تراثنا ـ العدد [ 65 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 65 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٩٤

المتاجر : في بيع الأناسي من الحيوان إلى آخر المتاجر ، ثمّ الرهن والمفلّس والحجْر والمضاربة ، منضمّ إلى قسم كبير من كتاب المناهل للسيّد المجاهد ، بخطّ حسين الگلپايگاني ، فرغ منه في ٧ صفر سنة ١٢٦١ ، رقم ١٩٢١.

نسـخة تضمّ المجلّد الثاني من كتاب الصلاة ، يبدأ من صلاة الجمعة إلى آخر كتاب الصلاة ، بخطّ ميرزا عبـد الكريم بن عبـد النبيّ البوشهري ، كتبه للسـيد حسين بن نصر الله البهبهاني بخطّ نسخ جيّد في حياة المؤلّف ، وفرغ منه سنة ١٢٦٤ ، وبأوّله خطّ السـيد إسماعيل البهبهاني ، وتاريخ ولادة ابنه السيّد عماد الدين ، وبآخره : «بلغ المقابلة على نسخة المصنّف قدّس سرّه» ..

وعليها تصحيحات ، وكتبت العناوين بالشنجرف ، والمتن كذلك معلَّم بالشنجرف ، وكذا عناوين الأبحاث مكتوبة بالهامش بالشنجرف.

٢٩١ ورقة ، رقم ١٠٨٦.

(٤٥٨)

جواهر المسائل

تأليف : المولى محمّـد مهدي بن محمّـد باقر المحلاّتي.

فارسي ، في أحكام الطهارة والصلاة من فتاوى حجّة الإسلام الشـفتي ، السـيد محمّـد باقر بن محمّـد تقي الأصفهاني ، المتوفّى سنة ١٢٦٠ هـ ، مستخرجاً وملخّصاً لها من كتابه الكبير الموسوم تحفة الأبرار ..

ألّفـه المحلاّتي في حياة حجّـة الإسلام الشفتي تسهيلاً لتناول مقلّديـه.

٢٠١

نسـخة مكتوبة في حياة المؤلّف والمفتي ، كتبها زين العابدين بن محمّـد مهدي الإمامي بخطّ نسخ جيّد ، وفرغ منها في ٥ شهر صفر سنة ١٢٤٩ ، رقم ٢٢٨١ ..

وبعدها منظومة فارسية في منزوحات البئر ، من فتاوى المحقّق القمّي الميرزا أبو القاسم الجيلاني.

(٤٥٩)

جواهر المصيبة

تأليف : العلاّمة الشيخ محمّـد باقر بن علي أكبر الدامغاني.

فارسـي ، في بيان مقتل الإمام الحسين عليه السلام ، وأصحابـ ه عليهم السلام وتفاصيل ما جرى عليهم من أعدائهم ، في خمس مقدّمات ، و ١٩ مجلساً ، وخاتمـة.

أوّله : «الحمد لله الذي أعظم رزيّتنا بمصيبة سبط الرسول وقرّة عين البتول ... أمّا بعد ، آرزومند سعادت وتوفيقات ربّانى ...».

فرغ من تأليفه في ٦ رجب سنة ١٢٨٨ ، في مجلّد ضـخم.

نسـخة الأصل بخطّ المصنّف ، في مجلّد ضخم ، ٣٣٤ ورقة ، رقم ١٩٣١ ، وبأوّله فهرس الكتاب بخطّ المؤلّف.

(٤٦٠)

جواهر المعارف

في المعارف والأخلاق.

٢٠٢

تأليف : السيّد عبـد الغفّار بن السيّد محمّـد حسين الحسيني التويسركاني ، من أعلام القرن الحاضر ، المتتلمذ على المولى حسن علي التويسركاني ، والمشارك مع السيّد محمّـد باقر في تأليفه الروضات ، فشكره في آخرها ، وله كشكول كبير يسمّى الجراب ..

له ترجمة في الروضات ، ونقباء البشر ، وتذكرة القبور للجزّي ، الذي ذكر أنّه يروي بالإجازة عن المولى حسن علي ، وعن صاحب الروضات.

وكان من أئمّة الجماعة ، وتوفّي سنة ١٣١٩.

قال شيخنا في النقباء : إجازة صاحب الروضات مستقلّة ، تاريخها سنة ١٢٧٩.

رتّب الكتاب على أبواب ، في كلّ باب يورد أحاديث مأثورة عن الأئمّة عليهم السلام ، مترجمة إلى الفارسية ، بذِكره الحديث أوّلاً ثمّ ترجمته.

نسـخة بخطّ المؤلّف النستعليق الجميل اللطيف ، فرغ منها خامس صفر سنة ١٣١٩ ، وكتب بأوّلها فهرساً لأبوابها مع ترقيم صفحاتها.

تقع في ٢٧٧ ورقة ، قياسها ٥ / ١٢ × ٢٠ ، تسلسل ٢٠١.

(٤٦١)

جواهر مكنونه

ولآلى مخزونه

للمولى مصطفى بن محمّـد الخوئي.

٢٠٣

فارسي ، في الختوم والأوراد والأذكار ، مرتّب على عشرة أبواب وخاتمة ، فرغ منه مؤلّفه يوم الاثنين تاسع ربيع الآخر سنة ١٢٥٥.

نسـخة بخطّ جيّد ، تاريخها ١٢٦٦ ، ولعلّها بخطّ المؤلّف ، وتقع في ٣٨ ورقة ، تسلسل ٤٢٦.

[كان يعرف في «خوي» بالشيخ آقا ، وكان من تلاميذ الشيخ محمّـد هادي الطهراني صاحب المحجّة ، توفّي في حدود سنة ١٣٧٥ ، وله كتب منها : كشف الحقائق ، وكتاب في الأُصول ، مطبوعان ، وكتاب كشف الأستار في أُصول الفقه ، مطبوع أيضاً].

(٤٦٢)

جوك باشيت

أصل الكتاب في الوعظ والتصوّف ، من وضع بعض علماء الهند باللغة الهندية السانسكريتية. [لمؤلّفه پندت الكشميري].

والترجمة إلى اللغة الفارسية لنظام الدين الپاني پتي ، ترجمه بأمر الشاه سليمان الصفوي.

نسـخة عليها تعليقات وحواشٍ ، جاء في الصفحة الأُولى أنّ أكثر هذه الحواشي من تحقيقات المير الفندرسكي ، وبأوّلها معجم في ترجمة كلمات مفردة إلى الفارسية ، وهي بالنسخ الجيّد ، كتبت سنة ١٢٦٤ ، في ٢٥٢ ورقة ، تسلسل ١٤٥٧.

نسـخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبت في إسلامبول سنة ١٨٠٢ ميلادية أو سنة ١٠٨٢ هجرية ، والأوّل أظهر ، وبأوّلها معجم مفرداته ، ٢٣٧ ورقة ، رقم ١٢٥٠.

٢٠٤

(٤٦٣)

جهان گشاى نادرى

[تأليف : الميرزا محمّـد مهدي خان ، المنشي للسلطان نادر شاه.

مطبوع سنة ١٢٦٨ هـ ، راجع : الذريعة ٣ / ٢٤٨ رقم ٩١٨ وج ٥ / ٢٩٩ رقم ١٤٠٦].

نسـخة بخطّ فارسي جميل ، كتابة القرن الثاني عشر ، في ٢٧٧ ورقة وفيها نقص ، رقم ١٢٨٤.

(٤٦٤)

چمنسـتان

هو ديوان فارسي للشاعر المعاصر الأصفهاني ، عبـد الوهّاب خان إيران پور ، الملقّب بـ : گلشـن.

نسـخة أظنّها بخطّ الناظم ؛ فإنّ في آخرها خطّه وتوقيعه بإهداء النسخة لمدير مجلّة «التوفيق» بتاريخ سنة ١٣٤٨ ، وهو يشبه خطّ النسخة تماماً ، وقد صـرح فيه أنّ ما تحويه النسخة أقلّ من ثلث ما نظمه الشاعر ، ٨٤ ورقة ، رقم التسلسل ١٤٤٨.

(٤٦٥)

چهار مقاله نظامى

[للنظامي العروضي السمرقندي ، وهو أبو الحسن أحمد بن عمر بن علي.

٢٠٥

فارسي ، ألّفه حدود سنة ٥٥٠ هـباسم أبو الحسن حسام الدين علي الغوري ، وذكر فيها تراجم جمع من أُدباء عصره ، وقد طبع في ليدن ، ثمّ مرّتين في إيران. راجع : الذريعة ٥ / ٣١٤ رقم ١٥٠٠].

نسخة بخّط نستعليق جيّد ، كتبها إبراهيم المتخلّص بـ : «مشتري الطوسي» باستدعاء من زبدة الشعراء فخر الأُدباء الميرزا محمّـد حسين بن تقي الطهراني ، كتبها في أُسبوع ، وفرغ منها في ٢٥ رجب سنة ١٢٩٣ ، ثمّ أهداها الميرزا محمّـد حسين إلى احتشام الدولة حاكم لواء فارس ، وبآخرها قصيدة للكاتب مقرّظاً ومؤرّخاً ، فليراجع.

تقع في ٥٨ ورقة ، رقم ١٢٨٨.

نسخة قيّمة بخطّ أحد خطّاطي القرن الثاني عشـر ، كتبها بخطّ نستعليق جميل للغاية ، مؤطّرة بالذهب والشنجرف ، وبأوّلها لوحة في غاية الجمال والروعة والفنّ ، مهيّأة لأحد الأُمراء ، وعليها ختم كبير ممحي.

تقع في ٨٧ ورقة ، مقاسها ١٥ × ٢٣ ، تسلسل ١٦٤٠.

للموضوع صلة ...

٢٠٦

مصطلحات نحويٌة

(١٨)

السـيد عليّ حسن مطر

ثلاث ووثلاثون ـ مصطلح عطف النَسَق

عطف النسق لغة :

للعطف في اللغة عدّةُ معانٍ ، أهمّها : الانصراف ، والرجوع ، والإشفاق ، والمَيْل.

قال ابن منظور : «عَطَفَ يعطِفُ عطفاً : انصرفَ ... وعطفَ عليه ... رجع عليه بما يكره أو بما يريد ، وعطفتُ عليه : أشفقتُ ... وعطـفَ الشيءَ يعطفه عطفاً وعطوفاً ... حناه وأماله» (١).

وأمّا النسقُ ، فمعناه لغةً : «ما كان على طريقةِ نظامٍ واحد» (٢).

وأوفق المعاني اللغوية للعطف بالمعنى الاصطلاحي هو : المَيْل ؛ «كأنّه أُمِـيلَ بـه [المعطوف] إلى حيّـز الأوّل ، وقيل له : نسـق ؛ لمساواته

____________

(١) لسان العرب ، ابن منظور ، مادّة «عطف».

(٢) لسان العرب ، مادّة «عطف».

٢٠٧

الأوّل في الإعراب» (١).

* عطف النسق اصطلاحاً :

عبّر سيبويه (ت ١٨٠ هـ) عن عطف النسق بالعناوين التالية : الإشراك (٢) ، والحمل (٣) ، والعطف (٤) ، والإجراء (٥) ، والردّ (٦).

وعبّر الفرّاء (ت ٢٠٧ هـ) عنه بـ «المردود» و«النسق» (٧).

وعبّر عنه ابن السرّاج (ت ٣١٦ هـ) بـ «العطف بحرف» (٨).

ولعلّ ابن معطي أوّل من استعمل عنوان «عطف النسق» (٩).

وتجدر الإشارة قبل استعراض حدود عطف النسق ، إلى أنّ هذه الحدود على نوعين ؛ أحدهما يبيّن حقيقة التابع الخاص «المنسوق» ، والآخر يبيّن عطف النسق بمعناه المصدري بوصفه عملاً يمارسه المتكلّم.

وأقدم ما وجدته من حدود عطف النسق قول الرمّاني (ت ٣٨٤ هـ) :

____________

(١) شرح المفصّل ، ابن يعيش ٣ / ٧٤.

(٢) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبـد السلام هارون ٢ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨ و ٣٨٠ ـ ٣٨٢ وج ٣ / ٥١ ـ ٥٢.

(٣) الكتاب ٣ / ٥٤ ـ ٥٦ و ٩٠ و ٥٠٢.

(٤) الكتاب ١ / ٢٤٦ و ٢٤٨ و ٢٧٨ وج ٣ / ٥٠١.

(٥) الكتاب ١ / ٦٦ ـ ٦٧.

(٦) الكتاب ٣ / ٨٨.

(٧) معاني القرآن ، الفرّاء ، تحقيـق أحمـد نجـاتي ومحمّـد علي النجّـار ١ / ١٧ و ٤٤ و ٧١ و ١٨١.

(٨) الأُصول في النحو ، ابن السرَاج ، تحقيق عبـد الحسين الفتلي ١ / ٥٥.

(٩) الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : ٢٣٦.

٢٠٨

«النسق تبعٌ للأوّل على طريق الشركة» (١) ، وهو بيان لحقيقة التابع الخاص ، ومراده : أنّ اللفظ المعطوف تابع للمعطوف عليه ؛ بسبب اشتراكهما في العامل.

وحدّه ابن بابشاذ (ت ٤٦٩ هـ) بقوله : «النسق هو الجمع بين الشيئين أو الأشياء بواسطةٍ في اللفظ والمعنى ، أو في اللفظ دون المعنى ... فواسطة اللفظ والمعنى أربعة أحرف : الواو ، والفاء ، وثـمّ ، وحتّى ، وواسطة اللفظ دون المعنى ستّة : أو ، وإمّا ، وبل ، وأم ، ولكن ، ولا» (٢).

فمثلاً (الواو) في قولنا : قام زيدٌ وبكرٌ ، تُشرّك بين زيدٍ وبكرٍ في الإعراب والمعنى ؛ لأنّها تثبت القيام لهما معاً ، بخلاف (أو) في قولنا : قامَ زيدٌ أو عمروٌ ؛ فإنّه يُشـرك بـينهما في الإعـراب فقط دون المعنـى ؛ إذ إنّـه لا يثبت القيام لهما معاً ، بل لأحدهما غير المعيّن ، دون الآخر ، وكذلك (بل) في قولنا : قام زيدٌ بل بكرٌ ، فإنّها تثبت القيام لبكر ، وتنفيه عن زيدٍ.

وقال الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) في تعريفه : «هو نحو قولك : جاءَني زيدٌ وعمروٌ ، وكذلك إذا نصبت أو جررت ، بتوسّطِ الحرفِ بين الاسمين ، فيشركهما في إعراب واحد» (٣).

وهو بظاهره قاصر عن استيعاب جميع أفراد المحدود ؛ لأنّه يقصر المعرَّفَ على عطف الاسم على الاسم ، دون عطف الفعل على الفعل ، والجملة على الجملة ، وإن كنّا نجزمُ بأنّ هذا ليس مراداً للزمخشري واقعاً.

____________

(١) الحدود في النحو ، الرمّاني ، ضمن كتاب رسائل في النحو واللغة ، تحقيق مصطفى جواد ويوسف مسكوني : ٣٩.

(٢) شرح المقدّمة المحسبة ، ابن بابشاذ ، تحقيق خالد عبـد الكريم ٢ / ٤٢٩.

(٣) المفصّل في علم العربية ، الزمخشري : ١٢٣.

٢٠٩

وحدّه ابن يعيش (ت ٦٤٣ هـ) بقوله : «العطف : الاشتراك في تأثير العامل ... ولا يتبع هذا الضربُ إلاّ بواسطة حرف» (١).

وتقييد مشاركة عطف النسق للمعطوف عليه في الإعراب ، بحصوله بواسطة حرف ، احتراز عن بقية التوابع ، قال : «وإنّما كان هذا الضرب من التوابع لا يتبع إلاّ بتوسّط حرفٍ مِن قِبَلِ أنّ الثانيَ فيه غيرُ الأوّل ، فلم يتّصل إلاّ بحرف ... وأمّا ما كان الثاني فيه الأوّلَ ، فيتّصل بغير حرفٍ كالنعتِ وعطفِ البيان والتأكيد والبدل» (٢).

وحدّه ابن الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) بأنّه : «تابعٌ يقصد بالنسبة مع متبوعه» (٣) ، وقال : «وليس في التوابع ما يشاركه في ذلك» (٤).

وممّا ذكره الرضيّ في شرحِ هذا الحدّ : «قوله : (مقصود بالنسبة) يخرجُ الوصف وعطف البيان والتوكيد ... لأنّ المقصود في هذه الثلاثة هو المتبوع ... وذلك لأنّكَ تبيّن بالوصف المتبوعَ بذِكر معنىً فيه ، وتوضّح بعطف البيان المتبوعَ بذِكر أشهر اسمَيه ... وكذا إنّما جيءَ بالتأكيد إمّا لبيان أنّ المنسوبَ اليه مقدَّماً هو المنسوب إليه في الحقيقة لا غيره ، لم يقع فيه غلط ولا مجاز في نسبة الفعلِ إليه ، وإمّا لبيان أنّ المذكور باقٍ على عمومه غير خاصّ ... ويعني بـ (النسبة) نسبةَ الفعلِ إليه فاعلاً كان أو مفعولاً ... قـولـه : (مـع متبوعـه) يخـرج البـدل ؛ لأنّه هو المقصـود عندهـم دون متبوعه» (٥).

____________

(١) شرح المفصّل ، ابن يعيش ٣ / ٧٤.

(٢) شرح المفصّل ، ابن يعيش ٣ / ٧٤.

(٣) شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر ٢ / ٣٣١.

(٤) شرح الوافية نظم الكافية ، ابن الحاجب ، تحقيق موسى العليلي : ٢٥٩.

(٥) شرح الرضيّ على الكافية ٢ / ٣٣١ ـ ٣٣٢.

٢١٠

وقد لاحظ الرضيّ على هذا الحدّ : «أنّ الصفات يعطفُ بعضها على بعضٍ ، كقوله :

إلى المَلكِ القَرْمِ وابـنِ الهُمـامِ

وليثِ الكتيبة في المزدَحَمِ

 ... فيجوز أن يعترض على حدّه بمثلِ هذهِ الأوصاف ؛ فإنّه يطلق عليها أنّها معطوفة ، إلاّ أن يدّعى أنّها في صورة العطف ، وليست بمعطوفة [حقيقةً] ، وإطلاقُهم العطفَ عليها مجاز» (١).

وأمّا ابن عصفور (ت ٦٦٩ هـ) فقد حدَّ عطف النسق بأنّه : «حمل الاسم على الاسم ، أو الفعل على الفعل ، أو الجملة على الجملة ، بشرط توسّط حرف بينهما من الحروف الموضوعةِ لذلك» (٢).

وقال في شرحه : إنّه لا يجوز العطف في ما عدا ذلك ، فإنْ وُجد اسمٌ معطوفاً على فعل ، أو فعل معطوفاً على اسم ، فلا بـد أن يكون الاسم في تقدير الفعل ، أو الفعل في تقدير الاسم ، وكذلك إنْ وُجدت جملة معطوفة على مفرد ، أو مفرد معطوفاً على جملة» (٣).

وحدّه الإشبيلي (ت ٦٨٨ هـ) بقوله : «العطف : تشريك الثاني مع الأوّل في عامله بحرف من هذه الحروف ، وهي عشرة ... فإذا قلت : قامَ زيدٌ وعمروٌ ، فالعامل في عمرٍو الفعل المتقدّم» (٤).

____________

(١) شرح الرضيّ على الكافية ٢ / ٣٣٢.

(٢) أ ـ شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور ، تحقيق صاحب أبو جناح ١ / ٢٢٣.

ب ـ المقرِّب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل عبد الموجود وعلي معوّض : ٣٠٦.

(٣) شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور ١ / ٢٢٣.

(٤) البسيط في شرح جمل الزجّاجي ، ابن أبي الربيع الإشبيلي ، تحقيق عيّاد الثبيتي ١ / ٣٢٩.

٢١١

وقد وازن ابن الفخار الخولاني بين تعريف ابن عصفور للعطف وبين تعريف الإشبيلي فقال : إنّ «عبارة الأُستاذ (١) أجود ؛ من جهة أنّ فيها تنبيهاً على إنّ العامل المذكور قبلُ عاملٌ في جميع المعطوفات بتوسّط العاطف ، إلاّ أنّه خاصّ بنوع من المعطوف ؛ لأنّه إنّما يتناول ما فيه إعراب يقتضيه العامل لفظاً أو موضعاً ، وعبارة ابن عصفور أجود ، من جهةِ أنّها تعمُّ جميع المعطوفات مطلقاً ، إلاّ أنّها ليس فيها تنبيه على ما نبّه عليه الأُستاذ في عبارته» (٢).

ثمّ ذكر الخولاني ما أشكل به أبو الحسن ابن الضائع على عبارة ابن عصفور في حدّ العطف ، «بما فيها من التداخل في ظاهر الأمر ؛ لأنّ قوله : (حمـلُ اسـم على اسـم ، أو جملة على جملة) مـوفٍ بالغَرَض ، وقوله : (أو فعـل على فعلٍ) داخل تحت قولـه : (أو جملة علـى جملة) ؛ لأنّ الفعل لا ينفرد بنفسـه ؛ إذ لا بـد له من فاعلٍ أو نائبٍ عنه ، فقد ظهر التداخل» (٣).

ثمّ ردَّ هذا الإشكال بقوله : «والظاهر أنّ هذا تحامل على ابن عصفور ؛ لأنّك إذا قلت : إن يقُمْ زيـد ويخرجْ أبوه أُكرِمْهما ، فهذه الواو قد شرّكت بين الفعل الأوّل والفعل الثاني في حرفِ (إنْ) مفردينِ ، دون اعتبار بمرفوعيهما ، لأنّ الجازم إنّما يتعلّق حكمه بالفعل دون توابعه ، ولا حكم له في الجملة أصلاً ؛ إذ كان الجزم من خصائص الأفعال ... فإذن لم يقع

____________

(١) يريد الإشبيلي.

(٢) شرح جمل الزجّاجي ، ابن الفخار الخولاني (مصوّرتي عن مخطوطة الخزانة العامّة بالرباط) : ٤٧ ـ ٤٨.

(٣) شرح جمل الزجّاجي ، الخولاني : ٤٧ ـ ٤٨.

٢١٢

التشريك في العاطف إلاّ بين الفعلين فقط ، وما عدا الفعلين إنّما هو تابع لهما» (١).

وحدّه ابن مالك (ت ٦٧٢ هـ) بأنّه «المجعول تابعاً بأحدِ حروفه» (٢) ، أي : بأحدِ حروف العطف ، وهو ما عبّر عنه في أُرجوزته الألفيّة بقوله :

تالٍ بحرفٍ متبعٍ عطفُ النّسَقْ

كَاخْصُصْ بودٍّ وثناءٍ مَن صَدَقْ

وقد وافق ابنُ الناظم (ت ٦٨٦ هـ) والدَه على مضمون هذا الحدّ ، وصاغه بقوله : «إنّه التابع المتوسّط بينه وبين متبوعه أحد [حروف العطف] ... والتالي في قوله : (تالٍ بحرفٍ مُتبعٍ) بمعنى التابع ، وهو جنس للتوابع ، فلمّا قيّده بالحرف المُتبِعِ ، أخرج غير المحدود عنه» (٣).

وقال الأشموني (ت ٩٠٠ هـ) في شرح هذا الحدّ : «ومُتبع يُخرجُ نحو : مررتُ بغضنفرٍ ، أي أسدٍ ؛ فإنّ أسداً تابع بحرفٍ ، وليس معطوفـا عطف نسق ، بل بيان ؛ لأنّ (أي) ليست بحرفٍ مُتبع على الصحيح ، بل حرف تفسير» (٤).

وحدّه أبو حيّان الأندلسي (ت ٧٤٥ هـ) بقوله : «عطف النسق : حملُ مفردٍ أو جملة على نظيره بحرفٍ غير جارٍ للاشتراك في الحكم» (٥).

والظاهر من تعبيره بـ (المفرد) أنّه يريد به ما يشمل كلاًّ من الاسم والفعل.

____________

(١) شرح جمل الزجّاجي ، الخولاني : ٤٨.

(٢) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمّـد كامل بركات : ١٧٤.

(٣) شرح ابن الناظم على الألفيّة : ٢٠٣.

(٤) شرح الأشموني على الألفيّة ، تحقيق حسن حمد ٢ / ٣٦١.

(٥) غاية الإحسان في علم اللسان ، أبو حيّان الأندلسي ، مصوّرتي عن مخطوطة دار الكتب المصرية ، الورقة ٩ / ب.

٢١٣

هذا ، وقد فضّل كثير من النحاة الأخذ بصياغة ابن الناظم لحدّ عطف النسق ، ومنهم : ابن هشام (ت ٧٦١ هـ) (١) ، وابن عقيل (ت ٩٦٧ هـ) (٢) ، والفاكهي (ت ٩٧٢ هـ) (٣).

* * *

____________

(١) أ ـ أوضح المسالك الى الفيٌة ابن مالك ، ابن هشام ، تحقيق محمٌد محيي الدين عبد الحميد ٣ / ٣٧.

ب ـ شرح قطر الندى وبل الصدى ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : ٣٠١.

(٢) شرح ابن عقيل على ألفيٌة ابن مالك ، تحقيق محمٌد محيي الدين عبد الحميد ٢ / ٢٢٤.

(٣) شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمٌد الطيب الإبراهيم : ١٩٢.

٢١٤

من ذخائر التراث

٢١٥
٢١٦

٢١٧
٢١٨

مقدمة الإعداد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه محمّـد وآله الطـيبين الطاهرين ، لا سيّما بقيّة الله في الأرضين ، الإمام الحجّة المنت ـ ظَر المهديّ ، عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

أمـا بعـد ..

فهذه الرسالة واحدة من الرسائل النفيسة التي نفع بها العلاّمة الحجّة المجاهد الشيخ محمّـد جواد البلاغي قدس سره (١) الأُمّة الإسلامية ؛ قد مَنَّ الله

____________

(١) لم أترجم في هذه العجالة للعلاّمة البلاغي قدس سره ، فسموّ منزلته ورفعة مكانته قدس سره أشهر من نار على علم .. وترجمته دانية لمن رام قطافها ، من مظانّها من كتب التراجم ، وممّن حقّـق له كـتبه ورسائله بما لا مزيد عليه ، ومن مقـدِّمة تحقيقي وإعـدادي لبعض مصنّـفاته المنـشورة سابقاً ، لا س ـيما كـتابيه «الردّ على الوهّـابية» و«نصائح الهدى والدين» ، فقد فصّلت هناك كلَّ ما يتعلّق بتلك الحياة المباركة التي قضاها في تحصيل العلم ونشره والجهاد في سبيل رفعة الدين والمذهب الحقّ ، متنقّـلاً ما بين مدن العـراق ، كالنجف الأشرف وسامرّاء والكاظمية ، قارع فيها الاستعمار الإنكليزي ، وناظر اليهود والنصارى ، وحاجج الفرق الضالّـة المنحرفة .. فكان بحقٍّ أحد الأنوار المضيئة النادرة التي أنارت الدرب ..

فانظر ترجمته المفصّلة في : أعيان الشيعة ٤ / ٢٥٥ ـ ٢٦٢ ، شعراء الغريّ

٢١٩

تعالى علَيَّ بالتوفيق لاِعادة نشرها مُعـدةً إعداداً جديداً ، مصحّحة محقّ ـ قة.

وقد ردّ الشيخ البلاغي قدس سره في رسالته هذه على افتراءات وشبهات الدكتور زكي نجيب محمود المصري التي طعن بها على عقائد الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، ولم تك تلك الافتراءات والشبهات إلاّ صدىً لِما تقوّله مَن سبقه مِن المعاندين المكابرين ..

إذ أثار فيها قضية الاعتقاد بالإمام المهديّ عليه السلام ، وسرداب الغَيبة ، وقيام الإمام الحسـين عليه السلام بوجه الظلم ، والإمامة عند الشيعة ، وعبـدالله بن سـبأ ..

فردّها الشيخ البلاغي قدس سره بالأدلّة والبراهين القوية معتمداً في ذلك على ما ورد في أُمّهات مصادر أهل السُـنة ، في ما يخصّ الأُمور المشتركة ، كيما تكون الحجج ألزم وأدعى للقبول .. فيما عضّد ذلك بما ورد من طرق الشـيعة.

وفي ما عدا ذلك فقد اعتمد ـ كعادتهـ على الحوار العقلي بأدبٍ جمٍّ وخُلق رفيع.

هـذه الرسالة :

طُبعت هذه الرسالة لأوّل مرّة في مجلّـة «العـرفان» اللبنانية ، المجلّد ١٨ ، الجزءين الأوّل والثاني ، ربيع الأوّل والآخر ١٣٤٨ هـ / آب وأيلول

____________

٢ / ٤٣٦ ـ ٤٥٨ ، نقباء البشر في القرن الرابع عشر ١ / ٣٢٣ ـ ٣٢٦ ، الكنى والألقاب ٢ / ٩٤ ـ ٩٥ ، مقدّمة «الهدى إلى دين المصطفى» ١ / ٦ ـ ٢٠ ، معارف الرجال ١ / ١٩٦ ـ ٢٠٠ ، ريحانة الأدب ١ / ١٧٩ ، ماضي النجف وحاضرها ٢ / ٦١ ـ ٦٦ رقم ٣ ، مقدّمة «الردّ على الوهّابية» : ٨ ـ ٣٢ ، مقدّمة «نصائح الهدى» : ٥ ـ ٢٧ ، مجلّة «رسالة القرآن» / العدد ١٠ / ١٤١٣ : ٧١ ـ ١٠٤ ، وغيرهـا.

٢٢٠