موسوعة عاشوراء

جواد محدثي

موسوعة عاشوراء

المؤلف:

جواد محدثي


المترجم: خليل زامل العصامي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الرسول الأكرم (ص)
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

غ

الغاضرية

منسوبة إلى غاضرة من بني أسد ، وهي قرية من نواحي الكوفة قريبة من كربلاء انشئت بعد انتقال قبيلة بني اسد إلى العراق في صدر الاسلام (١).

قال الإمام الباقر : «الغاضرية هي البقعة التي كلم الله فيها موسى بن عمران ، وناجى نوحا فيها ، وهي أكرم أرض على الله ولو لا ذلك ما استودع الله فيها أولياءه وأبناء نبيّه. فزوروا قبورنا بالغاضرية» (٢).

روى انّ الإمام الحسين عليه‌السلام اشترى البقعة التي فيها قبره من اهالى نينوى والغاضرية بستّين الف درهم ، ووهبها لهم على شرط ان يدلّوا الناس على قبره ويطعمونهم ثلاثة ايام.

لما بلغ الحسين أرض كربلاء سأل عن اسم تلك البقعة ، فقيل له من جملة تلك الاسماء ان اسمها الغاضرية ، فحط رحاله فيها.

ـ نينوى ، كربلاء ، الحرم الحسيني

غريب الكوفة ـ مسلم بن عقيل :

الغدر :

من جملة صفات أهل الكوفة الذين غدروا بعلي بن ابي طالب عليه‌السلام ، ومن بعده بالحسن المجتبى عليه‌السلام ، وبمسلم بن عقيل ، وبسيد

__________________

(١) موسوعة العتبات المقدسة ٨ : ٣١.

(٢) بحار الانوار ١٠١ : ١٠٨.

٣٤١

الشهداء الذي بايعوه ثم خذلوه فهم كانوا قد كتبوا له الكتب إلّا انهم سلّوا عليه السيوف.

هذه الصفة عند اهل الكوفة ظلت ماثلة في اذهان الكثيرين ، بحيث ان الحسين بن علي لمّا عزم على المسير إليها حذره اشخاص كثيرون منها وذكّروه بغدر اهلها الكوفة. وفي يوم الطف اشار هو الى غدرهم ونقضهم العهد قائلا : «تبّا لكم يا أهل الكوفة وترحا ، وبؤسا لكم وتعسا ، استصرختمونا والهين ...» (١).

وهكذا اقترن اسم «الكوفي» بصفة الغدر في اذهان الناس ، وهذا ما جعل زينب تخاطبهم بالقول : «يا اهل الكوفة ، يا اهل الختل والغدر».

وقد ظل نمط التفكير هذا سائدا حتّى وقتنا الحاضر ، ومن جملة الشعارات التي رفعها الشعب الايراني من بعد انتصار الثورة الاسلامية ، وفي ايام الحرب المفروضة للتعبير عن وقوفهم الى جانب القائد ، هو شعار «نحن لسنا أهل الكوفة لنترك الإمام وحده» ، «ونحن لسنا أهل الكوفة لنترك عليا وحده».

ـ الكوفة ، أهل الكوفة

غسل الزيارة :

من جملة ما يستحب في زيارة سيّد الشهداء عليه‌السلام غسل الزيارة وخاصّة بماء الفرات الذي يؤدي إلى غفران الذنوب. قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «من اغتسل بماء الفرات وزار قبر الحسين عليه‌السلام كان كيوم ولدته امّه صفرا من الذنوب ...» (٢).

ـ آداب زيارة الحسين ، الفرات

__________________

(١) موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه‌السلام : ٤٦٧.

(٢) بحار الانوار ٩٨ : ١٤٣.

٣٤٢

الغلام الاسود ـ جون :

الغلام التركي ـ اسلم التركي :

الغمرة :

اسم لأحد المنازل في طريق مكّة إلى العراق مرّ به الحسين عند مسيره إلى كربلاء. كانت ارضه منخفضة يغمرها الماء. معناها الأصلي محل اجتماع الناس وتراكم الاشياء ، وبمعنى الصلابة والشدّة ، والكثرة ، والماء الوفير.

غيلان بن عبد الرحمن :

جاء اسمه في الزيارة الرجبية في عداد شهداء كربلاء (١).

__________________

(١) اعيان الشيعة ٨ : ٣٨٨.

٣٤٣
٣٤٤

ف

فاطمة بنت الإمام الحسين (ع):

كانت فاطمة بنت الحسين عليه‌السلام جليلة القدر ، وكان لها المكانة العالية في الدين. كانت تقوم الليل كله وتصوم النهار ولها جمال ظاهري وباطني ، وكانت ممّن يروي الحديث.

أخذت بعد واقعة كربلاء مع السبايا وتحدثت في الكوفة بكلام فصيح عمّا اقترفه ابن زياد أبكت به الحاضرين. وفي الشام وقعت عليها عين رجل شامي من اتباع يزيد فطلب من يزيد ان يهبها له. فانكرت عليهم زينب ذلك وقالت من يفعل هذا بنا فهو خارج عن ملّتنا. كان زوجها هو ابن عمها الحسن بن الحسن عليه‌السلام ولما توفّي نصبت خيمة وأقامت عليه المأتم سنة كاملة.

أدركت عهد الصادق عليه‌السلام ، وتوفيت عام ١١٧ ه‍. عن سبعين عاما في المدينة ودفنت في البقيع (١).

ـ الخلخال

فاطمة الكلابية ـ أمّ البنين :

الفتح :

بمعنى النصر والغلبة ، وفي قاموس عاشوراء لا يقتصر «الفتح» على النصر العسكري وكفى ، بل يتعداه إلى إيقاظ الامّة واحياء القيم وتمجيد الاسم والذكر ،

__________________

(١) راجع : فاطمة بنت الحسين لمحمد هادي الاميني للاطلاع على سيرة حياتها.

٣٤٥

والأهم من كل هذا هو العمل بالتكليف ، وهذه كلّها من أوجه النصر وان لقيت في الظاهر الاحباط والهزيمة.

كان سيّد الشهداء يستهدف انقاذ الدين من الضياع ، وفضح الظلم والباطل. وقد تحقق له هذا الهدف. اذن فهو قد انتصر حتّى وان كان الثمن استشهاده هو وأنصاره وسبي أهل بيته. وبعد عاشوراء ظلّت الأهداف الحسينية حيّة ووجدت أتباعا وأنصارا لها. وتركت الواقعة تأثيرها في الأجيال والقرون اللاحقة ، وصارت سببا لنشأة الكثير من الحركات والنهضات الاخرى. وهذا يعدّ بذاته نصرا ساحقا. وقد ورد هذا المعنى في جواب الإمام السجّاد عليه‌السلام على السؤال الذي عرضه على حضرته ابراهيم بن طلحة حيث سأله : من الذي غلب؟ فقال له الإمام عليه‌السلام : «اذا دخل وقت الصلاة فأذّن وأقم تعرف من الغالب» (١). وهي اشارة إلى بقاء دين رسول الله في ظل النهضة الحسينية. وقال ابو عبد الله نفسه في هذا المعنى : «ارجو ان يكون خيرا ما أراد الله بنا قتلنا أم ظفرنا» (٢).

وبهذا المنظار فان الانسان الذي يتّبع الحقّ ويضحى في سبيل الله ودينه فهو منتصر على الدوام وينال احدى الحسنيين. وكل من يتنكب عن مناصرة الحقّ فهو ليس بمنتصر ولا غانم حتّى وان خرج سالما. وقد صرح سيّد الشهداء بهذا في كتابه إلى بني هاشم والّذي جاء فيه : «من لحق بنا استشهد ومن تخلّف عنّا لم يبلغ الفتح» (٣).

النصر العسكري يزول عادة بنصر عسكري آخر. لكن الانتصار المبدئي ولا سيما اذا اقترن بالتضحية العظمى والمظلومية ، يبقى حيا في الضمير الانساني ، ويجد على الدوام أنصارا ومؤيدين له على مر الأجيال. وهذا الفهم ، وهذه الرؤية بالنسبة

__________________

(١) أمالي الشيخ الطوسي : ٦٦ ، الإمام زين العابدين للمقرم : ٣٧٠.

(٢) اعيان الشيعة ١ : ٥٩٧.

(٣) كامل الزيارات : ٧٥.

٣٤٦

للفتح تجعل الانسان المجاهد والمكافح اكثر أملا واندفاعا ونشاطا.

قال احد العلماء في هذا الصدد : «الشعب الذي سعادته في الشهادة شعب منتصر ، ونحن منتصرون سواء قتلنا أم قتلنا ...» (١).

ـ معطيات ثورة عاشوراء ، حب الشهادة ، حسين مني وأنا من حسين

الفرات :

نهر في كربلاء وقعت عنده معركة الطف ، واستشهد إلى جانبه الإمام الحسين عليه‌السلام وأنصاره وهم عطاشى. ولنهر الفرات قدسية وفضيلة ، وتشير الروايات إلى ان ميزابان يصبّان فيه من الجنّة. وهو نهر مبارك يشب الطفل الذي يحنّك بمائه على محبّة أهل البيت (٢).

وجاء في الحديث انّ الفرات مهر الزهراء ، ويستحب الاغتسال بماء الفرات لزيارة الحسين ففيه غفران الذنوب وشرب ماء الفرات مستحبّ أيضا.

قال الإمام الصادق لسليمان بن هارون : «ما اظنّ أحدا يحنّك بماء الفرات إلّا أحبّنا أهل البيت» (٣) ، وقال أيضا : «من شرب من ماء الفرات وحنّك به فانّه يحبّنا أهل البيت» ، وجاء ذكر الفرات في الاحاديث بصفة النهر المؤمن ، أو نهر من الجنّة : «نهران مؤمنان ، ونهران كافران ؛ فالمؤمنان : الفرات ونيل مصر ...» (٤).

الفرات ذكرى لاعظم ملحمة دموية واكثر مشاهد الصبر والوفاء خلودا ومجدا. فقد حاصر جيش ابن زياد ابطال عاشوراء بارض الطفوف في شهر محرّم الحرام عام ٦١ ه‍ ، ومنعوا الماء عن مخيم الحسين وعياله واطفاله ، وكان جيش العدو يرمى من خلال حرمان الحسين من الماء ارغامه على الاستسلام ، لكنه عليه‌السلام فضّل الموت الشريف وهو عطشان على ذلّ الخنوع والاستسلام.

__________________

(١) صحيفة النور ١٣ : ٦٥.

(٢) سفينة البحار ٢ : ٣٥٢ ، المزار للشيخ المفيد : ١٨.

(٣) وسائل الشيعة ١ : ٣١٤ ، بحار الانوار ١٠١ : ١١٤.

(٤) نفس المصدر السابق ١٧ : ٢١٥.

٣٤٧

توجه العباس نحو الفرات لجلب الماء للاطفال العطاشى ، وقطعت يداه إلى جانب نهر العلقمي واستشهد هناك. وماء الفرات مثل تربة كربلاء كلاهما يلهمان المرء الشجاعة وحب الشهادة. ولهذا فانّ تحنيك الطفل بماء الفرات أو تربة الحسين عليه‌السلام بمثابة اذاقته لطعم الشجاعة ، وانتقال ثقافة الشهادة إلى قلوب ونفوس الشيعة.

أما الوصف الجغرافي لنهر الفرات «فهو نهر يجري غرب العراق ، ويتكون اساسا من اتّصال فرعي «قره سو» و «مرادچاي» اللذين ينبعان من منطقة قريبة من نهر «ارس» في ارمينيا التركية. وعند موضع اتّصال هذين الفرعين يقترب الفرات من نهر دجلة ، إلّا ان نهر دجلة يبدأ حينها في الاتجاه نحو الجنوب الشرقي ، ويسير نهر الفرات نحو الغرب. ثم يتصل بنهر دجلة قرب الخليج العربي ويتكوّن من اتّصالهما شط العرب الذي يصب في الخليج العربي. والأرض الواقعة بين نهري دجلة والفرات تسمى بالجزيرة.

يبلغ طول نهر الفرات حوالي ٢٩٠٠ كم تتسرب مياهه إلى السهل الرسوبي في ما بين النهرين حيث يتّسع مجرى النهر كثيرا. والعامل الوحيد خصوبة أرض العراق وكثرة النفوس في السهول الحارة والجافة الواقعة بين النهرين هو وجود نهري دجلة والفرات. وقد بنيت بابل عاصمة البابليين في القديم على ساحل نهر الفرات.

ـ الشريعة ، نهر العلقمي ، الماء ، السقاء ، العباس ، العطش ، مهر الزهراء

الفرزدق :

هو همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي الشاعر الكبير المعروف بولائه لأهل البيت والذي مدح الإمام السجاد عليه‌السلام بمكّة بميميّته الشهيرة :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحل والحرم

والتي أودع على أثرها السجن وارسل له الإمام السجاد عليه‌السلام صلة.

٣٤٨

في أثناء مسير الإمام الحسين عليه‌السلام نحو الكوفة لقيه بمنزل صفاح (او في منزل آخر) وكان قادما من الكوفة فسال عن خبر الناس خلفه ، فقال الفرزدق : قلوبهم معك وسيوفهم عليك. وحينها أنشد الإمام الأبيات التالية :

لئن كانت الدنيا تعدّ نفيسة

فدار ثواب الله اعلى وانبل

وان كانت الأبدان للموت انشئت

فقتل امرئ بالسيف في الله افضل (١)

كان الفرزدق من بعد واقعة الطف يتردّد على دار سكينة بنت الإمام الحسين عليه‌السلام وينال منها الصلات. توفّي في بادية البصرة عام ١١٠ ه‍. وله من العمر مائة سنة.

فرس الإمام الحسين ـ ذو الجناح :

فساد بني اميّة :

احد الاسباب التي فجرت ثورة الإمام الحسين عليه‌السلام هو فساد بني اميّة (الشجرة الملعونة) الّذين تسلطوا على الحكم وأظهروا حقدهم الدفين على الاسلام والرسول. ويمكن تلخيص فساد بني اميّة الذي كان من العوامل الرئيسية لثورة الحسين وامتناعه عن مبايعة يزيد ، بما يلى :

١ ـ تحريف مبادئ الاسلام وايجاد البدع بغية القضاء على الاسلام.

٢ ـ اشاعة ثقافة الجبر والخنوع والاستسلام.

٣ ـ نهب بيت المال وانفاقه في الاهواء والمصالح الذاتية.

٤ ـ فساد الاخلاق واشاعة الشراب والمجون والقمار.

٥ ـ إحياء العصبية القومية ، والقيم الجاهلية.

٦ ـ تعيين العناصر الفاسدة وغير المؤهّلة لمجرّد انتمائهم للأمويين.

٧ ـ التجايل والتزييف والاعلام الكاذب.

٨ ـ الحقد والعداء لآل على عليه‌السلام.

__________________

(١) حياة الإمام الحسين ٣ : ٦١.

٣٤٩

٩ ـ حرمان الشيعة والائمة من المناصب السياسية والحقوق الاجتماعية والاقتصادية.

١٠ ـ القتل الجماعي للمسلمين ، وقمعهم في مختلف المدن والأمصار.

١١ ـ اعتقال وسجن وقتل الشخصيات الاسلامية البارزة والثورية التي تناصر أهل البيت.

١٢ ـ أخذ البيعة بالاكراه ليزيد من الناس ومن رؤساء القبائل.

شرعت معالم الفساد المدرجة اعلاه ابتداء من تسلّط معاوية على مقاليد الامور ، وأخذت تتسع يوما بعد آخر حتّى بلغت ذروتها بهلاك معاوية ووصول يزيد إلى سدّة الحكم. وقد شرحت الكتب التي تناولت دراسة اسباب الثورة الحسينية مظاهر الفساد هذه.

صرّح الإمام الحسين عليه‌السلام في مواضع عديدة بفساد بني اميّة ، من جملتها الكلام الذي قاله بعد نزوله في منزل «البيضة» : «ألا وانّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن ، واظهروا الفساد ، وعطّلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء ، وأحلّوا حرام الله ، وحرّموا حلاله ...» (١).

وقال بعد حلوله أرض كربلاء :

«ألا ترون انّ الحقّ لا يعمل به ، وانّ الباطل لا يتناهى عنه ...» (٢).

ـ بنو اميّة ، لعبت هاشم بالملك ، على الاسلام السلام ، يزيد

فطرس :

ملك كان جناحه كسر ووقع في جزيرة .. لمّا ولد الحسين عليه‌السلام جاء برفقة جبرائيل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومسح نفسه بمهد الحسين فأنبت

__________________

(١) تاريخ الطبري ٦ : ٢٢٩.

(٢) اللهوف للسيّد بن طاوس : ٣٤.

٣٥٠

له الله جناحا جديدا وذهب إلى السماء (١) وتعهّد :

«... وله عليّ مكافأة لا يزوره زائر إلّا ابلغته سلامه ولا يصلى عليه مصلّ إلّا ابلغته صلاته» (٢).

وقال ابن عباس ان هذا الملك يعرف في الجنّة بغلام الحسين بن علي (٣).

ـ الشفاعة

الفوز :

بمعنى النجاة والفلاح ، وبلوغ الاماني. وفي الثقافة الدينية تطلق كلمة الفوز ، والفوز العظيم على نيل الجنة وان يكون المرء مطيعا لله ولرسوله ومتمسكا باهل البيت وولايتهم ، ومجتنبا للسيئات ، ويكون من أهل الاخلاص والمعرفة والعبادة.

الفوز الاكبر لأولياء الله الّذين يحظون برضاه والسعادة في الآخرة «الآخرة فوز السعداء» وهذا ما يتحقق في ظل الجهاد والشهادة. لمّا ضرب أمير المؤمنين صاح : «فزت ورب الكعبة» لأن شهادته اوصلته إلى القرب من الله ، وكانت نهاية رائعة لحياة طافحة بالايمان والجهاد والدعوة إلى الحقّ.

وردت في الزيارات تعابير كثيرة في مخاطبة سيّد الشهداء وأنصاره ، بالقول : «فزتم فوزا عظيما» من قبيل ما ورد في زيارة وارث : «فزتم فوزا عظيما فيا ليتني كنت معكم فافوز معكم» ، أو الخطاب الموجّه إلى الشهداء في زيارة الاول من رجب : «فزتم والله فوزا عظيما يا ليتني كنت معكم فافوز فوزا عظيما ... اشهد انكم الشهداء والسعداء وانكم الفائزون في درجات العلى» (٤).

وانطلاقا من هذا فشهداء كربلاء قد فازوا وأفلحوا لأنهم باعوا انفسهم

__________________

(١) بحار الانوار ٤٤ : ٣٤.

(٢) اثبات الهداة ٥ : ١٩١.

(٣) مناقب ابن شهر اشوب ٤ : ٧٤.

(٤) مفاتيح الجنان : ٤٤٠.

٣٥١

لله ونالوا جنّته ، كانوا مطيعين لأمر مولاهم ، وكان جهادهم خالصا لله وفي سبيل الولاية ، وهم وان كانوا قد بذلوا أنفسهم إلّا انّهم بلغوا السعادة الأبدية ، وهل هناك فوز أكبر من هذا؟ فلا غرو اذن إن كان عاشوراء مدرسة للفوز والفلاح.

ـ الفتح ، حب الشهادة ، يا ليتنا كنا معك

٣٥٢

ق

القادسية :

اسم موضع قبل الكوفة ويبعد عنها خمسة عشر فرسخا (وعن بغداد ٦١ فرسخا). وفي هذا المكان وقعت المعركة المعروفة باسم القادسية بين الجيش الاسلامي والفرس في زمن الخليفة الثاني ، وانتصر فيها المسلمون. وفي هذا المكان قبض الحصين بن نمير (رئيس شرطة ابن زياد في تلك المنطقة) على مبعوث الحسين ، قيس بن مسهر الصيداوي وأرسله إلى ابن زياد وكان قيس يحمل كتابا من الحسين إلى أهل الكوفة.

ولما قبض عليه مزق الكتاب باسنانه لكي لا تقع أسماء المخاطبين بيد العدو (١).

ـ قيس بن مسهر

قادة جيش الكوفة :

وهم قادة الجيش الجرار الذي بعثه ابن زياد لمحاربة الحسين بن علي عليه‌السلام ، وهم كل من : الحر بن يزيد الرياحى ، وكعب بن طلحة ، وعمر بن سعد ، وشمر بن ذي الجوشن ، ويزيد بن ركاب الكلبي ، والحصين بن نمير التميمي ، ومضائر بن رهينة المازني ، ونصر بن حرشة ، وشبث بن ربعي ، وحجار ابن ابجر ، وكان كل واحد منهم على رأس جيش عداده آلاف الأشخاص ، كما ووردت أسماء

__________________

(١) الحسين في طريقه إلى الشهادة : ٤٩.

٣٥٣

اخرى مثل سنان وعروة بن قيس. ومن جملة الأشخاص المار ذكرهم التحق الحر بمعسكر الحسين يوم عاشوراء وقاتل بين يديه حتّى قتل.

ـ احصاء عن ثورة كربلاء

قارب (مولى الحسين):

من شهداء كربلاء ، كان مولى لأبي عبد الله عليه‌السلام وامّه فكيهة كانت جارية للحسين تخدم في دار الرباب زوجة الحسين. جاء قارب برفقة الحسين عليه‌السلام من المدينة واستشهد يوم الطف بين يديه. جاء اسمه في زيارة الناحية المقدسة.

قارىء المقدمة :

وهو مصطلح من مصطلحات المراثي والعزاء ، ويعني التلميذ الذي يقرأ عند المنبر قبل الخطيب المتمرّس ابياتا في رثاء أهل البيت ـ أو هو الّذي يقف عند المنبر ويقرأ بعض الأشعار في مصائب أهل البيت ـ أو هو الشخص الذي يقرأ عند المنبر ـ واقفا أو جالسا ـ بعض المراثي والأشعار أثناء فرصة نزول الخطيب من المنبر ، وصعود خطيب آخر.

ويقال أيضا للشاب الذي يرتدي قلنسوة ويجلس عند المنبر ويخلط أحيانا صوته بصوت الواعظ أو يردد كلامه همسا. ومثل هؤلاء الأشخاص هم عادة أبناء أو أقارب الواعظ يأتي بهم الى المجلس للتمرّس في فن الخطابة.

ـ العزاء ، المنبر ، المراثي

قاسط بن زهير التغلبي :

ممّن استشهد في الحملة الاولى يوم العاشر وهو شيخ من قبيلة بني تغلب ابن وائل. كان هو وأخواه من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام شهدوا معه حروبه الثلاثة. وبعد استشهاده مكثوا في الكوفة ، ولما سمعوا بخبر مقدم الحسين إلى الكوفة التحقوا بمعسكر الإمام خفية في ليلة عاشوراء ، واستشهدوا معه يوم العاشر.

٣٥٤

القاسم بن الحارث :

ورد اسمه في عداد شهداء كربلاء. ويذهب البعض إلى انّه هو القاسم بن حبيب الأزدي (١).

القاسم بن حبيب الأزدي :

من شهداء كربلاء ، كان من شجعان الشيعة في الكوفة. خرج أول الامر مع جيش عمر بن سعد ، ولما بلغ كربلاء انفصل عنهم وانضم إلى جيش الحسين. جاء اسمه ضمن شهداء الحملة الاولى (٢).

القاسم بن الحسن :

شبل الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام كان غلاما لم يبلغ الحلم. وهو القائل ليلة عاشوراء حين سئل كيف ترى الموت؟ قال : «أحلى من العسل». واستأذن من الحسين للخروج إلى الميدان فلما نظر إليه عليه‌السلام اعتنقه وبكى ثم اذن له فبرز ، كأن وجهه شقّة القمر (٣) ، ركب جواده ونزل إلى الميدان وهو يرتجز :

ان تنكروني فأنا ابن الحسن

سبط النبيّ المصطفى والمؤتمن

هذا حسين كالأسير المرتهن

بين اناس لا سقوا صوب المزن

وقاتل قتال الابطال حتّى سقط جريحا فمشى إليه عمه أبو عبد الله عليه‌السلام فوجده يجود بنفسه فحملوا جسده والقوه مع القتلى من أهل البيت (٤) ، جاء اسمه في زيارة الناحية المقدسة مقرونا بالتسليم عليه ، ولعن قاتليه : «السلام على القاسم بن الحسن بن علي المضروب هامته المسلوب لامته ، حين نادى الحسين عمّه فجلّى عليه عمّه كالصقر وهو يفحص برجليه التراب والحسين يقول : بعدا لقوم

__________________

(١) أنصار الحسين : ٩١.

(٢) تنقيح المقال ٢ : ٣٨٦.

(٣) مقتل الحسين للمقرم : ٣٣١.

(٤) بحار الانوار ٤٥ : ٣٤.

٣٥٥

قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة جدّك وأبوك ، ثم قال : عز والله على عمك ان تدعوه فلا يجيبك أو ان يجيبك وأنت قتيل جديل فلا ينفعك. هذا والله يوم كثر واتره وقلّ ناصره» (١).

واستشهد معه اخوه من امّه وأبيه واسمه أبو بكر بن الحسن.

القاع :

اسم لأحد المنازل على طريق الكوفة نزله الحسين بن علي عليه‌السلام ، ويقع بين منزلي زبالة والعقبة ، وكانت ارضها سهلة أي قاعا. وفي المنزل ماء ودور ومسجد وموضع تنزله القوافل (٢).

قافلة الحسين :

وهي قافلة انطلقت من مبدأ العزّة والكرامة وسارت نحو مقصد الشهادة. خرجت قافلة الحسين يوم ٢٨ رجب من المدينة ووصلت إلى مكة في الثالث من شعبان. وكان خروجه عليه‌السلام من مكّة في الثامن من ذي الحجة ومعه أهل بيته ومواليه وشيعته من أهل الحجاز والكوفة والبصرة الذين انضموا إليه أيّام اقامته بمكّة ، واعطى كلّ واحد منهم عشرة دنانير وجملا يحمل عليه زاده (٣).

نزلت هذه القافلة بكربلاء في الثاني من محرّم. وتحوّلت بعد يوم العاشر إلى مجموعة يخيّم عليها الحزن والاسى بعد فقد الأحبّة والأهل وأصبحت على هيئة قافلة من السبايا أخذت نحو الكوفة ، وفيها الإمام السجّاد عليه‌السلام وكان مريضا والقافلة على عاتق زينب عليه‌السلام. وفي الكوفة اخذت القبائل ما لها من نساء من بين السبايا.

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ٦٧.

(٢) الحسين في طريقه إلى الشهادة : ٨٨.

(٣) مقتل الحسين للمقرم : ١٩٤.

٣٥٦

وبعد ان طوت هذه القافلة طريقا طويلا وشاقّا من الكوفة إلى الشام ومن الشام إلى المدينة وهي محمّلة بالحزن والألم والأسى تقدمها بشير بن حذلم إلى المدينة وأخبر بعودة قافلة أهل البيت عليهم‌السلام.

ـ الأسر

قبر الإمام الحسين (ع):

بعد ان دفن بنو أسد أجساد الشهداء ، أقاموا رسما لقبر سيّد الشهداء بتلك البطحاء. ويدل خبر مجيء التوابين إلى القبر الشريف في ذلك الوقت عام ٦٣ أو ٦٤ انّه كان له ظاهرا معروفا. وكان الشيعة يزورونه جهارا أو خفية بناء على التأكيدات الصادرة عن الائمة في ذلك.

وفي زمن بني اميّة كانت على القبر سقيفة واستمر ذلك إلى زمن الرشيد من بني العباس فهدمها وكرب موضع القبر وكان عنده سدرة فقطعها. ثم اعيد على زمن المأمون وغيره. وفي عام ٢٣٦ ه‍. امر المتوكّل العبّاسي بهدم قبر الحسين بن علي وهدم ما حوله من المنازل والدور وان يحرث ويبذر ويسقى موضع قبره ، وأن يمنع الناس من اتيانه ، ثم أعاد الكرة عام ٢٣٧ ، ثم فعل مثل ذلك سنة ٢٤٧.

البناء الحالي الموجود على القبر يعود إلى القرن الثامن الهجري ، وقد اعيد تجديده وعمارته عدّة مرّات. وفي عام ١٢١٦ سيّر الوهابيون جيشا من نجد ونهبوا المرقد الشريف وهدموه وربطوا خيلهم في الصحن الشريف (١).

ـ كربلاء ، الحائر ، هدم القبر ، السدرة ، الضريح ، الزيارة

القبر ذو الستّة أضلاع :

بما انّ علي الأكبر عليه‌السلام قد دفن عند قدمي الحسين عليه‌السلام ، لذلك اضيف ضلعان إلى ضريح الحسين في ذلك الموضع فصارت له ستّة أضلاع. وشيعة الحسين في شوق دائم لزيارة ذلك الضريح ذي الاضلاع الستّة.

ـ الضريح ، الحائر ، الحرم الحسيني ، كربلاء

__________________

(١) اعيان الشيعة ١ : ٦٢٩.

٣٥٧

القتل صبرا :

هو أن يربط الانسان أو الحيوان ويقتل. وجاء في الحديث انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن قتل شيء من الدواب صبرا ؛ وهو أن يمسك شيء من ذوات الأرواح حيّا ثم يرمى بشيء حتّى يموت (١).

يقال للشهداء وأسرى الحرب الذين يقتلون صبرا انّهم قتلوا وهم صابرين ، ويطلق هذا التعبير أيضا على الحيوانات التي تعذب حتّى الموت (٢).

ومن قسوة جيش الكوفة انهم ضربوا الحسين بالسيوف والرماح وهو لا زال به رمق من الحياة. قال الإمام السجّاد في خطبته التي خطبها في الكوفة وفضح بها أعمال بني اميّة مخاطبا الناس الذين كانوا يغطّون في سبات سياسي ومعرفا بنفسه وشخصيته : «أنا ابن من قتل صبرا وكفى بذلك فخرا» (٣).

وجاء في كتب التاريخ عن مسلم بن عقيل انّ ابن زياد قتله صبرا.

قتيل الاشقياء ـ الحسين بن علي (ع) :

قتيل العبرات :

من جملة القاب سيّد الشهداء عليه‌السلام. وهو الشهيد الذي تدمع لذكره العيون ، والبكاء على مصيبته فيه ثواب ويؤدي إلى تخليد ذكرى عاشوراء. الامام الحسين عليه‌السلام أكّد الأئمة عليهم‌السلام على إقامة المآتم على حضرته والبكاء على مصيبته. جاء في رواية عن الحسين بانه قال : «انا قتيل العبرات» (٤).

__________________

(١) مجمع البحرين ، كلمة «صبر».

(٢) دائرة المعارف الاسلامية ١٤ : ١٣٧.

(٣) أعيان الشيعة ١ : ٦١٤ ، مناقب ابن شهر اشوب ٤ : ١١٥.

(٤) أمالي الصدوق : ١١ ، مناقب ابن شهر اشوب ٤ : ٦٧.

٣٥٨

وقال في حديث آخر : «أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلّا استعبر» (١). وجاء هذا الوصف له في الزيارات ، ومنها : «وصلّ على الحسين المظلوم الشهيد الرشيد قتيل العبرات واسير الكربات».

ـ البكاء ، العزاء

القربان :

كلّ ما يتقرّب به إلى الله من ذبيحة وغيرها ، مثلما قدّم ابنا آدم قربانيهما لله ؛ اذ قدم أحدهما كبشا والأخر باقة سنابل حنطة : (إِذْ قَرَّبا قُرْباناً) (٢) ، وأمر إبراهيم من قبل الله بذبح ابنه الشاب اسماعيل تقربا لله ، فانزل الله عوضا عنه كبشا : (وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ...) (٣).

ومنذ ذلك الحين صار اصبحت هذه التضحية من الابن والاب سنّة ، وصار الحجاج يقدّمون يوم العيد قربانا في منى.

شهدت ساحة كربلاء أيضا موقف التضحية باثنين وسبعين شهيدا على عتبة القرب الالهي اذ ضحّى الحسين بنفسه وبانصاره فداء للدين ، بل كان الحسين فداء وتضحية أهل البيت. وهذا ما جاء على لسان زينب حينما سارت إلى اخيها بعد ان سقط في ساحة المعركة ووقفت عند رأسه وقالت ورفعت طرفها إلى السماء وقالت : «اللهمّ تقبل منا هذا القربان» (٤).

عبرت الاحاديث المنقولة عن الائمة ، والزيارات ، وكلمات سبايا البيت عن هذا الشهيد المظلوم بصفة : الذبيح ، أي انّه اسماعيل الذي قدّم ضحية في منى لضمان وديمومة الدين ، وألهم بني الانسان درس الشرف والعزّة.

انّ تقديم التضحية رمز للانتصار والعزّة. والامم التي خطت وتخطو على

__________________

(١) مفاتيح الجنان : ٤٦٠.

(٢) المائدة : ٢٧.

(٣) الصافات : ١٠٧.

(٤) حياة الإمام الحسين ٢ : ٣٠١ ، سيرة الائمة الاثني عشر لهاشم معروف الحسني ٢ : ٨٧.

٣٥٩

طريق الحرية تقدّم الكثير من الشهداء على مذبح الحرية. واذا لم تكن هناك فئة مستعدة للتضحية فلن يتسنّى لها بلوغ هدفها. ومن الطبيعي انّ الحقيقة والدين والحياة الكريمة على درجة من الرفعة والسمو بحيث تستحق أن تقدّم لها قرابين من أمثال الحسين عليه‌السلام. ومن خلال إدراك عظمة الضحية يمكن ان تستشف عظمة الشيء الذي يضحّي من أجله شخص كالحسين ، واثنان وسبعون شخصا جليلا.

ـ الشهادة ، كربلاء ، ثار الله ، دروس من عاشوراء

القربة :

القربة أو الوطب : وعاء من جلد الضأن والمعز يخاط ويعد ويجعل وعاء للماء واللبن ، وتسمى أيضا راوية أو ركوة ، وفي معركة الطف ، كما هو الحال في المعارك القديمة ، كانت القربة تستعمل كوعاء لحمل الماء في السفر وفي المخيم. وفي البعد العاطفي من معركة الطف اضحت القربة مظهرا ورمزا لساقي العطاشى أبي الفضل العباس ، فهو الذي كان يأتي بالماء ويسقي العيال والاطفال ، ولهذا سمي بأبي القربة كناية عن السقي بالقربة.

وفي يوم عاشوراء حمل القربة وسار إلى الفرات وملأها بالماء ، واثناء عودته إلى الخيام هاجموه من كلّ جانب ، وقطعوا يديه ومزّقوا القربة وقتلوه قبل ان يصل إلى الخيام. وهذه القضية تذكر بألم وحسرة وهي تعكس وفاء العباس وعطش الاطفال.

وقبل يوم العاشر كان للقربة دور وذكر ، ففي اثناء مسير قافلة الحسين صوب العراق وحين بلغت منزل شراف ، حمل الشبان ماء كثيرا وفي منتصف نهار اليوم الثاني لقوا الجيش الذي كان يقوده الحرّ بن يزيد الرياحي وكان تعداده الف نفر ، وكلّهم يشكون العطش ، فقدموا لهم الماء حتّى روواهم وخيلهم (١).

__________________

(١) تاريخ الطبري ٤ : ٣٠٢.

٣٦٠