موسوعة عاشوراء

جواد محدثي

موسوعة عاشوراء

المؤلف:

جواد محدثي


المترجم: خليل زامل العصامي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الرسول الأكرم (ص)
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

ط

الطرماح :

التحق الطرماح بالامام في اثناء الطريق ، وصحبه بعض الوقت ، ولما سأل الحسين أصحابه ان كان أحد فيهم يخبر الطريق على غير الجادة ، انبرى له الطرماح بن عدي ، فقال له : أنا اخبر الطريق. وسار بين أيديهم الى كربلاء ، وأخذ يحدو الابل بقصيدة مطلعها :

يا ناقتي لا تذعري من زجري

وامضي بنا قبل طلوع الفجر

واستأذن الطرماح من الامام أن يمضي لاهله ليوصل إليهم الميرة ويعود الى نصرته ، فاذن له ، فانصرف ، وعند ما رجع ووصل الى عذيب الهجانات بلغه مقتل الامام ، فأخذ يبكي على ما فاته من شرف الشهادة مع الحسين (١) ، وكان جديرا بهذا الحرمان لتركه الامام وذهابه إلى الأهل والعشيرة.

الطف :

من نواحي الكوفة على طريق البرية فيها كان مقتل الحسين بن علي عليهما‌السلام ، وهي قريبة من الريف فيها عدّة عيون ماء جارية منها الصيد ، والقطقطانيّة ، والرهيمة ، وعين جمل ، وغيرها ، وسمّي بهذا لانّه يشرف على العراق ، ومن أطفّ على الشيء بمعنى أطلّ ، وكانت أرض الطفّ للموكلين بالمسالح التي وضعها سابور

__________________

(١) حياة الامام الحسين ٣ : ٨٣.

٢٨١

وراء الخندق حفره بينه وبين العرب ، وقد ورد فى مراثي سيد الشهداء عليه‌السلام ذكر «ارض الطف» ، و «يوم الطف» ، و «قتلى الطف» ، و «الطفوف» بصورة كثيرة جدا وهو تعبير عن كربلاء ، وجاء في حديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : «ولدي الحسين يقتل بطف كربلاء غريبا وحيدا عطشانا».

ـ نينوى ، كربلاء ، يوم الطف

طفلا مسلم :

وهما محمد وإبراهيم ابنا مسلم بن عقيل ، اسرا بعد مقتل الحسين في كربلاء ، وامر ابن زياد بسجنهما ، فبقيا في السجن سنة كاملة ، ثم أعانهما «مشكور السجان» ـ وكان من موالي اهل البيت ـ على الهروب من السجن ، فهربا ليلا ، وأويا الى دار عجوز كان زوجها في معسكر ابن زياد ، ولما علم بهما زوجها «الحارث» اقتادهما الى جانب الفرات وضرب رقبتيهما والقى جسديهما في الفرات ، وأخذ الرأسين الى ابن زياد لنيل جائزته (١). وهنالك مدينة تبعد اربعة فراسخ عن كربلاء اسمها المسيّب ، تقع الى جوارها مقبرة عامرة يقال ان فيها قبري ولدي مسلم بن عقيل.

ـ الحارث ، مشكور ، آل عقيل ، مسلم بن عقيل

الطفلة ـ رقيّة :

طوعة :

امرأة مؤمنة موالية لأهل البيت ، قدمت لمسلم بن عقيل الماء حين كان يلتفت حائرا في أزقّة الكوفة وآوته الى دارها ، وحينما علم بوجود مسلم في الدار ، ذهب صباحا وأعلم ابن زياد ، كانت طوعة في أول أمرها جارية للاشعث بن قيس ، واعتقها فتزوّجها اسيد الحضرمي ، وكان بلال ثمرة هذا الزواج (٢).

ـ مسلم بن عقيل ، اسيد الحضرمي

__________________

(١) راجع القصة في : أمالي الصدوق : ٧٦ ، بحار الانوار ٤٥ : ١٠٠.

(٢) الكامل لابن الاثير ٢ : ٥٤١.

٢٨٢

ظ

الظليمة ، الظليمة :

كلمة تقال عن الانسان يغصب حقّه ، أو ما يكون له عند الظالم. وهذه الكلمة تعبّر عن الظلم الذي لحق بالامام الحسين من أمته. ورد هذا التعبير في زيارة الناحية المقدّسة ، وقيل بأنّ فرس سيد الشهداء عليه‌السلام ذا الجناح جاء من بعد مقتل الامام ودموعه تهطل وهو يولول «الظليمة الظليمة لأمّة قتلت ابن بنت نبيّها» (١).

ـ ذو الجناح

__________________

(١) بحار الانوار ٤٤ : ٢٦٦.

٢٨٣
٢٨٤

ع

عابس بن أبي شبيب الشاكري (١) :

من شهداء كربلاء. ومن رجال الشيعة الشجعان ، وكان خطيبا ، وناسكا متهجّدا ، ويعتبر من أعظم الثوار اخلاصا وحماسا ، وكان يعتبر من فتيان العرب.

لما قدم مسلم بن عقيل الى الكوفة وقرأ على الناس كتاب الحسين قام واعلن عزمه على الثورة واستعداده للتضحية. وبعد مبايعة اهل الكوفة لمسلم بن عقيل ، ارسله مسلم الى الحسين بالرسالة التي اخبره فيها ببيعة اهل الكوفة (٢) ، كان عابس أشجع الناس ولما خرج يوم عاشوراء الى القتال لم يتقدّم إليه احد. نزل الى الميدان هو وحليفه شوذب وقاتلا حتّى قتلا. كان ينادي في ساحة القتال : ألا من رجل ، فنادى عمر بن سعد : ويلكم ارضخوه بالحجارة ، فرضخوه بالحجارة من كل جانب ، فلما رأى ذلك القى ورعه ومغفرة وأخذ يقاتلهم لوحده ، ثم انهم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل (٣) ، واحتزوا رأسه وصار يدّعي كل منهم انه قاتله لينال الجائزة (٤).

ـ شوذب مولى شاكر

العادات والتقاليد :

هناك عادات وتقاليد شائعة بين الناس حول حادثة عاشوراء وفي شعائر

__________________

(١) وذكروه في مواضع اخرى باسم عابس بن شبيب.

(٢) ابصار العين في انصار الحسين : ٧٤ ، مقتل الحسين للمقرم : ١٦٧.

(٣) سفينة البحار ٢ : ١٤٧ ، انصار الحسين : ٨٠.

(٤) ابصار العين : ٧٤.

٢٨٥

العزاء على أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام ، يمارسها البعض طول ايام السنة ، واغلبها في أيام محرّم وصفر وخاصة في العشرة الأولى من شهر محرّم. تختلف هذه العادات والتقاليد بين مختلف ارجاء العالم ؛ وحتّى انها تتنوع وتتفاوت بين مدن ايران المختلفة. بعض العادات والتقاليد متداولة مثلا في الهند والباكستان ، وبعضها الآخر شائع في ايران ، والبعض منها سائد في العراق والشام. غاية ما فى الامر ان بعض هذه التقاليد له اساس ديني ويستند الى الروايات والاحاديث والفقه ، أما بعضها الآخر فمن اختراع الناس ولا اساس له في الدين والشريعة. ولا يمكن في هذا الكتاب احصاء جميع العادات والتقاليد المتعلقة بعاشوراء والعزاء ، ولكننا نشير في ما يلي الى بعض منها :

العزاء والبكاء على الحسين عليه‌السلام ، قراءة المراثي ، المواساة واقامة التشابيه ، اللطم على الصدور ، التطبير ، الضرب بالسلاسل ، اقامة المجالس في التكايا والحسينيات والدور والمساجد ، تشكيل هيئات العزاء في ايام محرم ، النذر والاحسان والصدقة واطعام الناس على محبة أبي عبد الله ، السقاية وتوزيع الماء والشربت والشاي على الناس ، بناء الحسينيات والتكايا ، الكف عن فعل بعض الاعمال في أيام عاشوراء من قبيل : اقامة حفلات العرس ، والزواج ، وتنظيف الدور وكنسها ، والعمل والكسب والخياطة وتزيين الدور وما الى ذلك ، وذكر الحسين عند شرب الماء ، ولبس السواد ، ونشر الاقمشة السوداء واللون الاسود على المساجد والشوارع والحسينيات ، ولطخ الطين على الجبين والرأس ، ونثر التبن على الرأس ، تسيير مواكب العزاء في الشوارع ، واقامة شعائر ليلة الوحشة ، وقراءة المقتل وزيارة عاشوراء ، ونذر الإتيان بالاطفال الصغار الى مواكب العزاء تخليدا لذكرى علي الاصغر ، وسكب الماء في الطشوت ، ورفع الاعلام والرايات ، طبخ الحساء واعداد الموائد ، والذهاب الى الزيارة ، واقامة شعائر اربعين الحسين عليه‌السلام ، ومشاركة الناس في شعائر العزاء وهم حاسري الرءوس وحفاة الاقدام وخاصة في يومي

٢٨٦

العاشر والاربعين.

ـ ليلة الوحشة ، البكاء ، العزاء التقليدي ، المواساة

عاشوراء :

وهو يوم العاشر من محرم يوم استشهاد الحسين وابنائه واصحابه في كربلاء. كان يوم العاشر من المحرم في الجاهلية عند العرب من الاعياد الكبيرة وكانوا يصومونه. وكان عيد تفاخر وفرح واحتفال ، يرتدون فيه افخر ثيابهم ويتخضّبون وينشرون الزينة. ولما شرع الاسلام صوم شهر رمضان نسخ صوم ذلك اليوم. وقيل ان سبب تسميته بعاشوراء يعود الى ان الله كرّم في هذا اليوم عشرة أنبياء (١).

يعتبر هذا اليوم لدى الشيعة يوم حزن وعزاء على استشهاد الحسين عليه‌السلام الذي يعد اكبر مصيبة وقعت على آل الرسول ، وفرح فيه اعداء الاسلام وأهل البيت ، وصار يوم مأتم ومواساة لشيعة آل الرسول يبكون فيه قتلى هذا اليوم. قال الامام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام : «وأما يوم عاشوراء فيوم اصيب فيه الحسين عليه‌السلام صريعا بين أصحابه وأصحابه حوله صرعى عراة» (٢).

وقال الامام الرضا عليه‌السلام : «من كان عاشوراء يوم مصيبته وبكائه جعل الله عزوجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره» (٣). وجاء في زيارة عاشوراء : «اللهم هذا يوم تبرّكت به بنو أميّة وابن آكلة الاكباد ...».

دأب ائمّة الشيعة على احياء ذكرى هذا اليوم ، حيث يقيمون فيه المآتم ويبكون على مصرع أبي عبد الله عليه‌السلام ، ويزورونه فيه ويحثّون شيعتهم على زيارته ، وكان يوم حزن لهم ، ومن جملة الآداب المتعارفة في مثل هذا اليوم اجتناب اللذّات ، والكفّ عن العمل ، والحزن والبكاء ، وعدم الأكل والشرب حتى الظهر ،

__________________

(١) حياة الامام الحسين ٣ : ١٧٩ ، نقلا عن «الانوار الحسينية».

(٢) بحار الانوار ٤٥ : ٩٥.

(٣) بحار الانوار ٤٤ : ٢٨٤ ، وسائل الشيعة ١٠ : ٣٩٤.

٢٨٧

وعدم ادخار شيء للدار ، واظهار الحزن والأسى وما الى ذلك (١).

لم تكن الظروف في العهدين الاموي والعبّاسي تسمح باقامة شعائر العزاء بشكل علني وواسع على الحسين. ولكن حينما توفرت الظروف المناسبة كان الشيعة يقيمون شعائر العزاء بأبهى صورة ممكنة ، وذكرت كتب التاريخ أن معزّ الدولة الديلمي ألزم أهل بغداد النوح واقامة المأتم على الحسين عليه‌السلام وأمر بغلق الأبواب وعلّقت عليها المسوح ومنع الطباخين من الاطعمة وان تخرج النساء بثياب سوداء ويند بن الحسين ، واستمر هذا لعدّة سنوات ولم يستطع السنّة منعه لأن الحكومة كانت بيد الشيعة (٢).

اعتبرت واقعة عاشوراء منذ عدّة قرون مضت رمزا ليوم صراع الحق والباطل ، ورمزا ليوم الفداء والتضحية في سبيل الدين ؛ ففي هذا اليوم واجه الحسين بن علي عليهما‌السلام بفئة قليلة ولكن مؤمنة وصابرة وتتحلى بالعزّة والصلابة والعظمة جيش حكومة يزيد على كثرة عدده وكمال عدته ، ولكنه كان مجردا من الدين والرأفة ، وجعل من كربلاء ساحة للبطولة والحرية ، ومع ان يوم عاشوراء كان يوم واحدا من الصراع إلّا انّ نطاق تأثيره امتد إلى الأبد ، ودخل في اعماق الضمائر والقلوب حتّى صارت العشرة الاولى من محرم وخاصة اليوم العاشر منه فرصة تبرز فيها ذروة المحبة والولاء لعلم الحرية ، واسوة الجهاد والشهادة الحسين بن علي عليهما‌السلام ، حتى ان غير الشيعة يبجّلون سمو ارواح اولئك الرجال العظام.

عاشوراء يعكس معنى «حسين مني وانا من حسين» إذ ان دين رسول الله سقته وأحيته دماء الحسين. أو كما عبّر احد العلماء عن هذه الحقيقة بقوله : «... كان يوم عاشوراء يوم ثورة عدد قليل من دعاة العدالة المؤمنين ضد الجائرين من

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٠ : ٣٩٤ ، سفينة البحار ٢ : ١٩٦.

(٢) سفينة البحار ٢ : ١٩٦.

٢٨٨

أصحاب القصور والمتسلّطين ...» (١) ، وقوله : «لو لا عاشوراء لساد منطق جاهلية أبي سفيان ومن هو على شاكلته ممّن كانوا يستهدفون القضاء على أي وجود للوحي والقرآن ، وكان يزيد تذكار عصر عبادة الاصنام المقيت يظن ان قتل ابناء الوحي قد يعينه على هدم صرح الاسلام ، وطي صفحة الحكومة الاسلامية بصراحة وباعلانه (لا خبر جاء ولا وحي نزل) ، ولو لا عاشوراء لكان من غير الواضح ما الذي سيحل بالقرآن الكريم والاسلام العزيز» (٢).

سار الامام الحسين من مكّة إلى الكوفة بدعوة من أهاليها لكي ينضم الى الشيعة الثوريين فيها ويتسلّم زمام قيادتهم بيده ، وقبل بلوغ الكوفة حاصره جيش ابن زياد في كربلاء ولكنه ابى ان يبايع حكومة يزيد الظالمة الغاصبة ، فقاتله جيش الكوفة ، فقاتل هو واصحابه في يوم عاشوراء ببسالة منقطعة النظير حتّى قتلوا وهم عطاشى ، واقتيد الباقون من قافلة النور اسرى بيد قوى الظلم واخذوا إلى الكوفة ، وسطّر اصحابه الاثنان والسبعون افخر ملحمة في تاريخ البشرية وخلدوا ذكراهم في قلب التاريخ والضمير البشري. أو كما وصف احد الكتاب المعاصرين عاشوراء بالقول : «عاشوراء مائدة روح الانسان الفسيحة على مدى العصور ، وتجسيد لسمو الضمير في محكمة التاريخ ، وانعكاس لصلابة وشجاعة الانسان في موضع تجلّي الايمان ، وطواف الدم في احرام الصيحة ، وتجلي الكعبة في ميقات الدم. عاشوراء اعادة لقراءة التوراة والانجيل والزبور في معبد الاقدام ، وترتيل آيات القرآن في الواح الأبدية ، وهو دم الله الجاري في اوردة التنزيل ، والحنجرة الدامية لجبل «حراء» في ذروة الابلاغ ، وصراع جديد بين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وجاهلية بني اميّة وشرك قريش ، وتجديد لمطلع رجز «بدر» و «حنين» ، وانفجار الصلاة في الشهادة وانفجار الشهادة في الصلاة ، وتبلور ابّهة خلود الحقّ في خندق حتف

__________________

(١) صحيفة النور ٩ : ٥٧.

(٢) صحيفة النور ١٤ : ٢٦٥.

٢٨٩

الباطل ، وناشر صيحة المظلومين عبر التاريخ ، ويد الانسانية التي تمسح على رءوس الجياع ، ورواق الحماسة القاني فى ظلماء الليل والجور ، والقلب النابض لعشاق العدالة في محكمة الانسانية ، ودوي الانتصار في اذن الامصار ، وهو العطش الذي يصب البحار في محيط الحياة ، ورسالة كبرى على عاتق «السبي» الحافل بالحريّة ، عاشوراء كرامة المصلين وعزة المسلمين ، واخيرا فعاشوراء ركن الكعبة وعمود القبلة ، وعماد الامة وحياة القرآن ، وروح الصلاة ، وبقاء الحج ، وصفاء الصفا والمروة وروح المشعر ومنى. عاشوراء هدية الاسلام للبشرية والتاريخ.

ـ البكاء ، الشهادة ، العزاء ، يوم الله ، ثقافة عاشوراء

عاشوراء في نظر الآخرين :

تركت واقعة كربلاء تأثيرا بليغا على افكار بني الانسان حتى غير المسلمين منهم. فعظمة الثورة وذروة التضحية ، والصفات الاخرى التي يتحلى بها الحسين وأنصاره أدّت إلى عرض الكثير من الآراء حول هذه الثورة الملحمية ، ويستلزم نقل جميع اقوالهم تأليف مؤلف ضخم عنهم ، لا سيما وان بعض الكتاب غير المسلمين دوّنوا كتبا عن هذه الواقعة.

نورد في ما يلي آراء عدد من الشخصيات المسلمة وغير المسلمة :

غاندي ، زعيم الهند : لقد طالعت بدقة حياة الامام الحسين ، شهيد الاسلام الكبير ، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي ان الهند إذا أرادت احراز النصر ، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الامام الحسين.

محمد علي جناح ، مؤسس دولة باكستان : لا تجد في العالم مثالا للشجاعة كتضحية الامام الحسين بنفسه واعتقد ان على جميع المسلمين ان يحذو حذو هذا الرجل القدوة الذي ضحّى بنفسه في ارض العراق.

جارلس ديكنز ، الكاتب الانجليزي المعروف : ان كان الامام الحسين قد حارب من اجل اهداف دنيوية ، فانني لا ادرك لما ذا اصطحب معه النساء والصبية

٢٩٠

والاطفال؟ اذن فالعقل يحكم انه ضحى فقط لاجل الاسلام.

توماس كارليل ، الفيلسوف والمؤرخ الانجليزي : اسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو ان الحسين وأنصاره كان لهم ايمان راسخ بالله ، وقد اثبتوا بعملهم ذاك ان التفوق العددي لا اهيمة له حين المواجهة بين الحقّ والباطل والذي اثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلّة الفئة التي كانت معه.

ادوارد براون ، المستشرق الانجليزي : وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثا عن كربلاء؟ وحتّى غير المسلمين لا يسعهم انكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلّها.

فردريك جيمس : نداء الامام الحسين واي بطل شهيد آخر هو ان في هذا العالم مبادئ ثابتة في العدالة والرحمة والمودّة لا تغيير لها ، ويؤكد لنا انه كلّما ظهر شخص للدفاع عن هذه الصفات ودعا الناس إلى التمسّك بها ، كتب لهذه القيم والمبادئ الثبات والديمومة.

ل. م. بويد : من طبيعة الانسان انه يحب الجرأة والشجاعة والاقدام وعلو الروح والهمّة والشهامة. وهذا ما يدفع الحرية والعدالة لعدم الاستسلام امام قوى الظلم والفساد. وهنا تكمن مروءة وعظمة الامام الحسين. وانه لمن دواعي سروري ان اكون ممّن يثني من كل أعماقه على هذه التضحية الكبرى ، على الرغم من مرور ١٣٠٠ سنة على وقوعها.

واشنطن ايروينغ ، المؤرخ الامريكي الشهير : كان بميسور الامام الحسين النجاة بنفسه عبر الاستسلام لارادة يزيد ، إلّا انّ رسالة القائد الذي كان سببا لانبثاق الثورات في الاسلام لم تكن تسمح له الاعتراف بيزيد كخليفة ، بل وطّن نفسه لتحمّل كل الضغوط والمآسي لاجل انقاذ الاسلام من مخالب بني اميّة. وبقيت روح الحسين خالدة ، بينما سقط جسمه على رمضاء الحجاز الاهبة (١) ، أيها البطل ، ويا

__________________

(١) استشهد الحسين على رمال كربلاء ، وليس على رمضاء الحجاز!

٢٩١

اسوة الشجاعة ، ويا أيها الفارس يا حسين!

توماس ماساريك : على الرغم من ان القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح. إلّا انّك لا تجد لدى اتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى اتباع الحسين عليه‌السلام. ويبدو ان سبب ذلك يعود إلى ان مصائب المسيح ازاء مصائب الحسين عليه‌السلام لا تمثل إلّا قشّة امام طود عظيم.

موريس دوكابري : يقال في مجالس العزاء ان الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف واعراض الناس ، ولحفظ حرمة الاسلام ، ولم يرضح لتسلط ونزوات يزيد. اذن تعالوا نتخذه لنا قدوة ، لنتخلص من نير الاستعمار ، وان نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة.

المستشرق الالماني ماربين : قدّم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال اثبات مظلوميته واحقّيته ، وأدخل الاسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الاسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لا دوام له. وانّ صرح الظلم مهما بدا راسخا وهائلا في الظاهر إلّا انّه لا يعدو ان يكون امام الحقّ والحقيقة إلّا كريشة في مهب الريح.

بنت الشاطي : افسدت زينب اخت الحسين عليه‌السلام على ابن زياد والامويين نشوة النصر وافرغت قطرات من السم في كأس انتصارهم. وكان لزينب بطلة كربلاء دور المحفّز في جميع الاحداث السياسية التي اعقبت عاشوراء مثل قيام المختار ، وعبد الله بن الزبير وسقوط الدولة الاموية وتأسيس الدولة العباسية وانتشار المذهب الشيعى.

لياقة علي خان ، اول رئيس وزراء باكستاني : لهذا اليوم من محرم مغزى عميقا لدى المسلمين في جميع ارجاء العالم ؛ ففي مثل هذا اليوم وقعت واحدة اكثر

٢٩٢

الحوادث اسى وحزنا في تاريخ الاسلام. وكانت شهادة الامام الحسين عليه‌السلام مع ما فيها من الحزن مؤشر ظفر نهائي للروح الاسلامية الحقيقية ، لأنها كانت بمثابة التسليم الكامل للارادة الالهية. ونتعلم منها وجوب عدم الخوف والانحراف عن طريق الحقّ والعدالة مهما كان حجم المشاكل والاخطار.

جورج جرداق ، العالم والاديب المسيحي : حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين واراقة الدماء ، كانوا يقولون : كم تدفع لنا من المال؟ اما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو اننا نقتل سبعين مرّة ، فاننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة اخرى أيضا.

عباس محمود العقاد ، الكاتب والاديب المصري : ثورة الحسين ، واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ لم يظهر نظير لها حتّى الآن في مجال الدعوات الدينية أو الثورات السياسية. فلم تدم الدولة الاموية بعدها حتّى بقدر عمر الانسان الطبيعى ، ولم يمض من تاريخ ثورة الحسين حتّى سقوطها اكثر من ستين سنة ونيّف.

أحمد محمود صبحي : وان كان الحسين بن علي عليه‌السلام قد هزم على الصعيد السياسي أو العسكري ، إلّا انّ التاريخ لم يشهد قط هزيمة انتهت لصالح المهزومين مثل دم الحسين. فدم الحسين تبعته ثورة ابن الزبير ، وخروج المختار ، وغير ذلك من الثورات الاخرى إلى ان سقطت الدولة الاموية ، وتحول صوت المطالبة بدم الحسين إلى نداء هزّ تلك العروش والحكومات.

انطوان بارا ، مسيحي : لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل ارض راية ، ولأقمنا له في كل ارض منبر ، ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين.

كيبون ، المؤرخ الانجليزي : على الرغم من مرور مدّة مديدة على واقعة كربلاء ، ومع اننا لا يجمعنا مع صاحب الواقعة وطن واحد ، ومع ذلك فان المشاق والمآسي التي وقعت على الحسين عليه‌السلام تثير مشاعر القارئ وان كان من

٢٩٣

اقسى الناس قلبا ، ويستشعر في ذاته نوعا من التعاطف والانجذاب الى هذه الشخصية.

نيكلسون ، المستشرق المعروف : كان بنو اميّة طغاة مستبدين ، تجاهلوا احكام الاسلام واستهانوا بالمسلمين ، ولو درسنا التاريخ لوجدنا ان الدين قام ضد الطغيان والتسلّط ، وان الدولة الدينية قد واجهت النظم الامبراطورية. وعلى هذا فالتاريخ يقضي بالانصاف في ان دم الحسين عليه‌السلام في رقبة بني اميّة.

السير برسي سايكوس ، المستشرق الانجليزي : حقّا ان الشجاعة والبطولة التي ابدتها هذه الفئة القليلة ، كانت على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى اطرائها والثناء عليها لا إراديا. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتا عاليا وخالدا لا زوال له إلى الأبد.

تاملاس توندون ، الهندوسي ، والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي : هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الامام الحسين عليه‌السلام رفعت من مستوى الفكر البشري ، وخليق بهذه الذكرى ان تبقى إلى الابد ، وتذكر على الدوام.

محمد زغلول باشا ، قال في تكية الايرانيين بمصر : لقد أدى الحسين بعمله هذا ، واجبه الديني والسياسي ، وامثال مجالس العزاء هذه تربّي لدى الناس روح المروءة ، وتبعث في انفسهم قوّة الارادة في سبيل الحقّ والحقيقة.

عبد الرحمن الشرقاوي ، الكاتب المصري : الحسين شهيد طريق الدين والحريّة ، ولا يجب ان يفتخر الشيعة وحدهم باسم الحسين عليه‌السلام ، بل يجب ان يفتخر جميع احرار العالم بهذا الاسم الشريف.

طه حسين ، العالم والاديب المصري : كان الحسين عليه‌السلام يتحرق شوقا لاغتنام الفرصة واستئناف الجهاد والانطلاق من الموضع الذي كان ابوه يسير عليه ؛ فقد اطلق الحرية بشأن معاوية وولاته ، إلى حد جعل معاوية يتهدده. الا ان الحسين الزم أنصاره بالتمسك بالحق.

٢٩٤

عبد الحميد جودة السحّار ، الكاتب المصري : لم يكن بوسع الحسين ان يبايع ليزيد ويرضخ لحكمه ؛ لان مثل هذا العمل يعني تسويغ الفسق والفجور وتعزيز اركان الظلم والطغيان واعانة الحكومة الباطلة. لم يكن الحسين راضيا على هذه الاعمال حتى وان سبي اهله وعياله وقتل هو وأنصاره.

العلامة الطنطاوي ، العالم والفيلسوف المصري : الملحمة الحسينية تبعث في الاحرار شوقا للتضحية في سبيل الله ، وتجعل استقبال الموت افضل الاماني ، حتى تجعلهم يتسابقون إلى منحر الشهادة.

العبيدي ، مفتي الموصل : فاجعة كربلاء في تاريخ البشرية نادرة كما ان صانعوها ندرة ، فقد رأى الحسين بن علي عليه‌السلام من واجبه التمسك بسنّة الدفاع عن حق المظلوم ومصالح العامة استنادا إلى حكم الله في القرآن ، وما جاء على لسان الرسول الكريم ، ولم يتوان عن الاقدام عليه ؛ فضحى بنفسه في ذلك المسلخ العظيم ، وصار عند ربّه «سيد الشهداء» ، وصار في تاريخ الايام «قائدا للمصلحين» ، ونال ما كان يتطلّع إليه ، بل وحتى أكثر من ذلك.

الخلاصة :

نستخلص من مجموع الأقوال المنقولة اعلاه ، النقاط التالية :

١ ـ ان الامام الحسين عليه‌السلام ثار للاسباب التالية : لاجل بقاء وعظمة الاسلام وحكومة القرآن ، وما عليه من مسئولية الامامة ، وللحفاظ على أعراض الناس وشرفهم ، وللاصلاح في الامة ، وفي سبيل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولغرض الدفاع عن المظلومين والمصلحة العامة.

٢ ـ وصفت ثورة الامام الحسين عليه‌السلام بانها قامت على اساس الاخلاق والمروءة ، وغايتها المصلحة العامة ، وكانت جهادا للقضاء على الرذيلة ونشر الفضيلة.

٣ ـ تأثير الثورة : أدّت الثورة إلى ايقاظ الناس ، وحولت التدين القشري

٢٩٥

والظاهري إلى ايمان حقيقي وعميق.

٤ ـ ما ذا تعلّم الناس من هذه المدرسة؟ ان الدرس الذي تقدمه هذه المدرسة جذري وأبدي ؛ وينمّ عن توجهاتها في الحرية والعدالة والمحبّة ، وانتهاج الاسلوب الشريف عند مواجهة الخصم. وتعلم الناس كيفية الاباء عن الرضوخ للظلم ومجابهة المستعمر ، وتحثّهم على التحلّي بالغيرة والشجاعة والتضحية ، والصبر عند الشدائد والثبات على طريق الحقّ. وتثير في النفوس الحمية ضد الباطل وتعلّمهم حرمة الصمت ازاءه. واثبتت ان الحقّ والفضيلة والعدل والايمان قادر على دحر الظلم والكفر والمكر والطغيان. كما ان أصحاب الامام المخلصين علّموا الناس افضل دروس الايمان بالله ، ومهدوا الطريق امام انتصار الشعوب ، واثبتوا ان النصر للمؤمنين رغم قلّة العدد والعدّة.

ـ ثقافة عاشوراء ، معطيات ثورة عاشوراء ، اهداف ثورة عاشوراء

عاشوراء والأمر بالمعروف :

ترى ثقافة عاشوراء ان تسلّط جور يزيد يعد من اكبر المنكرات الاجتماعية ، وان محاربته من اجل احقاق الحقّ وانهاء التسلّط الغاشم يعتبر معروفا عظيما. وكان مبدأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اهم الاسباب الكامنة وراء انطلاق ملحمة كربلاء الداميّة. جاء في الوصية التي كتبها الامام الحسين عليه‌السلام لأخيه محمد بن الحنفية : «إنّي ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ، انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدّي ، اريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب» (١).

وهذا يبيّن بوضوح دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في انبثاق هذه الحركة الحسينية. وقد طرح هذا الموضوع في زيارة حضرته أيضا : «اشهد انك قد اقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وجاهدت في

__________________

(١) حياة الامام الحسين ٢ : ٢٤٦ و ٢٨٨.

٢٩٦

سبيل الله حتّى أتاك اليقين» (١).

تعكس هذه التعابير مدى عمق هذه الفريضة الدينية التي تبرز حتى في وسط الجهاد الدامي. وتمنح مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعدا يجعله يمتد من الواجبات والمحرمات الجزئية والفرعية والفردية حتى يشمل القيام من اجل اقامة القسط واسقاط حكومة الجور وتغيير النظام الاجتماعي الفاسد.

لما امتنع الحسين عليه‌السلام عن البيعة ليزيد ، ووقف ذلك الموقف الشجاع ضد الوليد ومروان ذهب إلى قبر النبي ، وقضى ليلته في المناجاة عنده ، وجاء في تلك المناجاة : «اللهمّ انّي أحبّ المعروف وانكر المنكر ، وانا أسألك يا ذا الجلال والاكرام بحق القبر ومن فيه إلّا اخترت لي ما هو لك رضى ولرسولك رضى» (٢).

ـ اهداف ثورة عاشوراء ، ثقافة عاشوراء ، شعارات عاشوراء

عاشوراء والشعر الفارسي :

اسم لكتاب يضم القصائد المشهورة لاكبر الشعراء حول الامام الحسين وواقعة عاشوراء ، اعدّه ونظّمه «حسن گل محمدي» ويقع في ٢٦٣ صفحة ، وفيه قصائد باللغة العربية والفارسية والتركية حول سيد الشهداء وواقعة عاشوراء ، وما نسجه الشعراء على مدى التاريخ بلغة شعرية جميلة ، من صور لهذه الملحمة ، ومدى الظلم الذي وقع على أهل البيت.

ومن ابرز الشعراء الذين تضمّنهم الكتاب هم : محتشم الكاشاني ، صباحي بيدگلي ، وصال الشيرازي ، قاآنى الشيرازي ، وسروش الاصفهاني ، نيّر التبريزي ، عمّان الساماني وغيرهم. ولا شك ان السر الكامن وراء كلّ هذه القصائد والمجاميع الشعرية والمدائح والمراثي حول مصائب وفضائل العترة الطاهرة ، وهو التشجيع الذي كان يظهره الائمة لنظم القصائد حول واقعة كربلاء ومظلومية آل بيت النبي

__________________

(١) مفاتيح الجنان ، زيارات الحسين عليه‌السلام.

(٢) بحار الانوار ٤٤ : ٣٢٨ ، مقتل الخوارزمي : ١٨٦.

٢٩٧

ونشر فضائلهم.

كان دخول ملحمة كربلاء إلى ساحة الشعر والأدب من جملة اسباب بقائها وديمومتها ، وذلك لأن قالب الشعر النافذ يوصل بين القلوب وبين حادثة عاشوراء ، ويجعل القلوب والمشاعر اكثر التصاقا بتلك الواقعة. وهذه الخاصية موجودة أيضا في الأشعار الاخرى. وأدب عاشوراء وكربلاء والطف هو من أغنى الكنوز الفكرية والعاطفية لدى الشيعة. ونرى من جهة اخرى ان ما تركته ملحمة كربلاء من تأثير على الشعراء ، آتى ثماره على شكل آداب غنية. هناك صلة متبادلة بين الشعر وعاشوراء وكل منهما مدين للآخر بالبروز والبقاء. ويرى بعض الشعراء ان تخليد اسمائهم يعزى إلى ما نظموه من اشعار بحق أهل البيت ، وعن مظلومية أبي عبد الله عليه‌السلام. ولعل بعضهم اشتهر تخلّد اسمه ببيت واحد من الشعر. كما هو الحال بالنسبة لمحتشم الكاشاني.

ـ شعر عاشوراء ، ادب الطف ، آداب عاشوراء ، المدائح والمراثي

عامر بن جليدة (خليدة):

من شهداء كربلاء ، ورد اسمه في الزيارة الرجبية (١).

عامر بن حسّان بن شريح الطائي :

وهو من أصحاب الامام الحسين عليه‌السلام جاء برفقته من مكّة ، واستشهد في كربلاء في الحملة الاولى (٢) ، كان من خلّص الشيعة ومن الابطال المعروفين ، كان أبوه في جيش علي عليه‌السلام وقاتل معه في الجمل وصفّين.

عامر بن مالك :

من شهداء كربلاء ، وقد جاء اسمه فى الزيارة الرجبية (٣).

__________________

(١) أنصار الحسين : ١٠١ و ٨٠ و ١٠٣.

(٢) أنصار الحسين : ١٠١ و ٨٠ و ١٠٣.

(٣) أنصار الحسين : ١٠١ و ٨٠ و ١٠٣.

٢٩٨

عامر بن مسلم العبدي :

من شهداء كربلاء ، وكان من أهل البصرة ، سار هو وغلامه «سالم» من البصرة إلى مكة والتحق هناك بالامام الحسين عليه‌السلام ، وسار معه كربلاء ، واستشهد يوم العاشر في الحملة الاولى (١) ، ومن كرامته انه ورد اسمه في زيارة الناحية المقدّسة ، وخصّ بالسلام (٢).

العباس بن علي (ع):

هو ابن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأخو سيد الشهداء عليه‌السلام وحامل لوائه يوم عاشوراء. والعباس في اللغة بمعنى اسد الغابة الذي تفر منه الاسود.

امّه فاطمة الكلابية التي اشتهرت فى ما بعد بكنية أمّ البنين ، وقد تزوّجها علي عليه‌السلام بعد استشهاد فاطمة الزهراء عليها‌السلام.

ذكر انّه ولد في ٤ شعبان عام ٢٦ للهجرة بالمدينة ، وهو أكبر أبناء أمّ البنين الأربعة الذين استشهدوا في كربلاء بين يدي الحسين عليه‌السلام. وعند استشهاد أمير المؤمنين عليه‌السلام كان العباس في الرابعة عشر من عمره ، وفي كربلاء كان له من العمر ٣٤ سنة. كنيته أبو الفضل وأبو فاضل ومن أشهر ألقابه : قمر بني هاشم ، وساقي العطاشى ، وحامل لواء الحسين ، وحامل الراية ، وأبو القربة ، والعبد الصالح ، وباب الحوائج و... الخ.

تزوّج العبّاس من لبابة بنت عبيد الله بن العباس (ابن عمّ أبيه) ، وله منها ولدان اسمهما عبيد الله ، والفضل. وذكر البعض ان له ابنين آخرين اسماهما محمد ، والقاسم.

كان العباس طويل القامة جميل الصورة ، ولا نظير له في الشجاعة ، وقد سمي بقمر بني هاشم لحسنه وجماله. وهو حامل لواء الحسين يوم العاشر ، وساقي

__________________

(١) أنصار الحسن : ٨١.

(٢) تنقيح المقال للمامقاني ٢ : ١١٧.

٢٩٩

خيام الاطفال والعيال. وكان يتولّى في مخيم أخيه إضافة إلى جلب الماء ، حراسة الخيم والاهتمام بأمن عيال الحسين عليه‌السلام.

وظل الاستقرار يسود الخيام ما دام هو على قيد الحياة ، وهو كما قال الشاعر :

اليوم نامت اعين بك لم تنم

وتسهّدت اخرى فعزّ منامها

 في يوم عاشوراء استشهد اخوة العباس الثلاثة قبله ، ولما جاء هو اخيه الحسين طالبا الاذن للبروز إلى الميدان ، أمره أخوه بجلب الماء للاطفال العطاشى في الخيام. فسار أبو الفضل نحو الفرات وملأ القربة ، وعند العودة الخيام اشتبك مع جيش العدو الذي كان يحاصر الماء ، وقطعت يداه ، واستشهد هناك. وقبل هذا كان قد برز للقتال عدّة مرات إلى جانب سيد الشهداء وقاتل جيش يزيد.

كان العباس عليه‌السلام مظهرا ورمزا للايثار والوفاء والتفاني. لما دخل الفرات كان في غاية العطش لكنه لم يشرب الماء بسبب عطش أخيه الحسين ، بل وخاطب نفسه بالقول :

يا نفس من بعد الحسين هوني

وبعده لا كنت أن تكوني

هذا الحسين وارد المنون

وتشربين بارد المعين

تالله ما هذا فعال ديني

وأقسم ان لا يذوق الماء (١) ، ولما قطعت يمينه أنشد يقول :

والله لو قطعتموا يميني

انى احامى أبدا عن ديني

وعن امام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الأمين

يا نفس لا تخشي من الكفار

وابشري برحمة الجبّار

مع النبي السيد المختار

قد قطعوا ببغيهم يساري

فأصلهم يا ربّ حرّ النار

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ٤١.

٣٠٠