تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر ، قال : «أفلا أكون عبدا شكورا» متّفق عليه (١).

وقال منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة : سألت عائشة : كيف كان عمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هل كان يخصّ شيئا من الأيام؟ قالت : لا ، كان عمله ديمة (٢) ، وأيّكم يستطيع ما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستطيع؟ متّفق عليه (٣).

وقال معمر ، عن همّام ، ثنا أبو هريرة ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إيّاكم والوصال». قالوا : فإنّك تواصل يا رسول الله ، قال : «إنّي لست مثلكم ، إنّي أبيت يطعمني ربّي ويسقيني ، فاكلفوا من العمل ما لكم به طاقة» (٤).

__________________

(١) رواه البخاري في التهجّد ٢ / ٤٤ باب قيام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حق ترم قدماه ، وفي التفسير ٦ / ٤٤ سورة الفتح ، باب قوله (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) ، ومسلم (٢٨١٩) في صفات المنافقين ، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة ، والترمذي في الصلاة (٤١٠) باب ما جاء في الاجتهاد في الصلاة ، والنسائي في قيام الليل ٣ / ٢١٩ باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل ، وابن ماجة في إقامة الصلاة (١٤١٩) و (١٤٢٠) باب ما جاء في طول القيام في الصلوات ، وأحمد في المسند ٤ / ٢٥١ و ٢٥٥ و ٦ / ١١٥.

(٢) الدّيمة : المطر الدائم ، شبّهت عمله في دوامه بديمة المطر. (انظر عيون الأثر ٢ / ٣٣٥).

(٣) أخرجه البخاري في الصوم ٢ / ٢٤٨ باب هل يخصّ شيئا من الأيام ، وفي الرقاق ٧ / ١٨١ باب القصد والمداومة على العمل ، ومسلم (٧٨٣) في صلاة المسافرين ، باب فضيلة العمل الدائم من قيام الليل وغيره ، وأبو داود في الصلاة (١٣٧٠) باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة وأحمد في المسند ٤ / ١٠٩ و ٦ / ٤٣ و ٥٥ و ١٧٤ و ١٨٩.

(٤) أخرجه البخاري في الصوم ٢ / ٢٣٢ باب بركة السحور من غير إيجاب ، و ٢ / ٢٤٢ باب الوصال ومن قال : ليس في الليل صيام ، وباب التنكيل لمن أكثر الوصال ، و ٢ / ٢٤٣ باب الوصال إلى السحر ، وفي التمنّي ٨ / ١٣١ وباب ما يجوز من اللّو وقوله تعالى : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) ، ومسلم (١١٠٤) في كتاب الصيام ، باب النهي عن الوصال في الصوم ، وأبو داود في الصوم (٢٣٦٠) باب في الوصال ، و (٢٣٧٤) باب في الرخصة في ذلك ، والترمذي في الصوم (٧٧٥) باب ما جاء في كراهية الوصال في الصيام ، والدارميّ في الصوم ، باب رقم ١٤ ، ومالك في الموطأ ، كتاب الصوم (٦٧٢) باب النهي عن الوصال في الصوم ، وأحمد في المسند ٢ / ٢١ و ١٠٢ و ١١٢ و ١٢٨ و ١٤٣ و ١٥٣ و ٢٣١ و ٢٣٧ و ٢٤٤ و ٢٥٧ و ٢٦١ و ٢٨١ و ٣١٥ و ٣٤٥ و ٣٧٧ و ٤١٨ و ٤٩٦ و ٥١٦ و ٣ / ٨ و ٥٧ ، و ١٧٠ و ١٧٣ و ٢٠٢ و ٢١٨ و ٢٣٥ و ٢٤٧ و ٢٧٦ و ٢٨٩ و ٤ / ٣١٤ و ٣١٥ و ٥ / ٣٦٤ و ٦ / ٢٤٢ و ٢٥٨.

٤٨١

وفي الصحيح مثله من حديث ابن عمر ، وعائشة ، وأنس ، بمعناه.

وقال محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه في كلّ يوم مائة مرّة». هذا حديث حسن (١).

وقال حمّاد بن سلمة ، عن ثابت عن مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير ، عن أبيه قال : رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلّي ، وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء (٢).

وقال أبو كريب : ثنا معاوية بن هشام ، عن شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : قال أبو بكر : يا رسول الله أراك شبت ، قال : «شيّبتني هود ، والواقعة ، والمرسلات ، وعمّ يتساءلون ، وإذا الشّمس كوّرت (٣)».

وأمّا تهجّده وتلاوته وتسبيحه وذكره وصومه وحجّه وجهاده وخوفه وبكاؤه وتواضعه ورقّته ، ورحمته لليتيم والمسكين ، وصلته للرّحم ، وتبليغه والرسالة ، ونصحه الأمّة ، فمسطور في السّنن على أبواب العلم.

__________________

(١) رواه مسلم (٢٧٠٢) في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه ، وأبو داود (١٥١٥) في الصلاة ، باب الاستغفار ، والترمذي (٣٣١٢) في التفسير ، سورة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وابن ماجة في الأدب (٣٨١٥) باب الاستغفار ، والدارميّ في الرقاق ، باب (١٥) ، وأحمد في المسند ٢ / ٤٥ و ٤ / ٢٦٠ و ٥ / ٣٩٤ و ٣٩٦ و ٣٩٧ و ٤٠٢ ، وابن سيد الناس في عيون الأثر ٢ / ٣٣٥.

(٢) رواه أبو داود في الصلاة (٩٠٤) باب البكاء في الصلاة ، والنسائي في السهو ٣ / ١٣ باب البكاء في الصلاة ، وأحمد في المسند ٤ / ٢٥ و ٢٦.

(٣) أخرجه الترمذي في التفسير (٣٣٥١) سورة الواقعة ، وابن سعد ١ / ٤٣٥ ، والترمذي في الشمائل ٢٧ رقم ٤٠.

٤٨٢

باب في مزاحه ودماثة أخلاقه الزكيّة صلى‌الله‌عليه‌وسلم

قال مبارك بن فضالة ، عن بكر بن عبد الله بن المزني ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّي لأمزح ، وما أقول إلّا حقّا». (١) إسناده قريب من الحسن.

وقال أبو حفص بن شاهين : ثنا عثمان بن جعفر الكوفي ، ثنا عبد الله بن الحسين.

ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا اللّيث ، عن ابن عجلان ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ، قيل : يا رسول الله إنّك تداعبنا ، قال : «إنّي لا أقول إلّا حقّا» (٢).

تابعه أبو معشر ، عن المقبري ، وهو صحيح.

وقال الزّبير بن بكّار ، حدّثني حمزة بن عتبة ، عن نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، أنّها مزحت عند النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : إنّه بعض دعابات هذا الحيّ من بني كنانة ، فقال رسول الله : «بل بعض مزحنا هذا الحيّ من قريش». حمزة لا أعرفه (٣) ، والمتن منكر.

وقال زيد بن أبي الزّرقاء ، عن ابن لهيعة ، عن عمارة بن غزيّة ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس قال : كان النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أفكه

__________________

(١) روى ابن ماجة نحوه من حديث (٢٨٦٣) عن طريق محمد بن عمرو ، عن عمر بن الحكم بن ثوبان ، عن أبي سعيد الخدريّ ، في كتاب الجهاد ، باب لا طاعة في معصية الله.

(٢) رواه الترمذي في البرّ والصلة (٢٠٥٨) باب ما جاء في المزاح ، وأحمد في المسند ٢ / ٣٤٠ و ٣٦٠.

(٣) ذكره المؤلّف في المغني في الضعفاء ١ / ١٩٢ رقم ١٧٥٤ ، وميزان الاعتدال ١ / ٦٠٨ رقم ٢٣٠٧.

٤٨٣

النّاس (١). تفرّد به ابن لهيعة ، وضعفه معروف.

وجاء من طريق ابن لهيعة : كان النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أفكه الناس مع صبيّ (٢).

وقال أبو تميلة يحيى بن واضح ، عن أبي طيبة عبد الله بن مسلم ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : كنت مع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر ، فثقل على القوم بعض متاعهم ، فجعلوا يطرحونه عليّ ، فمرّ بي النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «أنت زاملة» (٣).

وقال حشرج بن نباتة ، عن سعيد بن جمهان : سمعت سفينة (٤) يقول : ثقل على القوم متاعهم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أبسط كساءك» ، فجعلوا فيه متاعهم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «احمل ، فإنّما أنت سفينة» ، قال : فلو حملت من يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة ، حتّى بلغ سبعة ما ثقل عليّ. وهذا يدخل في معجزاته.

وقال عليّ بن عاصم ، وخالد بن عبد الله : ثنا حميد ، عن أنس قال : استحمل أعرابي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «أنا أحملك على ولد النّاقة» ، فقال : وما أصنع بولد ناقة يا رسول الله؟ فقال : «وهل تلد الإبل إلّا النّوق؟» (٥) صحيح غريب.

وقال الأنصاريّ : ثنا حميد ، عن أنس قال : كان ابن لأمّ سليم ، يقال

__________________

(١) رواه ابن السّنّي في عمل اليوم والليلة ١٥٩ رقم ٤٢١ ، وألوفا لابن الجوزي ٢ / ٤٤٦ ، وابن كثير في الشمائل ٨١ ، والمعافى بن زكريا في أنيس الجليس ١ / ٢٧٩.

(٢) انظر المصادر السابقة.

(٣) الزاملة : البعير الّذي يحمل عليه الطعام والمتاع.

(٤) سفينة : هو مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واسمه مهران.

(٥) رواه أبو داود في الأدب (٤٩٩٨) باب ما جاء في المزاح.

٤٨٤

له أبو عمير ، كان النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمازحه ـ الحديث (١).

وقال شريك ، عن عاصم ، عن أنس ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «يا ذا الأذنين» (٢).

وقال محمد بن عمرو ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، أنّ عائشة قالت : أتيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بخزيرة (٣) طبختها ، فقلت لسودة والنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيني وبينها : كلي ، فأبت ، فقلت : لتأكلي أو لألطّخنّ وجهك ، فأبت ، فوضعت يدي فيها فلطّختها وطليت وجهها ، فضحك النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فمرّ عمر فقال : يا عبد الله يا عبد الله ، فظنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه سيدخل ، فقال : «قوما فاغسلا وجوهكما». فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منه.

وقال عبد الله بن إدريس ، عن حسين بن عبد الله ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : مرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحسّان بن ثابت ، وقد رشّ فناء أطمه ، ومعه أصحابه سماطين ، وجارية يقال لها سيرين ، معها مزهرها تختلف بين السّماطين تغنّيهم ، فلمّا مرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يأمرهم ولم ينههم ، وهي تقول في غنائها :

هل عليّ ويحكم

إن لهوت من حرج

فتبسّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : «لا حرج إن شاء الله» (٤).

حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب هذا مدنيّ ،

__________________

(١) مرّ الحديث قبل الآن ، وهو في صحيح مسلم (٢١٥٠) وطبقات ابن سعد ١ / ٣٦٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ١ / ٣٣٨.

(٢) رواه الترمذي في المناقب (٣٩٢١) باب مناقب أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه ، وأبو داود في الأدب (٥٠٠٢) باب ما جاء في المزاح ، وأحمد في المسند ٣ / ١١٧ و ١٢٧ و ٢٤٢ و ٢٦٠.

(٣) الخزيرة : عصيدة بلحم.

(٤) رواه المؤلّف في ميزان الاعتدال ١ / ٥٣٨.

٤٨٥

تركه ابن المدينيّ وغيره (١).

وقال بكر بن مضر ، عن ابن الهاد ، عن محمد بن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : دخلت الحبشة المسجد يلعبون ، فقال لي النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتحبّين أن تنظري إليهم»؟ قلت : نعم ، فقال : «تعالي» ، فقام بالباب ، وجئت فوضعت ذقني على عاتقه ، وأسندت وجهي إلى خدّه ، قالت : ومن قولهم يومئذ «وأبو القاسم طيّب» ، فقال رسول الله : «حسبك».

قلت : لا تعجل يا رسول الله ، قالت : وما بي حبّ النّظر إليهم ، ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه.

وفي بعض طرقه : فلا ينصرف حتى أكون أنا التي أنصرف ، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السّنّ ، الحريصة على اللهو (٢).

وفي رواية : والحبشة في المسجد يلعبون بحرابهم ويزفّنون.

__________________

(١) قال الجوزجاني : لا يشتغل بحديثه ، وقال العقيلي : لا يتابع عليه إلا من هو قريب منه ، وقال أبو زرعة : ليس بقويّ ، وقال يحيى بن معين : ضعيف ، وقال عليّ بن عبد الله : تركت حديثه ، وقال النسائي : متروك الحديث ، وقال ابن عديّ : هو ممّن يكتب حديثه فإنّي لم أجد في أحاديثه منكرا قد جاوز المقدار والحدّ ، وقال أحمد : له أشياء منكرة ، وقال ابن معين مرة : ليس به بأس يكتب حديثه ، وقال ابن سعد : كان كثير الحديث ، ولم أرهم يحتجّون بحديثه. وقال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقويّ عندهم ، وقال ابن حبّان : يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل.

انظر عنه : التاريخ الكبير ٢ / ٣٨٨ رقم ٢٨٧٢ ، والضعفاء الصغير ٧٨ ، والضعفاء والمتروكين للنسائي ١٤٥ ، وأحوال الرجال للجوزجانيّ ١٣٧ رقم ٢٣٣ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ١ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦ رقم ٢٩٣ ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٣ / ٥٧ رقم ٢٥٨ ، والمجروحين لابن حبّان ١ / ٢٤٢ ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ ٢ / ٧٦٠ ـ ٧٦١ ، وميزان الاعتدال ١ / ٥٣٧ ـ ٥٣٨ رقم ٢٠١٢ ، والكاشف ١ / ١٧٠ رقم ١٠٩٩ ، والمغني في الضعفاء ١ / ١٧٢ رقم ١٥٣٤ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٤١ ـ ٣٤٢ رقم ٦٠٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٧٦ رقم ٣٦٦.

(٢) وفي رواية لمسلم «فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السّنّ». انظر : صحيح مسلم (٨٩٢) في صلاة العيدين ، باب الرخصة في اللعب الّذي لا معصية فيه ، في أيام العيد ، وأحمد في المسند ٣ / ١٥٢ و ٦ / ١١٦.

٤٨٦

وقال زيد بن الحباب : أخبرني خارجة بن عبد الله ، ثنا يزيد بن رومان ، عن عروة ، عن عائشة قالت : كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسمعنا لغطا وصوت الصّبيان ، فقام ، فإذا حبشيّة ترقص والصّبيان حولها فقال : «يا عائشة تعالي فانظري» ، فجئت فوضعت ذقني على منكبه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعلت انظر ، فقال : «ما شبعت»؟ فجعلت أقول : لا ، لأنظر منزلتي عنده ، إذ طلع عمر رضي‌الله‌عنه ، فارفضّ النّاس عنها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّي لأنظر إلى شياطين الجنّ والإنس قد فرقوا من عمر» (١).

خارجة بن عبد الله ، قال ابن عديّ (٢) : لا بأس به.

وقال (س) : هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : سابقني النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسبقته ما شاء الله ، حتّى إذا رهقني اللّحم سابقني فسبقني ، فقال : «هذه بتلك». صحيح. وأخرجه من حديث عروة ، عن أبي سلمة عنها ، وقيل في إسناده غير ذلك. (٣)

وقال خالد بن عبد الله الطّحّان ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ـ وغير خالد أسقط منه أبا هريرة ـ قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدلع (٤) لسانه للحسين ، فيرى الصّبيّ حمرة لسانه فيهشّ إليه ، فقال له عيينة بن بدر : ألا أراك تصنع هذا ، فو الله إنّي ليكون لي الولد قد خرج وجهه

__________________

(١) رواه الترمذي في المناقب (٣٧٧٤) باب (٧١) في مناقب عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

(٢) في الكامل في ضعفاء الرجال ٣ / ٩٢١.

(٣) رواه أبو داود في الجهاد (٢٥٧٨) باب في السبق على الرّجل ، وابن ماجة مختصرا في النكاح (١٩٧٩) باب حسن معاشرة النساء ، وأحمد في المسند ، ٦ / ٣٩ و ٢٦٤ قال الهيثمي في مجمع الزوائد : إسناده صحيح على شرط البخاري ، وعزاه المزّي في الأطراف للنسائي ، وليس هو في رواية النّسائيّ.

(٤) في (ع) «أذلغ» وهو تحريف ، ويدلع : يخرج لسانه من بين شفتيه.

٤٨٧

ما قبّلته قطّ ، فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم «من لا يرحم لا يرحم» (١).

وقال جعفر بن عون ، عن معاوية بن أبي مزرّد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : أخذ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيد الحسن والحسين ، وهو يقول : ترقّ عين بقّه فيضع الغلام قدمه على قدم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يرفعه إلى صدره ، ثم قبّل فاه وقال : اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه (٢).

وقال خالد بن الحارث ، عن أشعث ، عن الحسن ، عن أنس قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مستلق ، والحسن بن عليّ على ظهره (٣).

وقال محمد بن عمران بن أبي ليلى ، حدّثني أبي ، حدّثني ابن أبي ليلى ، عن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه قال : كنّا عند النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاءه الحسن فأقبل يتمرّغ عليه ، فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مقدّم قميصه ، فقبّل زبيبته (٤).

__________________

(١) رواه البخاري في الأدب ٧ / ٧٥ باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته ، و ٧ / ٧٨ باب رحمة الناس بالبهائم ، ومسلم (٢٣١٨) في الفضائل ، باب رحمته صلى‌الله‌عليه‌وسلم الصبيان والعيال ، وتواضعه ، وفضل ذلك ، وأبو داود في الأدب (٥٢١٨) باب في قبلة الرجل ولده ، والترمذي في البر والصلة (١٩٧٦) باب ما جاء في رحمة الولد ، وأحمد في المسند ٤ / ٣٥٨ و ٣٦٠ و ٣٦١ و ٣٦٢ و ٣٦٥ و ٣٦٦

(٢) رواه مسلم (٢٤٢١) في فضائل الصحابة ، باب فضائل الحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما ، و (٢٤٢٢) ، والبخاري في اللباس ٧ / ٥٥ باب السّخاب للصبيان ، وابن ماجة في المقدّمة (١٤٢) باب فضل الحسن والحسين ابني عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم ، وأحمد في المسند ٢ / ٢٤٩ و ٢٨٨ و ٣٣١ و ٤٤٠ و ٤٤٦ و ٥٣١ و ٥٣٢ و ٤ / ٢٨٤ و ٢٩٢.

(٣) أخرجه الترمذي من طريق زمعة بن صالح ، عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، ومن طريق شعبة ، عن عديّ بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، في المناقب ، باب (١١٠) رقم (٣٨٧٢) و (٣٨٧٣).

(٤) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٤٥ رقم ٢٦٥٨ من طريق جرير ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس. وقد ليّن الحافظ ابن حجر في «تقريب التهذيب» قابوس ابن أبي ظبيان.

٤٨٨

وقال أبو أحمد الزّبيريّ : ثنا زمعة بن صالح ، عن الزّهريّ ، عن عبد الله ابن وهب بن زمعة ، عن أمّ سلمة ، أنّ أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى قبل موت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعام أو عامين ، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة ، وهما بدريّان ، وكان سويبط على زادهم ، فجاء نعيمان فقال : أطعمني ، فقال : لا ، حتّى يأتي أبو بكر ، وكان نعيمان مزّاحا ، فقال : لأبيعنّك ، ثم قال لأناس : ابتاعوا منّي غلاما ، وهو رجل ذو لسان ، ولعلّه يقول : أنا حرّ ، فإن كنتم تاركيه إذا قال ذلك ، فدعوني ولا تفسدوا عليّ غلامي ، قالوا : لا ، بل نبتاعه. فباعه بعشر قلائص (١) ، ثم جاءهم فقال : هو هذا ، فقال سويبط : هو كاذب ، وأنا رجل حرّ ، قالوا : قد أخبرنا بخبرك. وطرحوا الحبل والعمامة في رقبته ، وذهبوا به ، فجاء أبو بكر فأخبروه ، فذهب وأصحاب له فردّوا القلائص ، وأخذوه ، فضحك النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم منها وأصحابه حوله. هذا حديث حسن (٢).

وقال الأسود بن عامر : ثنا حمّاد بن سلمة ، عن أبي جعفر الخطميّ ، أنّ رجلا كان يكنى أبا عمرة ، فقال له النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أمّ عمرة» ، فضرب الرجل بيده إلى مذاكيره ، فقال له النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم «مه» ، قال : والله ما ظننت إلّا أنّي امرأة لمّا قلت لي يا أمّ عمرة ، فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّما أنا بشر مثلكم أمازحك». حديث مرسل.

وقال عبد الرزّاق : نا معمر ، عن ثابت ، عن أنس ، أنّ رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهر (٣) ، فكان يهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هديّة من البادية

__________________

(١) القلوص : الناقة الشابّة ، كما في نهاية ابن الأثير.

(٢) رواه أحمد في المسند ٦ / ٣١٦ وابن ماجة في الأدب (٣٧١٩) باب المزاح. قال الهيثمي في مجمع الزوائد. في إسناده زمعة بن صالح ، وهو وإن أخرج له مسلم ، فإنّما روى له مقرونا بغيره ، وقد ضعّفه أحمد وابن معين وغيرهما.

(٣) في مسند أحمد (زاهرا).

٤٨٩

فيجهّزه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١) وقال : «إنّ زاهرا باديتنا ، ونحن حاضرته» (٢). وكان دميما (٣) ، فأتاه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما ، وهو يبيع متاعه ، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره ، فقال : أرسلني ، من هذا؟ والتفت فعرف النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤) ، وجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من يشتري منّي العبد» ، فقال : يا رسول الله ، إذا والله تجدني كاسدا ، فقال : «لكن أنت عند الله غال». صحيح غريب (٥).

وقال خالد بن عبد الله الواسطيّ ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن ابن أبي ليلى ، عن أسيد بن الحضير قال : بينا رجل من الأنصار عند النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتحدّث ، وكان فيه مزاح يحدّث القوم ويضحكون ، فطعنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في خاصرته ، فقال : اصبر لي (٦) ، قال : «أصطبر» ، قال : لأنّ عليك قميصا ، ولم يكن عليّ قميص. فرفع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قميصه ، فاحتضنه وجعل يقبّل كشحة ويقول : إنّما أردت هذا يا رسول الله. رواته ثقات (٧).

وقال إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن جرير قال : ما حجبني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منذ أسلمت ، ولا رآني إلّا تبسّم (٨).

__________________

(١) في المسند زيادة «إذا أراد أن يخرج».

(٢) في المسند «حاضروه» وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحبّه».

(٣) في (ع) «ذميما».

(٤) في المسند زيادة «فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين عرفه».

(٥) رواه أحمد في المسند ٣ / ١٦١ و ٦ / ١٣٣.

(٦) في سنن أبي داود «أصبرني».

(٧) رواه أبو داود في الأدب (٥٢٢٤) باب في قبلة الجسد.

(٨) رواه البخاري في الجهاد والسير ٤ / ٢٥ ، ٢٦ باب من لا يثبت على الخيل ، وبقيّة الحديث : «إلا تبسّم في وجهي. ولقد شكوت إليه أنّي لا أثبت على الخيل ، فضرب بيده في صدري وقال : اللهمّ ثبّته واجعله هاديا مهديّا» ، وفي مناقب الأنصار ٤ / ٢٣٢ باب ذكر جرير بن عبد الله البجلي رضي‌الله‌عنه ، وفيه : «ولا رآني إلا ضحك» وبقيّته مختلفة ، وفي الأدب

٤٩٠

باب في ملابسه

قال خالد بن يزيد : ثنا عاصم بن سليمان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه كان يلبس القلانس (١) البيض ، والمزرورات ، وذوات الآذان. عاصم هذا بصريّ متّهم بالكذب (٢).

وعن جابر : كان للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عمامة سوداء يلبسها في العيدين ويرخيها خلفه. تفرّد به حاتم بن إسماعيل ، عن محمد بن عبيد الله العرزميّ ، عن أبي الزّبير ، عن جابر (٣).

وقال وكيع ، عن عبد الرحمن بن الغسيل ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم خطب النّاس وعليه عصابة دسماء (٤). حديث صحيح (٥).

__________________

= ٧ / ٩٤ باب التبسّم والضحك ، ومسلم ٢٤٧٥ في فضائل الصحابة ، باب من فضائل جرير بن عبد الله رضي‌الله‌عنه ، وابن ماجة في المقدّمة (١٥٩) باب فضل جرير بن عبد الله البجلي ، والترمذي في المناقب (٣٩٠٩) و (٣٩١٠) باب مناقب جرير بن عبد الله البجلي رضي‌الله‌عنه ، وأحمد في المسند ٤ / ٣٥٨ و ٣٥٩ و ٣٦٢ و ٣٦٥.

(١) القلانس : مفردها قلنسوة ، وهي ما يلبس على الرأس ويلفّ عليه كالعمامة.

(٢) قال النسائي : متروك الحديث ، وقال العقيلي : غلب على حديثه الوهم ، وقال الدارقطنيّ : كذّاب عن هشام وغيره ، وقال أبو حاتم : متروك الحديث ، وقال ابن معين : كذّاب خبيث ، وقال ابن عديّ : يعدّ فيمن يصنع الحديث. انظر عنه : الضعفاء والمتروكين للنسائي ٢٩٩ رقم ٢٣٩ ، الضعفاء الكبير للعقيليّ ٣ / ٣٣٧ رقم ١٣٦٢ ، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ ١٣٥ رقم ٤١١ الجرح والتعديل ٦ / ٣٤٤ رقم ١٩٠١ المجروحين لابن حبّان ٢ / ١٢٦ الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ٥ / ١٨٧٧ ـ ١٨٧٩ ، اللباب لابن الأثير ٣ / ١١٧ ، ميزان الاعتدال للمؤلف ٢ / ٣٥٠ ـ ٣٥٢ رقم ٤٠٤٧ ، المغني في الضعفاء له ١ / ٣٢٠ رقم ٢٩٨٢ ، الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث لبرهان الدين الحلبي ٢١٩ رقم ٣٦٠.

(٣) رواه أبو داود في اللباس (٤٠٧٧) باب في العمائم ، والترمذي في الشمائل ٥٦ رقم ١١٠.

(٤) أي سوداء.

(٥) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار ٤ / ٢٢٦ باب قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ، و ٧ / ٣٩ في اللباس ، باب العمائم ، والترمذي في الشمائل ٥٧ رقم ١١١.

٤٩١

وعن ركانة أنّه صارع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصرعه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : وسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس». أخرجه أبو داود (١).

وعن عروة ، عن عائشة : كانت للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كمّة (٢) بيضاء (٣).

وعن جابر بن عبد الله أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء (٤) رواته ثقات.

قلت : لعلّ ـ تحت الخوذة ، فإنّه دخل يوم الفتح وعلى رأسه المغفر (٥).

وعن بعضهم بإسناد واه : كانت له صلى‌الله‌عليه‌وسلم عمامة تسمّى السّحاب ، يلبس

__________________

(١) في سننه ، كتاب اللباس (٤٠٧٨) باب في العمائم ، والترمذي في اللباس (١٨٤٤) باب (٤١) وقال : «هذا حديث غريب ، وإسناده ليس بالقائم ، ولا نعرف .. ابن ركانة».

(٢) الكمّة : القلنسوة الصغيرة والمدوّرة.

(٣) ألوفا لابن الجوزي ٥٦٧.

(٤) رواه مسلم (١٣٥٨) في الحجّ ، باب جواز دخول مكة بغير إحرام ، والترمذي في الجهاد (١٧٣٠) باب ما جاء في الألوية ، والنسائي (٢٨٧٢) ، وابن ماجة في اللباس (٣٥٨٥) باب في العمامة السوداء ، والترمذي في الشمائل ٥٥ ، ٥٦ رقم ١٠٧.

(٥) حديث دخول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكة وعلى رأسه المغفر ، رواه البخاري في المغازي ، باب أين ركز النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم الراية يوم الفتح ، وفي الحج ، باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام ، وفي الجهاد ، باب قتل الأسير وقتل الصبر ، وفي اللباس ، باب المغفر ، ومسلم (١٣٥٧) في الحج ، باب جواز دخول مكة بغير إحرام ، ومالك في الموطأ ، ١ / ٤٢٣ في الحج ، باب جامع الحج ، وأبو داود في الجهاد (٢٦٨٥) باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام ، والترمذي في الجهاد (١٦٩٣) باب ما جاء في المغفر ، والنسائي ٥ / ٢١٠ في الحج ، باب دخول مكة بغير إحرام ، وابن سعد في الطبقات ٢ / ١٣٩ ، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ ٧٢ رقم ١٤ (بتحقيقنا) ، والتنوخي بتخريج الصوري في الفوائد العوالي (مخطوطة الظاهرية) ج ٥ / ١٩ (بتحقيقنا) ، والخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٢٠٦ والمغفر : هو زرد من حديد يلبس تحت القلنسوة ليتّقى به في الحرب.

٤٩٢

تحتها القلانس اللاطئة (١) ، ويرتدي (٢).

وقال مساور الورّاق ، عن جعفر بن عمرو بن حريث ، عن أبيه : رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المنبر ، وعليه ، عمامة سوداء ، قد أرخى طرفها بين كتفيه (٣).

وعن الحسن : كانت راية النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سوداء ، تسمّى العقاب ، وعمامته سوداء (٤) ، وكان إذا اعتمّ يرخي عمامته بين كتفيه. مرسل (٥).

وقال عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا اعتمّ يسدل عمامته بين كتفيه (٦). وكان ابن عمر يفعله. وقال عبيد الله بن عمر : رأيت القاسم وسالما يفعلان ذلك (٧).

وقال عروة : أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عمامة معلّمة ، فقطع علمها ولبسها. مرسل (٨).

__________________

(١) أي الملتصقة بالرأس.

(٢) انظر : أخلاق أبي الشيخ ١١٨ ، ١١٩ وملخص تاريخ دمشق لابن منظور ـ السيرة النبويّة ٢٧١ بتحقيق د. رضوان السيد.

(٣) رواه مسلم (١٣٥٩ / ٤٥٣) في الحج ، باب جواز دخول مكة بغير إحرام ، وأبو داود في اللباس (٤٠٧٧) باب في العمائم ، وأحمد في المسند ٣ / ٣٦٣ و ٣٨٧ و ٤ / ٣٠٧ و ٦ / ١٤٨ و ١٥٢ ، وابن ماجة في اللباس (٣٥٨٧) باب إرخاء العمامة بين الكتفين ، والنويري في نهاية الأرب ١٨ / ٢٨٥.

(٤) رواه ابن سعد في الطبقات حتى هنا ١ / ٤٥٥.

(٥) ابن سعد ١ / ٤٥٦.

(٦) زاد الترمذي هنا : قال نافع».

(٧) رواه الترمذي في اللباس (١٧٩٠) باب سدل العمامة بين الكتفين ، وقال : وفي الباب عن عليّ ، ولا يصحّ حديث عليّ من قبل إسناده ، وانظر ابن سعد ١ / ٤٥٦.

(٨) روى أحمد في المسند ٦ / ٢٠٨ حديثا بنحوه عن عبد الله ، عن أبيه ، عن وكيع ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانت له خميصة معلّمة ، وكان يعرض له علمها في الصلاة ، وأعطاها أبا جهم وأخذ كساء له أنبجانيّا. وانظر : نهاية الأرب للنويري ١٨ / ٢٨٧.

٤٩٣

وقال المغيرة : إنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم توضّأ فمسح على ناصيته وعمامته.

وقال : لبس جبّة ضيّقة الكمّين (١).

ويروى عن أنس : كان قميص النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قطنا ، قصير الطّول ، قصير الكمّين (٢).

وعن بديل بن ميسرة ، عن شهر (٣) ، عن أسماء بنت يزيد قالت : كان كمّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الرّسغ (٤).

وعن ابن عبّاس : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يلبس قميصا قصير اليدين والطّول (٥).

وعن عروة ـ وهو مرسل ـ قال : إنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان طول ردائه أربعة أذرع ، وعرضه ذراعان وشبر (٦).

وقال زكريّا بن أبي زائدة ، عن مصعب بن شيبة ، عن صفيّة بنت شيبة ، عن عائشة قالت : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليه مرط (٧) من شعر أسود. أخرجه أبو داود (٨).

__________________

(١) رواه البخاري في اللباس ٧ / ٣٧ باب من لبس جبّة ضيّقة الكمّين في السفر ، ومسلم (٢٧٤) في الطهارة ، باب المسح على الخفّين ، وأبو داود في الطهارة (١٥٠) باب المسح على الخفّين ، والترمذي في اللباس (١٨٢٤) باب ما جاء في لبس الجبّة والخفّين ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، والنسائي في الطهارة ١ / ٧٦ باب المسح على العمامة مع الناصية ، وأحمد في المسند ١ / ٢٩ و ٤٤ و ٤ / ٢٤٤ ، ٢٤٨ و ٢٥٠ و ٢٥١ و ٢٥٥ ، وابن سعد في الطبقات ١ / ٤٥٩.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات ١ / ٤٥٨ ، والنويري في نهاية الأرب ١٨ / ٢٨٧.

(٣) في (ع) «شهد» وهو تصحيف. وهو شهر بن حوشب.

(٤) رواه ابن سعد ١ / ٤٥٨ ، والنويري ١٨ / ٢٨٧ ، وأبو داود (٤٠٢٧) وفيه «الرصغ».

(٥) رواه ابن سعد ١ / ٤٥٩.

(٦) رواه ابن سعد ١ / ٤٥٨ ، والنويري ١٨ / ٢٨٧.

(٧) المرط : كساء طويل واسع من الخزّ والصوف. وفي الرواية «مرط مرحّل» ..

(٨) في اللباس (٤٠٣٢) باب في لبس الصوف والشعر ، ورواه مسلم (٢٠٨١) في اللباس =

٤٩٤

وذكر الواقديّ أنّ بردة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانت طول ستّة أذرع في ثلاثة وشبر ، وإزاره من نسج عمان ، طوله أربعة أذرع وشبر في ذراعين وشبر ، كان يلبسهما يوم الجمعة والعيدين ثم يطويان. حديث معضل (١).

وقال عروة : إنّ ثوب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الّذي كان يخرج فيه إلى الوفد رداء (٢) حضرميّ (٣) طوله أربعة أذرع ، وعرضه ذراعان وشبر ، فهو عند الخلفاء قد خلق ، فطووه (٤) بثوب ، يلبسونه يوم الأضحى والفطر. رواه ابن المبارك ، عن أبي لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة (٥).

وقال معن بن عيسى : ثنا محمد بن هلال قال : رأيت على هشام بن عبد الملك برد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حبرة له حاشيتان (٦).

قلت : هذا البرد غير برد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم الّذي يتداوله الخلفاء من بني العبّاس ، ذاك البرد اشتراه أبو العبّاس السّفّاح بثلاثمائة دينار من صاحب أيلة.

وذكر ابن إسحاق أنّه برد كساه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لصاحب أيلة. والله أعلم.

وقال حميد الطّويل : ثنا بكر بن عبد الله المزني ، عن حمزة بن

__________________

= والزينة ، باب التواضع في اللباس ، والاقتصار على الغليظ منه واليسير .. ، وفي فضائل الصحابة (٢٤٢٤) باب فضائل أهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والترمذي في الاستئذان والآداب (٢٩٦٦) باب ما جاء في الثوب الأسود ، وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب ، وأحمد في المسند ٦ / ١٦٢ ، والترمذي في الشمائل ـ ص ٣٧.

(١) انظر طبقات ابن سعد ١ / ٤٥٨.

(٢) في طبقات ابن سعد «ورداءه».

(٣) في نسخة دار الكتب ، وألوفا بأحوال المصطفى لابن الجوزي «أخضر» بدل «حضرمي».

(٤) هكذا عند ابن سعد والنويري ، وفي الأصل «فطروه» وهو تصحيف ، وفي (ع) «فيبطّنونه». وفي ألوفا لابن الجوزي «وطرف».

(٥) طبقات ابن سعد ١ / ٤٥٨ ، نهاية الأرب للنويري ١٨ / ٢٨٨.

(٦) رواه ابن سعد في الطبقات ١ / ٤٥٦.

٤٩٥

المغيرة بن شعبة ، عن أبيه قال : تخلّفت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلمّا قضى حاجته أتيته بمطهرة ، فغسل كفّيه ووجهه ، ثمّ ذهب يحسر عن ذراعيه ، فضاق كمّ الجبّة ، فأخرج يديه من تحتها ، وألقى الجبّة على منكبيه ، فغسل ذراعيه ومسح ناصيته ، وعلى العمامة ، ثمّ ركب وركبنا ، وفي لفظ : وعليه جبّة شاميّة ضيّقة الكمّين ، وفي لفظ : وعليه جبّة من صوف (١).

وقال أيّوب ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليه إزار يتقعقع (٢).

عن عكرمة : رأيت ابن عبّاس إذا ائتزر أرخى مقدّم إزاره حتى تقع حاشيتاه على ظهر قدميه ، ويرفع الإزار ممّا وراءه ، وقال : رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأتزر هذه الإزرة (٣).

وعن ابن عبّاس قال : رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأتزر تحت سرّته ، وتبدو سرّته ، ورأيت عمر يأتزر فوق سرّته (٤) ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه (٥).

وعن (٦) إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم اشترى

__________________

(١) رواه البخاري في اللباس ٧ / ٣٧ باب من لبس جبّة ضيّقة الكمّين في السفر ، ومسلم (٢٧٤) في الطهارة ، باب المسح على الخفّين ، وأبو داود في الطهارة (١٥٠) باب المسح على الخفّين ، والترمذي في اللباس (١٨٢٤) باب ما جاء في لبس الجبّة والخفّين ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، والنسائي في الطهارة ١ / ٧٦ باب المسح على العمامة مع الناصية ، وأحمد في المسند ١ / ٢٩ و ٤٤ و ٤ / ٢٤٤ و ٢٤٨ و ٢٥٠ و ٢٥١ و ٢٥٥ ، وابن سعد في الطبقات ١ / ٤٥٩.

(٢) رواه أحمد في المسند ٢ / ١٤١ و ١٤٧.

(٣) رواه أبو داود في اللباس (٤٠٩٦) باب في قدر موضع الإزار.

(٤) رواه ابن سعد ١ / ٤٥٩.

(٥) رواه أحمد في المسند ٤ / ١٨٠ ، وانظر أبو داود (٤٠٩٣) في اللبس ، باب في قدر موضع الإزار.

(٦) كتب في الأصل فوق النون : «تفرّد به ابن جدعان».

٤٩٦

حلّة (١) بسبع وعشرين ناقة (٢).

وعن محمد بن سيرين أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم اشترى حلّة بتسع وعشرين ناقة. وهذان ضعيفان لإرسالهما (٣).

وقال (د) : ثنا عمرو بن عون ، أنا عمارة بن زاذان (٤) ، عن ثابت عن أنس أنّ ملك ذي يزن أهدى إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حلّة أخذها بثلاثة وثلاثين بعيرا فقبلها (٥).

وقال الحمّادان ، عن أيّوب ، عن أبي قلابة ، عن سمرة بن جندب ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «عليكم بالبياض من الثّياب فليلبسها أحياؤكم (٦) ، وكفّنوا فيها موتاكم». زاد حمّاد بن زيد في حديثه : فإنّها من خير ثيابكم» (٧).

وروى مثله الثّوريّ ، والمسعوديّ ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن سمرة بن جندب نحوه (٨). ورواه المسعوديّ مرّة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس رفعه : البسوا الثّياب البيض ، وكفّنوا فيها موتاكم (٩).

__________________

(١) واحدة الحلل ، وهي برود اليمن ، ولا تسمّى حلّة إلّا أن تكون ثوبين من جنس واحد ، على ما في (النهاية).

(٢) في الأصل (أوقية) وفوقها (ناقة) بدون كشط ولا ترميج.

(٣) رواهما ابن سعد في الطبقات ١ / ٤٦١.

(٤) في الأصل (زادان) وهو تصحيف ، أو أهمل الذال للشهرة.

(٥) رواه أبو داود في اللباس (٤٠٣٤) باب في لبس الصوف والشعر.

(٦) في نسخة دار الكتب «أخياركم».

(٧) النسائي ٨ / ٢٥ في الزينة.

(٨) رواية سمرة عند النسائي في الجنائز ٤ / ٣٤ باب أيّ الكفن خير ، وفي الزينة ٨ / ٢٠٥ باب الأمر بلبس البيض من الثياب.

(٩) رواه أبو داود في الطب (٣٨٧٨) باب في الأمر بالكحل ، وفي اللباس (٤٠٦١) باب في

٤٩٧

ورواه أبو بكر الهذليّ ، عن أبي قلابة ، فأرسله.

وقال عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد : ثنا ابن سالم ، ثنا صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي الدّرداء قال : قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ خير ما زرتم الله به في مصلّاكم وقبوركم البياض» رواه ابن ماجة (١).

وقال أبو إسحاق السّبيعيّ ، عن البراء : ما رأيت أحدا أحسن في حلّة حمراء من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢). وفي لفظ : لقد رأيت عليه حلّة حمراء ـ فذكره (٣).

عبد الله بن صالح : ثنا اللّيث ، حدّثني عبيد الله بن المغيرة ، عن عراك بن مالك ، أنّ حكيم بن حزام قال : كان محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحبّ رجل إليّ ، فلما نبّئ وخرج إلى المدينة ، شهد حكيم الموسم ، فوجد حلّة لذي يزن فاشتراها ، ثمّ قدم بها ليهديها إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : لا نقبل من المشركين شيئا ، ولكن بالثّمن ، قال : فأعطيته إيّاها حين أبى الهديّة ، فلبسها ، فرأيتها عليه على المنبر ، فلم أر شيئا أحسن منه يومئذ فيها ، ثمّ أعطاها أسامة ، فرآها حكيم على أسامة فقال : يا أسامة أتلبس حلّة ذي يزن؟ قال : نعم والله

__________________

= البياض ، والترمذي في الجنائز (٩٩٩) باب ما يستحبّ من الأكفان ، وابن ماجة في الجنائز (١٤٧٢) باب ما جاء فيما يستحبّ من الكفن ، وفي اللباس (٣٥٦٦) باب البياض من الثياب ، وأحمد في المسند ١ / ٢٤٧ ، ٢٧٤ و ٣٢٨ و ٣٥٥ و ٣٦٣ و ٥ / ١٠ و ١٢ و ١٣ و ١٧ و ١٨ و ١٩ و ٢١ وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح (٢٩٦٢).

(١) في كتاب اللباس (٣٥٦٨) باب البياض من الثياب ، وقال في الزوائد : إسناده ضعيف.

شريح بن عبيد لم يسمع من أبي الدرداء. قاله في التهذيب.

(٢) رواه البخاري في اللباس ٧ / ٤٨ باب الثوب الأحمر ، و ٧ / ٥٧ باب الجعد ، والترمذي في اللباس (١٧٧٨) باب ما جاء في الرخصة في الثوب الأحمر للرجال ، والترمذي في الآداب (٢٩٦٣) باب ما جاء في الرخصة في لبس الحمرة للرجال.

(٣) رواه الترمذي في الآداب (٢٩٦٣) باب ما جاء في الرخصة في لبس الحمرة للرجال.

وقال : رواه شعبة والثوري عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب.

٤٩٨

لأنا خير من ذي يزن ، ولأبي خير من أبيه ، فانطلقت إلى مكة فأعجبتهم بقول أسامة (١).

وقال عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه قال : أتيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالأبطح وهو في قبّة له حمراء ، فخرج وعليه حلّة حمراء ، فكأنّي انظر إلى بريق ساقيه. صحيح الإسناد (٢).

وقال حفص بن غياث ، عن حجّاج ، عن أبي جعفر ، عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يلبس بردة الأحمر في العيدين والجمعة (٣).

رواه هشيم ، عن حجّاج ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ فأرسله.

وقال عبيد الله بن إياد ، عن أبيه ، عن أبي رمثة قال : رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليه بردان أخضران. إسناده صحيح (٤).

باب منه

وقال وكيع : نا ابن أبي ليلى ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن

__________________

(١) روى نصفه الأول الإمام أحمد في مسندة ـ ج ٣ / ٤٠٢ ، ٤٠٣ ، ورواه الطبراني بكاملة في المعجم الكبير ٣ / ٢٢٦ رقم (٣١٢٥) ورجال أحمد ثقات ، وصحّحه والحاكم في المستدرك ٣ / ٤٨٤ ، ٤٨٥ ، ووافقه الذهبي في تلخيصه ، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ١٥١ و ٨ / ٢٧٨ ، وانظر : جمهرة نسب قريش ٣٦١ ، ٣٦٢ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٤١٧ ، ٤١٨ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٤٦ ، ٤٧.

(٢) رواه أحمد في المسند ٤ / ٣٠٨ ، ٣٠٩ وتمامه : «أتيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالأبطح وهو في قبّة له حمراء ، قال : فخرج بلال بفضل وضوئه ، فمن ناضح ونائل ، قال : فأذّن بلال ، فكنت أتتبّع فاه هكذا وهكذا ، يعني يمينا وشمالا ، قال : ثم ركزت له عنزة ، قال : فخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليه جبّة له حمراء ، أو حلّة حمراء ، فكأني انظر إلى بريق ساقيه ، فصلّى بنا إلى العنزة الظهر أو العصر ركعتين ، تمرّ المرأة والكلب والحمار لا يمنع ، ثم لم يزل يصلّي ركعتين ، حتى أتى المدينة. وقال وكيع مرة : فصلّى الظهر ركعتين والعصر ركعتين» ، وانظر صحيح البخاري ٤ / ١٦٧ في المناقب ، باب صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وطبقات ابن سعد ١ / ٤٥٠ ، ٤٥١.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات ١ / ٤٥١.

(٤) رواه ابن سعد في الطبقات ١ / ٤٥٣.

٤٩٩

زرارة ، عن محمد بن عمرو بن شرحبيل ، عن قيس بن سعد قال : أتانا النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فوضعنا له غسلا فاغتسل ، ثمّ أتيته بملحفة ورسيّة ، فاشتمل بها ، فكأنّي انظر أثر الورس (١) على عكنة (٢).

وقال هشام بن سعد ، عن يحيى بن عبد الله بن مالك قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصبغ ثيابه بالزّعفران قميصه ورداءه وعمامته. مرسل (٣).

وقال مصعب بن عبد الله بن مصعب الزّبيري : سمعت أبي يخبر عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليه رداء وعمامة مصبوغين بالعبير. قال مصعب : العبير عندنا : الزّعفران (٤). مصعب فيه لين (٥).

وعن أمّ سلمة قالت : ربّما صبغ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قميصه ورداؤه بزعفران وورس. أخرجه محمد بن سعد (٦) ، عن ابن أبي فديك ، عن زكريّا بن إبراهيم ، عن ركيح بن أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة ، عن أبيه ، عن أمّه ، عن أمّ سلمة. وهذا إسناد عجيب مدنّي.

وعن زيد بن أسلم : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يصبغ ثيابه حتى العمامة بالزّعفران (٧).

وهذه المراسيل لا تقاوم ما في الصّحيح من نهي النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن

__________________

(١) الورس : نبت أصفر يصبغ به.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات ١ / ٤٥١.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات ١ / ٤٥٢.

(٤) ابن سعد ١ / ٤٥٢.

(٥) ترجمته في التاريخ الكبير للبخاريّ ٧ / ٣٥٤ رقم ١٥٣٢ ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ـ ٣٠٩ رقم ١٤٢٩ ، وميزان الاعتدال للمؤلّف ٤ / ١٢٠ ، ١٢١ رقم ٨٥٦٤.

(٦) في الطبقات ١ / ٤٥٢.

(٧) رواه ابن سعد في الطبقات ١ / ٤٥٢.

٥٠٠