من هم قتلة الحسين عليه السلام ؟ شيعة الكوفة ؟

السيّد علي الحسيني الميلاني

من هم قتلة الحسين عليه السلام ؟ شيعة الكوفة ؟

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الحقائق الإسلاميّة
المطبعة: وفا
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-2501-97-7
الصفحات: ٤٨٧

١
٢

٣
٤

كلمة المركز

لقد تناولت أقلام العلماء والمفكّرين واقعة الطفّ واستشهاد أبي عبدالله الحسين عليه‌السلام بالبحث والتحقيق من مختلف الجوانب وشتّى الأبعاد ، إلّاأنّ هناك حقائق ما زالت خافية بفعل الظالمين أو تغافل الروّاة والمؤرّخين.

وقد تفرّغ سيدنا الفقيه المحقق آية الله الميلاني دامت بركاته لمهمّة الكشف عن بعض قضايا تلك الحادثة الأليمة والواقعة العظيمة في تاريخ الإسلام ، في محاضراتٍ ألقاها في مكتبه قبل حوالي خمسة عشر عاماً ، بطلبٍ من مركز الأبحاث الإعتقاديّة ، ثم أكملها بقلمه ، فكان هذا الكتاب الفريد في موضوعه فيما نعلم.

ونحن ـ إذْ نقدّم هذا السّفر الجليل إلى المكتبة الإسلامية ـ على يقينٍ بأنه سيسدّ فراغاً فيها كان يجب أنْ يُسدّ. ونسأله عزوجل أنْ يتقبّل منّا هذا العمل ويوفّقنا لأمثاله ، إنه سميع مجيب.

مركز الحقائق الإسلامية

٥
٦

كلمة المؤلّف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه محمّد وآله المعصومين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأوّلين والآخرين.

وبعد ..

فإنّ قضيّة استشهاد سيّد الشهداء وسبط رسول الله أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام بكربلاء لها جذور وأسباب وسوابق ، ولها آثار وتوابع ولواحق ... وكلّ ذلك بحاجة إلى دراسات عميقة في ضوء المصادر الموثوقة ، وقد تناولتها ـ منذ القرون الأُولى ـ أقلام المصنّفين بين منصفين وغير منصفين ، وإلى يومنا هذا ، وإلى يوم الدين.

فمنهم من ألّف في شرح الواقعة وضبط جزئياتها ، ومنهم من كتب في تحليل أسبابها والتحقيق عن جذورها ، ومنهم من درس آثارها في الدين وواقع المسلمين ...

٧

وكتابنا «مَن هم قتلة الحسين عليه‌السلام؟ شيعة الكوفة؟» يتناول جانباً واحداً من السوابق ، وجانباً واحداً من اللواحق ...

إنّ ممّا لا شكّ فيه هو تولية معاوية بن أبي سفيان ولدَه يزيد من بعده ، وبذله غاية الجهد في تهيئة الأسباب وتصفية الأجواء له ، فيكون شريكاً معه في كلّ ما أتى به ...

ولكنْ هل كان لمعاوية دورٌ في خصوص قتل الحسين عليه‌السلام في العراق ، بأنْ يكون هو المخطّط للواقعة ويكون ولده المنفّذ لها؟

وإنّ ممّا لا شكّ فيه وجود الأنصار لبني أُميّة في كلّ زمانٍ وفي كلّ لباسٍ ... فلمّا رأى هؤلاء أنّ القضية قد انتهت بفضيحة آل أبي سفيان ، وأنّه قد لحق العار والشنار للخطّ المناوئ لأهل البيت عليهم‌السلام إلى يوم القيامة ، جعلوا يحاولون تبرئة يزيد وأبيه معاوية واتّهام شيعة الكوفة بأنّهم هم الّذين قتلوا الإمام الحسين عليه‌السلام ، فلماذا يقيمون المآتم عليه ويجدّدون ذكرى الواقعة في كلّ عام؟!

لقد وضعنا هذا الكتاب ، لكي نثبت أنْ قتل الإمام الحسين عليه‌السلام كان بخطّةٍ مدبّرة مدروسة من معاوية بالذات ، ثمّ نُفّذت بواسطة يزيد وبأمرٍ منه وإشرافٍ مستمرّ ، على يد أنصار بني أُميّة في الكوفة ، وساعدهم على ذلك الخوارج ... هذا أوّلاً.

وثانياً : إنّ رجالات الشيعة في الكوفة ، الّذين كتبوا إلى الإمام عليه‌السلام واستعدّوا لنصرته ، قد شتّتتهم الأيدي الظالمة ، بين قتيل مع مسلم ابن عقيل ، أو سجينٍ ، أو مطارَد لم يتمكّن من الحضور بكربلاء ، ومن تمكّن منهم استُشهد.

٨

وثالثاً : إنّ الغرض من الدفاع عن يزيد وتبرير جرائمه ، ثمّ الإشكال على الشيعة في إقامة المآتم على السبط الشهيد وأصحابه ، إنّما هو التحامي عن اللعن والطعن في معاوية والأعلى فالأعلى.

إنّ دراستنا ستكون في ثلاث حلقات على طبق الموضوع ، فإنّها تتكوّن من حلقة تتعلّق بما قبل الواقعة ، وفيها دور معاوية ؛ وأُخرى تتعلّق بما بعد الواقعة ، وهو دور علماء السوء النواصب ؛ وحلقة في الوسط ، في دور يزيد ، والتحقيق عمّن باشر قتل الإمام عليه‌السلام ودفع تهمة مشاركة الشيعة في ذلك.

والله نسأل أنْ يتقبّل منّا هذا الجهد.

علي الحسيني الميلاني

٩
١٠

مقدّمات البحث

١١
١٢

المقدّمة الأُولى

في تأسيس معاوية الدولة الأُموية

إنّ من الأخبار المشتهرة قولة أبي سفيان لمّا تمّت البيعة لعثمان بن عفّان :

«تلقّفوها يا بني أُميّة تلقّف الكرة ، فما الأمر على ما يقولون» (١).

«يا بني أُميّة! تلقّفوها تلقّف الكرة» (٢).

«قد صارت إليك بعد تيم وعديّ ، فأدِرها كالكرة ، واجعل أوتادها بني أُميّة ، فإنّما هو الملك ، ولا أدري ما جَنّة ولا نار» (٣).

«يا بني عبد مناف! تلقّفوها تلقّف الكرة ، فما هناك جَنّة ولا نار» (٤).

كما رووا أنّه قال حين قُبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

__________________

(١) أنساب الأشراف ٥ / ١٩

(٢) مروج الذهب ٢ / ٣٤٣

(٣) الاستيعاب ٤ / ١٦٧٩

(٤) تاريخ الطبري ٥ / ٦٢٢ حوادث سنة ٢٨٤ ه‍ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٥٧

١٣

«تلقّفوها الآن تلقّف الكرة ، فما من جَنّة ولا نار» (١).

قال المسعودي : «وقد كان عمّار حين بويع عثمان بلغه قول أبي سفيان صخر بن حرب في دار عثمان ، عقيب الوقت الذي بويع فيه عثمان ودخل داره ومعه بنو أُميّة ، فقال أبو سفيان : أفيكم أحد من غيركم ...

ونُمِيَ هذا القول إلى المهاجرين والأنصار وغير ذلك الكلام ، فقام عمّار في المسجد فقال : يا معشر قريش! أمَا إذ صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ها هنا مرّة وها هنا مرّة! فما أنا بآمن من أن ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم ، كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله!

وقام المقداد فقال : ما رأيت مثل ما أُوذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم!

فقال له عبد الرحمن بن عوف : وما أنت وذاك يا مقداد بن عمرو؟!

فقال : إنّي والله لأُحبّهم لحبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إيّاهم ، وإنّ الحقّ معهم وفيهم.

يا عبد الرحمن! أعجبُ من قريش ، وإنّما تطوُّلُهم على الناس بفضل أهل هذا البيت ، قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعده من أيديهم!

أمَا وأَيْمُ الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش أنصاراً لقاتلتهم كقتالي إيّاهم مع النبيّ يوم بدر!

وجرى بينهم من الكلام خطب طويل ، قد أتينا على ذِكره في كتابنا

__________________

(١) أنساب الأشراف ٥ / ١٩

١٤

أخبار الزمان في أخبار الشورى والدار» (١).

وأضافت بعض الروايات أنّ أبا سفيان قال في كلامه : «فوالذي يحلف به أبو سفيان ، ما زلت أرجوها لكم ، ولتصيرَنّ إلى صبيانكم وراثةً» (٢).

قالوا : «وقد مرّ بقبر حمزة رضي الله عنه ، وضربه برجله وقال : يا أبا عُمارة ، إنّ الأمر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمسى في يد غِلماننا اليوم يتلعّبون به» (٣).

وهذا ما صرّح به معاوية أيضاً في مناسبات مختلفة ، ومن ذلك : إنّه لمّا قال له مسلم بن عقبة ـ مقترحاً عليه أن يعهد بالأمر ليزيد ـ فقال :

«صدقت يا مسلم! إنّه لم يزل رأيي من يزيد ، وهل تستقيم الناس لغير يزيد؟! ليتها في وُلدي وذرّيّتي إلى يوم الدين ، وأن لا تعلو ذرّيّة أبي تراب على ذرّيّة آل أبي سفيان» (٤).

وعن زرارة بن أوفى ، «أنّ معاوية خطب الناس فقال : يا أيّها الناس! إنّا نحن أحقّ بهذا الأمر ، نحن شجرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبيضته التي انفلقت عنه ، ونحن ونحن. فقال صعصعة : فأين بنو هاشم منكم؟! قال : نحن أسوسُ منهم ، وهم خيرٌ منّا» (٥).

__________________

(١) مروج الذهب ٢ / ٣٤٢ ـ ٣٤٣

(٢) مروج الذهب ٢ / ٣٤٣

(٣) شرح نهج البلاغة ١٦ / ١٣٦

(٤) الفتوح ـ لابن الأعثم ـ ٤ / ٣٥١

(٥) تاريخ دمشق ٢٤ / ٩٠ ـ ٩١

١٥

ومن ذلك كلامه لمّا جاء إلى الكوفة بعد الصلح مع الإمام الحسن عليه‌السلام ، وكلامه مع ابنة عثمان بن عفّان لمّا طالبته بالاقتصاص من قتلة أبيها ... وسيأتي ذلك كلّه.

وقد كان بداية الدولة الأُمويّة من حين ولّى أبو بكر ابن أبي قحافة ـ بإصرارٍ من عمر بن الخطّاب ـ يزيدَ بن أبي سفيان على الشام ، فكان أوّل والٍ من آل أبي سفيان (١) ...

__________________

(١) تاريخ الطبري ٢ / ٣٣١ حوادث سنة ١٣ ه

١٦

المقدّمة الثانية :

في بعض قضايا معاوية مع الإمام الحسن عليه‌السلام

استشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان في السنة الأربعين من الهجرة النبوية ... وكان بعده مولانا الإمام الحسن السبط عليه الصلاة والسلام.

وقد بايعه الناس بعد أن خطبهم.

ولننقل الخبر كما رواه أبو الفرج وبأسانيد مختلفة ، فقال :

«حدّثني أحمد بن عيسى العجلي ، قال : حدّثنا حسين بن نصر ، قال : حدّثنا زيد بن المعذل ، عن يحيى بن شعيب ، عن أبي مخنف ، قال :

حدّثني أشعث بن سوار ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن سعيد بن رويم. وحدّثني علي بن إسحاق المخرمي وأحمد بن الجعد ، قالا : حدّثنا عبد الله بن عمر مشكدانة ، قال : حدّثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي.

وحدّثني عليّ بن إسحاق ، قال : حدّثنا عبد الله بن عمر ، قال : حدّثنا عمران بن عيينة ، عن الأشعث عن أبي إسحاق ، موقوفاً.

١٧

وحدّثني محمّد بن الحسين الخثعمي ، قال : حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، قال : عمرو بن ثابت : كنت أختلف إلى أبي إسحاق السبيعي سنةً أسأله عن خطبة الحسن بن عليّ ، فلا يحدّثني بها ، فدخلت إليه في يومٍ شاتٍ وهو في الشمس وعليه برنسه كأنّه غول ، فقال لي : من أنت؟ فأخبرته ، فبكى وقال : كيف أبوك؟ كيف أهلك؟ قلت : صالحون. قال : في أيّ شيء تَردّدُ منذ سنة؟ قلت : في خطبة الحسن بن عليّ بعد وفاة أبيه.

قال : حدّثني هبيرة بن يريم ، وحدّثني محمّد بن محمّد الباغندي ومحمّد بن حمدان الصيدلاني ، قالا : حدّثنا إسماعيل بن محمّد العلوي ، قال : حدّثني عمّي عليّ بن جعفر بن محمّد ، عن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن الحسن ، عن أبيه ـ دخل حديث بعضهم في حديث بعض ، والمعنى قريب ـ ، قالوا :

خطب الحسن بن عليّ وفاة أمير المؤمنين عليٍّ عليه‌السلام فقال : لقد قُبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأوّلون ولا يدركه الآخرون بعمل ، ولقد كان يجاهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيقيه بنفسه ، ولقد كان يوجّهه برايته فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فلا يرجع حتّى يفتح الله عليه ، ولقد توفّي في هذه الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم ، ولقد توفّي فيها يوشع بن نون وصيّ موسى ، وما خلّف صفراء ولا بيضاء إلّاسبعمائة درهم بقيت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله.

ثمّ خنقته العبرة فبكى وبكى الناس معه.

ثمّ قال : أيّها الناس! من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا

١٨

الحسن بن محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، أنا ابن الداعي إلى الله عزوجل بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، والّذين افترض الله مودّتهم في كتابه إذ يقول : (وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً) فاقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت.

قال أبو مخنف عن رجاله : ثمّ قام ابن عبّاس بين يديه فدعا الناس إلى بيعته ، فاستجابوا له وقالوا : ما أحبّه إلينا وأحقّه بالخلافة ؛ فبايعوه.

ثمّ نزل عن المنبر» (١).

تنبيه :

حاول القوم أن لا ينقلوا خطبة الإمام الحسن عليه‌السلام كاملةً ، وحتّى المنقوص منها تصرّفوا في لفظه! فراجع : مسند أحمد ١ / ١٩٩ ـ ٢٠٠ ، وفضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ١ / ٦٧٤ ح ٩٢٢ وج ٢ / ٧٣٧ ح ١٠١٣ ، الزهد ـ لأحمد بن حنبل ـ : ١١٠ ح ٧١٠ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٣ / ٢٨ ، والمعجم الكبير ـ للطبراني ـ ٣ / ٧٩ ـ ٨١ ح ٢٧١٧ ـ ٢٧٢٥ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٩ / ٤٥ ح ٦٨٩٧ ، وتاريخ الطبري ٣ / ١٦٤ حوادث سنة ٤٠ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ / ١٨٨ ح ٤٨٠٢ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٢٦٥ حوادث سنة ٤٠ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٤٦ ، ثمّ قارن بين الألفاظ لترى مدى إخلاص أُمناء الحديث وحرصهم على حفظه ونقله!!

__________________

(١) مقاتل الطالبيّين : ٦١ ـ ٦٢

١٩

ولذا نجد علماء القوم يصرّحون بشرعيّة إمامته عليه‌السلام في شرح حديث «الخلافة بعدي ثلاثون سنة» ، فقالوا بأنّ مدّة خلافته متمّمة للثلاثين (١).

وأيضاً ، فقد ذكروا الحسن عليه‌السلام بشرح حديث «الأئمّة بعدي اثنا عشر» (٢).

ثمّ إنّه كتب إلى معاوية ، فقال :

«سلام عليك ، فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلّاهو.

أمّا بعد : فإنّ الله جلّ جلاله بعث محمّداً رحمةً للعالمين ، ومنّةً للمؤمنين ، وكافّة للناس أجمعين ، (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ) ، فبلّغَ رسالات الله ، وقامَ بأمر الله حتّى توفّاه الله غير مقصّر ولا وانٍ ، وبعد أن أظهر الله به الحقّ ومحق به الشرك ، وخصّ به قريشاً خاصّة فقال له : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) ، فلمّا توفّي تنازعت سلطانه العرب ، فقالت قريش : نحن قبيلته وأُسرته وأولياؤه ، ولا يحلّ لكم أن تنازعونا سلطان محمّد وحقّه ؛ فرأت العرب أنّ القول ما قالت قريش ، وأنّ الحجّة في ذلك لهم على من نازعهم أمر محمّد ، فأنعمت لهم وسلّمت إليهم.

ثمّ حاججنا نحن قريشاً بمثل ما حاججت به العرب ، فلم تنصفنا

__________________

(١) فتح الباري ١٣ / ٢٦٢ ، شرح صحيح مسلم ـ للنووي ـ ١٢ / ١٥٩ ح ١٨٢١ ، البداية والنهاية ٦ / ١٨٦ ، تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ : ١٢ ، عمدة القاري ٢٤ / ٢٨١ ح ٧٧

(٢) فتح الباري ١٣ / ٢٦٦ ، عارضة الأحوذي ٥ / ٦٧ ح ٢٢٣٠ ، البداية والنهاية ٦ / ١٨٧ ، تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ : ١٥

٢٠