من هم قتلة الحسين عليه السلام ؟ شيعة الكوفة ؟

السيّد علي الحسيني الميلاني

من هم قتلة الحسين عليه السلام ؟ شيعة الكوفة ؟

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الحقائق الإسلاميّة
المطبعة: وفا
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-2501-97-7
الصفحات: ٤٨٧

أقول :

روى ابن العربي المالكي أخبار عهد معاوية لابنه يزيد وكيفيّة أخذه البيعة له ، إلى أن قال :

«فإنْ قيل : ليس فيه شروط الإمامة.

قلنا : ليس السنّ من شروطها ، ولم يثبت أنّه يقصر يزيد عنها.

فإن قيل : كان منها العدالة والعلم ، ولم يكن يزيد عدلاً ولا عالماً.

قلنا : وبأيّ شيء نعلم عدم علمه أو عدم عدالته؟! ولو كان مسلوبهما لذكر ذلك الثلاثة الفضلاء الّذين أشاروا عليه بأنْ لا يفعل ، وإنّما رموا إلى الأمر بعيب التحكّم ، وأرادوا أن تكون شورى.

فإن قيل : كان هناك من هو أحقّ منه عدالةً وعلماً ، منهم مئة وربّما ألف.

قلنا : إمامة المفضول ـ كما قدّمنا ـ مسألة خلاف بين العلماء كما ذكر العلماء في موضعه» (١).

قال :

«وقد حسم البخاري الباب ، ونهج جادّة الصواب ، فروى في صحيحه ما يبطل جميع هذا المتقدّم ، وهو أنّ معاوية خطب وابن عمر حاضر في خطبته ...» (٢) ، فأورد أخبار بيعة عبد الله بن عمر ليزيد ، فقال :

__________________

(١) العواصم من القواصم : ٢٠٦ ـ ٢٠٧

(٢) العواصم من القواصم : ٢٠٧

٤٢١

«فانظروا معشر المسلمين إلى ما روى البخاري في الصحيح ، وإلى ما سبق ذِكرنا له في رواية بعضهم أنّ عبد الله بن عمر لم يبايع ...» (١).

قال :

«فهذه الأخبار الصحاح كلّها تعطيك أنّ ابن عمر كان مسلّماً في أمر يزيد ، وأنّه بايع وعقد له ، والتزم ما التزم الناس ، ودخل في ما دخل فيه المسلمون ، وحرّم على نفسه ومَن إليه بعد ذلك أن يخرج على هذا أو ينقضه.

وظهر لك أنّ من قال : إنّ معاوية كذب في قوله : بايع ابنُ عمر ولم يبايع ؛ وإنّ ابن عمر وأصحابه سُئلوا فقالوا : لم نبايع ؛ فقد كذب.

وقد صدق البخاري في روايته قولَ معاوية في المنبر : إنّ ابن عمر قد بايع ؛ بإقرار ابن عمر بذلك وتسليمه له وتماديه عليه ...» (٢).

قال :

«فإن قيل : كان يزيد خمّاراً.

قلنا : لا يحلُّ إلّابشاهدين ، فمن شهد بذلك عليه؟! ...

فإن قيل : ولو لم يكن ليزيد إلّاقتله للحسين بن عليّ!

قلنا : يا أسفاً على المصائب مرّةً ، ويا أسفاً على مصيبة الحسين ألف مرّة ، وإنّ بوله يجري على صدر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ودمه يراق على البوغاء ولا يحقن ، يا لله ويا للمسلمين!!» (٣).

__________________

(١) العواصم من القواصم : ٢٠٨

(٢) العواصم من القواصم : ٢٠٩

(٣) العواصم من القواصم : ٢١٠ و ٢١١

٤٢٢

قال :

«وذكر المؤرّخون : أنّ كتب أهل الكوفة وردت على الحسين ، وأنّه أرسل مسلم بن عقيل ، ابنَ عمّه ، إليهم ليأخذ عليهم البيعة ، وينظر هو في اتّباعه ، فنهاه ابن عبّاس ، وأعلمه أنّهم خذلوا أباه وأخاه ، وأشار عليه ابن الزبير بالخروج ، فخرج ، فلم يبلغ الكوفة إلّاومسلم ابن عقيل قد قُتل ، وأسلمه من كان استدعاه ؛ ويكفيك بهذا عظةً لمن اتّعظ!

فتمادى واستمرّ غضباً للدين وقياماً بالحقّ ، ولكنّه رضي الله عنه لم يقبل نصيحة أعلم أهل زمانه ابن عبّاس ، وعَدَل عن رأي شيخ الصحابة ابن عمر ، وطلب الابتداء في الانتهاء ، والاستقامة في الاعوجاج ، ونضارة الشبيبة في هشيم المشيخة ، ليس حوله مثله ، ولا له من الأنصار من يرعى حقّه ، ولا من يبذل نفسه دونه ، فأردنا أنْ نطهّر الأرض من خمر يزيد ، فأرقنا دم الحسين ، فجاءتنا مصيبة لا يجبرها سرور الدهر.

وما خرج إليه أحد إلّابتأويل ، ولا قاتلوه إلّابما سمعوا من جدّه المهيمن على الرسل ، المخبر بفساد الحال ، المحذّر من الدخول في الفتن ، وأقواله في ذلك كثيرة ، منها : قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أنْ يفرّق أمر هذه الأُمّة وهي جميع ، فاضربوه بالسيف كائناً من كان ؛ فما خرج الناس إلّابهذا وأمثاله.

ولو أنّ عظيمها وابن عظيمها ، وشريفها وابن شريفها الحسين ، وسعه بيته أو ضيعته أو إبله ، ولو جاء الخلق يطلبونه ليقوم بالحقّ ، وفي جملتهم ابن عبّاس وابن عمر ، لم يلتفت إليهم ، وحضره ما أنذر به النبيّ

٤٢٣

صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وما قال في أخيه ، ورأى أنّها خرجت عن أخيه ومعه جيوش الأرض وكبار الخلق ينصرونه ، فكيف ترجع إليه بأوباش الكوفة وكبارُ الصحابة ينهونه وينأون عنه؟!

ما أدري في هذا إلّاالتسليم لقضاء الله ، والحزن على ابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقيّة الدهر.

ولولا معرفة أشياخ وأعيان الأُمّة بأنّه أمر صرفه الله عن أهل البيت ، وحال من الفتنة لا ينبغي لأحدٍ أن يدخلها ، ما أسلموه أبداً ... وكلٌّ منهم عظيم القدر ، مجتهد ، وفي ما دخل فيه مصيبٌ مأجور ، ولله فيه حكم قد أنفذه ...» (١).

أقول :

هذه نصوص عباراته باختصار ، تدبّر فيها لترى أنّ الغرض الأصلي هو الحماية والدفاع عن الخلفاء والصحابة الّذين حملوا بني أُميّة على رقاب الناس ، فالدفاع عن يزيد ومعاوية ، والقول بأنّ الحسين إنّما قتل بسيف جدّه ، إنّما هو من أجل تصحيح ما فعله المشايخ ، وهذا ما صرّح به بالتالي حيث قال : «ولولا معرفة أشياخ وأعيان الأُمّة بأنّه أمر صرفه الله عن أهل البيت ...».

عبد المغيث البغدادي

وأصرح من ذلك كلام الشيخ عبد المغيث بن زهير الحنبلي

__________________

(١) العواصم من القواصم : ٢١٢ ـ ٢١٥

٤٢٤

البغدادي ؛ فقد ذكر في رسالته التي وضعها في الدفاع عن يزيد والمنع من لعنه وجوهاً (١) ، أهمّها :

١ ـ قد قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حقّ معاوية : اللهمّ اجعله هادياً واهد به. ومَن هو هادٍ لا يجوز أنْ يُطعن عليه في ما اختاره مِن ولاية يزيد.

٢ ـ ولاية يزيد ثبتت برضا الجميع إلّاخمسة : عبد الرحمن بن أبي بكر ، وابن عمر ، وابن الزبير ، والحسين ، وابن عبّاس.

٣ ـ أحاديث وجوب الطاعة للأئمّة وإنْ جاروا ، فذهب قوم إلى أنّ الحسين كان خارجيّاً.

٤ ـ السكوت عن يزيد احتراماً لأبيه.

أقول :

الملاحَظ أنّ أوّل شيء يطرحه هو الدفاع عن معاوية ؛ لأنّه صرّح بانتهاء الأمر إليه ، فلا بُدّ من الدفاع عنه ، وقد تعرّض لحديثٍ في فضله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لكنّه حديث موضوع بإقرار علماء القوم ، بل قد نصَّ الأئمّة منهم على أنّه لم يصحّ في فضل معاوية ابن أبي سفيان عن رسول الله شيء (٢).

__________________

(١) رسالته غير مطبوعة ، وقد وردت هذه الوجوه في رسالة معاصره الحافظ أبي الفرج ابن الجوزي ، التي أسماها ب «الردّ على المتعصّب العنيد المانع من لعن يزيد» ، وهي مطبوعة ؛ انظر : الردّ على المتعصّب العنيد : ٦٧ ـ ٦٨

(٢) تقدّم مفصّلاً في الصفحتين ٤٠٧ و ٤٠٨ ؛ فراجع

٤٢٥

ثمّ يدّعي موافقة رجال الأُمّة على ولاية يزيد إلّاالخمسة ، فيذكر فيهم «عبد الله بن عمر»!

والأحاديث في وجوب طاعة الولاة غير منطبقة على يزيد.

فيعود مرّةً أُخرى ، للدفاع عن معاوية وحمايته ... وهذا هو المهمّ ...!!

هذا ، وقد قالوا بترجمة هذا الرجل : كان إماماً ، حافظاً ، محدّثاً ، زاهداً ، صالحاً ، متديّناً ، صدوقاً ، ثقةً ، ورعاً ، أميناً ، حسن الطريقة ، جميل السيرة ، حميد الأخلاق ، مجتهداً في اتّباع السُنّة ...

فقال الذهبي : «وقد ألّف جزءاً في فضائل يزيد ، أتى فيه بعجائب وأوابد ، لو لم يؤلّفه لكان خيراً» (١).

وقال ابن كثير : «له مصنَّف في فضل يزيد بن معاوية ، أتى فيه بالغرائب والعجائب ، وقد ردّ عليه أبو الفرج ابن الجوزي ، فأجاد وأصاب» (٢).

وقال ابن العماد : «قال الذهبي : صنَّف جزءاً في فضائل يزيد أتى فيه بالموضوعات» (٣).

ثمّ لمّا سُئل عبد المغيث عن السبب في دفاعه عن يزيد أجاب :

«يا هذا! إنّما قصدت كفّ الألسنة عن لعن الخلفاء» (٤).

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٢١ / ١٦٠

(٢) البداية والنهاية ١٢ / ٢٩٠ حوادث سنة ٥٨٣ ه

(٣) شذرات الذهب ٤ / ٢٧٦ حوادث سنة ٥٨٣ ه

(٤) سير أعلام النبلاء ٢١ / ١٦١

٤٢٦

أقول :

وهذا معنى كلام الشيخ السعد التفتازاني في «شرح المقاصد» ، حيث قال : «تحامياً عن أن يُرتقى إلى الأعلى فالأعلى».

وهذا نصّ كلامه بكامله :

«إنّ ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ ، والمذكور على ألسنة الثقات ، يدلّ بظاهره على أنّ بعضهم قد حاد عن طريق الحقّ وبلغ حدّ الظلم والفسق ، وكان الباعث له الحقد والعناد ، والحسد واللداد ، وطلب الملك والرئاسة ، والميل إلى اللذّات والشهوات ؛ إذ ليس كلّ صحابيّ معصوماً ، ولا كلّ من لقي النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالخير موسوماً.

إلّا أنّ العلماء لحسن ظنّهم بأصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكروا لها محامل وتأويلات بها تليق ، وذهبوا إلى أنّهم محفوظون عمّا يوجب التضليل والتفسيق ، صوناً لعقائد المسلمين عن الزيغ والضلالة في حقّ كبار الصحابة ، سيّما المهاجرين منهم والأنصار ، والمبشّرين بالثواب في دار القرار.

وأمّا ما جرى بعدهم من الظلم على أهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء ، ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء ، إذ تكاد تشهد به الجماد والعجماء ، ويبكي له من في الأرض والسماء ، وتنهدّ منه الجبال وتنشقّ الصخور ، ويبقى سوء عمله على كرّ الشهور ومرّ الدهور ، فلعنة على من باشر أو رضي أو سعى ، (وَلَعَذَابُ

٤٢٧

الآخِرَةِ أَشَدُّ وأَبْقَى) (١).

فإن قيل : فمِن علماء المذهب مَن لم يجوّز اللعن على يزيد ، مع علمهم بأن يستحقّ ما يربو على ذلك ويزيد؟!

قلنا : تحامياً عن أن يُرتقى إلى الأعلى فالأعلى ، كما هو شعار الروافض على ما يروى في أدعيتهم ويجري في أنديتهم ، فرأى المعتنون بأمر الدين إلجام العوامّ بالكلّية طريقاً إلى الاقتصاد في الاعتقاد ، وبحيث لا تزلّ الأقدام عن السواء ، ولا تضلّ الأفهام بالأهواء ، وإلّا فمَن يخفى عليه الجواز والاستحقاق؟! وكيف لا يقع عليهما الاتّفاق؟! وهذا هو السرّ في ما نقل عن السلف من المبالغة في مجانبة أهل الضلال ، وسدّ طريق لا يؤمن أن يجرّ إلى الغواية في المآل ، مع علمهم بحقيقة الحال وجليّة المقال» (٢).

أقول :

إنّه ليس تحامياً عن أنْ يُرتقى إلى الأعلى فالأعلى فقط ، بل لئلّا ينزل إلى الأسفل والأسفل ...

إنّهم بتحاميهم عن يزيد ومعاوية يريدون الإبقاء على حكومات الجور في أزمنتهم أيضاً ؛ ولذا رووا أنّه لمّا سأل الخليفةُ الناصر عبدَ المغيث الحنبلي عن سبب منعه من لعن يزيد ، أجابه بأنّه : لو فتحنا هذا الباب لزم لعن خليفتنا ـ يعني الناصر ـ وعَزْله عن الخلافة ... (٣).

__________________

(١) سورة طه ٢٠ : ١٢٧

(٢) شرح المقاصد ٥ / ٣١٠ ـ ٣١١

(٣) انظر : البداية والنهاية ١٢ / ٢٩٠ حوادث سنة ٥٨٣ ه‍ ، سير أعلام النبلاء ٢١ / ١٦١ ، ذيل طبقات الحنابلة ٣ / ٢٩٩

٤٢٨

ومن هنا يظهر سرّ ممانعة الحكومات الجائرة عن لعن يزيد وقراءة مأتم الإمام عليه‌السلام وإقامة العزاء عليه ...

هذا ، ولا يخفى التهافت والتناقض بين كلام عبد المغيث كلام ابن العربي ، فإنّ ابن العربي أكّد على أنّ ابن عمر قد بايع يزيد بن معاوية ، وكذّب القولَ بأنّه لم يبايع ، واستند إلى خبرٍ رواه البخاري ووصفه ب «شيخ الصحابة» (١) ، وعبد المغيث ينصُّ على عدم مبايعته ليزيد ...

وهذا من موارد تناقضات القوم فيما بينهم في دفاعهم عن الأشياخ!

وسيأتي أنّ واحدهم أيضاً قد يناقض نفسَه وتتهافت كلماته ...

الغزّالي

وأمّا الغزّالي ... فهذه نصوص كلماته باختصار :

«فإن قيل : هل يجوز لعن يزيد ، لأنّه قاتل الحسين أو آمر به؟

قلنا : هذا لم يثبت أصلاً ...

فإن قيل : فهل يجوز أن يقال : قاتل الحسين لعنه الله ، أو : الآمر بقتله لعنه الله؟

قلنا : الصواب أن يقال : قاتل الحسين إنْ مات قبل التوبة لعنه الله ، لأنّه يحتمل أنْ يموت بعد التوبة ...» (٢).

ولمّا سُئل عن لعن يزيد بن معاوية ، أجاب :

«لا يجوز لعن المسلم أصلاً ، ومن لعن المسلم فهو الملعون ...

__________________

(١) العواصم من القواصم : ٢١٣

(٢) إحياء علوم الدين ٣ / ٢٦٩ و ٢٧٠ كتاب آفات اللسان / الآفة الثامنة

٤٢٩

ويزيد صحّ إسلامُه ، وما صحّ قتلُه للحسين رضي الله عنه ، ولا أَمرُه ولا رِضاه بذلك ، ومهما لم يصحّ ذلك عنه لم يجز أنْ يظنّ ذلك به ، فإنّ إساءة الظنّ ـ أيضاً ـ بالمسلم حرام ، قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنّ إِثْمٌ) (١) ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّ الله حرّم من المسلم دمه وماله وعرضه ، وأنْ يُظنّ به ظنّ السوء.

ومن أراد أن يعلم حقيقة مَن الذي أمر بقتله لم يقدر على ذلك ، وإذا لم يعلم وجب إحسان الظنّ بكلّ مسلم يمكن إحسان الظنّ به.

ومع هذا ، لو ثبت على مسلم أنّه قتل مسلماً ، فمذهب أهل الحقّ أنّه ليس بكافر ، والقتل ليس بكفر ، بل هو معصية ، وإذا مات القاتل فربّما مات بعد التوبة ، والكافر لو تاب من كفره لم يجز لعنه ، فكيف مَن تاب مِن قَتْل؟!

ولم يُعرف أنّ قاتل الحسين مات قبل التوبة ، (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ) (٢)

فإذاً لا يجوز لعن أحد ممّن مات من المسلمين ، ومن لعن كان فاسقاً عاصياً الله عزوجل ، ولو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصياً بالإجماع ، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره لا يقال له في القيامة : لِمَ لَم تلعن إبليس؟! ويقال للّاعن : لِمَ لعنت؟! ومن أين عرفت أنّه ملعون؟!

والملعون هو المبعَد من الله عزوجل ، وذلك لا يُعرف إلّافي من مات كافراً ، فإنّ ذلك عُلم بالشرع.

__________________

(١) سورة الحجرات ٤٩ : ١٢

(٢) سورة الشورى ٤٢ : ٢٥

٤٣٠

وأمّا الترحّم عليه فجائز ، بل مستحبٌّ ، بل داخل في قولنا : اللهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات ؛ فإنّه كان مؤمناً» (١).

أقول :

فهو ـ قبل كلّ شيء ـ يشكّك في أمر يزيد بقتل الإمام عليه‌السلام ... ثمّ يؤكّد على إسلام الرجل ليحرّم لعنه باحتمال التوبة قبل الموت!

أمّا أنّ يزيد قد أمر بقتل الحسين عليه‌السلام فهذا ثابت بالضرورة من التاريخ ، وكتب القوم ورواياتهم شاهدة بذلك ، وكلمات علمائهم تؤكّده ... حتّى إنّ ابن العربي ومَن تبعه يرون خلافة يزيد على حقٍّ ، وأنّ الإمام عليه‌السلام إنّما قُتل بسيف جدّه ـ والعياذ بالله ـ ، وسيأتي تصريح الحافظ بأنّه قاتل الحسين عليه‌السلام وإنْ حاول الدفاع عنه بعض الشيء ...

وأمّا كفره ، فليس لقتل الإمام عليه‌السلام فقط ، بل لأسبابٍ أُخرى أيضاً ، ولذا أفتى بذلك مثل أحمد بن حنبل ، وسائر أئمّة القوم المعروفين عندهم بالزهد والورع ...

ومن العجب أن يضطرّه الدفاع عن يزيد ويلجئه إلى الدفاع عن إبليس وكلّ شيطان مريد ، بترجيح السكوت عنه على لعنه ، وهو يرى بأُمّ عينيه أنّ الكتاب والسُنّة مشحونان بلعنه ولعن أتباعه والمطيعين له ، وعلى ذلك سيرة المسلمين كافّة إلى يومنا هذا!

__________________

(١) حياة الحيوان الكبرى ـ للدميري ـ ٢ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦

٤٣١

وما ذلك كلّه إلّادفاعاً عن الخلفاء ، كما قال عبد المغيث ، وتحامياً عن أن يُرتقى في اللعن إلى الأعلى ... كما جاء في كلام التفتازاني ...

عبد القادر الجيلاني

ولبعض مشايخ القوم في التصوّف والسلوك إلى الله!! أُسلوب آخر ، ظاهره أنيق ، وباطنه إغراء وتخديع ...

يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني في يوم عاشوراء : «فصلٌ : وقد طعن قومٌ على من صام هذا اليوم العظيم وما ورد فيه من التعظيم ، وزعموا أنه لا يجوز صيامه لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فيه ، وقالوا : ينبغي أن تكون المصيبة فيه عامة لجميع الناس لفقده فيه ، وأنتم تتخذونه يوم فرح وسرور ، وتأمرون فيه بالتوسعة على العيال والنفقة الكثيرة والصدقة على الفقراء والضعفاء والمساكين ، وليس هذا من حق الحسين رضي الله عنه على جماعة المسلمين.

وهذا القائل خاطئ ومذهبه قبيه فاسد ، لأن الله تعالى اختار لسبط نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم الشهادة في أشرف الأيام وأعظمها وأجلها وأرفعها عنده ، ليزيده بذلك رفعة في درجاته وكراماته مضافة إلى كرامته ، وبلّغه منازل الخلفاء الراشدين الشهداء بالشهادة ، ولو جاز أن نتخذ يوم موته يوم مصيبة لكان يوم الإثنين أولى بذلك ، إذْ قبض الله تعالى نبيه محمداً صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيه ، وكذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه قبض فيه ، وهو ما روى هشام بن عروة عن عائشة رضي الله عنهما قالت : قال أبو بكر رضي الله عنه : أي يوم توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيه؟ قلت : ويوم

٤٣٢

الاثنين ، قال رضي الله عنه : إني أرجو أن أموت فيه ، فمات رضي الله عنه فيه ، وفقد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفقد أبي بكر رضي الله عنه أعظم من فقد غيرهما ، وقد اتفق الناس على شرف يوم يوم الإثنين ، وفضيلة صومه وأنه تعرض أعمال العباد فيه ، وفي يوم الخميس ترفع أعمال العباد.

وكذلك يوم عاشوراء لا يتخذ يوم مصيبة ، ولأن يوم عاشوراء إنْ اتخذ يوم مصيبة ليس بأولى من أن يتخذ يوم فرح وسرور ، لما قدمنا ذكره وفضله ، من أنه يوم نجّى الله تعالى فيه أنبياءه من أعدائهم وأهلك فيه أعداءهم الكفار من فرعون وقومه وغيرهم وأنه تعالى خلق السماوات والأرض والأشياء الشريفة فيه وآدم عليه‌السلام وغير ذلك ، وما أعدّ الله تعالى لمن صامه من الثواب الجزيل والعطاء الوافر وتكفير الذنوب وتمحيص السيئات ، فصار عاشوراء بمثابة بقية الأيام الشريفة ، كالعيدين والجمعة وعرفة وغيرهما.

ثم لو جاز أن يتخذ هذا اليوم مصيبة لاتّخذته الصحابة والتابعون رضي الله عنهم ، لأنهم أقرب إليه منا وأخص به ، وقد ورد عنهم الحث على التوسعة على العيال فيه والصوم فيه ، من ذلك ما روي عن الحسن رحمة الله تعالى عليه أنّه قال : كان صوم يوم عاشوراء فريضة وكان علي رضي الله عنه يأمر بصيامه فقالت لهم عائشة رضي الله عنها : من يأمركم بصوم يوم عاشوراء؟ قالوا : علي رضي الله عنه قالت : إنه أعلم من بقي بالسنّة ، وروي عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أحياء ليلة عاشوراء أحياه الله تعالى ما شاء.

٤٣٣

فدلّ على بطلان ما ذهب إليه هذا القائل. والله أعلم» (١).

الذهبي

والذهبي جاءت كلماته بترجمة يزيد متهافتة.

أمّا في (تاريخه) (٢) فذكر ما ملخّصه أنّه روى عن أبيه ، وروى عنه ابنه خالد وعبد الملك بن مروان ، وأنّه بويع بعد أبيه ، ثمّ ذكر أنّ أُمّه ميسون رأت في النوم كأنّ قمراً خرج من قُبلها ، فقيل لها : تلدين من يُبايع له بالخلافة (٣)!

قال : وفي سنة خمسين غزا يزيد أرض روم ومعه أبو أيّوب الأنصاري ، وحجّ بالناس سنة إحدى وخمسين وسنة اثنتين وسنة ثلاث.

ثمّ روى عن عبد الله بن عمرو ، قال : أبو بكر الصدّيق ، أصبتم اسمه ؛ عمر الفاروق ، قرن من حديدٍ ، أصبتم اسمه ؛ ابن عفّان ذو النورين ، قُتل مظلوماً ، يؤتى كفلين من الرحمة ؛ معاوية وابنه ملكا الأرض المقدّسة ؛ والسفّاح وسلام ومنصور وجابر والمهدي والأمين وأمير العُصَب ، كلّهم من بني كعب بن لؤي ، كلُّهم صالح لا يوجد مثله (٤).

قال : روى نحوه محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن أبي أُسامة ، عن الثوري ، عن هشام بن حسّان ، ثنا محمّد بن سيرين ..

قال : وله طريق آخر. قال : ولم يرفعه أحد.

__________________

(١) غنية الطالبين : ٦٨٤ ـ ٦٨٧

(٢) تاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) : ٢٦٩

(٣) انظر : سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٦ ، تاريخ دمشق ٦٥ / ٣٩٨ ـ ٣٩٩

(٤) انظر : سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٨

٤٣٤

ثمّ روى عهد معاوية ، وأنّه قال : ابني أحقّ ؛ وأنّه خطب فقال : اللهمّ إنْ كنتُ أنّ ما عهدتُ ليزيد لِما رأيتُ من فضله ، فبلّغه ما أَمّلتُ وأعِنه ...

ثمّ روى أنّه وفد عبد الله بن جعفر على يزيد فأعطاه ألف ألف ، فقال عبد الله له : بأبي أنت وأُمّي!! فأمَرَ له بألف ألف أُخرى ، فقال له عبد الله : والله لا أجمعهما لأحدٍ بعدك (١)!!

ثمّ روى عن أبي الدرداء : سمعت صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : أوّل من يبدّل سُنّتي رجل من بني أُميّة يقال له : يزيد (٢) ... وناقش في بعض إسناده.

وعقّبه بأنّ عبد الله بن عمر بن الخطّاب قال لبنيه وأهله ـ لمّا خلع أهلُ المدينة يزيد ـ : إنّا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله ... فلا يخلعنّ أحد منكم يزيد.

وبأنّ محمّد بن الحنفيّة ردّ على من تكلّم في يزيد بأنّه يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدّى حكم الله بقوله : «ما رأيتُ منه ما تذكرون ، قد أقمتُ عنده فرأيته مواظباً للصلاة ، متحرّياً للخير ، يسأل عن الفقه» (٣).

وروى بالتالي أنّ رجلاً قال عند عمر بن عبد العزيز : أمير المؤمنين

__________________

(١) انظر : سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٩

(٢) انظر الحديث بمختلف ألفاظه وأسانيده ، والمؤدّى واحد ، في :

سير أعلام النبلاء ١ / ٣٣٠ وج ٤ / ٣٩ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٨ / ٣٤١ ح ١٤٥ ، تاريخ دمشق ٦٥ / ٢٥٠ ، البداية والنهاية ٨ / ١٦٥ حوادث سنة ٦٤ ه‍ ، الجامع الصغير : ١٦٩ ح ٢٨٤١ ، سبل الهدى والرشاد ١٠ / ٨٩ ب ١٣ ، تطهير الجَنان : ٨٧ ، كنز العمّال ١١ / ١٦٧ ح ٣١٠٦٢ و ٣١٠٦٣

(٣) انظر : سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٩ ـ ٤٠ ، البداية والنهاية ٨ / ١٨٦ ـ ١٨٧

٤٣٥

يزيد بن معاوية ، فقال : تقول : أمير المؤمنين؟! وأمر به فضرب عشرين سوطاً (١).

أقول :

فلم يذكر بترجمة يزيد شيئاً من مساوئه ومخازيه ، ولربّما يُستفاد من سياق كلامه المدح له ...

وأورده الذهبي في (أعلام النبلاء)! فذكر شيئاً من سيرته ، إلّاأنّه افتتحها بقوله :

«له على هناته حسنة ، وهي غزو القسطنطينيّة ، وكان أمير ذلك الجيش ، وفيهم مثل أبي أيّوب الأنصاري ؛ عقد له أبوه بولاية العهد من بعده ، فتسلّم الملك عند موت أبيه في رجب سنة ستّين ...» (٢).

قال : «ويزيد ممّن لا نسبّه ولا نحبّه ، وله نظراء من خلفاء الدولتين ، وكذلك في ملوك النواحي ، بل فيهم من هو شرٌّ منه ، وإنّما عظم الخطب لكونه وُلِّيَ بعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بتسع وأربعين سنة ، والعهد قريب ، والصحابة موجودون ، كابن عمر الذي كان أَوْلى بالأمر منه ومن أبيه وجدّه» (٣).

أقول :

فما معنى هذا الكلام وهو يعترف بأنّ يزيد هو قاتل الإمام الحسين

__________________

(١) انظر : سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٠ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣٧٦ رقم ٨٠٥٨

(٢) سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٦

(٣) سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٦

٤٣٦

عليه‌السلام ؛ إذ قال : «افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين ، واختتمها بواقعة الحرّة ، فمقته الناس ، ولم يبارَك في عمره ...» (١)؟!

ثمّ لماذا عقّب هذا الاعتراف بما رواه عن عبد الله بن عمرو ، ولم يطعن في سنده ، مع طعنه في سند الحديث عن النبيّ بأنّه : «لا يزال أمر أُمّتي قائماً حتّى يثلمه رجل من بني أُميّة يقال له : يزيد» (٢)؟! على أنّ لفظه في (تاريخه) : «أوّل من يبدّل سُنّتي» (٣).

وكيف يروي الكلام المذكور عن عبد الله بن عمرو في كتابيه ، ويتغافل عن أنّ عبد الله بن عمرو لم يدرك السفّاح ومَن بعده؟!

وأمّا ما رواه عن عبد الله بن جعفر ، فكذب قطعاً.

وبعدُ ، فإذا كان يزيد «افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين ، واختتمها بواقعة الحرّة ، فمقته الناس» و «كان ناصبياً» (٤) ، فبِمَ يُحكم عليه في رأي الذهبي؟!

والجدير بالذكر أنّه تارةً يقول : «وإنّما عظم الخطب ، لكونه وُلِّي بعد وفاة النبيّ بتسع وأربعين سنة ، والعهد قريب ، والصحابة موجودون ، كابن عمر الذي كان أَوْلى بالأمر منه ومن أبيه وجدّه».

ويقول تارةً أُخرى ـ دفاعاً عن يزيد وخلافته ـ بأنّ عبد الله بن عمر قد قال لبنيه وأهله ـ لمّا خلع أهل المدينة يزيد ـ : «إنّا قد بايعنا هذا

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٨

(٢) سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٩ ، وقد تقدّم تخريجه مفصّلاً في الصفحة ٤٣٥ ه‍ ٢ ؛ فراجع

(٣) انظر : سير أعلام النبلاء ١ / ٣٣٠

(٤) سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٧

٤٣٧

الرجل ...»!

ابن حجر العسقلاني

ومن علمائهم من يترحّم على يزيد ، ولا يتعرّض لشيء من قضاياه أصلاً ، ولا يتكلّم فيه بمدحٍ ولا ذمّ ، كابن حجر العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (١) و «تعجيل المنفعة» (٢).

وإنّما قال في «تقريب التهذيب» : «ليس بأهلٍ أنْ يروى عنه» (٣).

ولكنْ لماذا؟!

وكذلك لم يتعرّض ليزيد بشيء ، بترجمة مولانا الإمام الحسين الشهيد ، من كتابه «الإصابة في معرفة الصحابة» (٤).

وهذا أُسلوب آخر ...

السبب في الدفاع عن معاوية ويزيد

وبعدُ .. فقد عرفنا كيف يدافعون عن يزيد ليدافعوا عن معاوية ؛ لأنّ الذي ولّى يزيد هو معاوية ، فجميع ما صدر من يزيد يحسب على معاوية.

وأيضاً : فقد ثبت عندنا ـ ممّا سبق ـ كون قتل الإمام كان من تخطيط معاوية.

__________________

(١) تهذيب التهذيب ١١ / ٣٦٠ ـ ٣٦١ رقم ٦٩٩

(٢) تعجيل المنفعة : ٥٠٣ ـ ٥٠٤ رقم ١١٨٧

(٣) تقريب التهذيب ٢ / ٣٣٢ رقم ٧٨٠٥

(٤) الإصابة ٢ / ٧٦ ـ ٨١ رقم ١٧٢٦

٤٣٨

ولكنْ لماذا يدافعون عن معاوية؟!

لقد جاءت الكلمات التالية بترجمة معاوية من كتاب «تاريخ دمشق» (١) ، عن كبار أئمّة القوم :

١ ـ معاوية عندنا محنة ، فمن رأيناه ينظر إلى معاوية شزراً ، اتّهمناه على القوم ، أعني على أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢).

٢ ـ جاء رجل إلى سفيان فقال : ما تقول في شتم معاوية؟

قال : متى عهدك بشتيمة فرعون؟!

قال : ما خطر ببالي.

قال : ففرعون أَوْلى بالشتم.

٣ ـ قال الربيع بن نافع : معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا كشف الرجلُ الستر اجترأ على ما وراءه (٣).

٤ ـ قال وكيع : معاوية بمنزلة حلقة الباب ، من حرّكه اتّهمناه على مَن فوقه.

٥ ـ عن أحمد : إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسوء ، فاتّهمه على الإسلام (٤).

نعم ، من تكلّم في معاوية ، فإنّه سوف يتكلّم في «مَن فوقه» وذلك :

أوّلاً : لأنّ أُولئك هم الّذين تسبّبوا في وصول الأمر إلى معاوية ويزيد وغيره ، وإلى يومنا هذا ... برفضهم كون الإمامة والولاية بعد

__________________

(١) انظر : تاريخ دمشق ٥٩ / ٢٠٩ ـ ٢١٠

(٢) وانظر : البداية والنهاية ٨ / ١١٢

(٣) وانظر : تاريخ بغداد ١ / ٢٠٩ رقم ١٥ ، البداية والنهاية ٨ / ١١٢

(٤) وانظر : البداية والنهاية ٨ / ١١٢

٤٣٩

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنصّ ، وأنّه قد نصّ على عليٍّ عليه‌السلام وبايعوه غير مرّة.

وثانياً : لأنّ عمر بن الخطّاب ولّى معاوية على الشام ، وجعل يدافع عنه ويمدحه ويقوّيه ، ثمّ تبعه عثمان على ذلك.

وهكذا ينتهي قتل الإمام الحسين عليه‌السلام وأهل بيته وأصحابه إلى «الأعلى فالأعلى» ، كما قال سعد الدين التفتازاني (١).

__________________

(١) انظر : شرح المقاصد ٥ / ٣١١

٤٤٠