تراثنا ـ العددان [ 75 و 76 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 75 و 76 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٤٦

مَهَل ، ورغِبَ في طَلَب ، وذهب عن هَرَب ، وراقبَ في يومه غَدَه ، ونظر قُدُماً أمامه ; فكفى بالجنّةِ ثواباً ونوالاً ، وكفى بالنارِ عقاباً ووبالا! ...» (١).

والعبادة التي يجهر بها نهج البلاغة ، ويريدها منهجاً للمؤمنين ، تشتمل على الحثّ الدائم على إمكانية نيل أفضل درجات التقرّب إلى الله ، وبالتالي فهي لا تخرج من دائرة الزهد نفسِها التي يطلّق فيها الزاهد حبَّ المالِ ، وحبّ الأولاد ، ووجاهة الدنيا ، ونعيمها ... ويرضى بما عند الله ، ويقنع به ، وأن يخافه ـ جلّ شأنه ـ خوفَ مَن يراه ، ويرهب سطوته ، رهبةَ عالم بها ، ويعمل لنيل ثوابه في اليوم الآخر.

فالعبادة هنا ، عبادة زاهدة ، فيها من الإخلاص والتوجّه المطلق ، والانشغال بها ، ما يبعدها عن أن تكون أداءً لطقوس يومية ، أو فرائض

____________

(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٦ / ٢٦٣ ..

أنصب : أتعب.

الغِرار : القليل من النوم وغيره.

أسهره التهجّد : أزال قيامُ الليل نومَه القليل ، فأذهبه بالمرّة.

الهواجر : جمع هاجرة ، وهي نصف النهار عند اشتداد الحرّ.

ظلف الزهد شهواته : منعها.

أوجف الذكر بلسانه : أي أسرع ; كأنّ الذكر لشدّة تحريكه اللسان موجفٌ به كما توجف الناقة براكبها.

لم تفتله : لم تردّه ولم تصرفه.

لم تَعْمَ عليه : من : عمي يعمى ; أي : لم تخْفَ عليه الأُمور المشتبهة.

النعمى : سـعة العيش ونعيمه.

العاجلة : الدنيا ، وسُمّيت : مَعْبراً ; لأنّها طريق يُعَبر منها إلى الآخرة ; وهي : الآجلة.

بادر من وَجَل : سبق إلى خير الأعمال خوفاً من لقاء الأهوال.

أكمش : أسرع ; والمراد : جدّ السَيْر في مهلة الحياة.

قُدُماً : المضي إلى أمام ; أي : مضى مُتقدّماً.

١٨١

شهرية واجبة حسب ..

«فوالله! لو حَنَنْتُم حنينَ الولَّهِ العِجَال ، ودَعَوْتُم بِهَديلِ الحَمام ، وجَأرْتُم جُؤارَ متبتّلي الرُهْبان ، وخرجتُمْ إلى الله من الأموال والأولاد ; التماسَ القُرْبَةِ إليه في ارتفاعِ درجة عنده ، أو غفرانِ سيّئة أحصتها كُتُبُه ، وحَفِظَتها رسلُه ، لكان قليلاً في ما أرجو لكم من ثوابه ، وأخافُ عليكم من عقابه» (١).

وتبيّن الجملتان الأخيرتان من هذا النصّ شـدّة اهتمام عليّ (عليه السلام) بالعباد ، وحرصه على توجيه كيفيّة عبادتهم ونوعيّتها ، وتبيّنان طبيعة المهمّة التي يحملها ، وهي مهمّة توجيه أخرجته من الأنانيّة الفرديّة في العبادة إلى مسؤوليّة جسيمة في حمل الجماعة على الدين الأُصولي ، بصورته النقيّة التي بشّـر بها الرسول محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، والتي سار عليها الرعيل الأوّل من صحابته (رضوان الله عليهم) ، والتي يبيّن النصّ الآتي بعض كيفيّاتها :

«لقد رأيتُ أصحابَ محمّد صلّى الله عليه فما أرى أحداً يُشبهُهم منكم ; لقد كانوا يُصبِحون شُعْثاً غُبْراً ، وقد باتوا سُجّداً وقياماً ، يُراوحون بين جباهِهم ، وخُدودِهم ، ويقفون على مثلِ الجمر من ذِكْرِ معادِهم ، كأنّ بين أعْيُنهِم رُكَبَ المِعْزَى من طولِ سُجُودِهم ، إذا ذُكِرَ اللهُ هَمَلَتْ أعيُنُهم

____________

(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٣ / ٣٣٢ ..

الوُلّه العِجال : الولّه : جمع والهة ، وهي كلّ أُنثى فقدت ولدَها ; وأصل الوله : ذهاب العقل ، العجال من النوق : جمع عجول ; وهي : التي فقدت ولدها.

هديل الحمام : صوته في بكائه لِفَقْد إلفه.

جأرتم : رفعتم أصواتكم ، والجؤار : الصوت المرتفع.

المتبتّل : المنقطع للعبادة.

١٨٢

حتّى تَبُلَّ جيوبَهم ، ومادوا كما يميدُ الشجرُ يومَ الرِيحِ العاصف ، خوفاً من العقاب ، ورجاءً للثوابِ» (١).

وأيضاً ، لم يزلْ يرسّخها في الأذهان ، ويقوّيها في القلوب ، وتراه لا ينصرف عنها حتّى وهو في رمق حياته الأخير ، بل إنّه ـ في موقف الموت ـ يجعل من نفسه عبرةً للآخرين ، وعِظةً لهم ، لعلّهم يلتفتون إلى أنّ ما حلّ به سيكون النتيجة الحتميّة لكلّ حيّ قبله وبعده ..

وبدا كأنّه يريد التأكيد على صدق دعواته الزهديّة التي مرّت بلا اهتمام عند أغلب الناس ..

«كنتُ جاراً جاوركم بدني أيّاماً ، وستُعْقَبونَ منّي جثّةً خلاءً ، ساكنةً بعد حَراك ، وصامتةً بعد نُطْق. ليَعِظَكم هُدوئي ، وخفوتُ إطرافي ، وسكون أطرافي ; فإنّه أوعظُ للمعتبِرين من المنطق البليغ ، والقول المسموع.

وداعي لكم وداع امرئ مُرْصَد للتلاقي! غداً تَرَوْنَ أيّامي ، ويُكشَفُ لكم عن سرائري ، وتعرفونني بعد خلوِّ مكاني ، وقيامِ غيري مَقامي» (٢).

____________

(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٧ / ٧٧ ..

شُعْثاً : جمع أشعث ; وهو : المغبر الرأس.

غُبْراً : جمع أغبر ; وهو : المغبرّ ، والمراد : أنّهم كانوا متقشّفين.

المراوحة بين العملين : أن يعمل هذا مرّة ، وهذا مرّة ، وبين الرجلين : أن يقوم على كلّ منهما مرّة ، وبين جباههم وخدودهم : أن يضعوا الخدود مرةّ والجباه أُخرى على الأرض ; خضوعاً للهِ وسجوداً.

رُكَب : موصل الساق من الرِجل بالفخد ; وإنّما خصّ رُكبَ المِعزى ليبوستها واضطرابها من كثرة الحركة.

مادوا : اضطربوا وارتعدوا.

(٢) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٩ / ١١٦ ..

جثّة خلاء : خالية من الروح.

١٨٣

وأنا مؤمن تمام الإيمان بأنّ هذه المهمّة قد وضعت لعليّ (عليه السلام) وضعاً ربّانيّاً ، جعلته يحمل يقيناً مطلقاً بثراء ما وهبه الله للإنسان من نِعَم في الحياة ، وبأفضليّة ما ينتظره من ثواب بعد الموت ، وكأنّه يرى تلك الحقائق رؤية العين ، ويلمسها لمس اليد ..

«وتا للهِ! لو انماثَتْ قلوبُكم انمياثاً ، وسالت عيونكم ـ من رغبة إليهِ أو رهبة منه ـ دماً ، ثمّ عُمِّرْتُم في الدنيا ـ ما الدنيا باقيةٌ ـ ما جزت أعمالكم ـ ولو لم تُبْقوا شيئاً من جُهْدِكم ـ أنْعُمَهُ عليكم العِظامَ ، وهُداه إيّاكم للإيمان» (١) ..

يقابلها عجز المعرفة البشرية ، ومحدوديّة معلوماتها عن جوهر تلك النِعم وعمقها ، ويظهر أنّ الإشفاق على محدوديّة علم البشر متأتّ من معرفة الإمام عليّ (عليه السلام) العميقة بأسرار الكون والخلق والوجود ، بمعنى : إنّه يعرف من بواطن الأُمور ، وخفايا الأشياء ، ما لا يعرفُ سائر البشر.

ومن يبغي التعرّف على بعض من علمه (عليه السلام) في نشأة الأرض والسماء ، وتكاثر البشر ، ودورات الحياة ، وعن نهاية العالم ، وعن تراكم الثروات التعدينيّة ، وعن ربط حياة مخلوقات الأرض والبحر والجو ، والليل والنهار ، فليرجع إلى كتاب د. مهندس عبد الهادي ناصر ، الموسوم بـ : نظرات في الكون والقرآن ، والمتّكئ في استنتاجاته العلمية على القرآن الكريم وكتاب نهج البلاغة ..

____________

الخفوت : السكون.

أطرافه : يداه ورأسه ورجلاه.

مُرْصِد : مُنتظِر.

(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٣ / ٣٣٢ ..

انماثت انمياثاً : ذابت ذوباناً.

١٨٤

ومن هذا العلم الذي استُودِع عنده ، استمدّ عليّ (عليه السلام) ركائز الإيمان الذي قاد إلى التقوى ، والورع ، والعبادة ، والزهد بأشكاله الصحيحة البعيدة عن التطرّف والانحراف والغلوّ.

وصارت أخبار الأوّلين ، وأحداث التاريخ القريب منها والبعيد ، باعثاً لاستنتاج العِبَر ، وطرح المواعظ ، ووُظِّفَت ـ في نهج البلاغة ـ بأساليب خطابيّة ذات مضامين زهديّة ، لامست الحسّ الديني لدى الأفراد ، وكان أمير المؤمنين يُدرك أنّ العباد بحاجة إلى التذكير الدائم ، وأنّ مهمّته الدينيّة تستدعي الإلحاح المستمرّ ، وإلقاء الحجج على البشر في بيان فضل الله ، وفي أُصول الإسلام ، وفي قيمة حياة ما بعد الموت ، والمقارنة ، والترغيب ، والترهيب ..

«أوَ ليس لكم في آثار الأوّلين مزْدَجرٌ ، وفي آبائِكم الأوّلين تبصِرةٌ ومُعَتَبر ; إن كنتم تعقِلون؟!

أوَ لم تَروا إلى الماضين منكم لا يرجعون ، وإلى الخَلَفِ الباقين لا يبقون؟!

أَوَلَسْتُم تَرَون أهلَ الدنيا يُمسون ويُصبحون على أحوال شتّى : فميّتٌ يُبْكى ، وآخَرُ يُعَزَّى ، وصريعٌ مُبتلى ، وعائد يعود ، وآخرُ بنفسه يجود ، وطالبٌ للدنيا والموتُ يطلبُه ، وغافلٌ وليس بمغفول عنه ; وعلى أثر الماضي ما يمضي الباقي!» (١).

____________

(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٧ / ٨٠ ..

مزدجر : الانزجار والارتداع.

بنفسه يجود : من : جاد بنفسه ، إذا قاربَ أن يقضي نحبه ; كأنّه يسخو بها ويسلّمها إلى خالقها.

١٨٥

وليس هذا فحسب ، بل إنّه كثيراً ما يسترفد العِبرةَ ، ويبثّ الحكمة ، ويستخلص النصيحة ، بالاعتماد على تجربة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أعمامه وعشيرته الأقربين ، وعلى الصراع غير المتكافئ بين الإسلام والشرك ، والقوّة القليلة التي غلبت فئةً كثيرة بإذن الله ، كي يتّخذ من هذا كلّه ، وذاك كلّه ، برهاناً على صدق التجربة الزهدّية المأخوذة من صميم الإسلام ، والتي ينادي بها ويسعى لتحقيقها ..

«لقد كنّا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا ، ما يزيدُنا ذلك إلاّ إيماناً وتسليماً ، ومُضيّاً على اللَقَمِ ، وصبراً على مَضَضِ الألم ، وجـدّاً في جهاد العدوِّ ..

ولقد كان الرَجل منّا والآخرُ من عدوِّنا يتصاوَلانِ تصاوُلَ الفَحْلين ، يتخالسانِ أنفسهَما ، أيُّهما يسقي صاحبَه كأسَ المنون ، فمرّةً لنا من عدوِّنا ، ومرّة لعدوّنا منّا ، فلمّا رأى الله صِدْقَنا أنزل بعدوّنا الكَبْتَ ، وأنزلَ علينا النصر ، حتّى استقرّ الإسلام مُلقِياً جِرانَه ، ومتبوِّئاً أوطانه» (١).

مضامين وحدانيّة الله عزّ وجلّ في نهج البلاغة :

في الفلسفة الوجوديّة ، يفصل موضوع الإيمان بوجود الله وإنكار

____________

(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٤ / ٣٣ ..

اللَّقَم : معظم الطريق أو جادّته.

مضض الألم : لذعته.

التصاول : أن يحمل كلّ واحد من النِدَّين على صاحبه.

يتخالسان أنفسهما : كلّ منهما يطلب اختلاس روع الآخر.

الكبْت : الإذلال.

جران البعير : مقدّم عنقه من مذبحه إلى مَنْحَرِه ، وإلقاء الجِران : كناية عن التمكّن.

١٨٦

وجوده ، بين التديّن والإلحاد ، وخرجت من عباءة هذين الموضوعين نظريّات واتّجاهات فلسفية شتّى ، لكنّها كلّها ـ كما نرى ـ لا ترقى إلى مضمون النظريّة القرآنيّة المبرهنة على وجوده المتعالي ، وهي نظريّة استفادت الفلسفة الإسلاميّة منها في المعرفة والتنظير ..

ولأنّ موضوع هذا البحث لا يتّخذ القرآن مادةً له ، فإنّنا نترك للقارئ حريّة التوجّه إلى الدراسات والتفاسير القرآنيّة ، والتعرّض إلى المباحث التي تهتمّ بهذه الإشكاليّة.

لكن الذي يهُمّنا هنا ، إنّنا نجد في نهج البلاغة نصوصاً تتساوق مضامِينُها مع مضامين الفلسفة القرآنيّة المشار إليها ، تحيط الناس ببراهين وحدانيّته سبحانه وتعالى ، وكُنه وجـوده ..

يأتي بعضُها مخصّصاً لهذا الغرض ، في مثل : «... سَبَقَ الأوقاتِ كَوْنُه ، والعَدَمَ وجودُه ، والابتداءَ أوَّلُه. بتشعيره المشاعر عُرِفَ أنْ لا مشعَرَ له ، وبمضادّتِه بين الأُمور عُرِفَ أنْ لا ضدّ له ، وبمقارنته بين الأشياء عُرف أنْ لا قرينَ له. ضادّ النورَ بالظُلمةِ ، والوضوحَ بالبُهْمَةِ ، والجمودَ بالبللِ ، والحَرُورَ بالصَرْدِ ...

لا يُشْمَلُ بحدّ ، ولا يُحْسَبُ بعدّ ، وإنّما تَحُدّ الأدواتُ أنفسَها ، وتشير الآلاتُ إلى نظائرِها. منعتها «منذُ» القِدْمة ، وحمتْها «قـد» الأزليّة ، وجنَّبتها «لولا» التكملة ، بها تجلّى صانعها للعقول ، وبها امتنع عن نظر العيون ...» (١).

____________

(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٣ / ٦٩ ـ ٧٦ ..

المشعر : محل الشعور ، أي الإحساس ، فهو : الحاسّة ، وتشعيرها : إعدادها

١٨٧

وهذا نصّ طويل ، يحتاج إيراده كاملاً ، وتحليله مفصّلاً ، إلى بحث مسهب قائم بذاته.

أمّا القسم الآخر من المضامين المخصّصة لبيان وحدانيته تعالى فإنّها تأتي في سياق التذكير والتزهيد ، والحقّ أنّ هذا السياق الخطابي الأخير يستدعي توطئة تستميل القلوب ، وتصرف إليه الأذهان ; إذ أنّ تشديد الخطاب على وجوده الأوحد ، ووصف خلقه جلّ وعلا ، أمرٌ يجعل المتلقّي أكثر ثباتاً على الإيمان ، وأشـدّ تمسّكاً بالتقوى ، وأقرب إلى اعتناق ما يجهر به الخطيب ..

من ذلك : «الحمدُ للهِ المتجلّي لخَلقِهِ بَخَلْقِهِ ، والظاهر لقلوبهم بحجّته من غير رَوِيَّة ; إذ كانت الرويّاتُ لا تليقُ إلاّ بذوي الضمائرِ ، وليس بذي ضمير في نفسه. خَرَقَ عِلمُه باطنَ غَيْبِ السُتُراتِ ، وأحاطَ بغمُوضِ عقائدِ السريراتِ ...» (١) ..

وبعد هذا التقديم ، يتّجه النصّ إلى بثّ المضمون الزهديّ الواعظ :

«... أين تذهبُ بكم المذاهبُ ، وتتيهُ بكم الغياهبُ ، وتَخدعكُم

____________

للانفعال المخصوص الذي يعرض لها من المواد ، وهو ما يسمّى بـ : الإحساس ، فالمَشْعَر من حيث هو مَشْـعَر منفعل دائماً ، ولو كان له سبحانه مشعر لكان منفعلاً ، والمنفعلِ لا يكون فاعلاً. الصَرد : البرد.

أمّا قوله : «منذ القِدْمة» ، و «قد الأزليّة» ، و «لولا التكملة» ، فمعناه : أنّه يقال في كلّ «مخلوق» : «قد وجد» ، و : «وجد منذ كذا» ; وهذا مانع للقِدَم والأزليّة ، ويقال فيه كذلك : «لولا خالقه ما وجد» ; أي هو ناقص لذاته ، محتاج للتكملة بغيره.

(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٧ / ١٨١ ..

المراد «بذوي الضمائر» : ذوو القلوب والحواس البدائية.

السُترات : جمع سـترة ، وهي : ما يُسْـتر به ، أيّاً كان.

١٨٨

الكواذبُ؟! ومن أين تُؤْتَوْن ، وأنّى تُؤفَكُوْن؟! فلكلِّ أجل كتاب ، ولكلِّ غيبة إياب ، فاستمعِوا من ربّانيِّكم ...» (١).

استمدّ نهج البلاغة أفكاره الفلسفيّة ، ومضامينه الدينية ، ودعواته الزهديّة من بعض ما بشّر به القرآن الكريم ; والتي من بينها الدعوة إلى التوبة ، التي وعد الله أن تكون مكافأتها المغفرة والنجاة من الخطايا والذنوب ، وغالباً ما ترتبط دعوة النهج إلى التوبة بالتشجيع على الاتّصاف بصفات الحذر ، والتخلّي عن الغفلة ، والانتباه إلى قِصَر العمر ; فالموتُ آت وحينذاك لا ينفع إلاّ صالح الأعمال ، الذي إن فات على المرء عمله ، فليَلذ إلى ربّه ويتُب ، ويطلب العفو والصفح قبل فوات الأوان.

ويلمس قارئ نهج البلاغة دعوات التنفير من الدنيا ، والهروب إلى الله ، في مضامين الزهد كلّها التي وقع حديثنا عليها ، أو التي لم يقع عليها بعد ، وبدا من خلال ذلك كلّه أنّ قدرة الإنسان على كبح جماح نفسه ، ولجم نزواتها عن ملذّات الدنيا المحرّمة والمكروهة ، وهي الضمان الفريد لكسب مرضاة الله ... وعلى المرء ألاّ يقنط من رحمته ، وإن كثرث ذُنوبه ، على أن يقترن ذلك الإحساس بصحوة الضمير ، والاعتراف بالخطأ ، والشـعور بالندم ، والتصميم على اللاّعودة إلى ارتكاب المعاصي ، وتلك هي التوبة ..

«فأفِق أُيّها السامع من سَكْرَتِك ، واستيقِظ من غفلتِك ، واختصرْ من عَجَلَتِكَ ، وأنْعِمِ الفِكْرَ في ما جاءَك على لسان النبيّ الأُمّيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ممّا لا بُدّ منه ، ولا مَحِيْصَ عنه ، وخالِفْ ذلك إلى غيره ، ودَعْهُ وما رضي لنفسِه ،

____________

(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٧ / ١٨٩ ..

الربّاني : العارف بالله عزّ وجلّ.

١٨٩

وضَعْ فَخْرَك ، واحطُطْ كِبْرَك ، واذكُرْ قَبْرَكْ ; فإنّ عليه ممرّك. وكما تدِينُ تُدانُ ، وكما تزرعُ تحصُدُ ، وما قدّمتَ اليومَ تَقْدِم عليه غداً ، فامْهَدْ لِقَدَمِكَ ، وقَدِّمْ ليومك.

فالحذرَ الحذر أيُّها المُسْتَمْتِعُ! والجِدَّ الجِدَّ أيّها الغافل ; (ولا يُنْبِّئُكَ مِثْلُ خَبير) (١)» (٢) ..

«فطوبى لذي قَلْب سليم ، أطاعَ مَنْ يهديِه ، وتجّنبَ مَن يُرْدِيه ، وأصاب سبيلَ السلامةِ مَنْ بَصَّرَه ، وطاعةِ هاد أمَرَه ، وبادَرَ الهدى قبل أن تُغْلَقَ أبوابُه ، وتُقطَّعُ أسبابُه ، واستفتحَ التوبةَ ، وأماطَ الحَوبةَ ، فقد أُقيمَ على الطريقِ ، وهُدِيَ نهجَ السبيل» (٣).

ويأتي بثُّ مجموعة من البديهيّات الدينيّة المتوافقة مع السلوك العبادي ، والمنهج الديني ، مثل : التوكّل على الله عزّ وجلّ توكّلاً صادقاً ، والرجاء لرحمته الواسعة ، والقناعة والرضا بما قسمهُ جلّ وعلا ; متساوقاً تمام التساوق مع أنماط المضامين الزاهدة المبثوثة في كتاب نهج البلاغة.

فالقناعة ، هنا ، قائمة على فلسفة إيمانيّة ، أساسها رفض الدنيا الدنيّة ، وعمودها إيمان مطلق بما في يد الله تعالى ; إذ «لا يكون المؤمنُ مؤمناً حتّى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده» (٤) ..

وذلك لأنَّ «الدنيا دارٌ مُنِيَ لها الفَناءُ ، ولأهِلها منها الجلاء ، وهي حُلوةٌ

____________

(١) سورة فاطر ٣٥ : ١٤.

(٢) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٨ / ١٥٨ ..

امهد : ابسط.

(٣) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١١ / ٦٥ ـ ٦٦ ..

الحَوبة : الإثم ، وإماطتها : ثنيها.

(٤) مروج الذهب ومعادن الجوهر ١ / ٦١٥.

١٩٠

خَضِـرة ، وقد عَجِلَتْ للطالب ، والتَبَسَتْ بقلبِ الناظر ; فارتَحلوا منها بأحْسَنِ ما بحضرِتكم من الزاد ، ولا تسألوا فيها فرقَ الكَفاف ، ولا تطلُبوا منها أكثر من البلاغ» (١).

فالتجلّي الملموس في جملة الأداءات المضمونية الزاهدة التي عرضناها يتيح للمتلقّي الوقوف على نمط النموذج الإنساني الذي يتمنّاه نهج البلاغة ، وهو نموذج لا يرضى أن تتساوى الحياة مع الموت في عمله وعقله وشـعوره ، بل إنّه لا ينظر إلى أهمّية الحياة ، ولا يضع لها قيمة دون أن تكون سبيلاً يمكّن الإنسانَ الفوزَ بمقعد محترم في الحياة التي تليها.

* * *

____________

(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٣ / ١٥٢ ..

مُنَي لها الفناء : قُدِّر لها.

الجلاء : الخروج من الأوطان.

التبست بقلب الناظر : اختلطت به محبّةً.

الكفاف : ما يمنعك من سؤال غيرك ; وهو : مقدار القوت.

البلاغ : ما يُتبلّغ به ; أي : يُقتاتُ به مدّة الحياة.

١٩١

المصادر

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ، المسمّى : تاريخ الطبري ، لأبي جعفر محمّد ابن جرير الطبري (ت ٣١٠ هـ) ، عزّ الدين للطباعة والنشر / بيروت ، ١٩٨٥ م.

٢ ـ حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني (ت ٤٣٠ هـ) دار الكتاب العربي / بيروت ، ١٩٨٠ م.

٣ ـ خصائص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، لأحمد بن شعيب النسائي (ت ٣٠٣ هـ) ، تحقيق أحمد ميرين البلوشي ، مكتبة المعلاّ / الكويت ، ١٤٠٦ هـ.

٤ ـ الزهد وصفة الزاهدين ، لأحمد بن محمّد بن زياد بن درهم (ت ٣٤٠ هـ) ، تحقيق مجدي فتحي السيّد ، دار الصحابة / طنطا ، ١٤٠٨ هـ.

٥ ـ سنن الترمذي لمحمّد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت ٢٧٩ هـ) ، دار إحياء التراث العربي / بيروت ، بدون تاريخ.

٦ ـ شرح «نهج البلاغة» ، مجموع ما اختاره الشريف الرضيّ ، أبي الحسن محمّد بن الحسين بن موسى الموسوي (ت ٤٠٦ هـ) من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، لابن أبي الحديد (ت ٦٥٦ هـ) ، بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم ، دار الجيل / بيروت ، ١٤٠٧ هـ.

٧ ـ شرح «نهج البلاغة» ، للشيخ محمّد عبده ، تحقيق محمّد محي الدين عبد الحميد ، مطبعة الاستقامة / مصر. بدون تاريخ.

٨ ـ صحيح مسلم ، لأبي الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري (ت ٢٦١ هـ) ، دار الفكر / بيروت ، ١٩٧٨ م.

٩ ـ الطبقات الكبرى ، لابن سـعد (ت ٢٣٠ هـ) ، بيروت ، بدون تاريخ.

١٩٢

١٠ ـ فضائل الصحابة ، لأحمد بن حنبل (ت ٢٤١ هـ) ، مؤسّـسة الرسالة / بيروت ، ١٩٨٣ م.

١١ ـ الفلسفة الصوفية في الإسلام ، د. عبد القادر محمود ، دار الفكر العربي / مصر ، ١٩٦٦ م.

١٢ ـ كتاب الزهد الكبير ، لأبي بكر البيهقي (ت ٤٥٨ هـ) ، تحقيق عامر أحمد حسين ، مؤسّـسة الكتب الثقافية / بيروت ، ١٩٩٦ م.

١٣ ـ لسان العرب ، لابن منظور ، أبي الفضل جمال الدين محمّد بن مكرم الإفريقي المصري ، دار صادر / بيروت ، ٢٠٠٠ م.

١٤ ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر ، للمسعودي ، علي بن الحسين (ت ٣٤٦ هـ) ، تحقيق محمّد محي الدين عبد المجيد ، دار التحرير / مصر ، ١٩٦٦ م.

١٥ ـ المصنّف في الأحاديث ، لمحمّد بن أبي شيبة الكوفي العبسي (ت ٢٣٥ هـ) ، سلسلة مطبوعات الدار السلفية / بومباي ـ الهند ، بدون تاريخ.

١٦ ـ المناقب ، لأحمد بن موسى ابن مردويه الأصفهاني (ت ٤١٠ هـ) ، دار الحديث للطباعة والنشر / قم ، ١٤٢٢ هـ.

* * *

١٩٣

فهرس مخطوطات

مكتبة المؤنين العامّة

النجف الأشرف

(١٥)

السيّد عبد العزيز الطباطبائي (قدس سره)

(٧٧١)

رسالة في الأواني وأقسامها وأحكامها

للعلاّمة الفقيه السيّد كمال الدين أبي عبد الله الحسين ابن ضياء الدين أبي تراب حسن ابن شمس الدين أبي جعفر الموسوي الحسيني العاملي الكركي ، ابن بنت المحقّق الكركي ، توفّي سنة ١٠٠١ بالطاعون.

هاجر من بلاده فقطن قزوين ، ثمّ صار شيخ الإسلام بأردبيل ، وكان بمنزلة جدّه المحقّق عند الأُمراء والسلاطين ، ذو جاه عريض ومكانة مرموقة.

ترجم له في أعيان الشيعة ٢٥ / ٢٧٠ ، وهذه الرسالة لم تذكر في الذريـعة ، ولم يذكرها مترجـموه أيضاً ، ولكنّها له جزماً ; فإنّه ذكر في الأثناء : «فإن قلت : فكيف ألحق رئيس المحقّقين جدّك المكحلة في الحكم؟! ...» ، فكتب الناسخ بأسفله : «يعني به : الشيخ علي أعلى الله مقامه ، وكان جدّ المصنّف من قبل الأُمّ».

أوّلها : «الأصل في الإناء : الحلّ ، من أي جنس اتّفق ...».

١٩٤

نسخة قيّمة ، بخطّ العلاّمة الشيخ أحمد بن الحسين الأصفهاني ، تلميذ السيّد حسين بن حيدر الكركي ، وفرغ منها في ١٣ شعبان سنة ١٠٤٧ ، عن نسخة شيخه السيّد حسين بن حيدر الكركي ، تلميذ المصنّف ، الذي كتب نسخته عن نسخة الأصل بخطّ شيخه المصنّف ..

وكتب الناسخ في الهامش ما نصّه : «قد نقلت هذه الرسالة من خطّ سيّدنا ... السيّد حسين بن حيدر ... وهو نقل من خطّ المصنّف السيّد المحقّق المدقّق ، السيّد حسين ابن المغفور المبرور السيّد حسن الموسوي الحسيني».

فالرسالة من تأليفه جزماً وإن أهملها مترجموه ، مكتوبة في نهاية كتاب من لا يحضره الفقيه قبل المشيخة ، ٣ أوراق ، رقم ٢٣٥٣.

ونسخة من لا يحضره الفقيه هذه قرأها كاتب هذه الرسالة على تلميذ المصنّف السيّد حسين بن حيدر الكركي ، فكتب له إجازة بخطّه الشريف في سنة ١٠٤٠.

(٧٧٢)

رسالة في أوقات الفرائض والنوافل اليوميّة

فارسية.

للعلاّمة المحدِّث المجلسي ، محمّد باقر بن محمّد تقي الأصفهاني ، المتوفّى سنة ١١١٠.

أوّلها : «الحمد لله الذي زيّن الليالي والأيام ...».

كتبها في ثلاث ساعات من رابع عشر ذي الحجّة الحرام سنة ١٠٩٧ ، وأرجع فيها إلى كتابه بحار الأنوار.

١٩٥

نسخة ضمن مجموعة من رسائل المؤلّف ، بخطّ محمّد حسين بن محمّد أمين ، كتبها بخطّ نسخ جيّد خشن ، وكتبها سنة ١١٢٥ ، تبدأ بالورقة ١٤ ب إلى ٢٠ أ ، وعليها تملّك حفيد المؤلّف السيّد عبد الباقي بن محمّد حسين الحسيني الخاتون آبادي ، رقم التسلسل ٦٥٤.

(٧٧٣)

رسالة في البداء

فارسية.

للعلاّمة المحدِّث المجلسي ، محمّد باقر بن محمّد تقي الأصفهاني ، المتوفّى سنة ١١١٠.

نسخة ضمن مجموعة من رسائل المجلسي الفارسية ، كتبها محمّد حسين بن حاج محمّد أمين ، وفرغ من بعضها سنة ١١٢٥ ، تبدأ بالورقة ٨ ب إلى ١٤ ب ، وعليها تملّك حفيد المؤلّف السيّد عبد الباقي بن محمّد حسين الحسيني الخاتون آبادي ، رقم التسلسل ٦٥٤.

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، ضمن المجموعة رقم ٢٣١.

(٧٧٤)

رسالة في البداء

أوّلها : «لمّا أمرني مَن لم أقدر على مخالفته أن أُبيّن مسألة البداء مع الأحاديث الواردة فيه ، وبيان ما هو الحقّ في هذه المسألة ، فأجبت مسؤوله ...».

نسخة ضمن مجموعة كتبت في القرن الثالث عشر بخطّ نسخ ، رقم

١٩٦

المجموعة ١١٣٢.

(٧٧٥)

رسالة في البديع

فارسية.

تأليف : شمس الدين الفقير.

وهو الذي فرغ من رسالته في العروض والقوافي [ستأتي برقم ٨٣٥] سنة ١١٦٢. والظاهر أنّ المؤلّف هندي ، ولعلّ تخلّصه «فقير».

أوّلها : «سبحان الله! من ناقص را كه عمر بى مثال بصيغه (بصفه) هيچمدانى صرف ملازمت جهل نموده ام مصدر حمد وثناى شكلى بايد شد كه اهل كمال ... وبر اهل بيت او كه منطق دين ومنطق مبين از اين كليات خمس تمام است ...».

رتّبها على مقدّمة وفصلين وخاتمة : المقدّمة : في تعريف الفصاحة والبلاغة ، الفصل الأوّل : في المحسّنات المعنوية ، الفصل الثاني : في المحسّنات اللفظية ، والخاتمة : في السرقات.

نسخة بخطّ هيچ مدان محمّد حيدر علي بن داروغه دلاور علي خان صاحب الغوري المرشد آبادي ، فرغ منها في ٨ جمادى الآخرة سنة ١٢٧٢ ، كتبها حسب أمر مير شجاعت علي صاحب ابن السيّد ذو الفقار علي ، من الورقة ٢٧ ب إلى الورقة ٤٣ ب ، في المجموعة رقم ١٨٥٢.

(٧٧٦)

رسالة في بيان أحكام أهل الآخرة

للسيّد الشريف الأجلّ ، علم الهدى ، ذي المجدين ، أبي القاسم علي

١٩٧

ابن الحسين بن موسى الموسوي ، المتوفّى سنة ٤٣٦.

نسخة ضمن مجموعة من رسائله ، مصحّحة مقابلة ، عليها بلاغات وتصحيحات ، وبآخرها : «بلغ قبالا من نسخة عليها الاعتماد ، وبها الاعتداد سنة ١٠٩٦» ، وعليها خطّ العلاّمة المجلسي بالتملّك ، وخطّ تلميذه العلاّمة المولى عبد الله بن هادي الهرندي ، وهذه الرسالة أُولى الرسائل في هذه المجموعة ، تبدأ بص ٦ وتنتهي ص ١٦ ، تسلسل ٥٧١.

(٧٧٧)

رسالة في بيان المنازل والمراحل

فارسية ، عرفانية.

تأليف : محمّد بن أحمد الجرجاني.

أوّلها : «حمد وسپاس بى قياس وجودى را كه عالم را از كتم عدم بصحراى وجود آورد وانواع صنايع واصناف بدايع را درود بيعت نهاد ... وبر اولاد طيبين وطاهرين او كه ...».

رتّبها على مراتب ، تسع عشرة مرتبة بعدد حروف : «بسم الله الرحمن الرحيم».

نسخة تاريخها سنة ٩٧٦ ، بأوّل مجموعة عرفانية ، بخطّ فارسي جميل ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، رقم ٦٠٨.

(٧٧٨)

رسالة في البيع محاباةً

للمحقّق القمّي ، ميرزا أبو القاسم بن حسن الجيلاني القمّي ، المتوفّى سنة ١٢٣١.

١٩٨

أوّلها : «الحمد لله ، والصلاة والسلام لأهلهما. مسألة : هل تجوز المعاملة المحاباتية بشرط القرض وبالعكس أم لا؟! ...».

وآخرها : «فلنختم الرسالة بحمد الله ، والصلاة على خاتم الرسالة ... قد فرغ مؤلّفه الفقير ... في يوم الأحد وعشرين من شهر ذي القعدة الحرام سنة ١٢٠٧» ، وهي مدرجة في جامع الشتات.

نسخة في ضمن جامع الشتات ، رقم ٢١٣.

(٧٧٩)

رسالة في التجويد

لبعض المتأخّرين.

أوّلها : «اعلم ـ أيّدك الله تعالى وإيّانا ـ أنّ الاستعاذة قبل الشروع ...».

نسخة بخطّ نسخ خشن ، في ٢٨ ورقة ، رقم ١٨٣٧.

(٧٨٠)

رسالة في التجويد

فارسية.

في اثني عشر باباً ، أوّل الأبواب : في الاستعاذة ، وآخرها : في اختلاف رواة القراءات.

أوّلها : «الحمد لله ربّ العالمين ، والعاقبة للمتّقين ، والصلاة على نبيّنا محمّد وآله أجميعن. باب أوّل ...».

نسخة منضمّة إلى تحفه شاهى في التجويد ، وبعد هذه الرسالة أيضاً «رسالة في التجويد» ، لعماد الدين المولى علي القارئ الأسترآبادي ، وفي

١٩٩

ظهر الورقة الأُولى خطّ شيخنا العلاّمة الرازي ـ دام ظلّه ـ بتشخيص الكتابين الأوّل والثالث ، ولم يشخّص هذه الرسالة.

كتبها أحد الخطّاطين في القرن الثاني عشر ، بخطّ نسخ جيّد ، على ورق ترمة.

والرسالة في ١٥ ورقة ، مقاسها ٣ / ١٧ × ٢٤ ، تبدأ من ص ٢٤٨ من هذه المجموعة وتنتهي بص ٢٧٨ ، تسلسل ٦٩٦.

(٧٨١)

رسالة في التجويد

فارسية ، مختصرة.

للسيّد محمّد بن مهدي الحسيني الحافظ.

نسخة منها ملحقة بكتاب نخبة الأُصول ، للشيخ محمّد بن علي المقابي البحراني ، الذي هو بخطّ علي أكبر الشيرازي ، وفرغ منه في النجف الأشرف سنة ١٢٩٤ ; فهذه الرسالة أيضاً إمّا بخطّه ، كما هو الظاهر ، أو بخطّ مؤلّفها ..

وهي في عشرة أوراق ، تسلسل ٨٢٧.

(٧٨٢)

رسالة في التجويد

أوّلها : «بدانكه معايب در قراءت بيست است كه در اين مواضع البته اجتناب بايد كرد ...».

نسخة بآخر مجموعة في علم التجويد ، أوّلها حرز الأماني ،

٢٠٠