تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وقال محمد بن يوسف الفريابيّ : ذكر سفيان : عن يحيى بن سعيد ، عن أبي موسى يحنّس (١) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إذا مشت أمّتي المطيطاء (٢) وخدمتهم فارس والروم ، سلّط بعضهم على بعض. حديث مرسل (٣).

__________________

= عبيد الله رضي‌الله‌عنه. وهو بالسند المذكور ، ولكن اللفظ مختلف ، وهو «.. عن أبي حرب أن طلحة حدّثه ـ وكان من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : أتيت المدينة وليس لي بها معرفة ، فنزلت في الصّفّة مع رجل ، فكان بيني وبينه كل يوم مدّ من تمر ، فصلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم ، فلما انصرف قال رجل من أصحاب الصّفّة : يا رسول الله أحرق بطوننا التمر وتخرّقت عنّا الخنف ، فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخطب ثم قال : والله لو وجدت خبزا أو لحما لأطعمتكموه ، أما أنكم توشكون أن تدركوا ، ومن أدرك ذلك منكم أن يراح عليكم بالجفان وتلبسون مثل أستار الكعبة ، قال : فمكثت أنا وصاحبي ثمانية عشر يوما وليلة ، ما لنا طعام إلّا البرير ، حتى جئنا إلى إخواننا من الأنصار فواسونا ، وكان خير ما أصبنا هذا التمر».

ورواه بطوله الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، وأخرج معظمه : الطبراني في المعجم الكبير ٨ / ٣٧١ رقم ٨١٦٠ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥ رقم ٨٣ ، والإصابة لابن حجر ٢ / ٢٣١ رقم ٤٢٧٠ ، وأشار إليه ابن سعد في الطبقات ٧ / ٥١ ، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣ وقال رواه البزّار بنحوه.

(١) مهمل من النّقط في نسخة دار الكتب ، والتصحيح من الأصل.

(٢) مشية فيها تبختر ومدّ اليدين. (انظر مجمع البحار ١٢ وفيض القدير ١ / ٤٤٥).

(٣) أخرجه الترمذي في كتاب الفتن (٢٣٦٣) باب الوصايا رقم ٦٤ عن موسى بن عبد الرحمن الكندي ، عن زيد بن حباب ، عن موسى بن عبيدة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر. ولفظه : «.. وخدمها أبناء الملوك أبناء فارس والروم ، سلّط شرارها على خيارها». وقال : هذا حديث غريب ، وقد رواه أبو معاوية ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. وذكر الترمذي في رقم (٢٣٦٤) : «حدّثنا بذلك محمد بن إسماعيل الواسطي ، أخبرنا أبو معاوية ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه. ولا يعرف لحديث أبي معاوية ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر أصل ، إنّما المعروف حديث موسى بن عبيدة ، وقد روى مالك بن أنس هنا الحديث عن يحيى بن سعيد مرسلا ، ولم يذكر فيه : عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر». وأخرجه ابن المبارك في الزهد ـ انظر ما رواه نعيم بن حمّاد زائدا على ما رواه المروزي عن ابن المبارك ، في آخر الكتاب ، ص ٥٢ رقم ١٨٧ من طريق موسى بن عبيدة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر. بلفظ «وخدمتهم أبناء الملوك» و «سلّط الله شرارها» ، =

٤٠١

وقال عثمان بن حكيم ، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص ، عن أبيه قال : أقبلنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى مررنا على مسجد بني معاوية ، فدخل فصلّى ركعتين ، وصلّينا معه ، فناجى ربّه طويلا ، ثمّ قال : «سألت ربي ثلاثة : سألته أن لا يهلك أمّتي بالغرق فأعطانيها ، وسألته أن لا يهلك أمّتي بالسّنة (١) فأعطانيها ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها». رواه مسلم (٢).

وقال أيّوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان قال : قال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله زوى (٣) لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإنّ ملك أمّتي سيبلغ (٤) ما زوي لي منها (٥) ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإنّي سألت ربّي لأمّتي أن لا يهلكها بسنة بعامّة ، وأن لا يسلّط عليهم عدوّا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم (٦) ، وإنّ ربّي قال لي : يا محمد إنّي إذا (٧) قضيت قضاء فإنّه (٨) لا يردّ ، وإنّي أعطيتك لأمّتك أن لا أهلكهم بسنة بعامّة ، وأن لا أسلّط عليهم عدّوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، ولو

__________________

وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ١٦٢ ، وابن عديّ في الكامل في الضعفاء ٦ / ٢٣٣٥ ، وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان ١ / ٣٠٨ ، وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة ، أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠ / ٢٣٧ وقال : رواه الطبراني في «الأوسط» ، وإسناده حسن.

وانظر : سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ٢ / ٦٧٩ ـ ٦٨١.

(١) السّنة : القحط والجدب.

(٢) في صحيحه (٢٨٩٠) في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب هلاك هذه الأمّة بعضهم ببعض.

(٣) بمعنى جمع.

(٤) اللفظ عند مسلم : «وإنّ أمّتي سيبلغ ملكها ما زوي».

(٥) إلى هنا رواية الشهاب القضاعي في مسندة ٢ / ١٦٦ ، ١٦٧ رقم ٧٠٦.

(٦) أي جماعتهم وأصلهم ، والبيضة هنا : موضع السلطان والعزّ والملك.

(٧) هنا اضطراب في النص عند ابن الملا في المنتقى.

(٨) إضافة على الأصل من صحيح مسلم.

٤٠٢

اجتمع عليهم من بين أقطارها (١) حتى يكون بعضهم يسبي بعضا ، وبعضهم يقتل بعضا» (٢) (٣).

وقال : إنّما أخاف على أمّتي الأئمّة المضلّين.

وإذا وضع السيف في أمّتي لم يرفع عنهم (٤) إلى يوم القيامة.

ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمّتي بالمشركين حتى يعبدوا الأوثان (٥) ، وإنّه سيكون في أمّتي كذّابون ثلاثون ، كلّهم يزعم أنّه نبيّ ، وإنّي (٦) خاتم النّبيّين لا نبيّ بعدي.

ولا تزال طائفة من أمّتي على الحقّ ظاهرين ، لا يضرّهم من خذلهم (٧) حتى يأتي أمر الله تعالى». رواه مسلم (٨).

وقال يونس وغيره ، عن الحسن ، عن عطاء بن عبد الله ، عن أبي موسى ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «بين يدي السّاعة الهرج». قيل : وما

__________________

(١) في صحيح مسلم «من بأقطارها ، أو قال : من بين أقطارها».

(٢) اللفظ عند مسلم «حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، ويسبي بعضهم بعضا».

(٣) إلى هنا ينتهي الحديث عند مسلم (٢٨٨٩) في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب هلاك هذه الأمّة بعضهم ببعض ، ورواه الترمذي (٢٢٦٧) في كتاب الفتن.

(٤) عند أبي داود «عنها».

(٥) اللفظ عند أبي داود «وحتى تعبد قبائل من أمّتي الأوثان».

(٦) عند أبي داود «وأنا».

(٧) عند أبي داود «خالفهم».

(٨) الصحيح : «رواه أبو داود» ، فقد انتهت رواية مسلم عند قوله : «وبعضهم يقتل بعضا».

انظر : سنن أبي داود (٤٢٥٢) في كتاب الفتن والملاحم ، باب ذكر الفتن ودلائلها. وأخرج الترمذي قسما منه (٢٣١٦) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من قبل الحجاز ، وابن ماجة ، رقم ٢٩٥٢ ، وأحمد في المسند ٤ / ١٢٣ من حديث شداد بن أوس ، و ٥ / ٢٧٨ و ٢٨٤ من حديث ثوبان ، وانظر : سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ١ / ٧ رقم (٢).

٤٠٣

الهرج؟ قال : «القتل» ، قالوا : أكثر ممّا نقتل؟ قال : «إنّه ليس بقتلكم المشركين ، ولكن بقتل بعضكم بعضا». قالوا : ومعنا يومئذ عقولنا؟ قال : «إنّه تنزع عقول أكثر أهل ذلك الزّمان ، ويخلف لهم هباء من النّاس ، يحسب أكثرهم أنّهم على شيء ، وليسوا على شيء» (١).

وقال سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صنفان من أهل النّار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر ، ويضربون النّاس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ، ورءوسهنّ كأسنمة البخت (٢) المائلة ، لا يدخلن الجنّة ولا يجدن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا». رواه مسلم (٣).

وقال أبو عبد السلام ، عن ثوبان ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يوشك أن تداعى عليكم الأمم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها» ، فقال قائل : أمن قلّة نحن يومئذ؟ قال : «بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل ، ولينزعنّ الله من صدور عدوّكم المهابة منكم ، وليقذفنّ في قلوبكم الوهن» ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن؟ قال : «حبّ الدنيا وكراهية الموت».

__________________

(١) أخرجه مسلم مختصرا (٢٦٧٢) في كتاب العلم ، باب رفع العلم وقبضه ، وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان ، و (١٥٧ / ١٨) في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما ، والترمذي (٢٢٩٦) في كتاب الفتن ، باب ما جاء في الهرج ، وابن ماجة بنحوه في كتاب الفتن (٣٩٥٩) باب التثبّت في الفتنة ، و (٤٠٤٧) باب أشراط الساعة ، و (٤٠٥١) باب ذهاب القرآن والعلم ، والدارميّ في المناسك ، باب رقم ٧٢ ، وأحمد ١ / ٣٨٩ و ٣ / ٢٥٧ و ٢٦١ و ٣٧١ و ٣٨٢ و ٥١٩ و ٥٢٥ و ٥٣٦ و ٥٣٩ و ٥٤١ و ٤ / ٤٠٥.

(٢) قال في اللسان : البخت والبختية دخيل في العربية ، أعجميّ معرّب. وهي الإبل الخراسانية.

(٣) في صحيحه (٢١٢٨) في كتاب اللباس والزينة ، باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات ، و (٢١٢٨) في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب النار يدخلها الجبّارون ، والجنّة يدخلها الضعفاء.

٤٠٤

أخرجه أبو داود من حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، ثنا أبو عبد السّلام (١).

وقال معمر ، عن همّام : نا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والّذي نفسي بيده ، ليأتينّ على أحدكم يوم لأن يراني ، ثمّ لأن يراني ، أحبّ إليه من مثل أهله وماله معهم». رواه مسلم (٢).

وللبخاريّ مثله من حديث أبي هريرة (٣).

وقال صفوان بن عمرو : حدّثني أزهر بن عبد الله الحرازيّ (٤) ، عن أبي عامر الهوزنيّ ، عن معاوية بن أبي سفيان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إنّ أهل الكتاب افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملّة ، كلّها في النّار إلّا واحدة وهي الجماعة». أخرجه أبو داود (٥).

وقال عبد الوارث ، عن أبي التّيّاح ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ من أشراط السّاعة أن يرفع العلم ، ويثبت الجهل ، وتشرب الخمر ، ويظهر الزّنا» (٦). متّفق عليه (٧).

__________________

(١) سنن أبي داود ٤ / ١١١ رقم (٤٢٩٧) في كتاب الملاحم ، باب في تداعي الأمم على الإسلام ، وأحمد ٢ / ٣٥٩ و ٥ / ٢٧٨.

(٢) في صحيحه (٢٣٦٤) في كتاب الفضائل ، باب فضل النظر إليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وتمنّيه.

وأضاف مسلم : قال أبو إسحاق : المعنى فيه عندي ، لأن يراني معهم أحبّ إليه من أهله وماله. وهو عندي مقدّم ومؤخّر.

(٣) في صحيحه ٤ / ١٧٥ كتاب المناقب ، باب علامات النبوّة في الإسلام.

(٤) الحرازي : بفتح الحاء والراء المخفّفة ، نسبة إلى حراز بن عوف .. بطن من ذي الكلاع.

(الأنساب للسمعاني).

(٥) في سننه (٤٥٩٧) كتاب السّنّة ، باب شرح السّنّة ، والدارميّ في السير ، باب رقم ٧٥ ، والدارميّ ٢ / ٢٤١ ، وأحمد ٤ / ١٠٢ ، والحاكم في المستدرك ١ / ١٢٨ ، وابن ماجة ٢ / ٤٨٠.

(٦) في الأصل وطبعة القدسي ٢ / ٢٨٤ «الزنى».

(٧) أخرجه البخاري ١ / ٢٨ في كتاب العلم ، باب رفع العلم وظهور الجهل ، وفي كتاب الحدود والمحاربين ٨ / ٢٠ باب إثم الزّناة وقول الله تعالى : ولا يزنون ، وفي كتاب النكاح ٦ / ١٥٨ باب =

٤٠٥

وقال هشام ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من النّاس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، فإذا لم يبق عالم اتّخذ النّاس رؤساء جهّالا فسئلوا ، فأفتوا بغير علم ، فضلّوا وأضلّوا». متّفق عليه (١).

وقال كثير النّواء (٢) ، عن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «يكون في أمّتي قوم يسمّون الرّافضة ، هم براء من الإسلام». كثير ضعيف تفرّد به (٣).

__________________

يقلّ الرجال ويكثر النساء ، وفي كتاب الأشربة ٦ / ٢٤١ باب وقول الله تعالى : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ، ومسلم (٢٦٧١) في كتاب العلم ، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن ، في آخر الزمان ، والترمذي في الفتن (٢٣٠١) في باب ما جاء في أشراط الساعة ، وابن ماجة (٤٠٤٥) في كتاب الفتن ، باب أشراط الساعة ، وأحمد ٣ / ١٥١ و ١٧٦ و ٣٠٣ و ٢١٣ و ٢٧٣ و ٢٨٩.

(١) أخرجه البخاري في العلم ١ / ٣٣ ـ ٣٤ باب كيف يقبض العلم ، وفي كتاب الاعتصام ٨ / ١٤٨ باب ما يذكر من ذمّ الرأي وتكلّف القياس .. ومسلم (٢٦٧٣) في العلم ، باب رفع العلم وقبضه ، والطبراني في المعجم الصغير ١ / ١٦٥ ، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (بتحقيقنا) ٢٠٠ رقم ١٥٦ و ٢٠٨ رقم ١٦٤ و ٢٨٣ رقم ٢٤١ و ٣٤٣ رقم ٣٢٤ ، والترمذي في العلم (٢٧٩٠) باب ما جاء في ذهاب العلم ، وقال : وفي الباب عن عائشة وزياد بن لبيد.

وأضاف : هذا حديث حسن صحيح. وقد روى هذا الحديث الزهري عن عروة ، عن عبد الله بن عمرو ، وعن عروة عن عائشة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثل هذا ، وابن ماجة في المقدّمة (٥٢) باب اجتناب الرأي والقياس ، والدارميّ في المقدّمة باب رقم ٢٦ ، وأحمد ٢ / ١٦٢ و ١٩٠.

(٢) وأبو إسماعيل الكوفي ، مولى بني تيم الله.

(٣) قال النسائي : ضعيف ، واتّهمه الجوزجاني بالزّيغ ، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه : ضعيف الحديث ، وقال ابن عديّ : غاليا في التشيّع مفرطا فيه ، فيما قال العجليّ : لا بأس به ، وذكره ابن حبّان في الثقات ، وروى محمد بن بشر فقال : لم يمت كثير النوّاء حتى رجع عن التشيّع. انظر عنه : كتاب التاريخ الكبير ٧ / ٢١٥ رقم ٩٣٤ ، والضعفاء والمتروكين ٣٠٣ رقم ٥٠٧ ، وأحوال الرجال للجوزجانيّ ٥٠ رقم ٢٧ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٥٩ ـ ١٦٠ رقم ٨٩٥ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ٦ / ٢٠٨٦ ـ ٢٠٨٧ ، والكاشف ٣ / ٣ رقم ٤٦٩٦ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٣١ رقم ٥٠٩١ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٠٢ رقم ٦٩٣٠ ، وتهذيب

٤٠٦

وقال شعبة : أخبرني أبو حمزة ، نا زهدم ، أنّه سمع عمران بن حصين قال : قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خيركم قرني ، ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ يكون قوم بعدهم يخونون ولا يؤتمنون ، ويشهدون ولا يستشهدون ، وينذرون ولا يوفّون ، ويظهر فيهم السّمن». رواه مسلم (١).

والأحاديث الصحيحة والضعيفة في إخباره بما يكون بعده كثيرة إلى الغاية ، اقتصرنا على هذا القدر منها ، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ، نسأل الله تعالى أن يكتب الإيمان في قلوبنا ، وأن يؤيّدنا بروح منه (٢).

باب جامع من دلائل النّبوّة

قال سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس قال : كان منّا رجل من بني النّجّار قد قرأ البقرة ، وآل عمران ، وكان يكتب للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب ، قال : فرفعوه : قالوا : هذا كان يكتب لمحمد ، فأعجبوا به ، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم ، فحفروا له فواروه ، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ، ثم عادوا فحفروا له فواروه ، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ، فتركوه منبوذا. رواه مسلم (٣).

وقال عبد الوارث ، عن عبد العزيز ، عن أنس قال : كان رجل نصرانيّا

__________________

التهذيب ٨ / ٤١١ رقم ٧٣٥ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٣١ رقم ٣ والحديث في : الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٢٠٨٧ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٠٢ رقم ٦٩٣٠.

(١) في صحيحه (٢٥٣٥) في كتاب فضائل الصحابة ، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، وأبو داود في كتاب السّنّة ٤ / ٢١٤ رقم (٤٦٥٧) باب في فضل أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأحمد ٢ / ٨٤ و ١٩٩ و ٢٠٩.

(٢) كتب هنا في حاشية الأصل : «بلغت قراءة خليل بن أيبك على مؤلّفه ، فسخ الله في مدّته ، في الميعاد الثامن ، ولله الحمد والمنّة».

(٣) في صحيحه (٢٧٨١) في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، وأحمد ٣ / ٢٢٢.

٤٠٧

فأسلّم ، وقرأ البقرة وآل عمران ، فكان يكتب للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعاد نصرانيّا ، وكان يقول : ما أرى يحسن محمد إلّا ما كنت أكتب له. فأماته الله ، فأقبروه ، فأصبح وقد لفظته الأرض ، قالوا : هذا عمل محمد وأصحابه ، قال : فحفروا له فأعمقوا ، فأصبح وقد لفظته الأرض ، فعلموا أنّه من الله تعالى. أخرجه البخاري (١).

وقال اللّيث ، عن سعيد المقبريّ ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من الأنبياء من نبيّ إلّا وقد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنّما كان الّذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليّ ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة». متّفق عليه (٢).

قلت : هذه هي المعجزة العظمى ، وهي (القرآن) فإنّ النّبيّ من الأنبياء عليهم‌السلام ، كان يأتي بالآية وتنقضي بموته ، فقلّ لذلك من يتبعه ، وكثر أتباع نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم لكون معجزته الكبرى باقية بعده ، فيؤمن بالله ورسوله كثير ممّن يسمع القرآن على ممرّ الأزمان ، ولهذا قال : فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة.

وقال زائدة ، عن المختار بن فلفل ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما صدّق نبيّ ما صدّقت ، إنّ من الأنبياء من لا يصدّقه من أمّته إلّا الرجل الواحد». رواه مسلم (٣).

__________________

(١) في صحيحه ٤ / ١٨١ ـ ١٨٢ في المناقب ، باب علامات النبوّة في الإسلام.

(٢) أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن ٦ / ٩٧ باب كيف نزول الوحي ، ومسلم (١٥٢) في كتاب الإيمان ، باب وجوب الإيمان برسالة نبيّنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملّته.

(٣) في صحيحه (١٩٦ / ٣٣٢) في كتاب الإيمان ، باب في قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنا أول الناس يشفع في الجنّة ، وأنا أكثر الأنبياء تبعا ، وأخرجه ابن حبّان. انظر موارد الظمآن للهيثمي ٢٣٠٥ ، وسلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ٢ / ٦٨٣ رقم ٣٩٧.

٤٠٨

وقال جرير ، عن منصور ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، في قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١) قال : أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا ، وكان بموقع النّجوم ، فكان الله تعالى ينزّله على رسول الله ، بعضه في إثر بعض. قال تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً ، كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً) (٢).

باب آخر سورة نزّلت

قال أبو العميس ، عن عبد المجيد بن سهيل ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : قال لي ابن عبّاس : تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت : نعم (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ (٣)) قال : صدقت. رواه مسلم (٤).

وقال أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس في قوله : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) قال : أجل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعلمه إيّاه ، إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك ، قال ذلك لعمر فقال : ما أعلم منها إلّا مثل ما تعلم يا بن عبّاس. أخرجه البخاريّ بمعناه (٥).

وقال شعبة ، عن أبي إسحاق ، سمع البراء يقول : آخر سورة نزلت (براءة) ، وآخر آية أنزلت (يستفتونك) (٦). متّفق عليه (٧).

__________________

(١) سورة القدر ـ الآية ١.

(٢) سورة الفرقان ـ الآية ٣٢ ، وفي الأصل نقص في الآية استدركته.

(٣) سورة النصر ـ الآية ١.

(٤) في صحيحه (٣٠٢٤) في كتاب التفسير ، باب كتاب التفسير.

(٥) صحيح البخاري ٦ / ٩٤ ، كتاب التفسير ، سورة إذا جاء نصر الله.

(٦) أي سورة النساء.

(٧) أخرجه البخاري ٨ / ٨ في كتاب الفرائض ، باب يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ، من طريق عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، رضي‌الله‌عنه قال :

٤٠٩

وقال الثّوريّ ، عن عاصم الأحول ، عن الشّعبيّ ، عن ابن عبّاس قال : آخر آية أنزلها الله آية الرّبا.

وقال الحسين بن واقد ، عن يزيد النّحويّ ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : آخر شيء نزل من القرآن (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) (١).

وقال ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيّب قال : قال عمر : آخر ما أنزل الله آية الرّبا ، فدعوا الرّبا والرّيبة. صحيح (٢).

وقال أبو جعفر ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبيّ قال : آخر آية نزلت (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ) (٣).

فحاصله أنّ كلّا منهم أخبر بمقتضى ما عنده من العلم.

وقال الحسين بن واقد : حدّثني يزيد النّحوي ، عن عكرمة ، والحسن بن أبي الحسن قالا : نزل من القرآن بالمدينة : ويل للمطفّفين (٤) ، والبقرة ، وآل عمران ، والأنفال ، والأحزاب ، والمائدة ، والممتحنة ، والنّساء ، وإذا زلزلت ، والحديد ، ومحمد ، والرّعد ، والرحمن ، وهل

__________________

«آخر آية نزلت خاتمة سورة النساء يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة» ، ومسلم (١٦١٨ / ١١) من طريق شعبة بسنده ولفظه : «آخر آية أنزلت ، آية الكلالة ، وآخر سورة أنزلت براءة» ، وفي كتاب الفرائض ، باب آخر آية أنزلت آية الكلالة ، عدّة أحاديث عن البراء من طرق.

(١) سورة البقرة ـ الآية ٢٨١.

(٢) رواه أحمد في المسند ١ / ٣٦ و ٥٠.

(٣) سورة التوبة ـ الآية ١٢٩.

(٤) في تفسير الآلوسي (٣٠ / ٦٧ الطبعة الثانية المنبرية) : اختلف في كونها ـ أي المطفّفين ـ مكّية أو مدنية ، فعن ابن مسعود والضّحّاك أنّها مكية ، وعن الحسن وعكرمة أنّها مدنية ، وعليه السّدّيّ.

٤١٠

أتى ، والطّلاق ، ولم يكن ، والحشر ، وإذا جاء نصر الله ، والنّور ، والحجّ ، والمنافقون ، والمجادلة ، والحجرات ، والتّحريم ، والصّفّ ، والجمعة ، والتّغابن ، والفتح ، وبراءة ، قالا : ونزل بمكة ، فذكرا ما بقي من سور القرآن.

باب في النسخ والمحو من الصّدور

وقال أبو حرب بن أبي الأسود ، عن أبيه ، عن أبي موسى قال : كنّا نقرأ سورة نشبّهها في الطّول والشّدّة ببراءة ، فأنسيتها ، غير أنّي حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التّراب. وكنّا نقرأ سورة نشبّهها بإحدى المسبّحات (١) فأنسيتها ، غير أنّي حفظت منها : يا أيّها الذين آمنوا لا تقولوا (٢) ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقكم ، فتسألون عنها يوم القيامة. أخرجه مسلم (٣).

وقال شعيب بن أبي حمزة (٤) وغيره ، عن الزّهريّ : أخبرني أبو أمامة بن سهل ، أنّ رهطا من الأنصار ، من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبروه ، أنّ رجلا قام في جوف اللّيل يريد أن يفتتح سورة كانت قد وعاها ، فلم يقدر منها على شيء إلّا (بسم الله الرحمن الرحيم) فأتى باب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين أصبح ليسأله عن ذلك ، ثم جاء آخر حتى اجتمعوا ، فسأل بعضهم بعضا ما جمعهم؟ فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السّورة ، ثمّ أذن لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبروه خبرهم ، وسألوه عن السّورة ، فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا ، ثمّ قال «نسخت البارحة» ، فنسخت من صدورهم ، ومن كلّ شيء كانت فيه.

__________________

(١) أي السّور التي تفتتح ب : سبحان ، وسبّح ، ويسبّح ، وسبّح بسم ربّك.

(٢) في صحيح الإمام مسلم «لم تقولون».

(٣) في صحيحه (١٠٥٠) في كتاب الزكاة ، باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثا.

(٤) في ع (جمرة) وهو تصحيف.

٤١١

رواه عقيل ، عن ابن شهاب ، قال فيه : وابن المسيّب جالس لا ينكر ذلك.

نسخ هذه السّورة ومحوها من صدورهم من براهين النّبوّة ، والحديث صحيح (١).

قال إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن جدّه ، سمع البراء يقول : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحسن الناس وجها ، وأحسنه خلقا ، ليس بالطّويل الذّاهب ، ولا بالقصير. اتّفقا عليه من حديث إبراهيم (٢).

__________________

(١) في (التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور) :

مما يقف منه الشّعر ولا ينبغي أن يوجّه إليه النّظر ما قاله بعض المفسّرين في قوله تعالى : «ننسها» إنّه إنساء الله تعالى المسلمين للآية أو للسّورة ، أي إذهابها عن قلوبهم أو إنساؤه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إيّاها فيكون نسيان النّاس كلّهم لها في وقت واحد دليلا على النّسخ ، واستدلّوا لذلك بحديث أخرجه الطّبرانيّ بسنده إلى ابن عمر قال : قرأ رجلان سورة أقرأهما إيّاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقاما ذات ليلة يصلّيان ، فلم يقدرا منها على حرف ، فغديا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكرا ذلك له ، فقال لهما : إنّها ممّا نسخ وأنسي ، فالهوا عنها.

قال ابن كثير : هذا الحديث في سنده «سليمان بن أرقم» وهو ضعيف : وقال ابن عطيّة : هذا حديث منكر غرب به الطّبرانيّ ، وكيف خفي مثله على أئمّة الحديث. والصحيح أنّ نسيان النّبيّ ما أراد الله نسخه ، ولم يرد أن يثبّته قرآنا جائز ، أي لكنّه لم يقع. فأمّا النّسيان الّذي هو آفة في البشر ، فالنّبيّ معصوم عنه قبل التبليغ ، وأمّا بعد التبليغ وحفظ المسلمين له فجائز. وقد روي أنّه أسقط آية من سورة في الصّلاة ، فلمّا فرغ قال لأبيّ : لم لم تذكّرني؟ قال : حسبت أنّها رفعت. قال : لا ، ولكنّي نسيتها أه. والحقّ عندي أنّ النّسيان العارض الّذي يتذكّر بعده جائز ، ولا تحمل عليه الآية ، لمنافاته لظاهر قوله : (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها) ، وأمّا النّسيان المستمرّ للقرآن فأحسب أنّه لا يجوز. وقوله تعالى : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) ، دليل عليه. وأمّا ما ورد في «صحيح مسلم» عن أنس قال : كنّا نقرأ سورة نشبّهها في الطّول ببراءة ، فأنسيتها ، غير أنّي حفظت منها «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا ، وما يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب» أه. فهو غريب ، وتأويله أنّ هنالك سورة نسخت قراءتها وأحكامها ، ونسيان المسلمين لما نسخ لفظه من القرآن غير عجيب ، على أنّه حديث غريب.

(٢) رواه البخاري في المناقب ٤ / ١٦٥ باب صفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومسلم (٢٣٣٧ / ٩٣) في كتاب الفضائل ، باب في صفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنه كان أحسن الناس وجها.

٤١٢

وقال البخاريّ (١) : نا أبو نعيم ، نا زهير ، عن أبي إسحاق ، قال رجل للبراء : أكان وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثل السّيف؟ قال : لا ، مثل (٢) القمر.

وقال إسرائيل ، عن سماك أنّه سمع جابر بن سمرة ، قال له رجل : أكان وجه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثل السيف؟ قال : لا ، بل مثل الشمس والقمر مستديرا. رواه مسلم (٣).

وقال المحاربيّ وغيره ، عن أشعث ، عن أبي إسحاق ، عن جابر بن سمرة قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ليلة إضحيان ، وعليه حلّة حمراء ، فجعلت انظر إليه وإلى القمر ، فلهو كان أحسن في عيني من القمر (٤).

وقال عقيل ، عن ابن شهاب ، أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، عن جدّه قال : لمّا أن سلّمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو يبرق وجهه (٥) ، وكان إذا سرّ استنار وجهه (٦) كأنّه قطعة قمر (٧) ، أخرجه البخاريّ (٨).

__________________

(١) في صحيحه ٤ / ١٦٥ في كتاب المناقب ، باب صفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورواه الترمذي في المناقب (٣٧١٥) باب ما جاء في صفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وابن سعد في الطبقات ١ / ٤١٧ ، والفسوي في المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٨٢ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٦ / ١٢ ، والشمائل ٦ ـ ٧ ، والبيهقي في دلائل النبوّة ١ / ١٤٢ ـ ١٤٣ ، والسيوطي في الخصائص ١ / ٧١ ، والبلاذري في أنساب الأشراف ١ / ٣٩٥ رقم ٨٥٢.

(٢) في صحيح البخاري «بل مثل».

(٣) في صحيحه (٢٣٤٤ / ١٠٩) كتاب الفضائل ، باب شيبة صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو أطول مما هنا بقليل ، ورواه ابن سعد في الطبقات ١ / ٤١٦.

(٤) رواه الدارميّ في السنن ١ / ٣٠ ، والترمذي في الشمائل ١٢ ، والبيهقي في الدلائل ١ / ١٤٤ ـ ١٤٥ ، وابن كثير في الشمائل ٧ ـ ٨ ، والسيوطي في الخصائص ١ / ٧١.

(٥) في صحيح البخاري «وجهه من السرور».

(٦) في صحيح البخاري «وجهه حتى».

(٧) في صحيح البخاري زيادة «وكنّا نعرف ذلك منه».

(٨) في صحيحه ٤ / ١٦٦ في المناقب ، باب صفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٤١٣

وقال ابن جريج ، عن الزّهريّ ، عن عروة ، عن عائشة قالت : دخل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليها يوما مسرورا وأسارير وجهه تبرق ، وذكر الحديث. متّفق عليه (١).

وقال يعقوب الفسوي (٢) : ثنا سعيد ، ثنا يونس بن أبي يعفور العبديّ ، عن أبي إسحاق الهمدانيّ ، عن امرأة من همدان سمّاها قالت : حججت مع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرأيته على بعير له يطوف بالكعبة ، بيده محجن ، فقلت لها : شبّهيه ، قالت : كالقمر ليلة البدر ، لم أر قبله ولا بعده مثله.

وقال يعقوب بن محمد الزّهريّ : ثنا عبد الله بن موسى التّميميّ ، ثنا أسامة بن زيد ، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمّار بن ياسر قال : قلنا للرّبيّع (٣) بنت معوّذ : صفي لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالت : لو رأيته لقلت (٤) ، الشمس طالعة (٥).

وقال ربيعة بن أبي عبد الرحمن : سمعت أنسا وهو يصف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : كان ربعة من القوم ، ليس بالطّويل البائن ، ولا بالقصير ، أزهر اللّون ، ليس بأبيض أمهق (٦) ، ولا آدم ، ليس بجعد قطط ، ولا بالسّبط ، بعث على

__________________

(١) أخرجه البخاري ٤ / ١٦٦ في المناقب ، باب صفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولفظه : «عن عائشة رضي‌الله‌عنها أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل عليها مسرورا تبرق أسارير وجهه ، فقال : ألم تسمعي ما قال المدلجيّ لزيد وأسامة ، ورأى أقدامهما ، إنّ بعض هذه الأقدام من بعض».

(٢) في المعرفة والتاريخ ، انظر الجزء ٣ / ٢٨٢ ـ ٢٨٣ نقلا عمّا هنا ، فالحديث في الجزء المفقود من كتاب الفسوي ، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ٦ / ١٢.

(٣) الرّبيّع : بضم الراء وفتح الموحّدة وتشديد الياء تحتها نقطتان. (أسد الغابة ٥ / ٤٥٢).

(٤) في حاشية الأصل (رأيت. خ) إشارة إلى نسخة فيها ذلك ، وفي (دلائل النّبوّة للبيهقي) أنّهما روايتان. وفي صفة الصفوة لابن الجوزي ١ / ١٥٣ «لرأيت».

(٥) رواه ابن عبد البرّ في الاستيعاب ٤ / ٣٠٩ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ٤٥٢ ، وقال : أخرجه الثلاثة ، وابن حجر في الإصابة ٤ / ٣٠١ ، وابن الجوزي في الصفوة ١ / ١٥٣.

(٦) الأمهق : الأبيض الكريه البياض ، كلون الجصّ. (جامع الأصول ١١ / ٢٢٩).

٤١٤

رأس أربعين سنة ، وتوفّي وهو ابن ستّين سنة ، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء متّفق عليه (١).

وقال خالد بن عبد الله عن حميد ، عن أنس : كان النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسمر اللّون (٢).

وقال ثابت ، عن أنس : كان أزهر اللّون (٣).

وقال عليّ بن عاصم : أنا حميد ، سمعت أنسا يقول : كان صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبيض ، بياضه إلى السّمرة (٤).

وقال سعيد الجريريّ : كنت أنا وأبو الطّفيل نطوف بالبيت ، فقال : ما بقي أحد رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غيري ، قلت : صفه لي ، قال : كان أبيض مليحا مقصّدا (٥). أخرجه مسلم (٦) ، ولفظه : كان أبيض مليح الوجه.

__________________

(١) رواه البخاري في المناقب ٤ / ١٦٤ ـ ١٦٥ ، باب صفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفي كتاب اللباس ٧ / ٥٧ باب الجعد ، ومسلم (٢٣٤٧) في كتاب الفضائل ، باب في صفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومالك في الموطّأ ٢ / ٩١٩ في صفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، باب ما جاء في صفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والترمذي (٣٦٢٧) في المناقب ، باب رقم ٦ ، وأبو زرعة في تاريخه ١ / ١٥٠ ـ ١٥١ ، والترمذي في الشمائل ٤ ـ ٥ ، ودلائل النبوّة للبيهقي ١ / ١٤٨ ، ١٤٩ ، وابن سعد في الطبقات ١ / ٤١٣ ، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٣٢١ ، وابن كثير في الشمائل ٩ ، والسيوطي في الخصائص الكبرى ١ / ٧٢ ، وابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ١٥١ ـ ١٥٢ ، والطبري في تاريخه ٣ / ١٨٠ ، والبلاذري في أنساب الأشراف ١ / ٣٩٤ رقم ٨٤٦.

(٢) رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٧٧.

(٣) طبقات ابن سعد ١ / ٤١٣.

(٤) طبقات ابن سعد ١ / ٤١٤.

(٥) المقصد : الّذي ليس بجسيم ولا قصير ، وقيل : هو من الرجال نحو الرّبعة. (جامع الأصول ١١ / ٤٣١).

(٦) في صحيحه (٢٣٤٠) في كتاب الفضائل ، باب كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبيض مليح الوجه ، وأخرجه أبو داود (٤٨٦٤) في الأدب ، باب في هدي الرجل ، وابن سعد في الطبقات ١ / ٤١٧ ـ ٤١٨ ، والطبري في التاريخ ٣ / ١٨٠.

٤١٥

وقال ابن فضيل ، عن إسماعيل ، عن أبي جحيفة قال : رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبيض قد شاب ، وكان الحسن بن عليّ يشبهه. متّفق عليه (١).

وقال عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن محمد بن الحنفيّة ، عن أبيه قال : كان النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أزهر اللّون. رواه عنه حمّاد بن سلمة (٢).

وقال المسعوديّ ، عن عثمان بن عبد الله بن هرمز ، عن نافع بن جبير ، عن عليّ : كان صلى‌الله‌عليه‌وسلم مشربا وجهه حمرة. رواه شريك ، عن عبد الملك بن عمير ، عن نافع مثله (٣).

وقال عبد الله بن إدريس وغيره : نا ابن إسحاق ، عن الزّهريّ ، عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم ، عن أبيه ، أنّ سراقة بن جعشم قال : أتيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلمّا دنوت منه ، وهو على ناقته ، انظر إلى ساقه كأنّها جمّارة (٤).

وقال ابن عيينة : أنا إسماعيل بن أميّة ، عن مزاحم بن أبي مزاحم (٥) ، عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، عن محرّش الكعبيّ قال : اعتمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الجعرانة ليلا ، فنظرت إلى ظهره كأنّه سبيكة فضّة (٦).

وقال يعقوب الفسويّ (٧) : نا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ، حدّثني

__________________

(١) أخرجه البخاري في الأنبياء ٤ / ١٦٤ باب صفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومسلم (٢٣٤٣) في الفضائل ، باب شيبة صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والترمذي (٣٧٧٩) في المناقب باب مناقب الحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات ١ / ٤١١.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات ١ / ٤١١.

(٤) جمّارة : بضم الجيم وتشديد الميم. أي قلب النخلة الأبيض.

(٥) سقط من (ع) «بن أبي مزاحم».

(٦) رواه أحمد في المسند ٣ / ٤٢٦ ، والفسوي في المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٧٩.

(٧) المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٧٩.

٤١٦

عمرو بن الحارث ، حدّثني عبد الله بن سالم ، عن الزّبيديّ (١) أخبرني محمد بن مسلم ، عن سعيد بن المسيّب ، أنّه سمع أبا هريرة يصف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : كان شديد البياض (٢).

وقال رشدين بن سعد ، عن عمرو بن الحارث ، عن أبي يونس مولى أبي هريرة ، عن أبي هريرة قال : ما رأيت شيئا أحسن من النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كأنّ الشمس تجري في وجهه ، وما رأيت أحدا أسرع في مشيته منه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كأنّ الأرض تطوى له ، إنّا لنجتهد ، وإنّه لغير مكترث (٣). رواه ابن لهيعة ، عن أبي يونس (٤).

وقال شعبة ، عن سماك ، عن جابر بن سمرة قال : كان النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضليع الفم ، أشكل العينين ، منهوس الكعبين : أخرجه مسلم (٥).

ورواه أبو داود ، عن شعبة فقال : أشهل العينين ، منهوس العقب (٦).

__________________

(١) في (ع) «الزبيري» ، وهو تصحيف.

(٢) ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ٦ / ١٤ وقال : «وهذا إسناد حسن ، ولم يخرّجوه».

(٣) في (ع) «مكترب» ، وهو تصحيف.

(٤) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٢٨) باب رقم ٤٥ ، وقال : هذا حديث غريب. وفي سنده ابن لهيعة ، وهو ضعيف ، لكن تابعه عمرو بن الحارث عند ابن حبّان في «موارد الظمآن» للهيثمي ، رقم ٢١١٨ ، فالحديث حسن. انظر : جامع الأصول ١١ / ٢٤٢ رقم ٨٨٠٨ ، وابن سعد في الطبقات ١ / ٤١٥ ، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٥.

(٥) في صحيحه (٢٣٣٩) في كتاب الفضائل ، باب في صفة فم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعينيه وعقبيه. وفيه : «منهوس العقبين. قال : قلت لسماك : ما ضليع الفم؟ قال : عظيم الفم. قال : قلت : ما أشكل العين؟ قال : طويل شقّ العين. قال : قلت : ما منهوس العقب؟ قال : قليل لحم العقب» ، وأخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٢٦) باب ٤٤ وقال : هذا حديث حسن صحيح ، ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٨٠ ، والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع (مخطوط المكتبة البلدية بالإسكندرية) ورقة ١٦١ ب ، وابن سعد ١ / ٤١٦ ، وابن كثير في الشمائل ٣٠ ، والبلاذري في أنساب الأشراف ١ / ٣٩٣ رقم ٨٤٢.

(٦) طبقات ابن سعد ١ / ٤١٦.

٤١٧

وقال أبو عبيدة : الشّكلة : كهيئة الحمرة ، تكون في بياض العين ، والشّهلة : حمرة في سواد العين. قلت : ومنهوس الكعب : قليل لحم العقب. كذا فسّره سماك بن حرب لشعبة (١).

وقال أبو بكر بن أبي شيبة : نا عبّاد ، عن حجّاج (٢) ، عن سماك ، عن جابر بن سمرة ، عن صفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : كنت إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين ، وليس بأكحل ، وكان في ساقيه حموشة (٣) ، وكان لا يضحك إلّا تبسّما (٤).

وقال عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن محمد بن عليّ ، عن أبيه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عظيم العينين ، أهدب الأشفار ، مشرب العين بحمرة ، كثّ اللّحية (٥).

وقال خالد بن عبد الله الطّحّان ، عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قيل لعليّ : انعت لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : كان أبيض مشربا بياضه حمرة ، وكان أسود الحدقة ، أهدب الأشفار (٦).

وقال عبد الله بن سالم ، عن الزّبيديّ (٧) ، عن الزّهريّ ، عن سعيد بن

__________________

(١) انظر صحيح مسلم (٢٣٣٩).

(٢) في حاشية الأصل «أظنّه ابن أرطاة». وهو من الرواة عن «سماك» كما في تهذيب التهذيب.

وهذا يؤيّد ما في هذه الحاشية. وقد نصّ الترمذيّ على أنّه هو ابن أرطاة.

(٣) حموشة : أي دقّة.

(٤) رواه الترمذيّ في المناقب (٣٧٢٥) باب ٤٣ ما جاء في خاتم النبوّة ، وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب ، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٣٢٢ ، والبيهقي في دلائل النبوّة ١ / ١٥٩ ، وروى بعضه البلاذري في أنساب الأشراف ١ / ٣٩٤ رقم ٨٤٧.

(٥) رواه ابن سعد في طبقاته ١ / ٤١٠ ـ ٤١١.

(٦) رواه ابن سعد في طبقاته ١ / ٤١٢.

(٧) في (ع) «الزبيري». وهو تصحيف.

٤١٨

المسيّب أنّه سمع أبا هريرة يصف النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : كان مفاض الجبين ، أهدب الأشفار ، أسود اللّحية ، حسن الثّغر ، بعيد ما بين المنكبين ، يطأ بقدميه جميعا ، ليس له أخمص (١).

وقال عبد العزيز بن أبي ثابت الزّهريّ : نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن موسى بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عبّاس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أفلج الثّنيّتين ، إذا تكلّم رئي كالنّور بين ثناياه (٢) ، عبد العزيز متروك (٣).

وقال المسعوديّ ، عن عثمان بن عبد الرحمن بن هرمز ، عن نافع بن

__________________

(١) رواه الفسوي مختصرا في المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٨٠ ، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٣٢٠ عن عبد الرزاق الصنعاني ، والحديث في المصنّف لعبد الرزاق ١١ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، ودلائل النبوّة للبيهقي ١ / ٢٢٧ ، والشمائل لابن كثير ٢٢ ، والخصائص الكبرى للسيوطي ١ / ٧٤ نقلا عن البزّار والبيهقي.

(٢) رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٨٨.

(٣) قال البخاري : منكر الحديث ، لا يكتب حديثه ، وقال النسائي : متروك الحديث ، وقال العقيلي : حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلّا به ، وقال ابن أبي حاتم الرازيّ : سألت أبي عن عبد العزيز بن عمران .. فقال : متروك الحديث ، ضعيف الحديث ، منكر الحديث جدا.

قلت : يكتب حديثه؟ قال : على الاعتبار. وقال يحيى بن معين : ليس بثقة ، وإنّما كان صاحب شعر ، وقال ابن عديّ : حدّث عنه جماعة من الثقات أحاديث غير محفوظة ، وقال ابن حبّان : يروي المناكير عن المشاهير ، وقال الترمذي والدارقطنيّ : ضعيف ، وقال عمر بن شبّة في أخبار المدينة : كان كثير الغلط في حديثه لأنه احترقت كتبه فكان يحدّث من حفظه. توفي سنة ١٩٧ ه‍.

انظر عنه : التاريخ الكبير للبخاريّ ٦ / ٢٩ رقم ١٥٨٥ ، والتاريخ الصغير له ٢٠٧ ، والضعفاء الصغير له ٢٦٨ رقم ٢٢٣ ، والضعفاء والمتروكين للنسائي ٢٩٨ رقم ٣٩٣ ، والضعفاء للعقيليّ ٣ / ١٣ ـ ١٤ رقم ٩٦٩ ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٥ / ٣٩٠ ـ ٣٩١ رقم ١٨١٧ ، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ ١٢١ رقم ٣٤٩ ، والمجروحين لابن حبّان ٢ / ١٣٩ ـ ١٤٠ ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ ٥ / ١٩٢٤ ، وميزان الاعتدال للذهبي ٢ / ٦٣٢ رقم ٥١١٩ ، والمغني في الضعفاء له ٢ / ٣٩٩ رقم ٣٧٤٧ ، والكاشف له ٢ / ١٧٧ رقم ٣٤٥٢ ، وتهذيب التهذيب لابن حجر ٦ / ٣٥٠ ـ ٣٥١ رقم ٦٧١١ ، وتقريب التهذيب له ١ / ٥١١ رقم ١٢٤٢.

٤١٩

جبير ، عن عليّ : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضخم الرأس واللّحية ، شثن الكفّين (١) والقدمين ، ضخم الكراديس (٢) ، طويل المسربة (٣) (٤).

روى مثله شريك ، عن عبد الملك بن عمير ، عن نافع بن جبير بن مطعم ، عن عليّ ، ولفظه : كان ضخم الهامة ، عظيم اللّحية (٥).

قال سعيد بن منصور : نا نوخ بن قيس ، ثنا خالد بن خالد التميميّ ، عن يوسف بن مازن الراسبيّ أنّ رجلا قال لعليّ : انعت لنا النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : كان أبيض مشربا حمرة ، ضخم الهامة ، أغرّ (٦) أبلج (٧) أهدب الأشفار (٨) (٩).

وقال جرير بن حازم : ثنا قتادة قال : سئل أنس عن شعر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : كان لا سبط ولا جعد بين أذنيه وعاتقه. متّفق عليه (١٠).

__________________

(١) الشّثن الكفّ : الغليظ الكفّ ، وهو مدح في الرجل ، لأنّه أشدّ لقبضهم وأصبر لهم على المراس. (جامع الأصول ١١ / ٢٢٧).

(٢) الكراديس : كلّ عظمين التقيا في مفصل ، فهو كردوس ، والجمع الكراديس ، نحو الركبتين والمنكبين والوركين. (جامع الأصول ١١ / ٢٢٨).

(٣) الشعر النابت على وسط الصدر نازلا إلى آخر البطن. (جامع الأصول ١١ / ٢٢٧).

(٤) رواه الترمذي في المناقب (٣٧١٦) و (٣٧١٧) باب ما جاء في صفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وابن سعد في الطبقات ١ / ٤١١ ، وأحمد في المسند ١ / ٩٦ ، والمزّي في تهذيب الكمال ١ / ٢١٣ ، والطبري في تاريخه ٣ / ١٧٩.

(٥) طبقات ابن سعد ١ / ٤١١.

(٦) أي أبيض الوجه.

(٧) أي مشرق الوجه.

(٨) طويل شعر الأجفان.

(٩) رواه ابن سعد في الطبقات ١ / ٤١١ ، والفسوي في المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٧٨.

(١٠) رواه البخاري في اللباس ٧ / ٥٧ باب الجعد ، وفي المناقب ٤ / ١٦٥ ، باب صفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومسلم (٢٣٣٨) في الفضائل ، باب صفة شعر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبو داود في الترجّل (٤١٨٥ و ٤١٨٦) باب ما جاء في الشعر ، والنسائي في الزينة ٨ / ١٨٣ باب اتخاذ الجمّة ، وابن سعد في الطبقات ١ / ٤٢٨.

٤٢٠