موسوعة عاشوراء

جواد محدثي

موسوعة عاشوراء

المؤلف:

جواد محدثي


المترجم: خليل زامل العصامي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الرسول الأكرم (ص)
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

وفيها أيضا كان خروج المختار. ومثلما حارب أهل الكوفة إلى جانب علي عليه‌السلام في معركتي الجمل وصفّين ، كانت لهم أيضا مشاركة واسعة في جميع الثورات والمواقف المناهضة للأمويين.

شهدت الكوفة احداثا وتطورات سياسية واضطرابات كثيرة ومهمة ، ففيها نهض حجر بن عدي وأصحابه وقتل ، وقتل فيها أيضا عمرو بن الحمق الخزاعي. وفي الكوفة صلب ميثم التمّار بامر من ابن زياد. وقتل فيها أيضا رشيد الهجري وكان من خلّص أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وفي هذه المدينة وقعت جرائم ومذابح الحجّاج بن يوسف الثقفي بحق شيعة علي عليه‌السلام مثل قنبر وكميل وسعيد بن جبير و... الخ. وفيها أيضا كان خروج ومقتل زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام في محلة الكناسة. وفيها أيضا وقعت ثورات العلويين في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة كثورة ابن طباطبا العلوي ، وخروج أبي السرايا في زمن المأمون ، وثورة القرامطة ، وما إلى ذلك. وتقع في الكوفة قبور شخصيات مثل : كميل بن زياد ، والخباب بن الأرت ، والاحنف بن قيس ، وسهل بن حنيف الانصاري ، وغيرهم (١).

وفي هذه المدينة يقع مسجد الكوفة وهو من أعظم وأقدس المساجد وبقاع الارض ، وموضعه كما تشير بعض الروايات كان دار ابراهيم ونوح ، ومصلّى ابراهيم ، ومصلّى الإمام المهدي (عج) ، ومحل عصا موسى ، وشجرة اليقطين ، وخاتم سليمان ، وهو الموضع الذي جرت فيه سفينة نوح ، وفيه قبور الأنبياء والمرسلين والأوصياء ، وفي مسجد الكوفة دكّة القضاء وهي المنصّة التي كان يجلس عليها أمير المؤمنين للقضاء.

قال عنها الإمام الصادق عليه‌السلام : «... تربة تحبّنا ونحبّها اللهمّ ارم من

__________________

(١) للاطلاع على مزيد من المعلومات عن تاريخ الكوفة راجع : «تاريخ الكوفة» للسيد حسن البراقي النجفي ، وكتاب : موسوعة المصطفى والعترة ، محسن الشاكري ٢ : ١٠٩.

٣٨١

رماها وعاد من عاداها» (١).

كهيعص :

من الحروف القرآنية المقطّعة في أول سورة مريم ، جاء في بعض التفاسير انّ هذه الحروف من أنباء الغيب أطلع عليها عبده زكريا ثم قصّها على محمد عليه وآله السلام. وذلك ان زكريا سأل ربّه ان يعلّمه اسماء الخمسة فاهبط عليه جبرائيل فعلّمه ايّاها ، فكان زكريا اذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن عليهم‌السلام سري عنه همه وانجلى كربه ، واذا ذكر اسم الحسين خنقته العبرة ، فسأل الله عن سبب ذلك فأخبره القصّة فقال : كهيعص ؛ فالكاف اسم كربلاء ، والهاء هلاك العترة الطاهرة ، والياء يزيد وهو ظالم الحسين ، والعين عطشه والصاد صبره (٢).

فلما سمع ذلك زكريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيّام وأقبل على البكاء والنحيب. وكان يدعو ربّه ان يرزقه ولد تقربه عينه على الكبر ، وان يفتنه بحبّه ، ثم يفجعه به كما فجع محمدا بولده. فرزقه الله يحيى وفجعه به. وكان حمله مثل الحسين ستة اشهر.

ثمة اوجه شبه اخرى أيضا بين يحيى بن زكريا والحسين ، اذ ذبح كلاهما ظلما ووضع رأس كلّ منهما على طشت امام طاغوت زمانه.

ـ المظلوم ، الذبيح ، ذكرى يحيى

__________________

(١) سفينة البحار ٢ : ٤٩٩.

(٢) تفسير البرهان ٣ : ٣ ، بحار الانوار ٤٤ : ٢٢٣.

٣٨٢

ل

لا أرى الموت إلّا سعادة :

من جملة المثل التي طرحتها ثورة كربلاء تفضيل الموت الأحمر والشهادة على الحياة الذليلة مع الظالمين. وهذا العنوان مقتطف من الخطبة الحماسية التي ألقاها سيّد الشهداء عليه‌السلام يوم عاشوراء في جملة أصحابه ، واستهلها بقوله : «انّ الدنيا قد تنكرت وتغيّرت ...» إلى ان قال : «ألا ترون انّ الحقّ لا يعمل به ، وإنّ الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله ، واني لا أرى الموت إلّا سعادة والحياة مع الظالمين إلّا برما» (١).

لقد بيّن سيّد الشهداء في الجملة المذكورة معاني النبل والرفعة ، وعرض معنى الحياة الشريفة العزيزة التي قد يلجأ المرء بدونها إلى ارتكاب أبشع المظالم والانغماس في أخس انماط الذلّة من اجل البقاء على قيد الحياة. واذا كان عاشوراء قد صار مدرسة للحرية فهو انما صار بفضل هذه المثل النبيلة.

ـ الحياة ، التحرر ، حب الشهادة ، الخطبة

لاحق :

اسم الفرس الذي قدّمه عبيد الله بن الحر إلى الحسين عليه‌السلام ، وقد قدّمه الإمام الحسين عليه‌السلام الى ابنه علي عليه‌السلام (٢).

__________________

(١) المناقب لابن شهر اشوب ٤ : ٦٨.

(٢) الحسين والسنّة للسيّد عبد العزيز الطباطبائي : ٧٢ ، نقلا عن انساب الاشراف.

٣٨٣

ومعناه انّه يلحق بما يعدو خلفه. وكانت الخيل السريعة تسمعي لاحق. وهذا الاسم يطلق على عدد من خيول بعض الشخصيات المعروفة عند العرب.

لا غسل ولا كفن :

من جملة صفات ابي عبد الله عليه‌السلام التي تستخدم في المراثي «ملقى ثلاثا بلا غسل ولا كفن» وجاء في الرواية انّ جسده الشريف المقطوع الرأس بقي ملقى على الارض بلا غسل ولا كفن. «ملقى على الارض جثّة بلا رأس ولا غسل ولا كفن» (١).

لا يوم كيومك يا أبا عبد الله :

وردت هذه الجملة على لسان الإمام السجّاد عليه‌السلام حين وقع بصره يوما على ولد العباس عليه‌السلام فبكى ، وذكر يوم احد يوم قتل حمزة ، وذكر معركة مؤتة يوم قتل جعفر بن أبي طالب ثم قال : «لا يوم كيوم الحسين اذ دلف إليه ثلاثون الف رجل يزعمون انّهم من هذه الامّة كلّ يتقرب إلى الله عزوجل بدمه وهو بالله يذكّرهم فلا يتّعظون حتّى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا ...» (٢). «رحم الله العباس الذي بذل مهجته دون الحسين» (٣).

وكان أمير المؤمنين ، والإمام الحسن عليهما‌السلام قد خاطبا الحسين بالقول : «لا يوم كيومك يا أبا عبد الله» (٤).

مع ان جميع مصائب آل البيت مؤلمة ومريرة إلّا انّ ما جرى في كربلاء يعدّ أكثرها ألما ومرارة ، اذ ليست ثمة واقعة اكثر لوعة وأسى من واقعة عاشوراء ، ولم يتعرّض امام لمثل ما تعرّض له الحسين وابناؤه.

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ١٩١.

(٢) ناسخ التواريخ ٤ : ٧٣ ، بحار الانوار ٢٢ : ٢٧٤.

(٣) معالي السبطين ٢ : ١٠ ، المناقب لابن شهر اشوب ٤ : ٨٦.

(٤) نفس المصدر السابق.

٣٨٤

تستخدم الجملة اعلاه لتطييب الخواطر ومواساة المفجوعين ، وكثيرا ما حثّ الأئمة على استذكار عاشوراء عند مواجهة اية مصيبة ليخف وطؤها وألمها على المصاب بها.

والخطباء وقراء المراثي حينما يتحدثون عن حياة أي امام يذكرون هذه الجملة عادة للانتقال من ذلك الموضوع أو اي موضوع آخر إلى الحديث عن مصيبة كربلاء التي هي من اشدّ مصائب أهل البيت وتهون إلى جانبها أية مصيبة اخرى.

ـ التخلّص

لبس السواد :

من التقاليد الشائعة هو لبس السواد حزنا على وفاة الأشخاص الأعزّاء. وفي أيّام محرّم يرتدي المعزّون الثياب السوداء حزنا على الحسين ، ويغطّون المساجد والتكايا وأبواب الدور بالسواد. روي انّ الحسين لمّا قتل ارتدت نساء بني هاشم السواد وأقمن المآتم يندبنّه ، والإمام السجاد يعدّ لمأتمهن الطعام (١).

ـ المسوّدة ، المأتم

اللجوء الى مكّة :

الحرم الالهي موضع آمن ومقدّس ، وكلّ من يلتجئ إليه ويستجير به فهو آمن. وكان أحد أسباب مسير الإمام الحسين الى مكّة هو أن يحظى بأمن حرمه. وحينما سأل عمرو بن سعيد الأشدق والى مكة ، الإمام الحسين عن سبب قدومه الى مكة ، أجابه عليه‌السلام : «عائذا بالله وبهذا البيت» (٢) ، ولكنّه حينما أدرك أنّ عمرو بن سعيد هذا قد دخل مكّة برفقة جماعة لقتله ، خرج من مكّة حفاظا على أمن وقداسة الحرم الالهي ، وقال : «لئن اقتل خارجا منها بشبر أحبّ إليّ» (٣) ، وقد

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ١٨٨.

(٢) حياة الإمام الحسين ٢ : ٣١٢.

(٣) نفس المصدر السابق ٣ : ٤٦.

٣٨٥

أراد بهذا العمل أن يعلن للملإ بأنّ الأمويين لا يعترفون بايّة حرمة لبيت الله.

لسان الحال :

جمل تقال في المراثي والمآتم تعبيرا عن لسان حال الإمام الحسين عليه‌السلام أو شهداء كربلاء أو أهل البيت والعيال من غير ان تكون قد وردت في مصدر تاريخي أو روائي. وهذه الجمل نوع من التعبير العاطفي الصرف وكأن حالة ووضع المرء يوحي بهذا التعبير ؛ لأن الحال اكثر تعبيرا من اللفظ أحيانا.

قد يستغل «لسان الحال» احيانا كذريعة لالقاء بعض الكلام غير اللائق ونسبته إلى أولياء الله أو إلى الإمام الحسين عليه‌السلام بشكل موهن له ويظهره بمظهر الذلّة والخنوع ، مثلما يذكر احيانا عن لسان حال الحسين انّه قال : «رضيت بذلة زينب ...» ، أو انّه رجا القوم ان يسقوه شربة ماء. وهذا النمط من التعبير عن لسان الحال غالبا ما يشاهد في الاشعار والمراثي والقصائد الحسينية. ولا بدّ من الحذر من عدم نسبة المواضيع الكاذبة والمحرّفة الى الأولياء الصادقين.

ـ تحريف وقائع عاشوراء

اللطم :

من الشعائر التقليدية في العزاء على سيّد الشهداء والائمة المظلومين حيث يلطم المعزون على صدورهم وعلى رءوسهم بالتزامن مع قراءة القصائد الحسينية بلحن خاص ، وقد يكشفون عن صدورهم ويلطمون عليها. كانت هذه الممارسة شائعة عند العرب خاصّة. ثم تحولت إلى هذه الممارسة المتعارفة حاليا حيث يختارون بعض الالحان البطيئة ويضربون على الصدور بحركة خاصة من الايدي ، ويقال للشخص الذي يلطم على صدره : اللطّام.

كان هذا النمط من العزاء يؤدّى بصورة فردية لكنه تحوّل مع مرور الزمن ممارسة جماعية أو على شكل مواكب. «شاعت ظاهرة مواكب العزاء واللّطم في العهد الصفوي ، واتّسعت في العهد القاجاري وخاصة في العاصمة الايرانية مع

٣٨٦

بعض التعديلات والتغييرات في ادائها. وفي العهد القاجاري ولا سيّما في زمن ناصر الدين شاه كانت تقام ضمن رسوم وشعائر وآداب كثيرة. كانت المواكب تسير نهارا مصحوبة بالنقارة والادوات الموسيقية الحديثة والرايات والبيارق ، وتسير المواكب ليلا مصحوبة بالمصابيح والمشاعل ، وتلطم المواكب وفق لحن خاص وبفواصل منتظمة. وكانت هذه الظاهرة شائعة حتّى بين نساء ملوك القاجار ...» (١).

ـ العزاء التقليدي ، مواكب العزاء ، الهيئة

لعبت هاشم بالملك :

من جملة الكلمات الدالّة على الكفر الباطني ليزيد وبغضه للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اذ انّه تغنّي بهذه الاشعار وهو في غاية الفرح والنشوة عند ما ادخل عليه سبايا أهل البيت بعد مقتل الحسين ، قائلا :

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلوا واستهلوا فرحا

ثم قالوا لا يزيد لا تشل

قد قتلنا القرم من ساداتهم

وعدلناه ببدر فاعتدل

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل (٢)

اصل هذه القصيدة لعبد الله بن الزبعرى إلّا انّ انشادها من قبل يزيد في ذلك الموقف ينم عن اعتقاده بمضمونها. وفي أعقاب الترنّم بهذه الاشعار نهضت العقيلة زينب عليها‌السلام والقت خطبتها التي ابتدأتها بالآية الشريفة : (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ) (٣) ، وتلت أيضا ضمن حديثها : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ ...) (٤) ، ويستدلّ من خطبتها خروج يزيد من حريم الاسلام وعدم اعتقاده بالدين ، ويثبت كفره وفسقه امام الملأ.

__________________

(١) موسيقى المذهبية في ايران (فارسي) : ٢٦.

(٢) حياة الإمام الحسين ٢ : ١٨٧ و ٣ : ٣٧٧.

(٣) الروم : ١٠.

(٤) آل عمران : ١٧٨.

٣٨٧

لقد كشفت واقعة كربلاء عن الكفر الخفي للأمويين ، وأزالت الستار عن حقيقتهم وأظهرتها للامّة وللتاريخ ، وهذا من ثمار واقعة الطف الخالدة.

ـ بنو اميّة ، فساد بني اميّة

اللعن والبراءة :

الاسلام دين التولّي والتبرّي. فالى جانب محبة آل الرسول ومودّتهم ، ومصافاة أولياء الله ومسالمتهم ، ورد أيضا عنصر البراءة واللعن حيال الظالمين واعداء الحق. ان الوقوف ضد المجرمين والسير على منهج رسول الله يقتضي ان يتبرّأ الشيعي من الظالمين ويظهر لهم البغض والعداء ، ويلعن من لعنه القرآن. فاللعن اظهار لأقصى درجات الكراهية والعداء.

اللعن والبراءة الواردة في زيارة الائمّة والشهداء مزيجة ببيان قبائح ومساوئ وفساد وتحريف الظلمة ومن الطبيعي انّ لعن هؤلاء يتضمّن مناوءة أشباههم على مدى التاريخ.

وفي واقعة كربلاء حلّت اللعنة بكلّ من كانت لهم يد في القتل ، والراضين به ، والصامتين عنه ، والممهّدين له ، والمعينين عليه ، ويشمل كلّ من خذل الحسين أو سمع نداءه ولم ينصره.

جاء في مقطع آخر من الزيارة انّ اللعنة تشمل كلّ من أسّس أساس ظلم أهل البيت ، ومن أزاحهم عن مراتبهم ، ومن ساهم في قتلهم والممهّدين لهم ، والامّة التي أسرجت وألجمت وتهيّات لقتال أهل البيت. وورد في الزيارة لعن ظالمي آل محمد ، ولعن ارواحهم وديارهم وقبورهم : «والعن أرواحهم وديارهم وقبورهم». (زيارة عاشوراء غير المعروفة في مفاتيح الجنان).

تعتبر موالاة الحسين والبراءة من ظالميه سببا في التقرّب إلى الله ورسوله و... : «يا أبا عبد الله ، انّي أتقرّب إلى الله وإلى رسوله وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة

٣٨٨

وإلى الحسن وإليك بموالاتك وبالبراءة ممّن أسّس أساس ذلك ..» (١).

ـ كتاب الزيارة اللعنة على يزيد

اللعنة على يزيد :

من جملة السنن السائدة عند الشيعة ، السلام على الحسين ولعن قتلته حين شرب الماء. واللعن : الطرد من الرحمة ، وكذلك : الابعاد ، وكانت العرب اذا تمرّد الرجل منهم طردوه وابعدوه منهم لئلا تلحقهم جرائره (٢).

نقل داود الرقي ان الإمام الصادق عليه‌السلام طلب ماء فشرب فاغرورقت عيناه بالدموع ثم قال : «ما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ولعن قاتله إلّا كتب الله له مائة الف حسنة وحط عنه مائة الف سيئة» (٣) ، وأصبحت هذه من جملة ثقافة عاشوراء المتعارفة بين الناس ، ويكتبون أيضا على اماكن توزيع الماء : «اشرب الماء والعن يزيد». ورد لعن يزيد وابن زياد والشمر وغيرهم ممّن كان لهم دور في واقعة عاشوراء ومقتل الحسين في عدّة زيارات من جملتها : زيارة وارث ، وزيارة عاشوراء : «اللهمّ العن يزيد خامسا والعن عبيد الله بن زياد وابن مرجانة وعمر بن سعد وشمرا وآل أبي سفيان وآل زياد وآل مروان إلى يوم القيامة».

ـ السلام على الحسين ، ذكر الحسين عند شرب الماء ، اللعن والبراءة

اللوحة :

أقمشة سوداء مزيّنة بأشعار محتشم الكاشاني ، ومكتوبة بخط النستعليق. تعلّق في أيّام محرّم وسائر أيام العزاء على أبواب وجدران الحسينيات والتكايا وغيرها من المجالس التي يقام فيها العزاء.

ـ محتشم الكاشاني

__________________

(١) زيارة عاشوراء ، بحار الانوار ٩١ : ٥ ، الصلوات الخاصة على الحسن والحسين.

(٢) مجمع البحرين ، الطريحي.

(٣) اسرار الشهادة لفاضل الدربندي : ٧٧.

٣٨٩

اللهفان :

اللهفان أو الملهوف ، من ألقاب سيّد الشهداء عليه‌السلام ، حيث جاء في حديث عن الإمام الباقر عليه‌السلام قوله : «ان الحسين صاحب كربلاء ... قتل لهفانا» (١).

ـ سجايا سيّد الشهداء

اللهوف :

«اللهوف على قتلى الطفوف» : كتاب عن مقتل شهداء كربلاء من تأليف السيد ابن طاوس ، وهو علي بن موسى بن محمد بن طاوس (٥٨٩ ـ ٦٦٤ ه‍).

ـ المقتل

ليلى :

هي ليلى بنت أبي مرّة الثقفي ، زوجة الإمام الحسين عليه‌السلام وأمّ علي الأكبر عليه‌السلام من النساء الفاضلات في عصرها. لم يرد اسمها ـ خلافا للمشهور ـ في الكتب المعتبرة والمقاتل لا في واقعة كربلاء ولا في الكوفة الشام (٢).

ـ علي الأكبر

ليلة عاشوراء :

وهي ليلة العاشر من شهر محرّم عام ٦١ ه‍. وقد قضاها الإمام الحسين وأصحابه بالدعاء والمناجاة والصلاة. وأعدّوا انفسهم وسلاحهم ، وجدّدوا عهد الوفاء وميثاق التضحية استقبالا للملحمة العظمى التي كان من المقرر ان تقع في اليوم التالي. طلب الحسين عليه‌السلام وأصحابه من جيش الكوفة ان يمهلهم تلك الليلة ، فأقبلوا على مناجاة الله والتضرّع إليه وهم يسألونه العفو والغفران. وخطب بأصحابه في تلك الليلة وقام بعضهم وأعلنوا عن استعدادهم للبذل والموت دونه.

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٦٨.

(٢) منتهى الآمال ١ : ٣٣٥.

٣٩٠

واستبشر أصحاب الإمام بالشهادة بين يديه ، وقد حدّث المؤرخون عنهم بما يبهر العقول فهذا حبيب بن مظاهر خرج إلى أصحابه وهو يضحك قد غمرته الأفراح فأنكر عليه يزيد بن الحصين ذلك ، فرد عليه : أي ساعة أولى من هذه بالسرور. والله ما هو إلّا انّ تميل علينا هذه الطغاة بسيوفها فنعانق الحور العين. وأقبل الحسين إلى خيمته فأخذ يعالج سيفه ويصلحه وهو يقول :

يا دهر افّ لك من خليل

كم لك بالاشراق والأصيل

ولما سمع الإمام السجّاد كلام أبيه عرف ما أراد فأخذته العبرة ، وبكت زينب ، فقال لها أخوها : لا يذهبن بحلمك الشيطان.

ليلة الوحشة :

هي الليلة الاولى التي تمرّ على ذوي الميت ، وهي ليلة الحادي عشر من محرّم ، وتطلق على المأتم والعزاء الذي يقام بعد تلك الليلة ، وتطلق هذه الكلمة اصطلاحا على شعائر العزاء التي تقام ليلة الحادي عشر من شهر محرّم ، ويجلس فيها الناس بعد غروب الشمس في المساجد والتكايا على هيئة مجموعتين منفصلتين وينشدون المراثي الحزينة تخليد الذكرى سبايا البيت ، وتجري هذه الشعائر عادة بحمل الشموع في ليل مظلم ، واكثر ما يستفاد من الاطفال والصبيان في اجراء هذه الشعائر التمثيلية المأساوية للتذكير بتشريد أهل البيت وعيال شهداء كربلاء في غروب ليلة يوم العاشر حيث بقوا مشردين من غير ملاذ ولا مأوى وتائهين في ظلمة الليل في صحراء كربلاء.

«تقام في هذه الليلة شعار بسيطة وذات طابع مأساوي حزين ، يلبس الناس فيها السواد ويحملون الشموع وينثرون على رءوسهم التبن ويعفّرون جباههم بالتراب وينشدون قصائد حزينة ويسيرون في الشوارع ، ويجلسون بعد مسير بضعة خطوات ويبكون بهدوء وحزن. في هذه الليلة لا يلطمون ولا يهزّون الاعلام».

٣٩١
٣٩٢

م

المأتم :

بمعنى العزاء والمصيبة والمواساة. ويعني في الاصل مجتمع الناس عموما وقد غلب عليهم الحزن. واصبحت الكلمة تطلق على اجتماع الناس للعزاء على مصيبة أبي عبد الله عليه‌السلام أو على الموضع الّذي يجتمعون فيه.

حثّت الشريعة الاسلامية على مواساة ذوي المتوفّي وتفقّدهم (١) ، وقد وردت بشأن سيّد الشهداء روايات عن اقامة المآتم عليه في الملكوت الاعلى : «واقيمت عليك المآتم في أعلى عليين» (٢).

لما أخذ سبايا أهل البيت إلى الشام وادخلوا على يزيد أقام بنو اميّة المآتم على شهداء كربلاء (٣) ، ولما بلغ أمّ سلمة نبأ مقتل الحسين ونظرت التراب الّذي عندها في القارورة ووجدته قد تحول إلى دم عبيط ، جعلت ذلك اليوم يوم مأتم على الحسين عليه‌السلام (٤).

روي عن الصادق عليه‌السلام ان زوجة الحسين عليه‌السلام أقامت بعد مقتله مأتما عليه ، وكانت تأخذ السويق لتتقوى به على البكاء (٥).

__________________

(١) بحار الانوار ٧٩ : ٧١ ـ ١١٣.

(٢) بحار الانوار ٩٨ : ٢٤١ و ٣٢٣.

(٣) نفس المصدر ٤٥ : ١٤٣ ـ ١٥٥.

(٤) نفس المصدر : ٢٣١.

(٥) نفس المصدر : ١٧٠ ، الكافي ١ : ٢٦٦.

٣٩٣

انّ أعظم مأتم في التاريخ هو مأتم واقعة كربلاء التي لن يخبو اوارها ولن تخفّ مرارتها على مرّ الأزمنة والعصور.

تمثّل أيام عاشوراء بالنسبة للشيعة فصلا من البكاء والعزاء على الشهداء ، وهذه الممارسة الدينية كانت سببا في تخليد صنّاع تلك الملحمة. وعاشوراء بالنسبة لاتباع أهل البيت يوم حداد وحزن ، وهو بالنسبة لاعداء أهل البيت يوم فرح وسرور.

وقد كان لاهل الشام ولاهل العراق في هذا المجال منهجان مختلفان ؛ وصفهما السيّد الرضي في احد اشعاره بالقول :

كانت مآتم بالعراق تعدّها

اموية بالشام من اعيادها (١)

ووصف الإمام السجاد عليه‌السلام بعض المآسي التي مرت عليهم بعد يوم عاشوراء في أبيات من الشعر جاء فيها :

يفرح هذا الورى بعيدهم

ونحن اعيادنا مآتمنا (٢)

وهذا هو معنى الحديث : ان بني اميّة لم يتركوا لنا عيدا.

ـ العزاء ، المجالس الحسينية ، البكاء ، المسوّدة ،

المأدبة :

طعام يقدّم في البيوت والتكايا في ذكرى استشهاد الحسين ليتناول منه الناس ، ويقدم مثل هذا الطعام عادة بعد نذر أو حاجة ، وتسمّى المأدبة باسم من تقام لاجله مثل : مأدبة أبي الفضل أو مأدبة الإمام زين العابدين ، أو مأدبة رقيّة وما شابه ذلك ، ولها بطبيعة الحال تقاليد وآداب خاصّة.

امّا الطعام الّذي يقدّم باسم الإمام الحسين فله قدسية خاصّة بين الناس يتناولون منه بنيّة التبرّك ، وقد يأخذون من ذلك الطعام إلى بيوتهم تواضعا وان كانوا

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ٢٥٠.

(٢) بحار الانوار ٤٦ : ٩٢.

٣٩٤

اثرياء بقصد ما فيه من البركة المعنوية ، ويعتبرونه طعام الإمام الحسين ، وهذا التقليد كان شائعا منذ القدم حيث كان الخلفاء الفاطميين يجلسون على الارض ويجلس حولهم أتباعهم وهم في غاية الحزن والألم ، وبدلا من الجلوس على الافرشة الفاخرة ينثرون فوق رءوسهم الرمال ، ولا يتناولون قليلا من الطعام الّذي يتكون من الهرطمان والبصل والخيار وخبز الشعير ، ويضعون هذا الطعام على الخوان ويسمونها بمائدة أو خوان المأتم (١).

ـ الوقف ، النذر ، العادات والتقاليد

الماء :

الماء والعطش ملازم أحدهما للآخر في واقعة كربلاء ، فقد نزلت قافلة أبي عبد الله إلى جانب الفرات ، إلّا انّ جيش ابن سعد حاصر النهر ومنع الماء عن الإمام الحسين عليه‌السلام وأهل بيته وأصحابه ، وضرب حاجزا بينهم وبين النهر بغية ارغامهم على التسليم مبكّرا ، وللانتقام من بيت الرسالة أيضا.

يذكر المؤرّخون انّ مخيم الإمام الحسين عليه‌السلام واجه شحّة في الماء بسبب محاصرة الفرات قبل ثلاثة ايام من عاشوراء. وكانت رؤية اطفال أهل البيت لماء الفرات تجعلهم اقل قدرة على تحمّل العطش.

انّ منع الماء عن النساء والاطفال والناس العاديين وخاصة المدنيين منهم عمل غير قانوني وغير انساني في جميع الأديان والمذاهب ولا سيّما في الدين الاسلامي.

لقد ارتكب الجيش الاموي جريمة عسكرية بمنعه الماء عن أصحاب الحسين عليه‌السلام وأبنائه ، وهذا العمل مغاير للشرع والشرف الانساني ، وصار جماعة من أمثال مهاجر بن اوس وعمرو بن الحجّاج ، وعبد الله بن الحصين يتباهون به ويقولون : يا حسين ، هذا الماء تشرب منه السباع والطيور وأنت لا تذوقه.

__________________

(١) تاريخ التعليم في الاسلام ، احمد شلبي.

٣٩٥

انّ لموضوع «الماء» في نهضة عاشوراء ابعاد ومشاهد شتى من قبيل : الفرات ، ونهر العلقمي ، والقربة ، والعبّاس ، والأطفال والعطش ، وعلي الاصغر ، وسهم حرملة ، وساقي العطاشى ، وحامل اللواء ، وجرن الماء ، والماء البارد ، والسلام على الحسين ، وغسل الزيارة ، والشفاه العطشى ، ومنع الماء في كربلاء ، وشعائر وضع الطشت ، ومهر فاطمة ، وارواء جيش الحر ، وما إلى ذلك والتي يمكن مراجعة كل واحد منها تحت عنوانها الخاص في هذا المعجم.

عطش الاطفال واستشهاد الحسين وهو عطشان الشفاه من جملة المعالم البارزة لهذه الواقعة. وحينما دفن الإمام السجاد عليه‌السلام جسد أبيه ، كتب باصبعه على قبره : «هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب ، الذي قتلوه عطشانا».

الماء رمز للطلب والعطش ومثال للعطش الذي يهب الحياة. والذين يبدون استعدادهم للاستغناء عن الماء ويطلبون العطش ، يبلغون ماء الحياة وارتواء الروح.

ـ الفرات ، السقاية ، العطش ، القربة ، منع الماء

مارية بنت سعد :

مارية بمعنى اللون الابيض الناصع للبدن ، كانت مارية بنت سعد امرأة شجاعة من شيعة البصرة ، وكانت دارها من منتديات الشيعة وفيها تذاع فضائل أهل البيت عليهم‌السلام وتنشر مآثرهم ، وفي أيّام ثورة الحسين ، استجاب لدعوته بعض من كان يتردد على دارها والتحقوا به (١).

مالك بن دودان :

من شهداء يوم الطف. كان يرتجز يوم نزل إلى الميدان ويقول :

إليكم من مالك الضرغام

ضرب فتى يحمي عن الكرام

يرجو ثواب الله ذي الانعام (٢)

__________________

(١) حياة الإمام الحسين ٢ : ٣٢٨.

(٢) المناقب لابن شهر اشوب ٤ : ١٠٤.

٣٩٦

مالك بن عبد الله الجابري :

من شهداء كربلاء. التحق هو واخوة سيف بن الحارث بن سريع بالامام الحسين بكربلاء. وفي عصر يوم عاشوراء ، حين هجم جيش عمر بن سعد على مخيم الحسين ، استأذناه بالقتال ، وأذن لهما وقاتلا حتّى قتلا.

ـ سيف بن الحارث

مالك بن نضر الأرحبي :

التقى مالك بن نضر ، والضحاك بن عبد الله المشرقي بالحسين وهو سائر إلى كربلاء. ولما دعاهما إلى نصرته ، تعذرا ان عليهما دينا وانهما يريدان ايصال الميرة إلى عوائلهما. فذهبا ولم ينالا منقبة المشاركة في ملحمة الطف.

ـ الضحاك بن عبد الله

ماهيّة ثورة كربلاء :

يجب التعرّف على ماهية ثورة كربلاء في سبيل الحفاظ على هويّتها واهدافها. ويمكن التعرّف على ماهية هذه الثورة من المصادر الموثوقة التالية :

أ ـ خطب الإمام وأهل بيته التي ألقاها في مكّة وفي الطريق بين الحجاز والعراق ، وفي كربلاء ، ومن بعده في الكوفة والشام والمدينة.

ب ـ اجوبة الإمام الحسين وردوده على نصائح واسئلة واقتراحات بعض الشخصيات آنذاك طوال مرحلة الثورة.

ج ـ الرجز الّذي أنشده الإمام وأنصاره يوم عاشوراء في مواجهة العدو ، وكله مدوّن في المصادر المعتبرة.

د ـ الرسائل والكتب المتبادلة بين الإمام واهالي الكوفة والبصرة ، وكذلك الكتب المتبادلة بين يزيد وابن زياد ، وبين ابن زياد وعمر بن سعد ، وابن زياد ووالي المدينة.

يمكن معرفة أهداف وماهية وآراء الطرفين من مجموع هذه المصادر

٣٩٧

والوثائق المكتوبة والموجودة. ويمكن القول في الوقت نفسه ان لثورة الحسين أربعة أبعاد تتمثّل في : الهدم ، والبناء ، والتجديد ، والابداع. وهو ما يمكن بيانه في ما يلي :

الهدم : هدم الصرح أو البناء الّذي أتاح للامويين ارتكاب المظالم باسم الدين ، وجعلهم يستغلّون منصب الخلافة لتشييد قصور لهوهم وفسقهم على جماجم الاحرار والمساكين ، والقضاء على كلّ صوت حرّ. لقد حطّمت ثورة كربلاء صرح الظلم واستغفال الناس ، وزعزعت اركانه.

البناء : ومعناه بثّ روح المروءة واليقظة في جسد المجتمع الاسلامي وتربية جيل مؤمن يحبّ الشهادة ويناهض السلطة الظالمة. والدليل على ذلك هو الحركات الثورية التي انبثقت في اعقاب واقعة عاشوراء.

التجديد : بعثت ثورة الحسين من جديد جميع القيم والمفاهيم الدينية التي طمست وطواها النسيان بفعل المؤامرات والخطط المدروسة التي وضعها بنو اميّة. واعيد إلى الواجهة رأي الدين في الحكومة والحاكم وبيت المال وحقوق الامّة. وسرت في بناء الايمان والعقيدة روح جديدة ، وقضي على التحريف ، وغدت النفوس الذليلة عزيزة وقادرة على الوقوف بوجه الطاغوت ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الابداع : حيث ظهرت امام البشرية نماذج حيّة وكبرى وشجاعة وأصبحت شوكة في عيون الجائرين المعتدين على حقوق المساكين. واوجدت نهجا تحرّريا مشبعا بروح التقوى والاخلاص. وظل على مدى التاريخ سببا في سلب النوم من عيون الجبابرة والمتكبرين يقض مضاجعهم على الدوام. وقد ظهر هذا النهج عبر ايجاد هوية انسانية واسلامية جديدة في المجتمع ، حيث قدم الحسين عليه‌السلام درسا في الحريّة والمروءة حتّى لغير المسلمين.

تتلخّص ماهية ثورة الطف في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واحياء

٣٩٨

سنّة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وانقاذ الناس من الضلالة والجهالة كما نقرأ في زيارة الحسين عليه‌السلام : «وبذل مهجته فيك حتّى استنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة» (١) وكان بلوغ مثل هذا الهدف يستلزم بذل الدماء ، وهو ما تحقق في عاشوراء. وكان «تفسير» ذلك الدم ، وفضح سلوك الظالمين يستلزم عملا كبيرا ، وهو ما اضطلع به السبايا من أهل البيت عليهم‌السلام.

ان الدماء التي اريقت في كربلاء كانت تنطوي على نداء الثورة والحرية ، وقد تجلى هذا المضمون بكل وضوح في قصيدة حسين الاعظمي التي يقول فيها :

شهيد العلى ما أنت ميت وانما

يموت الّذي يبلى وليس له ذكر

وما دمك المسفوك إلّا قيامة

لها كلّ عام يوم عاشوراء حشر

وما دمك المسفوك إلّا رسالة

مخلّدة لم يخل من ذكرها عصر

وما دمك المسفوك إلّا تحرّر

لدنيا طغت فيها الخديعة والمكر

وهدم لبنيان على الظلم قائم

بناه الهوى والكيد والحقد والغدر (٢)

 ـ أهداف ثورة كربلاء ، عاشوراء والامر بالمعروف ، الرجز

مثير الاحزان :

اسم كتاب في المقتل كتبه الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد بن جعفر الحلي المعروف ب «ابن نما» المتوفي عام ٦٤٥ ه‍ وثمة كتاب آخر بهذا الاسم أيضا كتبه «صاحب الجواهر» في المقتل والمناقب (٣).

ـ المقتل ، كتب حول عاشوراء

المجالس الحسينية :

وهي المجالس التي تعقد في أيّام عاشوراء أو الأيام الاخرى في المساجد

__________________

(١) مفاتيح الجنان : ٤٤٨.

(٢) مأساة الحسين لعبد الوهاب الكاشي : ٢٩.

(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٩ : ٣٤٩.

٣٩٩

والحسينيات والدور على لتخليد ذكرى الحسين واحياء واقعة عاشوراء ، ومن أبرز معطيات شهادة أبي عبد الله عليه‌السلام هي تمهيد الأرضية المناسبة للوعظ والارشاد ، وتعميق وعي ابناء الامّة بامور الدين وترسيخ التزامهم الديني. وجاءت في الروايات تأكيدات كثيرة على اقامة مثل هذه المجالس على الدوام. اقيمت على فاجعة سيّد الشهداء مجالس عديدة من قبل الملائكة والجن والأنبياء السابقين ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة بكوافيها على شهادته. كما اقيمت مجالس في نفس عام الواقعة في كربلاء والكوفة والشام ودير الراهب ومكة والمدينة.

جاء المرحوم الشيخ جعفر الشوشتري على ذكر هذه المجالس بالتفصيل ، وذكر في كلّ واحد منها اسم قارىء المراثي والباكين وزمان ومكان اقامتها (١) وقسّمها بشكل عام إلى خمسة اقسام :

ـ المجالس التي عقدت قبل خلق آدم.

ـ المجالس التي اقيمت بعد آدم وقبل ولادة الحسين عليه‌السلام.

ـ المجالس التي عقدت قبل شهادته.

ـ المجالس التي عقدت بعد شهادته في الدنيا.

ـ المجالس التي ستعقد في القيامة بعد فناء الدنيا.

و «المجالس الحسينية» اسم كتاب أيضا من تأليف محمد علي دخيل على شكل مجموعة مقالات عن المعصومين الأربعة عشر ومعارف أهل البيت.

وكما ان كتب المقتل تتحدّث عن شهادة الإمام الحسين ، فكذا المجلس أو المجالس هي نوع من الكتب التي تتحدّث عن فضائل سيّد الشهداء وبعض الامور الاخرى المتعلقة به ، هي تكتب للوعاظ الذين يستقون منها مواضيع وعظهم على المنبر. وهناك كتب كثيرة دونت تحت هذا العنوان.

ـ العزاء ، المجلس

__________________

(١) الخصائص الحسينية للشوشتري : ١٠٢ ـ ١٣٧.

٤٠٠