تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

أسلم عمرو ولحق بأخيه خالد بالحبشة ، وقدم معه أيّام خيبر ، وشهد فتح مكة ، واستشهد يوم أجنادين.

(الفضل بن العبّاس) الأصحّ موته سنة ثماني عشرة.

(نعيم بن عبد الله النّحّام) (١) أحد بني كعب بن عديّ القرشيّ. من المهاجرين.

أسلم قبل عمر (٢) ، ولم يتهيّأ له هجرة إلى زمن الحديبيّة ، وقيل : له رواية.

استشهد يوم أجنادين ، وقيل يوم اليرموك (٣).

ويروى أنّه إنّما سمّي النّحّام لأنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «دخلت الجنّة فسمعت نحمة من نعيم» (٤).

__________________

= و ٦٧ و ١٢٦ و ٤٠٩ و ٤٦٠ ، عيون الأخبار ١ / ٩٥ و ٢٣٥ ، نسب قريش ١٧٤ ، ١٧٥ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٠ رقم ٨١ ، الاستيعاب ٢ / ٤٩٣ ـ ٤٩٥ ، فتوح الشام ١٣٧ ، ١٣٨ ، أسد الغابة ٤ / ٢٣٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٣٥ ، دول الإسلام ١ / ٥٢ ، ٥٣ ، العبر ١ / ٧٧ ، ٧٨ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٢٦١ ، ٢٦٢ رقم ٥٠ ، العقد الثمين ٦ / ٣٨٩ ـ ٣٩٤ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٧ ، الإصابة ٢ / ٥٣٩ رقم ٥٨٤٦ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٨٩.

(١) نسب قريش ٣٨٠ ، ٣٨١ ، تاريخ الطبري ٣ / ٤١٨ ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٢٦ رقم ٥٣٥ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٥ رقم ١١٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٣٠ ، ١٣١ رقم ١٩٧ ، المستدرك ٣ / ٢٥٩ ، الاستيعاب ٣ / ٥٥٥ ـ ٥٥٧ ، طبقات ابن سعد ٤ / ١٣٨ ، ١٣٩ ، الجرح والتعديل ٨ / ٤٥٩ رقم ٢١٠٢ ، طبقات خليفة ٢٤ ، تاريخ خليفة ١٢٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ٣٧٠ ، ربيع الأبرار ٤ / ٣٠٤ ، التاريخ الكبير ٨ / ٩٢ ، ٩٣ رقم ٢٣٠٧ ، فتوح البلدان ١ / ١٣٥ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٤١٤ ، تعجيل المنفعة ٤٢٤ رقم ١١١٤ ، الإصابة ٣ / ٥٦٧ ، ٥٦٨ رقم ٨٧٧٦ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٤ ، أسد الغابة ٥ / ٣٢ ، ٣٣.

(٢) في طبقات ابن سعد ٤ / ١٣٨ أسلم بعد عشرة ، وروى الحاكم أنه أسلم قبل الهجرة (٣ / ٢٥٩).

(٣) فتوح البلدان ١ / ١٣٥.

(٤) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٤ / ١٣٨ من طريق الواقدي ، عن يعقوب بن عمر ، عن نافع العدوي ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم العدوي. والواقدي متروك. وأخرجه الحاكم في

١٠١

والنّحمة : السّعلة ، وقيل النّحنحة الممدود آخرها.

وكان ينفق على أرامل بني عديّ وأيتامهم ، فقالت قريش : أقم عندنا على أيّ دين شئت ، فو الله لا يتعرّض إليك أحد إلا ذهبت أنفسنا دونك (١).

ويقال : لمّا هاجر إلى المدينة كان معه أربعون من أهل بيته (٢).

أرسل عنه نافع ، ومحمد بن إبراهيم التّيميّ.

(هبّار بن الأسود)(٣) بن المطلب بن أسد ، أبو الأسود القرشيّ الأسديّ ، له صحبة ورواية.

روى عنه عروة بن الزّبير ، وسليمان بن يسار مرسلا ـ إن كان استشهد بأجنادين ـ وابناه عبد الملك ، وأبو عبد الله.

قال ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح : إنّ هبّار بن الأسود تناول زينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بطعنة رمح فأسقطت ، فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سريّة فقال :

«إن وجدتموه فاجعلوه بين حزمتي حطب ثمّ أحرقوه» ، ثمّ قال : «سبحان الله ما ينبغي لأحد أن يعذّب بعذاب الله» (٤).

__________________

= المستدرك ٣ / ٢٥٩ من طريق ابن بالويه ، عن الحسن بن علي بن شبيب المعمري ، عن مصعب بن عبد الله الزبيري. ورواه المصعب في نسب قريش ٣٨٠ مرسلا ، ونقله الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٣٧٠ عن الطبراني ، ولم أجده في معجمه الكبير.

(١) نسب قريش ٣٨٠ ، طبقات ابن سعد ٤ / ١٣٩.

(٢) طبقات ابن سعد ٤ / ١٣٨.

(٣) نسب قريش ٢١٨ ، ٢١٩ ، ٣٤٦ ، تاريخ الطبري ٣ / ٤١٨ ، أنساب الأشراف ١ / ٣٥٧ ، ٣٥٨ ، ٣٩٧ ، ٣٩٨ ، جمهرة أنساب العرب ١١٨ ، ١١٩ ، ١٧٨ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٤ ، ٣٥ ، المعجم الكبير للطبراني ٢٢ / ٢٠٠ ، ٢٠١ ، الاستيعاب ٣ / ٦٠٩ ، ٦١٠ ، أسد الغابة ٥ / ٥١ ، ٥٢ ، الإصابة ٣ / ٥٩٧ ، ٥٩٨ رقم ٧٩٢٩ ، جمهرة نسب قريش وأخبارها ٥١٤ ، سيرة ابن هشام ٢ / ٣١٢.

(٤) الحديث في نسب قريش وهو مرسل ـ ص ٢١٩ ، وأخرج البخاري في الجهاد ٤ / ٢١ باب لا يعذّب بعذاب الله ، من طريق قتيبة بن سعيد عن الليث ، عن بكير ، عن سليمان بن يسار ،

١٠٢

ثمّ أسلم وهاجر ، فقيل إنّه كان يسبّ ولا يسبّ من سبّه ، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «من سبّك سبّه (١)».

(هبّار بن سفيان)(٢) بن عبد الأسد (٣) الأزدي المخزوميّ.

قديم الإسلام من مهاجرة الحبشة. استشهد يوم أجنادين على الأصحّ ، ويقال يوم مؤتة قبل ذلك (٤) ، وهو ابن أخي أبي سلمة.

هشام بن العاص (٥)

ابن وائل أبو مطيع القرشيّ أخو عمرو ، وكان هشام الأصغر. شهد

__________________

= عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه أنه قال : بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعث فقال : إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين أردنا الخروج : إنّي أمرتكم أن تحرّقوا فلانا وفلانا وإنّ النار لا يعذّب بها إلّا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما. وأخرج أحمد في مسندة ١ / ٤٢٣ من طريق الحسن بن سعد ، عن عبد الرحمن بن عبد الله ، عن عبد الله قال : كنّا مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمررنا بقرية نمل فأحرقت فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا ينبغي لبشر أن يعذّب بعذاب الله عزوجل».

(١) نسب قريش ٢١٩ ، جمهرة نسب قريش ٥١٤.

(٢) فتوح الشام للأزدي ٩٢ ، فتوح البلدان ١ / ١٣٥ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٠٧ ، تاريخ الطبري ٣ / ٤٠٢ ، الاستيعاب ٣ / ٦٠٩ ، الإكمال ٧ / ٤٠٣ ، أسد الغابة ٥ / ٥٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٥ ، الإصابة ٣ / ٥٩٩ رقم ٨٩٣٠.

(٣) في نسخة دار الكتب «بن عبد الله» ، والتصويب من الأصل ومصادر ترجمته.

(٤) فتوح البلدان ١ / ١٣٥ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٠٧.

(٥) طبقات ابن سعد ٤ / ١٩١ ـ ١٩٤ ، تاريخ خليفة ١٢٠ ، طبقات خليفة ٢٦ و ٢٩٩ ، فتوح الشام للأزدي ٩٢ ، المحبّر ٤٣٣ ، المعارف ٢٨٥ ، فتوح البلدان ١ / ١١٦ و ١٣٥ ، أنساب الأشراف ١ / ١٩٧ و ٢١٥ و ٢٢٠ ، تاريخ الطبري ٣ / ٤٠٢ و ٤١٨ ، المعجم الكبير ٢٢ / ١٧٧ ، ١٧٨ ، الجرح والتعديل ٩ / ٦٣ رقم ٢٤٧ ، جمهرة أنساب العرب ١٦٣ ، الاستيعاب ٣ / ٥٩٣ ، ٥٩٥ ، المستدرك ٣ / ٢٤٠ ، ٢٤١ ، مشاهير علماء الأمصار ٣٢ رقم ١٦٨ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٤١٤ و ٤١٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٣٧ رقم ٢١٠ ، التذكرة الحمدونية ٢ / ١٢٨ ، أسد الغابة ٥ / ٦٤ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٧٧ ـ ٧٩ رقم ١٦ ، تلخيص المستدرك ٣ / ٢٤٠ ، ٢٤١ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٥ ، العقد الثمين ٧ / ٣٧٤ ، الإصابة ٣ / ٦٠٤ ، ٦٠٥ رقم ٨٩٦٦.

١٠٣

لهما النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالإيمان فقال : «ابنا العاص مؤمنان» (١).

وله عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث رواه عنه ابن أخيه عبد الله.

وقد أرسله الصّدّيق رسولا إلى ملك الروم ، وأسلم قبل عمرو ، وهاجر إلى الحبشة ، فلمّا بلغه هجرة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قدم مكة فحبسه أبوه ، ثم هاجر بعد الخندق. وجاء أنّه كان يتمنّى الشهادة فرزقها يوم أجنادين على الصّحيح ، وقيل يوم اليرموك ، وكان فارسا شجاعا مذكورا. ولم يعقب (٢).

حمّاد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ابنا العاص مؤمنان هشام وعمرو» (٣).

جرير بن حازم ، عن عبد الله (٤) بن عبيد بن عمير قال : قال عمرو ابن العاص : شهدت أنا وأخي هشام اليرموك فبات وبتّ ندعو الله يرزقنا الشّهادة ، فلمّا أصبحنا رزقها وحرمتها.

وقيل إنّ هشام بن العاص كان يحمل فيهم فيقتل النّفر منهم حتّى قتل

__________________

(١) سيأتي الحديث كاملا.

(٢) طبقات ابن سعد ٤ / ١٩١ ، المعارف ٢٨٥ ، أنساب الأشراف ١ / ٢١٥ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٣٧.

(٣) أخرجه احمد في المسند ٢ / ٣٠٤ و ٣٢٧ و ٣٥٣ ، وابن سعد في الطبقات ٤ / ١٩١ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٢٤٠ ، والطبراني في المعجم الكبير ٢٢ / ١٧٧ رقم ٤٦١ قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرّجاه. وذكره الحافظ الذهبي في تلخيصه دون تعقيب. وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة : وهذا سند حسن ، وسكت عليه الحاكم والذهبي ومن عادتهما أن يصحّحا هذا الإسناد على شرط مسلم. وله شاهد خرّجه ابن عساكر من طريق ابن سعد ٤ / ١٩٢ من حديث عمرو بن حزم ، ورجاله ثقات غير عمرو بن حكّام ، وهو ضعيف إلّا أنّه مع ضعفه يكتب حديثه كما قال ابن عديّ. (الكامل في الضعفاء ٥ / ١٧٨٨) فهو صالح للاستشهاد. قال في مجمع الزوائد ٩ / ٣٥٢ : رواه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين ٣٦٣) والكبير ، وأحمد. ورجال الكبير ، وأحمد رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث.

(٤) في الأصل «عنبسة» وهو وهم. والتصحيح من بقيّة النسخ.

١٠٤

ووطئته الخيل. حتّى جمع أخوه لحمه في نطع فواراه (١).

وعن زيد بن أسلم قال : لمّا بلغ عمر قتله قال : رحمه‌الله فنعم العون كان للإسلام (٢).

أبو بكر الصّدّيق

خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. اسمه عبد الله ـ ويقال عتيق ـ بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة (٣) بن كعب بن لؤيّ القرشيّ التّيميّ رضي‌الله‌عنه.

روى عنه خلق من الصّحابة وقدماء التّابعين. من آخرهم أنس بن مالك ، وطارق بن شهاب ، وقيس بن أبي حازم ، ومرّة الطّيب.

قال ابن أبي مليكة وغيره : إنّما كان عتيق لقبا له (٤).

وعن عائشة قالت : اسمه الّذي سمّاه أهله به (عبد الله) ولكن غلب عليه (عتيق) (٥).

وقال ابن معين : لقبه عتيق لأنّ وجهه كان جميلا ، وكذا قال اللّيث بن سعد (٦).

وقال غيره : كان أعلم قريش بأنسابها.

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٤ / ١٩٣ و ١٩٤.

(٢) ابن سعد ٤ / ١٩٤.

(٣) هنا يلتقي نسبه مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. (انظر : المعارف ١٦٧).

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ١٧٠.

(٥) طبقات ابن سعد ٤ / ١٧٠ ، الحاكم في المستدرك ٣ / ٦٢ من طريق صالح بن موسى الطلحي ، عن معاوية بن إسحاق ، عن عائشة بنت طلحة ، عنها ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٤١ روى بعضه الترمذي.

(٦) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ٥٢ رقم (٤) عن أحمد بن المعلّى الدمشقيّ ، عن هشام بن خالد ، عن ضمرة بن ربيعة ، عن الليث بن سعد ، ورجاله ثقات. وانظر : مجمع الزوائد ٩ / ٤١ ، والمعارف ١٦٧.

١٠٥

وقيل : كان أبيض نحيفا خفيف العارضين ، معروق الوجه ، غائر العينين ، ناتئ الجبهة ، يخضب شيبة بالحنّاء والكتم (١).

وكان أوّل من آمن من الرجال (٢).

وقال ابن الأعرابيّ : العرب تقول للشيء قد بلغ النّهاية في الجودة : عتيق.

وعن عائشة قالت : ما أسلم أبو أحد من المهاجرين إلّا أبو بكر.

وعن الزّهريّ قال : كان أبو بكر أبيض أصفر لطيفا جعدا مسترقّ (٣) الوركين ، لا يثبت إزاره على وركيه (٤).

وجاء أنّه اتّجر إلى بصرى غير مرّة ، وأنّه أنفق أمواله على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفي سبيل الله.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر» (٥).

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ١٨٨ وانظر حديث الزهري بعد قليل.

(٢) ابن سعد ٣ / ١٧١.

(٣) كذا في الأصل ، والنسخة (ح). وفي غيرهما «مستدقّ».

(٤) أخرج الطبراني في معناه حديثا من طريق الواقديّ ، عن شعيب بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي‌الله‌عنه ، عن أبيه ، عن عائشة رضي‌الله‌عنها أنها رأت رجلا مارّا وهي في هودجها فقالت : ما رأيت رجلا أشبه بأبي بكر من هذا ، فقيل لها : صفي لنا أبا بكر ، فقالت : كان رجلا أبيض نحيفا خفيف العارضين أحنى لا تستمسك أزرته تسترخي عن حقويه معروق الوجه غائر العينين ناتئ الجبهة عاري الأشاجع ، هذه صفته. (المعجم الكبير ١ / ٥٦ ، ٥٧ رقم ٢١) وهو ضعيف لضعف الواقدي. والأشاجع : مفاصل الأصابع.

(٥) أخرجه الترمذي في المناقب ٥ / ٢٧١ رقم (٣٧٤١) باب (٥٢) في مناقب أبي بكر الصّدّيق رضي‌الله‌عنه من طريق عليّ بن الحسن الكوفي ، عن محبوب بن محرز القواريري ، عن داود بن يزيد الأوديّ ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : في حديث أطول من هذا ، وقال : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ، وأخرجه ابن ماجة في المقدّمة ١ / ٣٦ رقم ٩٤ باب (١١) في فضائل أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، وعليّ بن محمد قالا : حدّثنا أبو معاوية ، حدّثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما نفعني مال =

١٠٦

وقال عروة بن الزّبير : أسلم أبو بكر يوم أسلم وله أربعون ألف دينار (١).

وقال عمرو بن العاص : يا رسول الله أيّ الرّجال أحبّ إليك؟ قال «أبو بكر (٢)».

وقال أبو سفيان ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبّهما منافق».

وقال الشّعبيّ ، عن الحارث ، عن عليّ : إنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم نظر إلى أبي بكر وعمر فقال : «هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين إلّا النّبيّين والمرسلين ، لا تخبرهما يا عليّ (٣)».

وروي نحوه من وجوه مقاربة عن زرّ ابن حبيش ، وعن عاصم بن ضمرة ، وهرم ، عن عليّ. وقال طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس مثله.

وقال محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن قتادة ، عن أنس مثله.

__________________

= قط ، ما نفعني مال أبي بكر» قال : فبكى أبو بكر وقال : يا رسول الله! هل أنا ومالي إلّا لك ، يا رسول الله. وكذا رواه أحمد في المسند بسنده ٢ / ٢٥٣ ، وبلفظ آخر من الطريق نفسه ٢ / ٣٦٦ ، وإسناده إلى أبي هريرة فيه مقال ، لأنّ الأعمش يدلّس ، وكذا أبو معاوية ، إلّا أنه صرّح بالتحديث ، فزال التدليس. وباقي رجاله ثقات.

وقال الهيثمي : وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما نفعنا مال أحد ما نفعنا مال أبي بكر». رواه أبو يعلى. ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسرائيل وهو ثقة مأمون. (مجمع الزوائد ٩ / ٥١).

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ١٧٢.

(٢) ابن سعد ٣ / ١٧٦ من طريق حمّاد بن سلمة ، عن الجريريّ ، عن عبد الله بن شقيق عن عمرو بن العاص قال : قلت يا رسول الله أيّ الناس أحبّ إليك؟ قال : «عائشة» ، قلت : إنّما أعني من الرجال ، قال : «أبوها».

(٣) أخرجه الترمذي في المناقب ٥ / ٢٧٣ رقم (٣٧٤٧) بلفظ : «أبو بكر وعمر سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين ، ما خلا النبيّين والمرسلين. لا تخبرهما يا عليّ» ، وأخرجه ابن ماجة في المقدّمة ١ / ٣٦ رقم (٩٥) باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بلفظ «إلّا» بدل «ما خلا» ، وزيادة «ما داما حيّين» في آخره.

١٠٧

أخرجه التّرمذيّ (١) ، وقال : حديث حسن غريب ، ثمّ رواه من حديث الموقّريّ ، عن الزّهريّ ، ولم يصحّ (٢).

وقال ابن مسعود : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا» (٣).

روى مثله ابن عبّاس فزاد : «ولكن أخي وصاحبي في الله ، سدّوا كلّ خوخة في المسجد غير خوخة (٤) أبي بكر (٥)».

هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، عن عمر أنّه قال : أبو بكر سيّدنا وخيرنا وأحبّنا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. صحّحه التّرمذيّ (٦).

وصحّ من حديث الجريريّ ، عن عبد الله بن شقيق قال : قلت لعائشة : أيّ أصحاب النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان أحبّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قالت : أبو بكر ، قلت : ثمّ من؟ قال : عمر ، قلت : ثم من؟ قالت : أبو عبيدة ، قلت : ثمّ من؟ فسكتت (٧).

__________________

(١) في المناقب ٥ / ٢٧٢ ، ٢٧٣ رقم (٣٧٤٦) باب (٥٣).

(٢) لأن الوليد بن محمد الموقريّ يضعّف في الحديث. وفي الباب عن أنس ، وابن عبّاس.

(الترمذي) ٥ / ٢٧٢ رقم ٣٧٤٥) ، وأخرجه أحمد في المسند ١ / ٨٠ من طريق الحسن بن زيد بن حسن ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن عليّ ، وأخرجه ابن ماجة أيضا في المقدّمة ١ / ٣٨ رقم (١٠٠) عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه.

(٣) رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٣٨٣) باب مناقب أبي بكر الصّدّيق رضي‌الله‌عنه ، وأخرجه الترمذي برواية أبي سعيد الخدريّ ، في المناقب ٥ / ٢٧٠ رقم (٣٧٤٠) وقال حديث حسن صحيح. وانظر : جامع الأصول ٨ / ٥٩٠.

(٤) الخوخة : نافذة كبيرة بين دارين ، عليها باب يخترق بينهما. (مشارق الأنوار ، النهاية).

(٥) أخرجه البخاري في الصلاة ١ / ١٢٠ باب الخوخة والممرّ في المسجد.

(٦) في المناقب (٣٧٣٦) وقال : صحيح غريب.

(٧) رواه الترمذي في المناقب (٣٧٣٧) وقال : حديث حسن صحيح.

١٠٨

مالك في «الموطّأ» (١) عن أبي النّصر ، عن عبيد (٢) بن حنين ، عن أبي سعيد الخدريّ أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جلس على المنبر فقال : «إنّ عبدا خيّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدّنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده» ، فقال أبو بكر : فديناك يا رسول الله بآبائنا وأمّهاتنا ، قال : فعجبنا ، فقال النّاس : انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عبد خيّره الله ، وهو يقول : فديناك بآبائنا وأمّهاتنا ، قال : فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو المخيّر وكان أبو بكر أعلمنا به (٣).

وقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إنّ من أمنّ النّاس عليّ في صحبته وماله أبا بكر (٤) ، ولو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الإسلام ، لا تبقينّ في المسجد خوخة إلّا خوخة أبي بكر». متّفق على صحّته (٥).

وقال أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير ، عن ابن أبي المعلّى ، عن أبيه ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكر نحوه (٦) ، والأول أصحّ.

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما لأحد عندنا يد إلّا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر ، فإنّ له عندنا يدا يكافئه الله بها يوم القيامة ، وما نفعني

__________________

(١) هذا الحديث عند القعنبي في الزّيادات ، وليس في شيء من الموطّآت ، وقد رواه في غير الموطّأ جماعة عن مالك ، والله أعلم. على ما في (التقصّي لحديث الموطّأ وشيوخ الإمام مالك لابن عبد البرّ ـ ص ٢٧٥).

(٢) في (ع) (عبيد الله) وهو وهم على ما في (الخلاصة).

(٣) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ٤ / ١٩٠ باب قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سدّوا الأبواب إلّا باب أبي بكر ، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٣٨٢) ، والترمذي في المناقب ٥ / ٢٧٠ رقم (٣٧٤٠).

(٤) في الأصل «أبو بكر» وكذا عند الترمذي. وفي المنتقى «أبا بكر» ، وكذا في : اللؤلؤ والمرجان فيما اتّفق عليه الشيخان ـ محمد فؤاد عبد الباقي ٣ / ١٢٣.

(٥) أخرجه الترمذي مع الحديث الّذي قبله في المناقب (٣٧٤٠) وقال : حديث حسن صحيح.

(٦) أخرجه الترمذي في المناقب ٥ / ٢٦٩ رقم (٣٧٣٩).

١٠٩

مال قطّ ما نفعني مال أبي بكر ، ولو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا ألا وإنّ صاحبكم خليل الله». قال التّرمذي (١) : حديث حسن غريب.

وكذا قال في حديث كثير النّواء ، عن جميّع بن عمير ، عن ابن عمر أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لأبي بكر : «أنت صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار» (٢).

وروي عن القاسم ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمّهم غيره» (٣). تفرّد به عيسى بن ميمون ، عن القاسم ، وهو متروك الحديث (٤).

قال محمد بن جبير بن مطعم : أخبرني أبي أنّ امرأة أتت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكلّمته في شيء ، فأمرها بأمر ، فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك؟ (٥) قال : «إن لم تجديني فأتي أبا بكر». متّفق على صحّته (٦).

__________________

(١) في المناقب ٥ / ٢٧٠ ، ٢٧١ رقم (٣٧٤١) باب مناقب أبي بكر الصّدّيق.

(٢) رواه الترمذي في المناقب ٥ / ٢٧٥ رقم (٣٧٥٢) باب مناقب أبي بكر الصّدّيق رضي‌الله‌عنه ، وقال : هذا حديث حسن غريب صحيح.

وفي سنده كثير بن إسماعيل النّواء وهو ضعيف.

(٣) رواه الترمذيّ في المناقب ٥ / ٢٧٦ رقم (٣٧٥٥) وقال : هذا حديث غريب.

(٤) انظر عنه : الكامل في الضعفاء لابن عديّ ٥ / ١٨٨١ ـ ١٨٨٣ ، والتاريخ الكبير ٦ / ٤٠١ رقم ٢٧٨٠ ، والتاريخ الصغير ١٨٠ ، والضعفاء الصغير ٣٧١ رقم ٢٦٦ ، والضعفاء والمتروكين للنسائي ٢٩٩ رقم ٣٢٥ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٤٦٥ ، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ ١٣٦ رقم ٤١٣ ، والجرح والتعديل ٦ / ٢٨٧ رقم ١٥٩٥ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ٣ / ٣٨٧ ، ٣٨٨ رقم ١٤٢٧ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٠١ ، ٥٠٢ رقم ٤٨٣٤ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٢٥ ، ٣٢٦ رقم ٦٦١٧.

(٥) قال جبير بن مطعم : كأنّها تعني الموت.

(٦) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ٤ / ١٩١ ، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٣٨٦) باب من فضائل أبي بكر الصّدّيق رضي‌الله‌عنه ، والترمذي في المناقب ٥ / ٢٧٧ رقم (٣٧٥٨) وقال : هذا حديث صحيح ، وابن سعد في الطبقات ٣ / ١٧٨.

١١٠

وقال أبو بكر الهذليّ ، عن الحسن ، عن عليّ قال : لقد أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا بكر أن يصلّي بالنّاس ، وإنّي لشاهد وما بي مرض ، فرضينا لدنيانا من رضي‌الله‌عنه به النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لديننا (١).

وقال صالح بن كيسان ، عن الزّهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مرضه : «ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإنّي أخاف أن يتمنّى متمن ويقول قائل ، ويأبى الله والمؤمنون إلّا أبا بكر». هذا حديث صحيح (٢).

وقال نافع بن عمر : ثنا ابن أبي مليكة ، عن عائشة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال في مرضه : «ادعوا لي أبا بكر وابنه فليكتب لكيلا يطمع في أمر أبي بكر طامع ولا يتمنّى متمنّ» ، ثم قال : «يأبى الله ذلك والمسلمون» (٣). تابعه غير واحد ، منهم عبد العزيز بن رفيع ، عن ابن أبي مليكة ، ولفظه : «معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر» (٤).

وقال زائدة ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله (٥) ، قال : لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت الأنصار : منّا أمير ومنكم أمير ، فأتاهم عمر فقال : ألستم تعلمون أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أمر أبا بكر فأمّ النّاس ، فأيّكم تطيب نفسه أن يتقدّم أبا بكر؟ فقالوا : نعوذ بالله أن نتقدّم أبا بكر (٦).

__________________

(١) صفة الصفوة ١ / ٢٥٧.

(٢) رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٣٨٧) باب من فضائل أبي بكر الصّدّيق رضي‌الله‌عنه ، وأحمد في المسند ٦ / ١٠٦ و ١٤٤ ، وابن سعد في الطبقات ٣ / ١٨٠.

(٣) رواه أحمد في المسند ٦ / ١٠٦.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ١٨٠.

(٥) ابن مسعود.

(٦) أخرجه النسائيّ في الإمامة ٢ / ٧٤ و ٧٥ باب ذكر الإمامة والجماعة ، وإسناده حسن. ورواه الحاكم في المستدرك ٣ / ٦٧ وصحّحه ، ووافقه الذهبي في تلخيصه ، ورواه ابن سعد في الطبقات ٣ / ١٧٩.

١١١

وأخرج البخاريّ من حديث أبي إدريس الخولانيّ قال : سمعت أبا الدرداء يقول : كان بين أبي بكر وعمر محاورة فأغضب أبو بكر عمر ، فانصرف عنه عمر مغضبا فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له ، فلم يفعل حتّى أغلق بابه في وجهه ، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال أبو الدرداء : ونحن عنده ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أمّا صاحبكم هذا فقد غامر» ، قال : وندم عمر على ما كان منه ، فأقبل حتّى سلّم وجلس إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقصّ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الخبر ، قال أبو الدّرداء : وغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجعل أبو بكر يقول : والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هل أنتم تاركون (١) لي صاحبي؟ إنّي قلت يا أيها النّاس إنّي رسول الله إليكم جميعا ، فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صدقت (٢)».

وأخرج أبو داود من حديث عبد السلام بن حرب ، عن أبي خالد الدّالاني ، حدّثني أبو خالد مولى جعدة ، عن أبي هريرة : قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني الباب الّذي تدخل منه أمّتي الجنّة» ، فقال أبو بكر : وددت أنّي كنت معك حتّى انظر إليه ، قال : «أما إنّك أوّل من يدخل الجنّة من أمّتي» (٣). أبو خالد مولى جعدة لا يعرف إلّا بهذا الحديث.

وقال إسماعيل بن سميع ، عن مسلم البطين (٤) ، عن أبي البختريّ قال : قال عمر لأبي عبيدة : أبسط يدك حتى أبايعك ، فإنّي سمعت رسول

__________________

(١) في الأصل وبقيّة النّسخ «تاركو لي» ، والتصويب من صحيح البخاري.

(٢) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ٤ / ١٩٢ باب قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لو كنت متّخذا خليلا ، وفي تفسير سورة الأعراف ، باب : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً).

(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٧٣ وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

(٤) قيّدت في (ع) بضمّ الباء ، والصواب ضبطها بالفتح على ما في (نزهة الألباب في الألقاب للحافظ ابن حجر).

١١٢

الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أنت أمين هذه الأمّة» ، فقال : ما كنت لأتقدّم بين يدي رجل أمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يؤمنّا ، حتّى مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

وقال أبو بكر بن عيّاش : أبو بكر خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في القرآن لأنّ في القرآن في المهاجرين : (أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (٢) ، فمن سمّاه الله صادقا لم يكذب ، هم سمّوه وقالوا : يا خليفة رسول الله.

وقال إبراهيم بن طهمان ، عن خالد الحذّاء ، عن حميد بن هلال قال : لما بويع أبو بكر أصبح وعلى ساعده أبراد ، فقال عمر : ما هذا؟ قال يعني لي عيال ، قال : انطلق يفرض لك أبو عبيدة ، فانطلقا إلى أبي عبيدة فقال : أفرض لك قوت رجل من المهاجرين وكسوته ، ولك ظهرك (٣) إلى البيت (٤).

وقالت عائشة : لمّا استخلف أبو بكر ألقى كلّ دينار ودرهم عنده في بيت المال وقال : قد كنت أتّجر فيه وألتمس به ، فلمّا ولّيتهم شغلوني (٥)

وقال عطاء بن السّائب : لمّا استخلف أبو بكر أصبح وعلى رقبته أثواب

__________________

(١) رواه أحمد في المسند ١ / ٣٥ ، وابن سعد في الطبقات ٣ / ١٨١ من طريق العوّام ، عن إبراهيم التيمي.

(٢) سورة الحجرات ، الآية ٤٩ ، وسورة الحشر ، الآية ٥٩.

(٣) يعبّر عن المركوب بالظهر. (بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي).

(٤) أخرج ابن سعد نحوه في الطبقات ٣ / ١٨٤ ، ١٨٥ من طريق عفّان بن مسلم ، عن سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال قال : لما ولي أبو بكر قال أصحاب رسول الله : افرضوا لخليفة رسول الله ما يغنيه ، قالوا : نعم ، برداه إذا أخلقهما وضعهما وأخذ مثلهما وظهره إذا سافر ونفقته على أهله كما كان ينفق قبل أن يستخلف ، قال أبو بكر : رضيت. وانظر : صفة الصفوة لابن الجوزي ١ / ٢٥٨.

(٥) أخرج ابن سعد ٣ / ١٨٥ نحوه من طريق الزهري. عن عروة ، عن عائشة قالت : لما ولي أبو بكر قال : قد علم قومي أنّ حرفتي لم تكن لتعجز عن مئونة أهلي وقد شغلت بأمر المسلمين وسأحترف للمسلمين في مالهم وسيأكل آل أبي بكر من هذا المال.

١١٣

يتّجر فيها ، فلقيه عمر وأبو عبيدة فكلّماه فقال : فمن أين أطعم عيالي؟ قالا : انطلق حتّى نفرض لك ، قال : ففرضوا له كلّ يوم شطر شاة ، وماكسوه في الرأس والبطن ، وقال عمر : إليّ القضاء ، وقال أبو عبيدة : إليّ الفيء ، فقال عمر : لقد كان يأتي عليّ الشهر ما يختصم إليّ فيه اثنان (١).

وعن ميمون بن مهران قال : جعلوا له ألفين وخمسمائة (٢).

وقال محمد بن سيرين : كان أبو بكر أعبر هذه الأمّة لرؤيا بعد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال الزّبير بن بكّار عن بعض أشياخه قال : خطباء الصّحابة : أبو بكر ، وعليّ.

وقال عنبسة بن عبد الواحد : حدّثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة أنّها كانت تدعو على من زعم أنّ أبا بكر قال هذه الأبيات ، وقالت : والله ما قال أبو بكر شعرا في جاهليّة ولا في إسلام ، ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر في الجاهليّة.

وقال كثير النّواء ، عن أبي جعفر الباقر : إنّ هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعليّ : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً) (٣) الآية.

وقال حصين ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنّ عمر صعد المنبر ثمّ قال : ألا إنّ أفضل هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر ، فمن قال غير ذلك بعد مقامي هذا فهو مفتر ، عليه ما على المفتري.

وقال أبو معاوية وجماعة : ثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن ابن

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات ٣ / ١٨٤ ، وروى بعضه ابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٢٥٧.

(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ١٨٥.

(٣) سورة الحجر ، الآية ٤٧.

١١٤

عمر قال : كنّا نقول على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إذا ذهب أبو بكر ، وعمر ، وعثمان استوى النّاس ، فبلغ ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم ينكره ...

قال عليّ : «خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر ، وعمر». هذا والله العظيم قاله عليّ وهو متواتر عنه ، لأنه قاله على منبر الكوفة ، فقاتل الله الرّافضة ما أجهلهم.

وقال السّدّيّ ، عن عبد خير ، عن عليّ قال : أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر ، كان أوّل من جمع القرآن بين اللّوحين (١). إسناده حسن.

وقال عقيل ، عن الزّهري إنّ أبا بكر والحارث بن كلده كانا يأكلان خزيرة (٢) أهديت لأبي بكر ، فقال الحارث : ارفع يدك يا خليفة رسول الله ، والله إنّ فيها لسمّ سنة ، وأنا وأنت نموت في يوم واحد ، قال : فلم يزالا عليلين حتّى ماتا في يوم [واحد] (٣) عند انقضاء السنة (٤).

وعن عائشة قالت : أوّل ما بدئ مرض أبي بكر أنّه اغتسل ، وكان يوما باردا فحمّ خمسة عشر يوما لا يخرج إلى صلاة ، وكان يأمر عمر بالصّلاة ، وكانوا يعودونه ، وكان عثمان ألزمهم له في مرضه. وتوفي مساء ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة. وكانت خلافته سنتين ومائة يوم (٥).

وقال أبو معشر : سنتين وأربعة أشهر إلّا أربع ليال ، عن ثلاث وستّين سنة (٦).

__________________

(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ١٩٣.

(٢) لحم يقطّع ويصبّ عليه الماء ، فإذا نضج ذرّ عليه الدّقيق ، على ما في (النهاية).

(٣) ساقطة من نسخة القدسي ٣ / ٧١ (انظر طبقات ابن سعد ، والمستدرك).

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ١٩٨ ، والمستدرك للحاكم ٣ / ٦٤.

(٥) ابن سعد ٣ / ٢٠٢ وفيه «ثلاثة أشهر وعشر ليال».

(٦) ابن سعد ٣ / ٢٠٢ ، تاريخ الطبري ٣ / ٤٢٠.

١١٥

وقال الواقديّ : أخبرني ابن أبي سبرة ، عن عبد المجيد بن سهيل ، عن أبي سلمة قال : وأخبرنا بردان بن أبي النّضر (١) ، عن محمد بن إبراهيم التّيميّ ، وأنا عمرو بن عبد الله. عن أبي النّضر ، عن عبد الله البهيّ (٢) ، دخل حديث بعضهم في بعض ، أنّ أبا بكر لما ثقل دعا عبد الرحمن بن عوف فقال : أخبرني عن عمر ، فقال : ما تسألني عن أمر إلّا وأنت أعلم به منّي ، قال : وإن ، فقال : هو والله أفضل من رأيك فيه ، ثم دعا عثمان فسأله عن عمر ، فقال : علمي فيه أنّ سريرته خير من علانيته وأنّه ليس فينا مثله ، فقال : يرحمك الله والله لو تركته ما عدوتك ، وشاور معهما سعيد بن زيد ، وأسيد بن الحضير وغيرهما (٣) ، فقال قائل : ما تقول لربّك إذا سألك عن استخلافك عمر وقد ترى غلظته؟ فقال : أجلسوني ، أبالله تخوّفوني (٤)! أقول : استخلفت عليهم خير أهلك (٥).

ثم دعا عثمان فقال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها ، وعند أوّل عهده بالآخرة داخلا فيها ، حيث يؤمن الكافر ، ويوقن الفاجر ، ويصدق الكاذب ، إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطّاب فاستمعوا له وأطيعوا ، وإنّي لم

__________________

(١) في نسخة دار الكتب «عن أبي النضر» وهو خطأ ، والتصويب من الأصل وطبقات ابن سعد ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٣١ واسمه إبراهيم.

(٢) في نسخة القدسي ٣ / ٧١ «النخعي» والتصحيح من طبقات ابن سعد.

(٣) في طبقات ابن سعد زيادة : «من المهاجرين والأنصار ، فقال أسيد : اللهمّ أعلمه الخيرة بعدك ، يرضى للرضى ويسخط للسّخط ، الّذي يسر خير من الّذي يعلن ، ولم يل هذا الأمر أحد أقوى عليه منه ، وسمع بعض أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بدخول عبد الرحمن وعثمان على أبي بكر وخلوتهما به ، فدخلوا على أبي بكر ...».

(٤) في طبقات ابن سعد زيادة : «خاب من تزوّد من أمركم بظلم».

(٥) زاد في الطبقات : «أبلغ عنّي ما قلت لك من وراءك» ، وانظر : تاريخ الطبري ٣ / ٤٢٨ ، وابن الأثير ٢ / ٤٢٥ ، ومناقب عمر لابن الجوزي ٥٣.

١١٦

آل (١) الله ورسوله وديته ونفسي وإيّاكم خيرا ، فإن عدل فذلك ظنّي به وعلمي فيه ، وإن بدّل فلكلّ امرئ ما اكتسب (٢) ، والخير أردت ولا أعلم الغيب (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (٣).

وقال بعضهم في الحديث : لمّا أن كتب عثمان الكتاب أغمي على أبي بكر ، فكتب عثمان من عنده اسم عمر ، فلمّا أفاق أبو بكر قال : اقرأ ما كتبت ، فقرأ ، فلمّا ذكر (عمر) كبّر أبو بكر وقال : أراك خفت إن افتلتت نفسي الاختلاف ، فجزاك الله عن الإسلام خيرا ، والله إن كنت لها أهلا (٤).

وقال علوان بن داود البجلي ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن صالح ابن كيسان ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، وقد رواه اللّيث ابن سعد ، عن علوان ، عن صالح نفسه قال : دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه فسلّمت عليه وسألته كيف أصبحت؟ فقال : بحمد الله بارئا ، أما إني على ما ترى وجع ، وجعلتم لي شغلا مع وجعي ، جعلت لكم عهدا بعدي ، واخترت لكم خيركم في نفسي فكلّكم ورم لذلك أنفه رجاء أن يكون الأمر له (٥).

ثم قال : أما إنّي لا آسى على شيء إلّا على ثلاث فعلتهنّ (٦) ، وثلاث لم أفعلهنّ (٦) ، وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عنهنّ : وددت أنّي لم

__________________

(١) في حاشية الأصل : (لم أقصر).

(٢) زاد في الطبقات : «من الإثم».

(٣) سورة الشعراء ، الآية ٢٢٧.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ١٩٩ ، ٢٠٠ ، مناقب عمر لابن الجوزي ٥٤ ، تاريخ الطبري ٤ / ٥٢.

(٥) أضاف الطبراني : «ورأيت الدنيا قد أقبلت ولمّا تقبل وهي جائية وستنجدون بيوتكم بسور الحرير ونضائد الديباج ، وتألمون ضجائع الصوف الأذري ، كأنّ أحدكم على حسك السعدان ، والله لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير حدّ له من أن يسيح في غمرة الدنيا».

(٦) زاد الطبرانيّ : «وددت أني لم أفعلهنّ».

١١٧

أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وأن أغلق عليّ الحرب ، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق عمر أو أبي عبيدة (١) ، ووددت أنّي كنت وجّهت خالد بن الوليد إلى أهل الرّدة وأقمت بذي القصّة ، فإن ظفر المسلمون وإلّا كنت لهم مددا ورداء ، ووددت أنّي يوم أتيت بالأشعث أسيرا ضربت عنقه ، فإنّه يخيّل إليّ أنّه لا يكون شر إلّا طار إليه ، ووددت أنّي يوم أتيت بالفجاءة السّلميّ لم أكن حرّقته وقتلته أو أطلقته [نجيحا] (٢) ، ووددت أنّي حيث وجّهت خالد بن الوليد إلى الشّام وجّهت عمر بن الخطّاب إلى العراق ، فأكون قد بسطت يميني وشمالي في سبيل الله. ووددت أنّي سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في من هذا الأمر ولا ينازعه أهله ، وأنّي سألته هل للأنصار في هذا الأمر شيء؟ وأنّي سألته عن العمّة وبنت الأخ ، فإنّ في نفسي منها حاجة ، رواه هكذا وأطول من هذا ابن وهب ، عن اللّيث بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، أخرجه كذلك ابن عائذ (٣).

وقال محمد بن عمرو بن علقمة بن وقّاص ، عن أبيه ، عن جدّه ، أنّ عائشة قالت : حضرت أبي وهو يموت فأخذته غشية فتمثّلت :

من لا يزال دمعه مقنّعا

فإنّه لا بدّ مرّة مدفوق (٤)

 فرفع رأسه وقال : يا بنيّة ليس كذلك ، ولكن كما قال الله تعالى :

__________________

(١) زاد الطبراني : «فكان أمير المؤمنين وكنت وزيرا» ، وفي تاريخ الطبري : «فكان أحدهما أميرا ، وكنت وزيرا».

(٢) أضفناها من المعجم الكبير للطبراني ، وتاريخ الطبري.

(٣) انظر الحديث بطوله في المعجم الكبير للطبراني ١ / ٦٢ ، ٦٣ رقم ٤٣ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٤٢٩ ـ ٤٣١ بتقديم وتأخير. وانظر قسما منه في الكامل للمبرّد ١ / ٥.

(٤) هكذا في الأصل ، وطبقات ابن سعد. وفي النهاية لابن الأثير :

من لا يزال دمعه مقنّعا

لا بد يوما أنه يهراق

 والمقنّع : المحبوس في جوفه.

١١٨

(وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) (١).

وقال موسى الجهنيّ عن أبي بكر بن حفص بن عمر : إنّ عائشة تمثّلت لمّا احتضر أبو بكر :

لعمرك ما يغني الثّراء عن الفتى

إذا حشرجت يوما وضاق بها الصّدر

فقال : ليس كذلك ولكن : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ) ، إنّي نحلتك حائطا وإنّ في نفسي منه شيئا فردّيه على الميراث ، قالت : نعم ، قال : أما إنّا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما ولكنّا أكلنا من جريش (٢) طعامهم في بطوننا ، ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا ، وليس عندنا من فيء المسلمين شيء إلّا هذا العبد الحبشيّ وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة (٣) ، فإذا متّ فابعثي بهنّ إلى عمر ، ففعلت (٤).

وقال القاسم ، عن عائشة : إنّ أبا بكر حين حضره الموت قال : إنّي لا أعلم عند آل أبي بكر غير هذه اللقحة وغير هذا الغلام الصّيقل ، كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا ، فإذا متّ فادفعيه إلى عمر ، فلمّا دفعته إلى عمر قال عمر : رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده (٥).

وقال الزّهريّ : أوصى أبو بكر أن تغسّله امرأته أسماء بنت عميس ، فإن

__________________

(١) سورة ق ، الآية ١٩ ، وانظر الحديث في طبقات ابن سعد ٣ / ١٩٧ من طريق حمّاد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، و ٣ / ١٩٨ من طريق عفّان بن مسلم ، عن حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن سميّة ، عن عائشة.

(٢) أبي خشن طعامهم.

(٣) أي التي انجرد حملها وخلقت.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ١٩٦ ، الكامل لابن الأثير ٢ / ٤٢٢ ، ٤٢٣ ، مناقب عمر لابن الجوزي ٥٦.

(٥) طبقات ابن سعد ٣ / ١٩٢.

١١٩

لم تستطع استعانت بابنه عبد الرحمن (١).

وقال عبد الواحد بن أيمن وغيره ، عن أبي جعفر الباقر قال : دخل عليّ على أبي بكر بعد ما سجّي فقال : ما أحد ألقى الله بصحيفته أحبّ إليّ من هذا المسجّى (٢).

وقال القاسم : أوصى أبو بكر أن يدفن إلى جنب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فحفر له ، وجعل رأسه عند كتفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

وعن عامر بن عبد الله بن الزّبير قال : رأس أبي بكر عند كتفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورأس عمر عند حقوي أبي بكر (٤).

وقالت عائشة : مات ليلة الثلاثاء ، ودفن قبل أن يصبح (٥).

وعن مجاهد قال : كلّم أبو قحافة في ميراثه من ابنه فقال : قد رددت ذلك على ولده ، ثمّ لم يعيش بعده إلّا ستّة أشهر وأيّاما (٦).

وجاء أنّه ورثه أبوه وزوجتاه أسماء بنت عميس ، وحبيبة بنت خارجة والدة أمّ كلثوم ، وعبد الرحمن ، ومحمد ، وعائشة ، وأسماء ، وأمّ كلثوم (٧).

ويقال : إنّ اليهود سمّته في أرزّة فمات بعد سنة ، وله ثلاث وستّون سنة (٨).

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٠٣ من طريق الواقدي ، عن ابن جريج ، عن عطاء. وانظر : تاريخ الطبري ٣ / ٤٢١.

(٢) ورد مثل هذا القول عند ابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٢٩٢ بحقّ الخليفة عمر بن الخطاب.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٠٩ ، تاريخ الطبري ٣ / ٤٢٢.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٠٩ ، تاريخ الطبري ٣ / ٤٢٢.

(٥) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٠٧.

(٦) طبقات ابن سعد ٣ / ٢١٠ و ٢١١.

(٧) طبقات ابن سعد ٣ / ٢١٠ من طريق شعيب بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ، عن أبيه.

(٨) تاريخ الطبري ٣ / ٤١٩.

١٢٠