موسوعة عاشوراء

جواد محدثي

موسوعة عاشوراء

المؤلف:

جواد محدثي


المترجم: خليل زامل العصامي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الرسول الأكرم (ص)
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

مع الميّت كحنوط. انّ التربة التي هي مدفن الشهيد تكون وسطا ناقلا لثقافة الشهادة ومصدرا للايمان والشجاعة. والتسبيح الذي يؤدّي بمسبحة مصنوعة من هذه التربة ، له أجر مضاعف. وقد وردت عن الإمام الصادق عليه‌السلام احاديث في فضيلة التسبيح بتربة الحسين (١).

اتّخذت فاطمة الزهراء عليها‌السلام من تربة حمزة سيّد الشهداء مسبحة ونظمتها في خيط ، وكانت تذكر بها التسبيحات ، وهكذا فعل الناس.

فلمّا قتل الحسين صلوات الله عليه عدل بالأمر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزيّة» (٢).

وجاء عن الإمام الصادق عليه‌السلام في فضيلة التسبيح بالتربة : «من كانت معه سبحة من طين قبر الحسين عليه‌السلام كتب مسبّحا وإن لم يسبّح بها» (٣).

قال الإمام الكاظم عليه‌السلام : «لا يستغني شيعتنا عن أربع ... وسبحة من طين قبر الحسين فيها ثلاث وثلاثون حبّة ...» (٤).

ان المسبحة من طين قبر الحسين هي بمثابة قصيدة مكوّنة من مائة بيت ، كلّ مصطلحاتها عاشوراء ، تسبّح حباتها مع ذكر الذاكر ، ويفوح منها عطر الشهادة ، ومحبّو كربلاء يتجاوبون مع مضمون هذه القصيدة المقدّسة ، تؤنسهم ايقاعاتها المتكوّنة من : الله أكبر ، والحمد لله ، وسبحان الله. وحبّات هذه المسبحة جواهر منتقاة من تراب شارع المحبّة ، تشعّ نورا يتصاعد منها إلى الملكوت. واصحاب القلوب ذات الآفاق المترامية يغسلون بالدموع جوهر التربة في ساحل المحبّة ، ويمطرون عليها من زمزم مدامعهم. وهذا هو السرّ في اشراقة وسطوع «تربة الحسين» على الدوام. وهذا هو سرّ فضل المسبحة الطينية على حبّات الياقوت ،

__________________

(١) بحار الانوار ٩٨ : ١٣٣.

(٢) بحار الانوار ٨٢ : ٣٣٣.

(٣) نفس المصدر : ٣٤٠.

(٤) نفس المصدر ، وفي المزار للشيخ المفيد : ١٥٢ ، جاء ذكر ٣٤ حبّة.

٤٢١

والعقيق ، والفيروز ، والزبرجد ، والماس.

المسبحة الطينية ذات نظم كربلائي ، وايقاعها فاطمي ، ومفاهيمها هدية الله لفاطمة. وهي نظم يرمز إلى القداسة والتضحية والاخلاص والمحبّة. يا له من اكسير عجيب ذاك الذي تنطوي عليه تربة مزار الحسين عليه‌السلام ، بحيث يجعل التراب افضل من الجواهر!

ـ التربة ، الفرات

مسجد رأس الحسين ـ مشهد رأس الحسين :

مسروق بن وائل الحضرمي :

كان من جملة رجال عمر بن سعد. خرج هو وجماعة لمقاتلة الحسين عليه‌السلام وتقدم رجل منهم يقال له ابن حوزه : ونادى على الحسين. فلما اجابه ، قال : يا حسين ابشر بالنار.

فسأله الحسين : من أنت؟ قال : ابن حوزة. فرفع الحسين يديه فقال : «اللهمّ حزه إلى النار» فغضب ابن حوزه فاقحم فرسه في نهر بينهما فتعلقت قدمه بالركاب وجالت به الفرس فسقط عنها فانقطعت فخذه وساقه وقدمه وبقي جنبه الآخر متعلقا بالركاب يضرب به كلّ حجر وشجر حتّى مات.

وكان مسروق بن وائل قد خرج معهم وقال : لعلي اصيب رأس الحسين فاصيب به منزلة عند ابن زياد. فلما رأى ما صنع الله بابن حوزة بدعاء الحسين رجع ، وقال : «لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا لا اقاتلهم ابدا» (١).

ـ ابن حوزة

مسعود بن الحجّاج :

من شهداء كربلاء. قتل هو وولده عبد الرحمن بن الحجّاج في الحملة الاولى. جاء في الاخبار انهما خرجا من الكوفة مع جيش عمر بن سعد ، ولما وصلا كربلا

__________________

(١) موسوعة العتبات المقدسة ، جعفر الخليلي ٨ : ٦٣.

٤٢٢

التحقا بالحسين. جاء اسماهما في زيارة الناحية المقدسة.

مسلح :

اسم لاحد المنازل التي مرّ بها الحسين في طريقه من مكّة إلى العراق.

مسلم (مولى عامر بن مسلم):

من شهداء كربلاء ، وهو مولى عامر بن مسلم. وقد استشهد مولاه عامر في كربلاء (١) ، وجاء في بعض النصوص ان اسمه سالم.

ـ سالم مولى عامر بن مسلم ، عامر بن مسلم

مسلم بن عقبة :

لما ثار أهل المدينة ضد الامويين بعد واقعة عاشوراء ، وأخرجوا عامل يزيد عليها ، سيّر ابن معاوية إليهم الجيوش من أهل الشام وجعل القائد عليها مسلم بن عقبة الّذي اخاف المدينة ونهبها وقتل اهلها ، فسمّي لذلك بمجرم ومسرف لما كان من فعله (٢).

كان مسلم من قادة الجيش في عهد معاوية وابنه يزيد. وكان قد ادرك زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله.

مسلم بن عقيل :

مبعوث سيّد الشهداء من مكّة إلى الكوفة لاستطلاع أوضاعها واخذ البيعة له من الناس. وهو ابن عم الحسين وثقته. وكان معروفا بنبله ومروءته. شهد صفين مع علي عليه‌السلام. أرسله الإمام الحسين إلى أهل الكوفة بعد ما تواترت عليه كتبهم ورسائلهم ، وأنفذ معه كتابا إليهم «وانا باعث إليكم اخي وابن عمّي وثقتي من أهل

__________________

(١) أنصار الحسين : ١٢١.

(٢) مروج الذهب ٣ : ٦٩.

٤٢٣

بيتي» (١).

وفي النصف من شعبان سار مسلم من مكّة إلى الكوفة ودعا الناس إلى مبايعة الحسين ، فبايعه حوالي ١٨ الفا من اهلها ، ولما تناهت الاخبار إلى يزيد عن وضع الكوفة عيّن ابن زياد واليا عليها بدلا من الوالي السابق النعمان بن بشير.

لما قدم ابن زياد وانفضّ أنصار مسلم من حوله ، توارى عن الانظار لكن ابن زياد استطاع العثور على موضع اختفائه بواسطة جواسيسه ، فقبض على هانئ بن عروة الّذي كان يخفيه في داره. فاضطر مسلم إلى اعلان ثورته قبل موعدها المقرّر ، وحاصر ابن زياد في قصر الامارة.

استطاع عبيد الله بن زياد من السيطرة على اوضاع المدينة بالاغراء والوعيد ، وفرض عليها حالة من الخوف والرعب. فتفرق أصحاب مسلم من حوله وظل وحيدا غريبا بالكوفة بلا مأوى. فتوجه ليلا إلى دار طوعة فآوته ، ولما علم ابن زياد بموضعه بعث إليه سرية من جنوده للقبض عليه. فخرج مسلم منن دار طوعة وظل يقاتلهم في الازقة لوحده إلى ان تكالبوا عليه وقبضوا عليه وقادوه إلى ابن زياد. وبعد كلام شديد دار بينه وبين ابن زياد ، امر به ابن زياد فالقي من فوق قصر الامارة بعد ان احتزوا رأسه. وارسل رأسه مع رأس هانئ بن عروة إلى يزيد.

كانت شهادة مسلم بن عقيل يوم الثامن من ذي الحجة عام ٦٠ ه‍ في يوم عرفة ، وقبره في الكوفة. في عام ١٢٨٢ زينت قبّة قبره بالكاشي وصنع له ضريح من الفضة وزيّنت أطراف الضريح بالمرايا.

نقل الشيخ المحدّث القمّي بعد ذكر أعمال مسجد الكوفة والصلاة والزيارة لمسلم بن عقيل والتي تبدأ كالتالي : «الحمد لله الملك الحقّ المبين ...» (٢).

ـ هانئ بن عروة ، طوعة

__________________

(١) بحار الانوار ٤٤ : ٣٣٤.

(٢) مفاتيح الجنان : ٤٠١.

٤٢٤

مسلم بن عوسجة الأسدي :

هو أول شهيد من أنصار الحسين بعد الحملة الاولى ، كان شيخا كبير السن ، وشخصية اسدية كبرى ، وإحدى الشخصيات البارزة في الكوفة. وكان صحابيا ممن رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وروى عنه (١) ، كان رجلا شجاعا وجريئا شارك في الكثير من حروب المسلمين ، وشهد مع علي عليه‌السلام كلّ غزواته.

كان في الكوفة يأخذ البيعة من الناس للحسين بن علي عليه‌السلام ، وقد جعله مسلم بن عقيل حين ثار بالكوفة على رأس طائفة من مذحج واسد. وكان ينهض بجمع المال والسلاح والانصار. ودسّ ابن زياد عينا عليهم رجلا اسمه «معقل» فتعرّف على موضع اقامة مسلم بن عقيل.

وفي ليلة عاشوراء لما اوعز الإمام الحسين ان يتخذوا ظلام الليل جملا وينصرفوا وقف مسلم بن عوسجة موقفا جريئا وقام متكلّما وقال : «والله لو علمت اني اقتل ثم أحيا ثم احرق ثم اذرى ، يفعل بي ذلك سبعين مرّة ما تركتك فكيف وانما هي قتلة واحدة ثم الكرامة إلى الابد» (٢).

وكان ساعة البراز يرتجز :

ان تسألوا عني فانّي ذو لبد

من فرع قوم في ذرى بني أسد

فمن بغانا حائد عن الرشد

وكافر بدين جبّار صمد (٣)

مما يدل على عمق بصيرته في دينه ومعرفته بطبيعة العدو ، واعتباره الجبهة المعادية جبهة كافرة. وعند القتال لم يتجرّأ احد من الأعداء على مبارزته ، فرضخوه بالحجارة ولما سقط على الأرض وكان به رمق مشى إليه الحسين وحبيب بن مظاهر ، فدعا له الحسين وبشّره بالجنّة. ولما اقترب منه حبيب بن مظاهر قال له

__________________

(١) أنصار الحسين : ٩٣.

(٢) المناقب ٤ : ٩٩.

(٣) نفس المصدر : ١٠٢.

٤٢٥

مسلم : اوصيك بهذا ـ وأشار إلى الحسين ـ فقاتل دونه حتّى تموت (١).

ـ حبيب بن مظاهر ، معقل

مسلم بن كثير الأزدي :

من شهداء كربلاء ، ينتهي نسبه إلى قبيلة الأزد ، وكان من التابعين. يعتقد البعض انه من الصحابة. اصابه جرح في رجله في احدى المعارك التي شهدها مع علي عليه‌السلام. خرج من الكوفة والتحق بالحسين قرب كربلاء.

وفي يوم عاشوراء قتل في الحملة الاولى (٢) ، وقيل ان اسمه أسلم بن كثير ، وسليمان بن كثير أيضا (٣) ورد اسمه في زيارة الناحية المقدسة.

مسلم بن كناد :

من شهداء كربلاء. ورد ذكره في الزيارة الرجبية (٤).

المسودّة :

جرت العادة بين الناس على ارتداء الثياب السوداء عند فقد أحبّتهم. لبس السواد مكروه إلّا في عزاء الحسين. كان أبو مسلم الخراساني يرتدي السواد ؛ لمعارضة بني اميّة وليوقع الهيبة في نفس من يراه ، وكان جيشه يطلق عليهم اسم «المسوّدة» لأنهم كانوا يلبسون السواد في عزاء شهداء كربلاء وزيد بن علي ويحيى بن زيد.

ونقل عن البعض انه شاهد في الرؤيا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة صلوات الله عليهم عند الكوثر هم لابسون السواد باكون محزونون وذلك في يوم

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ٢٠.

(٢) المناقب ٤ : ١١٣.

(٣) أنصار الحسين : ٩٤.

(٤) أنصار الحسين : ١٢١.

٤٢٦

عاشوراء (١).

وقد اتخذ العباسيون اللباس الاسود شعارا لهم فسمّوا بالمسوّدة.

المسوّر بن مخزمة (مخرمة):

ممن كان في مكّة ، وحينما سمع بعزم الإمام على مغادرة الحجاز والتوجه إلى العراق ، ذعر وكتب إليه رسالة حذّره فيها من الاغترار بكتب أهل العراق. وهو أيضا لم يبايع يزيد. ولما قرأ الإمام رسالته اثنى على عواطفه ودعا له.

كان رجلا صالحا من أهل الفضل والدين ، روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. ولد بعد الهجرة بسنتين ، وبقي في المدينة حتّى مقتل عثمان. ثم سكن مكّة. وعند محاصرة مكّة وضربها بالمنجنيق عام ٦٤ قتل وهو يصلي عند حجر اسماعيل. كان عمره حين وفاته ٦٢ سنة (٢).

المسيّب بن نجبة الفزاري :

كان من وجوه أصحاب علي عليه‌السلام. شارك في نهضة التوابين الّذين خرجوا للمطالبة بدم الحسين وشهداء كربلاء ، بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ولما قتل سليمان ، اخذ الراية المسيّب بن نجبة الفزاري ، وقاتل بشجاعة حتّى قتل ، وكان استشهاده عام ٦٥ في موقعة عين الوردة (٣).

كان المسيب من اشد الناس حسرة على عدم شهادته بين يدي ريحانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد أعلن ندمه في خطابه الّذي ألقاه على جموع التوابين : وقد أسف كثيرا على عدم نصرته له بعد ما وصله كتاب الإمام ومبعوثه (٤).

ـ التوابون

__________________

(١) سفينة البحار ١ : ٦٧.

(٢) حياة الإمام الحسين ٣ : ٢٤ ، تنقيح المقال للمامقاني ٣ : ٢١٧.

(٣) مروج الذهب ٣ : ٩٤ ، تاريخ الاسلام للذهبي ٥ : ٢٤٨.

(٤) حياة الإمام الحسين ٣ : ٣٦٢.

٤٢٧

المشاعل :

احدى ادوات الزينة في مجاميع العزاء وتعود نشأتها إلى العهد الصفوي. وهي عبارة عن قاعدة يوضع عليها صندوق ، وعلى الصندوق لسان طويل على رأسه عرف كعرف الفرس ، ويحمله شخص كما تحمل الراية.

انّ أمثال هذه الشعائر الدينية محمودة ، ولكن يا ليتهم يكرسوا نصف الأهمية التي يعيرونها للاعلام والتجهيزات والادوات ، لمضامين وتعاليم ثورة الإمام الحسين عليه‌السلام وللهدف الذي من اجله تقام التعازي.

ـ الاعلام

مواكب العزاء :

طائفة من الناس تجتمع في مكان وتسير مع بعضها أو تؤدّي عملا بشكل منظم ، والمراد بها هنا جماعة من الناس تسير في الشوارع والطرقات وفق نسق معين وتنشد اشعارا جماعية مقيمة العزاء على سيّد الشهداء والأئمّة الآخرين ، وغالبا ما يصاحب حركتهم اللطم أو الضرب بالسلاسل ، وتبلورت صيغها على الاكثر في العهد الصفوي.

لكل واحد من المواكب شعاره وعلمه الخاص ، وقد يكون له اسمه الخاص احيانا ، ويقام العزاء بنظم جماهيري عام في أيّام عاشوراء والأيام الاخرى ، ولا مثال هذه المراسم وخاصة في مدينتي النجف وكربلاء جذور أكثر عمقا ، ذكر المرحوم كاشف الغطاء : «بدأ خروج مواكب العزاء على سيّد الشهداء قبل أكثر من الف سنة زمن معز الدولة وركن الدولة ، فكانت المواكب تخرج وهي تندب الحسين وفي الليل يجوبون شوارع بغداد وفي ايديهم المشاعل فيعلو صوت البكاء والعويل في المدينة ، ولو لا خروج هذه المواكب في الشوارع لضاع الهدف من ذكر الإمام الحسين ، ولفسدت الثمرة وانعدم سر شهادة الحسين عليه‌السلام» (١).

__________________

(١) المواكب الحسينية لمحمد حسين كاشف الغطاء : ١٥.

٤٢٨

تطلق كلمة المواكب الحسينية على المسيرات التي تنطلق في الشوارع وهي تؤدّي شعار العزاء وتردد المستهلات وقصائد الرثاء ، وهي في حالة اللطم. وفي العراق تكثر امثال هذه المواكب في أيّام التاسع والعاشر من محرّم والاربعين الحسيني في جميع المدن والقرى الشيعية.

ويمكن القول ان بعضها له عراقة وأصالة تمتد إلى عدّة قرون كعزاء طويريج في كربلاء ، حيث حافظت على تقاليدها عبر الاجيال (١).

مواكب العزاء تعوّد الناس على نمط من النظام والترتيب محوره الإمام الحسين عليه‌السلام. وامثال هذه المواكب والهيئات تقوّي لدى الاشخاص الشعور بالمسؤولية والثقة بالنفس ، وتعوّدهم على النظم والانضباط ضمن اطار مقدّس وآداب تتّسم بالاخلاص والمحبة بعيدا عن أساليب القوّة والاكراه.

ـ الهيئة ، العزاء ، اللطم

المشرعة ـ الفرات ، الشريعة :

مشكور :

اسم رجل كهل من الموالين لاهل البيت في الكوفة ، عهدت إليه مهمة سجن طفلي مسلم بن عقيل ، لمّا علم ـ بعد مضي سنة على سجن محمد وابراهيم طفلي مسلم ـ انهما من بني هاشم ومن آل البيت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اطلق سراحهما خفية (وان قبض عليهما في ما بعد وقتلا) (٢) ، وبسبب هذه الخدمة التي اسداها مشكور لطفلي مسلم استدعاه ابن زياد ، وضربه خمسمائة سوط حتّى مات من أثر السياط.

ـ طفلي مسلم

__________________

(١) راجع المواكب الحسينية مدارس ومعسكرات لأبي الحسن النقوي : ٣٤.

(٢) بحار الانوار ٤٥ : ١٠١.

٤٢٩

مشهد الحسين :

المشهد بمعنى موضع الشهادة ، ومحل الدفن ، والحرم ، والمقبرة ، ويستعمل هذا التعبير بدلا من مرقد سيّد الشهداء.

ـ الحرم الحسيني ، قبر الإمام الحسين ، الحائر

مشهد رأس الحسين :

الحرم والبقعة المدفون فيها الرأس الطاهر لسيد الشهداء ، أو المكان الّذي نقل الرأس إليه. وهناك موضعان بهذا الاسم احدهما بالشام والآخر بمصر. ففي الشام يوجد في عسقلان مسجد كبير وضريح عظيم يزوره الناس ويتبرّكون به (١). وقد ذكر السيّد محسن الأمين : «وجد الرأس في خزانة يزيد فكفّنوه ودفنوه في موضع إلى جوار المسجد الجامع الأموي بدمشق».

وذكر أيضا : «ان رأس الحسين عليه‌السلام جيء به إلى مصر فدفن فيها في المشهد المعروف الآن ، وهو مشهد عظيم يزار وإلى جانبه مسجد عظيم والمصريون يتوافدون إلى زيارته. وكان الخليفة الفاطمي بمصر ارسل إلى عسقلان (في فلسطين) واستخرج رأسا قال انه رأس الحسين عليه‌السلام وجيء به إلى مصر فدفن فيها ، وهذه الآراء كلها غير معوّل عليها (٢).

هذا المسجد موجود حاليا في القاهرة ويعد محفلا دينيا وقرآنيا مشهورا وخاصة في ليالي شهر رمضان. وفي ولادة الحسين يحتشد فيه آلاف الاشخاص ويتوسلون بربّ الحسين عليه‌السلام فيشفى مرضاهم ويستجاب دعاؤهم ببركة هذا المكان.

ـ رأس الإمام الحسين

__________________

(١) آثار البلاد واخبار العباد للقزويني : ٢٧٨.

(٢) اعيان الشيعة للسيّد محسن الامين ١ : ٦٢٧.

٤٣٠

مصباح الهدى :

وهذا أيضا لقب من القاب الإمام الحسين عليه‌السلام ؛ فقد نقل له أكثر من أربعين لقبا (١) ، واحدها هو مصباح الهدى وسفينة النجاة : «ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة» (٢).

اضافة إلى مقام الامامة ، كان نمط حياة الحسين وجهاده وشهادته مدرسة يستلهم منها بنو الانسان العبر ودروس الفداء والهداية. فهو سفينة النجاة في خضم الامواج المتلاطمة ، ينجو كلّ من يتمسك بولايته من امواج الالحاد والذلّة ويبلغ ساحل العزة والكرامة. فمصباح الحسين مضيء على الدوام في ظلمة التاريخ وينير الطريق.

ـ سجايا سيّد الشهداء

المصيبة :

بمعنى البلاء والشدّة والرزء الّذي يصاب به المرء من جرّاء الاحداث المريرة والوقائع المؤلمة التي تمر بالانسان مثل فقد عزيز أو قريب. وتأتي هذه الكلمة أيضا بمعنى العزاء والمواساة والمأتم. فالذي جرى على أهل البيت في كربلاء ، وشهادة الحسين ، وسبي آل بيت الرسول في عاشوراء ، وحوادث استشهاد كلّ واحد من المعصومين عليهم‌السلام هي مصيبة حلّت بالامة الاسلامية ، وعلى رأس جميع تلك المصائب مصيبة عاشوراء. وصفت زيارة عاشوراء واقعة استشهاد الحسين بالمصيبة الكبرى : «لقد عظمت الرزية وجلت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل الاسلام ... مصيبة ما اعظمها واعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع أهل السموات والارض ...» (٣) ولهذا السبب يسمى ذكر واقعة عاشوراء واستشهاد

__________________

(١) المناقب لابن شهر اشوب ٤ : ٧٨.

(٢) سفينة البحار ١ : ٢٥٧ ، ناسخ التواريخ : ٥٧.

(٣) بحار الانوار ٩٨ : ٢٩٤ (زيارة عاشوراء).

٤٣١

الحسين والأئمّة الآخرين «ذكر المصيبة».

ـ ذكر المصيبة ، العزاء ، الخطبة ، الكرب والبلاء

المظلوم :

من القاب سيّد الشهداء التي يقترن بها اسمه على الدوام. وغالبا ما تتكرّر عبارة يا حسين يا مظلوم في الزيارات والاحاديث. والتركيز على هذا اللقب يستهدف بيان ظلم الحكومة الاموية والجيش الّذي قتل الحسين يوم الطف. فعلى الرغم من جهودهم التي بذلوها من اجل تبرئة انفسهم من تلك الجريمة ، والقائها على عاتق الإمام شخصيا ، إلّا ان مظلوميته بقيت شاخصة كالراية الخفّافة.

جاء في حديث مروي عن الإمام محمد الباقر عليه‌السلام انه قال : «ان الحسين صاحب كربلاء قتل مظلوما مكروبا عطشانا لهفانا» (١) ، وجاء في بعض التفاسير ان الآية الشريفة (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً) (٢) ، قد فسرت باستشهاده عليه‌السلام (٣).

واوّلت الآية الشريفة : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (٤) ، بمظلومية أهل البيت (٥) ، وتفيد الروايات ان الآية الكريمة : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) (٦) ، انما هي بشأن الإمام الحسين عليه‌السلام الّذي بقي يزيد يسعى لقتله حتّى قتل مظلوما.

ذكر الإمام الصادق عليه‌السلام في حديث منقول عنه انه وصف امام الزمان

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٦٨.

(٢) الاسراء : ٣٣.

(٣) تفسير البرهان للسيّد هاشم البحراني ٢ : ٤١٨.

(٤) الشعراء : ٢٢٥.

(٥) تفسير البرهان للسيّد هاشم البحراني ٣ ، ذيل الآية المذكورة.

(٦) الحج : ٣٩.

٤٣٢

عليه‌السلام بانه الطالب بدم الحسين (١) ، وروي ان الذين (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) (٢) ، هم الذين ظلموا آل محمد حقّهم (٣).

ان مظلومية أبي عبد الله عليه‌السلام وغيره من الأئمّة تضع الشيعة دوما على طريق مقارعة الظلم ، والاستعداد للبذل والتضحية بين المنتقم لدماء الشهداء المظلومين في كربلاء إلّا وهو المهدي المنتظر عليه‌السلام ، ويكرس كراهية الظالمين في نفوسهم.

ـ الثأر

المعارضون لبيعة يزيد :

بدأ يزيد وولاته بأخذ البيعة من الناس بعد موت معاوية ، ولكن بعض الشخصيات رفضت مبايعته. ومن جملة من امتنعوا علانية عن مبايعته ولم ينصاعوا لحكمه وانكروا عليه افعاله هم : الحسين بن علي عليه‌السلام ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وعبد الله بن الزبير ، والمنذر بن الزبير ، وعبد الرحمن ابن سعيد ، وعابس بن سعيد ، وعبد الله بن حنظلة (٤).

رفض الحسين بن علي دعوة الوليد والي المدينة اياه لمبايعة يزيد ، وقال ضمن حديث اشار فيه إلى فضائل ومناقب آل البيت وخسّه يزيد ، جاء فيه : «ومثلي لا يبايع مثله» (٥). وقال أيضا لمروان الّذي سعى لارغامه على البيعة : «ويحك! أتأمرني ببيعة يزيد وهو رجل فاسق؟» (٦).

كان أبو عبد الله يرى في مبايعة يزيد رضوخا لسلطة الجور وموافقة على هدم

__________________

(١) بحار الانوار ٢٤ : ٢٢٤.

(٢) الأنبياء : ٣.

(٣) بحار الانوار ٢٤ : ٢٢٦.

(٤) حياة الإمام الحسين ٢ : ٢٠٩.

(٥) بحار الانوار ٤٤ : ٣٢٥.

(٦) موسوعة كلمات الإمام الحسين : ٢٨٤.

٤٣٣

اركان الاسلام. ولهذا السبب ، ولاجل انقاذ الاسلام والامة من حكومة الفسقة لم يبايع واتخذ طريقه نحو مكّة ومنها نحو كربلاء.

ـ البيعة

معاوية :

كان معاوية طاغية متجبّرا يحكم بهواه. ابوه أبو سفيان وأمه هند آكلة الاكباد وكانوا من ألد اعداء الاسلام. عرف معاوية بانه كان خليفة قاسيا وماكرا وكذّابا ومثيرا للفتن.

نصب معاوية على ولاية الشام في عهد عثمان. وقاتل عليا عليه‌السلام ، وكان يدبّر المؤامرات ضدّه. اضطر الإمام الحسن عليه‌السلام إلى مصالحة معاوية لقاء شروط إلّا ان معاوية لم يلتزم بأي من تلك الشروط ؛ فبالغ في قتل الابرياء والتنكيل بشيعة علي عليه‌السلام ومحبّي أهل البيت. وسلط عمّاله على اموال ونفوس وأعراض المسلمين ، وظل يمارس أبشع ألوان الطغيان في ظل حكومة قائمة على الدجل والزيف والاعلام المخادع ، ولم يأل جهدا في سبيل اجتثاث مبادئ الدين ، وهو ملعون على لسان الرسول (١).

وكان من جملة بدع معاوية اخذ البيعة بالاكراه من الناس ومن الشخصيات المعروفة لولاية عهد ابنه يزيد شارب الخمر. وكان اكبر همّه معارضة الهاشميين وكان زعيم المعارضة هو الحسين بن علي عليه‌السلام الّذي اعلن معارضته علانية.

كانت أكثر الشخصيات المعروفة قد رضخت للفكرة خوفا أو طمعا ، إلّا ان الحسين كشف عن مساوئ يزيد أمام معاوية الّذي أطنب في مدحه ، وأنكر على معاوية عمله ذاك (٢).

وبعث معاوية كتابا إلى الإمام الحسين عليه‌السلام فرد عليه بكتاب استنكر

__________________

(١) بحار الانوار ٤٤ : ٣٢٥.

(٢) مع الحسين في نهضته : ٥٤.

٤٣٤

فيه قتله لحجر بن عدي وأصحابه ، وقتل عمرو بن الحمق ، ونقض عهوده ، وزرعه لبذور الفتنة ، وقال في كتابه : «وانّي والله ما اعرف افضل من جهادك فان افعل فانّه قربة إلى ربي وان لم افعله فاستغفر الله لديني ... واعلم ان الله ليس بناس لك قتلك بالظنة ، وأخذك بالتهمة ، وامارتك صبيّا يشرب الشراب ويلعب بالكلاب ...» (١).

وقبل موت معاوية بسنة تحدث أبو عبد الله في موسم الحج فاحصى جرائم الطاغوت معاوية ، ودعا الناس إلى ابلاغ الناس بمقالته عند الرجوع من الحج إلى امصارهم وقبائلهم ، وأن يدعوهم إلى الحقّ المنسي لاهل البيت مخافة ان يدرس هذا الحقّ (٢).

قبل وصول يزيد إلى الحكم كان الإمام الحسين قد اعلن معارضته لمعاوية وبني اميّة ، ولم يكن ذلك لاسباب شخصية بل لدوافع عقائدية. ولمّا سئل عن بني اميّة قال : «انا وهم الخصمان اللذان اختصما في ربّهم ...» (٣) وكان ذلك الصراع مشهودا في جميع الحوارات والمحادثات. وكان معاوية على معرفة تامّة بان الحسين لن يهادن ولن يساوم ، فقد جاء في وصيته لابنه يزيد انه حذّره من معارضة اربعة نفر من قريش له ، أشدّهم عليه هو الحسين بن علي ، لأن أهل العراق لن يتركوه دون يخرجوه ضد يزيد ، وجاء في تلك الوصية : «وأمّا الحسين ... واياك والمكاشفة له في محاربة سلّ سيف أو محاربة طعن رمح .. واياك يا بني ان تلقى الله بدمه فتكون من الهالكين» (٤).

بعد موت معاوية في رجب عام ٦٠ ه‍. وخروج الحسين إلى مكّة كتب أهل الكوفة إلى الحسين كتابا حمدوا الله فيه على هلاك معاوية ، ودعوه المسير إليهم لعل

__________________

(١) الغدير للعلامة الاميني ١٠ : ١٦١.

(٢) نفس المصدر السابق ١ : ١٩٨ ، موسوعة كلمات الإمام الحسين : ٢٧١.

(٣) حياة الإمام الحسين ٢ : ٢٣٤.

(٤) نفس المصدر السابق : ٢٣٧ ، الفتوح لابن أعثم الكوفي ٤ : ٣٣٢.

٤٣٥

الله يجمعهم واياه على الحقّ في سبيل محاربة أهل الشام (١).

كان لمعاوية دور كبير في توطيد سلطان بني اميّة على المسلمين ، واستخلاف يزيد على الحكم وما اعقب ذلك من جرائم. وفي زيارة عاشوراء اشارة إلى ان بني اميّة وابن هند آكلة الاكباد ملعونون على لسان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وانهم قد جعلوا يوم عاشوراء يوم فرح : «اللهمّ العن أبا سفيان ومعاوية ويزيد بن معاوية». واعتقدوا انهم بقتلهم سبط الرسول قد انتقموا لقتلاهم في بدر واحد. وهذا ما تغنّى به يزيد وهو في ذروة زهوه بالنصر العسكري الّذي احرزه ضد الحسين عليه‌السلام ، فاستشهد بالقصيدة الشعرية التالية :

ليت اشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل (٢)

ولما تحدث الإمام السجاد عليه‌السلام في مجلس يزيد اشار إليه كفر معاوية وأبي سفيان ومحاربتهم لرسول الله قائلا : «ولقد كان جدّي علي بن أبي طالب في يوم بدر واحد والاحزاب في يده راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وابوك وجدك في ايديهما رايات الكفار» (٣).

ـ بنو اميّة ، آل أبي سفيان ، معاوية

المعجر :

ثوب تلبسه المرأة على رأسها ، أو هو ثوب كالعصابة تلفّه المرأة على استدارة رأسها. وفي واقعة كربلاء ، لمّا هجم جيش عمر بن سعد بعد مقتل الحسين على خيام العيال ونهبها ، سلبوا كلّ ما فيها حتّى المعاجر من رءوس النساء ، وتركوا بنات الرسالة حاسرات الرءوس والوجوه (٤).

وهذا يدل على عدم مبالاة جيش الكوفة بالقيم الدينية والمعايير الانسانية.

__________________

(١) مع الحسين في نهضته : ٧٦ (نقلا عن مقتل الخوارزمي).

(٢) بحار الانوار ٤٥ : ١٣٣.

(٣) نفس المصدر : ١٣٦.

(٤) بحار الانوار ٤٥ : ٥٨ ، ٥٩ ، ٦١.

٤٣٦

واحتجّت السيّدة زينب بهذا على يزيد قائلة : امن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وابراز بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ـ نهب الخيام ، القرط ، الخلخال

المعدن :

اسم لاحد المنازل بين مكّة والعراق ، مرّ به الحسين عليه‌السلام.

معطيات نهضة عاشوراء :

كان لاستشهاد أبي عبد الله وانصاره في كربلاء دور في توعية الامّة ، وحقن دماء جديدة في شرايين المجتمع الاسلامي ، لقد حطّم استشهاد الحسين تلك الأجواء المقيتة ، وظلّت نتائج تلك الملحمة خالدة على مدى التاريخ ، ولقد برزت التأثيرات السياسية لتلك الواقعة في أفكار الناس حتّى اثناء سبي أهل البيت ؛ اذ ان السبايا لمّا بلغوا تكريت في طريقهم إلى الشام ، اجتمع المسيحيون في كنائسهم هناك وضربوا النواقيس حزنا على مقتل الحسين عليه‌السلام ولم يسمحوا للجنود بدخولها.

ولمّا وصلوا مدينة «لينا» اجتمع أهاليها ، وصاروا يحيّون الحسين وأهل بيته ويلعنون الأمويّين وأخرجوا الجنود منها. وقد امتنع الجنود عن دخول «جهينة» لمّا سمعوا أن أهاليها قد تأهّبوا لقتالهم ، وتوجّهوا نحو قلعة «كفر طاب» لكن أهلها منعوهم منها ، فساروا نحو «حمس» ولقيهم أهلها بشعار «أكفرا بعد ايمان ، وضلال بعد هدى؟» واشتبكوا معهم وقتلوا عددا منهم (١).

ومن جملة نتائج ملحمة عاشوراء يمكن الاشارة إلى ما يلي :

١ ـ إنهاء الهيمنة الدينية لبني اميّة على أذهان الناس.

٢ ـ شعور المجتمع بالذنب والتقصير لعدم مناصرة الحقّ ، وأداء التكليف.

__________________

(١) عاشوراء في الأدب العاملي المعاصر : ٥٤ نقلا عن منتخب الطريحي ومقتل أبي مخنف.

٤٣٧

٣ ـ هدم مشاعر الخوف والهلع من النهوض ومقارعة الظلم.

٤ ـ فضح حقيقة يزيد والسلطة الاموية الحاكمة.

٥ ـ ايقاظ روح المقاومة لدى الناس.

٦ ـ ترسيخ دوافع المواجهة لدى أصحاب الثورات.

٧ ـ ظهور قيم جديدة مستمدّة من عاشوراء والحسين.

٨ ـ قيام ثورات عديدة مستلهمة من ملحمة كربلاء.

٩ ـ صار عاشوراء ملهما لجميع النهضات التحررية والحركات الثورية في التاريخ.

١٠ ـ تحوّلت كربلاء إلى مدرسة للمحبّة والايمان ، والجهاد والشهادة لجميع الأجيال الشيعية الثورية.

١١ ـ ظهور قاعدة راسخة وعميقة للاعلام على مدى التاريخ تقوم على محور شخصية واستشهاد الإمام الحسين عليه‌السلام.

ومن جملة الثورات الشيعية التي قامت بعد عاشوراء يمكن الإشارة إلى «ثورة التوابين» ، و «ثورة المدينة» ، و «ثورة المختار» و «ثورة زيد» و... الخ.

للاطّلاع على مزيد من التفاصيل يمكن مراجعة المدخل الخاص بكلّ واحدة من هذه الثورات في هذا الكتاب.

وقد أشار أحد الكتّاب إلى معطيات واقعة كربلاء ولخّصها بما يلي :

١ ـ انتصار الاسلام وصيانته من الضياع.

٢ ـ هزيمة الأمويين من الساحة الفكرية بين المسلمين.

٣ ـ بروز أهل البيت كنماذج لقيادة الامة.

٤ ـ تبلور البعد العقائدي لدى الشيعة على محور الامامة.

٥ ـ تماسك صفوف الشيعة في خندق المواجهة.

٦ ـ خلق شعور اجتماعي لدى الناس.

٤٣٨

٧ ـ ازدهار الطاقات الأدبيّة وظهور ادب عاشوراء.

٨ ـ انتشار منابر الوعظ والإرشاد كاداة لتوعية الناس.

٩ ـ مواصلة الثورة عن طريق التمهيد للثورات التي وقعت في اعقابها (١).

لقد فتحت واقعة كربلاء جبهة المعارضة للحكومة الأموية ومن بعدها العباسيّة ، سواء بشكل فردي حيث دفعت ذوي النفوس الأبيّة للخروج على الحكومة وفضح ماهيّتها ، أم بشكل المواجهة الجماعية وقيام الثورات الشاملة في مدينة معيّنة أو منطقة واسعة (٢).

ـ ماهية ثورة كربلاء ، أهداف ثورة عاشوراء ، دروس من عاشوراء

معقل :

مولى عبيد الله بن زياد ، ارسله بعد ان خفى عليه موضع مسلم بن عقيل لكي يلقى الشيعة ويتظاهر بأنّه من شيعة الحسين بن علي عليه‌السلام ومسلم بن عقيل ، فلقي مسلم بن عوسجة وتعرّف من خلاله على موضع اختفاء مسلم بن عقيل ، واخذ يتردد على مسلم كلّ يوم ويستطلع اخبار النهضة ويبلغها إلى ابن زياد سرا.

كان ضرره كبيرا على نهضة مسلم بالكوفة والتي انتهت باستشهاد هانئ ومسلم (٣).

ـ مسلم بن عوسجة ، مسلم بن عقيل

مغيثة :

اسم احد المنازل على طريق مكّة إلى العراق. نزل فيه الحسين عليه‌السلام. ومعناها الارض التي نزل فيها الغيث.

__________________

(١) للاطلاع على مزيد من التفاصيل راجع : حياة الإمام الحسين باقر شريف القرشي ٣ : ٤٣٦.

(٢) راجع في هذا المجال كتاب : الانتفاضات الشيعية لهاشم معروف الحسني ، وكتاب الائمة والحركات الدينية لمحمد تقي المدرسي.

(٣) مقتل الحسين للمقرّم : ١٧٧.

٤٣٩

المقتل :

يأتي بمعنى موضع القتل ، وأيضا بمعنى الكتاب الّذي يتحدّث عن قتل الحسين عليه‌السلام وعن واقعة كربلاء. ويطلق أيضا على الموضع من البدن الّذي اذا اصيب بضربة رمح أو سيف أدّى إلى مقتل صاحبه.

وقد كتبت منذ صدر الاسلام وحتّى الآن عدّة كتب باسم «المقتل» لاحياء ذكرى واقعة الطف في الاذهان. وقد احصى الشيخ آقا بزرگ الطهراني أكثر من سبعين كتابا تحت هذا العنوان تتحدث جميعها عن وقائع ثورة الحسين (١).

هناك مثلا «مقتل» الأصبغ بن نباتة (وهو من أصحاب علي عليه‌السلام) وهو اول من كتب في المقتل (٢) ، نعرض في ما يلي اسماء بعض كتب المقتل التي وردت باسم المقتل طبعا :

مقاتل الطالبيين : لابي الفرج الاصفهاني (المتوفّى عام ٣٥٦) ويذكر فيه سيرة وأسماء الشهداء من آل أبي طالب.

مقتل أبي مخنف : كتبه لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف المعروف بأبي مخنف حول احداث واقعة عاشوراء. وطبع اخيرا من قبل مؤسسة الوفاء تحت عنوان : مقتل الحسين ومصرع أهل بيته وأصحابه في كربلاء ، ويقع في ٢٣٠ صفحة.

مقتل الخوارزمي : نصّ تاريخي يتعلّق بأحداث واقعة كربلاء في جزءين كتبه موفّق بن احمد مكي الخوارزمي (م ٥٦٨) ، ونقل اغلب مواضيعه عن تاريخ ابن أعثم (م ٣١٤).

مقتل الحسين : كتبه عبد الرزاق المقرّم (م ١٣٩١ في النجف) حول نهضة الحسين ووقائع كربلاء ابتداء من خروج الإمام الحسين من المدينة إلى احداث ما

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٢ : ٢١.

(٢) نفس المصدر السابق : ٢٣.

٤٤٠