آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

عن محبّة علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» (١).

أقول : وروى هذا الحديث ابن المغازلي في المناقب عن جابر بن عبد الله الأنصاري.

قوله تعالى : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) (٧٩)

٥٨٣ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة وعلي بن محمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، قال : قوله : (كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ،) والّذي أنزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم ، فأنزل الله : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ، أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ)(٢).

قوله تعالى : (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (٨٨)

٥٨٤ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسن بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي ديلم عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث قال فيه : فلمّا بعث الله محمّدا «ص» سلّم له العقب من المستحفظين ، وكذّبوه بنو إسرائيل ، ودعا الى الله عزوجل وجاهد في سبيله ، ثمّ أنزل الله جلّ ذكره عليه : أن أعلن فضل وصيّك ، فقال : إنّ العرب قوم جفاة لم يكن فيهم كتاب ، ولم يبعث فيهم نبيّ ، ولا يعرفون نبوّة الأنبياء ، ولا يشرفهم ، ولا يؤمنون بي إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتي ، فقال الله جلّ ذكره : (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ*

__________________

(١) البرهان ص ٩٩٢ واما لي الشيخ ١ / ٣٧٣.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٠ ـ ٤٢١ ح ٤٣.

٣٠١

وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ،) فذكر من فضل وصيّه ذكرا ، فوقع النفاق في قلوبهم ، فعلم رسول الله ذلك ، فقال الله جلّ ذكره : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ ، فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ ،) ولكنهم يجحدون بغير حجّة لهم (١).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ح ٣ والبرهان ص ٩٩٥.

٣٠٢

سورة الدّخان

قوله تعالى : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (٤)

٥٨٥ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره : (حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ ،) يعني القرآن (فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ،) وهي ليلة القدر أنزل الله القرآن فيها الى البيت المعمور جملة واحدة ، ثمّ نزّل من البيت المعمور على النّبيّ «ص» في طول عشرين سنة (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ،) يعني في ليلة القدر كلّ أمر حكيم ، أي يقدّر الله كلّ أمر من الحقّ والباطل وما يكون في تلك السنة ، وله فيه البداء والمشيّة يقدّم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من الآجال والأرزاق والبلايا والأمراض ، ويزيد فيها ما يشاء وينقص ما يشاء ، ويلقيه رسول الله «ص» الى أمير المؤمنين ويلقيه أمير المؤمنين «عليه‌السلام» الى الأئمّة «عليهم‌السلام» حتّى ينتهي ذلك الى صاحب الزّمان «عليه‌السلام» ويشترط له ما في البداء والمشيّة والتقديم والتأخير ، قال علي بن ابراهيم : حدّثني بذلك أبي عن أبن أبي عمير عن عبد الله بن مسكان عن أبي جعفر وأبي عبد الله و

٣٠٣

أبا الحسن «عليهم‌السلام» (١).

قوله تعالى : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) (٢٩)

٥٨٦ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : كان علي بن الحسين «عليه‌السلام» يقول : أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين «عليه‌السلام» ومن معه حتّى تسيل على خدّه بوّأه الله في الجنّة غرفا ، وأيّما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتّى تسيل على خدّه لأذى مسّنا من عدوّنا في الدنيا بوّأه الله مبوّأ صدق في الجنّة ، وأيّما مؤمن مسّه أذى فينا ودمعت عيناه حتّى تسيل دمعه على خدّيه من مظانة ما اوذي فينا صرف عن وجهه الاذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنّار ، وروى عن أبي عبد الله أنّه قال : من ذكرنا أو ذكر عنده فخرج من عينيه دمعا مثل جناح بعوضة ، غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر (٢).

٥٨٧ ـ ابو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات قال : حدّثني أبي «رحمه‌الله» وجماعة مشايخنا عن علي بن الحسين ومحمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله بن يعقوب بن يزيد عن احمد بن الحسن الميثمي عن علي أزد وعن الحسن بن الحكم عن الخثعمي عن رجل ، قال : سمعت أمير المؤمنين في الرحبة وهو يتلو هذه الآية : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ ،) إذ خرج الحسين بن علي «عليهما‌السلام» من بعض أبواب المسجد ، فقال له : أمّا هذا سيقتل وتبكي عليه السّماء والأرض (٣).

__________________

(١) البرهان ص ٩٩٧ وتفسير القمي ج ٢ ص ٢٩٠.

(٢) البرهان ص ٩٩٨ وتفسير القمي ج ١ ص ٢٩١.

(٣) البرهان ص ٩٩٨ وكامل الزيارة ص ٨٨ باب ٢٨ ح ١.

٣٠٤

أقول : وقد روى ابن قولويه روايات متعددّة بهذا المعنى.

قوله تعالى : (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (٤١)

٥٨٨ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث أبي بصير قال : يا أبا محمد ما استثنى الله عزّ ذكره بإحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلى أمير المؤمنين وشيعته ، فقال في كتابه وقوله الحقّ : (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ ،) يعني بذلك عليّا وشيعته (١).

سورة الجاثية

قوله تعالى : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٢٩)

٥٨٩ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمي البصري عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت له ، قوله الله عزوجل : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ،) قال : فقال : إنّ الكتاب لم ينطق ولن ينطق ولكنّ رسول الله «ص» هو الناطق بالكتاب ، قال الله عزوجل : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ،) قال : قلت : جعلت فداك ، إنّا لا نقرؤها ، فقال : هكذا والله نزل به جبرئيل على محمّد «ص» ولكنّه فيما حرّف من كتاب الله (٢).

__________________

(١) روضة الكافي ص ٣٥ ح ٦.

(٢) روضة الكافي ص ٥٠ ح ١١.

٣٠٥

سورة الأحقاف

قوله تعالى : (ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٤)

٥٩٠ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة ، قال : سئلت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قوله تعالى : (ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ،) قال : عنى بالكتاب التوراة والإنجيل ، أو أثارة من علم ، فإنّما عنى بذلك علم الأنبياء والأوصياء «عليهم‌السلام» (١).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (١٣)

٥٩١ ـ قال علي بن ابراهيم قال : إستقاموا على ولاية أمير المؤمنين «ع» (٢).

قوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً ...) (١٥)

٥٩٢ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الوشا والحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن احمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لمّا حملت فاطمة «عليها‌السلام» بالحسين جاء جبرئيل الى رسول الله «ص» فقال : إنّ فاطمة تلد غلاما تقتله امّتك من بعدك ، فلمّا حملت فاطمة «عليها‌السلام» بالحسين «عليه‌السلام» كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه ، لما علمت أنّه سيقتل ، وفيه نزلت هذه الآية : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٦ ح ٧٢.

(٢) البرهان ص ١٠٠٥ ، وتفسير القمي ٢ / ٢٩٧.

٣٠٦

إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً)(١).

قوله تعالى : (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ...) (٣٥)

٥٩٣ ـ الكافي عدّة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن يحيى الخثعمي عن هشام عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : سادة النّبيّين والمرسلين خمسة ، وهم اولوا العزم من الرّسل وعليهم دارت الرّحا ، نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمّد «صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جميع الأنبياء» (٢).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٦٤ ح ٣.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ١٧٥.

٣٠٧
٣٠٨

سورة محمّد «ص»

قوله تعالى : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) (١)

٥٩٤ ـ علي بن ابراهيم قال : أخبرني احمد بن ادريس عن احمد بن محمد عن الحسن بن العباس الحريشي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قال أمير المؤمنين «عليه‌السلام» بعد وفاة رسول الله «ص» في المسجد والنّاس مجتمعون بصوت عال : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ،) فقال له إبن عباس : يا أبا الحسن لم قلت ما قلت ، قال : قرئت شيئا من القرآن ، قال : لقد قلته لأمر؟ قال : نعم ، إنّ الله تعالى يقول في كتابه : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ،) فتشهد على رسول الله «ص» أنّه استخلف أبا بكر ، قال : ما سمعت رسول الله «ص» اوصى إلّا إليك ، قال : فهلا بايعته ، قال : اجتمع النّاس على أبي بكر ، فكنت منهم ، فقال أمير المؤمنين «عليه‌السلام» : كما اجتمع أهل العجل على العجل ، ها هنا فتنتم ، (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي

٣٠٩

ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ)(١).

٥٩٥ ـ ابن شهر آشوب عن جعفر وأبي جعفر «عليهما‌السلام» في قوله تعالى : (الَّذِينَ كَفَرُوا) (يعني بني أميّة) (وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ،) عن ولاية عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) (٢)

٥٩٦ ـ قال علي بن ابراهيم أخبرنا الحسين بن محمّد عن معلى بن محمد باسناده عن إسحق بن عمّار قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ) (في علي) (وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ ،) هكذا نزلت (٣).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (٨) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) (٩)

٥٩٧ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا جعفر بن احمد قال : حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : نزل جبرئيل على رسول الله «ص» بهذه الآية هكذا : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) (في علي) (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ)(٤).

قوله تعالى : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى

__________________

(١) البرهان ص ١٠١٠ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٠١.

(٢) البرهان ص ١٠١١.

(٣) البرهان ص ١٠١١ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٠١ و ٣٠٢.

(٤) البرهان ص ١٠١١ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٠١ و ٣٠٢.

٣١٠

لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) (١٨)

٥٩٨ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن سليمان بن مسلم الخشّاب قال : حججنا مع رسول الله «ص» حجّة الوداع فأخذ بحلقة باب الكعبة ، ثمّ أقبل بوجهه ، فقال : ألا أخبركم بأشراط السّاعة ، وكان أدنى النّاس منه يومئذ سلمان «رحمة الله عليه» ، فقالوا : بلى يا رسول الله ، فقال : من أشراط السّاعة ، أضاعة الصلوات واتباع الشهوات ، والميل الى الأهواء ، وتعظيم أصحاب المال ، وبيع الدّين بالدنيا ، فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه ، كما يذاب الملح في الماء ، ممّا يرى من المنكر فلا يستطيع ان يغيّره ، قال سلمان : أنّ هذا لكائن يا رسول الله «ص» ، قال : اي والّذي نفسي بيده يا سلمان إنّ عنده أمراء جورة ، ووزراء فسقة ، وعرفاء ظلمة ، وأمناء خونة ، فقال سلمان : وإنّ ذلك لكائن يا رسول الله «ص» ، فقال : اي والّذي نفسي بيده يا سلمان ، إنّ عندها يكون المنكر معروفا ، والمعروف منكرا ، ويؤتمن الخائن ، ويخون الأمين ويصدّق الكاذب ، ويكذّب الصادق ، قال سلمان : وإنّ هذا لكائن يا رسول الله «ص» ، قال : والّذي نفسي بيده ، فعندها يكون إمارة النساء ، ومشاورة الإماء ، وقعود الصبيان على المنابر ، ويكون الكذب ظرفا ، والزّكاة مغرما ، والغش مغنما ، ويجفو الرجل والديه ، ويبرّ صديقه ، ويطلع الكوكب المذنب ، قال سلمان : وانّ هذا لكائن يا رسول الله «ص» قال : اي والّذي نفسي بيده يا سلمان وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ، ويكون المطر غيظا ، وتغيض الكرام غيظا ، ويحتقر الرجل المعسر ، فعندها لا تقارب الأسواق ، اذا قال هذا لم أبع شيئا ، فقال هذا لم أربح ، فلا ترى إلّا ذام لله الى آخر الخبر ، وانما ذكرنا هذا الحديث لدلالته على فضل رسول الله «ص» بأنّه أخبر بما يقع بعده والكثير ممّا في هذا الحديث قد وقع فصلّى الله عليه وعلى آله الطّاهرين (١).

__________________

(١) البرهان ص ١٠١٢ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٠٣.

٣١١

قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) (٢٢)

٥٩٩ ـ محمد بن العباس بأسناده عن أبي عباس في قوله عزوجل : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ،) قال : نزلت في بني أميّة وبني هاشم (١).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ) (٢٥)

٦٠٠ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة عن علي محمد بن عبد الله عن علي بن حسّان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما)(٢)

(تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ،) فلان وفلان وفلان إرتدّوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» قلت قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ،) قال : نزلت فيهما وفي أتباعهما وهو قول الله عزوجل : الذي نزل به (جبرئيل على محمد «ص») (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ،) قال : دعوا بني اميّة الى ميثاقهم ، ان لا يصيروا الأمر فينا بعد النّبي «ص» ، ولا يأتون من الخمس شيئا ، وقالوا إن أعطيناهم اياه لم يحتاجوا الى شيىء ولم يبالوا ، إلّا أن يكون الأمر فيهم ، فقالوا : (سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ،) الّذي دعوتمونا اليه هو الخمس لا نعطيهم منه شيئا ، وقوله : (كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ ،) ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم فأنزل الله عزوجل : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ

__________________

(١) البرهان ص ١٠١٤.

٣١٢

وَنَجْواهُمْ ،) الآية (١).

قوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ (٢٩) وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ...) (٣٠)

٦٠١ ـ احمد بن محمد بن خالد البرقي بأسناد مرفوع ، قال : قلت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» : كان حذيفة بن اليمان يعرف المنافقين ، فقال : الرجل كان يعرف اثنا عشر رجلا ، وأنت تعرف أثنا عشر ألف رجل ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ،) فهل تدري ما لحن القول : قلت : لا والله ، قال : بغض عليّ بن أبي طالب صلوات عليه وربّ الكعبة (٢).

قوله تعالى : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) (٣٨)

٦٠٢ ـ قال الطبرسي : روى أبو بصير عن أبي جعفر «ع» ، قال : (إِنْ تَتَوَلَّوْا) (يا معشر العرب) (يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ) (يعني الموالي) ، وعن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قد والله أبدل خيرا منهم الموالي (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٠ ـ ٤٢١ ح ٤٣.

(٢) البرهان ص ١٠١٦ ومجمع البيان ٩ / ١٦٤.

(٣) نفس المصدر السابق.

٣١٣
٣١٤

سورة الفتح

قوله تعالى : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ...) (٢)

٦٠٣ ـ العياشي عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لم يزل رسول الله «ص» يقول : إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم حتّى أنزلت سورة الفتح ، فلم يعد الى ذلك الكلام (١).

٦٠٤ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا محمد بن احمد عن محمد بن الحسين عن علي بن النعمان عن علي بن أيّوب عن عمر بن يزيد بيّاع السابوري قال : قلت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» : نزّل الله في كتابه : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ،) قال : ما كان له ذنب ، ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثمّ غفرها له (٢).

__________________

(١) البرهان ص ١٠٢١ والعياشي ٢ / ١٢٠ ح ١٢.

(٢) البرهان ص ١٠٢١ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣١٤.

٣١٥

٦٠٥ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن علي بن مهران عن علي بن عبد الغفّار عن صالح بن حمزة ويكنّى بأبي شيب عن محمد بن سعيد المروزي قال : قلت لرجل : ءأذنب محمّد «ص» قط ، قال : لا ، قلت قوله عزوجل : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ،) فما معنى ، قال : إنّ الله سبحانه حمّل محمّدا «ص» ذنوب شيعته ثمّ غفر له ما تقدّم منها وما تأخّر (١).

٦٠٦ ـ شرف الدين في تأويل الآيات قال : روى بحذف الاسناد عن الرجال الثقات عن عبد الجبّار بن كثير التميمي اليماني قال : قلت لمولاي جعفر بن محمّد الصادق «عليهما‌السلام» : يا بن رسول الله ، في نفسي حاجة ، ... الى أن قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : وقد قال النّبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لعليّ : يا عليّ ، انّ الله تبارك وتعالى حمّلني ذنوب شيعتك ثمّ غفرها لي ، وذلك قوله تعالى : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ)(٢).

٦٠٧ ـ الطبرسي في مجمع البيان قال : روى المفضل بن عمر عن الصادق «عليه‌السلام» قال : سئله رجل عن هذه الآية فقال : والله ما كان له ذنب ، ولكن الله سبحانه ضمن له أن يغفر له ذنوب شيعة عليّ «عليه‌السلام» ما تقدّم من ذنبهم وما تأخّر (٣).

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ) (٤)

__________________

(١) البرهان ص ١٠٢١ وامالي الصدوق في مجلس ٧٩.

(٢) البرهان ص ١٠٢١ وتأويل الآيات ج ١ ص ٢٤٥ ، ط بيروت المركز البغدادي والعلل ص ١٧٥.

(٣) نفس المصدر السابق ومجمع البيان ج ٩ ص ١٦٨.

٣١٦

٦٠٨ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قوله عزوجل : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ،) قال : الايمان! قال : قلت (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ،) قال : هو الإيمان وعن قوله : (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى ،) قال : هو الإيمان (١).

قوله تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ...) (١٨)

٦٠٩ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي السعيد العجلي عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» عن آبائه عن أمير المؤمنين «عليهم‌السلام» ، قال : أنا الّذي ذكر الله اسمه في التوراة والإنجيل بموازرة رسول الله «ص» ، وأنا أوّل من بايع رسول الله «ص» تحت الشجرة في قوله : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)(٢).

قوله تعالى : (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً ...) (٢٥)

٦١٠ ـ الصدوق «ره» حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور «ره» قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن عامر عن عمّه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن من ذكره عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، قلت له : ما بال أمير المؤمنين «عليه‌السلام» لم يقتل فلانا وفلانا ، قال : الآية في كتاب الله عزوجل : (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً ،) قال : قلت : وما يعني بتزايلهم ، قال : ودائع المؤمنين في أصلاب قوم الكافرين ، وكذلك القائم «عليه‌السلام» لن يظهر أبدا حتّى يخرج ودائع الله عزوجل ، فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله فقتلهم (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ٢ / ١٥.

(٢) البرهان ص ١٠٢٢ وتفسير القمي ٢ / ٣١٧.

(٣) البرهان ص ١٠٢٢ ـ ١٠٢٣ والعلل : ١٤٧.

٣١٧

قوله تعالى : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى) (٢٩)

٦١١ ـ الشيخ «ره» قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني المظفر بن محمد البلخي قال : حدّثنا محمد بن جبير قال : حدّثنا عيسى قال : أخبرنا محول بن ابراهيم قال : حدّثنا عبد الرحمن بن الأسود عن محمد بن عبد الله عن عمر بن علي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» عن آبائه قال : قال رسول الله «ص» : إنّ الله عهد اليه عهدا ، فقلت : ربّي بيّنه لي ، قال : إسمع ، قلت : سمعت ، قال : يا محمّد ، إنّ عليّا رآية الهدى بعدك ، وإمام أوليائي ، ونور من اطاعني ، وهو الكلمة الّتي الزمته المتّقين ، فمن أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشّره بذلك (١).

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ...) (٢٨)

٦١٢ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» قال : قلت : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ ،) قال : هو الّذي أمر رسوله بالوصيّة والولاية ، هي دين الحقّ ، قلت : ليظهره على الدّين كلّه ، قال : يظهر على جميع الأديان عند قيام القائم ، يقول الله : والله متّم ولاية القآئم ولو كره الكافرون بولاية عليّ (٢).

قوله تعالى : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ ...) (٢٩)

٦١٣ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا محمد بن احمد بن عيسى بن اسحق عن الحسن بن الحرث بن طلبة عن أبيه عن داود بن أبي هند عن سعيد بن جبير عن

__________________

(١) البرهان ص ١٠٢٣ وامالي الطوسي : ١٥٤.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٢ في ح ٩١.

٣١٨

ابن عباس في قوله عزوجل : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ ،) قال : علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (٣٥)

٦١٤ ـ الشيخ «ره» في أماليه قال : أخبرنا الحفّار قال : حدّثنا اسماعيل قال : حدّثنا أبي جندل قال : حدّثنا مجاشع بن عمرو عن ميسرة بن عبد الله عن عبد الكريم الخزري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، أنّه سئل عن قول الله عزوجل : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ،) قال : سئل قوم النّبي ، فقالوا : فيمن نزلت هذه الآية يا نبيّ الله ، قال : إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ، ونادى مناد : ليقم سيّد المؤمنين ، فيقوم علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» فيأتي الله واللواء من النّور الأبيض بيده ، تحته جميع السابقين والأولين من المهاجرين والأنصار ، لا يخالطهم غيرهم ، حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة ، ويعرض الجميع عليه ، رجلا رجلا ، فأوتي أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم ، قيل لهم : قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنّة ، إنّ ربّكم يقول : عندي مغفرة وأجر عظيم ، يعني الجنّة ، فيقوم عليّ بن أبي طالب والقوم تحت لوائه معه حتّى يدخل الجنّة ، ثمّ يرجع الى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين ، فيأخذ نصيبه منهم الى الجنّة ، ويترك أقواما الى النّار ، وذلك قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)(٢) يعني السابقين الأولين والمؤمنين وأهل الولاية ، وقوله : (وَالَّذِينَ

__________________

(١) البرهان ص ١٠٢٥.

(٢) الآية هكذا : «وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ» سورة الحديد / (١٩).

٣١٩

كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ،) هم الّذين قاسم عليهم النّار فاستحقوا الجحيم (١).

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ١٠٢٥ وامالي الشيخ ١ / ٣٨٧ والمناقب ٣ / ٢٢٨ ـ ٢٢٩ فيه حديث اللواء من نور أبيض.

٣٢٠