تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

غير سفاح (١). هذا حديث ضعيف ، فيه متروكان : الواقديّ ، وأبو بكر بن أبي سبرة.

وورد مثله عن محمد بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن الحسين ، عن عليّ ، وهو منقطع إن صحّ عن جعفر بن محمد ، ولكن معناه صحيح.

وقال خالد الحذّاء ، عن عبد الله بن شقيق ، عن ابن أبي الجدعاء قال : قلت : «يا رسول الله ، متى كنت نبيّا؟ قال : «وآدم بين الروح والجسد». (٢).

وقال منصور بن سعد ، وإبراهيم بن طهمان واللّفظ له : ثنا بديل بن ميسرة ، عن عبد الله بن شقيق ، عن ميسرة الفجر قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم متى كنت نبيّا؟ قال : «وآدم الروح والجسد» (٣).

وقال التّرمذيّ : (٤) ثنا الوليد بن شجاع ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعيّ ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة : سئل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «متى وجبت لك النّبوّة؟ قال : «بين خلق آدم ونفخ الروح فيه» قال التّرمذيّ : حسن غريب.

قلت : لو لا لين في الوليد بن مسلم لصحّحه التّرمذيّ.

__________________

(١) رواه البيهقي في دلائل النبوّة ١ / ١١٨ وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٢٧٩ ، والإنباه على قبائل الرواة لابن عبد البر ٤٩ ، ٥٠ سيرة ابن كثير ١ / ١٨٩ ، والسيوطي في الخصائص الكبرى ١ / ٣٨.

(٢) رواه أحمد في مسندة من طريق خالد الحذّاء عن عبد الله بن شقيق ، عن رجل ، به ، وفيه «جعلت» بدل «كنت» ٤ / ٦٦ و ٥ / ٣٧٩.

(٣) رواه أحمد في المسند بسنده ٤ / ٥٩ وفيه «كتبت» بدل «كنت» ولعلّها أصحّ.

(٤) سنن الترمذي ٥ / ٢٤٥ رقم ٣٦٨٨ باب ما جاء في فضل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقال ابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ٤٢٦ في ترجمة «ميسرة الفجر» أخرجه الثلاثة. واسم ميسرة عبد الله بن أبي الجدعاء ، وميسرة لقب له.

٤١

وقال يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدّثني ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن بعض أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّهم قالوا : يا رسول الله ، أخبرنا عن نفسك قال : «أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى ، ورأت أمّي حين حملت بي كأنّ نورا خرج منها أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام» (١).

وروينا بإسناد حسن ـ إن شاء الله ـ عن العرباض بن سارية ، أنّه سمع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّي عبد الله وخاتم النّبيّين ، وإنّ آدم لمنجدل في طينته ، وسأخبركم عن ذلك ، دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة عيسى لي ، ورؤيا أمّي التي رأت». وإنّ أمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت منه قصور الشام.

رواه اللّيث ، وابن وهب ، عن معاوية بن صالح ، سمع سعيد بن سويد يحدّث عن عبد الأعلى بن هلال السّلمي ، عن العرباض فذكره (٢).

ورواه أبو بكر بن أبي مريم الغسّاني ، عن سعيد بن سويد ، عن العرباض نفسه (٣).

وقال فرج بن فضالة : ثنا لقمان بن عامر ، سمعت أبا أمامة ، قال قلت : «يا رسول الله ، ما كان بدء أمرك؟ قال : «دعوة إبراهيم ، وبشرى عيسى ، ورأت أمّي أنّه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام». رواه أحمد في «مسندة» (٤) عن أبي النّضر ، عن فرج.

__________________

(١) أخرجه أحمد في مسندة ٤ / ١٢٧ و ١٢٨ في المرتين عن عرباض بن سارية و ٥ / ٢٦٢ عن أبي أمامة. وانظر تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٢٨٣ وسيرة ابن هشام ١ / ١٨٨.

(٢) رواه أحمد ٤ / ١٢٧ بالسند نفسه.

(٣) رواه أحمد ٤ / ١٢٨ بالسند نفسه.

(٤) المسند ٥ / ٢٦٢.

٤٢

قوله : «لمنجدل» أي ملقى ، وأمّا دعوة إبراهيم فقوله : (رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ) (١) وبشارة عيسى قوله : (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (٢).

وقال أبو ضمرة : ثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «قسم الله الأرض نصفين فجعلني في خيرهما ، ثم قسم النّصف على ثلاثة فكنت في خير ثلث منها ، ثم اختار العرب من النّاس ، ثم اختار قريشا من العرب ، ثم اختار بني هاشم من قريش ، ثم اختار بني عبد المطّلب من بني هاشم ، ثم اختارني من بني عبد المطّلب» هذا حديث مرسل (٣).

وروى زحر بن حسن ، عن جدّه حميد بن منهب قال : سمعت جدّي خريم بن أوس بن حارثة. يقول : هاجرت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منصرفه من تبوك ، فسمعت العبّاس ، يقول : «يا رسول الله إنّي أريد أن أمتدحك. قال : قل لا يفضض الله فاك». فقال :

من قبلها طبت في الظّلال وفي

مستودع حيث يخصف الورق

ثم هبطت البلاد لا بشر

أنت ولا مضغة ولا علق

بل نطفة تركب السّفين وقد

ألجم نسرا وأهله الغرق

تنقل من صالب (٤) إلى رحم

إذا مضى عالم بدا طبق

حتّى احتوى بيتك المهيمن من

خندف علياء تحتها النّطق (٥)

__________________

(١) سورة البقرة ٢٩.

(٢) سورة الصف ٦.

(٣) له شاهد

في المعجم الكبير للطبراني ٢٠ / ٢٨٦ من حديث المطّلب بن ربيعة بن الحارث ، وفيه : «إن الله خلق خلقه فجعلتني من خير خلقه ، ثم جعلهم فرقتين ، فجعلني في خير الفرقتين ، ثم جعلهم قبائل ، فجعلني من خيرهم قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا ، فجعلني في خير بيت ، فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا»

(رقم ٦٧٥ وانظر رقم ٦٧٦).

(٤) في سيرة ابن كثير ١ / ١٩٥ «صلب».

(٥) هذا البيت ليس في البدء والتاريخ ٥ / ٢٦.

٤٣

وأنت لما ولدت أشرقت

الأرض وضاءت بنورك الأفق

فنحن في ذلك الضّياء وفي النّور

وسبل الرّشاد تخترق (١)

الظّلال : ظلال الجنة. قال الله تعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ) (٢). والمستودع : هو الموضع الّذي كان فيه آدم وحوّاء يخصفان عليهما من الورق ، أي يضمّان بعضه إلى بعض يتستران به ، ثم هبطت إلى الدنيا في صلب آدم ، وأنت لا بشر ولا مضغة.

وقوله : «تركب السّفين» يعني في صلب نوح. وصالب لغة غريبة في الصّلب ، ويجوز في الصّلب الفتحتان (٣) كسقم وسقم.

والطّبق : القرن ، كلّما مضى عالم وقرن جاء قرن ، ولأنّ القرن يطبق الأرض بسكناه بها. ومنه قوله عليه‌السلام في الاستسقاء : «اللهمّ اسقنا غيثا مغيثا طبقا غدقا» (٤) أي يطبق الأرض. وأما قوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) (٥) أي حالا بعد حال.

والنّطق : جمع نطاق وهو ما يشدّ به الوسط ومنه المنطقة. أي أنت أوسط قومك نسبا. وجعله في علياء وجعلهم تحته نطاقا. وضاءت : لغة في أضاءت.

وأرضعته «ثويبة» (٦) جارية أبي لهب ، مع عمّه حمزة ، ومع أبي سلمة

__________________

(١) هذا البيت ليس في البدء والتاريخ ، وقيل هذا الشعر لحسّان بن ثابت ، انظر : مجمع الزوائد للهيثمي ، وسيرة ابن كثير ١ / ١٩٥) والأبيات في تهذيب ابن عساكر ١ / ٣٥٠.

(٢) سورة المرسلات ٤١.

(٣) أي كما جاز الضم فالسكون وهو الأشهر.

(٤) أخرجه ابن ماجة ١ / ٤٠٥ رقم (١٢٧٠) في كتاب إقامة الصلاة والسّنّة فيها ، باب ما جاء في الدعاء في الاستسقاء.

(٥) سورة الانشقاق ١٩.

(٦) ثويبة : بضم المثلّثة وفتح الواو ، وسكون التحتية ، توفيت سنة ٧ ه‍. وفي إسلامها خلاف. انظر : شرح المواهب للزرقاني ١ / ١٣٧.

٤٤

ابن عبد الأسد المخزوميّ رضي‌الله‌عنهما (١).

قال شعيب ، عن الزّهري ، عن عروة : إنّ زينب بنت أبي سلمة وأمّها أخبرته ، أنّ أمّ حبيبة أخبرتهما قالت : «قلت : يا رسول الله ، انكح أختي بنت أبي سفيان. قال : أو تحبّين ذلك؟ قلت : لست لك بمخلية (٢) وأحبّ إليّ من يشركني في خير ، أختي. قال : إنّ ذلك لا يحلّ لي ، فقلت : يا رسول الله إنّا لنتحدّث أنّك تريد أن تنكح درّة بنت أبي سلمة ، فقال : والله لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلّت لي ، إنّها ابنة أخي من الرضاعة ، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة ، فلا تعرضنّ عليّ بناتكنّ ولا أخواتكنّ». أخرجه البخاري (٣).

وقال عروة في سياق البخاري : ثويبة مولاة أبي لهب ، أعتقها ، فأرضعت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما مات أبو لهب رآه بعض أهله في النّوم بشرّ حيبة ، يعني حالة. فقال له : ما ذا لقيت؟ قال : لم ألق بعدكم رخاء ، غير أنّي أسقيت في هذه منّي بعتاقتي ثويبة. وأشار إلى النّقرة التي بين الإبهام والتي تليها (٤).

ثم أرضعته «حليمة بنت أبي ذؤيب السّعديّة» وأخذته معها إلى أرضها ، فأقام معها في بني سعد نحو أربع سنين ، ثم ردّته إلى أمّه (٥).

__________________

(١) نهاية الأرب ١٦ / ٨٠ وانظر الطبقات لابن سعد ١ / ١٠٨.

(٢) المخلية : التي تخلو بزوجها وتنفرد به ، أي : ليست متروكة لدوام الخلوة بك.

(٣) رواه البخاري ٩ / ١٢١ في النكاح ، باب (وأمّهاتكم اللاتي أرضعنكم) ، وباب (وربائبكم اللائي في حجوركم من نسائكم اللّاتي دخلتم بهنّ) ، وباب (وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف) ، وباب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير ، وفي النفقات ، باب المرضعات من المواليات وغيرهن ، ومسلم (١٤٤٩) في الرضاع ، باب تحريم الربيبة وأخت المرأة ، وأبو داود (٢٠٥٦) في النكاح ، باب يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب ، والنسائي ٦ / ٩٦ في النكاح ، باب تحريم الجمع بين الأختين.

(٤) انظر : جامع الأصول ١١ / ٤٧٧.

(٥) نهاية الأرب ١٦ / ٨٣ ، ٨٤.

٤٥

قال يحيى بن أبي زائدة : قال محمد بن إسحاق (١) ، عن جهم بن أبي جهم ، عن عبد الله بن جعفر ، عن حليمة بنت الحارث (٢) أمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم السّعديّة قالت : «خرجت في نسوة نلتمس الرّضعاء بمكة على أتان لي قمراء (٣) قد أذمّت (٤) بالرّكب ، وخرجنا في سنة شهباء (٥) لم تبق شيئا ، ومعنا شارف لنا (٦) ، والله إن تبضّ (٧) علينا بقطرة ، ومعي صبيّ لي لا ننام ليلنا مع بكائه ، فلما قدمنا مكة لم يبق منّا امرأة إلّا عرض عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتأباه ، وإنّما كنّا نرجو كرامة رضاعة من أبيه ، وكان يتيما ، فلم يبق من صواحبي امرأة إلّا أخذت صبيّا ، غيري. فقلت لزوجي : لأرجعنّ إلى ذلك اليتيم فلآخذنّه ، فأتيته فأخذته ، فقال زوجي : عسى الله أن يجعل فيه خيرا. قالت : فو الله ما هو إلّا أن جعلته في حجري فأقبل عليه ثديي بما شاء من اللّبن ، فشرب وشرب أخوه حتى رويا ، وقام زوجي إلي شارفنا من الليل ، فإذا بها حافل ، فحلب وشربنا حتى روينا ، فبتنا شباعا رواء ، وقد نام صبياننا ، قال أبوه : والله يا حليمة ما أراك إلّا قد أصبت نسمة مباركة ، ثم خرجنا ، فو الله لخرجت أتاني أمام الرّكب قد قطعتهنّ حتى ما يتعلّق بها أحد ، فقدمنا منازلنا من حاضر بني سعد بن بكر ، فقدمنا على أجدب أرض الله ، فو الّذي نفسي بيده إن كانوا ليسرّحون أغنامهم ويسرّح راعيّ غنمي ، فتروح غنمي بطانا لبّنا حلّا ، وتروح أغنامهم جياعا ، فيقولون لرعاتهم : ويلكم ألا تسرحون حيث يسرح راعي حليمة؟ فيسرحون في الشّعب الّذي يسرح فيه

__________________

(١) سيرة ابن هشام ١ / ١٨٤.

(٢) هي حليمة بنت عبد الله بن الحارث.

(٣) شديدة البياض.

(٤) أذمّت بالركب : أي حبستهم ، وكأنه من الماء الدائم وهو الواقف ، أي جاءت بما تذمّ عليه.

(٥) سنة شهباء : أي سنة قحط وجدب.

(٦) الشارف : الناقة المسنّة.

(٧) تبضّ : ترشح.

٤٦

راعينا ، فتروح أغنامهم جياعا ما بها من لبن ، وتروح غنمي لبّنا حفّلا.

فكان صلى‌الله‌عليه‌وسلم يشبّ في يومه شباب الصّبيّ في الشهر ، ويشبّ في الشهر شباب الصّبيّ في سنة (١) ، قالت : فقدمنا على أمّه فقلنا لها : ردّي علينا ابني فإنّا نخشى عليه وباء مكة ، قالت : ونحن أضنّ شيء به ممّا رأينا من بركته (٢) ، قالت : ارجعا به ، فمكث عندنا شهرين (٣) فبينا هو يلعب وأخوه خلف البيوت يرعيان بها لنا ، إذ جاء أخوه يشتدّ (٤) قال : أدركا أخي قد جاءه رجلان فشقّا بطنه ، فخرجنا نشتدّ ، فأتيناه وهو قائم منتقع اللّون ، فاعتنقه أبوه وأنا ، ثم قال : مالك يا بنيّ؟ قال : أتاني رجلان (٥) فأضجعاني ثم شقّا بطني فو الله ما أدري ما صنعا ، فرجعنا به. قالت : يقول أبوه : يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلّا أنه أصيب ، فانطلقي فلنردّه إلى أهله. فرجعنا به إليها ، فقالت : ما ردّكما به؟ فقلت : كفلناه وأدّينا الحقّ ، ثم تخوّفنا عليه الأحداث. فقالت : والله ما ذاك بكما ، فأخبراني خبركما ، فما زالت بنا حتى أخبرناها ، قالت : فتخوّفتما عليه (٦)؟ كلّا والله إنّ لابني هذا شأنا ، إنّي حملت به فلم أحمل حملا قطّ كان أخفّ منه ولا أعظم بركة ، ثم رأيت نورا كأنّه شهاب خرج منّي حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى (٧) ، ثم وضعته فما وقع كما يقع الصّبيان ، وقع واضعا يديه بالأرض رافعا رأسه إلى السماء ، دعاه والحقا شأنكما».

__________________

(١) وفي نهاية الأرب ١٦ / ٨٣ : «فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا» أي شديدا غليظا.

(٢) وفي نهاية الأرب ١٧ / ٨٣ ، وعيون الأثر ١ / ٣٤ : «ونحن أحرص شيء على مكثه فيه لما كنّا نرى من بركته».

(٣) في نهاية الأرب ١٦ / ٨٤ ، وعيون الأثر ١ / ٣٤ : «بعد مقدمنا به بأشهر».

(٤) يشتدّ : يسرع في عدوه.

(٥) في نهاية الأرب ١٦ / ٨٤ ، وعيون الأثر ١ / ٣٤ : «عليهما ثياب بيض».

(٦) في نهاية الأرب وعيون الأثر : «أفتخوّفت عليه الشيطان قلت : نعم قالت : كلّا والله ما للشيطان عليه من سبيل».

(٧) في نهاية الأرب وعيون الأثر : «خرج مني نور أضاء له قصور بصرى من أرض الشام».

٤٧

هذا حديث جيّد الإسناد (١).

قال أبو عاصم النّبيل : أخبرني جعفر بن يحيى ، أنا عمارة بن ثوبان أنّ أبا الطّفيل أخبره قال : «رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأقبلت إليه امرأة حتى دنت منه ، فبسط لها رداءه فقلت : من هذه؟ قالوا : أمّه التي أرضعته».

أخرجه أبو داود (٢).

قال مسلم : ثنا شيبان ، ثنا حمّاد ، ثنا ثابت ، عن أنس : «أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه فشقّ قلبه (٣) ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذا حظّ الشّيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثمّ لأمه ، (٤) ثم أعاده في مكانه ، وجاء الغلمان يسعون إلى أمّه ، يعني مرضعته ، فقالوا : إنّ محمدا قد قتل ، فاستقبلوه منتقع اللّون».

قال أنس : قد كنت أرى أثر المخيط في صدره (٥).

وقال بقيّة ، عن بحير (٦) بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن ابن عمرو السّلمي ، عن عتبة بن عبد (٧) ، فذكر نحوا من حديث أنس. وهو

__________________

(١) سيرة ابن هشام ١ / ١٨٤ ـ ١٨٨ نهاية الأرب ١٦ / ٨١ ـ ٨٤ ، عيون الأثر ١ / ٣٣ ، ٣٤ ، شرح المواهب اللدنية ١ / ١٤١ ـ ١٥٠ وانظر الطبقات لابن سعد ١ / ١١١ ، ١١٢ ، سيرة ابن كثير ١ / ٢٢٥ ـ ٢٢٨.

(٢) سنن أبي داود ٤ / ٣٣٧ رقم ٥١٤٤ كتاب الأدب ، باب في برّ الوالدين. وانظر طبقات ابن سعد ١ / ١١٤.

(٣) في صحيح مسلم : «فشقّ عن قلبه ، فاستخرج القلب».

(٤) لأمه : على وزن ضربه ، ومعناه جمعه وضمّ بعضه إلى بعض.

(٥) رواه مسلم في صحيحه (٢٦١) في كتاب الإيمان ، باب الإسراء برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات ، وأحمد في مسندة ٣ / ١٢١ و ١٤٩ و ٢٨٨ ، وسيرة ابن كثير ١ / ٢٣١.

(٦) بحير : بفتح الباء الموحّدة ، وكسر الحاء المهملة ، (المشتبه للذهبي ١ / ٤٧) وهو الكلاعي الحمصي ، ورد في طبقات خليفة «بجير» وهو تحريف ـ ص ٣١٥ ، وفي تهذيب التهذيب ١ / ٤٣١ «بحير بن سعيد» وهو تصحيف» ، والصحيح «سعد». وقد ورد في الأصل مهملا.

(٧) هو عتبة بن عبد السلمي. انظر طبقات خليفة ٥٢ و ٣٠١.

٤٨

صحيح أيضا وزاد فيه : «فرحّلت ـ يعني ظئره ـ بعيرا ، فحملتني على الرّحل ، وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمّي فقالت : أدّيت أمانتي وذمّتي ، وحدّثتها بالذي لقيت ، فلم يرعها ذلك فقالت : إنّي رأيت خرج منّي نور أضاءت منه قصور الشام» (١).

وقال سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتيت وأنا في أهلي ، فانطلق بي إلى زمزم فشرح صدري ، ثم أتيت بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فحشي بها صدري ـ قال أنس : ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يرينا أثره ـ فعرج بي الملك إلى السّماء الدنيا». وذكر حديث المعراج (٢).

وقد روى نحوه شريك بن أبي نمر ، عن أنس ، عن أبي ذرّ ، وكذلك رواه الزّهري ، عن أنس ، عن أبي ذرّ أيضا. وأما قتادة فرواه عن أنس ، عن مالك بن صعصعة بنحوه.

وإنّما ذكرت هذا ليعرف أنّ جبريل شرح صدره مرّتين : في صغره ووقت الإسراء به.

ذكر وفاة عبد الله بن عبد المطّلب (٣)

وتوفّي «عبد الله» أبوه وللنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمانية وعشرون شهرا. وقيل : أقلّ من ذلك. وقيل : وهو حمل (٤).

__________________

(١) انظر سيرة ابن هشام ١ / ١٨٨.

(٢) رواه البخاري في بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، وفي التوحيد ، باب ما جاء في (وكلّم موسى تكليما) وفي الأنبياء باب صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومسلم (١٦٢) في الإيمان ، باب الإسراء برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلى السماوات ، والنسائي ١ / ٢٢١ في الصلاة ، باب فرض الصلاة ، والترمذي (٣١٣٠) في التفسير ، باب ومن سورة بني إسرائيل ، وانظر جامع الأصول ١١ / ٣٠٣.

(٣) العنوان ليس في الأصل ، أضفته من طبقات ابن سعد ١ / ٩٩.

(٤) طبقات ابن سعد ١ / ٩٩ و ١٠٠ ، عيون الأثر ١ / ٢٥ ، نهاية الأرب ١٦ / ٦٦.

٤٩

توفّي بالمدينة غريبا ، وكان قدمها ليمتاز تمرا ، وقيل : بل مرّ بها مريضا راجعا من الشام ، فروى محمد بن كعب القرظيّ وغيره : «أنّ عبد الله ابن عبد المطّلب خرج إلى الشام إلى غزّة في عير تحمل تجارات ، فلمّا قفلوا مرّوا بالمدينة وعبد الله مريض فقال : أتخلّف عند أخوالي بني عديّ بن النّجّار ، فأقام عندهم مريضا مدّة شهر ، فبلغ ذلك عبد المطّلب ، فبعث إليه الحارث وهو أكبر ولده ، فوجده قد مات ، ودفن في دار النّابغة أحد بني النّجّار ، والنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يومئذ حمل ، على الصّحيح» (١).

وعاش عبد الله خمسا وعشرين سنة (٢)

قال الواقدي : وذلك أثبت الأقاويل في سنّه ووفاته (٣).

وترك عبد الله من الميراث أمّ أيمن وخمسة أجمال وغنما ، فورث ذلك النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤).

* * *

وتوفّيت أمّه «آمنة» بالأبواء (٥) وهي راجعة به ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلى مكة من زيارة أخوال أبيه بني عديّ بن النّجّار ، وهو يومئذ ابن ستّ سنين (٦) ومائة يوم.

وقيل : ابن أربع سنين (٧).

فلمّا ماتت ودفنت ، حملته أمّ أيمن مولاته إلى مكة إلى جدّه ، فكان

__________________

(١) طبقات ابن سعد ١ / ٩٩ ، عيون الأثر ١ / ٢٦.

(٢) طبقات ابن سعد ١ / ٩٩ ، نهاية الأرب ١٦ / ٦٦ ، تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٢٨٢.

(٣) طبقات ابن سعد ١ / ٩٩ ، نهاية الأرب ١٦ / ٦٦ ، عيون الأثر ١ / ٢٦.

(٤) نهاية الأرب ١٦ / ٦٧.

(٥) الأبواء : بالفتح ثم السكون ، قرية من أعمال الفرع من المدينة بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا (معجم البلدان ١ / ٧٩).

(٦) انظر طبقات ابن سعد ١ / ١١٦ وتهذيب تاريخ دمشق ١ / ٢٨٣ ، ونهاية الأرب ١٦ / ٨٧.

(٧) تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٢٨٣.

٥٠

في كفالته إلى أن توفّي جدّه ، وللنّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ثمان سنين (١) ، فأوصى به إلى عمّه أبي طالب (٢).

قال عمرو بن عون : أنبأ خالد بن عبد الله ، عن داود بن أبي هند ، عن عبّاس بن عبد الرحمن ، عن كندير بن سعيد (٣) ، عن أبيه قال : «حججت في الجاهليّة ، فإذا رجل يطوف بالبيت ويرتجز يقول :

ربّ ردّ إليّ راكبي محمدا

يا ربّ ردّه واصطنع عندي يدا (٤)

قلت : من هذا؟ قال عبد المطّلب ذهب إبل له فأرسل ابن ابنه في طلبها ، ولم يرسله في حاجة قطّ إلّا جاء بها ، وقد احتبس عليه ، فما برحت حتى جاء محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وجاء الإبل فقال : يا بنيّ لقد حزنت عليك حزنا ، لا تفارقني أبدا» (٥).

وقال خارجة بن مصعب ، عن بهز (٦) بن حكيم بن معاوية بن حيدة ، عن أبيه ، عن جدّه ، أنّ حيدة بن معاوية اعتمر في الجاهليّة ، فذكر نحوا من حديث كندير عن أبيه (٧).

__________________

(١) طبقات ابن سعد ١ / ١١٩ ، تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٢٨٢ ، نهاية الأرب ١٦ / ٨٨.

(٢) طبقات ابن سعد ١ / ١١٨ ، تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٢٨٢ ، نهاية الأرب ١٦ / ٨٨.

(٣) هو «كندير بن سعيد بن حيوة» وقيل «حيدة».

(٤) ورد القول باختلاف في الألفاظ عند ابن سعد ١ / ١١٢ وفي أنساب الأشراف للبلاذري ١ / ٨٢ ، وأسد الغابة لابن الأثير ٤ / ٢٥٥ ، وفي عيون الأثر لابن سيد الناس ١ / ٣٨ ، وفي الإصابة لابن حجر ٣ / ٣١١ رقم ٧٤٨٢ وأنظره باسم «سعيد بن حيوة» ٢ / ٤٥ رقم ٣٢٥٦ ، وفي الاستيعاب لابن عبد البر ٢ / ١٧ ، وانظر : الجرح والتعديل ٧ / ١٧٣ رقم ٩٨٦ ، وإنسان العيون ١ / ١٨٠ ومجمع الزوائد للهيثمي ٢ / ٢٢٤ ، والمعرفة والتاريخ ٣ / ٢٥٢.

(٥) طبقات ابن سعد ١ / ١١٣.

(٦) مهمل في الأصل ، والتصحيح من : ميزان الاعتدال ١ / ٣٥٣ رقم ١٣٢٥ والوافي بالوفيات ١٠ / ٣٠٨ رقم ٣٠ رقم ٤٨٢٠ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٩٨.

(٧) انظر دلائل النبوّة للبيهقي ، والإصابة ١ / ٣٦٥ رقم ١٨٩٤.

٥١

وقال إبراهيم بن محمد الشافعيّ ، عن أبيه ، عن أبان بن الوليد ، عن أبان بن تغلب ، حدّثني جلهمة بن عرفطة قال : «إنّي لبالقاع من نمرة ، إذ أقبلت عير من أعلى نجد ، فلما حاذت الكعبة إذا غلام قد رمى بنفسه عن عجز بعير ، فجاء حتى تعلّق بأستار الكعبة ، ثم نادى يا ربّ البنيّة أجرني ، وإذا شيخ (١) وسيم قسيم عليه بهاء الملك ووقار الحكماء.

فقال : ما شأنك يا غلام ، فأنا من آل الله وأجير من استجار به؟ قال : إنّ أبي مات وأنا صغير ، وإنّ هذا استعبدني ، وقد كنت أسمع أنّ لله بيتا يمنع من الظّلم ، فلما رأيته استجرت به.

فقال له القرشيّ : قد أجرتك يا غلام ، قال : وحبس الله يد (٢) الجندعي إلى عنقه.

قال جلهمة : فحدّثت بهذا الحديث عمرو بن خارجة وكان قعدد الحيّ (٣) فقال : إنّ لهذا الشيخ ابنا يعني أبا طالب.

قال : فهويت رحلي نحو تهامة ، أكسع بها الحدود ، وأعلو بها الكلدان ، حتى انتهيت إلى المسجد الحرام ، وإذا قريش عزين (٤) ، قد ارتفعت لهم ضوضاء يستسقون ، فقائل منهم يقول : اعتمدوا اللّات والعزّى ، وقائل يقول : اعتمدوا مناة الثالثة الأخرى.

وقال شيخ وسيم قسيم حسن الوجه جيّد الرأي : أنّى تؤفكون وفيكم باقية إبراهيم عليه‌السلام وسلالة إسماعيل؟

__________________

(١) في نسخة دار الكتب المصرية ، زيادة : «جندعي عشمة ممدود قد جاء فانتزع يده من أسجاف الكعبة ، فقام إليه شيخ».

(٢) «يد» ساقطة من الأصل و (ع).

(٣) قعدد : قريب الآباء من الجدّ الأكبر. (القاموس المحيط).

(٤) عزين : مجتمعين.

٥٢

قالوا له : كأنّك عنيت أبا طالب. قال : إيها. فقاموا بأجمعهم ، وقمت معهم فدققنا عليه بابه ، فخرج إلينا رجل حسن الوجه مصفّر ، عليه إزار قد اتّشح به ، فثاروا إليه فقالوا :

يا أبا طالب قحط الوادي ، وأجدب العباد فهلمّ فاستسق ، فقال : رويدكم زوال الشمس وهبوب الريح ، فلما زاغت الشمس أو كادت ، خرج أبو طالب معه غلام كأنّه دجنّ تجلّت عنه سحابة قتماء ، وحوله أغيلمة ، فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ، ولاذ بأضبعه الغلام ، وبصبصت الأغيلمة حوله وما في السماء قزعة (١) ، فأقبل السّحاب من هاهنا وهاهنا وأغدق (٢) واغدودق وانفجر له الوادي ، وأخصب النّادي والبادي ، وفي ذلك يقول أبو طالب :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ربيع (٣) اليتامى عصمة للأرامل (٤)

تطيف (٥) به الهلّاك من آل هاشم

فهم عنده في نعمة (٦) وفواضل (٧)

وميزان عدل (٨) لا يخيس (٩) شعيرة

ووزان صدق وزنه غير عائل (١٠)

وقال عبد الله بن شبيب ـ وهو ضعيف (١١) ـ ثنا أحمد بن محمد

__________________

(١) قطعة من الغيم.

(٢) أغدق المطر : كثر وكبر قطره.

(٣) هكذا في الأصل ، والعقد الفريد ، وفي سيرة ابن هشام وأنساب الأشراف «ثمال».

(٤) البيت في السيرة ٢ / ١٤ وأنساب الأشراف ١ / ٥٥٣ والعقد الفريد ٣ / ٢٣٢ و ٤ / ٢٦٤.

(٥) في السيرة «يلوز» ١ / ١٤.

(٦) في السيرة ١ / ١٤ «رحمة».

(٧) في الأصل «فضائل» ، وما أثبتناه عن (ع) وعن السيرة.

(٨) في السيرة ١ / ١٥ «بميزان قسط».

(٩) في السيرة «لا يخس» وهي الرواية المشهورة.

(١٠) ورد هذا الشطر في السيرة :

«له شاهد من نفسه غير عائل»

(١١) انظر عنه : المجروحين لابن حبّان ٢ / ٤٧ ، المغني في الضعفاء ١ / ٣٤٢ رقم ٣٢١٢ ، ميزان

٥٣

الأزرقي ، حدّثهم سعيد بن سالم ، نا ابن جريح قال : كنّا مع عطاء فقال : سمعت ابن عبّاس يقول : سمعت أبي يقول : «كان عبد المطّلب أطول النّاس قامة ، وأحسنهم وجها ، ما رآه أحد قطّ إلّا أحبّه ، وكان له مفرش في الحجر لا يجلس عليه غيره ، ولا يجلس عليه معه أحد ، وكان الندى من قريش حرب بن أميّة فمن دونه يجلسون حوله دون المفرش ، فجاء رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو غلام لم يبلغ فجلس على المفرش ، فجبذه رجل فبكى ، فقال عبد المطّلب ـ وذلك بعد ما كفّ بصره ـ : ما لا بني يبكي؟ قالوا له : إنّه أراد أن يجلس على المفرش فمنعوه ، فقال : دعوا ابني يجلس عليه ، فإنّه يحسّ من نفسه شرفا ، وأرجو أن يبلغ من الشّرف ما لم يبلغ عربيّ قبله ولا بعده.

قال : ومات عبد المطّلب ، والنّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ابن ثمان سنين ، وكان خلف جنازة عبد المطّلب يبكي حتى دفن بالحجون (١).

وقد رعى الغنم

فروى عمرو بن يحيى بن سعيد ، عن جدّه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من نبيّ إلّا وقد رعى الغنم» قالوا : وأنت يا رسول الله؟ قال : «نعم ، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة». رواه البخاري (٢).

__________________

= الاعتدال ٢ / ٤٣٨ رقم ٤٣٧٦ ، الكامل في الضعفاء لابن عديّ ٤ / ١٥٧٤ لسان الميزان ٣ / ٢٩٩ رقم ١٢٤٥.

(١) طبقات ابن سعد ١ / ١١٩ ، سيرة ابن هشام ١ / ١٩٥ ، نهاية الأرب ١٦ / ٨٨ ، تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٢٨٥.

والحجون : بفتح الحاء المهملة وضم الجيم. مقبرة أهل مكة.

(٢) رواه البخاري في كتاب الإجارة ، باب رعي الغنم على قراريط ٣ / ٤٨ ، وأخرجه ابن ماجة في كتاب التجارات ، باب الصناعات (٢١٤٩) وسنده : «حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد القرشي ، عن جده ، عن سعيد بن أبي أحيحة ، عن أبي هريرة».

٥٤

وقال أبو سلمة ، عن جابر قال : «كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمرّ الظّهران نجتني الكباث (١) فقال : «عليكم بالأسود منه فإنّه أطيب» قلنا : وكنت ترعى الغنم يا رسول الله؟ قال : «نعم وهل من نبيّ إلّا قد رعاها». متّفق عليه (٢).

سفره مع عمّه ـ ان صحّ

قال قراد (٣) أبو نوح : ثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعريّ ، عن أبيه قال : خرج أبو طالب إلى الشام ومعه محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأشياخ من قريش ، فلما أشرفوا على الراهب [بحيرى (٤)] نزلوا فخرج إليهم ، وكان قبل ذلك لا يخرج إليهم ، فجعل يتخلّلهم وهم يحلّون رحالهم ، حتى جاء فأخذ بيده ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقال : هذا سيّد العالمين ، [هذا رسول ربّ العالمين] هذا يبعثه الله رحمة للعالمين ، فقال أشياخ قريش : وما علمك بهذا؟ قال : إنّكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلّا خرّ ساجدا ، ولا يسجدون إلّا لنبيّ لأعرفه بخاتم النّبوّة ، أسفل غضروف (٥) كتفه مثل التّفّاحة. ثم رجع فصنع لهم طعاما ، فلما أتاهم به [و] (٦) كان ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في رعية الإبل قال : فأرسلوا إليه ، فأقبل وعليه غمامة تظلّه ، فلما دنا

__________________

(١) الكباث : كسحاب. النضيج من ثمر الأراك. (تاج العروس ٥ / ٣٢٩).

(٢) البخاري في كتاب الأطعمة ، باب الكباث وهو تمر الأراك ٦ / ٢١٣ ، ومسلم (٢٠٥٠) كتاب الأشربة ، باب فضيلة الأسود من الكباث ، الموطأ ، كتاب الجامع ، ما جاء في أمر الغنم (١٧٧٠) أحمد في المسند ٣ / ٣٢٦.

وانظر عن رعيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم الغنم : طبقات ابن سعد ١ / ١٢٥ و ١٢٦ ، ونهاية الأرب ١٦ / ٩٣ ، وعيون الأثر ١ / ٤٥ ، السيرة الحلبية ١ / ١٢٥.

(٣) سيأتي التعريف به بعد قليل.

(٤) إضافة على الأصل للتعريف.

(٥) في الأصل «غرضوف» وهو تصحيف ، وفي تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٢٦٩ «من غضروف».

(٦) إضافة من تهذيب تاريخ دمشق.

٥٥

من القوم وجدهم قد سبقوه ـ يعني إلى فيء شجرة (١) ـ فلمّا جلس مال فيء الشجرة عليه ، فقال : انظروا [إلى] (٢) فيء الشجرة مال عليه.

قال : فبينا هو قائم عليه يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم ، فإنّ الروم لو رأوه عرفوه بصفته فقتلوه ، فالتفت فإذا بسبعة (٣) نفر قد أقبلوا من الروم ، فاستقبلهم الراهب ، فقال : ما جاء بكم؟

قالوا : جئنا إنّ هذا النّبيّ (٤) خارج في هذا الشهر ، فلم يبق طريق إلّا قد بعث إليه ناس ، (٥) وإنّا قد أخبرنا (٦) فبعثنا إلى طريقك هذا ، فقال لهم : هل خلّفتم خلفكم أحدا (٧) هو خير منكم؟ قالوا : لا. إنّما أخبرنا خبره بطريقك (٨) هذا ، قال : أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه ، هل يستطيع أحد من النّاس ردّه؟ قالوا : لا.

قال : فتابعوه وأقاموا معه ، قال : فأتاهم فقال : أنشدكم الله أيّكم وليّه؟ قال أبو طالب : أنا ، فلم يزل يناشده حتى ردّه أبو طالب ، وبعث معه أبو بكر بلالا ، وزوّده الراهب من الكعك والزّيت.

تفرّد به قراد ، واسمه عبد الرحمن بن غزوان (٩) ، ثقة ، احتجّ به

__________________

(١) في تهذيب تاريخ دمشق «الشجرة».

(٢) إضافة من تهذيب تاريخ دمشق.

(٣) في تهذيب تاريخ دمشق «فإذا هو بسبعة».

(٤) في دلائل النبوّة ١ / ٣٧٤ «جئنا إلى هذا النبي». وفي المستدرك للحاكم ٢ / ٦١٦ «جئنا فإن هذا النبي خارج».

(٥) في تهذيب تاريخ دمشق «بأناس».

(٦) في تهذيب تاريخ دمشق «قد أخبرنا خبره».

(٧) في الأصل «أحد».

(٨) في تاريخ الطبري ٢ / ٢٧٩ وتهذيب دمشق ١ / ٢٦٩ «اخترنا خيرة لطريقك» ، وفي دلائل النبوة ١ / ٣٧٥ «أخبرنا خبر طريقك».

(٩) انظر عنه : التاريخ لابن معين ٢ / ٣٥٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٧٤ رقم ١٣٠١ ، الكنى والأسماء ٢ / ١٤١ ، تاريخ بغداد ١٠ / ٢٥٢ رقم ٥٣٦٩ ، الكاشف ٢ / ١٦٠ رقم ٣٣٣١ ،

٥٦

البخاري (١) والنّسائيّ ، ورواه الناس عن قراد ، وحسّنه التّرمذيّ (٢) ..

وهو حديث منكر جدّا ، وأين كان أبو بكر؟ كان ابن عشر سنين ، فإنّه أصغر من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بسنتين ونصف ، وأين كان بلال في هذا الوقت؟ فإنّ أبا بكر لم يشتره إلّا بعد المبعث ، ولم يكن ولد بعد ، وأيضا ، فإذا كان عليه غمامة تظلّه كيف يتصوّر أن يميل فيء الشجرة؟ لأنّ ظلّ الغمامة يعدم فيء الشجرة التي نزل تحتها ، ولم نر النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ذكر أبا طالب قطّ بقول الرّاهب ، ولا تذاكرته قريش ، ولا حكته أولئك الأشياخ ، مع توفّر هممهم ودواعيهم على حكاية مثل ذلك ، فلو وقع لاشتهر بينهم أيّما اشتهار ، ولبقي عنده ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حسّ من النّبوّة ، ولما أنكر مجيء الوحي إليه ، أوّلا بغار حراء وأتى خديجة خائفا على عقله ، ولما ذهب إلى شواهق الجبال ليرمي نفسه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ. وأيضا فلو أثّر هذا الخوف في أبي طالب وردّه ، كيف كانت تطيب نفسه أن يمكّنه من السّفر إلى الشام تاجرا لخديجة؟.

وفي الحديث ألفاظ منكرة ، تشبه ألفاظ الطّرقيّة ، مع أنّ ابن عائذ قد روى معناه في مغازيه دون قوله : «وبعث معه أبو بكر بلالا» إلى آخره ، فقال : ثنا الوليد بن مسلم ، أخبرني أبو داود سليمان بن موسى ، فذكره بمعناه.

__________________

= ميزان الاعتدال ٢ / ٥٨١ رقم ٤٩٣٤ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٣٢٩ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٤٧ رقم ٤٩٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٩٤ رقم ١٠٧٥ ، خلاصة تهذيب التهذيب ٢٣٣.

(١) قال الخزرجي في الخلاصة ٢٣٣ «وله في البخاري فرد حديث».

(٢) سنن الترمذي ٥ / ٢٥٠ كتاب المناقب ، باب ما جاء في بدء نبوّة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣٦٩٩) وقال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه ، وانظر : تاريخ الطبري ٢ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، المستدرك للحاكم ٢ / ٦١٥ ، ٦١٦ وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقال الذهبي في تلخيصه : الحديث بطوله في البخاري ومسلم ، وأظنه موضوعا فبعضه باطل ٢ / ٦١٥ ، الروض الأنف ١ / ٢٠٧.

٥٧

وقال ابن إسحاق في «السيرة» (١) : إنّ أبا طالب خرج إلى الشام تاجرا في ركب ، ومعه النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو غلام ، فلما نزلوا بصرى ، وبها بحيرا الرّاهب في صومعته ، وكان أعلم أهل النّصرانيّة ، ولم يزل في تلك الصّومعة قط (٢) راهب يصير إليه علمهم عن كتاب فيهم فيما يزعمون ، يتوارثونه كابرا عن كابر ، قال : فنزلوا قريبا من الصّومعة ، فصنع بحيرا طعاما ، وذلك فيما يزعمون عن شيء رآه حين أقبلوا ، وغمامة (٣) تظلّه من بين القوم ، فنزل بظلّ شجرة (٤) ، فنزل بحيرا من صومعته ، وقد أمر بذلك الطّعام فصنع ، ثم أرسل إليهم فجاءوه (٥) فقال رجل منهم : يا بحيرا ما كنت تصنع هذا ، فما شأنك؟ قال : نعم ، ولكنّكم ضيف ، وأحببت أن أكرمكم (٦) ، فاجتمعوا ، وتخلّف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لصغره في رحالهم (٧). فلما نظر بحيرا فيهم ولم يره قال :

يا معشر قريش لا يتخلّف عن طعامي هذا أحد.

__________________

(١) السير والمغازي لابن إسحاق ـ تحقيق د. سهيل زكار ص ٧٣ ـ السيرة لابن هشام ١ / ٢٠٥ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٧٧ دلائل النبوة ٣٧٣.

(٢) هكذا في الأصل وفي السير والمغازي ٧٣ ، ٧٤ ، أما في سيرة ابن هشام ١ / ٢٠٥ وتاريخ الطبري ٢ / ٢٧٧ «منذ (أو مذ) قط راهب» ، وقط هنا : اسم بمعنى الدهر ، ومذ طرف.

(٣) في السر والمغازي لابن إسحاق ٧٤ «غماما».

(٤) في السير والمغازي «ثم أقبلوا حتى نزلوا بظلّ شجرة قريبا منه ، فنظر إلى الغمامة حتى أظلّت الشجرة ، وتهصّرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى استظلّ تحتها ، فلما رأى ذلك بحيرا نزل من صومعته».

(٥) يحذف الحافظ الذهبي عدّة فقرات من الأصل الّذي ينقل عنه ، انظر ذلك في : السير والمغازي لابن إسحاق ٧٤ وسيرة ابن هشام ١ / ٢٠٥.

(٦) النصّ عند ابن إسحاق في السير والمغازي ٧٤ : «ثم أرسل اليهم فقال : إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش ، وأنا أحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم ، وحرّكم وعبدكم ، فقال له رجل منهم : يا بحيرا إن لك اليوم لشأنا ما كنت تصنع هذا فيما مضى ، وقد كنا نمرّ بك كثيرا ، فما شأنك اليوم؟ فقال له بحيرا : صدقت ، قد كان ما تقول ، ولكنكم ضيف ، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما تأكلون منه كلكم صغيركم وكبيركم».

(٧) في السير والمغازي ٧٤ «لحداثة سنّه في رحال القوم تحت الشجرة».

٥٨

قالوا : ما تخلّف أحد إلّا غلام هو أحدث القوم سنّا.

قال : فلا تفعلوا ، ادعوه.

فقال رجل : واللّات والعزّى إنّ هذا للؤم بنا ، يتخلّف ابن عبد الله بن عبد المطّلب عن الطّعام من بيننا ، ثم قام واحتضنه ، وأقبل به (١) فلما رآه بحيرا جعل يلحظه لحظا شديدا ، وينظر إلى أشياء من جسده ، قد كان يجدها عنده من صفته ، حتى إذا شبعوا وتفرّقوا قام بحيرا فقال :

يا غلام أسألك باللّات والعزّى إلّا أخبرتني عمّا أسألك عنه (٢) ، فزعموا أنّه قال : لا تسألني باللّات والعزّى (٣) ، فو الله ما أبغضت بغضهما شيئا قطّ.

فقال له : فبالله إلّا ما أخبرتني عمّا أسألك عنه (٤) ، فجعل يسأله عن أشياء من حاله (٥) ، فتوافق ما عنده من الصّفة.

ثم نظر فيه أثر خاتم النّبوّة (٦) ، فأقبل على أبي طالب ، فقال : ما هو منك؟ قال : ابني.

قال : ما ينبغي أن يكون أبوه حيّا.

قال : فإنّه ابن أخي (٧).

قال : ارجع به واحذر عليه اليهود ، فو الله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفته ليبغنّه شرّا ، فإنّه كائن لابن أخيك شأن ، فخرج به أبو طالب سريعا حتى

__________________

(١) في السير والمغازي ٧٥ «ثم أقبل به حتى أجلسه مع القوم»

(٢) قال ابن إسحاق في السير والمغازي ٧٥ «وإنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما».

(٣) في السير زيادة «شيئا».

(٤) في السير : «قال سلني عمّا بدا لك».

(٥) في السير زيادة «من نومه ، وهيئته ، وأموره ، فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته».

(٦) في السير ٧٥ «ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده».

(٧) قال ابن إسحاق في السير : «قال : فما فعل أبوه؟ قال : مات وأمّه حبلى به ، قال : صدقت».

٥٩

أقدمه مكة حين فرغ من تجارته. وذكر الحديث (١).

وقال معتمر بن سليمان : حدّثني أبي ، عن أبي مجلز : أنّ أبا طالب سافر إلى الشام ومعه محمد ، فنزل منزلا ، فأتاه راهب فقال : فيكم رجل صالح ، ثم قال : أين أبو هذا الغلام؟ قال أبو طالب : ها أنا ذا وليّه. قال : احتفظ به ولا تذهب به إلى الشّام إنّ اليهود قوم حسد ، وإنّي أخشاهم عليه. فردّه (٢).

وقال ابن سعد (٣) : أنا محمد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن جعفر وجماعة ، عن داود بن الحصين ، أنّ أبا طالب خرج تاجرا إلى الشام ، ومعه محمد ، فنزلوا ببحيرا ، الحديث.

وروى يونس عن ابن شهاب حديثا طويلا فيه : فلمّا ناهز الاحتلام ، ارتحل به أبو طالب تاجرا ، فنزل تيماء ، فرآه حبر من يهود تيماء ، فقال لأبي طالب : ما هذا الغلام؟ قال : هو ابن أخي ، قال : فو الله إن قدمت به الشّام لا تصل به إلى أهلك أبدا ، ليقتلنّه اليهود إنّه عدوّهم ، فرجع به أبو طالب من تيماء إلى مكة.

قال ابن إسحاق (٤) : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فيما ذكر لي ـ يحدّث عمّا كان الله تعالى يحفظه به في صغره (٥) ، قال : «لقد رأيتني في غلمان من

__________________

(١) انظر : السير والمغازي لابن إسحاق ٧٣ ـ ٧٥ ، سيرة ابن هشام ١ / ٢٠٥ ـ ٢٠٧ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٧٧ ، ٢٧٨ ، تهذيب تاريخ دمشق ١ / ١ / ٢٧٠ ـ ٢٧١ ، دلائل النبوّة ١ / ٣٧٣ ـ ٣٧٦ نهاية الأرب ١٦ / ٩٠ ـ ٩٢ ، السيرة لابن كثير ١ / ٢٤٣ ـ ٢٤٦ ، الخصائص الكبرى للسيوطي ١ / ٨٤ ، السيرة الحلبية ١ / ١١٨ ، ١١٩ ، عيون الأثر ١ / ٤١ ، ٤٢ ، شرح المواهب ١ / ١٩٤ ـ ١٩٦.

(٢) انظر طبقات ابن سعد ١ / ١٢١ ، والسيرة لابن كثير ١ / ٢٤٩.

(٣) الطبقات ١ / ١٢١.

(٤) سيرة ابن هشام ١ / ٢٠٨ وانظر السير والمغازي ٧٨ ، ٧٩.

(٥) في السيرة زيادة «وأمر جاهليّته».

٦٠