أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد - ج ٢

مقاتل بن عطيّة

أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد - ج ٢

المؤلف:

مقاتل بن عطيّة


المحقق: الشيخ محمّد جميل حمّود
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٦٥
الجزء ١ الجزء ٢

(١) لغلو أكثر الأخبار المبيّنة لفصول الآذان عن هذه الزيادة ، فيدل على أنها بدعة.

(٢) لمناهضة الزيادة لسيرة المسلمين كما قلنا ، ويشهد له اعتراف عمر نفسه بهذا كما أشرنا في الأخبار المتقدّمة ، ولما رواه الترمذي في باب ما جاء في التثويب في الفجر عن مجاهد ، قال : دخلت مع عبد الله بن عمر مسجدا وقد أذن فيه ونحن نريد أن نصلّي فيه فثوّب المؤذن فخرج عبد الله بن عمر من المسجد وقال : أخرج بنا من عند هذا المبدع ولم يصلّ فيه.

وورد مثله في كتاب الصلاة من كنز العمال نقلا عن عبد الرزاق والضياء في المختارة.

٧٠١

ألم يبدع بإسقاط سهم المؤلفة قلوبهم خلافا للرسول (١).

ألم يبدع في إلغاء متعة الحج خلافا للرسول؟

ألم يبدع في إلغاء متعة النكاح خلافا للرسول؟

____________________________________

(١) قال الأستاذ خالد محمّد خالد : لقد ترك عمر بن الخطّاب النصوص الدينية المقدّسة من القرآن والسنّة عند ما دعته إلى ذلك المصلحة فلبّاها فبينما يقسّم القرآن للمؤلفة قلوبهم حظا من الزكاة ويؤديه الرسول ، ويلتزمه أبو بكر يأتي عمر فيقول : إنّا لا نعطي على الإسلام شيئا ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (١).

يرد عليه :

هل أن عمر أدرى بمصلحة الرعيّة من رسول الله؟ وهل كانت شريعة رسول الله محمّد ناقصة حتى جاء عمر ليتمّمها ، أم أن التشريع كان زائدا عن حاجة المكلّفين ، فأراد عمر أن يقوّمه ويرفعه عنهم حرصا منه عليهم من الله ورسوله ، والله تعالى يقول : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (٢) وقال في آية أخرى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) (٣).

__________________

(١) الديمقراطية أبدا ص ١٥٥ ط / ٣ سنة ١٣٥٨ ه‍ المطبعة العمومية بدمشق.

(٢) سورة الحشر : ٧.

(٣) سورة المائدة : ٤٤.

٧٠٢

ألم يبدع في إلغاء إجراء الحدّ على خالد بن الوليد خلافا لأمر الرسول بحدّ الجاني*.

إلى غير ذلك من بدعكم أيّها السنّة التابعون ، فهل أنتم أهل بدعة أم نحن الشيعة؟

قال الملك للوزير : هل صحيح ما ذكره العلويّ من بدع عمر في الدين؟

قال الوزير : ذكر ذلك جماعة من العلماء في كتبهم.

قال الملك : إذن كيف نتّبع إنسانا يبدع في الدين؟

قال العلوي : نعم يحرم اتّباع هكذا إنسان ، لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «كل بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة في النار (١)» ، فالذين يتّبعون عمر في بدعه ـ وهم عالمون بالأمر ـ فهم من أهل النار.

____________________________________

(١) الثابت أن أبا بكر هو الذي ألغى إجراء الحدّ على خالد بن الوليد الجاني ، وليس عمر ، وقد ذكرنا سابقا أن عمر بن الخطّاب طلب من أبي بكر أن يقيم الحدّ على خالد لما قتل مالك بن نويرة وزنى له بزوجته ، وقد توعّده عمر بالقتل ولكنه لم يفعل ، فما أفاده مقاتل بن عطية في المتن هو الصحيح ولا تناقض في البين كما قد يتصور بعض.

__________________

(١) راجع أصول الكافي ج ١ / ٥٦ ح ١٢ ، وبحار الأنوار ج ٢ / ٣٠٣ ح ٤٢ وص ٣٠٨ ح ٦١ والفصول المهمة / الحر العاملي ص ٢٠٣ ط / قم.

٧٠٣

قال العبّاسي : لكن أئمة المذاهب أقرّوا عمر في ما عمل!

قال العلوي : وهذه بدعة أخرى أيّها الملك!

قال الملك : وكيف ذلك؟

قال العلوي : لأن أصحاب هذه المذاهب وهم : أبو حنيفة (١).

ومالك بن أنس (٢).

____________________________________

(١) ينسب المذهب الحنفي إلى أبي حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى وهو من أهل كابل أو من أهل نسا ، وكان اسمه عتيك بن زوطرة ، وكان أبوه عبدا مملوكا لرجل من ربيعة من بني تيم الله ابن ثعلبة من فخذ وهؤلاء يقال لهم : بني قفل. ولد سنة ٨٠ ه‍ في نسا ، ومات ببغداد عام ١٥٠ ه‍.

ينسب المذهب المالكي إلى مالك بن أنس بن مالك بن مالك بن أبي عامر الأصبعي. ولد سنة ٩٣ هج بالمدينة ، وحملت به أمّه سنتين وقيل أكثر ، ومات عام ١٧٩ هج على قول ، قال ابن سعد في الطبقة السادسة من تابعي أهل المدينة : أخبرنا الواقدي قال : سمعت مالك بن أنس يقول قد يكون الحمل ثلاث سنين ، وقد حمل ببعض الناس ثلاث سنين يعني نفسه.

وقال ابن عبد البر : «وقد ذكر غير الواقدي أن أمّ مالك حملت به ثلاث سنين ١». وهذه القضية الغريبة العجيبة ـ وهي مدة الحمل الطويلة ـ التي نسجها له محبوه ومقلّدوه ، وصلت إلى مرحلة الإعجاز التكويني في مالك فكانت منقبة اقترنت بميلاده كما كانت حياته كلها مناقب حسبما يدّعي هؤلاء ، وليس من البعيد أن يتقبّل المعجب بشيء كلّ ما له علاقة فيه وإن خالف الحقّ ولم يؤيده العلم وشذّ عن العقل ومجرى العادة ، على أن مثل هذا لا يرتفع به مقام مالك إلى فوق مستوى البشر ، ولست أدري إذا كان مالكا قد تفوّق بعبقريته على الأنبياء والمرسلين

٧٠٤

والأولياء عليهم‌السلام حتى ادّعوا له هذه المنقبة التي لم يسبقه إليها سابق ولن يلحقه لاحق ، ويكفي في بطلانها : أنّه تقرّر عند الأطباء قديما وحديثا أن الحمل لا يمكن أن يمكث في بطن أمه أكثر من سنة ، مضافا إلى أن الاستقراء مع المراقبة الدقيقة يجعلنا نؤمن بأن الحمل لا يمكن أن يمكث في بطن أمه أكثر من تسعة أشهر ؛ فهذه الدعوى من شذوذ الطبيعة لم يقم الدليل على صحتها وتحقّقها خارجا في عالم التكوين ، وعدّها أتباعه من كرامات مالك ومناقبه وكذا بقية المذاهب لم يتعرضوا لها بسوء من قريب أو بعيد ، كلّ ذلك لأن صاحبها مالك بن أنس ، ولكن لمّا تصل النوبة إلى عصمة آل البيت عليهم‌السلام ـ التي يعتقدها الإمامية لأئمتهم الميامين ـ يستنفر علماء العامة عن بكرة أبيهم على الشيعة بنعتهم بكلّ ما يستقبح جريه على اللسان ، جرمنا وذنبنا أننا لسنا مالكيين أو شافعيين أو حنبليين أو حنفيين!

٧٠٥

والشافعي (١). وأحمد بن حنبل (٢).

[فهؤلاء] لم يكونوا في عصر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل جاءوا بعده بمائتي سنة ـ تقريبا ـ ؛ فهل المسلمون الذين كانوا بين عصر الرسول وبين عصر هؤلاء كانوا على باطل وضلال؟! وما هو المبرّر في حصر المذاهب في هؤلاء الأربعة وعدم اتباع سائر الفقهاء؟! وهل أوصى الرسول بذلك؟!

قال الملك : ما تقول يا عبّاسي؟

قال العباسي : كان هؤلاء أعلم من غيرهم!

قال الوزير : نعم ذكر ذلك جماعة من العلماء في كتبهم.

قال الملك : فهل أنّ علم العلماء جفّ دون هؤلاء؟!

قال العبّاسي : ولكنّ الشيعة أيضا يتّبعون مذهب جعفر الصادق!

قال العلويّ : إنما نحن نتّبع مذهب جعفر لأنّ مذهبه مذهب رسول

____________________________________

(١) ينسب المذهب الشافعي إلى محمّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن يزيد بن هاشم بن المطّلب. وقيل أنّ شافعا كان مولّى لأبي لهب فطلب من عمر أن يجعله من موالي قريش ، فامتنع عمر عن ذلك ؛ ثم أنّه طلب من عثمان ذلك ففعل. ولد سنة ١٥٠ هج ، ومات عام ١٩٨ هج.

ينسب المذهب الحنبلي إلى أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عون بن قاسط بن مازن بن ذهل بن شيبان. ولد سنة ١٦٤ هج في بغداد ، ومات سنة ٣٤١ هج فيها (١).

__________________

(١) من أراد المزيد في معرفة حال هؤلاء فليراجع : الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج ١ / ١٦٠ ـ ١٦٩.

٧٠٦

الله لأنه من أهل البيت الذين قال الله عنهم : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (سورة الأحزاب : (٣)) وإلّا فنحن نتّبع كلّ الأئمة الاثني عشر لكن حيث إنّ الإمام الصادق عليه‌السلام تمكّن أن ينشر العلم والتفسير والأحاديث الشريفة أكثر من غيره من الأئمة حتى كان يحضر مجلسه أربعة آلاف تلميذ ، وحتى استطاع الإمام الصادق عليه‌السلام أن يجدّد معالم الإسلام بعد ما حاول الأمويّون والعباسيّون القضاء عليه ، ولهذا سمّي الشيعة ب «الجعفريّة» نسبة إلى مجدّد المذهب وهو الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام.

قال الملك : ما جوابك يا عبّاسي؟

قال العبّاسي : تقليد أئمة المذاهب الأربعة عادة اتّخذناها نحن السنّة.

قال العلويّ : بل أجبركم على ذلك بعض الأمراء ، وأنتم اتّبعتم أولئك متابعة عمياء لا حجّة لكم فيها ولا برهان!!

فسكت العبّاسيّ!!

قال العلويّ : أيها الملك أنّى أشهد أنّ العباسي من أهل النار إذا مات على هذه الحالة.

قال الملك : ومن أين علمت أنّه من أهل النار؟!

قال العلوي : لأنّه ورد عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة» فاسأل أيّها الملك : من هو إمام زمان العبّاسيّ؟

قال العبّاسي : لم يرد هذا الحديث عن رسول الله!

٧٠٧

قال الملك للوزير : هل ورد هذا الحديث عن رسول الله؟

قال الوزير : نعم ورد (١)!

قال الملك مغضبا : كنت أظنّ أنّك أيّها العبّاسي ثقة والآن تبيّن لي كذبك!!

قال العبّاسي : إنّى أعرف إمام زماني!

قال العلويّ : فمن هو؟

قال العبّاسي : الملك!

قال العلوي : اعلم أيّها الملك أنّه يكذب ، ولا يقول ذلك إلا تملّقا لك!

قال الملك : نعم إني أعلم أنّه يكذب ، وإنّي أعرف نفسي بأنّي لا أصلح أن أكون إمام زمان الناس لأنّي لا أعلم شيئا ، وأقضي غالب أوقاتي بالصيد وبالشئون الإداريّة.

ثم قال الملك : أيها العلويّ فمن هو إمام الزمان في رأيك؟

قال العلويّ : إمام الزمان في نظري وعقيدتي هو الإمام المهديّ عليه‌السلام كما تقدّم الحديث حوله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فمن عرفه مات ميتة المسلمين وهو من أهل الجنّة ، ومن لم يعرفه مات ميتة جاهليّة وهو في النار مع أهل الجاهلية!

__________________

(١) راجع صحيح النيسابوري ج ٨ / ١٠٧ ، وينابيع المودة ص ١١٧ ، ونفحات اللاهوت ص ٣ ، وصحيح مسلم ومسند أحمد ج ٤ / ٩٦. وهذا الحديث معتضد بألفاظ متعددة من طرق شتى. أخرجه الأميني (قدس‌سره) في غديره نقلا عن المصادر العامية فلاحظ ج ١٠ / ٣٥٩ ؛ وأصول الكافي ج ١ / ٣٧٦ ، والمحاسن ص ١٥٤.

٧٠٨

وهنا تهلّل وجه الملك شاه ، وظهرت آثار الفرح والسرور في وجهه والتفت إلى الحاضرين قائلا :

اعلموا أيتها الجماعة أنّي قد اطمأننت ووثقت من هذه المحاورة (١) [وكانت قد دامت ثلاثة أيام] وعرفت وتيقّنت أنّ الحقّ مع الشيعة في كلّ ما يقولون ويعتقدون ، وأنّ أهل السنّة باطل مذهبهم ، منحرفة عقيدتهم ، وإنّي أكون ممّن إذا رأى الحقّ أذعن له واعترف به ، ولا أكون من أهل الباطل في الدنيا وأهل النار في الآخرة ولذلك فإنّني أعلن تشيّعي أمامكم ، ومن أحبّ أن يكون معي فليتشيّع على بركة الله ورضوانه ويخرج نفسه من ظلمات الباطل إلى نور الحقّ!

فقال الوزير نظام الملك : وأنا كنت أعلم ذلك ، وأنّ التشيّع حق ، وأنّ المذهب الصحيح فقط هو مذهب الشيعة منذ أيام دراستي ولذا أعلن أنا أيضا تشيّعي!

وهكذا دخل أغلب العلماء ، والوزراء ، والقوّاد الحاضرين في المجلس ـ وكان عددهم ما يقارب السبعين ـ في مذهب الشيعة ، وانتشر خبر تشيّع الملك ، ونظام الملك ، والوزراء ، والقوّاد في كافة أقطار البلاد ، فدخل في التشيّع عدد كبير من الناس ، وأمر نظام الملك ـ وهو والد زوجتي أن يدرّس الأساتذة (٢) مذهب الشيعة في المدارس النظامية في بغداد ، لكن بقي بعض علماء السّنّة الذين أصرّوا على الباطل وبقوا

__________________

(١) هذا تأكيد لما قلنا ردّا على من أشكل على تسمية هذا الكتاب ب «مؤتمر علماء بغداد» وجعل التسمية إحدى القرائن على أن الكتاب فرضيّة لا حقيقة خارجية ، فتدبّر.

(٢) في نسخة أخرى : أن يدرس المؤرخون.

٧٠٩

على مذهبهم السابق ، مصداقا لقوله تعالى : (فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) (البقرة : ٧٤(١).

وأخذوا يكيدون للملك ، ولنظام الملك حيث حمّلوه تبعة هذا الأمر إذ كان هو العقل المدبّر للملك ، وللمملكة حتى امتدت إليه يد أثيمة بتحريك من هؤلاء المتعصبين من السّنّة ، فاغتالوه في يزدجرد في سفره إلى بغداد في ١٢ رمضان سنة ٤٨٥ ه‍ ، وبعد ذلك اغتالوا الملك شاه السلجوقي.

____________________________________

(١) ومن القرائن على تشيّع الملك شاه ووزيره أمور :

الأول : ما أفاده مقاتل بن عطية في هذه المحاورة من إقرار الملك شاه ونظام الملك بالتشيّع وإعلانهما التشيّع دينا لهما ولأهل المملكة.

الثاني : زيارتهما لمشهد الإمام الرضا عليه‌السلام في طوس ـ حسبما نقل ابن الأثير ـ «من أن الملك السلجوقي قال لوزيره نظام الملك : بأيّ شيء دعوت؟ قال : دعوت الله أن ينصرك ..»(١).

ولو لم يعتقد بإمامة مولانا عليّ الرضا عليه‌السلام لما حسن منه زيارته والدعاء تحت قبته الشريفة.

الثالث : نظم مقاتل بن عطية لتلك الأبيات التي أبرز فيها تشيّع نظام الملك ، وتصريحه عن سبب قتله وهو الحقد الدفين عند النواصب.

ـ ويذكر ابن الأثير قصة وفاة نظام الملك فيقول :

«في هذه السنة ، عاشر رمضان ، قتل نظام الملك أبو علي الحسن بن عليّ ابن إسحاق الوزير بالقرب من نهاوند ، وكان هو والسلطان في أصبهان ، وقد عاد

__________________

(١) الكامل في التاريخ ج ١٠ / ٢١١ حوادث سنة ٤٨٥ ه‍.

٧١٠

إلى بغداد ، فلما كان بهذا المكان ، بعد أن فرغ من إفطاره ، وخرج في ملحفته إلى خيمة حرمه ، أتاه صبي ديلمي من الباطنية ، في صورة مستميح أو مستغيث ، فضربه بسكين كانت معه ، فقضى عليه وهرب ، فعثر بطنب خيمة ، فأدركوه فقتلوه ، وركب السلطان إلى خيمه فسكن عسكره وأصحابه .. وكان مولده سنة ثمان وأربعمائة» (١).

ويذكر ابن الأثير (٢) أن المدبّر لقتل نظام الملك هو السلطان ملكشاه الذي لم يبق بعد نظام الملك أكثر من خمسة وثلاثين (٣) يوما وبعدها انحلت الدولة ووقع السيف ، كما أنه يذكر أن سبب(٤) موته أنه أكل لحم صيد فحمّ وافتصد ولم يستوف إخراج الدم فثقل مرضه ، وكانت حمى محرقة فتوفى ليلة الجمعة النصف من شوال.

لنا هنا ملاحظة وهي :

إن ما رواه ابن الأثير من كون السلطان ملكشاه هو المدبّر لقتل نظام الملك يتعارض مع ما رواه مقاتل ابن عطية ، فإما أن يتساقطا وإما أن يترجح أحدهما على الآخر ، أما الأول فلا يصح لإمكان تقديم قول ابن عطية على قول ابن الأثير ، لتقديم شهادة الإمامي على غيره ، فيتعين الثاني وهو المطلوب.

وأما ما ادّعاه من أن موت السلطان كان سببه حمى ، فأيضا يتعارض مع قول ابن عطية الذي دل على أن النواصب دبّروا قتله كما دبروا قتل نظام الملك ، وقوله في كل الحالات يترجح على قول ابن الأثير ، لشهادة الثاني (٥) بأن ابن عطية صرّح في أبياته أن الأيام عزّت فلم تعرف قيمة نظام الملك.

__________________

(١) نفس المصدر ص ٢٠٤.

(٢) نفس المصدر ص ٢٠٦ وص ٢١٠.

(٣) نفس المصدر ص ٢٠٦.

(٤) نفس المصدر ص ٢١٠.

(٥) ذكر ابن الأثير بيتين من تلك الأبيات التي يمدح فيها ابن عطية تشيع نظام الملك فليراجع الكامل ج ١٠ / ٢٠٦.

٧١١

قال مقاتل بن عطيّة :

وقد نظمت قصيدة رثاء للشيخ العظيم نظام الملك ومنها هذه الأبيات :

كان الوزير نظام الملك لؤلؤة

نفيسة (١) صاغها الرحمن من شرف

عزّت فلم تعرف الأيام قيمتها

فردّها غيرة منه إلى الصّدف

اختار مذهب حق في محاورة

تبدي الحقيقة في برهان منكشف

دين التشيّع حق لا مراء له

وما سواه سراب خادع السجف

لكنّ حقدا دفينا حرّكوه له

فبات بدر الدجى في ظل منخسف

عليه ألف سلام الله تالية

تترى على روحه في الخلد والغرف

هذا وقد كنت أنا حاضرا لمجلس المحاورة ، وسجّلت كل ما دار في المجلس حول الموضوع ، ولكني حذفت الزوائد ، واختصرت المجلس في هذه الرسالة.

والحمد لله وحده ، والصلاة على محمّد وآله الأطياب وأصحابه الأنجاب.

كتبه في بغداد ـ في المدرسة النظامية ـ مقاتل بن عطيّة أبو الهيجاء شبل الدولة.

__________________

(١) نسخة الكامل (يتيمة).

٧١٢

كلمة ختامية

ليعذرني القارئ الكريم إذا وجد ما لا يبعث على الرضا والقبول ، وليعلم أن الحق ثقيل على النفوس التي أخلدت إلى الأرض فاتّبعت الشهوات والنزوات والأغراض الشخصية ، لكنّ القلوب الطيّبة لا تأنس إلّا بالحق ، فهو عندها أحلى من الشّهد.

كما أود أن يعفو عن هفوات ـ إن كان ثمة هفوات فيه ـ ويتقبّلها بعين الرضا وحسبة إلى المولى عزوجل ، وعذري أنني لم أتقصّدها بل غايتي رضا الله تعالى ورسوله ومواليّ الميامين عليهم‌السلام والذّود عنهم أداء لحقهم وشكرهم حينما رأيت تكالب الناس على نبذ فضائلهم ومآثرهم والتقرب إلى أعدائهم وممالأتهم.

ثم إنّ ما حفل به هذا الشرح من براهين وأدلة لم يكن الهدف منه الجمود والاقتصار عليها ، بمقدار ما كان مجرد اختزال لها وإجمال لتفاصيلها ، حرصا على أن لا يملّ القارئ ، مضافا إلى حرصنا على عدم تضخيم حجم الكتاب ، لذا أجملت البحوث قدر المستطاع ، وأدمجت بعضها ببعض تتميما للفائدة وتذكيرا وتنبيها لروّاد الحقيقة ، ومن ثمّ لم أعلّق على كثير من مفاهيم العقيدة والتاريخ والفقه للنكتة المتقدّمة ، لكنّ الشرح ـ والحمد لله ـ جاء وافيا شافيا وقاطعا للعذر وبوار الدعوى التي تمسّك بها المشكّكون والمرجفون والمائلون المتلونون ، نسأل الله العليّ القدير أن يسدّدنا ويعصمنا عن الوقوع في الزلات ، ويبعد عنّا مضلات الفتن ، ويلبسنا العافية في الدين والدنيا ، ونعوذ بالله تعالى من همزات الشياطين ومن شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا أنه مجيب كريم وبعباده رءوف رحيم.

ـ تمّ الفراغ من شرح هذا السفر الجليل في اليوم التاسع والعشرين من شهر رجب الأصبّ عام اثنين وعشرين بعد الألف والأربعمائة للهجرة ، على مهاجرها السلام ، هذا مع كثرة الأشغال وتوارد الهموم والغموم الصارفة ، وكتبه أقلّ العباد

٧١٣

محمّد بن جميل بن عبد الحسين بن يوسف حمّود سائلا المولى تعالى ذكره أن يتطلف بنا ويزيدنا إيمانا وتثبيتا وتوفيقا ، وأن يختم لنا بخير وعافية ، ويجعل جهدي المتواضع تقرّبا لمواليّ الأئمة الأطهارعليهم‌السلام عسى أن ينظروا إليّ ولوالديّ ولشيعتهم المخلصين بعين الرحمة واللطف ، لا سيّما ساقي الحوض وقسيم الجنّة والنار سيّدي ومولاي أمير المؤمنين عليّ المرتضى عليه أفضل التحية والسلام ، وأن يكون لي المسدّد والناصر والمعين على قوم تجرّعنا منهم الغصّات في الفترة الأخيرة ، فإليك يا سيدي يا عليّ أشكو حالي وأنت ـ وحدك ـ الذي تأخذ لي بثاري يا حبيب قلبي ويا سندي وعمري ويا نور عينيّ ومهجة كبدي يا عليّ يا عليّ يا عليّ.

وسيعلم الذين ظلموا ـ آل بيت محمّد ـ أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

٢٩ رجب / ١٤٢٢ ه‍

بيروت ـ الضاحية الجنوبية

(وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) (الكهف / ١٨) محمّد جميل حمّود

٧١٤

المصادر والمراجع

١ ـ القرآن الكريم.

ألف

٢ ـ الاحتجاج : أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي ؛ ط. مطبعة النعمان ـ النجف ـ ١٣٨٦ ه‍.

٣ ـ أنيس الأعلام : خير الدين الزركلي ؛ ط. بيروت.

٤ ـ أوائل المقالات : أبو عبد الله العكبري المفيد ؛ ط. دار المفيد ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤١٤ ه‍.

٥ ـ إكمال الدين وتمام النعمة : أبو جعفر محمّد بن بابويه القمّي الصّدوق ؛ ط. دار الكتب الإسلامية ـ إيران ـ ١٣٩٥ ه‍.

٦ ـ الإفصاح في الإمامة : أبو عبد الله العكبري المفيد ؛ ط. دار المفيد ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤١٤ ه‍.

٧ ـ الإصابة في تمييز الصحابة : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمّد الكناني العسقلاني ؛ ط. مكتبة المثنى ـ بيروت ، لبنان ـ ١٣٢٨ ه‍.

٨ ـ أسد الغابة : ابن الأثير أبو الحسن عليّ بن محمّد الجزري ؛ ط. دار الكتب العلميّة ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤١٥ ه‍.

٩ ـ إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل : القاضي الشهيد نور الدين المرعشي التستري ؛ توزيع دار الكتاب الإسلامي ـ بيروت ، لبنان ـ بدون تاريخ.

١٠ ـ الإمامة والسياسة : الشهير ب «المعارف» أبو محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ؛ ط. مطبعة أمير ـ قم ـ ١٤١٣ ه‍.

٧١٥

١١ ـ الإتقان في علوم القرآن : جلال الدين عبد الرحمن السيوطي ؛ ط. دار الكتب العلمية ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤١٥ ه‍.

١٢ ـ الأحكام السلطانية : أبو الحسن علي بن محمد البصري الماوردي ؛ ط. دار الكتب العلمية ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤٠٥.

١٣ ـ أصول الدين : عبد القاهر البغدادي ؛ طبعة أولى ـ استانبول ـ ١٣٤٦ ه‍.

١٤ ـ الاستغاثة في بدع الثلاثة : أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي ؛ ط. ـ باكستان ـ بدون تاريخ.

١٥ ـ الاختصاص : أبو عبد الله العكبري المفيد ؛ ط. دار المفيد ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤١٤ ه‍.

١٦ ـ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل : ناصر مكارم الشيرازي ؛ ط. مؤسسة البعثة ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤١٣ ه‍.

١٧ ـ الاستبصار فيما اختلف من الأخبار : أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ؛ ط. دار الكتب الإسلامية ـ طهران ، إيران ـ ١٣٩٠ ه‍.

١٨ ـ آلاء الرحمن في تفسير القرآن : محمد جواد البلاغي ؛ ط. دار إحياء التراث ـ بيروت ـ بدون تاريخ.

١٩ ـ الأصول العامة للفقه المقارن : محمد تقي الحكيم ؛ ط. مؤسسة آل البيت ـ النجف ، العراق ـ ١٩٧٩ م.

٢٠ ـ أنساب الأشراف : أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري ؛ ط. ليدن.

٢١ ـ الأنوار القدسيّة (شعر) : محمّد حسين الأصفهاني ؛ ط. النجف.

٢٢ ـ أضواء على السنّة المحمديّة : محمود أبو ريّة ؛ نشر البطحاء ، ط. خامسة ـ بدون تاريخ.

٢٣ ـ أسباب النزول : أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي ؛ ط. دار ابن كثير ـ دمشق ـ ١٤٠٨ ه‍.

٢٤ ـ الأمالي : أبو جعفر الصدوق ؛ ط. دار الأعلمي ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤٠٠ ه‍.

٧١٦

٢٥ ـ الإرشاد : أبو عبد الله العكبري المفيد ؛ ط. دار المفيد ١٤١٤ ه‍.

٢٦ ـ أصول السرخسي : أحمد بن أبي سهل السرخسي ؛ نشر لجنة إحياء المعارف النعمانية ـ الهند ـ بدون تاريخ.

٢٧ ـ أحكام القرآن : أبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمّد ؛ ط. أوفست ـ لاهور بباكستان ـ.

٢٨ ـ الإنجيل (العهد الجديد) : ط. دار الكتاب المقدّس في الشرق الأوسط ، وطبعة أخرى أصدرتها جمعية الكتاب المقدّس في الشرق الأدنى ١٩٧١ م.

٢٩ ـ الإبانة عن أصول الديانة : أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ؛ ط. مكتبة دار البيان ـ دمشق ـ ١٤٠١ ه‍.

٣٠ ـ أهل السنّة شعب الله المختار : صالح الورداني ؛ ط. كنّوتة ـ مصر ـ ١٤١٧ ه‍.

٣١ ـ أسرار على القرآن : جرجس سال ؛ ط. بيروت ـ بدون تاريخ.

٣٢ ـ إحياء علوم الدين : أبو حامد محمد بن محمد الغزالي ؛ ط. دار المعرفة ـ بيروت ـ بدون تاريخ ، وطبعة أخرى بدار الثقافة الإسلامية ـ مصر ـ ١٣٥٦ ه‍.

٣٣ ـ الاعتقادات : أبو جعفر الصدوق ؛ ط. دار المفيد ، بيروت ـ لبنان ١٤١٤ ه‍.

٣٤ ـ إثبات الوصيّة : أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي الهذلي ؛ ط. دار الأضواء ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤٠٩ ه‍.

٣٥ ـ الأمالي : أبو عبد الله العكبري المفيد ؛ ط. دار المفيد ١٤١٤ ه‍.

٣٦ ـ إرشاد القلوب : أبو محمّد الحسن بن محمد الديلمي ؛ ط. مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤١٣ ه‍.

٣٧ ـ إقبال الأعمال : رضي الدين علي بن موسى آل طاوس ؛ طبع إيران.

٣٨ ـ الأسرار الفاطميّة : محمّد فاضل المسعودي ؛ ط. مطبعة أمير ـ قم ـ ١٤٢٠ ه‍.

٧١٧

٣٩ ـ اعلموا أنّي فاطمة : عبد الحميد المهاجر ؛ ط. دار الكتاب والعترة ـ لبنان ـ ١٤١٣ ه‍.

٤٠ ـ الإمام المهدي عند أهل السنّة : مهدي الفقيه إيماني ؛ ط. دار التعارف ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤٠٢ ه‍.

٤١ ـ إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون : أحمد بن محمد بن الصديق ؛ ط.

مطبعة الترقي ـ دمشق ـ ١٣٤٧ ه‍.

٤٢ ـ إعلام الورى بأعلام الهدى : أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي ؛ ط. دار المعرفة بيروت ـ لبنان ـ ١٣٩٩ ه‍.

٤٣ ـ أصول الكافي : أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني ؛ ط. دار الكتب الإسلامية ـ طهران ـ ١٣٨٨ ه‍.

٤٤ ـ الاستيعاب في أسماء الأصحاب : أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي ؛ ط. مكتبة المثنى ـ بيروت ، لبنان ـ ١٣٢٨ ه‍.

بهامش كتاب «الإصابة في تمييز الصحابة» للعسقلاني.

٤٥ ـ أنوار التنزيل وأسرار التأويل المعروف ب «تفسير البيضاوي» : ناصر الدين أبو سعيد عبد الله الشيرازي البيضاوي ؛ ط. دار الكتب العلمية ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤٠٨ ه‍.

٤٦ ـ الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام : عبد الحليم الجندي ؛ ط. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ القاهرة ـ ١٣٩٧ ه‍.

٤٧ ـ الاجتهاد في مقابل النصّ المعروف ب «النص والاجتهاد» : عبد الحسين شرف الدين ؛ ط. مؤسسة الوفاء ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤٠٣ ه‍.

باء

٤٨ ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار : الشيخ محمّد باقر المجلسي ؛ ط. مؤسسة الوفاء ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤٠٣ ه‍.

٧١٨

٤٩ ـ البرهان في تفسير القرآن : السيّد هاشم البحراني ؛ ط. دار الهادي ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤١٢ ه‍.

٥٠ ـ بداية المجتهد : ابن رشد الأندلسي ؛ ط. دار المعرفة ـ بيروت ، لبنان ـ.

٥١ ـ البيان في تفسير القرآن : أبو القاسم الخوئي ؛ ط. دار الزهراء ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤١٢ ه‍.

٥٢ ـ بنات النبيّ أم ربائبه : جعفر مرتضى ؛ ط. مركز الجواد ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤١٣ ه‍.

٥٣ ـ البيان في أخبار صاحب الزمان : أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي ؛ مطبوع في آخر الجزء الثاني من «إلزام الناصب» للشيخ اليزدي الحائري ، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ، لبنان ـ ١٣٩٧ ه‍.

٥٤ ـ بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود : عبد الله الجميلي ؛ ط. مكتبة الغرباء الأثرية ـ المدينة المنوّرة ـ ١٤١٤ ه‍.

٥٥ ـ البداية والنهاية : أبو الفداء ابن كثير الدمشقي ؛ ط. دار الكتب العلمية ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤١٥ ه‍.

تاء

٥٦ ـ توراة العهد القديم ؛ ط. جمعيّة الكتاب المقدّس في الشرق الأدنى ١٩٧١ م.

٥٧ ـ التبيان في تفسير القرآن : أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ؛ ط. مكتب الإعلام الإسلامي ـ إيران ـ ١٤٠٩ ه‍.

٥٨ ـ تنقيح المقال في علم الرجال : عبد الله المامقاني ؛ ط. المطبعة المرتضوية ـ النجف الأشرف ـ ١٣٥٢ ه‍.

٥٩ ـ تاريخ الخلفاء : جلال الدين السيوطي ؛ نشر الشريف الرضي ـ قم ـ (مطبعة أمير) ١٤١١ ه‍.

٦٠ ـ التمهيد في علوم القرآن : محمد هادي معرفة ؛ ط. مطبعة مهر ـ قم ـ ١٤٠٨ ه‍.

٧١٩

٦١ ـ تلخيص الشافي : أبو جعفر الطوسي ؛ ط. دار الكتب الإسلامية ـ قم ـ ١٣٩٤ ه‍.

٦٢ ـ تاريخ اليعقوبي : أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر ؛ ط. دار صادر ـ بيروت ، لبنان ـ.

٦٣ ـ تهذيب الأحكام في شرح المقنعة : أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ؛ ط.

دار الأضواء ـ بيروت ، لبنان ـ ١٤١٣ ه‍.

٦٤ ـ التوحيد : أبو جعفر ابن بابويه القمّي الصّدوق ؛ ط. قم (منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية في قم المقدّسة) ـ بدون تاريخ.

٦٥ ـ التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح : الزبيري ؛ ط. مصر.

٦٦ ـ تنزيه الأنبياء : الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي ؛ منشورات الشريف الرضي ـ إيران ـ بدون تاريخ.

٦٧ ـ تاريخ بغداد : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ؛ نشر دار الكتاب العربي ـ بيروت ، لبنان ـ.

٦٨ ـ التراتيب الإدارية : عبد الحي الكتاني ؛ نشر دار الكتاب العربي ـ بيروت ، لبنان ـ من دون تاريخ.

٦٩ ـ تذكرة الخواص : يوسف بن فرغلي بن عبد الله البغدادي الحنفي الشهير ب «سبط ابن الجوزي» ؛ ط. المطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ـ ١٣٨٣ ه‍.

٧٠ ـ تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس : حسين بن محمد بن الحسن الدياربكري ؛ ط. مصر ١٣٨٣ ه‍.

٧١ ـ التحرير الطاوسي : حسن بن زيد الدين العاملي المعروف ب «الشهيد الثاني» ؛ ط. دار الذخائر ـ قم ـ ١٤٠٨ ه‍.

٧٢ ـ تجلّي الإمامة يوم الغدير : محمّد جميل حمّود ؛ ط. بيروت ـ لبنان ١٤١٥ ه‍.

٧٣ ـ تاريخ الأمم والملوك المعروف ب «تاريخ الطبري» : أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ؛ ط. مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ـ ١٤٠٩ ه‍.

٧٢٠