موسوعة عاشوراء

جواد محدثي

موسوعة عاشوراء

المؤلف:

جواد محدثي


المترجم: خليل زامل العصامي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الرسول الأكرم (ص)
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

السنّة قائمة في جميع البلدان التي خضعت لسلطانهم إلى ان سقطت دولتهم» (١).

إقامة شعائر العزاء على مصيبة الحسين عليه‌السلام تمثل نوعا من الاعتراض على الظالمين ونصرة المظلومين. والبكاء على الحسين يقوي في النفوس الدعوة إلى العدالة والانتقام من الظلمة والتمهيد لتكاتف القوى السائرة على نهج الحسين للدفاع عن الحقّ. اقامة المأتم على الشهيد تعني نقل ثقافة الشهادة للاجيال القادمة. وعبّر الشهيد المطهري عن هذا المعنى بالقول : «في عهد حكم يزيد الجائر كانت المشاركة في مظاهر البكاء على الشهداء نوعا من اعلان الانتماء إلى فئة أهل الحقّ ، واعلان للحرب على فريق الباطل ، ويعكس في الحقيقة نوعا من التفاني والايثار. وهنا تتبلور مآتم الحسين على شكل حركة ، وتيار ، ومجابهة اجتماعية» (٢).

فى المآتم ان تتّخذ العاطفة والحماسة شكل المعرفة والشعور ، ويبقى الايمان حيا في قلوب الموالين لأهل البيت. وتحافظ مدرسة عاشوراء على دورها في كونها فكرا بناء وحادثة تستلهم منها الدروس. المآتم احياء لمنهج الدم والشهادة ، وايصال صوت مظلومية آل علي إلى اسماع التاريخ. والمشاركون في المآتم كأنهم فراشات متعطشة إلى النور وقد عثرت على الشمع الذي تزيّن به محافلها ، وارتدت ثوب المحبّة من اشعة نور الشموع وغدت على استعداد للفداء والتضحية.

للمآتم دور مهم في الحفاظ على ثقافة عاشوراء. وهي تنقل اقوى الصلات عن طريق مزج العقل والمحبّة والبرهان والعاطفة الذي تجسد في كربلاء. وفيها البكاء على مظلومية الإمام ومن خلالها أيضا يفهم هدف الإمام من ثورته. فالمآتم التي تقام في البيوت ، ومواكب العزاء ، وهيئات الضرب بالسلاسل ، وارتداء السواد ، ورفع الرايات وتوزيع الماء والشربت ، والعمل على اقامة مجالس الرثاء والبكاء

__________________

(١) الكشكول للبحراني ١ : ٢٦٩.

(٢) الانتفاضات الاسلامية في القرن الاخير لمرتضى المطهري : ٨٠.

٣٢١

تمثل في حقيقتها نوعا من تجنيد طاقات الامة في خندق الجبهة الحسينية ، يغني ويعمّق هذه الصلة القلبية.

ـ العزاء التقليدي ، مواكب العزاء ، المواساة

العزاء التقليدي :

هو الاسلوب المتّبع منذ ازمنة قديمة في احياء ذكرى واقعة عاشوراء والملحمة الحسينية ، وقد اتّخذ طابعا شعبيا. ويتضمن هذا النمط من العزاء قراءة المراثي ، والنياح ، والبكاء والابكاء ، وايجاد هيئات ومواكب العزاء والمأتم واللطم على الصدور وذكر المصيبة ، ومجالس الوعظ. ولما كانت هذه الانماط اكثر انسجاما مع العاطفة الشيعية فقد اتخذت على مر الزمن طابعا اكثر شعبية واصبحت عاملا فاعلا في استقطاب محبّي أهل البيت.

ورد عن أبي هارون المكفوف انه قال : دخلت على أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام ، فقال لي : انشدني ، فانشدته. قال : لا ، كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره (١) ، وهذا يعني وجود اسلوب متعارف لدى الناس وكان الائمة عليهم‌السلام يهتمون به. ولا شك ان الحفاظ على هذه السنّة يضمن دوامها قال أحد العلماء في هذا الباب : يجب علينا الحفاظ على هذه السنن الاسلامية ، والحفاظ على هذه المواكب الاسلامية المباركة التي تنطلق في محرّم وصفر وفي الحالات الضرورية. والتأكيد على ضرورة اقتفاء اثرها والحفاظ على عاشوراء من قبل العلماء والخطباء وبنفس الصورة التي كان عليها في ما مضى ، ومن قبل جماهير الشعب وبنفس النسق المتعارف المنظم والمرتب التي كانت تسير عليه مواكب العزاء في ما سبق. واعلموا انكم اذا اردتم الحفاظ على نهضتكم فلا بد لكم من المحافظة على هذه السنن (٢).

وحتّى ان حفظ مآتم وعزاء عاشوراء رهين إلى حد بعيد بحفظ هذه السنن.

__________________

(١) بحار الانوار ٤٤ : ٢٨٧.

(٢) صحيفة النور ١٥ : ٢٠٤.

٣٢٢

واذا حصل اي تغيير في تلك الصيغ بدون احلال البديل الافضل ، فمن المتوقع ان يؤدي ذلك إلى عزل اتباع تلك السنن عن اصل القضيّة الحسينية.

ـ العزاء ، مواكب العزاء ، الهيئة ، العادات والتقاليد

عشرة المحرّم :

الأيّام العشرة الاولى من شهر محرّم الحرام يطلق عليها اسم عشرة المحرّم ، وفي هذه الأيّام يهتم الناس كثيرا بإقامة مجالس العزاء والمآتم ، ومجالس الوعظ وقراءة المراثي ، وتتّخذ المساجد والتكايا والحسينيات رونقا اكثر ، وتجري الاستعدادات لاقامة مجالس تخليد ملحمة عاشوراء.

ـ عاشوراء ، محرّم ، العزاء

العطش :

العطش من أبرز ملامح الغم والألم في مأساة كربلاء. فسيد الشهداء ، والعباس ، وعلي الاكبر ، وعلى الاصغر وغيرهم قضوا كلّهم عطاشى يوم الطف. فحرمان عيال الحسين من ماء الفرات وفرض حالة العطش عليه وعلى أصحابه من أوضح الأدلّة على دناءة وحقارة جيش الكوفة وابن زياد وعدائهم لآل الله. من الطبيعي انّ الكبار أكثر تحمّلا للعطش من الصغار ، والصغار سريعا ما يظهر عليهم الجزع حين الشعور بالعطش. وفي كربلاء كانت معالم العطش بارزة في كل شيء ، في القرب الخالية ، وفي الشفاه الذابلة ، والأكباد الحريّ ، والجو الحار ، وطريق الفرات المسدود.

في يوم عاشوراء جاء العباس إلى جانب الخيام وسمع صراخ الاطفال «العطش ، العطش» ركب جواده وأخذ القربة وتوجّه إلى الفرات. فحاصره اربعة آلاف وهم الرماة الموكلون بشريعة الفرات ، فاشتبك معهم وقطعت يداه وقتل. وقبل خروجه من الفرات اراد ان يشرب الماء لكنه ذكر عطش الحسين ، ولم يشرب

٣٢٣

وخرج من الشريعة عطشانا (١).

وبرز على الاكبر عليه‌السلام في يوم الطف إلى القتال عدّة مرات ، لكنه عاد للوداع للمرة الاخيرة وهو ظمآن ، وقال لابيه : «يا ابه العطش قد قتلني وثقل الحديد أجهدني» (٢) وقد طلب الحسين عليه‌السلام أيضا الماء لطفله الرضيع من جيش العدو حسب ما جاء في بعض الاخبار ، لكنّ سهم حرملة ذبحه وقطع نحره من الوريد إلى الوريد (٣).

لما حاول أبو عبد الله عليه‌السلام التوجّه إلى الفرات منعه الشمر قائلا : والله لا تذوقه أو تموت عطشا (٤).

ولقد ترك عطش الحسين وأنصاره يوم عاشوراء لوعة في قلوب محبّيه جعلتهم يذكرونه في كل مرة يشربون فيها الماء ، ويوزعون الماء والشربت في سبيل الإمام الحسين ، وتتداعى إلى أذهانهم كربلاء وعاشوراء مع أي عطش يتعرضون له ، وكأن هناك صلة بين الماء والعطش وكربلاء.

ـ الماء ، القربة ، الفرات ، على الاصغر ، رائحة التفاح

العطشان :

من ألقاب سيّد الشهداء الذي قتل في كربلاء عطشانا ، وقد ورد هذا في وصف الإمام في كتب التاريخ والزيارات ، من جملة ذلك ما جاء في حديث الباقر عليه‌السلام حيث قال : «ان الحسين ... قتل مظلوما مكروبا عطشانا» (٥). ولدى مساعدة الإمام السجاد عليه‌السلام لبني أسد في دفن جسد الحسين والشهداء كتب على قبر الحسين بعد دفنه : «هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتلوه

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ٤١.

(٢) مقتل الحسين للمقرم : ٢٤٦.

(٣) حياة الإمام الحسين ٣ : ٢٧٥.

(٤) بحار الانوار ٤٥ : ٥١.

(٥) كامل الزيارات : ١٦٨.

٣٢٤

عطشانا غريبا» (١) ، وكان لهذا العطش واستشهاده عطشانا مع أنصاره وابنائه اكبر تأثير في تفاعل وتعاطف القلوب والضمائر الحيّة مع صناع ملحمة عاشوراء.

ـ العطش ، الماء ، سجايا سيّد الشهداء

عطية :

يطرح اسم عطية على الدوام إلى جانب اسم جابر بن عبد الله الانصاري ، اللذين زارا قبر الحسين عليه‌السلام في الاربعين الاولى من بعد استشهاده. وبما ان جابر كان قد فقد بصره ، كان عطية يقوده في هذه الزيارة. وجاء في بعض الاخبار ان أهل البيت عند عودتهم من الشام لقوا جابر وعطية في كربلاء.

كان عطية بن سعد بن جنادة من رجال الشيعة في العلم والحديث. ولد زمن خلافة أمير المؤمنين عليه‌السلام في الكوفة ، وهو الذي سمّاه بهذا الاسم. وهو من رواة الشيعة الثقات ، وموثوق حتّى في كتب الرجال عند السنّة. كان مطاردا من قبل السلطة في عهد الحجّاج بسبب ولائه وتشيّعه لعلي عليه‌السلام ، هرب إلى فارس ، وقبض عليه هناك بامر الحجّاج وطلبوا منه لعن علي عليه‌السلام ، فلم يرضخ لطلبهم وأبى ان يلعنه فضربوه اربعمائة سوط ونتفوا رأسه ولحيته. ذهب بعدها إلى خراسان وعاد بعد مدّة إلى الكوفة حتّى توفي فيها عام ١١١ ه‍.

ـ زيارة الاربعين ، جابر ، الاربعين

العقاب :

هو الطائر المعروف بقوّة طيرانه وحدّة مخالبه وسرعة انقضاضه ، وتطلق هذه الكلمة مجازا في وصف الفرس السريع الذي يبلغ هدفه سريعا في السباق والصيد ، وفي المراثي يقال للفرس الذي كان يركبه علي الاكبر عليه‌السلام «العقاب» ، ويقال : انه كان قبل ذلك للحسين عليه‌السلام ولما اتّخذ ذا الجناح ، اعطى العقاب لعلي الأكبر وفي يوم عاشوراء اركبه عليه : «فوضع على مفرقه مغفرا فولاذيا وقلّده

__________________

(١) حياة الإمام الحسين ٣ : ١٦٨.

٣٢٥

سيفا مصريا واركبه العقاب براقا ثانويا» (١) ، وجاء في بعض الأخبار انّ علي الأكبر ركبه ليلة عاشوراء وجلب الماء إلى الخيم من الفرات (٢).

قيل : ان العقاب هو الفرس الذي اهداه سيف بن ذي يزن لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد عمّر طويلا ، فأي فرس يركبه الرسول يعود صغير السن ، وقد ركب هذا الفرس علي والحسن والحسين عليهم‌السلام كذلك ، وفي ظهر يوم عاشوراء ركبه أيضا شبيه الرسول علي الأكبر عليه‌السلام وبرز إلى القتال ، وبعد ان جرح حاول الجواد الاتيان به المخيم إلّا انّ كثرة العسكر جعلته يسير به إلى جيش العدو حيث قطعوه بالسيوف والرماح.

العقبة :

بمعنى الجبل الممتد ، وهو اسم لاحد المنازل على طريق الكوفة نزل فيه الإمام الحسين عليه‌السلام ، والتقى فيه بشيخ اسمه عمر بن لوذان وسأله عن اوضاع الكوفة. حاول الرجل ثني الإمام عن المسير صوب الرماح والسيوف لكن الإمام واصل مسيره إلى كربلاء (٣).

العقر :

قرية محصّنة فيها قلعة ولها سور تقع قرب كربلاء ، لمّا انتهى إليها الحسين في مسيره إلى الكوفة قال : ما اسم تلك القرية؟ فقيل له : اسمها العقر ، قال فما اسم هذه القرية التي نحن فيها؟ فقيل له : اسمها كربلاء ، ولما اراد الخروج منها احاطت به خيل عبيد الله بن زياد حتّى كان ما كان (٤) ، وهي القرية التي عرض عليه زهير بن القين الدخول إليها واتخاذها موضعا دفاعيا ، لكن الحسين لم يوافق على رأيه.

__________________

(١) رياض القدس لصدر الدين واعظ ٢ : ٢١.

(٢) نفس المصدر ١ : ٢٦٤.

(٣) الحسين في طريقه إلى الشهادة : ٩٠.

(٤) موسوعة العتبات المقدسة ٨ : ٣٨ (نقلا عن معجم البلدان).

٣٢٦

العلقمي :

نهر يتفرّع من الفرات استشهد إلى جانبه العباس بن على عليه‌السلام يوم عاشوراء ، والعلقم بمعنى المر ، ويقال لكل شجرة مرّة أو ماء فيه مرارة علقما ، حنظلا ، وغالبا ما تطرح هذه الكلمة في الشعر والادب مقرونة بذكر العطش والعباس واليدين المقطوعتين.

ـ نهر العلقمي

العلم :

بمعنى الراية والبيرق ، وعلامة الجيش ، وما يرفع على الرمح ، وهو اصطلاح العزاء واصحاب المأتم الحسيني ، والعلم أو العلامة الخاصة بكل هيئة وما يميّزها عن سائر الهيئات.

وفي ميدان كربلاء كان حامل اللواء أبو الفضل العباس عليه‌السلام ، ومن جملة الشعارات التي يرددها العراقيون في العزاء والمآتم «رفع الله راية العباس».

ـ العلامة

على الاسلام السلام :

كلمة قالها الإمام الحسين بعد رفضه البيعة ليزيد ، وخروجه من عند والي المدينة ، وفي اليوم التالي لقي مروان الحسين عليه‌السلام وعرض عليه البيعة ليزيد وقال له : ان في ذلك خير دينك ودنياك ، فقال الحسين عليه‌السلام : «انا لله وانا إليه راجعون وعلى الاسلام السلام اذ قد بليت الامّة براع مثل يزيد ولقد سمعت جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان» (١) ، وبما ان تقاليد العرب تقضي بالسلام عند التوديع ، يتّضح عند هذا مغزى كلام الإمام.

ـ سلام الوداع

__________________

(١) اللهوف : ١١.

٣٢٧

علي الأصغر :

احد ابناء الإمام الحسين وكان رضيعا يتلوى من العطش ، أخذه أبوه وتوجّه نحو القوم وقال : يا قوم قتلتم أخي واولادي وأنصاري وما بقى غير هذا الطفل وهو يتلظى عطشا ، فان لم ترحموني فارحموا هذا الطفل ، فبينما هو يخاطبهم إذ أتاه سهم من قوس حرملة بن كاهل الاسدي فذبح الطفل من الوريد إلى الوريد ، فجعل الحسين يتلقّى الدم حتّى امتلأ كفه ورمى به إلى السماء (١).

تحدثت كتب المقاتل عن «علي الاصغر» وأيضا عن الطفل الرضيع ، وثمّة اختلاف في هل انهما طفل واحد أم طفلان.

جاء في زيارة الناحية المقدسة عن هذا الطفل الرضيع ، ما يلى : «السلام على عبد الله بن الحسين ، الطفل الرضيع المرميّ الصريع ، المشحّط دما ، المصعّد دمه في السماء ، المذبوح بالسهم في حجر ابيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الاسدي» (٢) ، وجاء في احدى زيارات عاشوراء : «وعلى ولدك علي الاصغر الذي فجعت به». ووردت تعابير مختلفة في وصف هذا الطفل منها : الرضيع ، الطفل ذو الستة أشهر ، وما إلى ذلك ، وما يذكر من كلمات المهد والقماط وما إلى ذلك فتعود إليه.

علي الأصغر هو أبرز الوجوه في واقعة كربلاء ، وأكبر وثيقة تثبت مظلومية الحسين ومن ارسخ اركان الشهادة ... لم تشهد عين التاريخ شهادة على مدى التاريخ بمثل هذا الوزن. يعتبر علي الاصغر «بابا للحوائج» ومع انه كان طفلا رضيعا إلّا ان مقامه عند الله كبير.

ـ حرملة ، عبد الله بن الحسين بن علي

علي الأكبر :

الابن الاكبر لسيد الشهداء وشبيه رسول الله ، بذل مهجته يوم عاشوراء في

__________________

(١) معالي السبطين ١ : ٤٢٣.

(٢) بحار الانوار ٤٥ : ٦٦.

٣٢٨

سبيل الدين. امّه ليلى بنت أبي مرّة ، وهو يومئذ ابن ٢٥ سنة ، كما قيل ان عمره كان ١٨ أو ٢٠ سنة ، وهو أول شهيد من بني هاشم يوم الطف (١) ، كان كثير الشبه برسول الله خلقا وخلقا ومنطقا.

لما استأذن أباه يوم عاشوراء ونزل إلى الميدان ، رفع الحسين طرفه السماء وقال : «اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام اشبه الناس برسولك محمد خلقا وخلقا ومنطقا ، وكنا اذا اشتقنا إلى رؤية نبيّك نظرنا إليه ...» (٢).

تجلّت شجاعة علي الاكبر وبصيرته في دينه يوم عاشوراء ، ومن ابرز معالم ذلك الوعي كلماته وما كان ينشده من الرجز. وعند قصر بني مقاتل خفق الحسين برأسه خفقة ثم انتبه وهو يقول : «إنا لله وانا إليه راجعون» وكررها ثلاثا ، فقال له على الاكبر : يا ابتا مما استرجعت؟ فقال عليه‌السلام : يا بني اني خفقت برأسى خفقة فعنّ لي فارس على فرس وقال : القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم ، فقال له : أولسنا على الحقّ؟ قال : بلى. قال : «فإنّنا اذن لا نبالي ان نموت محقّين» (٣).

وفي يوم عاشوراء كان هو اول من تقدّم من الهاشمين للحرب ، ولما برز إلى القتال دعا الحسين على القوم وقال : انّهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا ويقتلونا.

حمل علي بن الحسين على القوم عدّة مرّات وقاتل قتال الابطال ، وكان يرتجز ويقول:

انا علي بن الحسين بن علي

نحن ورب البيت أولى بالنبي

تالله لا يحكم فينا ابن الدعي

اضرب بالسيف احامي عن أبي

ضرب غلام هاشمي عربي (٤)

__________________

(١) حياة الإمام الحسين ٣ : ٢٤٥.

(٢) بحار الانوار ٤٥ : ٤٣.

(٣ ، ٤) اعيان الشيعة ٨ : ٢٠٦ ـ ٢٠٧.

٣٢٩

وعاد إلى المخيم وهو ظمآن مثخّن بالجراح وقد أجهده ثقل الحديد ، وكر ثانية على القوم وقاتل حتّى قتل ، قاتله مرّة بن منقذ العبدي ، وسار إليه الإمام ووجده قد قطعت أوصاله وجاد بنفسه ، فقال : «قتل الله قوما قتلوك» وأخذ يردد : «على الدنيا بعدك العفا» وطلب من بني هاشم ان يحملوه إلى الخيمة (١).

علي الأكبر أقرب شهيد مدفون عند الحسين ، ومدفنه عند قدمي الحسين ، ولهذا صار لقبر الحسين عليه‌السلام ستة اضلاع (٢).

ـ شبيه النبي ، القبر ذو الستة اضلاع

على الاوسط ـ زين العابدين (ع) :

علي بن الحسين ـ زين العابدين (ع) :

عمّار بن أبي سلامة الدلاني :

من شهداء كربلاء ، كوفي ، أدرك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان من أصحاب الإمام علي عليه‌السلام ، شهد معه حروبه الثلاث ؛ الجمل ، وصفّين ، والنهروان ، استشهد في الحملة الاولى وجاء اسمه في زيارة الناحية المقدّسة.

عمّار بن حسّان الطائي :

من شهداء كربلاء ، جاء اسمه في زيارة الناحية المقدسة ، وهو من الشيعة المخلصين في الولاء ومن الشجعان المعروفين ، صحب الحسين من مكّة إلى كربلاء وقتل بين يديه (٣).

عمارة بن صلخب الأزدي :

شاب كوفي خرج لنصرة مسلم بن عقيل حين بدأ تحركه ، فقبض عليه

__________________

(١) حياة الإمام الحسين ٣ : ٢٤٨.

(٢) علي الاكبر للمقرّم : ١٢٦.

(٣) تنقيح المقال للمامقاني ٢ : ٣١٧.

٣٣٠

وحبس. ثم دعا به عبيد الله بن زياد ـ بعد مقتل مسلم وهانئ بن عروة ـ فقال له ممن أنت؟ قال : من الأزد ، فأمر به فضربت عنقه بين قومه (١).

عمارة بن عبد الله السلولي :

من الذين رافقوا قيس بن مسهّر الصيداوي في حمل كتب ورسائل الحسين عليه‌السلام إلى أهل الكوفة.

عمران بن كعب بن حارث الأشجعي :

من شهداء الحملة الاولى في كربلاء. اعتبره الشيخ الطوسي في عداد اصحاب الحسين عليه‌السلام (٢).

عمرو بن جنادة الأنصاري :

من الشبّان الذين استشهدوا في كربلاء. كان أبوه قد استشهد قبله في المعركة. فلما جاء يطلب الاذن من الحسين ، قال عليه‌السلام : هذا شاب قتل ابوه ولعل امّه تكره خروجه. فقال الشاب : أمي امرتني (٣).

كان عمره ٩ سنوات أو ١١ سنة ، فنزل إلى الميدان وارتجز وقاتل حتّى قتل ، وجز رأسه ورمى به إلى عسكر الحسين. فحملت امّه رأسه وقالت : احسنت يا بني يا سرور قلبي ويا قرّة عينى. ثم رمت برأس ابنها رجلا فقتلته ، وأخذت عمود خيمة وحملت عليهم. فامر الحسين بصرفها إلى خيام النساء.

جاء اسم عمرو بن جنادة في زيارة الناحية المقدسة (٤). وجاء في بعض المصادر باسم عمر بن جنادة.

__________________

(١) نفس المصدر السابق : ٣٢٣ ، أنصار الحسين : ١٠٦ (نقلا عن تاريخ الطبري).

(٢) تنقيح المقال ، المامقاني ٢ : ٣٥١.

(٣) أنصار الحسين : ٨٦.

(٤) تنقيح المقال ٢ : ٣٢٧.

٣٣١

عمر بن جندب الحضرمي :

من شهداء كربلاء. وهو من بني الحضرمي احدى قبائل اليمن. ورد اسمه في زيارة الناحية المقدسة (١).

عمر بن خالد الصيداوي :

ممّن استشهدوا مع الحسين في كربلاء ، وهو من قبيلة بني اسد. استأذن من الحسين عليه‌السلام بعد مقتل عدد من الانصار وسار إلى الميدان وقاتل حتّى قتل (٢).

عمر بن سعد :

هو قائد جيش ابن زياد في كربلاء والذي حارب الإمام الحسين ، وبعد استشهاده امر ان تطأ الخيل صدره وظهره ، وسبى أهل بيته وعياله وساقهم الى الكوفة ، وعمر هذا هو ابن سعد بن أبي وقاص كان ابوه من قادة الجيش في صدر الاسلام ، ولد في زمن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو (على عهد عمر حسبما تذكر روايات اخرى). شهد مع أبيه فتح العراق. وكان ممّن شهد على حجر بن عدي واصحابه باثارة الفتنة ، فكان سببا في استشهاده في مرج عذراء.

كان قبيل واقعة الطف على وشك السير إلى ولاية الري بعد تسلمه كتاب تنصيبه واليا عليها. بيد ان ابن زياد والي الكوفة أرسله على رأس جيش لمنع دخول الحسين إلى الكوفة وارغامه على البيعة ليزيد أو محاربته وقتله اذا اقتضى الامر ذلك وسار ابن سعد لمجابهة الحسين بن علي عليه‌السلام في كربلاء.

وفي ايام قيام المختار هرب سعد من الكوفة ، ولكن حينما انتفض أهل الكوفة ضد المختار ، عاد هو إليها وتزعّم حركة التمرد فيها ، إلّا انه هرب ثانية نحو

__________________

(١) أنصار الحسين : ٨٧.

(٢) بحار الانوار ٤٥ : ٣٣.

٣٣٢

البصرة ثم قبض عليه وجيء به إلى المختار الذي امر بقتله وارسل رأسه الى محمد ابن الحنفية في المدينة عام ٦٦ ه‍ (١).

وفي كربلاء سعى الإمام الحسين عليه‌السلام وتحدّث معه مرارا لاقناعه بعدم قتاله وتلطيخ يديه بدمه ، ولكن لم يصل معه إلى نتيجة. وفي صبيحة يوم عاشوراء كان هو أول من رمى سهما على مخيم الحسين ، وامر بالهجوم الشامل عليه ، ورد اسمه في زيارة عاشوراء ضمن من خصّوا باللعنة ، وهو الذي ضيّق على الحسين منذ اليوم الاول لدخوله أرض كربلاء أي في الرابع من شهر محرّم. وأمر فرسانه بمنع الماء عن الحسين عليه‌السلام.

ـ ولاية الري ، حنطة العراق

عمر بن عبد الله ـ أبو ثمامة الصائدي :

عمرو بن الحجّاج الزبيدي :

من قادة جيش الكوفة ، وكان يوم عاشوراء على ميمنة الجيش ، لمّا اراد عمر ابن سعد عدم امهال الإمام ليلة عاشوراء ، اعترض عليه ابن الحجاج بالقول : لو كانوا من الديلم واستمهلوك لكان خليقا بك ان تمهلهم ، وهو الذي قتل مسلم بن عوسجة يوم عاشوراء غيلة.

عمرو بن خالد بن حكيم الأزدي :

من شهداء كربلاء ، ويعود نسبه إلى قبيلة بني اسد ، وهو من المخلصين في الولاء لأهل البيت ، كانت له مكانة مرموقة في الكوفة ، وكان من الذين صحبوا مسلم في وثبته في الكوفة ، وبعد مقتل مسلم ، أخذ يتخفّى ، ولما قتل قيس بن مسهّر خرج من الكوفة لاستقبال قافلة الحسين ، والتقى بالقافلة في منزل حاجز وبرفقته غلام له اسمه سعد.

__________________

(١) الفتوح لابن اعثم ٦ : ٢٧٢.

٣٣٣

حاول جيش الحر منعهما من الالتحاق بقافلة الحسين لكنهما التحقا بها بمساعدة من الحسين ، واستشهدا يوم عاشوراء في الحملة الاولى وجاء اسمه في زيارة الناحية المقدسة.

عمرو بن سعيد بن العاص :

في الوقت الذي كان فيه سيّد الشهداء في مكة انفذ يزيد عمرو بن سعيد بن العاص ، الذي كان في حينها واليا على المدينة ، في عسكر عظيم وولاه امر الموسم وأمره على الحاج كلهم ، وكان قد اوصاه بالقبض على الحسين سرا ، وانّ لم يتمكن منه يقتله غيلة ، فلما علم الحسين بذلك حلّ من احرام الحج وجعلها عمرة مفردة صيانة لحرمة الكعبة لكي لا يراق فيها دمه (١).

كان ابن سعيد يضمر حقدا دفينا على أهل بيت الرسول ، ولما سمع أصوات نساء بني هاشم وهن يندبن الحسين ، ضحك ثم قال شامتا : هذه واعية كواعية عثمان (٢).

ـ الحج غير التام ، يحيى بن سعيد

عمرو بن ضبيعة التميمي :

كان فارسا شجاعا له ادراك ، وهو من أهل الكوفة وكان ممّن خرج مع عمر بن سعد. فلمّا راى رد الشروط على الحسين وعدم تمكينهم ايّاه من الرجوع من حيث اتى ، انتقل إلى الحسين عليه‌السلام (٣) ، وورد اسمه في زيارة الناحية المقدسة.

عمرو بن عبد الله الجندعي ـ ابو ثمامة الصائدي :

__________________

(١) مقتل الحسين للمقرّم : ١٩٣ ، بحار الانوار ٤٥ : ٩٩.

(٢) ثورة الحسين لمحمد مهدي شمس الدين : ٢٣١.

(٣) تنقيح المقال ٢ : ٣٣٢.

٣٣٤

عمرو بن قرظة الانصاري :

من شهداء كربلاء ، كان أبوه من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو من الخزرج الذين استوطنوا الكوفة وقاتل معه ، جاء عمرو من الكوفة والتحق بالحسين يوم السادس من محرّم ، وكان هو الوسيط في المفاوضات التي دارت بين الحسين وعمر بن سعد حتّى جاء شمر من الكوفة وقطعت تلك المفاوضات.

وقف عمرو بن قرظة يوم الطف يقي الحسين عليه‌السلام من العدو ويتلقّى السهام بصدره وجبهته ، فلم يصل إلى الحسين سوء ، ولما كثرت فيه الجراح التفت إلى أبي عبد الله وقال : أوفيت يا ابن رسول الله؟ قال : نعم أنت امامي في الجنّة فأقرئ رسول الله مني السلام واعلمه انّي في الأثر ، وخرّ ميتا (١).

جاء اسمه في زيارة الناحية ، يرى البعض انه قتل في ساحة المعركة ، وانه كان يرتجز ساعة القتال قائلا :

قد علمت كتيبة الانصار

اني سأحمي حوزة الذمار

ضرب غلام غير نكس شاري

دون حسين مهجتى وداري (٢)

عمرو بن قيس :

وفي منزل بني مقاتل اجتمع بالحسين عمرو بن قيس المشرقى وابن عمّه ، فقال لهما الحسين : أجئتما لنصرتي؟ فقالا له : إنّا كثيرو العيال وفي ايدينا بضائع للناس ، ولم ندر ما ذا يكون ، ونكره ان نضيّع الامانة ، فقال لهما الحسين عليه‌السلام : انطلقا فلا تسمعا لي واعية ، ولا تريا لي سوادا ، فانّ من سمع واعيتنا أو رأى سوادنا فلم يجبنا ويغثنا كان حقّا على الله أن يكبّه على منخريه في النار (٣)؟

ـ قصر مقاتل ، الحجاج بن مسروق ، عبيد الله بن الحر الجعفي

__________________

(١) مقتل الحسين ، للمقرم : ٣٠٦.

(٢) عبرات المصطفين ٢ : ٣٠.

(٣) موسوعة كلمات الإمام الحسين : ٣٦٩ ، بحار الانوار ٤٥ : ٨٤.

٣٣٥

عمرو بن مطاع الجعفي :

جاء اسمه في عداد شهداء كربلاء (١).

العمق :

اسم لموضع كان يقطنه بنو غطفان على الطريق بين مكّة والعراق ، وكانت فيه آبار وعيون ، قد مرّ به الحسين عند مسيره إلى الكوفة.

العمود :

بمعنى القائم الذي يرفع وسط الخيمة ، وأيضا بمعنى العصا الضخمة التي كانت تستعمل في ما مضى كأداة قتال كما هو الحال بالنسبة للسهم والرمح.

ورد في كيفية استشهاد أبي الفضل العباس عليه‌السلام انّه بعد ما كمن له حكيم بن طفيل وراء نخلة وقطع يده اليسرى ، جاءه شخص آخر وضربه بعمود من حديد فقتله (٢).

يذكر في المراثى والمآتم انّ الإمام الحسين عليه‌السلام طرح عمود خيمة العباس بعد مقتله للتعبير عن ان صاحب هذه الخيمة قد قتل.

نقل انّ البعض تناول عمودا بدل السيف والرمح يوم الطف وحمل على العدو ومنهم أم الشهيد عمرو بن جنادة.

عمورا :

اسم آخر لارض كربلاء ، وجاءت هذه الكلمة في خطاب الحسين عليه‌السلام لانصاره ليلة العاشر ، حيث قال : «اخبرني جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّي ساساق إلى العراق فأنزل أرضا يقال لها عمورا وكربلاء وفيها

__________________

(١) المناقب لابن شهر اشوب ٤ : ١٠٢.

(٢) بحار الانوار ٤٥ : ٢٣١.

٣٣٦

استشهد» (١).

ـ العراق ، الطف

عمير بن عبد الله المذحجي :

من شهداء كربلاء ، خرج إلى القتال بعد استشهاد سعد بن حنظلة التميمي وهو يرتجز ويقول :

قد علمت سعد وحيّ مذحج

انّي لدى الهيجاء ليث محرج (٢)

وقاتل حتّى قتل.

عون بن جعفر :

هو ابن جعفر بن أبي طالب المعروف بجعفر الطيار ، امّه أسماء بنت عميس ، ولدته بارض الحبشة وقدم به أبوه في غزوة خيبر ، لمّا قتل جعفر بمؤتة أمر رسول الله باحضار أولاده عبد الله وعون ومحمد ، وأمر باحضار حلاق لكي يحلق رءوسهم ثم قال : أما محمد فشبيه عمّنا أبي طالب ، وأما عون فشبيه خلقى وخلقى ، انضم عون إلى عمّه أمير المؤمنين عليه‌السلام فلما بلغ مبلغ الرجال زوّجه امير المؤمنين بنته أمّ كلثوم ، وانضم بعده إلى الحسن ثم الحسين ، ولم يفارقه حتّى ورد كربلاء ، وفيها استأذن وبرز وقتل جمعا من القوم ثم قتل ، وكان له من العمر يوم قتله ٥٦ سنة (٣).

عون بن عبد الله بن جعفر :

ابن السيدة زينب عليه‌السلام قتل هو واخوه يوم الطف في النزال الفردى. بعد مسير الحسين من المدينة انطلقا على اثره ولحقا به في منزل ذات عرق. جاء

__________________

(١) ارشاد المفيد : ٢٣١.

(٢) بحار الانوار ٤٥ : ١٨.

(٣) تنقيح المقال ٢ : ٣٥٥.

٣٣٧

اسمه في زيارة الناحية المقدّسة (١) ، كان يرتجز اثناء القتال يقول :

ان تنكروني فانا ابن جعفر

شهيد صدق في الجنان ازهر

يطير فيها بجناح اخضر

كفى بهذا شرفا في المحشر (٢)

عون بن علي بن أبي طالب :

هو أول من خرج من اخوته. لمّا رأي كثرة القتلى بين أصحاب أخيه وأهل بيته تقدّم إلى امامه واستأذنه. فلما نظر إليه الحسين بكى وقال : يا أخي استسلمت للموت؟ فقال : كيف لا أستسلم وأنا أراك وحيدا فريدا لا ناصر لك ولا معين. فقال عليه‌السلام : جزاك الله من أخ خيرا ، تقدم يا أخي. فبرز إليهم ولم يزل يقاتل حتّى اثخن بالجراح. فعطفوا عليه من كل جانب حتّى قتلوه في حومة الحرب (٣).

العونة :

من التقاليد السائدة في مراكز العزاء ، هي ان يذهب احيانا اشخاص من هيئة أو جماعة لمساعدة بعضهم الآخر من اجل ابراز شعائر العزاء بابهى صورة ممكنة ، ويؤدون الشعائر سوية ، وفي المرّة القادمة تأتي الجماعة الثانية لمساعدة الاولى ، وتذهب فرق المساعدة عادة بعد اتفاق واعلام مسبق بين رؤساء الهيئات ، وتقرأ عند استقبال وتوديع الفرق القادمة للمساعدة ، اشعار ومراثي خاصة تعكس امتنان المقابل ودعاءه لهم بقبول الاعمال عند الباري تعالى ، وهذه السنة تزرع روح العون والمساعدة عند اقامة شعائر العزاء ، وتعلّم السائرين على طريقه درسا في السعي لاضفاء طابع من الهيبة على مواكب العزاء.

ـ مجاميع العزاء ، ليلة الوحشة ، العادات والتقاليد

__________________

(١) أنصار الحسين : ١١٤.

(٢) عوالم الإمام الحسين : ٢٧٧.

(٣) تنقيح المقال للمامقاني ٢ : ٣٥٥.

٣٣٨

عين التمر :

كانت عين التمر أكبر مدينة في كربلاء ، وتشرف على صحراء السماوة ، وهي بلدة قريبة من الانبار غربي الكوفة تشتهر بكثرة التمور ومنها يصدر إلى سائر البلاد ، افتتحها المسلمون في أيّام أبي بكر عام ١٢ ه‍ وكانت فيها مسلحة للاعاجم عظيمة (١) وقد مر بها الحسين عند مسيره إلى كربلاء.

عين الوردة :

هو الموضع الذي وقعت فيه معركة شديدة بين التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ، وجيش ابن زياد من أهل الشام. وكان التوابون قد ثاروا بقيادة بن صرد طلبا للثار لدم الحسين ، وتكفيرا عن تخاذلهم عن نصرته.

قتل في هذه المعركة سليمان بن صرد وجمع كبير من أنصاره (٢).

تقع عين الوردة غربي الكوفة وإلى الشمال الشرقي من دمشق في أرض الشام.

ـ التوابون ، سليمان بن صرد

__________________

(١) موسوعة العتبات المقدسة ٨ : ٢٦.

(٢) مروج الذهب ٣ : ٩٤.

٣٣٩
٣٤٠