تفسير من وحي القرآن - ج ١٤

السيد محمد حسين فضل الله

تفسير من وحي القرآن - ج ١٤

المؤلف:

السيد محمد حسين فضل الله


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الملاك
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٣

المستضعفون في بعض البلاد ، كالهند ونحوها ، من جر العربة التي يركبها الناس مكان الحصان أو الدابة التي تقوم بذلك ، فنرى أنها أمور تتنافى مع مظهر الكرامة الإنسانية ، وأمثال ذلك من الأوضاع السلبية الموجودة في أكثر من مكان.

إننا نريد إثارة هذه المسألة ، لما يترتب عليها من آثار شرعيّة عمليّة ، ولما تثيره من مفهوم إسلاميّ أصيل حول الخط الإنساني في الإسلام. وإننا نستقربه من ناحية علمية على أساس الاستيحاء الاستظهاري من الآية. وعلى ضوء هذا ، فإننا لا نجد ضرورة للبحث عن أساس لاحترام الإنسان من خلال عنوان معين ، بل يكفي عدم وجود عنوان آخر مضادّ لذلك حسب الأدلة الخاصّة. وندعو إلى مناقشة هذا الرأي من ناحية تفسيرية وفقهية.

(وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) فسخرنا لهم قطع البراري والقفار ، وتسلق الجبال ، وركوب البحار بالوسائل التي أعدّها الله للركوب ، أو التي ألهم الإنسان لمعرفتها والقيام بصنعها ، للتخفيف من عناء التنقل وحمل الأثقال ، واختصار الزمن ، والوصول إلى الغايات الكبرى في الحياة من أقرب طريق. وهذا مظهر حيّ من مظاهر تكريم الله للإنسان ، لأنه لا يريد له الوقوع في الجهد والمشقّة التي تثقل وضعه وتعطّل كثيرا من حركته في الوجود.

(وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) في ما يأكلون ويشربون ويتلذذون ويستمتعون ويلبسون أو يسكنون ، ليعيشوا الحياة في رخاء ورفاهية وراحة ، بعيدا عن الضيق والتعب وشظف العيش.

(وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) كالحيوان والجنّ ، اللذين يعيشان في الأجواء التي يعيش فيها بنو آدم ، والتفضيل لا يأتي عبثا بل يعود لقابلية الإنسان ، وللدور الذي أعدّه الله للإنسان في مسئوليته عن الحياة ، وعن المخلوقات الموجودة فيها ، كما ألمحنا إلى ذلك ـ في صدر تفسير الآية.

* * *

١٨١

هل الإنسان أفضل من الملائكة؟

ويرد هنا سؤالان حول هذه الفقرة :

الأول : هل الآية تشمل الملائكة ، ليكون الإنسان أفضل منهم ، أو أن الآية لا تعرض لهم ، فلا تدل على الموقف منهم ، فيرجع البحث في تقرير الوجه في المسألة إلى الآيات الأخرى أو الأحاديث المتصلة بالموضوع.

وقد ذكر صاحب الميزان أن الغرض من الآية «بيان ما كرّم الله به بني آدم وفضّلهم على سائر الموجودات الكونية ، وهي ـ في ما نعلم ـ الحيوان والجن ، وأما الملائكة فليسوا من الموجودات الكونية الواقعة تحت تأثير النظام المادي الحاكم في عالم المادة» (١).

ولكننا لا نجد للآية ظهورا في ذلك ، لا سيما إذا لا حظنا أن القرآن الكريم يتحدث عن الملائكة في أجواء الحديث عن الإنسان ، سواء في بداية الخليفة عند خلق آدم ، أو في بعض المجالات التي يتحدث فيها عن فكرة الملائكة في وعي الناس ودعوى أنهم بنات الله ، أو أن المفروض في الرسول أن يكون ملكا ، مما يجعل من الكلمة (مِمَّنْ خَلَقْنا) لا تبتعد عن أجواء الملك كما لا تبتعد عن أجواء الجن والحيوان. وإلّا فمن الممكن أن يقول قائل بأن الآية تتحدث عن المخلوقات المنظورة التي تعيش في الجانب الحسي من حياة الإنسان ، فلا تشمل الجن لأنهم لا يتحركون في المحيط المألوف للإنسان ، وإن كانوا يتحركون في وعيه من خلال العقائد التي يحملها الناس عنهم حقا أو باطلا.

وقد ذكر بعضهم أن الآية تدل على أن الملائكة أفضل من الإنسان حتى.

__________________

(١) تفسير الميزان ، ج : ١٣ ، ص : ١٥٤.

١٨٢

الأنبياء عليهم‌السلام قال : لأن قوله تعالى : (وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا) يدل على أنّ ها هنا من لم يفضلهم عليه ، وليس إلا الملائكة ، لأن بني آدم أفضل من كل حيوان سوى الملائكة بالاتفاق.

ولكن هذا الوجه غير ظاهر من الآية ، إذا المذكور ، في هذا الوجه ، مجرد استنتاج ، ويمكن المناقشة فيه ، على أساس أن التفضيل على الكثير ، لا ينفي وجوده بالنسبة إلى غيرهم ، ويمكن أن يكون الأمر على سبيل التساوي بينه وبين الملائكة. فلا دلالة ـ في الآية ـ على المسألة سلبا أو إيجابا.

أما الموضوع في ذاته ، فقد لا يكون فيه فائدة مهمة فكريا وعقيديا وعمليا ، لأنه من الأمور التي لم يكلفنا الله الاعتقاد بها ، وليس لها علاقة بحياتنا العامة. وقد أفاض العلماء والمفسرون في تحليل المسألة من خلال العمق الفلسفي ، الذي يحاول أن يجد في حرية الإرادة الإنسانية بين الخير والشر ، أساسا لتفضيل الإنسان على الملك ، لأنه يتحرك في الخير من موقع الاختيار ، بينما الملك مطبوع عليه. وبذلك انفتح باب آخر للخلاف يتصل بجانب الثواب الذي يحصل عليه الملك ، لأنه لم يكن نتيجة إرادته في العمل ، مما لا يجعل له فضلا يؤكّد استحقاقه ... وغير ذلك من الأبحاث التي تدخل في الفكر التجريدي الذي لا يؤدّي إلى نتيجة ، كما هو الكثير من أحاديث التفضيل التفصيلية بين الأنبياء ، مما أثار القرآن بعض الحديث فيه لمناسبات معينة تتصل ببعض مظاهر النبوّة ، أو الأحاديث عن تفضيل الإنسان على المخلوقات التي أريد فيها تأكيد النعمة عليه ليشكر ربه على ذلك ، ولينطلق من هذا الموقع ، من أجل التكامل في مدارج الكمال ... ولغير ذلك مما يتصل بحركة الإنسان في الحياة وموقعه من الله في تعامله معه ، بعيدا عن مسألة التصور المجرّد الذي يراد ـ من خلاله ـ إثارة الزهو التجريدي بالمسألة على أساس ذاتيّ. ولكننا ـ في خاتمة المطاف ـ قد نحتاج إلى الإشارة إلى الآيات التي ذكرها الله سبحانه في بداية الخليقة ، في حوارة مع الملائكة حول خلق

١٨٣

الإنسان واعتباره خليفة له ، وقدرته على وعي المعرفة بالأسماء كلها بما لا يقدر عليه الملائكة ، أو بما اختصه الله به من دون الملائكة. ثم أمر الملائكة بالسجود لآدم بصفته الإنسانية ، لا بصفته الذاتية ، كما يظهر من ردّ فعل إبليس الذي فهم المسألة من خلال النوع لا من خلال الشخص ، ولذا وجه الانتقام إلى ذرية آدم.

إن هذه الآيات قد توحي بأن للإنسان دورا في الخليقة لا يقترب الملائكة منه ، مما يجعل له بعض التميّز عليه ، وإن كانت المسألة لا توضح تفضيله عليهم من ناحية شمولية ؛ والله العالم.

السؤال الثاني : ما الفرق بين التكريم الذي جاء في أوّل الآية ، وبين التفضيل الذي جاء في آخرها ، فهل هو وارد على سبيل التأكيد ، أم أن هناك فرقا معنويا بينهما؟

وقد أجيب عن ذلك بأجوبة كثيرة ، والظاهر أن كلمة التكريم واردة على أساس النظرة إلى طبيعة الخصائص الذاتية التي خلقها الله فيه ، باعتبارها مظهرا لكرامة الله وإعزازه له ، بعيدا عن تفضيله على غيره ، إذ لا مانع من أن يكرم الله غيره بما أكرمه به أو بما يماثله في ذلك.

أما التفضيل ، فهو ناظر إلى المقارنة بين ما وهبه الله له وبين ما وهبه لغيره لإثبات جانب الامتياز فيه ، وبذلك كان أحدهما يكمّل الآخر في المعنى ، ولا يكتفي بتأكيده له ؛ والله العالم.

* * *

١٨٤

الآيتان

(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (٧١) وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (٧٢)

* * *

معاني المفردات

(بِإِمامِهِمْ) : أي بمن اتبعوه وائتمّوا به.

(فَتِيلاً) ، الفتيل : ما كان في شق النواة.

* * *

من هو الإمام؟

(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) إشارة إلى الموقف يوم القيامة ، الذي يواجه الإنسان فيه المسؤولية أمام الله ، وذلك في ما تمثله كلمة الإمام من المضمون الكامن في العنوان الذي يشير إلى طبيعة العمل الإنساني ووجهته في خط المصير.

١٨٥

وقد اختلف المفسرون في تفسير كلمة «الإمام» في الآية في وجوه عديدة ـ كما في مجمع البيان ـ.

الأول : إن المراد به النبيّ ، باعتبار أن كل نبي هو الإمام لأمته ولأتباعه.

الثاني : الكتاب المنزّل من الله ، كالتوراة والإنجيل والقرآن والزبور ، باعتبار أن المؤمنين به يتبعونه في أوامره ونواهيه وجميع تعاليمه.

الثالث : الشخص الذي يؤتم به من الأئمة والعلماء.

ويجمع هذه الأقوال ـ في ما ذكره في المجمع ـ ما رواه الخاص والعام عن الرضا علي بن موسى عليه‌السلام بالأسانيد الصحيحة أنه روى عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال فيه : يدعى كل أناس بإمام زمانهم ، وكتاب ربهم ، وسنة نبيهم. وروي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : ألا تحمدون الله ، إذا كان يوم القيامة فدعا كل قوم إلى من يتولونه ، ودعانا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفزعتم إلينا ، فإلى أين ترون يذهب بكم؟ إلى الجنة ورب الكعبة. (قالها ثلاثا).

الرابع : إن معناه بكتابهم الذي فيه أعمالهم (١).

ولعلّ المنصرف إلى الذهن في فهم الآية ـ لأوّل وهلة ـ هو المعنى الأخير بقرينة ما بعده من تفصيل الكلمة من حيث طبيعة الكتاب ومضمونه. ولكننا نعتقد أن الأقوال الثلاثة لا تبتعد عن ذلك من حيث المضمون ، أو من حيث الالتزام والإيحاء ، لأن من الطبيعي أن الأعمال التي يتضمنها الكتاب هي الصورة الملائمة أو المخالفة لتعليمات النبي ، وللكتاب الذي جاء به ، ولكلمات الإمام أو العالم أو المرشد باعتبارهم يتحدثون بكلام الله وكلام نبيّه. وعلى ضوء هذا ، فإن مفهوم هذه الفقرة من الآية ، أن الله ينادي كل قوم بالرمز الذي كانوا ينتمون إليه ، ويأتمّون به في الحياة ، من نبيّ وكتاب ومرشد ، في ما

__________________

(١) راجع : مجمع البيان ، ج : ٦ ، ص : ٥٥٥.

١٨٦

يتضمنه من خطوط وتعاليم وإرشادات ، ليكون ذلك حجّة لهم أو عليهم ، في ما يشتمل عليه كتاب الأعمال من خير أو شر. وربما كانت كلمة الإمام أوفق بالوجوه الثلاثة ، بقطع النظر عن القرينة التي ذكرناها ، لأنها مأخوذة من الموقع المتقدم الذي يتبعه الإنسان ويسير خلفه ، أمّا إطلاقه على كتاب الأعمال ، فعلى أساس العناية التشبيهية ، باعتبار أنه يمثل حركة المصير الأخروي الذي يسير الإنسان وراءه ، لأنه هو الذي يحدّد له خط السير هناك.

* * *

كلّ يرى عمله

(فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ) ويقبلون عليه بشغف ولهفة ويدققون في كل تفاصيله بشوق ومحبّة ، لأنهم يعرفون من خلال ذكريات الدنيا كيف كانت أعمالهم منسجمة مع خط الحق الذي جاء به النبي عن الله ، ودعا إليه الأئمة والعلماء ، ويعرفون أن الله لا يضيع عمل عامل منهم من ذكر أو أنثى ، (وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) ولا ينقصون منها شيئا ، حتى بمقدار الفتيل ، وهو المفتول الذي في شق النواة ، أو في بطنها ، في ما يمثله ذلك من الشيء الدقيق الخفيّ.

(وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى) وهو الذي لم ينطلق في حياته من مواقع النور التي جاء بها الكتاب المنزل من قبل الله ، أو التي بشر بها وخطط لها الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعا إليها الإمام أو المرشد ، بل اتبع ـ في خطواته العملية ـ هواه ، وهوى الناس الذين يضلونه من دون الله ، ويخططون له الخطط الفكرية والعملية في اتجاه الضلال ، فكان يتخبّط من زاوية إلى أخرى ، ويصطدم بجدار هنا ، وآخر هناك ، ويتيه في متاهات الأفكار والأوهام التي لا تؤدي به إلى هدف واضح قويم. وهكذا كان مثله مثل الأعمى الذي لا يرتكز في خطواته

١٨٧

على وضوح الخط وإشراق الرؤية ، لأن الهوى النفسي لا يمثل الخط الواحد الذي يحدد البداية والنهاية ، بل يمثل الخطوط المتحركة التي تختلف في كل وقت تبعا للمزاج بين يمين ويسار ومتعرّجات ملتوية ، بينما يمثل الهدى الإلهي والنبويّ والقياديّ الملتزم ، النور الذي يتحرك في الفكر فيبعث فيه الإشراق في الفكرة والوضوح في الرؤية ، ويتحرك في القلب ، فيبعث فيه النور في النبضات والخفقات والمشاعر ، فلا يتصل إلا بمواقع النور الروحية في الحياة ، وينطلق في الحياة فيخطط للطريق ليحدد كل مواقعه في خط البداية والنهاية وعلامات السير ، ويفتح في كل جانب من جوانبه بابا يطل على النور من أوسع الآفاق ، ويشير إلى الخطوات كي تتحرك في مواقع النور حيث الرحابة في الأفق وفي الأرض ... وهكذا تكون المواقع في الدنيا هي التي تحدد المواقع في الآخرة ، فمن كان سائرا في خط الهدى ، فإنه سيسلك ـ في ساحة الآخرة ـ الطريق الواضح المستقيم الذي يؤدي به إلى الجنة ، ومن كان متخبطا في عماه الفكري والروحي والعملي في الدنيا ، وسائرا في طريق الضلال ، (فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) ، لأنه سوف يجد أمامه النار التي تقوده إلى المصير الأسود ، الذي لا ينتهي إلى أمد معين في نطاق الزمان.

* * *

١٨٨

الآيات

(وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (٧٣) وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (٧٤) إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً) (٧٥)

* * *

معاني المفردات

(لَيَفْتِنُونَكَ) : ليصرفونك.

(لِتَفْتَرِيَ) : لتخترع.

* * *

١٨٩

مناسبة النزول

وقد ذكر المفسرون في هذه الآيات عدة روايات في مناسبة النزول ، (منها) أن قريشا قالت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا ندعك تستلم الحجر حتى تلمَّ بآلهتنا. فحدّث نفسه وقال : ما عليّ أن ألمّ بها ، والله يعلم إني لكاره لها ويدعوني أستلم الحجر. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

(ومنها) أنهم قالوا له : كفّ عن شتم آلهتنا وتسفيه أحلامنا ، واطرد هؤلاء العبيد والسقاط الذين رائحتهم رائحة الصنان ، حتى نجالسك ونسمع منك. فطمع في إسلامهم ، فنزلت الآية.

(ومنها) أنهم قالوا له : كفّ عن شتم آلهتنا وتسفيه أحلامنا ، واطرد هؤلاء العبيد والسقاط الذين رائحتهم رائحة الصنان ، حتى نجالسك ونسمع منك. فطمع في إسلامهم ، فنزلت الآية.

(ومنها) أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخرج الأصنام من المسجد ، فطلبت إليه قريش أن يترك صنما على المروة ، فهمّ بتركه ثم أمر بعد بكسره ، فنزلت الآية.

(ومنها) أن وفد ثقيف قالوا : أجّلنا سنة ، حتى نقبض ما يهدى لآلهتنا ، فإذا قبضنا ذلك ، كسرناها وأسلمنا. فهمّ بتأجيلها ، فنزلت الآية (١).

وإننا نحب أن نلاحظ أن هذه الروايات لا تقدّم إلينا الصورة النبوية المشرقة ، المتمثّلة في شخصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الرسالية الواعية لطبيعة السّاحة وشخصياتها والأساليب الملتوية التي يتبعونها ، بل تقدّم إلينا صورة النبي الذي يضعف أمام الأساليب الساذجة التي كانوا يحاولون خديعته بها. إلّا أنّ المسألة لا تكمن في البحث عن عصمته في حركة التبليغ ، ليتحدث المتحدثون بأن ذلك لا ينافي العصمة ، إذ إنّه لم يقدم لهم تنازلا على حساب الرسالة ، بل كان يحاول تجميد بعض الأساليب العملية لحساب الرسالة ، من أجل تسهيل مهمة

__________________

(١) مجمع البيان ، ج : ٦ ، ص : ٥٥٧ ـ ٥٥٨.

١٩٠

دخولهم في الإسلام ، كي يترك بعض الأشياء القاسية ضدهم ، حتى ينفتحوا عليه وعلى الإسلام ... ولكن المسألة هي مسألة الشخصية الضعيفة التي تقدمها إلينا الروايات.

ونحن لا نمانع من أن يكون القرآن هو السبيل ، الذي كان الله يريد ـ من خلاله ـ أن يحدّد للنبي خطواته العملية ، فيثبّت له مواقفه ، ويحدّد له مواقعه ، ويربّيه على أساليب الحركة في الدعوة والجهاد ، لتتكامل له التجربة والمعرفة على هذا الأساس القرآني ، لأن دور القرآن ـ في الإسلام ـ في تدريجية نزوله ، هو دور الكتاب الذي يلاحق الدعوة الإسلامية في بداية انطلاقها ، وحركتها قبل الهجرة في أجواء الدعوة والتبليغ ، وفي حركتها الفاعلة المتحدية المحاربة في أجواء التحدي والمواجهة.

إلّا أن النبي كان هو القائد الرسالي ، الذي يثبّت المواقف في مواقع الاهتزاز ، فلا يمكن أن يعيش الاهتزاز في مواقع العمل ، كنتيجة لبعض الأساليب الملتوية التي يثيرها المشركون معه ، لأن ذلك سوف يضعف موقفه عندهم وعند المؤمنين به. ولذا فإننا نستبعد هذه التفسيرات للآية.

وهناك ثغرات أخرى :

(ومنها) أن الآية مكية ، بينما تتضمن بعض هذه الروايات حوادث مدنية ، كتكسير الأصنام الذي كان بعد فتح مكة ، ومجيء وفد ثقيف إليه في المدينة كان بعد الهجرة ، لا قبلها في مكة.

(ومنها) : أنها لا تنسجم مع مضمون الآية ، الذي يوحي بأن المطلوب منه أنه يكذب على الله في التبليغ ، فيفتري عليه غير ما أنزله عليه من وحي ، بما يحدثه من آيات شخصية ، تتوافق مع طريقتهم في التفكير وفي الخط العملي ، بينما تتحدث هذه الروايات عن تجميد بعض أساليبه في المواجهة ، أو

١٩١

بعض ممارساته العملية ، أو إمهال البعض في الدخول في الإسلام ، وما شابه ذلك ، مما لا يدخل في أيّ لون من ألوان الافتراء على الله ، في الكلمة أو في المضمون أو في توجيه العمل إلى غير وجهته.

* * *

النبيّ الصادق الأمين

وهذا حديث عن الأساليب التي كان المشركون يمارسونها مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من أجل الانحراف به عن الخط الصادق في تبليغ وحي الله إلى الناس بكل دقّة من دون زيادة أو نقصان. فقد كان الصادق الأمين الدّقيق في قول الحق والانسجام معه ، مهما كانت طبيعة هذا الحق الذي يريد نقله إلى الناس ، من ناحية مضمونية أو عاطفية أو ذاتية ، فكيف لا يكون صادقا في كلام الله؟! ولكن المشركين كانوا يجادلونه كي ينحرف عما أنزله الله ، ليسلك اتجاها آخر في كلمات يصوغها لتقترب من أفكارهم. وكانت المحاولة تفشل ، ولكنهم ـ على ما يظهر ـ لم يتراجعوا ، بل كانوا يصرّون على تجديد المحاولة ، بتغيير الأساليب التي تخاطب فيه الجانب العاطفي الحميم ، وكانوا يعملون على الضغط عليه بواسطة أقربائه ومنهم عمه أبو طالب الذي كان السفير بينه وبينهم ، ولكن النبي لم يتراجع عن موقفه ، بل تابع الصلابة في الموقف ، إلى جانب المرونة في الأسلوب بالكلمة الحلوة واللفتة والنظرة ، والبسمة والحركة ، من دون أن يقدم أيّ تنازل ، وذلك ما توحي به الكلمة الحاسمة التي قالها لعمه (أبي طالب):

«والله ـ يا عم ـ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ، ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه».

١٩٢

كيف نفسر الآية؟

ذكر صاحب تفسير الميزان ، عن عيون أخبار الرضا ، بإسناده عن علي بن محمد بن الجهم ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أن المأمون سأله : أخبرني عن قول الله : (عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) [التوبة : ٤٣] قال الرضا عليه‌السلام : هذا مما نزل بإياك أعني واسمعي يا جارة ، خاطب الله بذلك نبيه ، وأراد به أمته ، وكذلك قوله : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) [الزمر : ٦٥] وقوله تعالى : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) قال : صدقت يا بن رسول الله (١).

وعلى ضوء هذا ، فإن الجواب عن المشكلة ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس هو المعنيّ بالأمر الذي تضمنته الآيات ، بل المعني به هو المسلمون ، في ما يواجههم من أساليب الكفار بالانحراف عن الخط المستقيم للحصول على محبتهم وصداقتهم.

ولكن لا بد لنا من التأمّل في هذه الآيات ، لندرس طبيعة الأسلوب الذي جاءت به ، للوصول إلى هذا الخطاب للأمة من خلال النبي ، فنلاحظ ، أن الآية الأولى قد أثارت وجود أساليب مؤثّرة ، لفتنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عما أوحى الله إليه ، وهي أساليب توحي بقوّتها وتأثيرها بالمستوى الذي يمكن له أن يضغط على المشاعر والأفكار ، التي لا تعيش الالتزام العميق بالرسالة ، والثبات الصلب على المبدأ ، والوعي المنفتح على الأساليب الملتوية المحيطة به ، لذا يمكن أن تكون واردة في مقام تصوير الحالة في ذاتها ، من خلال طبيعة العناصر الموجودة في داخلها ، بقطع النظر عن خصوصية الشخص الذي توجّه إليه ، في

__________________

(١) تفسير الميزان ، ج : ١٣ ، ص : ١٧٤ ـ ١٧٥.

١٩٣

ما يملك من قوّة ذاتية مميّزة ، وذلك للتنبيه على أن الكفار يمكن أن يثيروا أمام الداعية إلى الله بعض الأساليب الساحرة المثيرة ، التي تضغط على مشاعره وأفكاره بطريقة لا شعورية ، مما يفرض عليه أن يحترس من ذلك باللجوء إلى إيمانه وعقله ، ليأخذ منهما الوعي الذي ينفتح على المسألة من موقع العمق لا من موقع السطح. فهي تعالج الحالة من مواقع النظر إلى الإنسان في طبيعة مواجهته للأسلوب في ذاته ، ولذلك تحدثت عن تثبيت الله للنبي ، الذي لولاه لتأثّر بتلك الأساليب. ومن الطبيعي أن التثبيت لم يكن حالة طارئة ، كما توحي به الروايات التي تضمنت نزول الآية للتحذير من هذه الحالة ، مع أن الظاهر هو أنها جاءت إخبارا عن حالة سابقة ، بل كان التثبيت ناشئا من قوّة الإيمان في شخصيته التي أودعها الله فيه من خلال لطفه ورعايته له ، الأمر الذي يوحي للداعية المسلم أن يكون حذرا في مواجهة أساليب الإغراء والتخويف التي تمارس معه أو ضده ، لئلا يسقط أمامها بطريقة غير إراديّة.

* * *

إغراء النبيّ لتقديم التنازلات

(وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) ، فيواجهونك بالأساليب التي تثير الاهتزاز والانحراف في مسيرتك ، (عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) ليصرفوك عنه ، (لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ) لتزيد فيه ، فتقول علينا ما لم نقله ولم ننزله إليه ، (وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) وصديقا ، لانسجامك معهم واستجابتك لهم ، كما ينسجم الإنسان مع صديقه ويستجيب له. وهذا هو الأسلوب الإغرائي الذي يحاولون من خلاله أن يستميلوا النبي أو الداعية في ما يمكن أن يحققه من نتائج ، أو يبلغه من غايات. وهذا ما نجده في الأساليب المتبعة في واقعنا ، فالدعوات الفكرية أو

١٩٤

السياسية أو الاجتماعية التي تريد أن تؤكد امتدادها في الساحة ، توحي للآخرين بأساليب المودّة الحميمة من أجل تقديم بعض التنازلات هنا ، وبعض المواقف هناك ، ليكون ذلك سبيلا للاستفادة منهم في بعض المواقف والأهداف ، باعتبار أن الأجواء الحميمة تستطيع أن تحقق للإنسان ما لا تحققه الأجواء الفكرية من نتائج على صعيد الأهداف. وهذا ما يجب أن يتنبّه له العاملون في سبيل الله ، لأن هؤلاء لن يفتحوا قلوبهم لهم حتى يكونوا معهم في كل شيء ، ولن يحصلوا منهم على شيء بهذه الطريقة.

* * *

ماذا توحي لنا الآية؟

وقد نستطيع استيحاء قاعدة عامة من أجواء الآية ، وهي أن الإسلام لا يريد للمسلم أن يفكر بالصداقة بطريقة ذاتية ، بل يريد له أن يفكر بها ويمارسها على أساس اتصالها بالخط الفكري والعملي له ، بحيث لا تؤثّر عليه تأثيرا سلبيا من أيّة جهة كانت ، لأن الله يريد من المؤمن أن يخلص له ولرسوله ولدينه ، أكثر من إخلاصه لأي شخص ، فالإيمان يتحرك في الجانب الشعوري من شخصية الإنسان ، كما يتحرك في الجانب العقيدي والعملي لديه.

(وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) إنها العصمة الإلهية التي وضعت في شخصيتك الخصائص الفكرية والعملية التي تمنعك من التأثّر بأيّة حالة من حالات الخديعة والإغراء والانحراف ... ولولاها لكان لهذه الأساليب ، التي أثاروها أمامك ، تأثير كبير على شخصيتك كإنسان ، لأن الإنسان يتأثر بالأساليب العاطفية التي تخاطب فيه العاطفة ، وتثير لديه حالات الانفعال. ونلاحظ أن الآية عبّرت بكلمة «كدت» التي تعني القرب والدنوّ ، مما يوحي بأن الثبات سابق عليها ، وأن المسألة تتصل بالأسلوب في قرب التأثير.

١٩٥

(إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ) أي ضعف العذاب في حال الحياة أو الموت ، أي لو أنك ركنت إليهم ، لعذبناك ضعف ما نعذب به المجرمين في حياتهم ، وكذلك بعد مماتهم ، أي في الدنيا والآخرة.

(ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً) ينصرك منا ليخلّصك من العذاب الأليم.

* * *

١٩٦

الآيتان

(وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً(٧٦) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً) (٧٧)

* * *

معاني المفردات

(لا يَلْبَثُونَ) : لا يبقون.

(تَحْوِيلاً) : تبديلا.

* * *

مناسبة النزول

جاء في مجمع البيان : نزلت في أهل مكة ، لمّا همّوا بإخراج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

١٩٧

من مكّة. عن مجاهد وقتادة ، وقيل : نزلت في اليهود بالمدينة ، لمّا قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المدينة ، قالوا له : إن هذه الأرض ليست بأرض الأنبياء وإنما أرض الشام ، فائت الشام. عن ابن عباس (١).

* * *

ثبات في مواجهة الضغوط

(وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها) كان المشركون يقومون بعده محاولات للضغط على الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، من أجل أن يخرجوه من مكة ، ويتخلصوا من حركة الدعوة الإسلامية التي تخرّب كل مخططاتهم ، وتفسد عليهم شبابهم ، وتهدّم كل امتيازاتهم المتصلة بالجاهلية ، ولكن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يثبت أمام كل تلك الضغوط ، لأن مسألة وجوده في مكة ليست من المسائل المرتبطة بالجانب الذاتي ، أو بالحالة الأمنية المحلية العامة ، بل كانت مرتبطة بالدور الذي أراد أن يقوم به في مكة ، باعتبارها قاعدة للانفتاح على كل ما حولها من البلاد ، أو كل من يتصل بموقعها في مواسم الحج والشعر والتجارة ، فيهيّئ ـ من خلال ذلك ـ القاعدة الجديدة التي ينطلق منها إلى العالم من مواقع القوّة. فذلك ـ وحده ـ هو الذي يمكن أن يمهّد لإشارة الانطلاق إلى الخروج من مكة. ولهذا ، فإننا نعتبر أن الهجرة لم تنطلق من حالة ضغط ، وإن رافقتها تلك الحالة ، بل انطلقت من طبيعة الخطة التي كانت الهجرة فيها نهاية مرحلة ، وبداية مرحلة أخرى.

(وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً) فلا يمكثون بعدك إلا قليلا في

__________________

(١) مجمع البيان ، ج : ٦ ، ص : ٥٥٨.

١٩٨

الحياة ، لو نجحوا في هذا المخطط الذي يخططون له.

(سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا) الذين كانت تواجههم أممهم بمختلف أساليب الضغط الجسدي والمعنوي ، ومحاولة إبعادهم عن أرضهم ... فقد كان من سنّة الله في حركة الرسل ، أن لا يسمح لهؤلاء الناس الذين قاوموهم بالاستفادة من نتائج ظلمهم ، بل إن الله سينزل بهم العذاب الذي يهلكهم في الدنيا ، قبل عذاب الآخرة. وهذا ما عبّرت عنه الآية الكريمة : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) [إبراهيم : ١٣].

(وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً) أو تبديلا ، لأنها تمثل القوانين الكونية والاجتماعية التي جعلها الله أساسا لحركة الحياة في نظامها المتوازن وخطها المستقيم.

* * *

١٩٩

الآيتان

(أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً (٧٨) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) (٧٩)

* * *

معاني المفردات

(لِدُلُوكِ) : لزوال.

(غَسَقِ اللَّيْلِ) : ظهور ظلامه.

(وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) : صلاة الصبح.

(فَتَهَجَّدْ) : تيقّظ واسهر تاركا النوم.

(نافِلَةً) : زيادة.

* * *

٢٠٠