موسوعة عاشوراء

جواد محدثي

موسوعة عاشوراء

المؤلف:

جواد محدثي


المترجم: خليل زامل العصامي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الرسول الأكرم (ص)
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

١
٢

٣
٤

٥
٦

مقدمة الناشر

ليس محتوى هذا الكتاب كما الكتب الأخرى في عاشوراء ونهضة الإمام الحسين عليه‌السلام ، فما يحويه هذا الكتاب ليس سردا أو سيرة أو تاريخا أو وقائع وأحداث ، إنما هو معجم للمصطلحات والتعابير والمفاهيم التي انبعثت عن نهضة الإمام الحسين في العاشر من محرم ، والتي غدت مع الأيام من خصوصيات الأمم والشعوب التي بكت الحسين عليه‌السلام ولا زالت تبكيه وسوف تبكيه حتى قيام الساعة.

إذن هذا الكتاب هو معجم تناول تلك المصطلحات والتعابير بالشرح والتفسير والتوضيح. ونحن في دار الرسول الأكرم وتنفيذا للعهد الذي قطعناه على أنفسنا بأن نواصل السعي والجهد لإتحاف المكتبة الإسلامية والقارئ الكريم بكل نفيس وثمين من صنوف العلم والمعرفة نتقدم منكم أعزاءنا القراء بهذا المؤلف الفريد من نوعه والحديث في موضوعه. آملين أن يكون فيه النفع والفائدة ، راجين من المولى العلي القدير التوفيق والعون إنه نعم المولى ونعم النصير. والحمد لله رب العالمين.

٨ / صفر / ١٤١٨ ه

١٣ / حزيران / ١٩٩٧ م

٧
٨

مقدّمة المترجم

استأثرت ملحمة الطف الخالدة باهتمام لا نظير له في شتى النواحي والمجالات ، وحظيت بسهم وافر من التأليف والتصنيف والأشعار والمقالات ، وافردت لها دراسات خاصة تباينت اغراضها بين السرد التاريخي والبحث التحليلي وما إلى ذلك.

ومع كل هذا يبدو ان عمق القضية وشمولها وضخامة تلك التضحية الفريدة جعل منها معينا ثرّا لا ينضب عطاؤه مهما كثرت فيها الأقوال وتنوّعت الدراسات ، وتبقى في الكثير من آفاقها فسحات تتّسع للمزيد من النظر.

الكتاب الذي بين يديك أيّها القارئ الكريم يدخل في اطار الترتيب المعجمي لتلك الواقعة وما يرتبط بها أو يدور في محورها من مواضيع ، فهو معجم الفبائي تجد فيه معظم الكلمات والمصطلحات ذات العلاقة بعاشوراء وأحداثه وشخصياته ومشاهده.

آثر المؤلف الاستاذ جواد محدّثي ـ لأسباب ذكرها في المقدمة ـ اسلوب الاختصار في عرض المفاهيم والمواضيع ليتيح للراغبين فرصة الانطلاق للتنقيب وجمع المزيد من المعلومات والتوسّع في دراسة الموضوع المطلوب ، إذ فتح امام القارئ أبوابا ومداخل وأتاح له حرية التجوال بين مغارس ومعطيات عاشوراء مع ما تحمله من مفاهيم وقيم ومعارف.

تجدر الاشارة إلى أن الفوارق الثقافية بين البلدان الاسلامية والتباين في العادات والتقاليد لدى محبي أهل البيت الذين يتوزعون على أقاليم شاسعة من خارطة العالم الاسلامي ، قد صبغ ممارساتهم وشعائرهم في الحزن والنياحة على الحسين عليه‌السلام بصور وأساليب شتّى ، فكل شعب له نمط خاص من الشعائر

٩

ينفرد بها لوحده أو قد تشاركه بها شعوب اخرى ، أو قد تمارسها مدينة واحدة في بلد ما دون سائر المدن والأقاليم الاخرى ، وتعددت طرائق الناس في التعبير عن حزنها على مأساة كربلاء لكن هذا لا ينفي وجود شعائر مشتركة تعارف عليها الجميع وسادت في كل بقعة يقطنها محبو أهل بيت الرسول.

ومن هنا نجد في هذا الكتاب مصطلحات أو شعائر قد تكون غريبة على اسماعنا أو غير شائعة ولا معروفة عند بعضنا ، أو ربما لم يرد ذكر شعائر اخرى معروفة لدى البعض ، وهذا الكتاب يقدم نتفا عن أكثرها شيوعا وايجابية وتنتهي بمحصلتها النهائية إلى طريق واحد هو حب الحسين والحزن على مصابه والتأسّي بموقفه ، والسير على نهجه.

انوّه إلى أن هذا الكتاب كان يستلزم مزيدا من الجهد ليظهر على اتمّ صورة ، ولكننا نعلم انّ لكل شيء ـ إذا ما تم ـ نقصان .....

وأخيرا أرجو أن أكون من خلال هذا الجهد ممّن قدموا خدمة على هذا السبيل.

خليل زامل العصامي

شوال ١٤١٧

١٠

مقدمة المؤلف

حياة الشيعة تنبض بواقعة عاشوراء المتأصّلة في عمق معتقداتهم ، وكانت نهضة كربلاء على مدى أربعة عشر قرنا منهلا يروي النفوس بكوثر زلال.

ولا زالت ملحمة الطف حتى يومنا هذا ترسم ملايين الدوائر الواسعة والضيّقة من القيم والمشاعر والعواطف ، فتدور حولها العقول والارادات.

لا ريب في أن مكونات تلك الملحمة الرائعة وما انطوت عليه من دوافع وأهداف ودروس تمثّل ثقافة غنية وأصيلة يستلهم منها الشيعة ومحبّو أهل البيت كبارا وصغارا ، وعلماء وعامة ، وبين احضانها ينشأون ويترعرعون حتى ان الطفل في بداية ولادته يحنّك بتربة سيّد الشهداء عليه‌السلام وبماء الفرات ، وبعد الموت يدفن ومعه شيء من تربة كربلاء ، وخلال هذه الفترة الممتدة بين الولادة والممات يتفانى الشيعي بمحبّة الحسين بن علي ويسكب الدموع على مأساة استشهاده ، وهذا الولاء المقدّس يدخل روح الانسان مع اولى قطرات الحليب التي يرضعها ، ولا يخرج إلّا بعد خروج الروح.

أهمية هذا العمل :

لقد كتبت إلى الآن الكثير من المؤلّفات والمصنّفات والأشعار والدراسات عن واقعة الطف ، وخاض المفكّرون والكتّاب في مختلف ابعادها ومن مختلف الزوايا والآراء حتى غدت المصنّفات المدونة بشأن ثورة كربلاء والقضايا المتعلّقة بها تشكّل مكتبة كبرى ، ولكن .... لا زال في الميدان متّسع من المجال لمزيد من الأعمال والدراسات.

أما الهدف من تدوين هذا الكتاب فهو تقديم معجم ملخص بمجلد واحد يمكن الانتفاع منه عند الحاجة ويتضمّن أهم المعلومات التعلّقة بهذه الواقعة سواء في عصرها ، أم في العصور التي تلتها إلى يومنا هذا ، ولهذا تضمّنت الكلمات الواردة في هذا وفق الترتيب الالفبائي اسماء أشخاص ، وقبائل ، وأماكن ، وكتب ،

١١

واصطلاحات ، وتقاليد ، وشعائر ، وتعاليم دينية ، اضافة إلى محاور لها صلة بقضية عاشوراء بشكل أو آخر.

العناوين الواردة في هذا الكتاب كلها ذات دلالة واسعة ويمكن كتابة مقالة موسعة بشأنها كل واحد منها ، كما هو الحال في ما كتب بشأن البعض منها ، لكن الهدف من هذا الكتاب كان ينصب على الاكتفاء باقل ما يمكن من العبارات بعيدا عن الاطناب من اجل تقديم أهم المعلومات المفيدة للقارئ ، كما تجدر الاشارة إلى ندرة المعلومات المتوفّرة في مختلف المصادر عن بعض المواضيع وخاصّة في ما يتعلق ببعض شهداء كربلاء ، وهذا ما جعل المعلومات المعطاة هنا شحيحة ، بل وغير كافية احيانا.

من البديهي ان تدوين موسوعة شاملة وكاملة من عدّة مجلدات ضخمة عمل لا يتيسّر انجازه إلّا على مدى سنوات متمادية وعلى يد فريق تتوفر له مستلزمات البحث الموسّع ـ وهناك حسب اطلاعي مراكز ثقافية في طهران وقم ومشهد تتولى القيام بمثل هذه المهمة ـ ويجب الانتظار لسنوات طويلة حتى تثمر هذه القصاصات وتتحول إلى كتاب.

إذا واجهتم في هذا الكتاب بعض النواقص فهي تعزى إلى كون الجهد فرديا ، ومع هذا فنحن بانتظار آراء أهل الخبرة واقتراحات عموم القراء من أجل اخراج هذا المعجم على أفضل ما يكون.

أرجو ان يكون هذا العمل ذا ثمرة وفائدة لجميع محبّي أهل البيت عليهم‌السلام وأنصار أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام ولا سيما المثقفين والشباب والمبلّغين والعلماء والخطباء.

طريقة ترتيب المعجم :

من جملة مزايا هذا المعجم انه يتضمّن في نهاية أغلب الموارد سهما يشير إلى أهم العناوين المشروحة في هذا الكتاب ولها صلة بهذا الموضوع ، ويمكن للقارئ الحصول على مزيد من المعلومات من خلال الرجوع إلى العناوين المشابهة أو المقاربة للموضوع المطلوب ، فجاء مثلا في نهاية موضوع «أهل

١٢

البيت» سهم يشير إلى : العترة وإلى بني هاشم بالصورة التالية : ـ العترة ، بني هاشم ، وهكذا.

عناوين الاحالة :

جاء في عقب بعض العناوين سهم يحيل القارئ إلى عناوين اخرى ومفاده انّ هذا الموضوع تمّ بحثه تحت عنوان آخر من قبيل :

باب الحوائج ـ العبّاس بن علي :

آية الكهف ـ تلاوة القرآن :

الأربعون ـ يوم الأربعين :

المصادر الاضافية :

احد الطرق المتعارفة في تدوين الكتب هي الاشارة في نهاية الكتاب أو المقالة إلى المصادر التي استقيت منها المواضيع الاساسية للكتاب أو المقالة ، وفي هذا الكتاب وردت في الهوامش اسماء المصادر التي اخذنا عنها مضافا إليها اسماء مصادر اخرى اضافية مفيدة لمن يرغب في الحصول على المزيد من المعلومات.

الفهرست الموضوعي

على الرغم من الاقتراحات التي قدّمها البعض بتنظيم هذه الموسوعة على شكل فصول ، الا اننا ارتأينا ترتيبها وفقا لحروف الالف باء ليسهل على القارئ الحصول على الموضوع المطلوب ، كما وضع فهرست موضوعي في نهاية الكتاب للمواضيع الخاصة ويتضمن فهارس الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والاعلام والاماكن والفرق والوقائع والكتب الواردة في متن الكتاب والمصادر المعتمدة في التأليف. نسأل الله قبول هذا الجهد المتواضع ، وان يكون اداء لبعض الدين الذي في رقابنا لمولانا وخدمة على سبيل احياء هذه الملحمة الخالدة.

جواد المحدّثي

جمادى الاولى ١٤١٧

١٣
١٤

آ ـ أ

آداب الزيارة :

لزيارة الإمام المعصوم عليه‌السلام سواء في حياته أم بعد استشهاده ، آداب تميّزها عن غيرها من اللقاءات والزيارات ؛ ومن جملتها : مراعاة الطهارة ، والادب ، والوقار ، والانتباه ، وحضور القلب (١) ، ولزيارة ضريح الحسين عليه‌السلام آداب خاصة من قبيل : الصلاة ، وطلب الحاجة ، والحزن والغبرة والبساطة ، وطي طريق الزيارة ، والسير على الأقدام ، وغسل الزيارة ، والتكبير ، والتوديع (٢).

أورد الشهيد الثاني في كتاب «الدروس» أربعة عشرة نقطة في آداب زيارته عليه‌السلام ، وخلاصتها ما يلي :

الاولى : الغسل قبل دخول الحرم ، والدخول على طهارة وبثياب نظيفة وأن يدخل بخشوع.

الثانية : الوقوف على باب الضريح والدعاء والاستئذان بالدخول.

الثالثة : الوقوف إلى جانب الضريح والاقتراب من القبر.

الرابعة : الوقوف مستقبلا الحرم مستدبرا القبلة عند الزيارة ، ثم وضع الوجه على القبر ، ثم الوقوف عند الرأس.

الخامسة : قراءة الزيارات الواردة والتسليم.

__________________

(١) بحار الانوار ٩٧ : ١٢٤.

(٢) بحار الانوار ٩٨ : ١٤٠ وما بعدها.

١٥

السادسة : صلاة ركعتين بعد الزيارة.

السابعة : الدعاء وطلب الحاجة من بعد الصلاة.

الثامنة : قراءة القرآن عند الضريح واهداء ثوابه إلى الإمام.

التاسعة : حضور القلب على كلّ حال ، والاستغفار من الذنب.

العاشرة : احترام السدنة وخدمة الحرم والإحسان إليهم.

الحادية عشر : بعد الرجوع إلى البيت ، التوجّه إلى الحرم والزيارة مرّة اخرى ، وقراءة دعاء الوداع.

الثانية عشر : ان يكون اعمال الزائر بعد الزيارة افضل مما قبلها.

الثالثة عشر : تعجيل الخروج عند قضاء الوتر من الزيارة ، لتزداد الرغبة ، وعند الخروج تمشي القهقري.

الرابعة عشر : إعطاء الصدقة للمحتاجين في تلك البقعة ، ولا سيّما الفقراء من ذرية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١).

ورعاية هذا الآداب توجب القرب الروحي والمعنوي ، وتزيد من فائدة الزيارة ، وفلسفة تشريع الزيارة تمكن في الاستفادة من الآفاق المعنوية لمزارات أولياء الله.

ـ الزيارة ، زيارة كربلاء ، الزيارة مشيا ، اذن الدخول

آداب الوعظ والمنبر :

بما أنّ عمل أصحاب المنبر والوعظ الذين يلقون الكلمات والمواعظ ، ويذكرون المصيبة في المحافل الدينية والمجالس الحسينية يدخل في نطاق قلوب الناس ودينهم ولأن المستمعين يتّخذون كلامهم حجّة ، لذلك يجب أن يكونوا معتقدين بكلامهم ويعلمون به لكي يكون لكلامهم تأثيره ، ولا يكون فيه انتقاص للدين وللعلماء.

__________________

(١) الدروس الشرعية ٢ : ٢٣.

١٦

ومعنى هذا انّ اعتلاء المنبر وموعظة الناس ليس عمل أيّ كان ، بل يستلزم توفّر بعض الشروط والمواصفات ، وكثيرا ما كان العلماء الكبار الحريصون على الدين ينصحون ويوجهون في هذا المجال تحريريا وشفويا ، ومن جملتهم المرحوم الميرزا حسين النوري الذي حدد في كتابه القيم «لؤلؤ ومرجان» الآداب التي يجب أن يتحلّى بها الوعاظ ، وأشار إلى أن الاخلاص هو الدرجة الاولى للمنبر ، و «الصدق» درجته الثانية ، وتطرّق إلى ذكر بعض النقاط التي اعتبرها «مهالك عظيمة للقراء والوعاظ» وهي كما يلي :

١ ـ الرياء والعمل لاجل الدنيا.

٢ ـ جعل قراءة الذكر وسيلة للكسب.

٣ ـ بيع المرء آخرته بدنياه أو بدنيا غيره.

٤ ـ عدم العمل بالأقوال التي ينقلها في حديثه.

٥ ـ الكذب من على المنبر وعدم التزام الصدق في الأحاديث والحكايات.

وتناول تلميذه المرحوم المحدّث القمّي في كتابه «منتهى الآمال» (١) عرضا مسهبا لقبح الكذب في مجالس العزاء والمنبر وقراءة المراثي ، والاستفادة من طور الاغاني في قراءة العزاء ، وعدم مراعاة الدقّة في نقل النصوص التاريخية ، وافرد بابا تحت عنوان «نصح وتحذير» يحذر فيه أصحاب المنبر من الابتلاء بالكذب والافتراء على الله والائمة والعلماء ، والغناء ، وارغام الصبيان المرد على القراءة بألحان الفسوق ، والمجيء بدون اذن ـ بل وبعد النهي الصريح ـ بيوت الناس واعتلاء المنبر والاساءة إلى الحاضرين بكلمات بذيئة لعدم بكائهم ، والترويج للباطل عند الدعاء ، ومدح من لا يستحق المدح ، والاتيان بما من شأنه ايجاد الغرور لدى المجرمين ، والجرأة لدى الفاسقين ، وخلط حديث بحديث آخر

__________________

(١) منتهى الآمال ١ : ٣٤١ ، وفي هذا المجال راجع كتاب «الملحمة الحسينية» و «تحريف عاشوراء» للشهيد مطهري.

١٧

تدليسا ، وتفسير الآيات الشريفة بآراء كاسدة ، ونقل الاخبار بمعاني باطلة ، والافتاء من غير أهلية ، لذلك ، وذكر أقوال الكفرة ، والحكايات المضحكة ، وأشعار الفجّار والفاسقين في مواضيع منكرة ، لغرض تزيين الكلام وتفخيم المجلس ، وتصحيح الأشعار الكاذبة في المراثي بذريعة لسان الحال ، وذكر ما ينافي عصمة وطهارة أهل بيت النبوّة ، واطالة الحديث في أغراض كثيرة فاسدة ، وحرمان الحاضرين من أوقات فضيلة الصلاة ، وأمثال هذه المفاسد التي لا تعدّ ولا تحصى.

ـ تحريف عاشوراء

آل أبي سفيان :

آل أبي سفيان هم أقارب أبي سفيان بن حرب كبير الفرع الاموي ، وكان هو وأهل بيته يضمرون العداء لبني هاشم ولأهل بيت رسول الله ، وللاسلام ، شارك أبو سفيان في المعارك التي انطلقت لمحاربة الاسلام ، وحارب ابنه معاوية عليا والحسن عليهما‌السلام ، وحفيده يزيد قتل الحسين بن علي في كربلاء. كان لآل أبي سفيان موقف معاد لمبدإ التوحيد ، ولهذا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان» (١). كما ولعن أبو سفيان وأهل بيته في زيارة عاشوراء «اللهمّ العن ابا سفيان ، اللهمّ العن .. وآل أبي سفيان» وذلك لموقفهم المعادي للاسلام.

اعتبر الإمام الصادق عليه‌السلام العداء بين آل بيت النبي وآل أبي سفيان عداء عقائديا لا شخصيا فقال : «انّا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ؛ قلنا : صدق الله ، وقالوا : كذب الله» (٢).

وكان سبب زوال حكومتهم تلوّث أيديهم بدماء الحسين : «إنّ آل أبي سفيان

__________________

(١) بحار الانوار ٤٤ : ٣٢٦.

(٢) بحار الانوار ٣٣ : ١٦٥. و ٥٢ : ١٩٠.

١٨

قتلوا الحسين بن علي صلوات الله عليه فنزع الله ملكهم» (١).

حينما قدم جيش الكوفة يوم عاشوراء لقتل الإمام الحسين خاطبهم باسم شيعة آل أبي سفيان ، ولما هجموا على خيامه قال لهم : «ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان ان لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم ...» (٢).

لقد حارب آل أبي سفيان قاطبة الحقّ والعدل على مدى التاريخ ، وسعوا لإطفاء نور الله سواء في بدر واحد وصفين وكربلاء ، أم في اي زمان ومكان آخر من العالم.

ـ بني اميّة ، أنصار يزيد ، فساد بني اميّة

آل الله

المراد من آل الله وأهل الله ، هم أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. اعتبر الحسين عليه‌السلام نفسه وأهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آل الله ، فقال : «نحن آل الله وورثة رسوله» (٣).

ونقرأ أيضا في زيارة الإمام الحسين عليه‌السلام في النصف من رجب : «السلام عليكم يا آل الله» وهو منقول أيضا في زيارة الاربعين. وهذا بسبب قوّة ارتباط وانتساب عترة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والإمام الحسين بالله تعالى وبدينه ، وكأنّهم من آل الله. وهذا التعبير «آل الله» استخدمه جابر بن عبد الله الأنصاري عند وقوفه على قبر الحسين في الأربعين من شهادته وقراءته للزيارة.

كما واطلقت أيضا كلمة «آل الله» على قريش لمكانتهم في بيت التوحيد والمسجد الحرام وارتباطهم ببيت الله. قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «إنّما سمّوا

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ٣٠١ ، و ٤٦ : ١٨٢.

(٢) بحار الانوار ٤٦ : ٥١.

(٣) بحار الانوار ٤٤ : ١١ و ١٨٤.

١٩

آل الله ، لأنّهم في بيت الله الحرام» (١). لا سيّما وإنّ عظمة قريش قد ازدادت بولادة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينهم وازداد انتسابهم إلى الله من بعد بعثة الرسول «وعظمت قريش في العرب وسمّوا آل الله».

ـ أهل البيت

آل اميّة ـ بني اميّة :

آل زياد :

من جملة الطوائف التي اضرت بالاسلام كثيرا ، ولعنت في زيارة عاشوراء ، هم آل زياد ، «والعن ... آل زياد وآل مروان إلى يوم القيامة». لقد تلطّخت أيدي زياد ، ذلك النسل الخبيث بدماء عترة النبيّ. كان عبيد الله بن زياد واليا على الكوفة والبصرة ، وقتل الإمام الحسين في كربلاء ، وابن زياد هذا أمّة كانت تدعى سميّة ، وكانت ذات راية. وولد زياد من المعاشرة والزنا مع رجل يدعى «عبيد الثقفي» ، ولذا كان يسمى بزياد بن عبيد ، ومن بدع معاوية انّه ألحق ابن الزنا هذا ـ وخلافا لسنّة الرسول ـ ببني اميّة ، وسمّي بعد ذلك بزياد بن أبي سفيان (٢) ، وقد حصلت قضية «الاستلحاق» المعروفة هذه في عام ٤٤ للهجرة واعترض عليها الكثير من اكابر المسلمين من جملتهم سيّد الشهداء الذي كتب إلى معاوية كتابا عاب فيه عليه ذلك العمل واعتبره من طراز قتله لحجر بن عدي وعمرو بن الحمق (٣) ، وبعد سقوط الخلافة الأموية صار الناس يدعون زياد باسم امّه أو باسم أبيه المجهول «زياد بن أبيه» (٤).

أورد الإمام الحسين عليه‌السلام في احدى خطبه يوم عاشوراء عبارة : «ألا وانّ الدعي ابن الدعي ...» وهي إشارة إلى خسّة نسب ابن زياد وأبيه ، فكلاهما كان

__________________

(١) بحار الانوار ١٥ : ٢٥٨.

(٢) الغدير ١٠ : ٢١٨.

(٣) معادن الحكمة لمحمد فيض الكاشاني ٢ : ٣٥ ، بحار الانوار ٤٤ : ٢١٢.

(٤) الغدير ١٠ : ٢١٨.

٢٠