تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وكانت يوم الخندق في حصن حسّان بن ثابت ، قالت : وهو معنا في الحصن مع الذّرّيّة ، فمرّ بالحصن يهوديّ فجعل يطيف بالحصن والمسلمون في نحور عدوّهم ، فذكرت الحديث وأنّها نزلت وقتلت اليهوديّ بعمود كما تقدّم في غزوة الخندق (١).

توفّيت صفيّة سنة عشرين ، ودفنت بالبقيع عن بضع وسبعين سنة (٢).

(أبو الهيثم بن التّيهان) (٣) البلويّ ، حليف بني عبد الأشهل ، وكان أحد نقباء الأنصار.

شهد بدرا والمشاهد كلّها ، وكان من خيار الصّحابة ، وهو الّذي أضاف النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الحديث المشهور (٤).

__________________

(١) انظر : سيرة ابن هشام ٣ / ٢٦٤ ، والمعجم الكبير ٢٤ / ٣١٩ رقم ٨٠٤ ، وطبقات ابن سعد ٨ / ٤١ ، والمستدرك ٤ / ٥٠ ، ٥١ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٤٤١ رقم ١١٣٨ ، وأسد الغابة ٥ / ٤٩٣.

(٢) المستدرك ٤ / ٥٠ من طريق سعيد بن كثير بن عفير قال : توفّيت صفيّة بنت عبد المطّلب أمّ الزبير بن العوّام سنة عشرين وهي يوم توفّيت بنت ثلاث وسبعين ، وصلّى عليها عمر بن الخطاب ودفنها بالبقيع.

(٣) المغازي للواقدي ١٥٨ و ٦٩١ و ٧٠٧ و ٧١٨ و ٧٢٠ ، تهذيب سيرة ابن هشام ١٠٣ ، تاريخ خليفة ١٤٩ ، طبقات خليفة ٧٨ و ١٩٠ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٤٤٧ ـ ٤٤٩ ، مقدمة مسند بقيّ بن مخلد ١٥٥ رقم ٨٤٨ ، المحبّر ٧٤ و ٢٦٨ و ٢٧٢ ، المعارف ٢٧٠ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٤٠ ، فتوح البلدان ١ / ٣٣ ، جمهرة أنساب العرب ٣٤٠ ، تاريخ الطبري ٢ / ٣٥٦ و ٣٦٣ و ٣٦٤ و ٤ / ٤٤٧ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٦١ ، الاستيعاب ٤ / ٢٠٠ ، ٢٠١ ، المعجم الكبير للطبراني ١٩ / ٢٤٩ ـ ٢٥٩ ، مشاهير علماء الأمصار ١٢ رقم ٣٢ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٥٧٥ ، المستدرك ٣ / ٢٨٥ ، ٢٨٦ ، الزيارات ٦٢ و ٩٤ ، أسد الغابة ٤ / ٢٧٤ ، ٢٧٥ و ٥ / ٣١٨ ، صفة الصفوة ١ / ٤٦٢ ، ٤٦٣ رقم ٣٤ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٤٢ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٢٨٥ ـ ٢٨٧ ، مرآة الجنان ١ / ٧٦ ، البداية والنهاية ٧ / ١٠٤ ، الإصابة ٤ / ٢١٢ ، ٢١٣ رقم ١١٩٩.

(٤) هو في صحيح مسلم (٢٠٣٨) في كتاب الأشربة ، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك .. رواه من طريق خلف بن خليفة ، عن يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم أو ليلة ، فإذا هو بأبي بكر وعمر ، فقال : «ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة»؟ قالا : الجوع ، يا رسول الله! فأتى رجلا من الأنصار ، فإذا

٢٢١

واسمه مالك بن التّيهان (١) بن مالك بن عبيد البلوي القضاعي حليف بني عبد الأشهل.

وقيل : هو انصاريّ من أنفسهم ، شهد العقبتين (٢).

وقيل بل توفّي سنة إحدى وعشرين ، وأخطأ من قال قتل بصفّين مع عليّ (٣) ، بل ذاك أخوه عبيد.

والتّيهان بالتخفيف كذا يقوله أهل الحجاز ، وشدّده ابن الكلبيّ.

__________________

= هو ليس في بيته. فلمّا رأته المرأة قالت : مرحبا وأهلا ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أين فلان»؟ قالت : ذهب يستعذب لنا من الماء. إذا جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصاحبه ، ثم قال : الحمد لله ، ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني. قال : فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب. فقال : كلوا من هذه. وأخذ المدية. فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إيّاك والحلوب» ، فذبح لهم. فأكلوا من الشاة ، ومن ذلك العذق ، وشربوا ، فلمّا أن شبعوا ورووا ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبي بكر وعمر : «والّذي نفسي بيده! لتسألنّ عن هذا النعيم يوم القيامة. أخرجكم من بيوتكم الجوع ، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم». وأخرجه الترمذي في الزهد (٢٤٧٤) باب ما جاء في معيشة أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من طريق آدم بن أبي إياس ، عن شيبان أبي معاوية ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة. والطبراني في المعجم الكبير ١٩ / ٢٥٧ ، ٢٥٨ رقم ٥٧١ ، من الطريق التي عند مسلم ، وابن جرير الطبري في التفسير ٣٠ / ٢٨٧ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ٢٧٥.

(١) في اسمه اختلاف. انظر طبقات ابن سعد ٣ / ٤٤٧.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٤٨ ، المستدرك ٣ / ٢٨٥ ، المعجم الكبير ١٩ / ٢٥٠ ، أسد الغابة ٤ / ٢٧٤.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٤٩ ، تاريخ خليفة ١٤٩.

٢٢٢

سنة احدى وعشرين

فيها فتح عمرو بن العاص الإسكندرية. وقد مرّت.

وفيها شكا أهل الكوفة سعد بن أبي وقّاص وتعنّتوه ، فصرفه عمر وولّي عمّار بن ياسر على الصّلاة ، وابن مسعود على بيت المال ، وعثمان بن حنيف على مساحة أرض السّواد (١).

وفيها سار عثمان بن أبي العاص فنزل توّج (٢) ومصّرها (٣).

وبعث سوار بن المثنّى (٤) العبديّ إلى سابور ، فاستشهد ، فأغار عثمان بن أبي العاص على سيف البحر والسّواحل ، وبعث الجارود بن المعلّى فقتل الجارود أيضا (٥).

[عن (٦) المفضّل بن فضالة ، عن عيّاش بن عبّاس القتبانيّ ، وعن غير

__________________

(١) تاريخ خليفة ١٤٩ ، وانظر تاريخ الطبري ٤ / ١٤٤.

(٢) توّج : بفتح أوّله وتشديد ثانيه وفتحه أيضا. وهي توّز بالزاي. مدينة بفارس قريبة من كازرون. (معجم البلدان ٢ / ٥٦).

(٣) تاريخ خليفة ١٤٩.

(٤) في تاريخ خليفة «هبّار» بدل «المثنّى».

(٥) تاريخ خليفة ١٤٩.

(٦) ما بين الحاصرتين من هنا حتى آخر الفقرة ساقط من نسخة دار الكتب.

٢٢٣

واحد أنّ عمرا سار من فلسطين بالجيش من غير أمر عمر إلى مصر فافتتحها ، فعتب عمر عليه إذ لم يعلمه ، فكتب يستأذن عمر بمناهضة أهل الإسكندرية ، فسار عمرو في سنة إحدى وعشرين ، وخلّف على الفسطاط خارجة بن حذافة العدويّ ، فالتقى القبط فهزمهم بعد قتال شديد ، ثمّ التقاهم عند الكريون (١) فقاتلوا قتالا شديدا ، ثم انتهى إلى الإسكندرية ، فأرسل اليه المقوقس يطلب الصّلح والهدنة منه ، فأبى عليه ، ثم جدّ في القتال حتى دخلها بالسيف ، وغنم ما فيها من الروم ، وجعل فيها عسكرا عليهم عبد الله ابن حذافة السّهميّ ، وبعث الى عمر بالفتح ، وبلغ الخبر قسطنطين بن هرقل فبعث خصيّا له يقال له منويل في ثلاثمائة مركب حتى دخلوا الإسكندرية ، فقتلوا بها المسلمين ونجا من هرب ، ونقض أهلها ، فزحف اليها عمرو في خمسة عشر الفا ، ونصب عليها المجانيق ، وجدّ في القتال حتى فتحها عنوة ، وخرّب جدرها ، رئي عمرو يخرّب بيده. رواه حمّاد بن سلمة ، عن أبي عمران ، عن علقمة] (٢).

نهاوند

وقال النّهّاس بن قهم (٣) ، عن القاسم بن عوف الشّيبانيّ ، عن السّائب ابن الأقرع (٤) قال : زحف للمسلمين زحف لم ير مثله قطّ ، رجف (٥) له أهل ماه وأهل أصبهان وأهل همذان والرّيّ وقومس ونهاوند (٦) وأذربيجان ، قال فبلغ

__________________

(١) كريون : بكسر أوّله ، وسكون ثانيه ، وفتح الياء المثنّاة من تحتها ، وواو ساكنة ثم نون. اسم موضع قرب الإسكندرية. (معجم البلدان ٤ / ٤٥٨).

(٢) انظر : فتوح البلدان ١ / ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، والخراج وصناعة الكتابة ٣٣٦ وما بعدها.

(٣) في طبعة القدسي ٣ / ١٢٦ «فهم» بالفاء الموحّدة ، وهو خطأ ، والتصويب من الأصل ، وتاريخ خليفة.

(٤) هكذا في الأصل ، وفي تاريخ خليفة : «عن القاسم بن عوف ، عن أبيه ، عن رجل ، عن السائب بن الأقرع».

(٥) في تاريخ خليفة «زحف».

(٦) بفتح النون ، وتكسر. (معجم البلدان ٥ / ٣١٣).

٢٢٤

ذلك عمر فشاور المسلمين (١) ، فقال عليّ رضي‌الله‌عنه : أنت أفضلنا رأيا وأعلمنا بأهلك. فقال : لأستعملنّ على النّاس رجلا يكون لأوّل أسنّة يلقاها ، يا سائب اذهب بكتابي هذا إلى النّعمان بن مقرّن ، فليسر بثلثي أهل الكوفة ، وليبعث إلى أهل البصرة ، وأنت على ما أصابوا من غنيمة (٢) ، فإن قتل النّعمان فحذيفة الأمير ، فإن قتل حذيفة فجرير بن عبد الله ، فإن قتل ذلك الجيش فلا أراك (٣).

وروى علقمة بن عبد الله المزنيّ ، عن معقل بن يسار أنّ عمر شاور الهرمزان في أصبهان وفارس وأذربيجان بأيّتهنّ يبدأ ، فقال : يا أمير المؤمنين أصبهان الرأس ، وفارس وأذربيجان الجناحان ، فإن قطع أحد الجناحين مال الرأس بالجناح الآخر ، وإن قطعت الرأس وقع الجناحان ، فدخل عمر المسجد فوجد النّعمان بن مقرّن يصلّي فسرّحه وسرّح معه الزّبير بن العوّام ، وحذيفة بن اليمان ، والمغيرة بن شعبة ، وعمرو بن معديكرب ، والأشعث بن قيس ، وعبد الله بن عمر ، فسار حتّى أتى نهاوند ، فذكر الحديث إلى أن قال النّعمان لمّا التقى الجمعان : إن قتلت فلا يلوي عليّ أحد ، وإنّي داع بدعوة فأمّنوا. ثمّ دعا : اللهمّ ارزقني الشّهادة بنصر المسلمين والفتح عليهم ، فأمّن القوم وحملوا فكان النّعمان أوّل صريع (٤).

وروى خليفة (٥) بإسناد قال : التقوا بنهاوند يوم الأربعاء فانكشفت مجنبة

__________________

(١) عند خليفة : «فشاور المسلمين فاختلفوا ، ثم قال عليّ : يا أمير المؤمنين ابعث إلى أهل الكوفة فليسر ثلثاهم وتدع ثلثهم في حفظ ذراريهم ، وتبعث إلى أهل البصرة. فقال : أشيروا عليّ من أستعمل فيهم فقالوا : يا أمير المؤمنين أنت أفضلنا رأيا ...».

(٢) في تاريخ خليفة زيادة : «ولا ترفع إليّ باطلا ، ولا تحبس عن أحد حظّا هو له».

(٣) تاريخ خليفة ١٤٧ ، ١٤٨ ، فتوح البلدان ٢ / ٣٧٣.

(٤) تاريخ خليفة ١٤٨ ١٤٩ ، وانظر : فتوح البلدان ٢ / ٣٧٢.

(٥) في التاريخ ١٤٨.

٢٢٥

المسلمين اليمنى شيئا ، ثم التقوا يوم الخميس فثبتت الميمنة وانكشف أهل الميسرة ، ثم التقوا يوم الجمعة فأقبل النّعمان يخطبهم ويحضّهم على الحملة ففتح الله عليهم.

وقال زياد الأعجم : قدم علينا أبو موسى بكتاب عمر إلى عثمان بن أبي العاص : أمّا بعد ، فإنّي قد أمددتك بأبي موسى ، وأنت الأمير فتطاوعا والسّلام. فلمّا طال حصار إصطخر بعث عثمان بن أبي العاص عدّة أمراء فأغاروا على الرّساتيق (١).

وقال ابن جرير (٢) في وقعة نهاوند : لمّا انتهى النّعمان إلى نهاوند في جيشه طرحوا له حسك الحديد ، فبعث عيونا فساروا لا يعلمون بالحسك (٣) ، فزجر بعضهم فرسه وقد دخل في حافره حسكة ، فلم يبرح ، فنزل فإذا الحسك ، فأقبل بها ، وأخبر النّعمان ، فقال النّعمان : ما ترون؟ فقالوا : تقهقر حتّى يروا أنّك هارب فيخرجوا في طلبك ، فتأخّر النّعمان ، وكنست الأعاجم الحسك وخرجوا في طلبه (٤) فعطف عليهم النّعمان وعبّأ كتائبه وخطب النّاس وقال : إن أصبت فعليكم حذيفة ، فإن أصيب فعليكم جرير البجليّ ، وإن أصيب فعليكم قيس بن مكشوح ، فوجد المغيرة في نفسه إذ لم يستخلفه ، قال : وخرجت الأعاجم وقد شدّوا أنفسهم في السلاسل لئلّا يفرّوا ، وحمل عليهم المسلمون ، فرمي النّعمان بسهم فقتل ، ولفه أخوه سويد بن مقرّن في ثوبه وكتم قتله حتّى فتح الله تعالى عليهم ، ودفع الراية إلى حذيفة.

__________________

(١) تاريخ خليفة ١٥٠.

(٢) في تاريخ الرسل والملوك ٤ / ١١٥.

(٣) لم ترد كلمة «الحسك» في الأصل ولا في نسخة دار الكتب ، ولا النسخة (ح) ، والإستدراك من المنتقى لابن الملّا ، وتاريخ الطبري.

(٤) «في طلبه» لم ترد في الأصل ولا في نسخة دار الكتب ، وأثبتناها من المنتقى لابن الملّا ، وتاريخ الطبري.

٢٢٦

وقتل الله ذا الحاجب (١) يعني مقدّمهم ، وافتتحت نهاوند ، ولم يكن للأعاجم بعد ذلك جماعة (٢).

وبعث عمر السّائب بن الأقرع مولى ثقيف ـ وكان كاتبا حاسبا ـ ، فقال : إن فتح الله على النّاس فأقسم عليهم فيئهم واعزل الخمس. قال السّائب : فإنّي لأقسم بين النّاس إذ جاءني أعجميّ فقال : أتؤمّنني على نفسي وأهلي على أن أدلّك على كنز يزدجرد يكون لك ولصاحبك؟ قلت : نعم ، وبعثت معه رجلا ، فأتى بسفطين عظيمين ليس فيهما إلّا الدّرّ والزّبرجد واليواقيت ، قال : فاحتملتهما معي ، وقدمت على عمر بهما ، فقال : أدخلهما بيت المال ، ففعلت ورجعت إلى الكوفة سريعا ، فما أدركني رسول عمر إلّا بالكوفة ، أناخ بعيره على عرقوبي بعيري فقال : الحق بأمير المؤمنين ، فرجعت حتّى أتيته ، فقال ما لي ولابن أمّ السّائب ، وما لابن أمّ السّائب وما لي ، قلت : وما ذاك؟ قال : والله ما هو إلّا أن نمت ، فباتت ملائكة تسحبني إلى ذينك السّفطين يشتعلان نارا يقولون : «لنكوينّك بهما» ، فأقول : «إنّي سأقسمهما بين المسلمين» ، فخذهما عنّي لا أبا لك فالحق بهما فبعهما في أعطية المسلمين وأرزاقهم ، قال : فخرجت بهما حتّى وضعتهما في مسجد الكوفة ، وغشيني التّجّار ، فابتاعهما منّي عمرو بن حريث بألفي ألف درهم ، ثم خرج بهما إلى أرض العجم فباعهما بأربعة آلاف ألف ، فما زال أكثر أهل الكوفة مالا (٣).

* * *

__________________

(١) هو : مردان شاه الملقّب ببهمن. وسمّي ذا الحاجب لأنه كان يعضب حاجبيه ليرفعهما عن عينيه كبرا. ويقال إنّ اسمه رستم. (فتوح البلدان ٣٠٨).

(٢) في حاشية الأصل هنا : «بلغ في العرض على المصنّف».

(٣) تاريخ الطبري ٤ / ١١٦ ، ١١٧ وانظر : فتوح البلدان ٣٧٣ ، ٣٧٤.

٢٢٧

وفيها سار عمرو بن العاص إلى برقة فافتتحها ، وصالحهم على ثلاثة عشر ألف دينار (١).

وفيها صالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس على أنطاكية وقلقيّة (٢) ، وغير ذلك.

* * *

__________________

(١) الطبري ٤ / ١٤٤.

(٢) في الأصل «ملقية» ، وفي طبعة القدسي ٣ / ١٢٩ «ملطية» وقال : لعلّه من تصحيف السمع وما أثبتناه عن تاريخ الطبري ٤ / ١٤٥.

٢٢٨

الوفيّات

ت ن ق (وأبو هاشم) (١) من مسلمة الفتح حسن إسلامه ، وله حديث في سنن النسائيّ وغيرها.

روى عنه أبو هريرة ، وسمرة بن سهم.

وهو خال معاوية. شهد فتوح الشّام.

وفيها توفّي

(طليحة بن خويلد) (٢) بن نوفل الأسديّ.

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٧ ، ٤٠٨ ، طبقات خليفة ١٢ و ١٢٦ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١١٦ رقم ٤٢٣ ، أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٣٥٧ ، تاريخ الطبري ٤ / ١٤٥ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٦٠ ، جمهرة أنساب العرب ٧٧ ، الاستيعاب ٤ / ٢١٠ ، ٢١١ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٢١ و ٤ / ١٩١ أسد الغابة ٥ / ٣١٤ ، الكاشف ٣ / ٣٤١ رقم ٤٢٩ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٠٩ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٢٦١ رقم ١٢٠٦ ، الإصابة ٤ / ٢٠٠ ، ٢٠١ رقم ١١٨٠ الجرح والتعديل ٩ / ٤٥٣ رقم ٢٣٠٨.

وقيل اسمه : شيبة ، وقيل هشيم ، وقيل مهشم.

(٢) تاريخ خليفة ١٠٢ و ١٠٣ و ١٠٤ ، المغازي للواقدي ٣٤١ و ٤٧٠ ، عيون الأخبار ٣ / ٩ ، فتوح البلدان ١ / ١١٤ و ١١٥ و ١١٦ و ٣١٧ و ٣٢٠ و ٣٢٤ و ٣٩٥ ، والخراج وصناعة الكتابة ٣٦٠ و ٣٧٧ ، تاريخ الطبري ٣ / ١٤٧ و ١٨٥ ـ ١٨٧ و ٢٤٢ و ٢٦٠ و ٢٦١ و ٢٦٦ و ٥١١ ـ ٥١٥ و ٥٣٣ و ٤ / ١٢٧ و ١٣٤ و ٣١٨ و ٤٤٢ ، الاستيعاب ٢ / ٢٣٧ ، ٢٣٨ ، ثمار القلوب ٢٣ و ٣١٦ ، جمهرة أنساب العرب ١٩٦ و ٤٤٣ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٩٣ ـ ١٠٦ ، الكامل في التاريخ =

٢٢٩

أسلم سنة تسع ، ثمّ ارتدّ وتنبأ بنجد وحارب المسلمين ، ثمّ انهزم ولحق بنواحي دمشق عند آل جفنة ، فلمّا توفّي الصّدّيق ثاب وخرج محرما بالحجّ ، فلمّا رآه عمر قال : يا طليحة لا أحبّك بعد قتل عكّاشة بن محصن ، وثابت بن أقرم (١). فقال : يا أمير المؤمنين رجلين أكرمهما الله بيدي ولم يهنّي بأيديهما.

ثمّ حسن إسلامه وشهد القادسيّة ، وكتب عمر إلى سعد أن شاور طليحة في أمر الحرب ولا تولّه شيئا.

وقال ابن سعد : كان طليحة يعدّ بألف فارس لشجاعته وشدّته.

وقال غيره : استشهد طليحة بنهاوند

(سوى ت) خالد بن الوليد (٢)

ابن المغيرة بن عبد الله عمر (٣) بن مخزوم القُرَشيّ المخزوميّ أبو

__________________

= / ٣٠٠ و ٣١٧ و ٣٤٢ ـ ٣٤٨ و ٣٥١ و ٤٦٠ و ٤٧٠ و ٤٧١ و ٤٧٩ و ٤٨٠ و ٥١٧ و ٣ / ٩ ـ ١١ و ١٣٨ و ٢٠٢ ، أسد الغابة ٣ / ٩٥ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٥٤ ، ٢٥٥ ، الزيارات ٦٩ و ٩٨ ، دول الإسلام ١ / ١٧ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣١٦ ، ٣١٧ رقم ٦٢ ، العبر ١ / ٢٦ ، البداية والنهاية ٧ / ١١٨ ، ١١٩ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٤٩٥ ، ٤٩٦ رقم ٥٤٤ ، الاشتقاق ٥٥١ ، مرآة الجنان ١ / ٧٧ ، الإصابة ٢ / ٢٣٤ رقم ٤٢٩٠ ، شذرات الذهب ١ / ٣٢.

(١) في نسخة دار الكتب «أرقم» وهو تحريف ، والتصويب عن الأصل وغيره.

(٢) مسند أحمد ٤ / ٨٨ ، ٨٩ ، السير والمغازي لابن إسحاق ١٩٣ و ٣٢٧ ، المغازي للواقدي (راجع فهرس الأعلام ١١٦٢) سيرة ابن هشام ٢ / ٢٧٦ ـ ٢٧٩ و ٥٩٢ ـ ٥٩٤ ، تهذيب سيرة ابن هشام ١٥٩ و ٢٢١ و ٢٤١ و ٢٤٢ و ٢٦٩ و ٢٩٢ و ٢٩٣ و ٣٢٠ و ٣٢١ ، فتوح الشام للأزدي (راجع فهرس الأعلام ٢٨٩) ، فتوح الشام المنسوب للواقدي ١٣ و ٤٦ و ٥٤ و ٦٥ و ١١٤ وغيرها ، طبقات ابن سعد ٤ / ٢٥٢ ، ٢٥٣ و ٧ / ٣٩٤ ـ ٣٩٨ ، نسب قريش للمصعب ٤٢ و ٢٥١ و ٣٢٠ ـ و ٣٢٢ و ٣٢٤ و ٣٣٠ و ٣٥٧ و ٤٠٩ و ٤١٢ ، المحبّر لابن حبيب ١٠٨ و ١٢٣ و ١٢٤ و ١٢٥ و ١٩٠ و ٣١٥ و ٣٦١ و ٤٠٩ و ٤٧٩ ، الأخبار الموفّقيّات للزبير ٥٨١ و ٦٢٩ و ٦٣٠ ، طبقات خليفة ١٩ / ٢٠ و ٢٩٩ ، تاريخ خليفة ٨٦ و ٨٨ و ٩٢ و ١٥٠ ، التاريخ الصغير للبخاريّ ١ / ٢٣ و ٤٠ ، التاريخ الكبير له ٣ / ١٣٦ رقم ٤٦١ ، البرصان والعرجان للجاحظ ٣٠٥ =

٢٣٠

__________________

= و ٣٤٤ ، التاريخ لابن معين ٢ / ١٤٦ ، أخبار مكة للأزرقي ١٢٦ و ١٣١ و ٢٦٧ ، المعارف ٦٦ و ١٦٣ و ١٦٥ و ١٨٢ و ٢١٠ و ٢٦٧ و ٢٨٢ و ٢٨٦ و ٣٠٣ و ٣٣٣ و ٤٣٥ و ٤٩١ و ٥٦٩ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ١٧١ ـ ١٧٣ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٢ رقم ١٣٣ ، فتوح البلدان للبلاذري (راجع فهرس الأعلام ٦١٦) ، أنساب الأشراف ١ / ٢١٠ و ٢٤٤ و ٣٠٢ و ٣١٦ و ٣١٨ و ٣١٩ و ٣٢٣ و ٣٣٤ و ٣٥٤ و ٣٥٥ و ٣٦١ و ٣٨٠ و ٣٨١ و ٣٨٢ و ٣٨٤ و ٤٤٧ وق ٤ ج ١ / ١٠٩ ، المعرفة والتاريخ للفسوي (راجع فهرس الأعلام ٣ / ٥١٧) ، العقد الفريد ١ / ٢١ و ٦٣ و ١٠٠ و ١٢٩ و ١٣٩ و ١٤٨ و ٢ / ٤٧ و ٦٦ و ٣ / ٢٣٥ ، ٤ / ٢٦٨ و ٦ / ١٣٣ ، عيون الأخبار ١ / ١٢٥ ، ١٢٦ و ١٤٢ و ١٤٣ و ١٦٥ و ٢ / ١٦ ، تاريخ الطبري (راجع فهرس الأعلام ١٠ / ٢٣٧) ، المنتخب من ذيل المذيّل ٥٥٩ ، الخراج وصناعة الكتابة لقدامة ٢٢٤ ، ٢٢٥ و ٢٦٤ و ٢٧٠ و ٢٧٢ و ٢٨٢ ـ ٢٨٨ و ٢٩١ ـ ٢٩٣ و ٢٩٦ و ٣٠٣ و ٣٠٩ و ٣٥٣ ـ ٣٥٧ و ٣٦٤ ، ٣٦٥ ، الجراح والتعديل ٣ / ٣٥٦ رقم ١٦٠٧ طبقات ابن سلام ٤٨ ـ ٥٠ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٧١ ، مشاهير علماء الأمصار ٣١ رقم ١٥٧ ، ثمار القلوب ٢١ و ٢٤ و ١٤٠ ، ربيع الأبرار للزمخشري ٤ / ٤٦٥ ، جمهرة أنساب العرب لابن حزم ١٤٧ ، الاستيعاب لابن عبد البرّ ١ / ٤٠٥ ـ ٤١٠ ، المستدرك للحاكم ٣ / ٢٩٦ ـ ٣٠٠ ، أمالي المرتضى ١ / ٢٦٠ ، ٢٦١ ، تاريخ ثغر عدن لأبي مخرمة ٢ / ٦٨ رقم ٩٤ ، رجال الطوسي ١٨ ، تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٩٥ ـ ١١٧ ، أسد الغابة ٢ / ٩٣ ـ ٩٦ ، الكامل في التاريخ (راجع فهرس الأعلام ١٣ / ١١٣) ، صفة الصفوة ١ / ٦٥٠ ـ ٦٥٥ رقم ٨١ ، التذكرة الحمدونية لابن حمدون ١ / ١٣٩ و ٢ / ٤٧٦ ، ٤٧٧ ، الأغاني للأصفهاني ١٦ / ١٩٤ ، الزيارات للهروي ٨ ، ٩ و ٩٢ ، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق ١ ج ١ / ١٧٢ ـ ١٧٤ رقم ١٤٢ ، تهذيب الكمال للمزّي ١ / ٣٦٦ ، الجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني ١ / ١١٨ رقم ٤٦٣ ، دول الإسلام للذهبي ١ / ١٦ ، العبر ١ / ٢٥ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٦٦ ـ ٣٨٤ رقم ٧٨ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٢٩٦ ـ ٣٠٠ ، الكاشف ١ / ٢٠٩ رقم ١٣٧٠ ، المعين في طبقات المحدّثين ٢٠ رقم ٣٣ ، نهاية الأرب للنويري ١٩ / ٣٦٩ ، تحفة الأشراف للمزّي ٣ / ١١١ ـ ١١٣ رقم ١٢٣ ، البداية والنهاية لابن كثير ٧ / ١١٣ ـ ١١٨ ، مرآة الجنان لليافعي ١ / ٧٦ ، ٧٧ ، الوافي بالوفيات ١٣ / ٢٦٤ رقم ٣٢٥ ، الوفيات لابن قنفذ ٤٩ رقم ٢١ ، مآثر الإنافة للقلقشندي ١ / ٢٧ و ٥٦ و ٨٥ و ٩٠ مجمع الزوائد للهيثمي ٩ / ٣٤٨ ـ ٣٥٠ ، العقد الثمين للفاسي ٤ / ٢٨٩ ـ ٢٩٧ ، شفاء الغرام له (بتحقيقنا) ١ / ٥٤ ـ ٥٩ و ٦٧ و ٢ / ١٨٤ ، ١٨٥ و ٢١١ و ٢١٤ و ٢١٨ و ٢٢١ ـ ٢٢٣ و ٢٣٩ و ٤٤٩ ، تهذيب التهذيب لابن حجر ٣ / ١٤٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٢١٩ رقم ٨٦ ، الإصابة ١ / ٤١٣ ـ ٤١٥ رقم ٢٢٠١ و ٤ / ٣٨٥ رقم ٩٤٣ ، خلاصة تذهيب التهذيب للخزرجي ١٠٣ كنز العمال ١٣ / ٣٦٦ ـ ٣٧٥ ، شذرات الذهب ١ / ٢٣٢ ، تاريخ الخميس للدياربكري ٢ / ٢٤٧ ، طبقات المالكية لابن مخلوف ٨٠ وغيره.

(٣) هكذا في الأصل وغيره ، وفي مصادر أخرى «عمرو» ، وفي طبقات ابن سعد ٧ / ٣٩٤ «عمير». وأثبته القدسي في طبعته ٣ / ١٣٠ خلافا للأصل.

٢٣١

سليمان المكّيّ ، سيف الله ، كذا لقّبه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وأمّه لبابة أخت ميمونة بنت الحارث الهلاليّة أمّ المؤمنين.

شهد غزوة مؤتة وما بعدها.

وله أحاديث ، روى عنه : ابن عبّاس ، وقيس بن أبي حازم ، وجبير بن نفير ، وأبو وائل ، وجماعة.

وكان بطلا شجاعا ميمون النقيبة ، باشر حروبا كثيرة ، ومات على فراشه وهو ابن ستّين سنة ، ولم يكن في جسده نحو شبر إلّا وعليه طابع الشّهداء.

وقال جويرية بن أسماء : كان خالد من أمدّ النّاس بصرا (١).

وقال عروة بن الزّبير : لما استخلف عمر كتب إلى أبي عبيدة : إنّي قد ولّيتك وعزلت خالدا (٢).

قال خليفة (٣) : فولّى أبو عبيدة لمّا افتتح الشام خالدا على دمشق.

وقال أبو عبيد ، وإبراهيم بن المنذر ، وجماعة : إنّه توفّي سنة إحدى وعشرين بحمص (٤).

وقال دحيم وحده : مات بالمدينة.

مناقب خالد كثيرة ساقها ابن عساكر ، من أصحها ما رواه ابن أبي

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر ٥ / ١٠٩ وفيه «أحد» بدل «أمدّ».

(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ١٠٩ وانظر تاريخ خليفة ١٢٢.

(٣) هذا القول لم يرد في تاريخ خليفة ، والّذي ورد هو في حوادث سنة ١٤ ه‍ : «فيها فتحت دمشق ، سار أبو عبيدة بن الجرّاح ومعه خالد بن الوليد فحاصرهم ، فصالحوه ، وفتحوا له باب الجابية ، وفتح خالد أحد الأبواب عنوة وأتمّ لهم أبو عبيدة الصلح» و «كان خالد على الناس فصالحهم ، فلم يفرغ من الصلح حتى عزل وولي أبو عبيدة فأمضى أبو عبيدة صلح خالد ولم يغيّر الكتاب ..». ص ١٢٥ ، ١٢٦.

(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ٣٩٧ ، تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ١١٦ ، المستدرك ٣ / ٢٩٦ و ٣٠٠.

٢٣٢

خالد ، عن قيس بن أبي حازم قال : رأيت خالد بن الوليد أتي بسمّ فقال : ما هذا؟ قالوا : سمّ ، فقال : «باسم الله» وشربه.

وروى يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي السّفر (١) قال : قالوا لخالد : احذر الأعاجم لا يسقونك السّمّ ، فقال : ائتوني به ، فأتي به ، فاقتحمه وقال : «باسم الله» فلم يضرّه شيئا (٢).

وقال الأعمش ، عن خيثمة قال : أتى خالدا رجل معه زقّ خمر ، قال : اللهمّ اجعله خلا ، فصار خلّا (٣).

[جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : وقع بين خالد بن الوليد وعمّار كلام ، فقال عمّار : لقد هممت أن لا أكلّمك أبدا. فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا خالد مالك ولعمّار ، رجل من أهل الجنّة قد شهد بدرا. وقال : يا عمّار إنّ خالدا سيف من سيوف الله على الكفّار. قال خالد : فما زلت أحبّ عمارا من يومئذ (٤).

سفيان الثّوريّ ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي وائل قال : بلغ عمر أنّ نسوة من نساء بني المغيرة قد اجتمعن في دار يبكين على خالد بن الوليد ، فقال عمر : ما عليهنّ أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة (٥).

__________________

(١) في نسخة دار الكتب (أبي الشعر) والتصحيح من الأصل ، والقاموس المحيط.

(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ١٠٦ ، وقد ذكره ابن حجر في «المطالب العالية ٤٠٤٣» ونسبه إلى أبي يعلى. وذكره الهيثمي في «معجم الزوائد ٩ / ٣٥٠» وقال : رواه أبو يعلى ، والطبراني بنحوه ، وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح ، وهو مرسل. ورجالهما ثقات إلّا أنّ أبا السفر لم يسمع من خالد ، والله أعلم.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ١٠٦. وفي رواية «عسلا» بدل «خلّا». انظر : سير أعلام النبلاء ١ / ٣٧٦ ، والإصابة لابن حجر ١ / ٤١٤.

(٤) الاستيعاب ١ / ٤٠٩.

(٥) أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب ١ / ٤٠٩ ، ٤١٠ من طريق يحيى بن سعيد القطّان ، عن سفيان بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي وائل ، وابن حجر في الإصابة ١ / ٤١٥ ونسبه إلى ابن

٢٣٣

وحشيّ بن حرب بن وحشيّ ، عن أبيه ، عن جدّه أنّ أبا بكر عقد لخالد وقال : إنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سلّه الله على الكفّار والمنافقين. رواه أحمد في مسندة] (١).

__________________

= المبارك في كتاب «الجهاد» من طريق : حمّاد بن زيد ، عن عبد الله بن المختار ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل .. ويضيف ابن حجر : فهذا يدلّ على أنه مات بالمدينة .. ولكنّ الأكثر على أنه مات بحمص. وورد «نقعا» بدل «نقع» في المصدرين ، وفي سير أعلام النبلاء ١ / ٣٨١ والنقع : رفع الصوت. وقيل : أراد به شقّ الجيوب ، وقيل : أراد به وضع التراب على الرءوس ، من النقع : الغبار ، وهو أولى لأنّه قرن به اللّقلقة ، وهي الصياح والجلبة عند الموت ، وكأنها حكاية الأصوات الكثيرة (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير).

(١) ١ / ٨ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٢٩٨ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٣٤٨ وقال : رواه أحمد والطبراني بنحوه ، ورجالهما ثقات. كذا قال. مع أنّ حرب بن وحشيّ لم يوثّقه إلّا ابن حبّان.

فقد قال البزّار : مجهول ، ووالده لم يوثّقه أيضا إلّا العجليّ في «الترتيب» ، وابن حبّان في «الثقات». وقال صالح بن محمد : لا يشتغل به ولا بأبيه. لكنّ متن الحديث صحيح ، له طرق يصحّ بها.

وما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب.

٢٣٤

(ع) العلاء بن الحضرميّ (١)

ـ واسم الحضرميّ عبد الله ـ بن عبّاد (٢) بن أكبر بن ربيعة بن مقنّع (٣) بن حضرموت ، حليف بني أميّة ، وإلى أخيه تنسب بئر ميمون التي بأعلى مكة ، احتفرها في الجاهليّة ميمون بن الحضرميّ ، ولهما أخوان : عمرو ، وعامر.

__________________

(١) المغازي للواقدي ٧٨٢ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٣٢٤ ، مسند أحمد ٤ / ٣٣٩ و ٥ / ٥٢ ، طبقات ابن سعد ٤ / ٣٥٩ ـ ٣٦٣ ، تاريخ خليفة ٩٧ و ١١٦ و ١٢٢ و ١٢٥ و ١٢٧ و ١٥٤ ، طبقات خليفة ١٢ و ٧٢ ، المحبّر ٧٧ و ١٢٦ ، التاريخ الكبير ٦ / ٥٠٦ رقم ٣١٣٠ ، المعارف ٢٨٣ ، ٢٨٤ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٢٤ و ٥٠٣ ، أنساب الأشراف ١ / ١٠ و ٥٣٢ ، فتوح البلدان ٩٥ ـ ٩٧ و ١٠١ ـ ١٠٤ و ١٠٨ ، العقد الفريد ٤ / ١٥٨ و ١٦٨ ، عيون الأخبار ٢ / ١٨ و ٢٨٨ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٠٥ ـ ٣١٢ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٥٧ رقم ١٩٧٣ ، الخراج وصناعة الكتابة ٢٧٨ ـ ٢٨٠ و ٢٨٦ ، مشاهير علماء الأمصار ٥٨ رقم ٤٠٠ ، جمهرة أنساب العرب ٢٢١ و ٢٢٤ و ٢٢٦ و ٤٦١ ، المستدرك ٣ / ٢٩٦ ، الاستيعاب ٣ / ١٤٦ ـ ١٤٨ ، البدء والتاريخ ٥ / ١٠٢ ، أسد الغابة ٤ / ٧ ، ٨ الكامل في التاريخ ٢ / ٣٦٨ ـ ٣٧١ ، صفة الصفوة ١ / ٦٩٤ ـ ٦٩٧ رقم ٩٨ ، الزيارات ٨٢ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٣٤١ رقم ٤٢٢ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٧٠ ، نهاية الأرب ١٩ / ٣٧٠ ، دول الإسلام ١ / ١٧ ، العبر ١ / ٢٥ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٢٦٢ ـ ٢٦٦ رقم ٥١ ، الوفيات لابن قنفذ ٤٤ رقم ١٤ ، مرآة الجنان ١ / ٧٧ ، معجم البلدان ١ / ٣٤٨ ، البداية والنهاية ٧ / ١٢٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ٣٧٦ ، العقد الثمين ٦ / ٤٤٧ ـ ٤٤٩ ، تهذيب التهذيب ٨ / ١٧٨ ، الإصابة ٢ / ٤٩٧ ، ٤٩٨ رقم ٥٦٤٣ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٩٩ ، شذرات الذهب ١ / ٣٢.

(٢) في طبعة القدسي ٣ / ١٣٢ «عياد» بالياء ، وهو تحريف. وما أثبتناه عن الأصل وفتح الباري ٧ / ٢٦٧ حيث أثبت الناسخ «عباد» بالباء. وقيل فيه «عمار» بالراء ، وقيل «عماد» بالدال ، وقيل «ضمار» بالراء ، وقيل «ضماد» بالدال ، وقيل «عبيدة» وقيل عميرة».

(٣) قال ابن سعد في الطبقات ٤ / ٣٥٩ : «واسم الحضرميّ عبد الله بن ضماد بن سلمى بن أكبر». وقال ابن عبد البرّ في الاستيعاب ٣ / ١٤٦ : «ويقال : عبد الله بن عمار. ويقال : عبد الله بن عميرة أو عبيدة بن مالك ، ونسبه بعضهم فقال : هو العلاء بن عبد الله بن عمار بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن أكبر بن عويف بن مالك بن الخزرج بن أياد بن الصدف. وقد قيل : الحضرميّ والد العلاء هو عبد الله بن عمار بن سليمان بن أكبر. وقيل : عماد بن مالك بن أكبر ، قال الدار الدّارقطنيّ : وزعم الأملوكي أنه عبد الله بن عبّاد فصحّف ، ولا يختلفون أنه من حضرموت». وقال ابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ٧ : «عبد الله بن عبّاد بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن أكبر بن عويف بن مالك بن الخزرج بن أبيّ بن الصدف. وقيل : عبد الله بن عمّار ، وقيل : عبد الله بن ضمار ، وقيل عبد الله بن عبيدة بن ضمار بن مالك».

٢٣٥

وكان العلاء من فضلاء الصّحابة ، ولّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمّ أبو بكر وعمر البحرين ، وقيل : إنّ عمر ولّاه البصرة فمات قبل أن يصل إليها ، واستعمل عمر بعد العلاء أبا هريرة على البحرين.

له عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم «مكث المهاجر بعد قضاء نسكه بمكة ثلاثا» (١).

روى عنه السّائب بن يزيد ، وحيّان الأعرج ، وزياد بن حدير.

وقال منصور بن زاذان (٢) ، عن ابن سيرين [عن ابن العلاء] (٣) إن العلاء بن الحضرميّ كتب إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فبدأ بنفسه (٤).

وقال محمد بن إسحاق : كان الحضرميّ حليف حرب بن أميّة. وقيل له الحضرميّ لأنّه جاء من بلاد حضرموت.

وقال ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : بعث أبو بكر

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٥٢ ، والبخاري ، في مناقب الأنصار ٤ / ٢٦٦ ، ٢٦٧ باب إقامة المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه ، ومسلم في الحج (١٣٥٢) باب الإقامة بمكة للمهاجر منها بعد فراغ الحج والعمرة ، وأبو داود في المناسك (٢٠٢٢) باب الإقامة بمكة ، والترمذي في الحج (٩٤٩) باب ما جاء في أن يمكث المهاجر بمكة بعد الصّدر ثلاثا ، والنسائي في تقصير الصلاة في السفر ٣ / ١٢٢ باب المقام الّذي يقصر بمثله الصلاة ، وابن ماجة في الإقامة (١٠٧٣) باب كم يقصر الصلاة المسافر ، والدارميّ في الصلاة ١ / ٣٥٥ باب فيمن أراد أن يقيم ببلده كم يقيم حتى يقصر الصلاة ، حدّثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، حدّثنا سليمان بن بلال ، عن عبد الرحمن بن حميد ، أنه سمع عمر بن عبد العزيز يسأل السائب بن يزيد يقول : هل سمعت في الإقامة بمكة شيئا؟ فقال السائب : سمعت العلاء بن الحضرميّ يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «للمهاجر إقامة ثلاث بعد الصّدر بمكة» كأنّه يقول : لا يزيد عليها. والنصّ لمسلم. وانظر : طبقات ابن سعد ٤ / ٣٦١.

والمعنى : أنّ الذين هاجروا من مكة قبل الفتح إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حرم عليهم استيطان مكة والإقامة بها. ثم أبيح لهم ، إذا وصلوها بحجّ أو عمرة أو غيرهما أن يقيموا بعد فراغهم ، ثلاثة أيام ولا يزيدوا على الثلاثة.

(٢) في الأصل ، والمنتقى (نسخة أحمد الثالث) «زادان».

(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل ، والإضافة من سنن أبي داود.

(٤) أخرجه أبو داود في الأدب (٥١٣٥) باب فيمن يبدأ بنفسه في الكتابة ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٦٣٦ وابن العلاء مجهول. وباقي رجاله ثقات.

٢٣٦

الصّدّيق العلاء في جيش قبل البحرين ، وكانوا قد ارتدّوا ، فسار إليهم وبينه وبينهم عرض البحر (١) حتّى مشوا فيه بأرجلهم ، وقطعوا كذلك في مكان (٢) كانت تجري فيه السّفن ، وهي اليوم تجري فيه ، فقاتلهم وأظهره الله عليهم وسلّموا ما منعوا من الزّكاة.

أخبرنا إسحاق بن أبي بكر ، أنا يوسف بن خليل ، أنا محمد بن أبي زيد ، أنا محمود ، أنا ابن فاذشاه ، ثنا سليمان الطّبرانيّ ، ثنا الحسين بن أحمد بن بسطام ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم صاحب الهرويّ ، ثنا أبي ، عن أبي كعب (٣) صاحب الحرير ، عن الجريريّ ، عن أبي السّليل (٤) ، عن أبي هريرة قال : لمّا بعث النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم العلاء بن الحضرميّ إلى البحرين تبعته فرأيت منه ثلاث خصال لا أدري أيتهنّ أعجب : انتهينا إلى شاطئ البحر فقال : «سمّوا واقتحموا» ، فسمّينا واقتحمنا ، فعبرنا فما بلّ الماء إلّا أسفل خفاف إبلنا ، فلمّا قفلنا صرنا بعد (٥) بفلاة من الأرض ، وليس معنا ماء ، فشكونا إليه ، فصلّى ركعتين (٦) ، ثمّ دعا فإذا سحابة مثل التّرس ، ثمّ أرخت عزاليها (٧) فسقينا واستقينا. ومات بعد ما بعثه أبو بكر إلى البحرين لمّا ارتدّت ربيعة ، فأظفره الله بهم ، وأعطوا ما منعوا من الزكاة [ومات فدفنّاه في الرمل ، فلمّا سرنا غير بعيد قلنا يجيء سبع فيأكله ، فرجعنا فلم نره (٨). روى نحوه

__________________

(١) زاد في سير أعلام النبلاء هنا ١ / ٢٦٤ : «يعني الرقراق».

(٢) في سير أعلام النبلاء «فقطعوا كذلك مكانا».

(٣) هو : عبد ربّه ، وقيل اسمه عبد الله ، (تقريب التهذيب ٢ / ٤٦٦ رقم ١٨)

(٤) هو : ضريب بن نفير. (تقريب التهذيب ٢ / ٤٣١ رقم ٧٥).

(٥) هكذا في الأصل ، وفي «مجمع الزوائد» ٩ / ٣٧٦ «صرنا معه».

(٦) في «المجمع» : «فقال : صلّوا ركعتين».

(٧) العزالي : أفواه القرب.

(٨) ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٩ / ٣٧٦ باختلاف يسير في بعض الألفاظ. وقال : رواه الطبراني في الثلاثة.

٢٣٧

مجالد بن سعيد ، عن الشّعبيّ مرسلا بأطول منه (١).

مجالد ، عن الشّعبيّ أنّ عمر كتب إلى العلاء بن الحضرميّ ـ وهو بالبحرين ـ أن سر إلى عتبة بن غزوان فقد ولّيتك عمله ، إنّي ظننت أنّك أغنى عن المسلمين منه ، فمات العلاء قبل أن يصل إلى البصرة (٢).

كذا هذا عن أبي هريرة قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى البحرين مع العلاء بن الحضرميّ ، وكنت أؤذّن له (٣).

وعن المسور بن مخرمة أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث العلاء بن الحضرميّ إلى البحرين ، ثمّ عزله بأبان بن سعيد (٤).

وذكر ابن سعد (٥) أنّ أبا بكر استعمل العلاء على سريّة فسبى وغنم] (٦).

(الجارود العبديّ) (٧) سيّد عبد القيس. هو أبو عتّاب ، وقيل : أبو

__________________

(١) انظر طبقات ابن سعد ٤ / ٣٦٣.

(٢) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٦٢.

(٣) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٦٠.

(٤) ابن سعد ٤ / ٣٦٠.

(٥) انظر الطبقات ٤ / ٣٦١ ، ٣٦٢.

(٦) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب.

(٧) طبقات ابن سعد ٥ / ٥٥٩ ـ ٥٦١ ، و ٧ / ٨٦ ، ٨٧ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٣٠٧ ، ٣٠٨ ، طبقات خليفة ٦١ و ١٨٥ ، تاريخ خليفة ١٣ و ١٦ و ١٤٩ ، التاريخ الكبير ٢ / ٢٣٦ رقم ٢٣٠٦ ، البرصان والعرجان للجاحظ ٧٨ ، ٧٩ ، المعارف ٣٣٨ ، ٣٣٩ ، مسند بقيّ بن مخلد ١١٠ رقم ٣٥٦ ، أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٤٧٠ ، تاريخ الطبري ٣ / ١٣٦ ، ١٣٧ ، و ٣٠١ و ٣٠٣ و ٣٠٨ و ٤ / ٨٠ و ١٧٧ و ٦ / ١٥٤ ، الجرح والتعديل ٢ / ٥٢٥ رقم ٢١٨١ ، مشاهير علماء الأمصار ٤٠ ، ٤١ ، رقم ٢٤٦ ، جمهرة أنساب العرب ٢٩٦ ، الاستيعاب ١ / ٢٤٧ ، ٢٤٨ ، الأنساب ٣٨ ب ، الكامل في التاريخ ٢ / ٣٦٨ ، و ٣ / ٢١ ، أسد الغابة ١ / ٢٦٠ ، اللباب ٢ / ١١٤ ، الكاشف ١ / ١٢٣ رقم ٧٥٢ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ١٠٤ و ٢٩١ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٥٣ ، ٥٤ رقم ٨٦ ، تقريب التهذيب ١ / ١٢٤ رقم ٢٢ ، الإصابة ١ / ٢١٦ ، ٢١٧ رقم

٢٣٨

غياث ، وقيل : أبو المنذر ، الجارود بن المعلّى ، وقيل : اسمه بشر بن حنش (١). ولقّب جارودا لكونه أغار على بكر بن وائل فأصابهم وجردهم (٢).

وفد في عبد القيس سنة عشر من الهجرة ـ وكانوا نصارى ـ فأسلم الجارود ، وفرح النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بإسلامه وأكرمه.

روى عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

روى عنه عبد الله بن عمرو بن العاص ، ومطرّف بن عبد الله بن الشّخّير ، وزيد بن عليّ القموصيّ (٣) ، وأبو مسلم الجذميّ (٤) ، وغيرهم.

اختطّ بالبصرة. وقتل شهيدا ببلاد فارس سنة إحدى وعشرين ، وقيل : قتل مع النّعمان بن مقرّن (٥).

ع (النّعمان بن مقرّن المزنيّ) (٦) أبو عمرو ، ويقال : أبو حكيم.

__________________

=١٠٤٢ ، تهذيب الكمال ٤ / ٤٧٨ ، ٤٧٩ رقم ٨٨٤ ، التاريخ الصغير ٢٨ ، الثقات لابن حبّان ٣ / ٥٩ ، المعجم الكبير للطبراني ٢ / ٢٩٥ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٦٠ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٣٥ ، ٣٦ رقم ٦٥.

(١) وقيل : بشر بن المعلّى بن حنش ، وقيل : بشر بن عمر بن حنش بن المعلّى ، وقيل : ابن حنش بن النعمان. (تهذيب الكمال ٤ / ٤٧٨).

(٢) في طبقات ابن سعد ٥ / ٥٥٩ : «وإنّما سمّي الجارود لأنّ بلاد عبد القيس أسافت حتى بقيت للجارود شليّة ، والشليّة هي البقيّة ، فبادر بها إلى أخواله من بني هند من بني شيبان فأقام فيهم وإبله جريّة فأعدت إبلهم فهلكت ، فقال الناس : جرّدهم بشر ، فسمي الجارود ، فقال الشاعر :

جرّدناهم بالسيف من كل جانب

كما جرد الجارود بكر بن وائل

 (٣) في النسخة (ع) «القموحي» وهو خطأ. وهو أبو القموص.

(٤) في نسخة دار الكتب «الجذامي» وهو تحريف ، والتصويب ، من الأصل وتهذيب الكمال ٤ / ٤٧٩.

(٥) انظر خلاف ذلك في طبقات ابن سعد ٥ / ٥٦١ و ٧ / ٨٧.

(٦) المغازي للواقدي ٨٠٠ و ٨٢٠ و ٨٩٦ ، الطبقات لخليفة ٣٨ و ١٢٨ و ١٧٧ و ١٩٠ ، تاريخ خليفة ١٤٨ ، ١٤٩ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٦٠٨ ، ٦٠٩ ، المعارف ٧٥ و ١٨٣ و ٢٩٥ و ٢٩٩ ، عيون

٢٣٩

من سادة الصّحابة ، كان معه لواء مزينة يوم الفتح.

روى عنه ابنه معاوية ، ومعقل بن يسار ، ومسلم بن الهيصم ، وجبير بن حيّة الثّقفيّ.

وكان أمير الجيش يوم فتح نهاوند فاستشهد يومئذ ، ونعاه عمر على المنبر وبكى (١).

__________________

= الأخبار ١ / ١٢٢ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٣ رقم ٢٦٨ ، العقد الفريد ١ / ٩٨ و ١٢٠ و ٣ / ٢٣٥ ، فتوح البلدان ٣٧١ ـ ٣٧٤ و ٣٧٧ و ٣٧٨ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٣٠ ، الخراج وصناعة الكتابة ٣٧١ ، ٣٧٢ ، تاريخ الطبري ٢ / ٥٦٨ و ٣ / ٣٤٦ ، ٤٩٦ و ٤ / ٢٣ و ٨٤ ـ ٨٦ و ٩٢ و ١١٤ ـ ١١٦ و ١١٨ ـ ١٢٠ و ١٢٦ ـ ١٣٢ و ١٣٤ و ١٣٦ و ١٣٩ و ١٤١ ـ ١٤٣ و ١٤٦ و ١٦١ ، مشاهير علماء الأمصار ٤٣ رقم ٢٦٨ ، مسند أحمد ٥ / ٤٤٤ ، التاريخ الكبير ٨ / ٧٥ ، التاريخ الصغير ١ / ٤٧ ، ٥٦ و ٢١٦ ، الجرح والتعديل ٨ / ٤٤٤ ، الاستيعاب ٣ / ٥٤٥ ـ ٥٤٨ ، جمهرة أنساب العرب ٢٠٢ ، المستدرك ٣ / ٢٩٢ ـ ٢٩٥ ، الكامل في التاريخ ٢ / ١٧٩ و ٣٤٥ و ٤٥٦ و ٤٥٧ و ٥١٩ و ٥٤٦ ـ ٥٤٨ و ٥٥٠ و ٣ / ٩ ـ ١٧ و ١٩ ، أسد الغابة ٥ / ٣٠ ، ٣١ ، الزيارات ٩٨ ، تهذيب الكمال ٣ / ٤١٨ ، المعين في طبقات المحدّثين ٢٧ رقم ١٣٠ ، دول الإسلام ١ / ١٧ ، العبر ١ / ٢٥ ، الكاشف ٣ / ١٨٢ رقم ٥٩٥٦ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٤٠٣ ـ ٤٠٥ رقم ٨٣ ، مرآة الجنان ١ / ٧٧ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٢٩٢ ـ ٢٩٦ ، البداية والنهاية ٧ / ١٢٠ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٥٦ رقم ٨٢٦ ، تقريب التهذيب ٢ / ٣٠٤ رقم ١٢١ ، الإصابة ٣ / ٥٦٥ رقم ٨٧٥٩ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٤٠٣.

(١) في حاشية الأصل : «بلغت قراءة خليل بن أيبك في الميعاد السادس عشر على مؤلّفه فسح الله في مدّته».

٢٤٠