تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

خلفي : «اعلم أبا مسعود» ، قال : فجعلت لا ألتفت إليه من الغصب ، حتّى غشيني ، فإذا هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلمّا رأيته وقع السّوط من يدي من هيبته ، فقال لي : «والله ، لله أقدر عليك منك على (١) هذا» ، فقلت : والله يا رسول الله لا أضرب غلاما لي أبدا. هذا حديث صحيح (٢).

وقال شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين. أخرجه مسلم (٣).

وقال الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ) (٤). فقال أبو بكر وغيره : لا نكلّمك يا رسول الله إلّا كأخي السّرار.

وقال تعالى : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٥).

وقال تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) (٦).

__________________

(١) كذا في نسخة دار الكتب ، وفي الأصل «من» بدل «على».

(٢) رواه مسلم (١٦٥٩) في كتاب الأيمان ، باب صحبة المماليك ، وكفّارة من لطم عبده ، وأحمد في المسند ٢ / ٤٥.

(٣) في صحيحه (٤٤) كتاب الإيمان ، باب وجوب محبّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين ، وأخرجه البخاري في كتاب الإيمان ١ / ٩ ـ ١٠ باب حلاوة الإيمان.

(٤) سورة الحجرات ـ الآية ٢.

(٥) سورة النور ـ الآية ٦٣.

(٦) سورة التوبة ـ الآية ٧٣.

٤٦١

وعن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «نصرت بالرّعب ، يسير بين يديّ مسيرة شهر» (١).

وقال زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرّب ، عن عليّ رضي‌الله‌عنه قال : كنّا إذا احمرّ البأس ، ولقي القوم القوم ، اتّقينا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فما يكون منّا أحد أقرب إلى القوم منه ، وقد ثبت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد ويوم حنين ، كما أتى (٢) في غزواته (٣).

قال زهير ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، عن يوم حنين ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقي على بغلته البيضاء ، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب يقود بلجامها ، فنزل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم واستنصر ، ثم قال :

أنا النّبيّ لا كذب

أنا ابن عبد المطّلب (٤)

__________________

(١) أخرجه البخاري من حديث جابر بن عبد الله ١ / ٨٦ في التيمّم ، أول الكتاب ، وفي كتاب الصلاة ١ / ١١٣ باب الصلاة في البيعة ، وفي كتاب الجهاد والسير ٤ / ١٢ باب قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نصرت بالرعب مسيرة ، شهر ، وفي كتاب التعبير ٨ / ٧٢ باب رؤيا الليل ، و ٨ / ٧٦ باب المفاتيح في اليد ، وفي كتاب الاعتصام ٨ / ١٣٨ باب قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثت بجوامع الكلم ، ومسلم (٥٢١) في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، أول الكتاب ، و (٥٢٣) ، والدارميّ في السير ، رقم ٢٨ ، والترمذي (١٥٩٤) في السير ، باب ما جاء في الغنيمة ، والنسائي ١ / ٢١٠ في كتاب الغسل ، باب التيمّم بالصعيد ، و ٦ / ٣ في كتاب الجهاد ، باب وجوب الجهاد ، وأحمد في المسند ١ / ٣٠١ و ٣ / ٢٢٢ و ٢٦٤ و ٢٦٨ و ٣١٤ و ٣٩٦ و ٤١٢ و ٤٥٥ و ٥٠١ و ٣ / ٣٠٤ و ٤ / ٤١٦ و ٥ / ١٦٢ و ٢٤٨ و ٢٥٦.

(٢) هكذا في نسخة دار الكتب ، وفي الأصل «يأتي».

(٣) أخرجه مسلم (١٧٧٦) في كتاب الجهاد والسير ، باب في غزوة حنين ، من طريق عيسى بن يونس ، عن زكريا ، عن أبي إسحاق ، عن البراء وقد جاءه رجل.

(٤) رواه البخاري في الجهاد والسير ٣ / ٢١٨ باب من قاد دابّة غيره في الحرب ، و ٣ / ٢٢٠ باب بغلة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم البيضاء ، و ٣ / ٢٣٣ باب من صفّ أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابّته واستنصر ، و ٤ / ٢٨ في باب من قال خذها وأنا ابن فلان ، وفي المغازي ٥ / ٩٨ ـ ٩٩ باب مقام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة زمن الفتح ، ومسلم (١٧٧٦) في الجهاد والسير ، باب في غزوة حنين ، والترمذي في الجهاد (١٧٣٨) باب ما جاء في الثبات عند القتال ، وأحمد في المسند ٤ / ٢٨٠ و ٢٨١ و ٢٨٩ و ٣٠٤.

٤٦٢

ثم تراجع النّاس.

وقد أتى ذلك مطوّلا (١).

وقال حمّاد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أجمل الناس وجها ، وأجودهم كفّا ، وأشجعهم قلبا ، خرج وقد فزع أهل المدينة ، فركب فرسا لأبي طلحة عريا (٢) ، ثم رجع ، وهو يقول : لن تراعوا ، لن تراعوا. متّفق عليه (٣).

وقال حاتم بن اللّيث الجوهريّ : ثنا حمّاد بن أبي حمزة السّكّريّ ، نا عليّ بن الحسين بن واقد ، ثنا أبي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطّاب ، قال : يا رسول الله مالك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا؟ قال : «كانت لغة إسماعيل قد درست ، فجاء بها جبريل فحفّظنيها». هذا من «جزء الغطريف (٤)».

وقال عبّاد بن العوّام : حدّثني موسى بن محمد بن إبراهيم التّيميّ ، عن أبيه ، قال رجل : يا رسول الله ما أفصحك ، ما رأيت الّذي هو أعرب منك ، قال : «حقّ لي ، وإنّما أنزل القرآن بلسان عربيّ مبين» (٥).

__________________

(١) كذا في نسخة دار الكتب ، وهو الصواب ، وفي الأصل وفي (ع) : «وسيأتي هذا».

(٢) زاد في الصحيح : (في عنقه السيف).

(٣) أخرجه البخاري في الجهاد والسير ٤ / ١٠ ـ ١١ باب السرعة والركض في الفزع ، ومسلم (٢٣٠٧) في كتاب الفضائل ، باب في شجاعة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتقدّمه للحرب ، وأحمد في المسند ٣ / ٢٦١ ، والبيهقي في دلائل النبوّة ١ / ٢٧٩ ، وابن سعد ١ / ٣٧٣ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٦ / ٣٧.

(٤) انظر بمعناه : صحيح مسلم (٢٣٠٨) في كتاب الفضائل ، باب كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أجود الناس بالخير من الريح المرسلة ، وشمائل الترمذي ١٨٩ ـ ١٩٠ رقم ٣٤٦ ، وابن سعد ١ / ٣٧٥ ، ودلائل النبوّة للبيهقي ١ / ٢٨٠ ، والبداية والنهاية ٦ / ٤٢.

(٥) ونحوه ما رواه البخاري في المناقب ٤ / ١٥٦ باب نزل القرآن بلسان قريش ، ومثله في فضائل القرآن ٦ / ٩٧ ، باب نزل القرآن بلسان قريش والعرب قرآنا عربيا ، بلسان عربيّ مبين.

٤٦٣

وقال هشيم ، عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أعطيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه» ، قلنا : علّمنا ممّا علّمك الله ، فعلّمنا التشهّد في الصّلاة (١).

باب زهده صلى‌الله‌عليه‌وسلم

وبذلك يوزن الزّهد وبه يحدّ

قال الله تعالى : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى) (٢).

قال بقيّة بن الوليد ، عن الزّبيدي ، عن الزّهريّ ، عن محمد بن عبد الله بن عبّاس قال : كان ابن عبّاس يحدّث أنّ الله تعالى أرسل إلى نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ملكا من الملائكة معه جبريل ، فقال الملك : إنّ الله يخيّرك بين أن تكون عبدا نبيّا ، وبين أن تكون ملكا نبيّا ، فالتفت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى جبريل كالمستشير له ، فأشار جبريل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن تواضع ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بل أكون عبدا نبيّا» قال : فما أكل بعد تلك الكلمة طعاما متّكئا حتى لقي ربّه تعالى (٣).

وقال عكرمة بن عمّار ، عن أبي زميل ، حدّثني ابن عبّاس ، أنّ عمر رضي‌الله‌عنه قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في خزانته ، فإذا هو مضطجع على حصير ، فأدنى عليه إزاره وجلس ، وإذا الحصير قد أثّر بجنبه ، فقلّبت عيني في خزانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا ليس فيها شيء من الدنيا غير قبضتين ـ أو

__________________

(١) روى نحوه ابن ماجة في إقامة الصلاة ، والسّنّة فيها (٨٩٩) و (٩٠٠) و (٩٠١) وفي الأخير عن أبي موسى الأشعري.

(٢) سورة طه ـ الآية ١٣١.

(٣) رواه أحمد في المسند ٢ / ٢٣١.

٤٦٤

قال قبضة ـ من شعير ، وقبضة من قرظ ، نحو الصّاعين ، وإذا أفيق (١) معلّق أو أفيقان ، قال : فابتدرت عيناي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما يبكيك يا بن الخطّاب»؟ قلت : يا رسول الله وما لي لا أبكي وأنت صفوة الله ورسوله وخيرته (٢) ، وهذه خزانتك! وكسرى وقيصر في الثمار والأنهار ، وأنت هكذا ، فقال : «يا بن الخطّاب أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا»؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : «فاحمد الله تعالى». أخرجه مسلّم (٣).

قال معمر ، عن الزّهريّ ، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور ، عن ابن عبّاس ، عن عمر في هذه القصّة ، قال : فما رأيت في البيت شيئا يردّ البصر إلّا أهب ثلاثة ، فقلت : ادع الله يا رسول الله أن يوسّع على أمّتك ، فقد وسّع على فارس والروم ، وهم لا يعبدون الله ، فاستوى جالسا وقال : «أفي شكّ أنت يا بن الخطّاب؟ أولئك قوم عجّلت لهم طيّباتهم في الحياة الدّنيا». فقلت : استغفر الله ، وكان أقسم أن لا يدخل على نسائه شهرا من شدّة موجدته عليهنّ حتى عاتبه الله تعالى. اتفقا عليه من حديث الزّهريّ (٤).

قرأت على إسماعيل بن عبد الرحمن المعدّل ، سنة أربع وتسعين ، أخبركم العلّامة أبو محمد بن قدامة ، أنّ شهدة بنت أبي نصر أخبرتهم ، أنا أبو غالب الباقلّاني ، أنا أبو عليّ بن شاذان ، أنا أبو سهل بن زياد ، ثنا إسماعيل بن إسحاق ، ثنا مسلّم بن إبراهيم ، نا مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن أنس قال : دخلت على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو على سرير مرمول (٥)

__________________

(١) هو الجلد الّذي لم يتمّ دباغه ، وجمعه : أفق.

(٢) من خلقه.

(٣) في صحيحه من حديث طويل (١٤٧٩) في كتاب الطلاق ، باب في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهنّ ، وقوله تعالى : (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ).

(٤) أخرجه البخاري في النكاح ٦ / ١٤٩ ـ ١٥٠ باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها ، ومسلّم (١٤٧٩) في الحديث السابق.

(٥) أي نسج وجهه بالسّعف.

٤٦٥

بشريط ، وتحت رأسه مرفقة حشوها ليف ، فدخل عليه ناس من أصحابه ، فيهم عمر رضي‌الله‌عنه ، فاعوجّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم اعوجاجة ، فرأى عمر أثر الشّريط في جنب النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فبكى ، فقال له النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما يبكيك»؟ فقال : كسرى وقيصر يعبثان فيما يعيثان (١) فيه ، وأنت على هذا السرير! فقال : «أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة»؟ قال : بلى ، فقال : «فهو والله كذلك». إسناده حسن (٢).

وقال المسعوديّ ، عن عمرو بن مرّة ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : اضطجع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على حصير ، فأثّر بجلده ، فجعلت أمسحه عنه وأقول : بأبي وأمّي ألا آذنتنا فنبسط لك (٣) ، قال : «ما لي وللدنيا ، إنّما أنا والدّنيا كراكب استظلّ تحت شجرة ، ثمّ راح وتركها». هذا حديث حسن قريب من الصّحّة (٤).

وقال يونس ، عن الزّهريّ ، عن عبيد الله ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لو أنّ لي مثل أحد ذهبا ما يسرّني أن تأتي عليّ ثلاث ليال ، وعندي منه شيء ، إلّا شيء أرصده لديني». أخرجه البخاري (٥).

__________________

(١) في بعض المصادر (يعيشان) وهو تصحيف.

(٢) أخرجه مسلّم (٢٤٩٨) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشعريين ، رضي‌الله‌عنهما ، وأحمد في المسند ٣ / ١٣٩ ، وابن سعد في الطبقات ١ / ٤٦٦.

(٣) في (دلائل النبوّة للبيهقي) : ألا آذنتنا فنبسط لك شيئا يقيك منه تنام عليه.

(٤) رواه الترمذي في الزهد (٢٤٨٣) باب (٣١) وقال : هذا حديث صحيح ، وابن ماجة في الزهد (٤١٠٩) باب مثل الدنيا ، وأحمد في المسند ١ / ٣٠١ ، وفي الزهد ـ ص ١٣ و ١٨ و ٢٠.

(٥) أخرجه البخاري في التمنّي ٨ / ١٢٨ باب تمنّي الخير وقول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لو كان لي أحد ذهبا ، وفي الاستئذان ٧ / ١٣٧ باب من أجاب بلبّيك وسعديك ، وفي الرقاق ٧ / ١٧٧ باب قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما أحبّ أن لي مثل أحد ذهبا ، ومسلّم (٩٤ و ٩٩٢) في الزكاة ، باب الترغيب في الصدقة ، وابن ماجة ، في الزهد (٤١٣٢) باب في المكثرين ، وأحمد في المسند ٢ / ٢٥٦ و ٣١٦ و ٣٤٩ و ٣٩٩ و ٤١٩ و ٤٥٠ و ٤٥٧ و ٤٦٧ و ٥٣٠ و ٥ / ١٤٩ و ١٥٢.

٤٦٦

وقال الأعمش ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهمّ اجعل رزق آل محمد قوتا». أخرجه مسلّم والبخاريّ من وجه آخر (١).

وقال إبراهيم النّخعيّ ، عن الأسود ، عن عائشة قالت : ما شبع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثة أيام تباعها من خبز برّ حتى توفّي. أخرجه مسلّم (٢).

وقال الثّوريّ ، ثنا عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة ، عن أبيه ، أنّ عائشة قالت : كنّا نخرج الكراع بعد خمس عشرة فنأكله ، فقلت : ولم تفعلون؟ فضحكت وقالت : ما شبع آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم من خبز مأدوم حتى لحق بالله. أخرجه البخاري (٣).

وقال هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : كنّا يمر بنا الهلال والهلال ، والهلال ، ما نوقد بنار لطعام ، إلّا أنّه التمر والماء ، إلّا أنّ حولنا أهل دور من الأنصار ، فيبعثون بغزيرة الشاء إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكان للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من ذلك اللّبن. متّفق عليه (٤).

__________________

(١) أخرجه البخاري في الرقاق ٧ / ١٨١ باب كيف كان عيش النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه وتخلّيهم من الدنيا ، ومسلّم (١٠٥٥) في الزهد والرقاق ، (١٨ و ١٩) وفي الزكاة (١٠٥٥) باب في الكفاف والقناعة ، والترمذي في الزهد (٢٤٦٦) باب ما جاء في معيشة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأهله ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وابن ماجة في الزهد (٤١٣٩) باب القناعة ، وأحمد في المسند ٢ / ٢٣٢ و ٤٤٦ و ٤٨١ ، وفي الزهد ـ ص ١٣.

(٢) في صحيحه (٢٩٧٠) في الزهد والرقائق ، باب ٢٠ و ٢١ و ٢٢ و ٢٣ و ٢٤ و (٢٩٧٦ / ٣٣) ، ورواه ابن ماجة في الأطعمة (٣٣٤٣) باب خبز البرّ ، و (٣٣٤٤) ، وأحمد في المسند ٦ / ٤٢.

(٣) في صحيحه ٦ / ٢٠٦ في الأطعمة ، باب ما كان السّلف يدّخرون في بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم وغيره ، و ٦ / ٢١٠ باب القديد ، والترمذي في الأضاحي (١٥٤٧) باب في الرخصة في أكلها بعد ثلاث ، وقال : هذا حديث صحيح .. وقد روي عنها هذا الحديث من غير وجه ، وابن ماجة (٣٣١٣) في الأطعمة ، باب القديد ، وأحمد في المسند ٦ / ١٢٨ و ١٣٦.

(٤) رواه البخاري في الهبة ٣ / ١٢٨ أول الباب ، وفي الزهد والرقاق ٧ / ١٨١ باب كيف كان عيش النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه وتخلّيهم من الدنيا ، ومسلّم (٢٩٧٢) في الزهد والرقائق ،

٤٦٧

وقال همّام : ثنا قتادة ، كنّا نأتي أنس بن مالك ، وخبّازه قائم ، فقال : كلوا ، فما أعلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى رغيفا مرقّقا ، حتّى لحق بالله ، ولا رأى شاة سميطا (١) بعينه قطّ. أخرجه البخاري (٢).

وقال هشام الدّستوائيّ ، عن يونس ، عن قتادة ، عن أنس قال : ما أكل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على خوان (٣) ، ولا في سكرّجة (٤) ولا خبز له مرقّق ، فقلت لأنس : علام (٥) كانوا يأكلون؟ قال : على السّفر. أخرجه البخاري (٦).

وقال شعبة ، عن أبي إسحاق : سمعت عبد الرحمن بن يزيد يحدّث ، عن الأسود ، عن عائشة قالت : ما شبع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من خبز شعير يومين متتابعين ، حتّى قبض. أخرجه مسلّم (٧).

__________________

باب ٢٨ ، وأحمد في المسند ٢ / ٤٠٥ و ٦ / ٧١ و ٨٦ و ١٠٨ ، وفي الزهد ـ ص ١٠ ، وابن سعد ١ / ٤٠٣.

(١) أي مشويّة على ما في «النهاية لابن الأثير».

(٢) في صحيحه ٧ / ١٨١ في الزهد والرقاق ، باب كيف كان عيش النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه وتخلّيهم عن الدنيا ، وفي الأطعمة ٦ / ٢٠٦ باب شاة مسمومة والكتف والجنب ، وابن ماجة (٣٣٠٩) في كتاب الأطعمة ، باب الشواء ، و (٣٣٣٩) في باب الرقاق. وأحمد في المسند ٣ / ١٢٨ و ١٣٤ و ٢٥٠ ، وابن سعد ١ / ٤٠٤.

(٣) بضم الخاء وكسرها.

(٤) السّكرجة : بضم السين والكاف والراء المشدّدة. (النهاية لابن الأثير). وقال الخفاجي في «شفاء الغليل» : الصواب فتح الراء المشدّدة ، وهو إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم ، وأكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها.

(٥) في الأصل «على ما».

(٦) في صحيحه ٦ / ١٩٩ في الأطعمة ، باب الخبز المرقّق والأكل على الخوان والسفرة ، و ٦ / ٢٠٥ باب ما كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه يأكلون ، والترمذي في الأطعمة (١٨٤٨) باب ما جاء على ما كان يأكل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وابن ماجة في الأطعمة (٣٢٩٢) باب الأكل على الخوان والسفرة ، وأحمد في المسند ٣ / ١٣٠ ، وفي الزهد ـ ص ١٤.

(٧) في صحيحه (٢٩٧٠ / ٢٢) في الزهد والرقائق ، وأخرجه البخاري في الأطعمة ٦ / ٢٠٥ باب ما كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه يأكلون ، وأحمد في المسند ٥ / ٢٥٣ و ٢٦٠ و ٢٦٧ ، وفي الزهد ٣٩.

٤٦٨

وقال هشام بن أبي عبد الله ، عن قتادة ، عن أنس ، أنّه مشى إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بخبز شعير ، وإهالة سنخة (١). ولقد رهن درعه عند يهوديّ ، فأخذ لأهله شعيرا ، ولقد سمعته ذات يوم يقول : ما أمسى عند آل محمد صاع تمر ولا صاع حبّ ، وإنّهم يومئذ تسعة أبيات. أخرجه البخاري (٢).

وقال هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : كان فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أدم حشوه ليف. متّفق عليه (٣).

أخبرنا الخضر بن عبد الله بن عمر ، وأحمد بن عبد السلام ، وأحمد بن أبي الخير ، كتابة ، أنّ عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب أجاز لهم ، قال : أنا عليّ بن بنان ، أنا محمد بن محمد ، أنا أبو عليّ الصّفّار سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ، ثنا الحسن بن عرفة ، ثنا عبّاد بن عبّاد المهلّبيّ ، عن مجالد ، عن الشّعبيّ ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : دخلت عليّ امرأة من الأنصار ، فرأت فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عباءة مثنيّة ، فانطلقت فبعثت إليّ

__________________

(١) الإهالة : كل ما يؤتدم به ، وقيل ما أذيب من الألية والشحم ، وقيل الدسم الجامد.

والسّنخة : المتغيّرة.

(٢) في صحيحه ٣ / ٨٢ في الاستقراض ، باب من اشترى بالدّين وليس عنده ثمنه أو ليس بحضرته ، وفي البيوع ٣ / ٨ باب شراء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالنسيئة ، و ٣ / ١٥ باب شراء الإمام الحوائج بنفسه ، وفي السّلم ٣ / ٤٥ ـ ٤٦ باب الكفيل في السّلم ، وباب الرهن في السّلم ، وفي الرهن (بلفظه) ٣ / ١١٥ الباب الأول ، وباب من رهن درعه ، ومسلّم (١٦٠٣) في كتاب المساقاة ، باب الرهن وجوازه في الحضر والسفر ، وأحمد في المسند ٦ / ٤٢ و ١٦٠ و ٢٣٠ و ٢٣٧ ، وفي الزهد له ص ٩ و ١٠ و ١١ ، وابن سعد ١ / ٤٠٧.

(٣) رواه البخاري في الزهد والرقاق ٧ / ١٨١ في باب كيف كان عيش النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه وتخلّيهم من الدنيا ، وأبو داود في الباس (٤١٤٦) باب في الفرش ، والترمذي في اللباس (١٨١٦) باب ما جاء في فراش النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وابن ماجة في الزهد (٤١٥١) باب ضجاع آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأحمد في المسند ١ / ٨٤ و ٩٣ و ١٠٤ و ١٠٦ و ١٠٨ و ٦ / ٤٨ و ٥٦ و ٧٣ و ١٠٨ و ٢٠٧ و ٢١٢ و ٢٩٥ و ٣١٤ وفي الزهد ـ ص ١٩.

٤٦٩

بفراش حشوه الصّوف ، فدخل عليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ما هذا يا عائشة»؟ قلت : فلانة رأت فراشك ، فبعثت إليّ بهذا ، فقال : «ردّيه يا عائشة» ، قالت : فلم أردّه ، وأعجبني أن يكون في بيتي ، حتّى قال ذلك ثلاث مرار ، قالت : فقال : ردّيه فو الله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذّهب والفضّة. أخرجه الإمام أحمد في «الزّهد» (١) ، عن إسماعيل بن محمد ، عن عبّاد بن عبّاد ـ وهو ثقة ـ عن مجالد ، وليس بالقويّ (٢). وأخرجه محمد بن سعد الكاتب (٣) ، عن سعيد بن سليمان الواسطيّ ، عن عبّاد بن عبّاد.

وقال زائدة : نا عبد الملك بن عمير ، عن ربعيّ بن حراش ، عن أمّ سلمة ، قالت : دخل عليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ساهم الوجه ، حسبت ذلك من وجع ، فقلت : يا رسول الله ما لي أراك ساهم الوجه؟ فقال : من أجل الدّنانير السبعة التي أتتنا أمس ، وأمسينا ولم ننفقهنّ ، فكنّ في خمل الفراش. هذا حديث صحيح الإسناد (٤).

وقال بكر بن مضر ، عن موسى بن جبير ، عن أبي أمامة بن سهل قال : دخلت على عائشة أنا وعروة ، فقالت : لو رأيتما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مرض له ، وكانت عندي ستّة دنانير أو سبعة ، فأمرني أن أفرّقها ، فشغلني وجعه

__________________

(١) ص ٢٠ ،.

(٢) انظر عنه : التاريخ الصغير ٧٠ ، والضعفاء الصغير ٢٧٧ ، والضعفاء والمتروكين للنسائي ٣٠٤ رقم ٥٥٢ ، وأحوال الرجال للجوزجانيّ ٨٩ رقم ١٢٦ ، والمجروحين لابن حبّان ٣ / ١٠ ، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ ١٦٥ رقم ٥٣٢ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ٤ / ٢٣٢ رقم ١٨٢٦ ، والجرح والتعديل ٨ / ٣٦١ ـ ٣٦٢ رقم ١٦٥٣ ، والكامل في الضعفاء ٦ / ٢٤١٤ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٤٣ رقم ٥١٨٣ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٣٨ رقم ٧٠٧٠ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٣٩ ـ ٤١ رقم ٦٥ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٢٩ رقم ٩١٩.

(٣) في الطبقات الكبرى ١ / ٤٦٥.

(٤) رواه أحمد في المسند ٦ / ٢١٤.

٤٧٠

حتى عافاه الله تعالى ، ثمّ سألني عنها ، ثمّ دعا بها فوضعها في كفّه فقال : ما ظنّ نبيّ الله لو لقي الله وهذه عنده (١).

وقال جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان لا يدّخر شيئا لغد.

وقال بكّار بن محمد السّيريني : نا ابن عون ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل على بلال ، فوجد عنده صبرا من تمر ، فقال : «ما هذا يا بلال»؟ فقال : تمر أدّخره ، قال : «ويحك يا بلال ، أو ما تخاف أن يكون لك بخار في النّار ، أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا». بكّار ضعيف (٢).

وقال معاوية بن سلّام ، عن زيد ، أنّه سمع أبا سلّام ، حدّثني عبد الله أبو عامر الهوزنيّ قال : لقيت بلالا مؤذّن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحلب ، فقلت : حدّثني كيف كانت نفقة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ما كان له شيء من ذلك ، إلا أنا الّذي كنت ألي ذلك منه (٣) ، منذ بعثه الله إلى أن توفّي ، فكان إذا أتاه الإنسان المسلّم (٤) ، فرآه عاريا يأمرني فأنطلق فأستقرض فأشتري البردة

__________________

(١) رواه أحمد في المسند ٦ / ١٠٤.

(٢) قال البخاري : يتكلّمون فيه ، وقال أبو زرعة : ذاهب الحديث روى أحاديث مناكير ، وقال ابن معين : كتبت عنه ليس به بأس ، وقال أبو حاتم : لا يسكن القلب عليه مضطرب ، وقال أبو زرعة : حدّث عن ابن عون بما ليس من حديثه ، وقال ابن حبّان : لا يتابع على حديثه.

انظر عنه : التاريخ الكبير ٢ / ١٢٢ رقم ١٩١١ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٠٩ رقم ١٦١٢ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ١ / ١٥٠ رقم ١٨٨ وفيه طرف من أول الحديث ، وقال : الرواية فيه مضطربة من غير حديث ابن عون أيضا (١٥١) ، والمجروحين لابن حبّان ١ / ١٩٧ ، والكامل في الضعفاء لابن عدّي ٢ / ٤٧٧ ـ ٤٧٨ ، والمغني في الضعفاء ١ / ١١١ رقم ٩٥٨ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣٤١ رقم ١٢٦٣ ، ولسان الميزان ٢ / ٤٤ ـ ٤٥ رقم ١٦١.

(٣) عند أبي داود «كنت أنا الّذي ألي ذلك منه».

وفي طبعة القدسي ٢ / ٣٣٢ «إلى» وهو خطأ.

(٤) عند أبي داود «مسلما».

٤٧١

والشيء فأكسوه وأطعمه ، حتى اعترضني رجل من المشركين ، فقال : يا بلال إنّ عندي سعة فلا تستقرض من أحد إلّا منّي ، ففعلت ، فلمّا كان ذات يوم ، توضّأت ، ثمّ قمت لأؤذّن بالصّلاة ، فإذا المشرك في عصابة من التّجّار ، فلمّا رآني قال : يا حبشيّ ، قلت يا لبّيه (١) ، فتهجّمني ، وقال قولا غليظا ، فقال : أتدري كم بينك وبين الشهر؟ قلت : قريب. قال : إنّما بينك وبينه أربع ليال ، فآخذك بالذي لي عليك ، فإنّي لم أعطك الّذي أعطيتك من كرامتك ، ولا من كرامة صاحبك ، ولكن أعطيتك لتصير (٢) لي عبدا ، فأردّك ترعى الغنم ، كما كنت قبل ذلك ، فأخذني في نفسي ما يأخذ في أنفس النّاس ، فانطلقت ثمّ أذّنت بالصّلاة ، حتّى إذا صلّيت العتمة رجع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أهله ، فاستأذنت عليه ، فأذن لي ، فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمّي إنّ المشرك قال لي كذا وكذا ، وليس عندك ما تقضي عني ، ولا عندي ، وهو فاضحي ، فأذن لي أن آتي بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا ، حتّى يرزق الله رسوله ما يقضي عنّي ، فخرجت ، حتى أتيت منزلي ، فجعلت سيفي وجرابي ورمحي (٣) ونعلي عند رأسي ، واستقبلت بوجهي الأفق ، فكلّما نمت انتبهت ، فإذا رأيت عليّ ليلا نمت ، حتى انشقّ عمود الصّبح الأول ، فأردت أن أنطلق ، فإذا إنسان يسعى ، يدعو : يا بلال أجب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فانطلقت حتّى أتيته ، فإذا أربع ركائب عليهنّ أحمالهنّ ، فأتيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاستأذنت ، فقال لي النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أبشر ، فقد جاءك الله بقضائك» ، فحمدت الله ، قال : «ألم تمرّ على الركائب المناخات الأربع؟ قلت : بلى ، قال : «فإنّ لك رقابهنّ وما عليهنّ» ، فإذا عليهنّ

__________________

(١) عند أبي داود «يا لبّاه».

(٢) هكذا في نسخة دار الكتب ، والمنتقى لابن الملّا ، أما في الأصل ، وفي (ع) وفي (ح) «لتجب». واللفظتان غير موجودتين في سنن أبي داود.

(٣) عند أبي داود «مجنّي» بدل «رمحي».

٤٧٢

كسوة وطعام أهداهنّ له عظيم فدك ، فحططت عنهنّ ، ثمّ عقلتهنّ ، ثمّ عمدت إلى تأذين صلاة الصّبح ، حتّى إذا صلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرجت إلى البقيع ، فجعلت إصبعي في أذني ، وناديت وقلت : من كان يطلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دينا فليحضر ، فما زلت أبيع وأقضي حتّى لم يبق على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دين في الأرض ، حتّى فضل عندي أوقيّتان ، أو أوقيّة ونصف ، ثم انطلقت إلى المسجد ، وقد ذهب عامّة النّهار ، فإذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاعد في المسجد وحده ، فسلّمت عليه ، فقال لي : «ما فعل ما قبلك»؟ قلت قد قضى الله كلّ شيء كان على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يبق شيء ، فقال : «فضل شيء»؟ قلت : نعم ديناران ، قال : «انظر أن تريحني منهما ، فلست بداخل على أحد من أهلي حتّى تريحني منهما» ، فلم يأتنا أحد ، فبات في المسجد حتّى أصبح ، وظلّ في المسجد اليوم الثاني ، حتّى كان في آخر النّهار جاء راكبان ، فانطلقت بهما ، فكسوتهما وأطعمتهما ، حتى إذا صلّى العتمة دعاني ، فقال : «ما فعل الّذي قبلك»؟ قلت : قد أراحك الله منه ، فكبّر وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت ، وعنده ذلك ، ثم اتّبعته ، حتّى جاء أزواجه ، فسلّم على امرأة امرأة ، حتّى أتى مبيته. أخرجه أبو داود (١) عن توبة الحلبيّ ، عن معاوية.

وقال أبو داود الطّيالسيّ : ثنا أبو هاشم الزّعفرانيّ ، ثنا محمد بن عبد الله ، أنّ أنس بن مالك حدّثه أنّ فاطمة رضي‌الله‌عنها جاءت بكسرة خبز إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ما هذه»؟ قالت : قرص خبزته ، فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة ، فقال : «أما إنّه أوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام (٢)».

__________________

(١) في سننه (٣٠٥٥) كتاب الخراج والإمارة والفيء ، باب في الإمام يقبل هدايا المشركين.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١ / ٤٠٠.

٤٧٣

وقال أبو عاصم ، عن زينب بنت أبي طليق قالت : حدّثني حبّان بن جزء ـ أبو (١) بحر ـ عن أبي هريرة ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يشدّ صلبه بالحجر من الغرث (٢).

وقال أبو غسّان النّهديّ : نا إسرائيل ، عن مجالد ، عن الشّعبيّ ، عن مسروق قال : بينما عائشة تحدّثني ذات يوم إذ بكت ، فقلت : ما يبكيك؟ قالت : ما ملأت بطني من طعام فشئت أن أبكي إلّا بيكت أذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما كان فيه من الجهد (٣).

وقال خالد بن خداش : ثنا ابن وهب ، حدّثني جرير بن حازم ، عن يونس ، عن الحسن قال : خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «والله ما أمسى في آل محمد صاع من طعام ، وإنّهنّ لتسعة أبيات» ، والله ما قالها استقلالا لرزق الله ، ولكن أراد أن تتأسّى به أمّته. روى الأربعة «ابن سعد» (٤) عن هؤلاء.

وقال أبان ، عن قتادة ، عن أنس ، أنّ يهوديّا دعا النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه (٥).

وقال أنس : أهدي للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم تمر ، فرأيته يأكل منه مقعيا (٦) من الجوع (٧).

__________________

(١) في طبعة القدسي ٢ / ٣٣٤ «أو».

(٢) الغرث : أي الجوع. والحديث في طبقات ابن سعد ١ / ٤٠٠.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات ١ / ٤٠٠ ـ ٤٠١.

(٤) في الطبقات ١ / ٤٠١.

(٥) أخرجه البخاري في البيوع ٣ / ٨ باب شراء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالنسيئة ، وابن سعد ١ / ٤٠٧.

(٦) قال ابن الأثير في النهاية : مقعيا : أراد أنه كان يجلس عند الأكل على وركيه مستوفزا غير متمكّن.

(٧) أخرجه مسلّم (٢٠٤٤) في الأشربة ، باب استحباب تواضع الأكل ، وصفة قعوده ، وأبو داود

٤٧٤

وقالت أسماء بنت يزيد (١) توفّي النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ودرعه مرهونة عند يهوديّ على شعير (٢).

__________________

= في الأطعمة (٣٧٧١) باب ما جاء في الأكل متّكئا ، وأحمد في المسند ٣ / ١٨٠ ، وابن سعد في الطبقات ١ / ٤٠٧.

(١) حديث أسماء أخرجه البخاري من طريق الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، في الجهاد والسير ٣ / ٢٣١ باب ما قيل في درع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم والقميص في الحرب ، وفي المغازي ٥ / ١٤٥ باب وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والترمذي في البيوع (١٢٣٢) باب ما جاء في الرخصة في الشراء إلى أجل ، والنسائي في البيوع ٧ / ٢٨٨ باب الرهن في الحضر ، و ٧ / ٣٠٣ باب مبايعة أهل الكتاب ، وابن ماجة (٢٤٣٨) في كتاب الرهون ، والدارميّ في البيوع ، رقم (٤٤) ، وأحمد في المسند ١ / ٢٣٦ و ٣٠٠ و ٣٠١ و ٣٦١ و ٣ / ١٠٢ و ١٣٣ و ٢٣٨ و ٦ / ٤٥٣ و ٤٥٧ ، وابن سعد ١ / ٤٠٨.

(٢) ورد في الأصل هنا : «بلغت قراءة خليل بن أيبك على مؤلّفه ، فسح الله في مدّته ، في الميعاد التاسع».

٤٧٥
٤٧٦

فصل من شمائله وأفعاله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

وكان النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما ثبت عنه يقول : «اللهمّ إنّي أعوذ بك من الجوع ، فإنّه بئس الضّجيع (١)».

وكان يحبّ الحلواء والعسل واللّحم ، ولا سيّما الذّراع. وكان يأتي النّساء ، ويأكل اللّحم ، ويصوم ، ويفطر ، وينام ، ويتطيّب إذا أحرم وإذا حلّ ، وإذا أتى الجمعة ، وغير ذلك ، ويقبل الهديّة ، ويثبت عليها ويأمر بها ، ويجيب دعوة من دعاه ، ويأكل ما وجد ، ويلبس ما وجد من غير تكلّف لقصد ذا ولا ذا ، ويأكل القثّاء بالرّطب ، والبطّيخ بالرّطب ، وإذا ركب أردف بين يديه الصغير أو يردف وراءه عبده أو من اتّفق ، ويلبس الصّوف ويلبس البرود الحبرة ، وكانت أحبّ اللّباس إليه ، وهي برود يمنية فيها حمرة

__________________

(١) رواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن إسحاق بن منصور ، عن هريم ، عن ليث عن كعب ، عن أبي هريرة. وله زيادة : «وأعوذ بك من الخيانة ، فإنّها بئست البطانة» ، في كتاب الأطعمة (٣٣٥٤) باب التعوّذ من الجوع. قال في الزوائد : في إسناده ليث بن سليم ، وهو ضعيف ، وأبو داود في كتاب الصلاة (١٥٤٧) باب في الاستعاذة ، وهو من طريق : محمد بن العلاء ، عن ابن إدريس ، عن ابن عجلان ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ، والنسائي في الاستعاذة ٨ / ٢٦٣ باب الاستعاذة من الجوع ، وابن سعد ١ / ٤٠٩.

٤٧٧

وبياض ، ويتختّم في يمينه بخاتم فضّة نقشه «محمد رسول الله» وربّما تختّم في يساره.

وكان يواصل في صومه ، ويبقى أياما لا يأكل ، وينهى عن الوصال ، ويقول : «إنّي لست مثلكم ، إنّي أبيت عند ربّي يطعمني ويسقيني» (١).

وكان يعصب على بطنه الحجر من الجوع ، وقد أتي بمفاتيح خزائن الأرض كلّها ، فأبى أن يقبلها ، واختار الآخرة عليها ، وكان كثير التبسّم ، يحبّ الروائح الطّيّبة. وكان خلقه القرآن ، يرضى لرضاه ، ويغضب لغضبه.

وكان لا يكتب ولا يقرأ ولا معلّم له من البشر ، نشأ في بلاد جاهليّة ، وعبادة وثن ، ليسوا بأصحاب علم ولا كتب ، فآتاه الله من العلم ما لم يؤت أحدا من العالمين.

وقال الله تعالى في حقّه : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (٢).

وكلّ هذه الأطراف من الأحاديث فصحاح مشهورة.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حبّب إلي النّساء والطّيب ، وجعل قرّة عيني في الصّلاة» (٣).

__________________

(١) رواه البخاري في التمنّي ٨ / ١٣١ باب ما يجوز من اللّو وقوله تعالى : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) ، وفي الصوم ٢ / ٢٣٢ باب بركة السحور من غير إيجاب .. و ٢ / ٢٤٢ باب الوصال ومن قال ليس في الليل صيام .. و ٦ / ٢٤٣ باب التنكيل لمن أكثر الوصال ، وباب الوصال إلى السحر ، ومسلم (١١٠٣) في الصوم ، باب النهي عن الوصال في الصوم ، وأحمد في المسند ٣ / ٨ و ٦ / ١٢٦.

(٢) سورة النجم ـ الآية ٣.

(٣) رواه النسائي في عشرة النساء ٧ / ٦١ باب حبّ النساء ، من طريق الحسين بن عيسى القومسيّ ، عن عفّان بن مسلم ، عن سلّام أبي المنذر ، عن ثابت ، عن أنس ، وأحمد في المسند ٣ / ١٢٨ و ١٩٩ و ٢٨٥ ، وابن سعد في الطبقات ١ / ٣٩٨.

٤٧٨

وقال أنس : طاف النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على نسائه في ضحوة بغسل واحد (١).

وكان يحبّ من النّساء عائشة ، ومن الرجال أباها أبا بكر رضي‌الله‌عنهما ، وزيد بن حارثة ، وابنه أسامة ، ويقول : «آية الإيمان حبّ الأنصار ، وآية النّفاق بغض الأنصار» (٢).

ويحبّ الحسن والحسين سبطيه ، ويقول : «هما ريحانتاي من الدنيا» (٣) ويحبّ أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه (٤) ، ويحبّ التّيمّن في ترجّله وتنعّله (٥) ، وفي شأنه كلّه.

__________________

(١) رواه البخاري في النكاح ٦ / ١٥٥ باب من طاف على نسائه في غسل واحد ، والنسائي في الغسل والتيمّم ١ / ٢٠٩ باب الطواف على النساء في غسل واحد ، وابن ماجة في الطهارة (٥٨٨) باب ما جاء فيمن يغتسل من جميع نسائه غسلا واحدا ، والدارميّ في الوضوء ، باب رقم (٧١) ، وأحمد في المسند ٦ / ٨ و ٩ و ٣٩١.

(٢) أخرجه البخاري في الإيمان ١ / ١٠ باب علامة الإيمان حبّ الأنصار ، وفي مناقب الأنصار ٤ / ٢٢٣ باب حبّ الأنصار من الإيمان ، ومسلم (١٢٨) في الإيمان ، باب الدليل على أن حبّ الأنصار وعليّ رضي‌الله‌عنهم من الإيمان ، وعلاماته ، وبغضهم من علامات النفاق ، و (٧٨) ، والنسائي في الإيمان ٨ / ١١٦ باب علامة الإيمان ، وأحمد في المسند ٣ / ٧٠ و ١٣٠ و ١٣٣ و ٢٤٩ و ٥ / ٢٨٥ و ٦ / ٧.

(٣) رواه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ٤ / ٢١٧ باب مناقب الحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما ، وفي الأدب ٧ / ٧٤ باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته ، والترمذي في المناقب (٣٨٥٩) باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهما.

(٤) رواه الترمذي في مواقيت الصلاة (٢٢٨) باب ما جاء ليلينّي منكم أولو الأحلام والنّهى ، وابن ماجة في إقامة الصلاة (٩٧٧) باب من يستحبّ أن يلي الإمام ، وأحمد في المسند ٣ / ١٠٠ و ١٩٩ و ٢٠٥ و ٢٦٣.

(٥) رواه البخاري في الوضوء ١ / ٥٠ التيمّن في الوضوء والغسل ، وفي الصلاة ١ / ١١٠ باب التيمّن في دخول المسجد وغيره ، وفي الأطعمة ٦ / ١٩٧ باب التيمّن في الأكل وغيره ، وفي اللباس ٧ / ٤٩ باب يبدأ بالنعل اليمنى ، و ٧ / ٦١ في باب الترجيل ، ومسلم (٢٦٨) في الطهارة ، باب التيمّن في الطهور وغيره ، وأبو داود في اللباس (٤١٣٩) باب في الانتعال ، والنسائي في الطهارة ١ / ٧٨ باب بأيّ الرجلين يبدأ بالغسل ، وفي الغسل ١ / ٢٠٥ باب التيمّن في الطهور ، وابن ماجة في الطهارة (٤٠١) باب التيمّن في الوضوء ، وأحمد في المسند ٦ / ٩٤ و ١٣٠ و ١٤٧ و ١٨٨ و ٢٠٢ و ٢١٠ ، والطيالسي في المسند ٢٠٠ رقم ١٤١٠ ، وفيض القدير ٥ / ٢٠٧.

٤٧٩

وكان يقول : «إنّي أخشاكم لله وأعلمكم بما اتّقي» (١).

وقال : «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا» (٢).

وقال : «شيّبتني هود وأخواتها» (٣).

وكلّ هذا في الصّحاح.

باب من اجتهاده وعبادته صلى‌الله‌عليه‌وسلم

قال ابن عيينة ، عن زيادة (٤) بن علاقة ، عن المغيرة بن شعبة قال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتّى تورّمت قدماه ، فقيل : يا رسول الله أليس قد غفر الله لك

__________________

(١) أخرجه البخاري في النكاح ٦ / ١١٦ أول الباب ، ومسلم (١١٠٨) في الصيام باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرّمة على من لم تحرّك شهوته ، و (١١٠٩) باب صحّة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب ، وأبو داود في الصوم (٢٣٨٢) باب القبلة للصائم ، ومالك في الموطأ ، كتاب الصوم (٦٤٢) باب ما جاء في صيام الّذي يصبح جنبا في رمضان ، وأحمد في المسند ١ / ٢٤٩ و ٣٦٧ و ٣ / ٤٨٥ و ٤ / ٨ و ٦ / ٨٠ و ١٥٥.

(٢) رواه البخاري في الكسوف ٢ / ٢٥ باب الصدقة في الكسوف ، وفي التفسير ٥ / ١٩٠ سورة المائدة ، وفي النكاح ٦ / ١٥٦ باب الغيرة ، وفي الرقاق ٧ / ١٨٦ باب قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، وفي الأيمان والنذور ٧ / ٢١٨ باب كيف كانت يمين النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومسلم (٤٢٦) في الصلاة ، باب تحريم سبق الإمام بركوع أو سجود ونحوهما ، و (٩٠١) في الكسوف ، باب صلاة الكسوف ، وفي الفضائل (٢٣٥٩) باب توقيره صلى‌الله‌عليه‌وسلم وترك إكثار سؤاله عمّا لا ضرورة إليه أو لا يتعلّق به تكليف ، والنسائي في السهو ٣ / ٨٣ باب النهي عن مبادرة الإمام بالانصراف من الصلاة ، وفي الكسوف ٣ / ٨٣ باب النهي عن مبادرة الإمام بالانصراف من الصلاة ، وفي الكسوف ٣ / ١٣٣ باب نوع آخر منه عن عائشة ، و ٣ / ١٥٢ باب كيف الخطبة في الكسوف ، وابن ماجة في الزهد (٤١٩١) باب الحزن والبكاء ، والدارميّ في الرقاق ، باب ٢٦ ، ومالك في الموطأ (٤٤٤) باب العمل في صلاة الكسوف ، وأحمد في المسند ٢ / ٢٥٧ ، و ٣١٣ و ٤١٨ و ٤٣٢ و ٤٥٣ و ٤٦٧ و ٤٧٧ و ٢ / ٥٠ و ٣ / ١٠٢ و ١٢٦ و ١٥٤ و ١٨٠ و ١٩٣ و ٢١٠ و ٢١٧ و ٢٤٠ و ٢٤٥ و ٢٥١ و ٢٦٨ و ٢٩٠ و ٥ / ١٨٣ و ٦ / ٨١ و ١٦٤ ، وابن سيد الناس في عيون الأثر ٢ / ٣٣٥.

(٣) أخرجه الترمذي في التفسير (٣٣٥١) سورة الواقعة ، وابن سعد ١ / ٤٣٥ ، والترمذي في الشمائل ٢٧ رقم ٤٠.

(٤) في نسخة دار الكتب (زيد) وهو تحريف.

٤٨٠