موسوعة عاشوراء

جواد محدثي

موسوعة عاشوراء

المؤلف:

جواد محدثي


المترجم: خليل زامل العصامي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الرسول الأكرم (ص)
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

بعد عاشوراء.

هناك كتب اخرى في المقتل أيضا من قبيل : نفس المهموم ، واللهوف ، ومنهاج الدموع ، والعيون العبرى ، ومثير الاحزان ، وروضة الشهداء ، وأسرار الشهادة ، ومنتهى الآمال ، وبحار الانوار ، ج ٤٥ و... الخ

ـ كتب حول عاشوراء ، المواساة ، الخطابة

المكروب :

من ألقاب سيد الشهداء عليه‌السلام ، وجاء في حديث الامام الباقر عليه‌السلام : «انّ الحسين قتل مظلوما مكروبا» (١).

الملائكة البواكي :

بكت جميع الكائنات على مصاب سيد الشهداء ؛ سواء تكوينيا أم علنيا وظاهريا. ومن جملة من بكاه ، الملائكة. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ان حول قبر ولدي الحسين أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكون عليه الى يوم القيامة» (٢). وقال أيضا : «تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته ويبكيه كل شيء حتّى الطير في جو السماء والحيتان في جوف الماء ...» (٣). وقال الامام الصادق عليه‌السلام : «ان أربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي صلوات الله عليه ، فلم يؤذن لهم في القتال فرجعوا في الاستئذان وهبطوا وقد قتل الحسين عليه‌السلام فهم عند قبره شعث غبر يبكونه الى يوم القيامة ورئيسهم ملك يقال له منصور» (٤).

ـ البكاء ، العزاء ، مرثية الجن

ملك الري ـ ولاية الري :

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٦٨.

(٢) احقاق الحق للقاضي نور الله الشوشتري ١١ : ٢٨٧.

(٣) بحار الانوار ٤٤ : ١٤٨.

(٤) مرآة العقول للعلامة المجلسي ٥ : ٣٦٨.

٤٤١

منادي الزيارة :

وهو الشخص الذي يسير في مقدّمة العسكر أو القافلة أو الزوار ويقرأ الأشعار والمراثي. وكان من جملة التقاليد الشائعة فيما مضى انّ الناس من أهالي القرى والمدن حينما يبغون زيارة النجف أو كربلاء أو خراسان أو الذهاب إلى الحج ، ويخرج الاهالي لتوديعهم أو استقبالهم ، كان ثمّة شخص يطلق عليه اسم منادي الزيارة «جاووش خوان» يقرأ الأشعار بلحن حزين وايقاع خاص. وتكون القراءة أما فردية وأمّا جماعية. واغلب هذه الأشعار في الصلاة والسلام على النبي واهل بيته ، أو دعوة الناس للالتحاق بالقافلة.

وكان النداء للزيارة عملا معنويا يعكس صفاء الروح ويتطلب صوتا جميلا ولحنا جذّابا ، وإخلاصا وصدقا ، ومحبّة لأهل البيت. والمنادي إنمّا ينادي الناس للسير فى طريق الله ، ويدعوهم إلى زيارة مراقد الأولياء. وصوت المنادي يثير في الناس انفعالا وضجّة وحماسا ، وفي كلّ فقرة من القراءة يدعو الناس للصلاة على حبيب الله خاتم الأنبياء محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والناس يردّدون وراءه الصلوات.

لهذه العادة التقليدية انماط وصور متباينة ، ولكلّ واحدة منها أشعار خاصّة. قيل : انّ المنادي هو من ينادي على الناس للذهاب لزيارة العتبات المقدسة.

وتعني هذه الكلمة في بعض القرى ، الشخص الذي يجوب القرى والأرياف في موسم الزيارة ، راجلا أو راكبا ، ويقرأ لهم اشعارا تبثّ فيهم العزم والحماس لزيارة العتبات المقدّسة.

ـ رائحة التفاح ، الزيارة

المنبر :

المنبر هو ما يرتقى لاجل الوعظ والخطابة ، وهو مشتق من نبرت الشيء أي رفعته ، وسمي المنبر لارتفاعه. وهو على انواع فمنه الخشبي والحديدي والحجري

٤٤٢

ودرجاته متفاوتة من حيث العدد.

والمنبر هو الموضع الذي يرتقيه الخطباء وائمة الجمعة لا يراد الخطب والكلمات من فوقه. كان المنبر موجودا منذ صدر الاسلام وبقي في أغلب الأوقات بيد الحكومات والسلاطين والخلفاء. وكان يعتبر كأداة لنشر الافكار.

وفي الشام حين اخذ إليها سبايا أهل البيت صعد خطيب من اتباع يزيد على المنبر وأخذ يثني على يزيد ويسبّ آل علي. وقد أطلق الامام السجاد عليه‌السلام على هذا المنبر صفة «الاعواد» حين استأذن يريد ارتقائه والقاء خطبته التي فضح فيها يزيد واتباعه وعرّف نفسه ؛ اذ قال له : «يا يزيد ائذن لي حتى اصعد هذه الاعواد ...» وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد راى اثناء حياته في المنام ان بني أميّة ينزون على منبره من بعده ويصدّون الناس عن السبيل القويم (١).

لا زال المنبر حتّى يومنا هذا أداة اعلامية فاعلة للوعظ والارشاد والخطب الدينية سواء في أيام محرّم ، أو رمضان ، أم في غيرها من الايام والمناسبات ، وارتقاء المنبر من الاساليب العريقة في الاعلام الديني. ومن المعروف ان استخدام المنبر للوعظ والخطابة خاص بعلماء الدين ، اما غيرهم من الناس فيستخدمون المنصّة والطاولة لا المنبر ، ولا زالت حرمة المنبر مصونة باعتباره تذكارا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ـ الواعظ ، الخطبة ، آداب الوعظ والمنبر

منجح ، مولى الحسين :

هو منجح بن سهم من شهداء كربلاء. كانت امّه (أم منجح) جارية للحسين اشتراها من نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، ثم تزوجها سهم ، فولدت له منجحا (٢) ، وقد كانت تخدم في بيت السجاد. فلما خرج الحسين الى العراق خرجت

__________________

(١) بحار الانوار ٥٨ : ١٦٨.

(٢) انصار الحسين : ١٠٩.

٤٤٣

معه ومعها ابنها منجح حتى أتوا كربلاء. قاتل منجح قتال الابطال وقتل في اوائل القتال رضوان الله عليه. ورد اسمه في الزيارة الرجبية وزيارة الناحية المقدسة.

المنزل :

موضع النزول والاستراحة على طرق السفر الطويلة. وكانت المسافة التي تقطعها القافلة أو الفرد مشيا في يوم واحد تسمى منزلا. والمسافة التي يقطعها الراكب ويصل مرحلة يستبدل فرسه تحتسب منزلا أيضا. وقد تكون هذه المسافة ثلاثة فراسخ أو خمسة فراسخ. وليس هناك في الحقيقة مسافة محددة بين المنزلين ، إلّا ان المسافة التقريبية على العموم هي أربعة فراسخ.

كانت بين مكة وكربلاء منازل كثيرة أيضا نزل الامام الحسين في بعضها ومر ببعضها الآخر ، أو بات في بعضها الآخر ليلة. وبعض تلك المنازل اشهر من بعضها. لكن الامام الحسين عليه‌السلام ما حطّ رحاله في جميع تلك المنازل ، بل كان يحط رحاله بين منزل وآخر. وترتيب المنازل بين مكّة والكوفة كما ورد في كتاب «المناقب» كالتالي :

ذات عرق ، الحاجز ، الخزيمية ، الثعلبية ، شقوق ، الشراف ، نينوى ، عذيب الهجانات ، كربلاء (١).

وجاء في معجم البلدان ترتيب آخر لها على الوجه التالي : صفاح ، ذات عرق ، الحاجز ، الخزيمية ، زرود ، الثعلبية ، شقوق ، زبالة ، شراف ، ذو حسم ، البيضة ، الرهيمة ، القادسية ، عذيب الهجانات ، قصر بني مقاتل ، نينوى ، كربلاء.

ووردت في المصادر التاريخية اسماء منازل اخرى مثل : اجاء ، القطقطانية ، بطن الرمّة ، وغيرها. ويمكن مراجعة اسم كل منزل حسب ترتيبه الابجدي في هذا الكتاب للمزيد من المعلومات.

__________________

(١) المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٩٧.

٤٤٤

أما مجمل الأحداث التي وقعت على امتداد هذه المنازل فكانت كالتالي : بعد خروج سيد الشهداء من مكة صوب العراق التقى في منزل ذات عراق ببشر بن غالب واطلع منه على أوضاع الكوفة. وفي منزل حاجز وبطن الرمّة بعث رسالة مع قيس بن مسهر الصيداوي الى أهل الكوفة. وفي زرود التقى زهير بن القين ودعاه الى نصرته. وفي الثعلبية تناهى إليه خبر استشهاد مسلم وهانئ في الكوفة. والتقى في زبالة بمبعوث عمر بن سعد. وفي منزل شراف لقيه جيش الحر وخطب فيهم. وفي منزل البيضة خطب متحدثا عن سيرة الأمويين. وفي ذي حسم تحدث عن غدر الدنيا وتقلّبها. ونزل في الاول من محرّم في قصر بني مقاتل وتحدث معلنا خبر استشهاده. وفي الثاني من محرّم وصل الى ارض كربلاء.

بعد استشهاد الحسين عليه‌السلام واخذ سبايا أهل البيت الى الكوفة ، اخذوا من هناك الى الشام على جمال هزيلة بلا وطاء ، اضافة الى سوء المعاملة من اتباع يزيد ، وربط الجامعة في عنق الامام السجاد عليه‌السلام ، ومروا خلال تلك المسافة الطويلة بعدّة منازل حتى وصلوا الى دمشق ، واسماء تلك المنازل هي : تكريت ، الموصل ، حران ، الدعوات ، قنّسرين ، سيبور ، حمص ، بعلبك ، حماة ، حلب ، نصيبين ، عسقلان ، دير القسيس ودير الراهب.

وجاء في مصدر تاريخي آخر خط مسير السبايا من الكوفة الى الشام على النحو التالي : جانب شط الفرات ، تكريت ، وادي النخلة ، مرشاد ، حرّان ، نصيبين ، الموصل ، حلب ، دير النصراني ، عسقلان ، بعلبك ، الشام ، وذكر أيضا ان تلك المنازل بين الكوفة والشام كانت على الشكل التالي : القادسية ، تكريت ، الموصل ، تلعفر ، دير عمروه ، صليا ، وادي نخلة ، لينا ، كحيل ، جهينة ، نصيبين ، الدعوات ، كفر طاب ، سيبور ، معرّة النعمان ، شيزر ، حماة ، بعلبك ، عسقلان (١).

بعد انتشار خبر شهادة الحسين في كربلاء ، ظهرت ردود فعل اعتراضية

__________________

(١ ، ٢) وسيلة الدارين في انصار الحسين : ٣٦٨ و ٣٧٤.

٤٤٥

مختلفة من القبائل والاقوام المختلفة وخاصة في المنازل على طريق الكوفة الى الشام ، وحتّى القرى منع قسم منها دخول الاشخاص الذين يحملون رءوس الشهداء على الرماح الى قراهم ، وحصونهم (١).

ـ مراحل نهضت عاشوراء ، السبي

منع العزاء :

في اعقاب وفود الافكار الغربية الى العالم الاسلامي وانتشار ظاهرة التغريب الفكري ومحاربة الدين ، حوربت أيضا بعض الشعائر والتقاليد الدينية في هذه البلدان. وكان منع اقامة شعائر العزاء على الحسين واحدا من تلك الاساليب ، وشنت ضد هذه الشعائر هجمة ثقافية واتخذت ضدّها اجراءات عملية.

ففي ايران مثلا منعت مجالس العزاء على الحسين عدّة سنوات في عهد الشاه رضا خان ، وخبا بريق الحسينيات والتكايا مؤقتا ، فكانت شعائر العزاء تقام حينها في البيوت خفية وقبل شروق الشمس وبعيدا عن عيون وجواسيس الشاه رضا خان. وكان هؤلاء اذا شكّوا بأحد قبضوا عليه أو قد يتركونه بعد الحصول على الرشوة. وكان الناس يضطرون أحيانا للتنقّل من فوق السطوح لوصول الدور التي تقام فيها مجالس العزاء خفية خوفا من رجال السلطة ، أو ربما كان بعضهم يذهبون إليها متنكّرين فاذا ما دخلوها ارتدوا ثيابهم الحقيقية.

استخدمت في هذه المجابهة الاساليب الاعلامية ، وأساليب القوّة والقهر أيضا. فبعض المتغرّبين سخّروا لها أقلامهم ، ورضا خان سخّر لها الجنود والجواسيس. وفي هذا الصدد كتب بعض المتغربين يقول : «اينما تذهب تجد مجالس العزاء قائمة. فهل ان آلام المرء قليلة حتّى ينقل وقائع حصلت قبل الف سنة ويبكي عليها ، اضافة الى انه يترك عمله وينشغل بأمور لا طائل من ورائها؟» ، وجاء في مصدر آخر : «بعد ان استولى رضا خان على زمام الامور نقل موضع عزاء الجيش الى تكية الحكومة فكان ذلك سببا لاضعافها والتقليل من شأنها حتّى تركت

٤٤٦

لعدّة سنوات. ثم صارت مجالس العزاء تستوجب الحصول على اذن مسبق من دوائر الشرطة. ثم بعدها منعت مواكب العزاء في ايام عاشوراء. واذا اقيمت بعض المجالس الحسينية في البيوت كان اصحابها يطاردون ويسجنون.

منع الماء :

اسلوب غادر في الحرب يقوم على حرمان الخصم من الماء لاجل القضاء عليه. وفي واقعة كربلاء منع جيش عمر بن سعد وصول الماء إلى مخيم الإمام الحسين عليه‌السلام بأمر ابن زياد. فمنذ اليوم السابع من محرّم انتدب عمر بن سعد رجلا يدعى عمرو بن الحجّاج على رأس خمسمائة فارس لمحاصرة شريعة الفرات قبل ثلاثة ايام من استشهاد الإمام الحسين للحيلولة دون وصول أصحابه إلى الماء (١) ، ونتج عن ذلك العمل القبيح بقاء وأصحابه واطفاله عطاشى ، وهذه من اكثر المواقف لوعة ومرارة في واقعة الطف.

ـ الماء ، العطش

المنهال بن عمرو :

من محبّي أهل البيت ، كان يعيش في الشام. وفي الأيّام التي كان فيها أهل البيت في خربة الشام ، خرج الامام السجاد عليه‌السلام منها فلقيه المنهال وقال له : كيف أمسيت يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟

قال : «أمسينا كمثل بني اسرائيل في آل فرعون يذبحون ابناءهم ويستحيون نساءهم ...» واخذ يعدد المصائب التي نزلت على أهل البيت عليهم‌السلام (٢).

ونقل عنه أيضا «انه رأى رأس الحسين عليه‌السلام على رمح وأمامه رجل يقرأ سورة الكهف حتّى إذا بلغ قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) نطق الرأس بلسان فصيح : أعجب من أصحاب الكهف قتلي

__________________

(١) اعيان الشيعة ١ : ٥٩٩ ، والكامل في التاريخ ٢ : ٥٥٦.

(٢) مقتل الحسين للمقرّم : ٤٦٢ ، الفتوح لابن أعثم ٥ : ١٥٥.

٤٤٧

وحملي» (١).

كان المنهال من قبيلة بني أسد وقد نشأ في الكوفة ويعتبر من أصحاب الامامين السجاد والباقر عليهما‌السلام (٢).

يروي المنهال يقول : دخلت على علي بن الحسين عند منصرفي من مكّة ، فقال لي : يا منهال ، ما صنع حرملة بن كاهل الاسدي؟ فقلت : تركته حيا بالكوفة. قال : فرفع يديه جميعا ثم قال : «اللهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقه حرّ النار». فلما وصلت الكوفة وجدت حرملة قد القي عليه القبض من قبل المختار فأمر بقطع يديه ورجليه والقي في النار. فقص المنهال على المختار خبر لقائه بالامام السجاد وما دعا به على حرملة. فسرّ المختار لاستجابة دعاء الامام على يده (٣).

ـ حرملة ، علي الاصغر

منيع بن زياد :

ذكروا انه من شهداء كربلاء ، وجاء اسمه في الزيارة الرجبية (٤) ، وجاء في بعض الكتب ان اسمه منيع بن رقاد وهو من جملة أصحاب سيد الشهداء (٥).

المواساة :

هي ان تسلّي صاحب مصيبة عن مصيبته ، وتأتي أيضا بمعنى اجراء نوع من الاستعراض الديني تخليدا لواقعة عاشوراء. وهو ما يسمى ب «التشابيه». إلّا إنّ الفارق بينها (٣) هو أنّ التسلية مستحبة في الإسلام وتؤدّى لمن تنزل به مصيبة. قال

__________________

(١) اثبات الهداة ٥ : ١٩٣.

(٢) تنقيح المقال ٣ : ٢٥١.

(٣) بحار الانوار ٤٥ : ٣٣٢.

(٤) انصار الحسين : ١٠٤.

(٥) تنقيح المقال ٣ : ٢٥٢.

٤٤٨

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله «من عزّى مصابا فله مثل أجره» (١) ، وجاء في رواية منقولة عن الصادق عليه‌السلام انّ الله جلّ شأنه عزّى فاطمة بمصاب الحسين. ويستحب في يوم عاشوراء ان يعزي الناس بعضهم الآخر بهذه المصيبة الكبرى. هذا بمثابة الحزن على هذه الفاجعة المروّعة وتضامنا مع جبهة شهداء كربلاء. والعبارة المستحب ذكرها في هذه المناسبة الأليمة هي :

«عظّم الله اجورنا بمصابنا بالحسين عليه‌السلام وجعلنا واياكم من الطالبين بثأره مع وليّه الإمام المهدي من آل محمد عليهم‌السلام» (٢).

والسنّة المتّبعة بين الشيعة في التعزية بوفاة المعصومين الآخرين هي جملة : «عظّم الله اجوركم».

المؤسّس :

بمعنى الباني والموجد ، ويعني في ثقافة عاشوراء وشعائر العزاء من يقيم مجلس العزاء أو المأتم ، أو مجلس الوعظ والخطابة تخليدا لذكرى الحسين عليه‌السلام وسائر المعصومين ، ويقدم المؤسّس عادة على مثل هذا العمل بناء على نذر سابق وحاجة أو انطلاقا من دوافع التعلّق والمحبّة ، وهو يتكفّل بنفقات المجلس وما يترتّب عليها من اجور للقارئ والواعظ والخطيب ، ومصروفات محل اقامة ذلك المجلس. كما وتطلق كلمة المؤسّس على من يبني مسجدا أو حسينية. والتقليد السائر هو ان الواعظ والخطيب يثني على مؤسّس المجلس ويدعو الله له بقبول عمله ، وأن يكون موضع رعاية وكرم أبي عبد الله عليه‌السلام.

مهاجر بن أوس :

من أفراد جيش عمر بن سعد. لما رأى الحر يدنو من جيش الحسين قليلا

__________________

(١) سفينة البحار ٢ : ١٨٨ ، راجع في هذا المجال «باب التعزية والمآتم» في بحار الانوار ٧٩ : ٧١.

(٢) مفاتيح الجنان ، اعمال يوم عاشوراء.

٤٤٩

قليلا سأله : انّ أمرك لمريب يا ابن يزيد ، والله ما رأيت منك قط موقف مثل هذا ، ولو قيل لي : من أشجع أهل الكوفة؟ ما عدوتك. فقال له الحر : انّي والله اخيّر نفسي بين الجنّة والنار (١).

المهد :

رمز لحضور الطفل الرضيع في كربلاء وقتله ظلما على يد اتباع يزيد. يستفاد من هذا الرمز في التعازي والتشابيه للتذكير بشهيد كربلاء الرضيع ، علي الأصغر.

مهر الزهراء (ع):

جاء في بعض الروايات انّ الماء أو ماء الفرات جعل مهرا للزهراء عليها‌السلام. ورد في حديث طويل عن الباقر عليه‌السلام حول مهر الزهراء انه قال : «وجعلت لها في الأرض أربعة أنهار : الفرات ، ونيل مصر ، ونهروان ، ونهر بلخ» (٢). وجاء في مصدر آخر : «وجعلت نحلتها من علي خمس الدنيا وثلثي الجنّة وأربعة انهار في الارض ، الفرات ودجلة والنيل ونهر بلخ» (٣). ومع كل هذه الانهر التي جعلت لها مهرا ، فقد قتل ابنها مظلوما عطشانا الى جانب الفرات.

ـ الفرات ، العطش

مهلا مهلا :

كلمة قالتها زينب عليها‌السلام وهي تنادي على الحسين عليه‌السلام حينما ذهب الى الميدان للمرة الأخيرة فصاحت وراءه : مهلا مهلا يا ابن الزهراء. وأرادت تنفيذ وصية امّها وتقبيله من نحره.

وقالت العقيلة زينب هذه الكلمة أيضا ليزيد بن معاوية في الخطبة التي ألقتها

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ١١.

(٢) المناقب لابن شهر اشوب ٣ : ٣٥١.

(٣) عوالم فاطمة الزهراء ١١ : ٣٥٩ نقلا عن اثبات الهداة.

٤٥٠

في قصره (١).

الميدان :

جمعها ميادين ، فسحة متّسعة معدّة لسباق الخيل ولعبها. الساحة في بعض المدن. وساحة القتال ، والحقل والمضمار.

كانت هذه الكلمة تطلق في الماضي على الساحة الفاصلة بين طرفي القتال والتي تقع فيها المبارزة بين الفريقين وأول ما تشرع بالنزال الفردي ، ثم تقع الحملة الشاملة. وتقسم قوات كل فريق عادة الى قلب وميمنة وميسرة.

وفي يوم عاشوراء برز أصحاب الحسين الى ميدان القتال واحدا تلو الآخر وبذلوا مهجهم دون امامهم. اما موضع المخيم ، أو موضع استقرار القوات فيجب ان يبعد عن الميدان بحيث لا تصل إليه سهام العدو.

ـ الخطط العسكرية ، النزال الفردي

__________________

(١) مقتل الحسين للمقرّم : ٤٦٢.

٤٥١
٤٥٢

ن

نافع بن هلال :

من شهداء كربلاء ، وهو نافع بن هلال بن نافع بن جمل بن سعد العشيرة من مذحج ، وهو من الشخصيات البارزة في الكوفة ومن رواة حديث أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وشهد معه معاركه الثلاث الجمل وصفين والنهروان ، خرج من الكوفة خفية قبل استشهاد مسلم بن عقيل لاستقبال الحسين ، وجاء معه الى كربلاء ، شارك في جلب الماء الى الخيام مع العباس بن علي يوم الطف (١) ، وكان ممّن تكلّموا بحماس بين يدي الحسين تعبيرا عن استعدادهم للبذل والتضحية ، كان يكتب اسمه على سهامه المسمومة ويرمى بها جيش العدو (٢) ، وفي يوم عاشوراء لما نفدت سهامه ، استلّ سيفه وهجم على جيش الكوفة وهو يرتجز ويقول :

انا الهزبر الجملي

ديني على دين علي

فرضخة جيش الكوفة بالحجارة حتى كسروا يده ، وتناوشوه من كل جانب وقبضوا عليه وجاء به شمر الى عمر بن سعد ، ثم قتل على يد شمر. وكان ممّا ارتجز به :

أنا الغلام اليمني الجملي

ديني على دين حسين بن علي

أن اقتل اليوم فهذا أملي

فذاك رأيي والاقي عملي (٣)

__________________

(١) انصار الحسين : ١٠٩.

(٢) الاعلام للزركلي ٨ : ٦.

(٣) منتهى الآمال ١ : ٢٦٤.

٤٥٣

وقال البعض ان اسمه هلال بن نافع.

النخيل ، تشابيه النخيل :

يقصد به في اصطلاح شعائر العزاء في أيام محرّم غرفة كبيرة تشبه التابوت تغطى بغطاء أسود وبأنواع من الأقمشة والمرايا وتوضع فيها المصابيح ، وتجعل كرمز لنعش سيد الشهداء ، وترفع يوم عاشوراء من الحسينيات والتكايا وتؤخذ الى موضع اقامة العزاء. وهي تستخدم كرمز يراد به اننا وان لم نكن في كربلاء وبقي جسد الحسين مطروحا على الرمضاء ، فاليوم رمز أولئك الشهداء يرفع بكل تكريم واجلال.

يدار بهذا النعش الرمزي عدّة مرّات في الازقّة والشوارع ترافقه نداءات : يا محمد ، يا فاطمة ، يا علي ، يا حسن ، يا حسين ، ويوضع على الارض بكل احترام.

ومن جملة المصطلحات المستعملة في هذه الشعائر : تشابيه النخيل ، وزينة النخيل. واكثر ما يشيع هذا التقليد في بلاد الهند. وعلى العموم فانّ اهالي المدن يعتبرون لهذه التقاليد قدسية خاصّة ويحملونها ضمن اساليب وطرق خاصة. وغالبا ما يكون مثل هذا النعش ثقيلا ويتطلب عدّة رجال اقوياء لحمله.

النخيلة :

اسم معسكر خارج الكوفة كان يتخذ على عهد علي عليه‌السلام كموضع تجتمع فيه القوات استعدادا للسير الى الحرب ، وخطب عليه‌السلام هناك في جيشه عند الذهاب الى حرب معاوية. وفي هذا الموضع قاتل الخوارج.

وفي وقائع عاشوراء أرسل ابن زياد جيشه الى النخيلة لمجابهة الحسين عليه‌السلام ، وبعث من هناك عمر بن سعد على راس جيش عداده أربعة آلاف لقتاله (١).

__________________

(١) بحار الانوار ٤٤ : ٣١٥.

٤٥٤

ويعرف هذا الموضع اليوم باسم العباسيات (١).

النذر :

النذر هو الالتزام بعمل الله تعالى على نحو مخصوص ، ولا ينعقد بمجرد النية ، بل لا بد من الصيغة وهي ما كان مفادها جعل فعل أو ترك على ذمته لله تعالى ، بان يقول : لله عليّ .. والتخلّف عنه ذنب يوجب الكفّارة (٢).

وفي بعض الأحيان ينذر محبّو أهل البيت بعض النذور ليكونوا ملزمين بادائها من قبيل زيارة الامام الحسين عليه‌السلام ، وإقامة مجالس العزاء له ، وإهداء شيء أو مال لحرمه أو لزوّاره ، أو الاطعام ، أو المشاركة في مواكب السلاسل والعزاء ، أو بناء تكية أو حسينة.

وأمثال هذه النذور تؤمن جانب من نفقات احياء ذكرى عاشوراء ونشر مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، وتعطي المساعدة النقدية والعينية والخدمات المتعلقة بسيد الشهداء جانبا معنويا وبعدا قدسيا ، ويبادر الاشخاص الى مثل هذا العمل باندفاع وفخر. وتشيع بين الناس أنواع مختلفة من النذور غالبا ما يكون اداؤها مشفوعا بقراءة المراثي ، والتذكير باهل البيت.

ـ الوقف

النزال الفردي :

من جملة تقاليد الحرب التي كانت معروفة عند العرب هي ان يبرز الى ساحة القتال خصمان من الفريقين ، ويعرّفا نفسيهما ويرتجزان ثم يتبارزان. وفي بعض المواقف كان النزال الفردي يحسم مصير القتال ، وبعد ان يتبارز عدّة اشخاص في النزال الفردي يبدأ الهجوم الشامل (٣) والمبارزة تعني بروز الاشخاص للقتال

__________________

(١) مقتل الحسين للمقرّم : ٢٣٧.

(٢) تحرير الوسيلة ٢ : ١١٦.

(٣) الفن العسكري الاسلامي لياسين سويد : ٢٢.

٤٥٥

الفردي.

وفي يوم عاشوراء استمر النزال الفردي حتى الظهر ؛ وحين كان جيش الكوفة يستشعر الضعف كان يهجم على احد أصحاب الحسين بشكل جماعي حتّى يقتلوه. وقد استشهد بعض انصار الحسين في النزال الفردي وبعضهم استشهدوا في الهجوم الشامل الذي شنّه جيش الكوفة على مخيم الحسين في بداية المعركة.

ـ الحملة الاولى ، الرجز ، الميدان

النساء في ثورة عاشوراء :

يمكن الحديث عن النساء في ثورة عاشوراء في محورين ، احدهما : عددهنّ واسماؤهنّ ، والآخر يتعلّق بدورهنّ. والنساء اللواتي شهدن عاشوراء كان بعضهن من بنات علي عليه‌السلام ، والبعض الآخر من غيرهن سواء من بني هاشم أم من سائر الناس ، وبنات علي عليه‌السلام اللاتي شهدن عاشوراء هن : زينب ، أمّ كلثوم ، فاطمة ، صفية ، رقية ، وأمّ هانئ وبنات الحسين هن : فاطمة وسكينة. والنساء اللاتي شهدن كربلاء هن : الرباب ، عاتكة ، أمّ محسن بن الحسن ، بنت مسلم بن عقيل ، فضّة النوبية ، وجارية الامام الحسين عليه‌السلام ، وأمّ وهب بن عبد الله.

خرجت خمس نساء من مخيم الحسين الى العدو ، وهن : جارية مسلم بن عوسجة ، وأمّ وهب زوجة عبد الله الكلبي ، وأمّ عبد الله الكلبي ، وزينب الكبرى.

المرأة التي استشهدت في عاشوراء هي أمّ وهب ، وهي امرأة نميرية قاسطية ، زوجة عبد الله بن عمير الكلبي ، لما سقط مشت إليه وجلست عند رأسه وطلبت من الله الشهادة ، فقتلها هناك مولى الشمر بعمود ضربها به على رأسها.

قاتلت امرأتان يوم عاشوراء من فرط الانفعال ، دفاعا عن الحسين وهما : أمّ عبد الله بن عمر ، التي أخذت عمود الخيمة بعد مقتل ولدها وسارت الى الاعداء فاعادها الامام الى الخيمة ، والاخرى هي : أمّ عمرو بن جنادة التي اخذت رأس ولدها بعد مقتله وقتلت به رجلا من القوم. ثمّ أخذت سيفا وارتجزت وهجمت على

٤٥٦

الأعداء إلّا انّ الامام اعادها الى الخيام.

وانضمّت دلهم بنت عمر (زوجة زهير بن القين) الى قافلة الحسين برفقة زوجها ، وهي التي شجّعت زوجها على الالتحاق بالحسين.

وشهدت كربلاء أيضا الرباب بنت امرئ القيس الكلبي ، زوجة الحسين ، وهي أمّ سكينة وعبد الله. وكانت هناك أيضا امرأة من قبيلة بكر بن وائل ، وكانت في بداية أمرها مع زوجها في جيش عمر بن سعد ، لكنها لما رأت هجوم جيش الكوفة على خيام العيال حملت سيفا وجاءت الى الخيام وندبت آل بكر بن وائل لنصرتها.

كان ضمن سبايا أهل البيت زينب الكبرى وأمّ كلثوم بنات أمير المؤمنين ، وفاطمة بنت الحسين ، وألقت كلّ واحدة منهن خطبة بالكوفة. (راجع اسم كل واحدة من هؤلاء النسوة للاطلاع على مزيد من المعلومات بشأنها). وكان مجموع هذه النساء اضافة الى الأطفال يؤلف قافلة سبايا أهل البيت ، الذين فرّوا بعد مقتل الحسين وهجوم الأعداء على الخيام ، ثم قبض عليهم وسيقوا في قافلة السبايا الى الكوفة ومنها الى الشام.

يمكن التركيز على محور «إيصال النداء» في موضوع حضور النساء في معركة الطف ، وقد سبقت الاشارة الى هذا الموضوع في بحث «الأسر» ، وبالطبع كانت هناك أسباب اخرى نشير الى قسم منها فيما يلي :

١ ـ مشاركة النساء في الجهاد ، إذ تجلّت من خلال وجود النساء في المعركة مشاركتهن للرجال في الأبعاد المختلفة لتلك المعركة. سواء موقف طوعة في مناصرة مسلم بن عقيل بالكوفة ، أو مرافقة النساء لأزواجهن من شهداء كربلاء ، أو حتى استنكار بعض الزوجات على اعمال ازواجهن في جيش عمر بن سعد مثل زوجة خولي.

٢ ـ الصبر ، كان صمود النساء وتحملهن لمواقف الاستشهاد درسا بليغا يأخذه الانسان من نهضة عاشوراء ، وقد تجلّى ذلك الصبر والثبات في مواقف زينب

٤٥٧

عليها‌السلام.

٣ ـ ايصال النداء ، كان لخطب وأقوال النساء والفتيات في قافلة كربلاء ، سواء في أثناء السبي أم عند العودة الى المدينة ، دور في حراسة دماء الشهداء ، وكانت كلمات تلك النسوة على هيئة الخطبة ، أو على هيئة الأحاديث المتفرّقة حسب ما يقتضيه الموقف.

٤ ـ رفد المعنويات ، يؤدّي حضور النساء في المعارك الى رفد المقاتلين بالمعنويات ، وفي كربلاء كان لوجود بعض الامّهات والزوجات مثل هذا الدور.

٥ ـ التمريض ، ومن المهام الاخرى للمرأة في عموم الجبهات ومنها جبهة عاشوراء ، هو معالجة المرضى وتضميد الجرحى ، ومن امثلة ذلك تمريض زينب الكبرى للامام السجاد ورعايتها له.

٦ ـ الادارة. تؤدي المواقف الحرجة والعصيبة الى ابراز ما لدى الافراد من استعدادات كامنة. فدور العقيلة زينب في الواقعة ، ورعايتها لقافلة السبايا بعد الواقعة ، يتعلّم منها المرء مهمّة «الادارة في الازمات» ؛ فقد وجهت المجموعة المتبقية من أهل البيت باتجاه اهداف النهضة ، وجابهت كل سعي من العدو لافشال نتائج الثورة ، بل وافشلت هي خطط العدو.

٧ ـ الحفاظ على القيم. الدرس الآخر الذي يتعلمه المرء من بطلات كربلاء هو صيانة القيم الدينية واستنكار هتك حرمة بنات الرسالة والتمسك بالحجاب والعفاف مقابل القلوب المريضة. ومع ان بنات الرسالة اخذن سبايا وقد نهبت ثيابهن وخيامهن واصبحن عرضة لانظار المتفرّجين ولكنهن استنكرن ذلك الوضع وكنّ يحرصن على الحجاب والعفّة. فامّ كلثوم صاحت بمن اجتمع للتفرّج عليهم بالكوفة : تبّا لكم كيف تحملكم الغيرة على التفرّج على أهل البيت؟

وحين حبسوهم في دار بالكوفة لم تأذن زينب سوى للجواري بمشاهدتهن ، وفي قصر يزيد استنكرت عليه عمله قائلة : «امن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك

٤٥٨

حرائرك وامائك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وابديت وجوههن يحدو بهن الاعداء من بلد الى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والغائب والشهيد ...» (١). وهناك أمثلة اخرى للأحاديث والمواقف الطافحة بدروس العفّة والدفاع عن القيم.

٨ ـ تغيير حالة السبي ، إذ قامت تلك النسوة بتحويل ماهيّة السبي الى حريّة يتعلم منها الأسرى الحقيقيون درس الصمود والحرية.

٩ ـ تعميق البعد العاطفي والمأساوي لواقعة كربلاء ، لقد كان البكاء والعويل والنياح على الشهداء سببا لاثارة عواطف الناس واضفاء بعد مأساوي على الواقعة ممّا أدّى الى الاسهام في تخليدها وتعميق اثرها.

ـ الأسر ، زينب ، احصاء حول ثورة كربلاء

النسخة :

اصطلاح يطلق على الدفتر الخالي من الكتابة والذي يحمله الشخص تحت ابطه. أو الدفتر الذي يسجّل فيه بعض مجالس العزاء وبعض الأدعية احيانا ، وله عادة غلاف جلدي يخاط من طرفه. ويشبه ما يسمّى اليوم ب «البوم». كما ويسمّى أيضا بالنسخة والطومار. ويكتب غالبا بخط خاص وعلى شكل يسار ويمين ، ومن الصعوبة الاستنساخ عنها. ومن عادة القراء ان يجعلونها خاصّة بهم ولا يعطونها لغيرهم.

ـ المجلس ، المأتم ، العزاء ، النسخة

النعش :

يراد به الجسد الخالي من الروح ، ويأتي أيضا بمعنى التابوت.

في كربلاء حضر الحسين عند نعوش الشهداء. وبعد عاشوراء جاء أهل البيت عند نعوش الشهداء وبكوهم واقاموا عليهم العزاء. وفي مراسيم العزاء

__________________

(١) عوالم الامام الحسين : ٤٠٣.

٤٥٩

والتشابيه يؤدي بعضهم دور النعش فيسقط على الأرض بلا حراك للتذكير باجساد شهداء كربلاء. وفي العزاء يعرضون النعوش عادة والى جانبها السهام المدمّاة والسيوف المكسورة ، وهو ما يعكس وضعا طبيعيا عن القتلى في ساحة المعركة ، وترافقها أيضا طيور أو حمامات ملطّخة بالدم كرمز لا يصال خبر الشهادة الى المدينة.

ـ التشابيه ، المواساة

النعمان بن بشير :

كان النعمان بن بشير واليا على الكوفة في المدّة التي جاء فيها مسلم بن عقيل مندوبا عن الحسين الى الكوفة وبدأ يأخذ له البيعة من اهلها ، كان في أول الأمر يسكن الشام ، وهو من الأنصار من قبيلة الخزرج ، وامّه عمرة بنت رواحة (اخت عبد الله بن روّاحة) ، كان في عهد معاوية واليا على الكوفة فابقاه يزيد في منصبه.

كان شاعرا وخطيبا. وفي معركة صفين كان في جيش معاوية ، عين بعدها قاضيا لمدينة دمشق ، وبعد ذلك جعله معاوية واليا على اليمن ، صار بعدها واليا على الكوفة (١).

بعد تنامي قوّة مسلم بن عقيل وأنصاره في الكوفة ، اعترض عبد الله بن مسلم وكان من انصار بني أميّة على تهاون النعمان ازاء مسلم بن عقيل وكتب الى يزيد يعلمه باحوال الكوفة ويشير عليه بارسال شخص آخر أكثر حزما لولاية الكوفة. واستقر رأي يزيد بعد التشاور مع مستشاره المسيحي سرجون على تعيين عبيد الله بن زياد واليا عليها وأوصاه بأساليب القهر والحزم ، وبهذا عزل النعمان عن ولاية الكوفة ، وبقي على قيد الحياة حتّى ايام مروان بن الحكم وعيّن واليا على حمص ، ولكن بسبب ظهور الاضطرابات المسماة بفتنة ابن الزبير لم يقبله أهالي حمص ،

__________________

(١) الاعلام للزركلي ٨ : ٣٦.

٤٦٠