ـ ١٥٠ رقم ٥ ، حلية الأولياء ١ / ١٢٤ ـ ١٣٩ رقم ٢١ وصفحة ٣٧٥ ، صفة الصفوة ١ / ٣٩٥ ـ ٤٢٢ رقم ١٩ ، المستدرك ٣ / ٣١٢ ـ ٣٢١ ، لباب الآداب لابن منقذ ١٦٤ و ٢٥٤ و ٢٦١ و ٢٧٣ و ٢٨٢ و ٢٩٢ و ٣٣٢ و ٣٣٣ ، الزيارات للهروي ١٤ و ٩٤ ، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام ١٣ / ٢٠٩) ، أسد الغابة ٣ / ٣٨٤ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٢ رقم ٣ ، التاريخ الصغير ٦٠ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٤٩ رقم ٦٨٦ ، طبقات الفقهاء للشيرازي ٤٣ ، ٤٤ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٨٨ ـ ٢٩٠ رقم ٣٣٣ ، تحفة الأشراف للمزي ٧ / ٣ ـ ١٧٠ رقم ٣١٨ ، تهذيب الكمال =

٣٧٩

عبد هذليّة (١) أيضا.

كان من السّابقين الأوّلين ، شهد بدرا والمشاهد كلّها ، وكان له أصحاب سادة ، منهم علقمة ، والأسود ، ومسروق ، وعبيدة (٢) السّلمانيّ ، وأبو وائل ، وطارق بن شهاب ، وزرّ بن حبيش ، وأبو عمرو الشّيبانيّ ، وأبو الأحوص ، وزيد بن وهب ، وخلق سواهم ، وكان صاحب نعل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكان إذا خلعها حملها أو شالها. وكان يدخل على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويخدمه ويلزمه. وتلقّن من في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبعين سورة (٣).

قال ابن سيرين : قال عبد الله بن مسعود : لو أعلم أحدا أحدث بالعرضة الأخيرة منّي تناله الإبل لرحلت إليه (٤).

__________________

= / ٧٤٠ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ١٣ ـ ١٦ رقم ٥ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٤٦١ ـ ٥٠٠ رقم ٨٧ ، العبر ١ / ٣٣ ، العين في طبقات المحدّثين ٢٤ رقم ٨٢ ، الكاشف ٢ / ١١٦ رقم ٣٠١٧ ، دول الإسلام ١ / ٢٦ ، ٢٧ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٣١٢ ـ ٣٢٠ ، وفيات الأعيان ٢ / ٣٧١ و ٤٧٦ و ٣ / ١١٥ و ٤ / ٣١٧ ، التذكرة الحمدونية ١ / ١٣١ و ١٣٥ و ١٣٧ و ٢٣٦ و ٢٥١ ، و ٢ / ١٧٥ و ١٨٥ و ٢٢٦ ، نهاية الأرب للنويري ١٩ / ٤٤٩ ، مرآة الجنان ١ / ٨٧ ، ٨٨ ، البداية والنهاية ٧ / ١٦٢ ، ١٦٣ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٦٠٤ ـ ٦٠٦ رقم ٥١٥ ، معرفة القراء الكبار ١ / ٣٢ ـ ٣٦ رقم ٤ ، مجمع الزوائد ٩ / ٢٨٦ ـ ٢٩١ ، حياة الحيوان للدميري ١ / ١٦٢ ، الوفيات لابن قنفذ ٥٢ ، العقد الثمين ٥ / ٢٨٣ ، ٢٨٤ ، شفاء الغرام (بتحقيقنا) ١ / ١٠٩ و ١١٠ و ١٢٦ و ٢٩٧ و ٤٤٢ ـ ٤٤٥ و ٤٥٢ ـ ٤٥٤ و ٢ / ١٧ و ١٩ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٧ ، ٢٨ رقم ٤٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٥٠ رقم ٦٣٠ ، النكت الظراف ٧ / ٤ ـ ١٦٧ ، الإصابة ٢ / ٣٦٨ ـ ٣٧٠ رقم ٤٩٥٤ ، النجوم الزاهرة ١ / ٨٩ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٤٨ ، ٤٩ ، طبقات الحفّاظ للسيوطي ٥ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢١٤ ، غاية النهاية ١ / ٤٥٨ ، ٤٥٩ رقم ١٩١٤ ، طبقات الشعراني ١ / ٢٢ ، كنز العمّال ١٣ / ٤٦٠ ـ ٤٦٩ ، شذرات الذهب ١ / ٣٨.

(٢) الرمز ساقط من أكثر النسخ ، والاستدراك من مصادر الترجمة.

__________________

(١) في نسخة دار الكتب «عدلية» ، والتصحيح من مصادر الترجمة.

(٢) عبيدة : بفتح العين.

(٣) انظر طبقات ابن سعد ٣ / ١٥١ و ١٥٣ ، وحلية الأولياء ١ / ١٢٥ و ١٢٦.

(٤) أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٤٠٢ من طريق مسروق.

٣٨٠