آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

سورة لقمان

قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ ...) (١٢)

٤٧٤ ـ علي بن ابراهيم عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن جعفر بن يحيى عن علي بن قصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت : جعلت فداك قولة : (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ ،) قال : اوتي معرفة إمام زمانه (١).

قوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ) وحمله و (فِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (١٤)

٤٧٥ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا احمد بن درست عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن سعيد عن نضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن زرارة عن عبد الواحد بن مختار قال : دخلنا على أبي جعفر «عليه‌السلام» فقال : أما علمت إنّ عليّا أحد الوالدين ، قال الله عزوجل : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ ،) قال : فكنت لا

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ١٦١ ، والبرهان ج ٣ ص ٢٧٢ ح ٣.

٢٤١

أدري ايّ آية الّتي في بني إسرائيل او الّتي في لقمان ، قال : فقضى لي أن حججت فدخلت على أبي جعفر «عليه‌السلام» ، فخلوت به ، فقلت : جعلت فداك ، حديثا جاء به عبد الواحد ، قال : نعم ، قلت : أيّ آية هي ، الّتي في لقمان أو الّتي في بني إسرائيل فقال : الّتي في لقمان (١).

قوله تعالى : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً) (٢٠)

٤٧٦ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الحمداني قال : حدّثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن احمد بن محمد بن زياد الأزدي قال : سألت سيّدي موسى بن جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً ،) فقال «عليه‌السلام» : النّعمة الظاهرة الإمام الظاهر ، والباطنة الإمام الغائب ، فقلت له : ويكون في الأئمّة أن يغيب ، فقال : نعم ، يغيب عن أبصار النّاس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره ، وهو الثاني عشر منّا ويسهّل الله له كلّ عسر ، ويذلّل الله له كلّ صعب ، ويظهر له كل كنوز الأرض ، ويقرب له كلّ بعيد ، ويبتر به كلّ جبّار عنيد ، ويهلك على يده كلّ شيطان مريد ، ذلك ابن سيّدة الإماء الّذي يخفى على النّاس ولادته ، ولا يحلّ لهم تسميته ، حتّى يظهره الله عزوجل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (٢).

قوله تعالى : (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ...) (٢٢)

٤٧٧ ـ الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن احمد بن علي بن الحسين بن شاذان روى عن طريق السنّة عن الرضا «عليه‌السلام» عن آبائه «عليهم‌السلام» قال :

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٤٧ ح ٤.

(٢) اكمال الدين ٣٥٣ ـ ٣٥٤ والبرهان ج ٣ ص ٢٧٧ ح ٢.

٢٤٢

قال رسول الله «ص» : سيكون بعدي فتنة مظلمة ، الناجي منها من تمسّك بالعروة الوثقى ، فقيل : يا رسول الله ، وما العروة الوثقى؟ قال : ولاية سيّد الوصييّن ، فقيل : يا رسول الله ، ومن سيّد الوصيين؟ قال : أمير المؤمنين ، قيل : يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟ قال : مولى المسلمين وإمامهم بعدي ، قيل : يا رسول الله ومن مولى المسلمين وإمامهم بعدك؟ قال : أخي علي بن أبي طالب (١).

قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٢٧)

٤٧٨ ـ قال أبو محمد الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي في إرشاد القلوب : لو انّ الغياض أقلام ، والبحر مداد ، والجنّ حسّاب ، والإنس كتّاب ، ما احصى فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» (٢).

وقد مرّ في سورة الكهف في تفسير آية ١٠٩ بأنّه روى ابن شهر آشوب عن أبي جعفر «عليه‌السلام» بأنّه قال : ونحن الكلمات الّتي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى (٣).

__________________

(١) البرهان ٣ / ٢٧٩ ح ٥.

(٢) إرشاد القلوب ص ٤ ، وروضة الواعظين : ١٣٩.

(٣) المناقب ٤ / ٤٠٠ ، الاحتجاج ٢ / ٢٥٨ ـ ٢٨٩ عن أبي الحسن الهادي وتحف العقول ص ٣٥٨ ، وقد مرّ في سورة الكهف.

٢٤٣
٢٤٤

سورة السّجدة

قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (١٨)

٤٧٩ ـ علي بن ابراهيم قال : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ،) وذلك أن عليّ بن أبي طالب ووليد بن عقبة بن أبي معيط تشاجرا ، فقال الفاسق الوليد بن عقبة بن أبي معيط : أنا والله أبسط منك لسانا ، وأحدّ منك لسانا ، وأمثل منك حشوا في الكتيبة ، قال علي «عليه‌السلام» : إسكت فإنّما أنت فاسق ، فأنزل الله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (١٨) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٩) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ)(١).

أقول : روى موفق بن أحمد باسناده عن ابن عباس مثله.

قوله تعالى : (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ ...) (٢١)»

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٨٦ ح ٢ ، وتفسير القمي ج ٢ ص ١٧٠.

٢٤٥

٤٨٠ ـ الشيباني في كشف البيان قال : روى عن جعفر الصادق «عليه‌السلام» إنّ الأدنى القحط والجذب ، والأكبر خروج القائم المهدي بالسيف في آخر الزّمان (١).

قوله تعالى : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ) (٢٤)

٤٨١ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث عن رسول الله «ص» : فصبر رسول الله «ص» في جميع احواله ثمّ بشّر بالأئمّة من عترته ووصفوا بالصبر ، فقال : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ)(٢).

قوله تعالى : (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) (٢٩)

٤٨٢ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمد بن سنان عن ابن دراج قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول في قول الله عزوجل : (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ ،) قال : يوم الفتح يوم تفتح الدنيا على القائم «عليه‌السلام» ، لا ينفع أحدا تقرب بالإيمان مالم يكن قبل مؤمنا وبهذا الفتح موقنا ، فذلك الّذي ينفعه ايمانه ، ويعظم الله عنده قدره ، وشأنه ، ويزخرف له يوم القيامة ، والبعث جنانه وتحجب عنه نيرانه ، وهذا أجر الموالين لأمير المؤمنين ولذريتّة الطيّبين «عليه‌السلام» (٣).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٨٨ ح ٧.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٢٨٩ ح ٢ ، وما يوجد في تفسير القمي.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٢٨٩ ح ١ ، وهذا الحديث رواه صاحب تأويل الآيات.

٢٤٦

سورة الأحزاب

قوله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ...) (٦)

٤٨٣ ـ الشيخ الصدوق قال : حدّثنا محمد بن عصام الكليني قال : حدّثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدّثنا القاسم بن العلاء قال : حدّثنا اسماعيل بن علي القزويني قال : حدّثني علي بن اسماعيل عن عاصم بن حميد الحفاظ عن محمد بن قيس عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب «ع» أنّه قال : فينا نزلت هذه الآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ،) وفينا نزلت هذه الآية : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ،) والإمامة في عقب الحسين «عليه‌السلام» الى يوم القيامة ، وانّ للقائم منّا غيبتان ، أحدهما أطول من الأخرى ، امّا الأولى فستة أيّام ، أو ستة أشهر أو ستة سنين ، وأمّا الأخرى فيطول أمرها حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به ، فلا يثبت عليه إلّا من قوى يقينه وصحّت

٢٤٧

معرفته ، ولم يجد في نفسه ممّا قضينا ، وسلّم لنا أهل البيت (١).

قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) (٧)

٤٨٤ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن النضر بن سويد عن الحلبي عن ابن سنان قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : اوّل من سبق الى الميثاق ، رسول الله «ص» وذلك أنّه كان أقرب الخلق الى الله تبارك وتعالى ، وما كان بالمكان الّذي قال له جبرئيل لمّا اسري به الى السّماء : تقدم يا محمّد «ص» لقد وطئت مؤطئا لم يطأه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ، ولو لا انّ روحه نفسه وكانت من ذلك المكان لما قدّر أن يبلغه ، فكان من الله عزوجل كما قال الله : كان قاب قوسين أو أدنى ، أي بل أدنى ، فلمّا خرج الأمر وقع من الله الى أوليائه «عليهم‌السلام» ، فقال الصادق «عليه‌السلام» : كان الميثاق مؤخذا عليهم لله بالرّبوبيّة وللرّسول بالنبوّة ولأمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» بالإمامة ، فقال : ألست بربّكم ومحمّد «ص» نبيّكم وعليّ إمامكم والأئمّة الهادون «عليهم‌السلام» أئمّتكم ، قالوا : بلى ، فقال الله : (شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ ،) أي لئلا تقولوا يوم القيامة (إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ ،) فأوّل ما أخذ الله الميثاق على الأنبياء له بالربوبيّة ، وهو قوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ،) فذكر جملة الأنبياء ثمّ أبرز عزوجل أفضلهم بالأسامي ، فقال : ومنك يا محمّد ، فتقدّم رسول الله أفضلهم ، (وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ورسول الله أفضلهم ، ثمّ أخذ بعد ذلك الميثاق لرسول الله «ص» على الإيمان به ، وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين «عليه‌السلام» فقال : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٩٣ ح ١٤ ، واكمال الدين : ٣١٥.

٢٤٨

مَعَكُمْ ،) يعني رسول الله ، (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ،) يعني أمير المؤمنين واخبروا أممكم بخبره وخير وليّه من الأئمّة «عليهم‌السلام» (١).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) (٩)

٤٨٥ ـ هذه الآية نزلت في قصة الأحزاب وفيها برز عمرو بن عبدودّ فطلب المبارزة فلم يجبه أحد ، إلّا عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» ، فقال رسول الله «ص» : اليوم برز الإيمان كلّه مع الشّرك كلّه ولمّا قتل عمرو بن عبدودّ ، قال رسول الله «ص» : ضربة عليّ يوم الخندق أرجح من عبادة الثّقلين (٢).

قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (٢٣)

٤٨٦ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان قال : كنت عند أبي عبد الله «عليه‌السلام» إذ دخل عليه أبو بصير وذكر الحديث الى ان قال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم الله في كتابه فقال : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ،) إنّكم وفيتم بما أخذ الله عليكم ميثاقكم من ولايتنا وانكم لم تبدلوا بنا غيرنا ، ولو لم تفعلوا لعيّركم الله كما عيّرهم حيث يقول : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)(٣).

قوله تعالى : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ ...) (٢٥)

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٩٤ ح ١ ، وتفسير القمي ج ١ ص ٢٤٦ ـ ٢٤٧.

(٢) رواه جمع كثير عن حذيفة وغيره.

(٣) روضة الكافي ص ٣٤ ـ ٣٥ في حديث ٦.

٢٤٩

٤٨٧ ـ روى الحافظ منصور بن شهريار بن شيرويه ، باسناده الى ابن عباس ، قال : لمّا قتل عليّ عمروا ودخل على رسول الله «ص» وسيفه يقطر دما فلمّا رآه كبّر وكبّر المسلمون ، وقال النّبي «ص» : أللهمّ إعط عليّا فضيلة لم يعطها أحد قبله ، ولم يعطها أحد بعده ، قال : فهبط جبرئيل ومعه من الجنّة اترجة ، فقال يا رسول الله انّ الله عزوجل يقرء عليك السّلام ويقول لك : هبي بهذه عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» ، قال : فدفعها إلى عليّ ، فانفلقت في يده فلقتين ، فاذا فيها حريرة خضراء فيها مكتوب سطران بخضرة : هذه تحفة من الطّالب الغالب إلى عليّ بن أبي طالب (١).

قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣٣)

٤٨٨ ـ الصدوق «ره» في إكمال الدين روى عن الإمام أمير المؤمنين «عليه‌السلام» انّه قال في جمع من المهاجرين والإنصار في المسجد ايّام خلافة عثمان : أيها النّاس أتعلمون إنّ الله عزوجل أنزل في كتابه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ،) فجمعني وفاطمة وأبني حسنا وحسينا وألقى علينا كساءا وقال : أللهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي ، ولحمتي ، يؤلمهم ما يؤلمني ، ويحزنهم ما يحزنني ، فاذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ، فقالت أمّ سلمة : وأنا يا رسول الله ، قال «ص» : أنت أو انّك على خير ، إنما انزلت فيّ ، وفي أخي ، وفي ابنتى ، وفي ابنيّ ، وفي تسعة من ولد الحسين «ع» خاصّة ، ليس معنا أحد غيرنا ، فقالوا كلّهم : نشهد أن امّ سلمة حدّثتنا بذلك فسألنا رسول الله «ص» فحدّثنا كما حدّثتنا أمّ ايمن (٢).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٠٣ ومدينة المعاجز ص ٦٣ رويا عن كتاب الفردوس.

(٢) اكمال الدين ص ٢٧٣ واوّل الحديث ص ٢٦٨ وراجع في البرهان ج ٣ ص ٣١٠ ح ٦ والبحار ج ٣٦ ص ٣٣٦ عن كفاية الاثر ص ٢١. رووا حديثا في نزول أية التطهير في محمّد وعلي وفاطمة والأئمّة الاثنى عشر وصرح فيه بأساميهم «صلوات الله عليهم»

٢٥٠

٤٨٩ ـ قال الطبرسي : ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره قال : حدّثني شهر بن آشوب عن أمّ سلمة «رضي الله عنهما» ، قال : جائت فاطمة الى النّبي تحمل حريرة لها فقال لها : ادعي لي زوجك وإبنيك ، وجائت بهم وطعموا ، ثمّ ألقى عليهم كساءا خيبريا ، فقال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ، فقالت امّ سلمة : يا رسول الله وأنا منهم ، قال : أنت الى خير (١).

٤٩٠ ـ روى مسلم بن حجاج صاحب الصحيح قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر ، قالا : حدّثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج النّبي «ص» غداة وعليه مرط رحل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي «عليه‌السلام» فادخله ثم جاء الحسين «عليه‌السلام» فدخل معه ، ثمّ جائت فاطمة «عليها‌السلام» ، فادخلها ثمّ جاء علي «عليه‌السلام» فادخله ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٢).

أقول : نزول آية التطهير في عليّ وفاطمة والحسن والحسين ذكرنا مصادرها في كتاب صحيفة الأبرار ونذكرها هنا أيضا بعضها ، فراجع جامع الصحيح للترمذي جزء ٣ ص ٣٤٣ ومستدرك الصحيحين جزء ٣ ص ١٤٨ وشواهد التنزيل للحسكاني ج ٢ ص ١٠ وانساب الأشراف ج ١ ص ٢١٥ وصحيح مسلم جزء ٧ ص ٣٠ وقد روى صاحب البرهان أربعة وستين حديثا في ذلك.

__________________

(١) مجمع البيان ج ٨ ص ٢٥٦ ـ ٢٥٧.

(٢) صحيح مسلم ح ٧ ص ١٣٠ وراجع سعد السعود : ١٠٧.

٢٥١

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) (٤١)

٤٩١ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن بكر بن أبي بكر عن زرارة بن أعين عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : تسبيح فاطمة الزهراء من الذّكر الكثير الذي قال الله : (اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً)(١).

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (٤٣)

٤٩٢ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن أبي القدّاح عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» : من صلّى عليّ صلّى الله عليه وملائكته ، ومن شاء فليقل ومن شاء فليكثّر (٢).

٤٩٣ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسماعيل بن مهران عن الحسين بن علي بن أبي حمزة عن أبيه حسين بن أبي العلاء عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال : إذا ذكر النّبي «ص» فأكثروا الصلاة عليه ، فانّ من صلّى على النّبي صلاة واحدة ، صلّى الله عليه ألف صلاة في الف صفّ من الملائكة ، ولم يبق شيىء ممّا خلق الله إلّا صلّى على العبد لصلاة الله وصلاة ملائكته ، فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور قد برء الله منه ورسوله وأهل بيته (٣).

__________________

(١) البرهان ص ٣٢٧ واصول الكافي ج ٢ ص ٥٠٠ ح ٤.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٣٢٨ ح ١٠ واصول الكافي ج ٢ ص ٤٩٢ ح ٧.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٣٢٨ ح ٩ ، اصول الكافي ج ٢ ص ٤٩٢ ح ٩.

٢٥٢

قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (٥٦)

٤٩٤ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور «رضي الله عنه» قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر قال : حدّثنا المعلى بن محمد البصري عن محمد بن الجمهور القمي عن احمد بن حفص البزاز الكوفي عن أبيه عن أبن أبي حمزة قال : سئلت أبا عبد الله عن قول الله عزوجل : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ، فقال : الصّلاة من الله عزوجل رحمة ومن الملائكة تزكية ، ومن النّاس دعاء ، وأمّا قوله : (وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ،) فانّه يعني التسليم له ، فيما ورد عنه قال : فقلت : كيف نصلّي على محمّد وآل محمّد ، قال : تقولون : «صلوات الله وصلوات ملائكته وانبيائه ورسله وجميع خلقه على محمّد وال محمّد والسّلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته» ، قال : قلت : فما ثواب من صلّى على النّبي وآله بهذه الصّلاة ، قال : الخروج من الذنوب كهيئة يوم ولدّته أمه (١).

٤٩٥ ـ الشيخ بأسناده في مجالسه عن العباس عن البشر بن بكار عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : إنّ ملكا من الملائكة سئل الله أن يعطيه سمع العباد فاعطاه فذلك الملك قائم حتّى تقوم الساعة وليس أحد من المؤمنين يقول : صلّى الله على محمّد وآله وسلّم ، إلّا وقال الملك : وعليك السلام ، ثمّ يقول الملك : يا رسول الله ان فلانا يقرؤك السلام ، فيقول رسول الله «ص» : وعليه‌السلام (٢).

__________________

(١) البرهان ٣ / ٣٢٤ ح ٥ ومعاني الأخبار ص ١٠٤.

(٢) امالي الطوسي ٢ / ٢٩٠.

٢٥٣

٤٩٦ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم وعبد الرحمن بن أبي نجران جميعا عن صفوان الجمّال عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : كلّ دعاء يدعى الله عزوجل به محجوب عن السّماء حتّى يصلّي على محمّد وآل محمّد (١).

٤٩٧ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن غدافر عن عمر بن يزيد قال : قال لي أبو عبد الله «عليه‌السلام» : يا عمر انّه اذا كان ليلة الجمعة نزل من السّماء ملائكة بعدد الذّر في أيديهم اقلام الذهب وقراطيس الفضة ، لا يكتبون الى ليلة السبت إلّا الصّلاة على محمّد وآل محمّد «صلّى الله عليه وعليهم» فأكثر منها ، وقال : يا عمر إنّ من السّنة أن يصلي على محمّد وعلى أهل بيته في كلّ يوم جمعة ألف مرّة وفي سائر الأيام مأة مرّة (٢).

٤٩٨ ـ الشيخ الصّدوق بأسناده عن ناجية قال : قال أبو جعفر «عليه‌السلام» : إذا صلّيت العصر يوم الجمعة ، فقل : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد الأوصياء المرضيّين بأفضل صلواتك ، وبارك عليهم بأفضل بركاتك ، والسّلام عليهم وعلى ارواحهم واجسادهم ورحمة الله وبركاته ، فإنّ من قالها بعد العصر كتب الله عزوجل له مأئة ألف حسنة ، ومحى عنه مأئة ألف سيئة ، وقضى له بها مئة ألف حاجة ، ورفع له بها مأئة ألف درجة (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ٢ / ٩٣ ح ٢٠٥.

(٢) فروع الكافي ٣ / ٤١٦ والوسائل ج ٥ باب ٤٣ من ابواب صلوة الجمعة. وآدابها ص ٧٢.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٣٢٦ ح ١٨ وأمالي الصدوق ٢٤٠ مجلس ٦٢ ح ١٦ وثواب الأعمال : ٢١ والتهذيب ١ / ٢٥٠.

٢٥٤

كيفيّة الصّلاة على محمّد «ص»

٤٩٩ ـ البخاري في صحيحه الجزء ٦ صفحة ١٥١ روى عن كعب بن عجرة ، إنّه قال : قيل يا رسول الله «ص» أمّا السّلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصّلاة عليك ، قال : قولوا : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، كما صلّيت على ابراهيم وآل ابراهيم إنّه حميد مجيد ، اللهمّ بارك على محمّد وآل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل ابراهيم إنّك حميد مجيد.

وذكر حديثين آخرين وفي الجميع ذكر : آل محمّد معه ، والعجب إنهم مع ذكرهم في صحاحهم بانّ رسول الله في كيفيّة الصّلاة عليه ، أمر بأن يذكر آله معه ، مع ذلك يتركون ذكر آل محمّد غالبا ، او يذكرون مع آله غيره بخلاف ما أمر به رسول الله «ص».

٥٠٠ ـ الشيخ الصدوق في اماليه روى باسناده عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين سيّد العابدين عن أبيه الحسين بن علي سيّد الشهداء ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب سيّد الأوصياء «صلوات الله عليهم» ، قال : قال رسول الله «ص» : من صلّى عليّ ولم يصلّ على آلي لم يجد ريح الجنّة ، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة خمس مأة عام (١).

أقول : هذا الحديث يدل على حرمة ترك الصّلاة على آل النّبي إذا صلّى عليه «صلّى الله عليه وعليهم أجمعين».

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٢٦ ح ١٧ ، وراجع اصول الكافي ج ٢ ص ٤٩٥ ح ١٩ واما لي الصدوق ١٢٠ مجلس ٣٦.

٢٥٥

لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) (٥٧)

٥٠١ ـ الترمذي في الجامع الصحيح وأبو نعيم في الحلية والبخاري في الصحيح وأحمد في الفضائل والمسند أيضا ، الخطيب في الأربعين ، عن عمران بن الحصين وأبن العباس وبريدة إنّهم قالوا : رغب عليّ من الغنائم في جارية فزايده حاطب بن أبي بلتعة وبريدة الاسلمي فلمّا بلغ قيمتها قيمة عدل في يومها أخذها بذلك ، فلمّا رجعوا وقف بريدة قدام الرسول «ص» وشكى عن عليّ «عليه‌السلام» فأعرض عنه النّبي «ص» ثمّ جائه عن يمينه وعن شماله وعن خلفه يشكوه فأعرض عنه ، ثمّ قام الى ما بين يديه فقالها ، فغضب النّبي «ص» وتغيّر لونه وتزبد وانتفخت أوداجه ، وقال : مالك يا بريدة آذيت رسول الله منذ اليوم ، أما سمعت الله تعالى يقول : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً ،) أما علمت إنّ عليّا منّي وأنا منه ، وإنّ من آذى عليّا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فقد حقّ على الله أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنّم ، يا بريدة أنت أعلم أم الله ، ءأنت أعلم أم قرّاء اللوح المحفوظ أعلم ، ءأنت أعلم أم ملك الارحام ، ءأنت أعلم يا بريدة أم حفظة عليّ بن أبي طالب ، قال : بل حفظته ، قال «ص» : فهذا جبرئيل أخبرني عن حفظة عليّ أنّهم ما كتبوا عليه قط خطيئة منذ ولد ، ثمّ قال «ص» : إنّ عليّا منّي وانا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي (١).

٥٠٢ ـ البخاري في صحيحه الجزء الخامس صفحة ٢٦ روى عن رسول الله «ص» حديثا اليك نصّه : قال : إنّ رسول الله «ص» قال : فاطمة بضعة منّي ، فمن أبغضها أبغضني ، وفي صفحة ١٧٧ في باب غزوة خيبر روى حديث عروة عن عائشة بانّ فاطمة طالبت أبا بكر فدكا ، فأبى أن يدفع الى فاطمة شيئا ، فوجّدت في

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٣٨ وجامع الترمذي : ٢ / ٢٢٢ والحلية : ٦ / ٢٩٦.

٢٥٦

ذلك فاطمة على أبي بكر ، فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفيت ، ودفنها عليّ ليلا (١).

فانظر هل أبغضوا عليّا وفاطمة أم لا.

قوله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً) (٧١)

٥٠٣ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد عن عليّ بن الأسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» أنّه قال : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ ،) في ولاية عليّ والأئمّة من بعده ، (فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً ،) هكذا نزلت والله (٢).

قوله تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (٧٢)

٥٠٤ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدّثنا علي بن ابراهيم عن أبيه عن علي بن معيد عن الحسين بن خالد ، قال : سئلت أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضا «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها) الآية ، فقال : الأمانة الولاية من إدّعاها بغير حقّ كفر (٣).

__________________

(١) راجع صحيفة الابرار في باب ١١ قد ذكرنا مصادر هذا الحديث مفصلا.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٤ ح ٨.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٣٤١ ح ٥ والعيون ج ١ ص ٣٠٦.

٢٥٧
٢٥٨

سورة سبأ

قوله تعالى : (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ) (٦)

٥٠٥ ـ قال علي بن ابراهيم فقال : هو أمير المؤمنين صدق الله ورسوله بما أنزل الله عليه (١).

قوله تعالى : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) (١٨)

٥٠٦ ـ الشيخ في غيبته قال : روى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن محمد بن صالح الهمداني قال : كتبت الى صاحب الزّمان «عليه‌السلام» : أنّ أهل بيتي يؤذونني ويفزعونني بالحديث الّذي روي عن آبائك «عليهم‌السلام» ، أنّهم قالوا : خدّامنا وقوّامنا شرار خلق الله ، فكتب : ويحكم ما تقرؤن ما قال الله تعالى : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها ،) وأنتم القرى الظاهرة (٢).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٢٤٣.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٣٤٧ ، والغيبة للشيخ ٢٠٩ في فصل طرف من اخبار السفراء.

٢٥٩

قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٢٠)

٥٠٧ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبن سنان عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لمّا أمر الله نبيّه أن ينصب أمير المؤمنين للنّاس في قوله : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ،) في عليّ بغدير خم ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فجائت الأبالسة الى إبليس الأكبر وحثّوا التراب على وجوههم ، فقال لهم إبليس : ما لكم ، قالوا : إنّ هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلّها شيىء إلى يوم القيامة ، فقال لهم إبليس : كلّا إنّ الّذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني ، فأنزل الله على رسوله : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ)(١).

قوله تعالى : (وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) (٢٣)

٥٠٨ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن أبن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي العباس المكبّر ، قال : دخل مولى لامراة علي بن الحسين على أبي جعفر «عليه‌السلام» يقال له أبو أيمن ، فقال : يا أبا جعفر ، تغرّون النّاس وتقولون : شفاعة محمّد ، شفاعة محمّد ، فغضب أبو جعفر «عليه‌السلام» حتّى تغيّر وجهه ، ثمّ قال : ويحك يا أبا أيمن ، أغرّك عن عفو بطنك وفرجك ، أمّا لو رأيت افزاع يوم القيامة ، لقد احتجت إلى شفاعة محمّد «ص» ، ويلك فهل يشفع إلّا لمن وجبت له النّار ، ثمّ قال : ما من أحد من الأولين والآخرين إلّا وهو محتاج الى شفاعة محمّد رسول الله «ص» يوم القيامة ، ثمّ قال أبو جعفر «عليه‌السلام» : انّ لرسول الله الشفاعة في امّته ، ولنا الشفاعة في شيعتنا ، وليشيعتنا الشفاعة في أهاليهم ، ثمّ قال : وإنّ المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر ، وإنّ المؤمن ليشفع حتّى الى خادمه فيقول : يا ربّ حقّ خدمتي

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٥٠ ح ٢ وتفسير القمي ج ٢ ص ٢٠١.

٢٦٠