موسوعة عاشوراء

جواد محدثي

موسوعة عاشوراء

المؤلف:

جواد محدثي


المترجم: خليل زامل العصامي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الرسول الأكرم (ص)
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

ترك استشهاد العباس مرارة وألما في قلب الحسين ، ولما سار مصرعه ووقف عند رأسه قال قولته الطافحة بالالم والأسى : «الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوّي» (١) وبقي جسده الى جانب نهر العلقمي فيما رجع الحسين الى الخيام واخبر اهل البيت بمصرعه ، ودفن ـ حين دفنت أجساد أهل البيت ـ فى نفس ذلك الموضع. ولهذا السبب نلاحظ اليوم وجود هذه المسافة الفاصلة بين مرقد العباس ومرقد الحسين عليهما‌السلام.

ان للعبّاس عليه‌السلام مكانة جليلة ، والتعابير الرفيعة الواردة في زيارته تعكس هذه الحقيقة. وتنصّ زيارته المنقولة عن الامام الصادق عليه‌السلام على عبارات من قبيل : «السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين ... اشهد انك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله ، المناصحون في جهاد اعدائه ، المبالغون في نصرة أوليائه ، الذّابّون عن أحبّائه ...» (٢) ، وهي تؤكد على ما كان يتصف به من العبودية لله والصلاح والطاعة ، وانه استمرار لخط مجاهدي بدر ، واولياء الله والمدافعين عن أولياء الله. وقد وصف الامام السجاد عليه‌السلام المعالم البارزة لشخصية العباس بن علي بالشكل التالي : «رحم الله عمي العباس فلقد آثر وابلى وفدا أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فابدله الله عزوجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل جعفر بن أبي طالب. وانّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة» (٣).

جاء اسمه في زيارة الناحية المقدسة على لسان الامام المهدي عليه‌السلام ، وسلّم عليه كالآتي : «السلام على أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين ، المواسي

__________________

(١) معالي السبطين ١ : ٤٤٦ ، مقتل الخوارزمي ٢ : ٣٠.

(٢) مفاتيح الجنان : ٤٣٥.

(٣) سفينة البحار ٢ : ١٥٥.

٣٠١

أخاه بنفسه ، الآخذ لغده من امسه ، الفادي له الواقي ، الساعي إليه بمائه ، المقطوعة يداه ...» (١).

ـ الفرات ، القربة ، الوفاء ، السقاية ، نهر العلقمي

عبد الأعلى بن يزيد الكلبي :

شاب كوفي ممّن بايعوا مسلم بن عقيل لبس سلاحه حين اعلن مسلم تحركه بعد القاء القبض على هانئ بن عروة وخرج من منزله ليلحق بمسلم في محلة بني فتيان فقبض عليه في الطريق واخذوه إلى ابن زياد وأمر به فحبس. ثم ان عبيد الله بن زياد لمّا قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ، دعا بعبد الاعلى الكلبي فاتي به وضرب عنقه (٢) سلام الله عليه.

عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي :

احد قادة جيش عمر بن سعد ، وكان تحت قيادته ربع جيش الكوفة.

ـ قادة جيش الكوفة

عبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي :

من شهداء كربلاء. كان ممّن حمل كتب أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه‌السلام ، وفي الكوفة وقف إلى جانب مسلم بن عقيل. كان تابعيا ويوصف بالشجاعة وصواب الرأي. التحق بالحسين في مكّة وسار معه إلى كربلاء ، قيل انّه استشهد في الحملة الاولى (٣) ، جاء اسمه في الزيارة الرجبية وزيارة الناحية المقدّسة.

عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي :

وهو من مبعوثي الامام الحسين عليه‌السلام. بعثه هو وقيس بن مسهّر

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ٦٦.

(٢) أنصار الحسين : ١٠٥ ، تنقيح المقال للمامقاني ٢ : ١٣٣.

(٣) نفس المصدر : ٨١ ، تنقيح المقال للمامقاني ٢ : ١٤٥.

٣٠٢

الصيداوي لا يصال كتابه إلى أهل الكوفة.

عبد الرحمن بن عبد ربّه الأنصاري الخزرجي :

من شهداء كربلاء ، ومن صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن خلّص أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، تعلّم منه القرآن ، وشهد على تنصيب الامام للامامة في غدير خم ، كان في اليوم التاسع يمزح مع برير ، وحين قالوا له : لات حين مزاح ، قال : ولم لا أكون مسرورا وليس بيننا وبين الجنّة سوى انّ نشتبك مع هؤلاء الكفار كان يعدّ من الشخصيات الشيعية البارزة في الكوفة. وعند وثوب مسلم بن عقيل في الكوفة ، كان يأخذ البيعة من الناس للحسين عليه‌السلام (١).

عبد الرحمن بن عرزة بن حراق الغفاري :

من شهداء كربلاء ، كان جدّه من شيعة علي عليه‌السلام وشهد معه الجمل وصفين والنهروان. وكان هو من شبّان الكوفة المعروفين. التحق بالحسين واستشهد معه يوم عاشوراء (٢) ، جاء اسمه في الزيارة الرجبية.

لا يستبعد ان يكون هو عبد الرحمن بن عروة الغفاري وانّ خطأ قد حصل في الاستنساخ بسبب التشابه بين اسمي عرزة وعروة (٣).

عبد الرحمن بن عروة الغفاري :

استشهد هو وأخوه عبد الله في كربلاء ، وكانا من وجهاء وشجعان الكوفة ومن الموالين لاهل بيت النبي. كان جدّهما حراق من خلّص أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام شهد معه حروبه الثلاث. وقد سار هذان الأخوين من الكوفة إلى كربلاء ، وفي يوم العاشر استأذنا الحسين وبرزا إلى القتال سوية ، وكانا

__________________

(١) أنصار الحسين : ٨٢ ، تنقيح المقال للمامقاني ٢ : ١٤٥.

(٢) أنصار الحسين ، تنقيح المقال للمامقاني ٢ : ١٤٦.

(٣) يذهب المرحوم المامقاني إلى نفس هذا الرأي ، انظر تنقيح المقال ٢ : ١٤٦.

٣٠٣

يتسابقان على ميدان المبارزة. وعند القتال كان أحدهما يقرأ الصدر من بيت الشعر ، فيكمل الآخر عجزه. وقاتلا وقتلا سوية (١).

ـ عبد الله بن عروة

عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب :

من شهداء كربلاء وهو من ابناء عقيل ، كانت امّه جارية. جاء اسمه في زيارتي الرجبية والناحية المقدسة (٢).

ـ آل عقيل

عبد الرحمن بن يزيد :

من شهداء كربلاء ، جاء اسمه في الزيارة الرجبية (٣).

العبد الصالح :

لقب وصفة لأبي الفضل العباس عليه‌السلام جاء ذكرهما في زيارته على لسان الامام الصادق عليه‌السلام : «السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ..» (٤).

ـ العباس بن علي (ع)

عبد الله بن أبي بكر :

ذكر انه من شهداء كربلاء (٥).

عبد الله بن بقطر (يقطر):

من شهداء ثورة الحسين عليه‌السلام ، قتل في الكوفة. كانت امّه حاضنة للحسين وكان قد ولد قبل الحسين بثلاثة ايام. كان ابوه بقطر (يقطر) خادما للرسول

__________________

(١) أنصار الحسين : ٨٣ ، تنقيح المقال للمامقاني ٢ : ١٤٦.

(٢) تنقيح المقال ، المامقاني ٢ : ١٤٦.

(٣) أنصار الحسين : ١٠٢.

(٤) بحار الانوار ٩٨ : ٢٧٧.

(٥) أنصار الحسين : ١٠٢.

٣٠٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمه ميمونة ارضعته سوية هو والحسين في دار علي عليه‌السلام (١). يعتبر من جملة صحابة الرسول.

قبض عليه وهو يحمل رسالة من الحسين بعد خروجه من مكّة إلى مسلم بن عقيل. فأمر به عبيد الله بن زياد فالقي من فوق القصر فتكسّرت عظامه وبقي فيه رمق فاجهز عليه عبد الملك بن عمير اللخمي (٢).

عبد الله بن جعفر :

زوج زينب الكبرى وصهر علي عليه‌السلام ، وابن جعفر الطيار ، كان أول وليد مسلم في الحبشة ، حيث كان قد ولد هناك حين هجرة ابيه جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة. وأمه اسماء بنت عميس التي تزوّجها أبو بكر بعد استشهاد جعفر ، ومن بعده تزوّجها علي بن أبي طالب.

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يولي عبد الله الكثير من الرعاية ، لمكانة ابيه الذي كان من قوّاد الجيش الاسلامي واستشهد في موقعة مؤتة. كما كان يحظى باهتمام أمير المؤمنين عليه‌السلام. وكان يوالي الامامين الحسن والحسين عليهما‌السلام ، وعرف عنه انّه كان مشهورا بالجود والكرم (٣).

كان عبد الله بن جعفر من جملة من كتب إلى الحسين يثنيه عن السفر الى العراق. وعلى الرغم من عدم سيره إلى كربلاء إلّا انّه أرسل ابنيه عون ومحمد إلى كربلاء برفقة امّهما زينب ، واستشهدا كلاهما يوم الطفّ بين يدي الحسين. وكان هو قد ندم لعدم مشاركته في واقعة كربلاء.

عقد فى المدينة مأتما بعد مقتل الحسين ، وكان الناس يأتون لتعزيته ، توفّي عن ٩٠ سنة في المدينة المنورة عام ٨٠ للهجرة ، ودفن في البقيع ، ويذهب البعض

__________________

(١) الحسين في طريقه إلى الشهادة : ٤٨ (الهامش).

(٢) أنصار الحسين : ١٠٦.

(٣) سفينة البحار ٢ : ١٢٦.

٣٠٥

إلى انه توفي فى الشام وقبره في الباب الصغير إلى جانب قبر بلال (١).

ـ زينب

عبد الله بن الحسن بن علي (ع):

غلام له من العمر ١١ سنة ، وهو ابن الامام الحسن المجتبى عليه‌السلام. لما سقط الحسين يوم عاشوراء خرج إلى الميدان لكي يدافع عن عمّه وقد قتل جماعة ، وقتله بحر بن كعب ، وقال آخرون ان حرملة ضربه بالسيف فقطع يده وهو في حجر عمّه الحسين ، وقد قتل هناك (٢) ، كان يرتجز حين نزل إلى الميدان ويقول :

ان تنكروني فانا ابن حيدرة

ضرغام آجام وليث قسورة

على الأعادي مثل ريح صرصرة (٣)

عبد الله بن الحسين بن علي (ع):

وهو طفل رضيع للحسين عليه‌السلام ، كان في حجر أبيه يوم عاشوراء إذ رماه حرملة (أو عقبة بن بشر) بسهم فقتله ، امّه رباب بنت امرئ القيس ، لما جاء الإمام إلى الخيام لتوديع العيال ، جاءته به زينب ، فأخذه في حجره فأتاه سهم في نحره فقتله ، أخذ الامام دمه بكفه ورمى به إلى السماء ، ثم حفر له حفرة إلى جانب الخيام ودفنه فيها (٤).

ذكر ان اسمه عبد الله الرضيع ، أو علي الاصغر ، جاء اسمه أيضا في زيارة الناحية المقدّسة (٥).

ـ حرملة ، علي الاصغر

عبد الله بن الزبير :

كان من المعارضين لبيعة يزيد ، فخرج من المدينة واستجار بالكعبة ، كان من

__________________

(١) تنقيح المقال للمامقاني ٢ : ١٧٣.

(٢) بحار الانوار ٤٥ : ٥٤.

(٣) عوالم الامام الحسين : ٢٧٩ و ٤٩ و ٦٦.

(٤) عوالم الامام الحسين : ٢٧٩ و ٤٩ و ٦٦.

(٥) عوالم الامام الحسين : ٢٧٩ و ٤٩ و ٦٦.

٣٠٦

جملة الراغبين بخروج الحسين من مكّة ، لانّ وجود الحسين هناك واجتماع الناس حوله ، يسلب ابن الزبير اية فرصة في النجاح (١). وهذه النقطة تشاهد في حديث سيد الشهداء في جوابه لما عرضه عليه عبد الله بن الزبير (فقد عرض على الامام ، وخلافا لرغبته القلبية ، عدم الذهاب إلى العراق) ، إذ قال في ختام كلامه : «ان هذا ليس شيء من الدنيا أحبّ إليه من أن أخرج من الحجاز وقد علم ان الناس لا يعدلونه بي فودّاني خرجت حتّى يخلو له» (٢).

ادّعى عبد الله بن الزبير لنفسه الخلافة بعد موت يزيد ، وبايعه جماعة من الناس ، حتّى قتل عام ٧٣ ه‍ على يد الجيش الذي سيّره الحجاج بن يوسف لمحاربته في مكّة في خلافة عبد الملك بن مروان (٣).

عبد الله بن زهير الأزدي :

من قادة جيش عمر بن سعد ، وكان قائدا على ربع جيش الكوفة.

ـ قادة جيش الكوفة

عبد الله بن عبّاس :

من الذين حاولوا ثني الحسين عن عزمه في المسير نحو الكوفة ، وقد حزن كثيرا حين وجد ان كلامه لا يجدي معه نفعا (٤) ، وكان ممّن يعلم مسبقا بخبر استشهاده ، وفي يوم عاشوراء رأى في منامه رؤيا ، وتحول المسك الذي كان لديه إلى دم ، فعلم حينها بمقتل الحسين (٥).

ابن عباس هو ابن عمّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه

__________________

(١) حياة الامام الحسين عليه‌السلام ٣ : ٢٧.

(٢) كلمات الحسين بن علي من المدينة إلى كربلاء : ٦٦ ، نقلا عن تاريخ الطبري وابن الاثير.

(٣) نفس المصدر السابق : ٦٩ نقلا عن تاريخ الخلفاء ، والبداية والنهاية.

(٤) حياة الامام الحسين ٣ : ٢٥.

(٥) أمالي الصدوق : ٤٨٠.

٣٠٧

السلام وهو من كبار المفسرين ، وكان قد اخذ التفسير عن أمير المؤمنين ، كانت مجالس ابن عباس ذات صبغة قرآنية ، وهو من كبار الشخصيات الاسلامية إلّا انّ هناك آراء متناقضة حول موافقه السياسية من عثمان والامويين وقضايا الحكومة والخلافة ، كان يسمى من حيث المكانة العلمية بحبر الامّة ، شهد حروب علي عليه‌السلام ولكن يلاحظ على عمله بعض الاضطراب والتناقض ، فقد بصره في آخر حياته ، توفّي في الطائف عام ٦٨ ه‍ في فتنة ابن الزبير ، وكان له من العمر ٧٠ سنة ، وصلّى عليه محمد بن الحنفية (١).

عبد الله بن عروة الغفاري :

ورد اسمه في عداد شهداء الحملة الاولى يوم عاشوراء ، كان هو وأخوه عبد الرحمن من وجهاء الكوفة وشجعانها ومن الموالين لاهل البيت ، التحقا بالحسين في كربلاء ، برزا إلى الميدان معا وقاتلا حتى قتلا.

ـ عبد الرحمن بن عروة ، عبد الرحمن بن عرزة

عبد الله بن عفيف الأزدي :

كان من كبار شخصيات الشيعة البارزين في الكوفة ، وكان ضريرا ذا وعي وبصيرة وشجاعة ، فقد احدى عينيه في معركة الجمل والاخرى في معركة صفين ، بعد استشهاد الحسين ارتقى ابن زياد المنبر في الكوفة خطيبا وأخذ يسيء القول لآل الرسول ولسيد الشهداء ، فقام إليه عبد الله بن عفيف بكل شجاعة وأنكر عليه قوله ورد عليه بجرأة ، فأمر ابن زياد بالقبض عليه لكن قومه اخرجوه من المجلس ، فحاصر جلاوزة ابن زياد داره لاعتقاله وتصدّى لهم بسيفه ، رغم انه كان ضريرا ، واخذ يقاتلهم بارشاد من ابنته.

كان اعتراضه على ابن زياد في مجلسه بمثابة مواجهة علنية لوالي الكوفة

__________________

(١) اعيان الشيعة ٨ : ٥٥.

٣٠٨

وحكومة يزيد ، وغدت شجاعته واقدامه في الدفاع عن الحرمات والمقدسات نموذجا يقتدى به في مواجهة الجبابرة ، والرجز الذي كان ينشده عند الهجوم على داره يظهر مدى عزّته ومروءته ، من جملة ذلك انه كان يهز سيفه ، وينشد :

والله لو فرّج لي عن بصري

ضاق عليكم موردي ومصدري

ولما قبضوا عليه ضربوا عنقه ، وصلبوه في كناسة الكوفة (١) ، اعتبرت وثبة ابن عفيف أول شرارة للثورة ضد السلطة الأموية بعد واقعة كربلاء.

ـ يا مبرور ، معطيات ثورة عاشوراء

عبد الله بن عقيل بن أبي طالب :

من شهداء بني هاشم في يوم عاشوراء ، كان لعقيل ولدان باسم عبد الله ؛ أحدهما يسمى بالأكبر ، والآخر بالأصغر ، قتلا كلاهما مع الحسين في كربلاء ، جاء اسمه في زيارة الناحية المقدسة (٢).

ـ آل عقيل

عبد الله بن علي بن أبي طالب :

من شهداء كربلاء ، وهو من أبناء أمير المؤمنين ، وأخو العباس ، وامّه أمّ البنين ، كان عمره حين استشهاده ٢٥ سنة ، وقتل على يد هانئ بن ثبيت الحضرمي ، ورد اسمه في زيارة الناحية المقدسة ، وفي الزيارة الرجبية (٣).

عبد الله بن عمير الكلبي :

من أوائل الشهداء الذين برزوا إلى القتال يوم عاشوراء ، كان شابا مقاتلا شديد المراس من الكوفة ، من اعظم الثوار حماسا ، نزل الكوفة واتّخذ عند بئر الجعد دارا فنزلها هو وزوجته ، فرأى القوم يعرضون ليسرحوا إلى الحسين

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ١١٩ ، سفينة البحار ٢ : ١٣٥.

(٢) تنقيح المقال ٢ : ١٩٩.

(٣) نفس المصدر السابق.

٣٠٩

فقال في نفسه : والله لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصا واني لارجو ان لا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيّهم أيسر ثوابا عند الله من ثوابه إياي في جهاد المشركين ، فدخل إلى امرأته فاخبرها واعلمها بما يرى ، وأخرجها ليلا حتّى اتى الحسين ليلة الثامن من المحرّم (١) ، جاء اسمه في زيارة الناحية المقدسة.

ـ أمّ وهب

عبد الله بن مسلم بن عقيل :

من شهداء بني هاشم في كربلاء ، امّه رقيّة بنت علي عليه‌السلام ، أصابه السهم وهو واضع يده على جبينه فأثبته في راحته وجبهته.

قال البعض انّه حين استشهد كان له من العمر أربع عشرة سنة (٢) ، جاء اسمه في الزيارة الرجبية وزيارة الناحية المقدسة.

ـ آل عقيل

عبد الله بن مسمع الهمداني :

من جملة الأشخاص الّذين بذلوا جهدا كبيرا في سبيل ثورة كربلاء ، وهو المبعوث الذي أوصل كتاب سليمان بن صرد الخزاعي وجماعة من كبار أهل الكوفة إلى الحسين عليه‌السلام وهو في مكّة ، يدعونه فيه للقدوم إلى الكوفة ؛ فاوصله إليه في ١٠ رمضان عام ٦٠ ه‍.

عبد الله بن يزيد بن نبيط (ثبيط) العبدي :

خرج هو وأخوه عبيد الله مع أبيهما يزيد بن ثبيط بعد ان تلقّى البصريون كتابا يدعوهم إلى نصرته ، فخرجوا من البصرة لاداء مهمة مناصرة الإمام ، ذكروا انّهم

__________________

(١) تنقيح المقال ٢ : ٢٠١ ، عبرات المصطفين ٢ : ٢٤.

(٢) تنقيح المقال ٢ : ٢١٧.

٣١٠

قتلوا في الحملة الاولى يوم عاشوراء (١) ، جاء اسمه واسم أخيه في زيارة الناحية المقدّسة.

ـ يزيد بن ثبيط ، عبيد الله بن يزيد

عبد الله الرضيع ـ علي الاصغر :

عبيد الله بن الحرّ الجعفي :

رجل دعاه الحسين عليه‌السلام لنصرته ، لكن الخطّ لم يحالفه في مرافقة قافلة الحسين ، واعتذر عن نصره الإمام ، رأى الإمام خيمته في منزل قصر مقاتل ، فبعث إليه الحجّاج بن مسروق يدعوه للالتحاق بمعسكره عليه‌السلام ومناصرته. فاعتذر انه خرج من الكوفة لكي لا يكون مع الحسين ؛ لانه لا نصير له في الكوفة.

نقلوا قوله إلى الحسين فسار إليه هو وجماعة وتحدّثوا معه عن أوضاع الكوفة ، وطلب منه الإمام ان يغسل ذنوبه بماء التوبة ويسارع إلى نصرة أهل البيت. فابى ذلك ولكنّه عرض أن يعطي الإمام فرسا مسرجا وسيفا بتّارا ، فقال له الإمام الحسين عليه‌السلام : «يا ابن الحر ، ما جئناك لفرسك وسيفك ، وإنمّا أتيناك لنسألك النصرة ، فان كنت بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك ، ولم اكن بالذي اتّخذ المضلين عضدا ؛ لأنّي قد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : من سمع داعية أهل بيتي ولم ينصرهم على حقّهم إلّا اكبّه الله على وجهه في النار» (٢) ، ثم خرج الحسين وعاد إلى خيمته.

وبعد واقعة كربلاء ندم اشد الندم على تفريطه في نصرة الإمام ، ولام نفسه في ابيات مطلعها : «فيا لك حسرة ما دمت حيّا ...» (٣) ، قال البعض ان اسمه عبد الله بن الحر.

__________________

(١) أنصار الحسين : ٨٥.

(٢) الفتوح لابن اعثم الكوفي ٥ : ٨٤ ، موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه‌السلام : ٣٦٥.

(٣) حياة الإمام الحسين ٣ : ٣٦٣ ، نقلا عن مقتل الخوارزمي.

٣١١

وكان عمرو بن قيس ممن دعاهم الإمام عليه‌السلام في هذا المنزل إلى نصرته أيضا ، فتقاعس ولم يستجب لنداء النصرة ، ان نداء الإمام لمناصرته يوجب التكليف على الناس ، وكل من يسمع نداء : هل من ناصر؟ ولا يستجيب ، فهو من اهل النار ، ونداء النصرة هذا قائم على مر التاريخ ؛ فكلّ يوم عاشوراء وكلّ أرض كربلاء ، والسعادة هي التضحية بالنفس والمال في سبيل الدين ، وفي ظل قائد الهي. وليس هناك اشقى ممن يسمع نداء الإمام المعصوم فلا يستجيب له ، ويبخل بالتضحية في سبيل الله بنفسه التي هي أمانة الله عنده.

ـ قصر مقاتل ، هل من ناصر ، كل يوم عاشوراء ، الحجاج بن مسروق

عبيد الله بن زياد :

والي الكوفة في زمن واقعة عاشوراء ، وبأمره قتل الحسين وأصحابه. ويسمى ابن زياد باسم ابن مرجانة أيضا نسبة إلى امّه مرجانة وكانت جارية بغي من المجوس. لمّا ادخلوا عليه سبايا أهل البيت في دار الامارة بالكوفة بعد مقتل الحسين ، خاطبته زينب عليها‌السلام بكلمة يا ابن مرجانة اشارة إلى نسبه الوضيع ، وفضحا لهذا الحاكم المغرور.

من مشاهير ولاة الامويين ؛ عينه معاوية عام ٥٤ ه‍ واليا على خراسان ، وفي عام ٥٦ ه‍ عزله من ولاية خراسان وعينه واليا على البصرة ، وبعد موت معاوية ومبايعة يزيد للخلافة ، وقيام مسلم بن عقيل في الكوفة عيّن واليا على الكوفة اضافة إلى احتفاظه بولاية البصرة وتمكّن من السيطرة على الاوضاع المضطربة فيها ، وأمر بقتل مسلم بن عقيل.

بعد مسير الإمام الحسين عليه‌السلام من مكّة إلى العراق ، سيّر إليه عبيد الله ابن زياد جيشا بقيادة عمر بن سعد لمقاتلته أو ارغامه على مبايعة يزيد ، وهو الذي اصدر الأوامر بقتل سيّد الشهداء وسبي أهل بيته (١).

__________________

(١) سفينة البحار ١ : ٥٨٠.

٣١٢

بعد موت يزيد ادعى ابن زياد الخلافة لنفسه ، ودعا اهالي البصرة والكوفة لمبايعته ، إلّا ان أهل الكوفة طردوا دعاته من مدينتهم فهرب ابن زياد خوف الانتقام ، وبقي مدّة من الزمن في الشام. وعند اتّساع ثورة التوابين انتدب للقضاء عليهم ، سار في عام ٦٥ ه‍ على رأس جيش لمحاربة التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي واشتبك معهم في عين الوردة. قتل عام ٦٧ في احدى المعارك مع جيش المختار وتشتّت جيشه ، وأخذوا رأسه إلى المختار ، فارسله إلى محمد بن الحنفية والإمام السجاد ؛ وقيل أيضا انه أرسل الرأس إلى عبد الله بن الزبير.

وهو ممّن نصّت زيارة عاشوراء على لعنهم : «لعن الله ابن مرجانة» و «العن عبيد الله بن زياد وابن مرجانة».

ـ آل زياد

عبيد الله بن يزيد بن نبيط (ثبيط) العبدي :

هو وأخوه عبد الله وأبوه من شهداء كربلاء. ساروا من البصرة والتحقوا بقافلة الحسين عليه‌السلام وساروا معه إلى كربلاء. استشهدوا في الحملة الاولى (١) جاءت أسماء هؤلاء الشهداء الثلاثة في زيارة الناحية المقدسة مقرونة بالسلام عليهم ، كما يلي : «السلام على عبد الله وعبيد الله ابني يزيد بن ثبيت القيسي» (٢).

ـ عبد الله بن يزيد ، يزيد بن ثبيط

العتبات المقدّسة :

وهي الاماكن المقدّسة من قبيل المشاهد والأضرحة والمراقد ، ومزارات الأئمة ، كمرقد الإمام علي عليه‌السلام ومرقد الحسين عليه‌السلام.

والعتبات بمعناها العام تشمل جميع مشاهد ومراقد الائمة المعصومين وغيرها من المزارات المقدسة التي تحظى عتباتها بالتكريم والزيارة من قبل المحبين

__________________

(١) أنصار الحسين : ٨٥.

(٢) بحار الانوار ٤٥ : ٧٢.

٣١٣

والموالين. اما الزيارة التي غالبا ما تطرح مع الحج فالمراد منها زيارة النجف وكربلاء والكاظمين وسامراء (١).

ـ الزيارة ، كربلاء

العترة :

هم آل رسول الله ، وأهل بيت العصمة والطهارة ، أئمة الشيعة. والعترة هم ابناء الانسان وذرّيته.

سئل امير المؤمنين عليه‌السلام : من العترة؟ قال : «انا والحسن والحسين عليهما‌السلام ، والائمة التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديهم وقائمهم. لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتّى يردوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حوضه» (٢).

عترة رسول الله موازية للقرآن الكريم. ووصف الرسول «القرآن والعترة» بأنهما ميراثه وتركته للامّة فقال : «اني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ..» (٣).

والعترة في اللغة قطعة كبيرة من المسك في سرة الغزال. وأيضا بمعنى الماء الغليظ ذو المذاق العذب والعترة كذلك بمعنى نسل الانسان وذريته ونسبه. ولهذا يقال لذرية الرسول من نسل علي وفاطمة : العترة. والمعنى الآخر لهذه الكلمة هي الشجرة التي قطعت جذورها ونمت من جديد. وقد استجمع المرحوم المحدّث القمّي كل هذه المعاني وقال في معنى العترة :

«انّ الأئمة عليهم‌السلام من بين جميع بني هاشم ومن بين ولد أبي طالب كقطاع المسك الكبار في النافجة ، وعلومهم العذبة عند أهل الحكمة والعقل وهم

__________________

(١) يتحدث كتاب «موسوعة العتبات المقدسة» ويتألف من ١١ مجلدا عن تاريخ ومواصفات العتبات المقدسة في العراق ، وايران ، والحجاز ، والشام ، وفلسطين.

(٢) سفينة البحار ٢ : ١٥٦.

(٣) اثبات الهداة ١ : ٧٣٥.

٣١٤

الشجرة التي أصلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفرعها أمير المؤمنين عليه‌السلام والأئمّة من ولده أغصانها ، وشيعتهم ورقها ، وعلمهم ثمرها (١).

ونقل عن ابن الاعرابي تعابير حسنة بشأن العترة منها انه قال : ان العترة تأتي بمعنى البلدة والبيضة. والائمة عليهم‌السلام بلدة الاسلام وبيضته واصوله. والعترة صخرة عظيمة يتّخذ الضب عندها حجره يهتدي بها لئلّا يضلّ عنها. وتعني العترة أيضا اصل الشجرة المقطوعة ، وهم أصل الشجرة المقطوعة ، لأنهم وتروا وقطعوا وظلموا.

والعترة قطع المسك الكبار في النافجة ، وهم عليهم‌السلام من بين بني هاشم وبني أبي طالب كقطع المسك الكبار في النافجة. والعترة العين الرائقة العذبة وعلومهم لا شيء اعذب منها عند أهل الحكمة. والعترة الريح ، وهم جند الله وحزبه كما ان الريح جند الله.

والعترة نبت متفرق مثل المرزنجوش ، وهم عليهم‌السلام أهل المشاهد المتفرقة وبركاتهم منبثّة في المشرق والمغرب. والعترة : الرهط ، وهم رهط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورهط الرجل قومه وقبيلته (٢).

ـ أهل البيت ، آل الله ، بنو هاشم

عثمان بن علي بن أبي طالب (ع):

من شهداء كربلاء. وهو اخو العباس ، امّه أمّ البنين وأبوه أمير المؤمنين عليه‌السلام ، نقل عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انه قال : «إنمّا سميته باسم أخي عثمان ابن مظعون» (٣).

اصيب يوم الطف بسهم رماه خولي بن يزيد ، وسقط على الأرض ، وأجهز

__________________

(١) سفينة البحار ٢ : ١٥٧.

(٢) مجمع البحرين للطريحي ، كلمة «عتر».

(٣) تنقيح المقال ٢ : ٢٤٧ ، بحار الانوار ٤٥ : ٣٨.

٣١٥

عليه رجل آخر من جيش عمر بن سعد. كان له من العمر ٢١ سنة عند مقتله. جاء اسمه في زيارة الناحية المقدسة.

عثمان بن فروة (عروة) الغفاري :

وهو ممّن استشهدوا يوم الطفّ. جاء اسمه في الزيارة الرجبية. لم يستبعدوا ان يكون هو قرّة بن أبي قرّة الغفاري (١).

ـ قرّة بن أبي قرّة الغفاري

عذيب الهجانات :

اسم لأحد المنازل قرب الكوفة مرّ به سيّد الشهداء ، وسمّي بالعذيب لما كان فيه من الماء العذب ، وهو لبني تميم ويقع بين القادسية والمغيثة ، وكان فيه ماء وبئر وبركة ودور وقصر ومسجد ، وكانت فيه مسلحة للفرس (٢).

في هذا المنزل لقى أبو عبد الله عليه‌السلام اربعة رجال قادمين من الكوفة وفيهم نافع بن هلال وبعد ان كلّمهم الإمام انضمّوا إليه وقاتلوا معه (٣). وعند حركة قافلة الإمام تحرك الحرّ بجيشه معه أيضا. وفي الاثناء أتى كتاب ابن زياد إلى الحرّ يدعوه فيه للتضييق على الحسين فعمل الحر على منع القافلة من المسير.

ـ المنزل

العراق :

هي الأرض التي سار إليها سيّد الشهداء من الحجاز تلبية لدعوة أهل الكوفة ايّاه لمحاربة يزيد ، وقبل ان يبلغ الكوفة حاصر جيش ابن زياد كربلاء وقتل الحسين عليه‌السلام هناك.

__________________

(١) أنصار الحسين : ١٠٢.

(٢) الحسين في طريقه إلى الشهادة : ١٠٥.

(٣) مقتل الحسين للمقرّم : ٢٢٠.

٣١٦

أرض العراق ، ولا سيما المنطقة المحصورة بين نهري دجلة والفرات أرض خصبة وكثيرة النفوس. بعد ان فتحت أرض العراق صار اهلها على معرفة بآل على ، نتيجة لوجود اشخاص مثل ابن مسعود وعمار بن ياسر كولاة أو قادة عساكر فيها. وفي اعقاب معركة الجمل حين اتّخذ امير المؤمنين عليه‌السلام الكوفة عاصمة له ، صار أهل هذه البلاد أكثر معرفة به وبآله ، وهذا ما دفع معاوية وآل مروان للقضاء على التشيّع ومحبة آل الرسول في هذه الديار (١).

كانت هناك على الدوام خصومات بين أهل الشام وأهل العراق. وبعد مقتل امير المؤمنين وتصالح الإمام الحسن ، خضعت هذه البلاد للامويّين الذين بالغوا في قمع شيعة امير المؤمنين والتنكيل بهم.

كانت بلاد العراق محكومة على الدوام بالثورات والاضطرابات ، وتتداولها الحكومات المختلفة.

كان أهل العراق بمثابة القلب بالنسبة للدولة الاسلامية ، ومركزا للطاقات البشرية وجمع الجيوش ومصدرا للمال والثروة وقاعدة لانطلاق العساكر والجيوش (٢) ، ولا سيما ولاية الكوفة التي كان لها بين مدن العراق مكانة خاصّة ، وكانت بؤرة للصراعات السياسية والثورات ، وكان لها دور كبير حتّى في الاحداث السياسية التي اعقب واقعة كربلاء من قبيل خروج المختار ، وانطلاق الثورات ضد الحكومة الأموية ، ولعل هذه الاسباب هي التي حدت بالامام الحسين للمسير إلى العراق من بعد المكوث لبضعة اشهر في مكّة ـ تلبية للدعوات المتواصلة التي وصلته من أرض الكوفة ـ خاصة وانّ شيعته وشيعة أبيه كثيرون في الكوفة وقد وصلته الكثير من كتبهم التي يدعونه فيها للقدوم إليهم ، كما وردت روايات تتحدّث عن استشهاده في أرض العراق ، منها ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد قال

__________________

(١) تاريخ الشيعة للمظفري : ٦٧.

(٢) حياة الإمام الحسين بن علي ٣ : ١١.

٣١٧

للحسين عليه‌السلام : «انّك ستساق إلى العراق وهي أرض قد التقى بها النبيون واوصياء النبيين ، وهي أرض تدعى عمورا ، وانك تستشهد بها ويستشهد جماعة من اصحابك ...» (١).

للامام علي عليه‌السلام في بعض خطبه كلمات يصف فيها أهل العراق بالنكول عن مناصرة الحقّ (٢).

والعراق حاليا من البلدان الاسلامية في الشرق الاوسط وفيه مراقد ستة من ائمة الشيعة تقع في اربع مدن ، وهي النجف وفيها مرقد امير المؤمنين عليه‌السلام ، وكربلاء وفيها مرقد الحسين عليه‌السلام ، والكاظمية وفيها مرقدي الإمام الكاظم والإمام الجواد عليهما‌السلام ، وسامراء وفيها مرقدي الامام علي الهادي والحسن العسكري عليهما‌السلام. وفي العراق أيضا حوزة النجف العلمية وهي حوزة عريقة.

ـ بين النهرين ، الكوفة ، عمورا

العراقين :

تثنية لكلمة العراق ، وهذا المصطلح كان يطلق احيانا على عراق العرب وعراق العجم ، وكان يقال احيانا للكوفة والبصرة أيضا العراقين ، وصار عبيد الله بن زياد ـ الذي كان واليا على البصرة ورأى يزيد ضرورة تعيينه ، اضافة إلى منصبه ذاك ، واليا على الكوفة لاخماد نهضة مسلم بن عقيل فيها ، وللقضاء على ثورة الحسين ـ واليا للعراقين.

ـ عبيد الله بن زياد

عروة بن بطان الثعلبي :

أحد الجناة في واقعة كربلاء ، قتل هو وشخص آخر اسمه زيد بن رقاد

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ٨٠.

(٢) نهج البلاغة ، صبحى الصالح ، الخطبة ٨١.

٣١٨

التغلبي في يوم عاشوراء احد أنصار الحسين واسمه سويد بن مطاع.

ـ سويد بن عمرو بن مطاع

عروة بن قيس الأحمس :

كان هذا اللعين قائدا للفرسان في جيش عمر بن سعد في واقعة كربلاء.

ـ قادة جيش الكوفة

العريف :

هو القائم بأمر القبيلة والجماعة من الناس يلي امورهم ويتعرّف الامير منه احوالهم ، وقد استغل نفوذ العرفاء لاخماد نهضة مسلم بن عقيل في الكوفة كانت الطبقات الاجتماعية في الكوفة تقسم إلى مجاميع أصغر ، كانت هذه المجموعة تسمى «عرافة» ، والشخص المسئول عنها يسمى عريفا ، ومهمته توزيع العطاء بينهم. وقد اعتبر ابن زياد العريف مسئولا عن اي تمرد يحصل عرافته ، وهدد انه سيصلب اي عريف يخفى عنه امرا ، وسيحرم جمع العرفاء من استلام العطاء ، وقد ادّى البيان الذي نشره ابن زياد إلى ايجاد حالة من الرعب وكان يتضمن البنود التالية :

١ ـ يحصى العرفاء كل معارض لبني اميّة ومنهم الحرورية والخوارج.

٢ ـ ان يقدّم العرفاء قائمة باسماء الأشخاص واعمالهم.

٣ ـ المراقبة التامة لمن لهم ميول لمسلم بن عقيل.

٤ ـ كل عريف يوجد في عرافته شخص لا يوالي حكومة يزيد يعدم امام داره.

٥ ـ كل عريف لم يكتب عن احد ، يجب ان يقدّم تعهدا يعلن فيه ان أيا من أفراد عرافته لا يعارض الحكومة ولا يأتي بأي عمل يؤدي إلى قلق الدولة وقد التزم العرفاء بتطبيق بنود ذلك الاعلان بمنتهى الدقّة (١).

__________________

(١) مع الحسين في نهضته لأسد حيدر : ٩٧.

٣١٩

العزاء :

هو إقامة المآتم على سيّد الشهداء وخاصّة في العشرة الاولى من محرّم. وكان الائمة المعصومون عليهم‌السلام وعلماء الدين يشجّعون ويحثّون الناس على إقامة هذه الشعائر لمّا تنطوي عليه من ذكر للحسين وتخليدا لتلك الملحمة واحياء لثقافة عاشوراء ، وكانوا هم يقيمون مثل هذه المجالس بأنفسهم. لان العزاء بما فيه من البكاء والابكاء واقامة مجالس الذكر وقراءة القصائد والمراثي والابكاء ، يمثل في الحقيقة احياء لخط الائمة وتبيانا لمظلوميتهم. قال الإمام الباقر عليه‌السلام بشأن اقامة مجالس العزاء في الدور على الإمام الحسين عليه‌السلام ما يلي : «ثم ليندب الحسين ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه ويقيم عليه ويقيم في داره مصيبته باظهار الجزع عليه ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضا في البيوت وليعزّ بعضهم بعضا بمصاب الحسين» (١).

لقد تحولت سنّة العزاء بما تنطوي عليه من محبّة وولاء للامام الحسين عليه‌السلام ، إلى ممارسة شعبية واسعة ومقدسة لا زوال لها ولا وهن يعتريها ، وبفضلها تتعرف فئات واسعة على سيّد الشهداء عليه‌السلام وعلى الدين وعلى ثقافة عاشوراء.

مرّت على قضية المأتم والعزاء ظروف متباينة ، وكلما أصبح الشيعة على قدر من القوّة أو صار امر الحكم بيدهم عملوا على اشاعة هذه الشعائر ، «ففى زمن سلطة البويهيّين ، صار الشيعة يقيمون المآتم على مصيبة سيّد الشهداء ، وألزم معز الدولة أهل بغداد يوم عاشوراء النوح واقامة المأتم على الحسين بن علي عليه‌السلام وامر بغلق الابواب وعلّقت عليها المسوح ومنع الطباخين من طبخ الاطعمة واستمرت هذه الشعائر جارية حتّى بداية سلطة الدولة السلجوقية ، وبقيت هذه

__________________

(١) تاريخ النياحة على الإمام الشهيد للسيّد صالح الشهرستاني.

٣٢٠