أسرار الآيات

صدر الدين محمّد بن إبراهيم الشيرازي [ ملا صدرا ]

أسرار الآيات

المؤلف:

صدر الدين محمّد بن إبراهيم الشيرازي [ ملا صدرا ]


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: انتشارات انجمن اسلامى حكمت و فلسفه ايران
المطبعة: چاپخانه وزارت و فرهنگ و آموزش عالى
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٤٦

أن جميع هذه المشاعر الثمانية يصلح لأن يصير أبواب الجنان في حق من صرفها فيما خلق الله لأجله ، (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى) ، والسبعة منها أبواب الجحيم في حق من صرفها في الدنيا ولذاتها ، لذات عالم الزور وآلات القبور (فَأَمَّا مَنْ طَغى وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى).

فإن قلت : باب الدار يشبه الدار ، والجنة والنار داران متخالفتان في نحو الوجود وتجوهر الحقيقة ، فكيف يصح أن يكون المشاعر الإنسانية تصلح لأن يكون أبواب الجنة وأبواب الجحيم جميعا.

قلنا السمع والبصر وغيرهما التي لأهل السعادة تخالف بالنوع عندنا لما بإزائها من التي لأهل الشقاوة ، وإن وقع الاشتراك بينهما في أصل الحاسية والشعور ، فإن مدارك أهل الجنة ومرائيهم منورة بنور المعرفة والتقوى ، ومرائي هؤلاء المخذولين مغشاة بغشاوة الطبع ، مظلمة بظلمات النفس والهوى ، وبالجملة السمع والبصر والفؤاد التي لأولئك الأصحاب قد وقع لها التبديل الأخروي والتحويل الإلهي الذي به يستأهل لأن يكون من أبواب الجنة التي هي دار الحسنات ومنزل الخيرات ، وأما السمع والبصر والفؤاد التي لأصحاب النار فقد وقع لها التبديل أيضا ولكن صار أنجس وأظلم مما كانت فصلحت وناسبت لأن يكون مداخل وأبوابا لدار الظلمات ومعدن البوار والشرور والآفات ، قال الله تعالى : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) ، فما أشد حال المكبين على وجوههم في استعمال الحواس وصرف القوى ، وما أبعد عن حال من يمشي سويا على سبيل الله الذي أفاده سمعا وبصرا وفؤادا استعملها في المعرفة والعبودية شاكرا لله ، فأين هؤلاء ومداركهم من هؤلاء ومداركهم فافهم إن شاء الله.

٢٢١

المشهد العاشر

في الإشارة إلى الزبانية وعددها

قال تعالى : (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) ، ... (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ).

واعلم أن مدبرات الأمور في برازخ عالم الظلمات وأشباح عالم الطبيعة التي ظاهرها الدنيا وباطنها طبقات الجحيم هي المشار إليه بقوله : (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) بعد قوله : (فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) ، لأن وجود كل منها تحت وجود جوهر قدسي مفارق الذات سابق الوجود على النفسانيات والطبيعيات المدبرات كروحانيات العالم الكبير الجسماني والعالم الصغير الإنساني ، فهي في العالم الكبير العلوي أرواح الكواكب السيارة والبروج الاثني عشرية والمجموع تسعة عشر مدبرا ، وكذا في العالم الصغير البشري هي رءوس القوى المباشرة للتدبير والتصرف في البرازخ السفلية تسعة عشر قوى ، سبعة منها مبادي الأفعال النباتية وأسبابها وقواها ، ثلاثة منها الأصول في فعل التغذية والتنمية والتوليد ، وأربعة منها الفروع والخوادم ، واثنا عشر منها مبادي الإدراكات ، خمسة ظاهرة وخمسة باطنة واثنان مبدءان قريبان للتحريك ، أحدهما الشهوة مبدأ الجذب الملائم ، والثاني الغضب مبدأ الدفع

٢٢٢

المنافر ، فإن لكل من هذه التسعة عشر مدخلا في إنارة نار الجحيم التي منشؤها ثوران حرارة جهنم الطبيعة وشهواتها التي هي نيرانات كامنة اليوم عن نظر الخلائق ، وستبرز يوم القيامة بحيث يراها الناس محرقة للجلود مذيبة للأبدان ، قطاعة (نَزَّاعَةً لِلشَّوى تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى) ، (وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً)» ، والإنسان ما دام كونه محبوسا في الدنيا بهذه المحابس الداخلية والخارجية التي باطنها مملوءا بنار الجحيم ، مسجونا بسجن الطبيعة مقبوضا أسيرا في أيدي المدبرات العلوية التسعة عشر ، والمؤثرات السفلية التسعة عشر ، لا يمكنه الصعود إلى عالم الجنان ودار الحيوان ومنبع الروح والريحان ، فهو لا يزال معذب بعذاب الجحيم محترق بنار الحميم مقيد بالسلاسل والأغلال كالأسارى والعبيد ، وحاله كما أفصح الله عنه بقوله : (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ) ، لعدم استكمال نفسه بالعلم والعمل ، ليصير كالأحرار خلاصا عن الأسر والقيد ، ولذا وقع التعليل بترك العلم والعمل في قوله : (إِنَّهُ) أي لأنه (كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) ، فالأول إشارة إلى ترك العلم ، والثاني إلى ترك العمل الصالح ، فإذا انتقل من هذا العالم إلى عالم الآخرة التي هي في داخل حجب السماوات والأرض كما مر ينتقل من السجن إلى السجين ، وكان هاهنا أيضا مسجونا محاطا بالجحيم ، ولكن لا يحس بألم السجن وعذاب الحبس ، (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ) ، فإذا كشف عنه الغطاء أحس بذلك وانتقل العذاب من باطنه في الدنيا إلى ظاهره في الآخرة ، فيؤديه المالك إلى أيدي هذه الزبانية التسعة عشر التي هي من نتائج تلك المدبرات الكلية ، فيتعذب في الآخرة بها ، كما كان يتعذب بها في الدنيا من حيث لا يشعر ، ومن كان على هدى من ربه مستويا على صراط مستقيم صراط الله (الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) ، فيسلك سبيل الله بنور الهداية بقدمي العلم والعمل يصل إلى دار السلام ويسلم من هذه المعذبات والمهلكات ، ويتخلص عن رق الدنيا وأسر الشهوات ، (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ).

٢٢٣

المشهد الحادي عشر

في الإشارة إلى درجات الجنان ودركات النيران

قال بعض المحققين : الخلق اتصف أولا بالوجود ، ثم بالعلم ، ثم بالقدرة ، ثم بالإرادة ، ثم بالفعل ، وحيث يكون المعاد عودا إلى الفطرة الأصلية ورجوعا إلى البداية في النهاية ، فلا بد أن ينتفي منه هذه الصفات على التدريج والترتيب المعاكس للترتيب الأول الحدوثي ، فالسالك إلى الله تعالى بقدم الإيمان ونور العرفان لا بد ان ينتفي منه أولا الفعل ، وهو مرتبة التقوى والزهد في الدنيا ، ثم لا بد أن ينتفي منه الاختيار ، ولم يبق فيه إرادة واختيار ، بل يستهلك إرادته في إرادة الله ، (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) ، لأن جميع الأشياء صادرة عنه تعالى على أبلغ وجه وأحكم نظام ، فإذا تقرر له هذا المقام واستقام فيه ، رضي بالقضاء وحصل له مقام الرضا واستراح له من كل هم وغم ، لأنه رأى الأشياء كلها في غاية الجودة والحسن والنظام والتمام ، ورأى رحمة الله (وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) بل رأى في كل شيء وجه الحق الباقي ، ورأى الحسن المطلق والجمال المطلق متجليا عليه وعلى كل شيء فيكون مبتهجا به ملتذا راضيا ، فإن من رأى صورة جملة العالم مكشوفة لديه ، حاضرة عنده حضورا علميا على أحسن ترتيب وخير نظام وأجود نسق وتمام ، من جهة العلم بأسبابه ومباديه الآخذة من عند الله ، وعند ذلك قد تبدلت عليه صور الأشياء عما كانت هي عليه عنده أولا ، فصارت الأرض غير الأرض والسماوات غير السماوات ، وهكذا كل شيء

٢٢٤

حتى نفس ذلك السالك ، فإنه قد تبدل وجوده الظلماني بوجود نوراني مطهرا مذهوبا عنه رجس الجاهلية ، فيكون في جنة (عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) ، وبهذا الوجه يسمى خازن الجنة الرضوان ، لأن الإنسان ما لم يبلغ إلى هذا المقام من الرضا لا يدخل الجنة ولا يصل إلى دار الكرامة والقرب ، كما ورد في الحديث الإلهي من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي فليعبد ربا سوائي وليخرج من أرضي وسمائي ، وقال تعالى : (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ) ، ثم بعد هذا المقام لا بد أن ينتفي عن السالك القدرة ، حتى لا يرى لنفسه حولا ولا قوة وقدرة مغايرة لقدرة الحق وقوته التي لا يخرج منها شيء من المقدورات ، فيكون في مقام التوكل (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ) ، وهو مقام التفويض (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ) ، ثم بعد ذلك لا بد أن ينتفي منه صفة العلم لاضمحلال علمه في علم الله الذي (لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) ، كما في قوله حكاية عن الملائكة الذين انخرطت علومهم في علم الله : (لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا) ، وهو مقام التسليم كما قال : (وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ، وقوله : (فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) ، وقوله : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) ، ثم بعد ذلك لا بد أن ينتفي وجوده الذي به يوجد الآن في وجود الحق الذي به يوجد كل شيء ويقوم ، وبنوره يظهر كل ظل وفيء ويدوم ، حتى لا يكون له في نفسه عند نفسه وجود ، وهذا مقام أهل الوحدة ، وهو أجل المقامات وأفضلها أعني الفناء في التوحيد ، «اولئك الذين (أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ) ، قوله : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) ... (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) فهذه نهاية درجة السالكين إلى الله «وليس وراء عبادان قرية».

وأما من لم يسلك سبيل أهل الوحدة والعرفان ، وكانت أفعاله على حسب إرادته ومقتضى طبعه كان كما أشير إليه بقوله تعالى : (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَ) ، فيصير لا محالة ممنوعا عما استدعاه هواه ، محجوبا عن مقتضى طبعه ومشتهاه ، كما قال : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ) ، فوقع في سخط الله ونار غضبه ، (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ كَمَنْ

٢٢٥

باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ) ، وأوصله الهواء إلى الهاوية محروما عن جميع ما يهواه قلبه وهواه ، ويقيد ويغل بالسلاسل والأغلال كما هو صفة المماليك والعبيد ولهذا الوجه يسمى خازن النار والهاوية بالمالك ، فيكون له بإزاء كل درجة من درجات أهل الجنة دركة في الجحيم ، فله بإزاء درجة التوكل دركة الخذلان كما في قوله : (وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ) ، وبإزاء درجة التسليم دركة الهوان قوله : (وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) ، وفي مقابلة درجة القرب والوحدة دركة الطرد واللعنة (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) ، وكما أن انتفاء القدرة والعلم والوجود في الطائفة الأولى أوجب لهم القدرة الغير المتناهية والعلم الذاتي اللدني والوجود المخلد الأبدي ، فكذلك في هذه الطائفة اقتضى استبدادهم بهذه الصفات عجزا غير متناه وجهلا كليا وهلاكا سرمديا ، وذلك هو الخزي العظيم.

ومما ورد في هذا الباب من أحاديث رواها ثقات أصحابنا رضوان الله عليهم ما رواه شيخ المحدثين محمد بن علي بن بابويه في كتابه المسمى بمعاني الأخبار.

٢٢٦

المشهد الثاني عشر

في سر شجرة الطوبى وشجرة الزقوم

قال سبحانه : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) ، وقال (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ) أي طعام الآثمين ، إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم يعني طبيعة الدنيوية ، طلعها كأنه رءوس الشياطين والطلع عبارة عن مبدإ وجود البذر الموجب لحصول الأثمار وبروزها عن الأكمام ، والأثمار هي الأغذية ، كأنه أي كل طلع منها رأس شيطان من الشياطين وهي الأهوية المردية المغوية والأماني الباطلة التي تتغذى بها وتتقوى نفوس أهل الضلال ، ويمتلي بها طبائعهم وبواطنهم من الشهوات الدنيوية الموجبة لنار الجحيم والعذاب الأليم ، قال تعالى : (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ) ، أي يملئون بطونهم أي نفوسهم من الشهوات ومواد الأمراض النفسانية الباعثة لفنون من العذاب وأنواع من المحن والآلام في الآخرة ، كمن أدى به نهمته إلى الحمى والصداع وغيرها من الأوجاع والأمراض.

واعلم أن النفس الإنسانية إذا كملت في العلم والعمل صارت كشجرة طيبة فيها ثمرات العلوم الحقيقية وفواكه المعارف اليقينية ، وكانت أصولها علوم ثابتة ، وفرعها نتائج هي حقائق عالم الملكوت ومعارف عالم اللاهوت ، هذا من حيث قوة العلم والإدراك ، وأما من حيث قوة العمل والتأثير ، فكون الإنسان بحيث كلما تريده نفسه وتشتهيه فيحضر عنده بقوته الباطنية القوية على إحضار الصور المطلوبة دفعة من غير مهلة ، لما مرت الإشارة إليه سابقا

٢٢٧

أن باطن الإنسان في الدنيا هو ظاهره في الآخرة وظاهره في الآخرة باطنه في الدنيا ، والإنسان يتصور ويخترع هاهنا بقوته الخيالية مشتهيات كثيرة ، يحضر صورها في عالم التمثل الذهني ، إلا أن تلك الصور ليست بمحسوسة ولا حاضرة عند حسه في العين ، بل عند خياله في الذهن ، ولأجل ذلك لا يعظم لذته منها ، بل لا يلتذ منها أصلا للشواغل الحسية ، وأما إذا كان يوم القيامة ، وكان الباطن مكشوفا ظاهرا والعلم عينا والغيب شهادة والذهن خارجا ، كانت اللذة على حسب الظهور والوجود ، لأنها نزلت تلك الصور بمنزلة الصورة الموجودة في العين ، ولن تفارق الآخرة الدنيا في هذا المعنى ، إلا من حيث كمال القوة والقدرة للنفس الإنسانية على تصوير الصور عند القوة الحاسة ، كما تشتهيه ، وكلما تشتهيه الإنسان السعيد حضر عنده دفعة ، وتكون شهوته سبب تخيله وتخيله سبب تمثل الصورة بين يديه وحضورها لديه كما قال تعالى : (فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ) ، وقوله : (وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ) ، وهذه القدرة أوسع وأكمل من القدرة على إيجاد الشيء في الدنيا أي في خارج الحس ، فإن الموجود في الدنيا لا يوجد في مكانين ولا في مكان واحد يوجد اثنان للتزاحم والتضايق الواقعين في هذا العالم ، وأيضا النفس إذا اشتغلت بمحسوس خارجي احتجبت به عن الآخر ، فشغلها محسوس عن محسوس وحجبتها لذة عن لذة أخرى ، والملذ أيضا ليس بقوي في إلذاذه لانغماره في المادة وامتزاجه بغيره ، وكذا في الآلم والمولم وهاهنا كله بخلاف ما في الدار الأخرى ، فإن الصور المحسوسة هناك ، يتضاعف عند الإنسان بلا مزاحمة ولا تضايق ، ولا يستحيل هناك وجود محسوسات غير متناهية دفعة ، إذ لا يجري فيه براهين امتناع الأمور الغير المتناهية مجتمعة ، وأيضا لا يشغل النفس بعض تلك المحسوسات عن بعض ، ولكونها صورا بلا مادة تكون اللذة بها مفطرة لخلوصها عن الشوائب والمكدرات.

فإذا تقرر هذا فثبت أن مثال شجرة طوبى مثال للنفس السعيدة

٢٢٨

الكريمة علما وعملا.

وقد روي عن طريق أصحابنا رضوان الله عليهم أن طوبى شجرة أصلها في دار علي بن أبي طالب عليه‌السلام وليس مؤمن إلا وفي داره غصن من أغصانها ، وذلك قوله تعالى : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) فتأويل ذلك من جهة العلم أن المعارف الإلهية سيما ما يتعلق بأحوال الآخرة وما لا يستقل بإدراكه العقول على طريقة الفكر البحثي إنما يحتاج فيها إلى اقتباس النور عن مشكاة نبوة خاتم الأنبياء صلى‌الله‌عليه‌وآله بواسطة أول أوصيائه وأشرف أولياء أمته ، فإن أنوار العلوم الإلهية إنما انتشرت في نفوس المستعدين من بدر ولايته ونجم هدايته ، كما أفصح قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، وذاته المقدسة بالقياس إلى سائر الأولياء والعلماء بالولادة المعنوية كذات آدم أبي البشر في الولادة الصورية ، ولهذا ورد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة.

قال العارف المحقق في الفتوحات المكية : إن شجرة طوبى لجميع شجرات الجنان كآدم لما ظهر منه من البنين ، فإن الله لما غرسها بيده وسواها ونفخ فيها من روحه ، ولما تولى الحق غرس شجرة طوبى بيده ونفخ فيها من روحه زينها بثمرة الحلي والحلل اللذين هما زينة للابسها ، فنحن أرضها فإن الله جعل ما على الأرض زينة لها وأعطت في ثمرة الجنة كله من حقيقتها عين ما هي عليه ، كما أعطت النواة النخلة وما يحمله مع النوى التي في ثمرها انتهى كلامه.

وقد ظهر منه أن شجرة طوبى يراد بها أصول المعارف والأخلاق ليكون الزينة للنفوس القابلة ، كما أن ما على الأرض زينة لها ، وذلك لأن أرض تلك الشجرة إذا كانت نفوسنا فحللها لا بد أن تكون من قبيل زينة العلوم والمعارف ومحاسن الأخلاق والملكات.

٢٢٩

قاعدة

في كيفية تجدد الأحوال والآثار على أصحاب الجنة وأصحاب النار

أما أهل النار فلا شبهة في تجدد أحوالهم وتبدل جلودهم واستحالة أبدانهم ، وتقلبها من صورة إلى صورة لقوله تعالى : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) ، ولا شبهة في أن تبدل الأبدان واستحالة المواد لا بد فيه من حركة دورية صادرة عن أجسام سماوية محيطة بأجسام ذوات جهات متباينة كائنة فاسدة ، فيكون الحكم في أهل النار بحسب ما يعطيه الأمر الإلهي بما أودعه من القوة المحركة الجابرة للفلك الأقصى على حركاته ، والكواكب الثابتة في سباحة الدراري السبعة المطموسة الأنوار ، فهي كواكب لكنها ليست بثواقب ولا مضيئة ولها تأثيرات في حق أهل النار بفنون من العذاب وصنوف من العقاب بحسب ما يقتضيه سوابق أعمالهم ومبادي أفعالهم واعتقاداتهم ونياتهم ، ولهذا قال بعض العرفاء إن حكم النار وأهلها يقرب من حكم الدنيا وأهلها ، وليس للذين هم من أهلها الخالدين فيها بعد استيفاء العذاب وانقضاء مدة العقاب نعيم خالص ولا عذاب خالص ، كما قال : (لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى) ، والسبب في ذلك أنه بقي فيهم ما أودع الله فيهم من آثار حركات الأفلاك ، ولم يقع لهم توفيق الخروج من حكم الطبيعة وتأثيرها ، فلا جرم لم ينجوا من عذاب النار وإن تغير منهم على قدر ما تغير من صور الأفلاك والكواكب من التبديل والطمس والانكدار والانتثار ، ولا تغير لها بحسب الذات إلا ما شاء الله كما قال : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ، إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ).

وأما أصحاب الجنة فليس لهم هذا التبدل والاستحالة والكون والفساد ، لارتفاع نشأتهم عن نشأة الطبيعة وحكمها ، فحركاتهم وأفاعليهم نوع آخر ، ما فيها نصب ولا تعب وأعمالهم ما فيها لغوب لأن السماوات و

٢٣٠

حركاتها مطوية في حقهم ، لأنهم من أصحاب اليمين ، ولهم مقام فيه يطوي الزمان والمكان ، فزمانهم زمان يجمع فيه الماضي والمستقبل من هذا الزمان ، ومكانهم مكان يحضر فيه جميع ما يسعه السماوات والأرض ، ومع ذلك تكون الجنة ونعيمها من المحسوسات بلا شبهة ، إلا أنها ليست طبيعية مادية ، بل محسوسة ، ووجودها وجود إدراكي حيواني مجرد عن عالم الطبيعة والهيولى المستحيلة الكائنة الفاسدة ، كما أن ما يراه الإنسان في عالم نومه محسوسات بلا شبهة إلا أنها غير طبيعية ، والنوم جزء من أجزاء النبوة ونشأته مثال نشأة الآخرة.

قال العارف المحقق في الفتوحات المكية في الباب السابع والأربعين منها ، فلا يزال الآخرة دائمة التكوين ، فإنهم يقولون في الجنان للشيء الذي يريدونه كن فيكون ، فلا يتمنون أمرا ولا يخطر لهم خاطر في تكوين أمر إلا ويتكون بين أيديهم ، وكذلك أهل النار لا يخطر لهم خاطر خوفا من عذاب أكبر مما هم فيه إلا ويكون فيهم ذلك العذاب ، وهو حضور الخاطر ، فان الدار الآخرة يقتضي تكوين الأشياء حسا بمجرد حصول الخاطر والهم والإرادة والشهوة ، كل ذلك محسوس وليس ذلك في الدنيا أعني الفعل بمجرد الهمة لكل أحد انتهى كلامه.

ومن عرف كيفية قدرة الله في وجود الخيال ، وما تجده النفس من صور الأجرام والأبعاد العظيمة وصفاتها وأحوالها في طرفة عين ، هان عليه التصديق بتجسد الأرواح وتصور النيات وحضور المشتهيات دفعة بمجرد الهمة والقصد والشهوة ، لا من جهة مادة جسمانية ، ومن هذا القبيل تمثل الأشخاص الملكية عند الأنبياء والأولياء عليهم‌السلام ونزولهم بالوحي والكرامات في صور الأجسام المحسوسة ، لظهور سلطان الآخرة على قلوبهم وقوة باطنهم ، وقد يقع الاشتباه لبعض المكاشفين فيما يراه من الصور المتمثلة الحاضرة عنده هل رآه بعين الحس أو بعين الخيال ، والحق أنها صور محققة الوجود وهي أقوى تحصلا من الصور الطبيعية ، إلا أن شرط تحققها على الوجه الأتم غلبة القوة الفاعلة النفسانية أعني المصورة وحفظها

٢٣١

إياها بالهمة الشديدة ، فإن هذه الصور كما توجد بمشاركة المادة واستعدادها وجهات القابلية ، كذلك توجد من الفاعل بمجرد جهات الفاعلية من غير مشاركة المادة ، وهكذا الصور التي أوجدها الله لأهل الجنة وأعطاهم الاقتدار على إنشائها وحفظها بقوة العزيز الحميد ، ولا يؤدهم حفظهم إياها ، لأن ذلك الإنشاء والحفظ ليس من جهة قوة مادية أو آلة طبيعية يكلها تكرر الأفعال ، ولا بوسيطة حركة توجب التعب والانفعال والتغير ، بل بمجرد القصد والهمة والشهوة ، كما أن الحال في تخيلات الإنسان وإحضار الصور المتمثلة في الخيال على هذا المنوال ، حيث لا يوجب بقوته الإدراكية كلالا وتعبا ولا فيها نصب ولا لغوب ، ومن هاهنا يعلم أن القوة الخيالية منا ليست من القوى الطبيعية بل النفسانية ، ولا من الأمور الدنيوية بل من الأمور الأخروية التي ستبرز عند القيامة فهي مفارقة الجوهر عن هذا العالم ، نعم لها تعلق تصرف وتحريك بهذه الطبيعة المنطبعة في هذا الجسم المستحيل ، وهذه الطبيعة أيضا متصلة بها وواسطة لتعلقها بهذا البدن المتبدل الكائن الفاسد في كل آن كما مر ذكره مرارا فما دامت الطبيعة البدنية موجودة طرية قوية ، فتلك القوة النفسانية ضعيفة القوام والتأثير في تصويراتها المثالية وإنشائها النشأة الثانية ، وإذا دثرت الطبيعة وبادت المادة أو ضعفت ووهنت ، قويت قوة الباطن وأصبحت القوة النفسانية مخترعة للصور الخيالية على الوجه الأقوى ، فصار الحس والخيال واحدا حينئذ ، والمتخيل بعينه محسوسا والمحجوب مكشوفا والمعلوم حاضرا ، كقوله : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ).

تمت

٢٣٢

فهرس الاات القرآنة

الاية

الصفحة

الاية

الصفحة

الفاتحة

٨٧

١٥٤

١

٧٦

٩٩

١٧٦

البقرة

١١٦

٨٠

٢

١٥ ، ١٩

١١٧

٢٣ ، ٧٦

٣

١٥ ، ١٧٠

١١٨

٥٥

٦

٣٠ ، ١٤٤

١٢٩

١٥٥

٧

٣٠ ، ١٤٤ ، ١٧٨

١٣٧

٢٣

٨

٣٠

١٤٨

٥١

٩

٣٠

١٥٤

١٤٦

١٠

١٥ ، ٣٠

١٥٦

١٠٣

٢٢

٦١ ، ١١٧ ، ١٢٥

١٥٩

٢٢١

٢٤

١١٤

١٦٣

٣٤

٢٦

٢ ، ١٥

١٦٧

١١٤

٢٨

١٣٥ ، ١٨٤

١٧١

١٧٦

٢٩

١٢٥

١٧٤

١١٤

٣٠

١٠٩ ، ١٢٨

١٧٧

٣

٣١

١٢٩

١٨٢

١٢

٣٢

٢٢٥

١٨٥

١٧

٣٣

٤٠ ، ٤٢

٢٠٠

١١٦

٣٥

١٦٧

٢١٢

١١٦

٣٨

١٦٧

٢٢٥

٢٠٤

٦٥

١٥١

٢٤٧

٥٠

٢٥٥

٣٩ ، ٤٤ ، ١١٩

٢٣٣

الاية

الصفحة

الاية

الصفحة

البقرة

١٠٠

١٦١

٢٥٧

٢٨ ، ٥٢ ، ١٠٧

١١٣

١٧ ، ١٩ ، ١٠٥

٢٥٨

٢٠٩

١٣٦

٢ ، ١١ ، ٢٧

٢٦٩

٢ ، ١٤ ، ١٣٨ ، ٢٦٩

١٥٥

١٧٧ ، ٩

٢٨٤

٣٩

١٦٢

١٢

٢٨٥

٢ ، ٣ ، ٢٧

١٦٣

١٠

آل عمران

١٧١

٧٥ ، ١٠٥

٣

١٨ ـ ١٩

١٧٤

١٩ ، ١١٠ ، ١٧٥

٤

١٧

المائدة

٦

٥١ ، ١٤٠

٦

٨٧

١٤

١٧٦

١٣

٩

١٨

٢٦

١٥

١٣ ، ١٧ ، ٢٠

٣٠

٢٣ ، ٢٠٤

١٦

١٣ ، ١٧٦

٣٤

١٥٤

١٨

٨٧

٥٩

١٢٨

٢٠

١٣٣

٨٣

٨٢

٣٠

١٣٢

١٢٤

٧٦

٤٣

١٧

١٢٥

٧٦

٤٨

١٣٩

١٣٣

١١٤

٥٤

١٦١

١٦٠ ـ ١٦٢

٢٢٦

٦٠

١٥١

١٦٩

١٤٦

٦٤

٥٩ ، ٧٨

١٧٤

٢١٥

٧٣

٣٥

١٧٩

١٤٤

٨٣

٥٥

١٨٠

١٨٥ ، ١٩٩

١٢٠

٤٩

١٨٥

٩٣

الانعام

١٩٢

٣

١

١١٢

١٩٢

٤

٢

١٢٨

النساء

٩

١٥٥

٢٨

١٥٧ ، ١٦١

١٨

١٦١ ، ٢٣

٤١

١١٠ ، ٢٠٧

٢٥

٣٠ ، ١٧٦

٥٦

٢٣٠

٣٨

١٣٧ ، ١٥١

٦٩

٢٢٥

٥٠

١٧٣

٢٣٤

الاية

الصفحة

الاية

الصفحة

الانعام

١٤٥

١٩

٥٢

٢١٥

١٥٦

٥٠ ، ٢١٥

٥٧

١٧٢

١٦٠

١١١

٥٩

٤٦ ، ٤٩ ، ٥٩ ، ٦٠ ، ٧٨ ، ٢١١

١٧٢

١٦٦

٦١

٢٠١

١٧٦

١٤٤ ، ١٩٩

٧٠

١١٦

١٧٩

٣٠ ، ٥٥ ، ١٤٤

٧٥

٧٨

١٨٠

٤٠

٧٦

٢٠٩

١٨٥

١٠٥

٨٣

٢٠٩

١٨٧

٩٦ ، ١٦٩

٨٨

١١

١٨٨

١٧٣

٩٠

١١

١٩٨

٦٥

٩١

٢٠ ، ٢١٠

٢٠٦

٩٣

١٥٣

الانفال

١٠٤

١٧٦

١٧

٣٩ ، ٥١ ، ١١١

١١٢

١٣٧

٢١

٣١ ، ٥٦

١٥٥

٧٥

٢٢

٥٦

١١٦

١٧٧

٢٣

٣١ ، ٥٥ ، ٥٦

١٢٢

١٤ ، ١٣٠ ، ١٥٨

٣٧

٩

١٢٨

١٥١

التوبه (البرائة)

الاعراف

٦

٥٣

٨

٢٠٠ ، ٢٠٧

١٤

٣٩ ، ٥١

٢٩

١٦٦ ، ١٧٣

١٩

٣

٣٤

٩٦

٣٠

٥٩

٣٨

١٧٧

٣٢

٩١

٤٠

١٥١ ، ٢١٨

٤٠

٧٥

٤١

١٥١

٤٦

١٥٣

٤٣

٨٦

٤٨

١٥٣

٤٩

١٧٠

٤٩

١١٤

٥٤

٧٥ ، ٧٩ ، ١٠٤

٦٧

٥

٥٧

١٢٣

٧٢

٨ ، ٢٢٥

٥٨

١٤٠

١٢٩

١٣٣

٢٣٥

الاية

الصفحة

الاية

الصفحة

التوبة (البرائة)

٢١٩

٤٦

٢٠٥ ، ٢٠٨

٨٧

٧٧ ، ٢١٦

٦١

١٢٨

١٠٢

١٠٦

٢٣٠

ونس

١٢٥ ، ١٥٥

١٠٨

٧٤

٥

١٦

يوسف

٦

٥ ، ١١٦

١

١٦

٧ و ٨

١٤٣

٦

٥٣

١٩

٩٦

١٠٣

١١

٢٣

١١٢

١٠٥

٣ ، ١٧٦

٢٤

٩٦

١٠٦

١١

٣٠

٣٠

١٠٨

١ ، ٥٣

٣٣

٩٦

الرعد

٣٤

١٧٧

١

١٥

٣٦

١٣

٤

٨٠

٣٧

٣١

٧

١٧٣

٣٩

٣١

١١

٧٦ ، ١٦١

٤٣

١٧٠

١٢

١٢١

٤٨

٤٦

١٣

٧٦ ، ١٦١

٦١

٢٨ ، ٥٩

١٦

٣٥

٦٤

١١٢

١٧

١٢٣

٩٢

٣

١٩

١٥ ، ٥٦ ، ١٧٧

١٠١

٢٣

٢١٨

هود

٢٩

٢٢٧ ، ٢٢٩

١

١٣

٣٣

٢٣

٦

٦١

٣٩

١٦ ، ٤٨ ، ١١٧

٧

٨٨

ابراهيم

١٥

١٠ ، ١١٦

٢

٥

١٦

٢١٥

٣

٥ ، ١١٦

١٨ و ١٩

١٣٩

١٠

٣٤ ، ١٥٥

٢١

١٥٢

١٨

١٥٧

٣٤

٧٨

١٩

٨٦

٣٧

٢٣٦

الاية

الصفحة

الاية

الصفحة

ابراهيم

٧٨

١٥٧

٢٤

١٣٧

٨١

١٢٣ ، ١٢٤

٢٦

١٠٣ ، ١٣٧

٨٣

١١

٣٢

٧٧

٩٣

١٤٣

٣٣

٧٧

٩٦

٦٤ ، ٦٨ ، ٨٨

٣٤

٤٨ ، ١٥٧

١٠٢

١٥

٤٨

٨٦ ، ٩٦

١٠٦

٨ ، ١١٦

الحجر

١٠٧

٨ ، ١١٦ ، ١٨٢

١٩

١٢٤

١٠٨

٤ ، ٧

٢٠

١٢٤

١١٢

١٠٣

٢١

٤٦ ، ٤٧ ، ٤٨ ، ٤٩ ، ٥٩ ، ٦١ ، ٧٨

١٢٥

٢١١

٢٦

١٢٨

١٢٨

١٢

٢٩

١٢٨ ، ١٣٦ ، ١٣٨

الاسرا (بني اسرائيل)

٤٤

٢١٨

٢

١٩

٤٦

٥٢

٩

٦

النحل

١٠

٦

١

١٠٤

١٣

٢٠١ ، ٢٠٦

٥ ـ ٨

١٢٥

١٨

٦ ، ١١٦

٨

٧٨

١٩

٦ ، ١١٦

١٠ و ١١

١٢٥

٢٠

٦ ، ٤٩ ، ٧٤

١٣ و ١٤

١٢٤

٢١

٦ ، ١٣٩ ، ١٨٤ ، ٢١١

١٥

١٢٤

٢٢

٦

٤٠

٧٥

٣٩

٦

٤٨

٨١

٥٠

١٧٥

٤٩

٨١

٧٠

١٣٨

٥١

٣٣

٧١

٢٠٣

٦٠

٢٣

٧٢

٥

٦٤

١٥

٨٤

٤٣ ، ٧٧ ، ١٤٠

٦٦ و ٦٧

١٢٥

٨٥

٧٥ ، ١٠٤ ، ١٠٥ ، ١٤٧

٦٨

١٢٥ ، ١٢٦ ، ١٣٧ ، ١٥٦

٩٧

١٥١

٦٩

١٢٥

١٠٥

١٧ ، ١٨

٧٧

١٧٠ ، ١٧٣ ، ١٧٤

١١١

٣٣

٢٣٧

الاية

الصفحة

الاية

الصفحة

الكهف

١٠٢

١٥١

٢٩

٢١٨

١٠٥

٩٦ ، ٢٠٠

٣٥

١٨٤

١٠٨

٢٠١

٣٦

١٧٠

١١١

٢٣

٣٧

١٣٦

١١٥

١٧٦

٤٦

١٣٢

١٢٤

١٥١ ، ١٧٨ ، ١٨١

٤٩

٣٧ ، ٢٠٤ ، ٢١٥

١٢٦

٤

٥١

١٣٢

الانبياء

٨٢

١٤٠

١٦

١٠٠

١٠٠

١٠

٢٠

٦٥

١٠٣

١٧٧

٢٢

٣٤ ، ٢١٠

١٠٩

٤٩ ، ٦٤ ، ٧٤

٢٤

١٠

١١٠

١٤٣ ، ١٤٤

٢٥

١٠

مريم

٣٨

١٦٩

٦

٦

٤٧

٢٠٧

٩

١٦٦

٩٨

١٠

٣٧

٦

٩٩

٢١٠

٤٠

٩٦

١٠٤

٩٧ ، ١٤٧ ، ١٧٤

٦٥

٧٦

الحج

٦٨

٩٢

٣ و ٤

١٧٧

٧٦

٦

٥

٩٧ ، ١٨٤

٨٥

٦

٦ و ٧

١٨٥

٩٣ ـ ٩٦

٩٦

٨ و ٩

١٧٧

٩٥

١٧٣

١١

١٦١

طه

١٨

٨٠ ، ٢٢٦

٥

١١٩

١٩

٧

١٠ ـ ١٤

٥٣

٢٠ و ٢١

٧

٥٠

١٥٥ ، ١٥٧

٤٦

١٧٨

٥٥

١٠٣

٤٧

٨٨

٧٦

٦

٥٦

١٧٣

٧٥ و ٧٦

٦

٧٣

١٦١

٩٦

١٨١

٧٨

٢٠٧

٢٣٨

الاية

الصفحة

الاية

الصفحة

المؤمنون

الشعراء

٧

٧٦

٧٧

١٦١

١٢ و ١٣

١٢٧ ، ١٢٩ ، ١٨٥

١٨٢

٢٠٨

١٤

١٢٧ ، ١٢٨ ، ١٢٩ ، ١٣٦ ، ١٨٥

١٩٤

١٥٤

١٥ و ١٦

١٨٥

١٩٢ ـ ١٩٦

٥٣

٢٤

١٣٨

٢١٢

٥٥

٥٣

٧٧ ، ١٤٠

٢٢١ و ٢٢٢

٢٠٣

٧١

٢٢٥

النمل

٧٩

٩٧ ، ١٤٧

٦

١٧

٨٦ ـ ٨٩

٣٤

٧٥

٥٩

٩١ و ٩٢

٣٤

٨٠

٥٥

١٠٠

١٨٣

٨٢

١٥١

١٠٣

٢١٣

٨٣

١٤٣ ، ١٥١

١٠٧ و ١٠٨

٢١٨

٨٥

١٥١

١١٥

٩٧ ، ١٨٥

٨٧

٩٨ ، ١٦٧

النور

٨٨

٧٩ ، ٨٦

٢٤

١٥١

القصص

٣٥

١٦٨

٧٠

٣٣ ، ١٩٩

٣٩

١١٢ ، ١٥٧

٧٢

٣٣

٤٠

١٠٧

٨٣

١١٧ ، ٢١٥

٤١

٨١

٨٨

٣٣ ، ٣٥ ، ٣٧ ، ١١٦

٤٢

٩٨

العنكبوت

٤٣ و ٤٤

١٢٢

١٩

٣ ، ٩٨ ، ١٠٠

٥٥

١٢٨

٢٠

٣ ، ٨٩ ، ٩٨

الفرقان

٢١

٨٢ ، ٩٨

٧

١٣٨

٤٣

١٠٦ ، ١١٣

٢٣

٢١٦

٤٨

١٨

٣٤

١٥١

٥٧

٩٨

٤٣

١٣٢

٦٤

٩٨ ، ١١٣ ، ١٧٨

٦٣

٧٧

٢٣٩

الاية

الصفحة

الاية

الصفحة

الروم

سباء

٨

٩٩ ، ١٣٢

٣

٢٢٥ ، ٤٦

١١

٩٩ ، ١٦٨

٦

١٢ ، ٥٦

٢٤

١٢٢

٢٤

٢١٠

٢٥

٧٢ ، ٨٢ ، ١٠٠

٥١ ـ ٥٣

١٧٠

٢٧

١٠٧

٥٤

٢٢٥

٣٠

٧٢

فاطر (الملائكة)

٤٠

٣٣

٢

١٥٢

٤٨

١٢٢

٩

١٢٢

القمان

١٠

٣ ، ١٠٥ ، ١٢٧

٧

٧ ، ٢٢٠

١٣

١٠٠

٢٠

١٢٥

٢٧

١٢٣

٢٧

٤٩

٣٩

١١٠

٢٨

٩٣ ، ١٣٥ ، ١٧٤

٤١

٧٤

٢٩

١٠٠

٤٣

٣١ ، ٧٢

٣٠

٣٣

يس

السجدة

٧

٧٥

٣

١٥

٩

٣٠ ، ١٧٦ ، ١٧٨ ، ٢٢٠

٥

٨٨ ، ١٠١ ، ١٠٧

١٠

١٧٦

٧

١٣١ ، ١٣٤

٣٢

٥٩

٨ ـ ١٠

١٣١

٥١

٢٠٠

١٢

١٠٣ ، ١٧٨ ، ١٥٣

٥٤

٢٠٥

١٧

١٧٧

٥٩

١٤٤

٥٣

٢٣ ، ٣٧

٧١

٧٩

الاحزاب

٧٧ ـ ٧٩

١٨٥

٤

٦٨

٨٢

١٦ ، ٥٤ ، ٧٦ ، ١٠٤

١٣

١٦١

٨٣

٨٠

٣٦

٢٢٤

الصافات

٦٣

١٧٠

١

٧٩

٥٦

٢٢٥

٢٤

٢٠٠

٧٢

١٦

٦٤

٢٢٧

٢٤٠