أسرار الآيات - المقدمة

أسرار الآيات - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٤٦

١
٢

فهرس الموضوعات

الموضوعات

الصحيفة

المقدمة في بيان طريق السالكين إلى الله ومنهج الراسخين في العلم وفها قواعد............ ٢

قاعدة في أن رأس السعادات ورئيس الحسنات هو اكتساب الحكمة...................... ٢

قاعدة في أن الجهل بهذه المعارف رأس الشقاوات...................................... ٤

تنبيه في أن الكفر الذي هو منشأ العذاب هو ضرب من الجهل......................... ٦

تنبيه في أن محبة الدنيا والكفر متلازمان.............................................. ٨

قاعدة في أن منهج التوحيد هو مسلك جميع الأنبياء والأولياء......................... ١٠

قاعدة في نعوت القرآن وأساميه................................................... ١٢

قاعدة في وجوه الفرق بين كلام الله وكتابه.......................................... ١٦

دقيقة كشفية في أنه قد يكون شيء واحد كلاما وكتابا باعتبارين...................... ١٧

قاعدة في وجوه الفرق بين إنزال كلام الله على قلب النبي ، صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبين إنزال الكتب السماوية       ١٨

قاعدة في الإشاره إلى عمدة مقاصد الكتاب الإلهي وأصول معاقده وأحكامه............. ٢١

الطرف الأول في علم الربوبية وفيه مشاهد المشهد الأول في معرفة الحق الأول ووحدانيته... ٢٦

وفيه قواعد قاعدة في اثبات وجوده تعالى........................................... ٢٦

قاعدة في تحقيق الايمان بالله وباليوم الأخر.......................................... ٢٧

قاعدة في أن الإيمان إيمانان تقليدي وكشفي........................................ ٢٨

٣

الموضوعات

الصحيفة

قاعدة في توحيده تعالى وأحديته وصمديته.......................................... ٣٢

قاعدة في توحيده في الإلهية....................................................... ٣٤

قاعدة في توحيده تعالى في حقيقة الوجود........................................... ٣٥

تنبيه مشرقي في أن وجوده تعالى وجوه كل شيء..................................... ٣٧

المشهد الثاني في صفاته وأسمائه وفيه قواعد : قاعدة في توحيد صفاته الكمالية........... ٣٨

قاعدة في تحقيق أسمائه تعالى...................................................... ٤٠

قاعدة في تعيين الاسم الأعظم ومظهره............................................. ٤٣

قاعدة في علمه تعالى بذاته وبغيره................................................. ٤٥

قاعدة في مراتب علمه تعالى بالأشياء إجمالا وتفصيلا................................ ٤٦

قاعدة في أن صدور الأشياء المكونة عن علمه تعالى.................................. ٤٨

قاعدة في شمول قدرته وانبساط وجوده وسعة رحمته على الأشياء....................... ٥٠

قاعدة في تحقيق كلامه تعالى..................................................... ٥٢

قاعدة في دوام أمره وخطابه للمكونات............................................. ٥٤

قاعدة في سر الحروف المقطعة القرآنية............................................. ٥٦

قاعدة في أن العالم الربوبي والصقع الإلهي عظيم جدا................................. ٥٨

قاعدة في أن صور المكونات الموجودة في هذا العالم مرتسمة متمثلة في نفوس السماوات وقواها المنطبعة على الوجه الجزئي ٦٠

قاعدة في كيفية نزول القضاء من عند الله وبروز الأحكام في عالم الشهادة.............. ٦٢

عقدة وحل..................................................................... ٦٤

وهم وإنارة..................................................................... ٦٥

حكمة عرشية في ان لكل من الافلاك ، نشأتان عقلية ونفسانية...................... ٦٧

تعليم تمثيلي في ان صورة العالم كصورة الانسان...................................... ٦٨

المشهد الثالث في دوام إلهيته وجوده ورحمته وكيفية صنعه وإبداعه وفيه قواعد :........... ٧١

قاعدة في نقل كلام بعض المتكايسين وتزييفه....................................... ٧١

قاعدة في تحقيق كلماته التامات.................................................. ٧٤

٤

الموضوعات

الصحيفة

قاعدة في أن الله سبحانه فاعل لما سواه وموجد لما عداه على أربعة أنحاء................. ٧٦

قاعدة في عالم أمره تعالى......................................................... ٧٨

قاعدة في أن جميع الموجودات متوجهة نحو الخير الأقصى والمبدإ الأعلى................. ٨٠

الطرف الثاني أفعاله سبحانه وكيفية صدورها عنه ورجوعها إليه وفيه مشاهد :........... ٨٤

المشهد الأول في حدوث هذا العالم................................................ ٨٤

حكمة إيمانية وحجة قرآنية في ان الكتب الإلهية ناطقة بأن العالم بأسرها حادث زماني.... ٩٠

قاعدة في خلق العالم الكبير وبعثه كخلق العالم الصغير وبعثه......................... ٩٣

المشهد الثاني في تحقيق الانقراض والنهاية........................................... ٩٥

تنبيه في إن لكل من الروح والجسد والقلب والقالب قبرا حقيقيا...................... ١٠٢

تنبيه آخر في موت الإنسان الكبير.............................................. ١٠٣

قاعدة في الخلق والأمر......................................................... ١٠٤

قاعدة في كيفية البدو والإعادة.................................................. ١٠٧

قاعدة في تحقيق الخلافة الإلهية.................................................. ١٠٨

قاعدة في الحقيقة المحمدية مظهر اسم الله الجامع الأعظم............................ ١١٠

قاعدة في حقيقة الدنيا والآخرة.................................................. ١١٢

قاعدة في اللوح والقلم......................................................... ١١٧

قاعدة في العرش والكرسي...................................................... ١١٨

المشهد الثالث في أحكام المخلوقات الواقعة في سلسلة العود إلى الله وفيه قواعد........ ١٢٠

قاعدة في المركبات الناقصة...................................................... ١٢٠

قاعدة في خلق أنواع المعادن من المركبات التامة.................................... ١٢٢

قاعدة في خلقة النبات والحيوان والإنسان......................................... ١٢٣

قاعدة في أن الغرض من هذه الموجودات وقواها الطبيعية والنباتية والحيوانية كلها خلقة الإنسان ١٢٤

قاعدة في خلقة الإنسان........................................................ ١٢٦

٥

الموضوعات

الصحيفة

قاعدة في ذكر العناصر التي منها تكون الإنسان................................... ١٢٨

قاعدة في فضل معرفة الإنسان نفسه............................................. ١٣١

قاعدة في الإشارة إلى قوى الأشياء التي جمعت في الإنسان.......................... ١٣٤

قاعدة في ذكر تكون الإنسان شيئا فشيئا حتى يصير إنسانا كاملا................... ١٣٥

قاعدة في تفاوت أفراد الناس.................................................... ١٣٩

تذكرة فيها تبصرة في ان تفاوت الناس في الصنائع والأغراض على أمور سبعة.......... ١٤٠

قاعدة في أن أفراد البشر ذوات نفوس حيوانية جزئية مجردة كلها عن البدن الطبيعي لا عن الصورة المثالية       ١٤٢

قاعدة في أن أفراد الإنسان تصير متخالفة الحقائق والماهيات في آخر الأمر............ ١٤٢

قاعدة في أن الروح الناطقة باقية بعد خراب البدن................................. ١٤٤

قاعدة في بطلان التناسخ....................................................... ١٤٨

كشف خفاء لبسط ضياء في ما نسب الى قدماء الحكماء هو بعينه ما ورد في الشرايع الحقة ١٤٩

تذكرة قرآنية في ان جميع افراد الناس متوجهون بحسب ما اودع الله في غرائزهم نحو المبدء الاعلى...... ١٥٢

المشهد الرابع في بيان النبوة وأحكامها وفيه قواعد : قاعدة في إثبات الشجرة النبوية وفضلها على جواهر سائر البرية     ١٥٤

قاعدة في هداية الله تعالى الأشياء إلى مصالحها.................................... ١٥٥

قاعدة في تحقيق قوله تعالى : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) ، وبيان أن الموت حق....... ١٥٨

قاعدة في الكشف عن ماهية الإنسان الحقيقي مظهرا لاسم الله وخليفة الرحمن......... ١٥٩

تنوير تمثيلي في إن نسبة الإنسان إلى سائر المخلوقات كنسبة القلب إلى سائر الأعضاء. ١٦٢

تبصرة أخرى في تأويل آية الامانة............................................... ١٦٤

الطرف الثالث في علم المعاد وبيان حشر النفوس والأجساد......................... ١٦٦

المشهد الأول في بيان الفطرة الأولى للإنسان والعود إليها وفي التقابل بين مراتب البدو ومراتب النهاية ١٦٦

المشهد الثاني في الإشارة إلى علم الساعة وسر القيامة وفيه قواعد : قاعدة في معنى الساعة ١٦٩

٦

الموضوعات

الصحيفة

قاعدة في سر القيامة وزمانها ومكانها............................................. ١٧١

تبصرة عقلية فيان الدنيا كون ناقص وفيها اكوان ناقصة............................ ١٧٣

حكمة كشفية في ان القيامة قيامتان الصغرى والكبرى............................. ١٧٤

قاعدة في معرفة طريق الآخرة ومنشإ إعراض الخلق عن سلوكها....................... ١٧٥

قاعدة في نتايج الاعراض عن سلوك سمت المعاد................................... ١٧٨

المشهد الثالث في تحقيق القبر وعذابه وثوابه....................................... ١٧٩

المشهد الرابع في البعث والحشر : قاعدة في البعث................................. ١٨٣

تنبيه استبصاري في أن الإنسان لو علم ذهاب بدنه وقلد طبيعته في السلوك إلى الكمال سيبلغ اقصى الغايات ١٨٦

قاعدة في الحشر.............................................................. ١٨٧

إعلام كشفي في ان حشر الخلايق على انحاء مختلفة............................... ١٨٨

بصيرة برهانية في ان تكرر الافاعيل من الانسان يوجب حدوث املكات واخلاق في نفسه ١٨٨

المشهد الخامس في الصراط..................................................... ١٩٠

مشاهدة قلبية في ان هذا الصراط يظهر يوم القيامة على الأبصار.................... ١٩٢

بصيرة كشفية في ان النفس الأدمية السعيدة صورة صراط الله المستقيم................ ١٩٣

زيادة كشف وتوضيح في اعتقادنا في الصراط انه حق وانه جسر جهنم............... ١٩٣

المشهد السادس في نفخ الصور.................................................. ١٩٦

تنوير وتذكير في ان من الناس من يرى امور القيامة بعين البصيرة..................... ١٩٨

قاعدة في أحوال تعرض يوم القيامة.............................................. ١٩٩

المشهد السابع في الإشارة إلى نشر الصحائف..................................... ٢٠٢

المشهد الثامن في الميزان والحساب................................................ ٢٠٧

تبصرة ميزانية في كيفية الموازنة بين الامور الدنيوية والاخروية......................... ٢١٢

تذكير في انك مسافر من الدنيا الى الاخرة وانت تاجر.............................. ٢١٢

قاعدة في الحساب............................................................. ٢١٤

٧

الموضوعات

الصحيفة

قاعدة في الإشارة إلى طوائف الناس من جهة الحساب.............................. ٢١٥

المشهد التاسع في الجنة والنار................................................... ٢١٧

تنبيه في ان باطن الانسان في الدنيا هو ظاهره في الاخرة............................ ٢١٩

المشهد العاشر في الإشارة إلى الزبانية وعددها..................................... ٢٢٢

المشهد الحادي عشر في الإشارة إلى درجات الجنان ودركات النيران................... ٢٢٤

المشهد الثاني عشر في سر شجرة الطوبى وشجرة الزقوم............................. ٢٢٧

قاعدة في كيفية تجدد الأحوال والآثار على أصحاب الجنة وأصحاب النار............. ٢٣٠

٨

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المصحح

الحمد لله رب العالمين ، حمدا أزليا بأبديته وأبديا بأزليته ، حمدا للذي تفرد بالسرمدية ، وجعل العقل قطرة من قطرات جبروته ، والنفس شعلة من شعلات ملكوته ، المتجلي لخلقه بخلقه ، الظاهر في الآفاق بمظاهر أسمائه وصفاته ، الذي هو اختفى لفرط نوره ، الظاهر الباطن في ظهوره ، والصلاة والسلام على أنوار خير بريته ، محمد المصطفى لا سيما وصيه وخليفته ، علي المرتضى وذريته ، من الصلوات أزكاها ومن التحيات أنماها.

فبعد : لما ختم طبع المجلد الأول من التفسير على القرآن الكريم للفيلسوف الإلهي والحكيم الرباني ، حجة الحكماء الإسلاميين وخادم شريعة سيد المرسلين وقرة عيون السالكين محمد المعروف بصدر المتألهين قدس الله سره العزيز من قبل هذا في بضعة من الزمان ، وكان في قصدي أن أشرع في طبع المجلد الثاني من التفسير ، ولكن طوارق الحدثان وعوائق

٩

الزمان كانت تعوقني عن هذا الأمر العظيم ، حتى يكاد أن لا يمكن طبعها ، كما لا يخفى على من ورد في هذا المشرع ، أو يطلع على ما يمضي في المطبع ، وكان مشوقي في تلك الفترات الماضية والأزمنة القاضية في تصحيحه وتنقيحه وتصديره على المجلدات الباقية أستاذي الكبير والحبر المنير السيد جلال الدين الآشتياني مد ظله العالي حتى بلغ الكتاب أجله ، فبينما أصاب السيد الأستاذ عارضة حتى طالت إلى الآن ومنعه عن طبع ذلك السفر النفيس ، ولكن كلما لا يدرك كله لا يترك كله.

فحينئذ شرعت في طبع واحد من كتبه الشريفة الذي هو قرة عيون أولي الألباب المسمى بأسرار الآيات وأنوار البينات ، في العلوم القرآنية والعجائب التنزيل الربانية ، وهي هذا الكتاب الذي انفتح بها باب نزول البركات ، وتواتر الرشحات ، وقطرات أمطار الرحمة من بحار خزائن المكاشفات على الدوام على القارئ العزيز إن كان من المؤمنين الموحدين ، ومرض لقلوب الجاحدين إن كان من المنكرين ، فيها هدى للمتقين «كما قال وعمي وغشاوة على أبصار المنافقين المتكبرين» (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً ، وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ).

وعندي أربعة نسخ ، واحدة منها المطبوعة المعروفة التي طبعت في سنة ١٣١٩ طبعة حجرية ، والثانية والثالثة نسختان مخطوطتان من متملكاتي ، والرابع صورة فتوغرافية لمكتبة المجلس ، أما النسخة المطبوعة فيها أغلاط وسقطات لا تحصى ، ويكاد أن لا يستفاد منها ، ومشوبة بالتصحيفات والتحريفات إلى درجة فظيعة ، وأن بعض الكلمات والجمل ممسوحة

١٠

تماما ، وبالنسختين المخطوطتين مع الصورة فتوغرافية تم تصحيح الكتاب ، وإني لا أدعي في طبع هذا التأليف الشريف إلا أن أقول : لا يجد القارئ والمستبصر الخبير فيه غلطا ولا سقطا إلا ما زاغ عنها البصر ولا يغير المعنى المقدر ، وذلك فضل الله العلي العظيم.

وأما شرح حاله وثقافته وأساتذته وآراؤه الخاصة مضبوطة في كتب السير ، لا سيما في أوائل مؤلفاته المنيفة التي طبع في هذه الأواخر.

وللأستاذ الجليل والحبر النبيل السيد جلال الدين الآشتياني دام إفاضاته العالية تأليف جمع فيه آراءه وحققها مع شرح حاله وسيرته ، وللأستاذ الفقيد الشيخ أبي عبد الله الزنجاني تغمده الله برحمته أيضا كتاب سماه «الفيلسوف الفارسي الكبير» استوعب فيه آراءه مع سيرته من نشوه إلى وفاته ، وإني اطردت في مقدمة التفسير الكبير لهذا الفيلسوف الإلهي التي طبع قبل ست سنين كل مقال قيل فيه ويليق بمقامه الشريف ، فمن شاء فليراجع إليه.

وللحكيم الإلهي والعالم الرباني علي بن جمشيد النوري قدس الله سره القدوسي على هذا الكتاب تعليقات متفرقة ونظرات عالية ، انتخبنا بعضها ووضعناها في مواضعها.

واعلموا يا إخواني الإلهيين وأخلائي المؤمنين ، أني ألقيت إليكم الكتاب الكريم ، وجئتكم بالنبإ العظيم ، وآتيكم (بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) ، تعالوا إلى كلمات طيبة إيمانية وتلقوها ، فإن الإيمان يمان والحكمة يمانية ، أوقدت من النفس الرحماني على شجرة مباركة إلهية ، (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ).

١١

قل للأولى فاقوا الورى وتقدموا

قدما ، هلموا شاهدوا المتأخرا

وليست داعيتي على طبع هذا الكتاب المستطاب إلا أن أتشبه بهذا القوم ، كما قيل : من تشبه بقوم فهو منهم.

سالكى را گفت آن پير كهن

چند از مردان حق گوئى سخن

گفت خوش آيد زبان را بر دوام

تا بگويد حرف مردان را مدام

گر نيم ز ايشان از ايشان گفته ام

خوشدلم اين قصه از جان گفته ام

ولعمري هذا الكتاب الذي قال أحد من الحكماء في إطرائه : يقذف بالحق وينطق بالصدق ، مشتملا على أصول كافية ، ينكشف بها رموز الدقائق ، ويزول بنورها ظلمة الشك والريب ، محتويا على قواعد ينجلي بها الأنوار الجلية ، ومسائل يعلن بها الواردات القلبية ، من الأصول الحكمية والعلوم الإلهية والفنون البرهانية والمعالم الدينية والمسالك العرفانية والمعارف الربانية ، بعبارات لطيفة يفصح عن بدائع الأسرار ، وكلمات رشيقة تنبئ عن لطائف الأفكار ، مع ما اندرجت فيها من رموز الفصاحة وفنون البلاغة ، ولطائف الحكمة وسرائر المعرفة ، قل من يهتدي إلى رشحة من رشحات زخار بحارها ، أو يطلع على لمعة من لمعات مطالع أسرارها ، اللهم إلا الألمعي الفطن الذكي ، الذي أشرق عقله وتنور قلبه واستنارت سريرته واستضاءت بصيرته ، مع رياضات علمية ومجاهدات نفسانية ، ومع أهميته وندرته وكثرة طالبيه لم يقدر له أن يطبع مرة أخرى ، ولذا قام بطبعها مجمع

١٢

الفلسفة الإسلامية (انجمن اسلامى حكمت وفلسفه ايران) ، ونرجو من الله تعالى أن يوفقنا لطبع بقية المجلدات من التفسير الكبير لصاحبنا قدس‌سره.

والرجاء من قراء هذا السفر النفيس والعاملين عليه ، لا سيما أولي الألباب والبصائر النافذة الدعوة الحسنى ، وأن ينظروا في تصحيحه وتنقيحه بعين العناية والرضا ، لأن : عين الرضا عن كل عيب كليلة ، والله ولي الحق والمدافع عن الذين آمنوا (وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) ، وأنا أحوج خلق الله إلى رحمة ربه الباري ، محمد الخواجوي ، أحسن الله حاله في الأيام والليالي ، آمين.

وكانت الفراغة عن تحرير هذه المقدمة في ثلث آخر ليلة القدر من شهر رمضان المبارك سنة أربع مائة بعد الألف من الهجرة النبوية على هاجرها آلاف الثناء والتحية.

محمد خواجوي

١٣