موسوعة عاشوراء

جواد محدثي

موسوعة عاشوراء

المؤلف:

جواد محدثي


المترجم: خليل زامل العصامي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الرسول الأكرم (ص)
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

«هي الموضع الآمن الذي يرتاده الفقراء والمسافرون للاقامة فيه مؤقّتا وبشكل مجّاني. وكان حرّاسها وحماتها من الشبّان الغيارى الذين لهم آداب وتقاليد خاصة ورد شرحها في «فتوّت نامه». وإذا تجاوزنا هذا ، فإنّ التكايا الشعبية كانت قائمة لاجراء العزاء على سيّد الشهداء فيها ، وفي وسط التكية موضع مرتفع يرتقيه قرّاء العزاء الذين يثيرون مشاعر المشاركين.

تحوّلت التكية شيئا فشيئا إلى موضع لاقامة العزاء ، ثمّ أصبحت منذ عهد ناصر الدين شاه فما تلاه موضعا لاجراء العروض الدينية بشكل رسمي ، وفي أغلب التكايا يضربون خيمة كبيرة ـ حسب ما يقتضيه الفصل ـ فوقها لتصبح بمثابة السقف لها. وينشرون فيها أقمشة سوداء عليها أشعار في رثاء الشهداء. ويعلّقون في مكان بارز منها لافتة تحمل اسم التكية وعلامتها وشكلها الخاص. ولكل تكية علمها الذي يميّزها عن سائر التكايا.

تقام أكثر التكايا على المعابر وطرق تردّد المارّة ، ولها مدخلان تمرّ منهما القوافل ، والتشابيه ، ومجاميع العزاء ... وبنيّ في كلّ تكية موضع لماء الشرب يسمّى «سقّاخانه» تخليدا لذكرى عطش سيّد الشهداء.

وفي العصور المتأخّرة صارت تبنى إلى جانب التكايا أماكن باسم «الحسينية» و «الزينبية» ، أو أنّ التكية تبدّل اسمها إلى «الحسينية» (١) ، وقد يبادر أهالي مدينة من المدن المقدسة كمشهد والنجف وكربلاء إلى بناء حسينيات لينتفع منها على الغالب الناس الذين يزورون تلك المدن.

يرى البعض انّ الظهور التكية في مقابل المراكز الدينية المرتبطة بالخلافة أو الحكومات غير الشرعيّة إنّما جاء لغرض إنشاء قاعدة لاتباع النهضة الحسينية بعيدا عن سلطة الحكّام. أدّت التكية والحسينية إلى ايجاد مراكز مناوئة للحكومة.

ـ التعزية ، تكية الدولة ، الحسينية ، مكان العزاء

__________________

(١) مجلة «كيهان فرهنگى» ، السنة العاشرة ، العدد ٣ ، ص ٢٩ و ٣٠.

١٠١

تكية الدولة :

موضع استحدث في وسط طهران في عهد ناصر الدين شاه ليكون مكانا يقام فيه عزاء ضخم في يوم عاشوراء. ومن قبل هذا كان الديالمة يجرون مثل هذه العروض. ولكن في عهد ناصر الدين شاه صار اكثر شيوعا. ومن بعد سفره إلى اوربا ومشاهدته لمسارحها ، أنشأ في عام ١٢٩٠ ه‍ تكية الحكومة. وبنيت بعدها تكيات اخرى.

«تكية الحكومة عبارة عن باحة واسعة يحيط بها بناء يتألف من طابقين ؛ وبني الطابق الثاني منه على هيئة غرف معزولة مخصّصة كلّ واحدة منها لأحد الملوك والامراء ونسائهم. وفي باحة التكية موضع واسع لإقامة العزاء ، يتوسّطه بناء مرتفع مشيّد بالطابوق والجص ، يؤدّي من فوقه أصحاب التشابيه أدوارهم» (١).

«كان ناصر الدين شاه يبدي رغبة واسعة في إقامة مجالس العزاء ، وهذا ما دفعه إلى اصدار أمر بناء تكية الحكومة إلى جانب الجناح العائلي من البلاط ، فبنيت تكية واسعة نسبيا تتألّف من عدّة طوابق على شكل المسرح وفي وسطها منصّة واسعة ومغطّاة باضلاع حديدية تغطّى ـ في أوقات إقامة التعازي ـ بالخيم ، وتقع هذا التكية خلف المصرف الوطني الحالي في السوق باتجاه ميدان الخضار ، وقد هدمت في عام ١٣٢٧ للهجرة الشمسية» (٢).

ـ التعزية ، التكية

تلاوة القرآن :

حينما جيء بأهل البيت عليهم‌السلام سبايا وادخلوهم الكوفة ، كان رأس الإمام الحسين عليه‌السلام على الرمح يرتل الآية الشريفة : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ

__________________

(١) «از صبا تا نيما» ، يحيى آرين پور ١ : ٣٢٣ (الهامش).

(٢) «موسيقى مذهبى ايران» : ٣٥ و ٤٤.

١٠٢

الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً). (١)

ـ دير الراهب ، رأس الإمام الحسين (ع)

التل الزينبي :

كانت أرض كربلاء غير مستوية وتكثر فيها التلال والمرتفعات. وفي واقعة الطف كانت زينب تأتي وتقف على تل يشرف على أرض المعركة للاطّلاع على حالة الإمام الحسين عليه‌السلام. ويوجد في الوقت الحاضر بناء بهذا الاسم إلى الغرب من الصحن الشريف باتّجاه باب الزينبية. وكانت المرّة الاخيرة التي اعيد فيها بناء التل الزينبي هي في عام ١٣٩٨ ه‍ (٢).

التمهيد للمأتم :

وهو نمط من العزاء أو النياح التمثيلي ، وكان يبدأ عادة قبل شروع العزاء ، وهو بمثابة التمهيد له ، ويتمثّل بدخول أشخاص بخطوات بطيئة ورتيبة متناغمة مع ضربات الطبل الى الموضع الذي تجري فيه وقائع العزاء ، ويمرّون من امام انظار المتفرّجين. وبعد الدوران عدّة مرّات على منصّة العزاء لاعداد الجمهور لوقائع اقامة المأتم يخرجون من ذلك الموضع ويأتي من بعدهم مباشرة دور الاستعراض التشبيهي (التشابيه) وقد يتمّ هذا العرض التمهيدي أحيانا على شكل سؤال وجواب ، ويسمى التمهيد للمأتم أيضا بأسماء اخرى من قبيل : «النوحة الاولى للعزاء» أو «النوحة التمهيدية» أو «النياح».

التنبّؤ باستشهاد الحسين (ع):

هل كان الإمام الحسين عالما بانه سيقتل في كربلاء ، أم انّه وجد نفسه محاصرا بغتة؟ هذا الموضوع مثار جدل بين الكتّاب. إلّا ان ما يستشفّ من

__________________

(١) الكهف : ٩.

(٢) تراث كربلاء لسلمان هادي طعمة : ١٢٩.

١٠٣

الروايات والاصول الاعتقادية لدى الشيعة هو انّه كان عالما ، وقد اختار طريق الشهادة عن وعي. ولم يكن ذلك منذ خروجه من المدينة الى مكّة ، أو حينما خرج منها الى أرض العراق ، بل كان مطّلعا على ذلك منذ سنوات طويلة. وكانت الشهادة عهدا عهده إليه الله ورسوله. كان موضوع استشهاده في العاشر من محرّم مطروحا منذ يوم ولادته ، بل وكان معلوما حتّى في عهد الأنبياء السابقين بأنّ الحسين سبط خاتم الأنبياء سيقتل في كربلاء.

هنالك أحاديث كثيرة في هذا الصدد وفيها أخبار عن هذا الموضوع من أنبياء كآدم ، ونوح ، وابراهيم ، وزكريا ، واسماعيل ، وموسى ، وعيسى ، وغيرهم ، إلّا إنّ المجال لا يسع هنا لذكرها (١).

وكان علي عليه‌السلام قد مرّ مع جماعة من أصحابه بأرض كربلاء ، فبكى وقال : «هذا مناخ ركابهم ، وهذا ملقى رحالهم وهاهنا مهراق دمائهم ...» (٢) ، كما انّ جبرئيل كان قد أخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ أمّتك تقتل الحسين من بعدك ...» (٣) ، وحتّى الكتب السماوية السابقة وردت فيها اشارات الى هذه الواقعة ، ونقشت بيد الغيب بشكل معجز اشعار حول هذه الحادثة في كنائس ومعابد النصارى واليهود. من جملة ذلك ما كان مكتوبا على جدار كنيسة النصارى التي أخذوا إليها رأس الحسين عليه‌السلام :

أترجو أمّة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب (٤)

التنعيم :

منزل على فرسخين من مكّة ، وهو احد المواقيت التي يحرم فيها الحجّاج

__________________

(١) انظر بحار الانوار ٤٤ : ٢٢٣ ـ ٢٦٨ ، عوالم الإمام الحسين : ١٠١ ـ ١٠٥

(٢) بحار الانوار ٤٤ : ٢٥٨.

(٣) نفس المصدر السابق : ٢٣٦.

(٤) عوالم الإمام الحسين : ١١١.

١٠٤

للعمرة. كان فيه عين ماء ومسجد. وعرف بهذا الاسم لوجود جبل إلى يمينه يسمى جبل الناعم ، ولمّا نزل فيه الإمام الحسين عليه‌السلام في مسيره الكوفة لقي قافلة قادمة من اليمن تحمل بضائع ليزيد. فاستولى عليها ، ويبدو انّ هدفه كان الاضرار الاقتصادي بالعدو. أمّا رجال القافلة فقد خيّرهم الإمام بين المسير معه إلى كربلاء أو ان يدفع لهم اجرة الطريق ليسيروا حيث ما شاءوا ، وقد سار معه جماعة منهم (١).

ـ الخطط العسكرية والاعلامية

تنور خولي ـ خولي :

التوّابون :

اسم اطلق على طائفة من شيعة الكوفة قاموا للمطالبة بثأر الحسين عليه‌السلام. فبعد واقعة كربلاء أحسّ الشيعة بالخطإ الفادح بخذلانهم الحسين عليه‌السلام ، ورأوا انّ هذا الخذلان لا يغسله إلّا قتل من قتله أو القتل في سبيله ، وأكثروا من البكاء على الحسين ، وسمّوا أنفسهم التوّابين. وبالرغم من انّ حركتهم قد بدأت خلال الأشهر الاولى من السنة التي قتل فيها الحسين ، ولكن ظهورها قد تأخّر ولم يعلنوها في وقتها لعدم توفّر الأجواء المناسبة. وكانوا خلال تلك الفترة قد اختاروا سليمان بن صرد الخزاعي زعيما لهم ، وكانوا يجتمعون في داره ، ويجتمعون الأموال والأسلحة ، ويهيّئون الرجال والأنصار. ولم يزالوا على تلك الحال إلى انّ هلك يزيد بن معاوية. وكان عددهم قد بلغ حينذاك أربعة آلاف شخص. فثاروا وكان شعارهم «يا لثارات الحسين» ، وعسكروا في النخلية ليسيروا من هناك إلى الشام. وكان قيامهم في عهد مروان بن الحكم. في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الثاني (٢). توجّهوا إلى قبر الحسين ، فلمّا وصلوا صاحوا صيحة واحدة ، فما رأي يوم اكثر باكيا منه وقالوا : «يا رب إنّا خذلنا ابن بنت نبيّنا فاغفر لنا ما مضى ، وتب علينا

__________________

(١) الحسين في طريقه إلى الشهادة : ٢٦ ، تاريخ الطبري ٤ : ٢٨٩.

(٢) انصار الحسين للشيخ محمد مهدي شمس الدين : ٢٠٥.

١٠٥

إنّك أنت التّواب الرحيم ، وارحم حسينا واصحابه الشهداء الصدّيقين ، وإنّا نشهدك يا رب إنّا على مثل ما قتلوا عليه. فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين» (١). ولأجل موقفهم هذا في إعلان التوبة سمّوا بالتّوابين. وسارت كتائبهم حتى انتهت إلى عين الوردة ، فأقامت فيها وزحفت إليهم جنود الشام وجرت بينهما اعنف المعارك واشدّها ضراوة. واستشهد قادة التوابين كسليمان بن صرد وكان عمره ٩٣ سنة. ولما رأى التوابون انّهم لا قدرة لهم على مقابلة أهل الشام والذين كانوا بقيادة الحصين بن نمير ، رجعوا في غلس الليل إلى الكوفة. وكان عدد منهم قد استشهد في المعركة.

وكان من قادتها الآخرون اضافة إلى سليمان بن صرد المسيّب بن نجبة ، وعبد الله بن سعد الأزدي ، وعبد الله بن وائل ، ورفاعة بن شداد.

ـ سليمان بن صرد ، الثورات التي تلت ثورة عاشوراء ، يا لثارات الحسين

توبة الحر ـ الحر بن يزيد الرياحي :

التوسّل :

هو دعاء الله والاستشفاع إليه بالأئمّة الأطهار عليهم‌السلام ومنهم الشهداء وأولاده وشهداء كربلاء. جاء في القرآن الكريم قوله تعالى : (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) (٢). وقال تعالى في موضع آخر : (يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) (٣).

التوسّل هو الاتّصال بقلب الوجود من خلال الشرايين التي تسهّل هذا الاتّصال ؛ فالمعصومون واولياء الله لهم حق الشفاعة لقربهم ومكانتهم عند الله ، والذين يستشفعون بهم عند دعاء ربّهم ، يكون املهم اكبر باستجابة دعائهم. ويتخذ

__________________

(١) ثورة الحسين للشيخ محمد مهدى شمس الدين : ٢٦٤.

(٢) المائدة : ٣٥.

(٣) الاسراء : ٥٧.

١٠٦

التوسل صورة الزيارة ، والدعاء ، والعزاء ، والبكاء ، وموالاة اولياء الله والبراءة من أعداء الحقّ ، ولهذا نجد في زيارة الإمام الحسين نقرأ في الدعاء الوارد بعد زيارة عاشوراء : «يا أمير المؤمنين ، ويا أبا عبد الله ، أتيتكما زائرا متوسّلا إلى الله ربّي وربّكما».

وفي دعاء التوسّل يستشفع المرء ويتوسّل إلى الله بالمعصومين الأربعة عشر. فالامام الحسين وشهداء كربلاء والأئمّة المعصومين كلّهم باب الحوائج ، ولكن كلّ واحد منهم بنمط وبمحبّة خاصّة. ومجالس العزاء في أيضا نوع من التوسّل بهذه العترة ، للتعبير عن موالاتهم ومحبّتهم من جهة ، ولنيل لطف الله وكرمه من جهة اخرى. وهكذا تتّخذ هيئات المتوسّلين بشهداء كربلاء وسيّد الشهداء من هذا النهج كاسلوب للتقرّب من الله ونيل حاجاتهم ، وللاتّصال بمعدن الحياة والنور (١).

ـ الشفاعة

__________________

(١) بحار الانوار ٩٩ : ١ ـ ٤٧ ، باب التوسل والاستشفاع بمحمد وآل محمد.

١٠٧
١٠٨

ث

الثأر :

ومعناه المطالبة بدم القتيل والطلب بثأره. ورد عن الإمام الباقر عليه‌السلام انه قال : نحن الذين نزلت بحقّنا الآية الشريفة : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً) (١) ، وقال عليه‌السلام : «القائم منّا اذا قام طلب بثار الحسين ...» (٢).

ونجد في جملة أسماء الإمام صاحب الزمان اسم «المنتقم» أي انّه يقوم وينتقم ثأرا لجدّه (٣).

وجاء في زيارة عاشوراء : «وأن يرزقني طلب ثاركم مع امام هدى ظاهر ... وأن يرزقني طلب ثأرك مع إمام منصور ...» ، وجاء في دعاء الندبة انّ من جملة أوصاف المهدي انّه هو الطالب بثأر الحسين : «أين الطالب بدم المقتول بكربلاء» (٤).

فكرة الثار شائعة عند مختلف الشعوب ومنهم العرب ، ولمّا قتل الحسين قامت حركات في السنوات اللاحقة للمطالبة بثأره من جملتها : حركة التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ، وقيام المختار في الكوفة الذي قام طلبا لثأر الحسين وكان شعارهم في ثورتهم تلك : «يا لثارات الحسين» وهذا هو أيضا شعار

__________________

(١) الاسراء : ٣٣.

(٢) بحار الانوار ٤٤ : ٢١٨.

(٣) عوالم الإمام الحسين : ٤٧٤.

(٤) مفاتيح الجنان.

١٠٩

اصحاب المهدي عليه‌السلام : «شعارهم : يا لثارات الحسين» (١).

وعلاوة على ذلك انّ الباري تعالى هو الطالب بدم الحسين عليه‌السلام ، وذلك قولنا : «اشهد انّ الله تعالى الطالب بثأرك» (٢) ، وانّ جميع من ثاروا ضد الجبابرة مستلهمين مبادئ ثورتهم من عاشوراء إنمّا هم طلاب ثار الحسين.

ثار الله :

من ألقاب سيّد الشهداء التي يخاطب بها في الزيارة. ورد في زيارة عاشوراء : «السلام عليك يا ثأر الله وابن ثأره». ونظير هذا التعبير موجود أيضا في زيارات اخرى من جملتها الزيارة الخاصّة للامام الحسين عليه‌السلام في اول رجب ، والنصف من رجب ، وشعبان ، وزيارته في يوم عرفة (٣).

ورد في الزيارة التي علّمها الإمام الصادق عليه‌السلام لعطية : «وانّك ثأر الله في الارض من الدم الذي لا يدرك ثأره من الأرض إلّا بأوليائك» (٤). انّ الصلة الوثيقة لأبي عبد الله عليه‌السلام بربّه جعلت مقتله وكأنه مقتل أحد آل الله ، لا يقتصّ منه إلّا انتقام أولياء الله.

وهناك ثمّة القاب اخرى وردت أيضا في زيارته من قبيل ؛ قتيل الله ، ووتر الله ، وهي تعبير عن هذا المعنى.

«... اكبر لقب يطلق على منقذ الانسان الأخير هو «المنتقم» ولكن ممّن الانتقام؟ الجميع يقولون : الانتقام من قتلة سيّد الشهداء. كلّا ، بل الانتقام للثأر الذي في رقبة بني هابيل ... لو كانت هناك حميّة ووعي ، فانّ أجواء تاريخنا حافلة بالضجيج والدعوة إلى الثأر. إلّا انّ هذه الثارات ليست ثارات قبيلة ، وإنمّا هي ثأر

__________________

(١) بحار الانوار ٥٢ : ٣٠٨.

(٢) مفاتيح الجنان : ٥٥٧ (الصلوات على الحسن والحسين).

(٣) مفاتيح الجنان.

(٤) بحار الانوار ٩٨ : ١٤٨ ، ١٦٨ ، ١٨٠.

١١٠

الله الذي يجب أن يؤخذ من القتلة من بني الطاغوت ، والحسين هو احد الورثة ، وقد تجلّى على شكل ثأر ، وابنه وأبوه كلّهم ثارات الله أيضا ، والهدف هو الانتقام من بني قابيل الذين تلطّخت أيديهم بثارات أعزّائنا» (١).

وكلمة «ثار الله» لها موقعها المتميّز في الاشعار والآداب والمراثي ، وفي اعمال الخطّ والرسم ، واللوحات ، والملصقات الجدارية ، وهي ينبوع ثري يستقي منه الفنّانون الملتزمون الكثير من الافكار والابداعات ، وحتّى فنانو نقوش السجاد يستلهمون منه الكثير من الافكار. وهنالك سجّادة عنوانها «ثأر الله» من ابداع الاستاذ سيّد جعفر رشتيان ، كمثال بارز لهذا الفن ؛ ومساحتها ١٨ مترا وتمت حياكتها في ثمان سنوات ، وتتضمّن استذكارا لواقعة عاشوراء ، وفي حواشيها مشهد لثمانية مدن مقدّسة عند المسلمين ، وفي وسطها منظر للخيام المحروقة ، ونقشت في وسط السجادة جملة : «انّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة» ، ونداء المظلومية ينطلق من كلّ عقدة في هذا النتاج الرائع ، وقد توفي في عام ١٤٠٩ ه‍.

الثعلبية :

اسم منزل قرب الكوفة مرّ به الإمام الحسين في مسيره إلى كربلاء. والثعلبية على اسم رجل من بني اسد اسمه ثعلبة ، سكنها وحفر فيها عينا (٢).

اناخ الإمام الحسين في هذا الموضع ومكث فيه ليلة واحدة ، وفيه أيضا لقي الطرماح ودعاه إلى الانضمام إليه ، فذهب الرجل ليوصل بضاعته إلى عائلته لكنه لما عاد كان الحسين قد قتل. وفي هذا المنزل أتاه رجل نصراني مع أمه واسلما على يده (٣). وفي هذا الموضع أيضا بلغه خبر شهادة مسلم بن عقيل.

ـ المنزل

__________________

(١) «ثار» علي شريعتي : ١٨.

(٢) مقتل الحسين للمقرم : ٢١١.

(٣) الحسين في طريقه إلى الشهادة : ٧٨.

١١١

ثقافة عاشوراء :

المراد منها مجموعة القيم والمفاهيم ، والاحاديث ، والاهداف ، والدوافع ، واساليب العمل ، والمعنويات والخلق الرفيع الذي قيل أو فعل في ثورة كربلاء ، او الذي تجسد في احداث تلك النهضة. وهذه القيم والمعتقدات تجلت في كلمات سيّد الشهداء واصحابه وولده ، وفي سلوكهم أيضا. وينبغي ان تستقى ثقافة عاشوراء ممن كانت لهم صلة عملية وفكرية وقلبية بعاشوراء. وقبل ان يحاول الآخرون والاجيال اللاحقة والمحللون المتأخرون عن الواقعة نشر ثقافة عاشوراء عليهم اولا ان يتمثلوا في اقوالهم وتطلعاتهم دور صانعي ملحمة عاشوراء ، وان يعرضوا هذه الثقافة مباشرة وبلا واسطة.

هذه الثقافة يمكن استخراجها من كتب الزيارات ، والمقاتل ، والرجز ، والخطب ، ومن خلالة دراسة احداث ووقائع عاشوراء. واذا ما وجدت هذه الثقافة لدى اي شعب وفي اي موضع كان فهي كفيلة بخلق حادثة كحادثة كربلاء ، وتربية الناس على مقارعة الظلم والدفاع عن الحق.

ثقافة عاشوراء هي اساس البناء العقائدي والفكري الذي كان يتحلى به الإمام الحسين عليه‌السلام وشهداء كربلاء ، وسبايا أهل البيت عليهم‌السلام ، وإليها يعزى انبثاق تلك الملحمة وديمومة ذكراها. ويمكن تلخيص مجموع تلك القيم والمفاهيم تحت العناوين التالية :

التصدي لتحريف الدين ومقارعة ظلم الطواغيت وجور الحكومات ، وعزة الانسان وكرامته ، وترجيح الموت الاحمر على الحياة الذليلة ، وانتصار الدم على السيف ، والشهادة على الفاجعة ، وحب الشهادة واستقبال الموت ، واحياء فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير من السنن الاسلامية ، والرجولة والمروءة حتى في التعامل مع العدو ، ورفض المساومة مع الجور والرضوخ للظلم ، وقصد اصلاح المجتمع ، والعمل بالتكليف لنيل رضى الله ، والعمل بالتكليف سواء ادى إلى

١١٢

النصر أم إلى الشهادة ، والجهاد والفداء الشامل ، والتضحية بالنفس في سبيل احياء الدين ، ومزج العرفان بالحماسة ، والجهاد بالبكاء ، والقيام المخلص لله ، والصلاة في اول وقتها ، والشجاعة والثبات في مقابل العدو ، والصبر والمقاومة في سبيل الهدف حتّى الموت ، والايثار ، والوفاء ، وغلبة الفئة القليلة المحقّة على الفئة الكثيرة من أهل الباطل ، ومناصرة امام الحق ، والبراءة من حكام الجور ، وصيانة كرامة الامة الاسلامية ، وتلبية نداء استجابة المظلومين ، وتضحية الناس في سبيل القيم وما إلى ذلك.

ويمكن الاتيان لكل واحد من المحاور المذكورة بوثيقة وسند من كلام الإمام الحسين عليه‌السلام واصحابه أو اسلوب سلوكهم ومواقفهم وجهادهم وشهادتهم لنجعل من هذا المسرد الثقافي ومسندا بشكل أدق وأوثق ، وهذه الثقافة السامية والغنيّة التي تجسّدت في صنّاع ملحمة عاشوراء يجب ان تتواصل أيضا لدى السائرين على خط الإمام الحسين ، ولدى من يدّعون السير على خطاه. وعلى ورثة هذه الثقافة ان يناصروا الحركات المستمدّة من ثورة كربلاء ، ويناهضوا السائرين على طريق اعداء سيّد الشهداء عليه‌السلام ، لأن الراضين بتلك الجريمة ملعونون ، وقد جاء في زيارة عاشوراء : «فلعن الله أمّة سمعت بذلك فرضيت به ...».

ـ حب الشهادة ، الوفاء ، التحرر ، البصيرة ، الفوز ، دروس من عاشوراء

الثوب البالي :

من قسوة اعداء الإمام الحسين عليه‌السلام في كربلاء انّهم تركوا جسده عاريا على التراب. وحاول الإمام ان يمنع وقوع هذا ، فجاء الى الخيام قبل أن يبرز الى القتال وطلب من اخته زينب أن تأتيه بثوب بال ، ومزّقه بيده وارتداه لكي لا يرغب فيه أحد من بعد شهادته ، فيسلبه منه ويتركه عريانا ، وقال في هذا «ائتوني ثوبا لا يرغب فيه أحد أجعله تحت ثيابي لئلّا اجرّد منه بعد قتلي ...» (١).

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ٥٤.

١١٣

ان أبجر (ابحر) بن كعب ارتكب تلك الجريمة وجرد الإمام من ثيابه بعد قتله ، وترك جد الحسين عاريا على رمضاء كربلاء. وقد يبست يدا هذا الشخص فيما بعد حتّى اصبحتا كالخشبتين (١) ، وجاء في خبر آخر إنّه اصيب بعد ارتداء السروال بشلل في رجليه أقعده عن الحركة تماما (٢).

وورد في بعض الأخبار اسم «الثوب العتيق» أو «الثوب الخلق» وهو الثوب البالي نفسه.

ـ الجمّال

ثورة أم تمرّد :

كانت حركة الإمام الحسين عليه‌السلام على شكل امتناع عن مبايعة يزيد وهجرة إلى مكّة ومنها إلى كربلاء. وهي حركة مستمدة من القرآن ومن سنة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى اساس العمل بالتكليف في مقابل حكومة الجور والولاة الفسقة ، ولمحاربة البدع ومحاولات اعادة التقاليد الجاهلية.

وهذا ما يتّضح جليا من مجموع احاديثه وخطبه وماهية ثورته ، ومن خلال الاسلوب الذي انتهجه الامويون. وبما ان تلك الحركة قائمة على مبدأ «ولاية الصالحين» والفلسفة السياسية الأصيلة للاسلام ، وانه قد قام اداء لواجبه في الامامة ونهيا عن المنكر واحياء لسيرة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد اتّخذت ثورته طابعا عقائديا ، إلّا ان اتباع بني أميّة في تلك العصور أو في العصور اللاحقة وحتّى وقتنا الحالي سعوا إلى ابراز ثورته وكأنها نوع من التمرد ، والفتنة ، وتفرقة الامّة ، والعصيان على الخلافة ، لأجل اعطاء الحق ليزيد في قتله ، والادعاء بأنه قد قتل عاصيا متمرّدا ضد الخلافة ، ويستندون في ادعائهم ذاك إلى احاديث وردت عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله امر فيها بقتل من يشقّ وحدة الامة ، ويقولون : «قتل

__________________

(١) اثبات الهداة ٥ : ٢٠١ ، عوالم الإمام الحسين : ٢٩٧.

(٢) بحار الانوار ٤٥ : ٥٧.

١١٤

الحسين بسيف جدّه» ، في حين ان هذا الحديث على فرض صحته ـ يختص بحالة كون الحكومة اسلامية ، والحاكم ملتزما وعادلا ، ويريد المتمرد اثارة الفتنة والفرقة ، ولكن لا الحكومة الأموية كانت مشروعة ولا بيعة الناس كانت بالحرية والاختيار ، ولا الحكام كانوا يعملون وفقا للدين والعدل ، ولا كانوا يتورعون عن الفسق والفجور والمحرمان ، ولا اموال ونفوس واعراض المسلمين المخلصين كانت في مأمن من ظلم يزيد وولاته ، وعلى هذا فان الجهاد ضد مثل هذه الحكومة كان تكليفا شرعيا على الإمام الحسين عليه‌السلام.

على الرغم من ان الحسين عليه‌السلام كان يدرك انّه لن يحقق نصرا عسكريا سريعا في تلك الظروف ، إلّا انّه لم يلق بنفسه إلى الموت بلا تفكير أو برنامج تخطيط ، فالنتائج البعيدة المدى لتلك الثورة الدامية ودورها في توعية الناس ، وكشف الوجه الظالم للحكام ، واثارة دوافع الجهاد لدى ابناء الامّة وصيانة الدين من الضياع ، والاهم من كل ذلك وان اريقت دماؤه ودماء انصاره على هذا الطريق. وبما انّه كان يعلم انّه سيقتل على كل حال لذلك فكر بان يستشهد على افضل طريقة مؤثّرة لتكون درسا للاجيال. وفي الواقع ان سلاحه كان الشهادة ، وكان «النصر للدم على السيف» على المدى البعيد.

ـ الفتح ، النصر أو الشهادة ، اهداف ثورة عاشوراء

ثورة التوّابون ـ التوّابون :

ثورة الحسين (ع):

اسم كتاب قيّم يتناول ثورة الإمام الحسين عليه‌السلام بالدراسة والتحليل ، مؤلفه محمد مهدي شمس الدين. وهو مترجم إلى اللغة الفارسية. وللمؤلف كتاب آخر أيضا تحت عنوان «ثورة الحسين في الوجدان الشعبي».

ـ كتب حول عاشوراء

ثورة المدينة ـ واقعة الحرّة :

١١٥
١١٦

ج

جابر بن الحارث السلماني :

من شهداء كربلاء. وقيل انّ اسمه جنادة ، وحباب ، وحيان ، وحسان أيضا. كان من شخصيات الشيعة في الكوفة. اشترك في حركة مسلم بن عقيل. وتوجه إلى الحسين ـ بعد فشل الثورة في الكوفة ـ مع جماعة والتقوا بالحسين قبيل وصوله إلى كربلاء. فاراد الحر بن يزيد الرياحي منعهم من اللحاق بالحسين ، ولم يفلح في منعهم. وقد نال درجة الشهادة يوم عاشوراء (١).

جابر بن الحجّاج التيمي :

من شهداء الطف في الحملة الاولى. كان من شجعان فرسان الكوفة. كان في كربلاء مع جيش عمر بن سعد ثم التحق بمعسكر الإمام الحسين عليه‌السلام وعند دخول مسلم بن عقيل إلى الكوفة كان من جملة من بايعوه.

جابر بن عبد الله الأنصاري :

كان جابر وعطية كلاهما من كبار الشيعة ، جاءوا إلى كربلاء في الأربعين الاولى من بعد استشهاد الإمام الحسين لزيارته ، ولد جابر في المدينة قبل خمس عشرة سنة من الهجرة ، وهو من قبيلة الخزرج ، كان هو وابوه عبد الله بن حزام من السابقين إلى الإسلام ، قتل أبوه في معركة احد ، شهد بدرا وثماني عشرة غزوة مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشهد صفّين مع علي بن أبي طالب (٢).

__________________

(١) انصار الحسين : ٦٣.

(٢) سفينة البحار ١ : ١٤١.

١١٧

اصيب هذا المحدّث الشيعي الكبير بالعمى في أواخر عمره ، وسار على هذا الحال برفقة عطية العوفي إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين. واغتسل في ماء الفرات وتطيّب واتّجه إلى القبر ، وتكلّم هناك بكلام يثير الحزن والأسى ، وجاء فيه : حبيب لا يجيب حبيبه. ثم التفت إلى اطراف القبر وسلّم على سائر الشهداء. وفي طريق العودة ، قال لعطيّة من جملة ما قاله : «أحبّ محبّ آل محمد ما احبّهم ، وأبغض مبغض آل محمد ما ابغضهم. وان كان صوّاما قوّاما» (١).

كان جابر يبحث في شوارع المدينة عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، ولمّا لقيه ابلغه سلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وهو من الأواخر الذين بقوا على قيد الحياة ممّن شهد بيعة العقبة ، وفي زمن الحجّاج وشم بدنه بالنار بتهمة موالاة أهل البيت (٢).

ومات جابر في أيّام عبد الملك بن مروان في سنة ٧٨ ه‍. وهو ابن نيف وتسعين سنة وقد ذهب بصره. ودفن في البقيع (٣).

ـ عطيّة ، زيارة الاربعين

جامع دمشق :

هو المسجد الجامع أو المسجد الاموي في دمشق. وهو من اكبر المساجد في البلدان الاسلامية. وبناؤه العظيم (كان في السابق كنيسة) يعود إلى عهود قديمة قبل الإسلام. في داخلة منبر يقال انه يقع في نفس موضع المنبر الذي ارتقاه الإمام السجاد عليه‌السلام في بلاط الامويين ، وأورد خطبته المشهورة في مجلس يزيد. وفي موضع آخر من المسجد قبّة صغيرة تقوم على أربعة أعمدة تعرف بمقام زين العابدين ، ويقال : انّ هذا المكان هو الموضع الذي كان يستريح فيه الإمام السجاد

__________________

(١) بحار الانوار ٦٥ : ١٣٠ و ٩٨ : ١٩٥.

(٢) الغدير ١ : ٢١.

(٣) مروج الذهب ٣ : ١١٥ ، الغدير ١ : ٢١.

١١٨

عليه‌السلام. ويقع إلى جانب المنبر المذكور في القسم الشرقي من هذا المسجد «مقام رأس الحسين» وهو مزار للشيعة.

ـ الشام ، مقام رأس الحسين

الجامعة (القيد):

وهو الغلّ الذي يوضع في اليدين والرقبة. وسمي ب «الجامعة» لأنّه يجمع اليدين إلى الرقبة. نقلت بعض المصادر التاريخية انّ الإمام زين العابدين عليه‌السلام اخذ بعد استشهاد الحسين عليه‌السلام مع السبايا ، وأركبوهم الابل من غير سرج. وهذا ما رواه مسلم الجصّاص ، وبشير بن حذلم عمّا شاهداه يوم دخول السبايا إلى الكوفة (١) : «وفي عنقه الجامعة ويده مغلولة إلى عنقه».

وجاء في تاريخ الطبري : «وسرّح في أثرهم علي بن الحسين مغلولة يده إلى عنقه وعياله معه». ونقلوا السبايا إلى الشام على هذه الحال.

ـ الغل والسلاسل

جبلة بن علي الشيباني :

كان من شجعان الكوفة ، وقتل في الحملة الاولى يوم عاشوراء. وشهد صفّين مع أمير المؤمنين. واشترك في ثورة مسلم بن عقيل في الكوفة. وبعد مقتل مسلم ، ذهب إلى ديار قبيلته متخفّيا فيها ، ولمّا جاء الإمام الحسين عليه‌السلام إلى الكوفة التحق به ، وقاتل بين يديه حتى قتل. ورد ذكر اسمه في زيارة الناحية المقدّسة (٢).

الجزمة :

هي الحذاء الطويل الذي يرتديه افراد العسكر ، وخاصة في ساحة الحرب ، وأوّل ما يخطر في أذهان الناس عند ذكر هذه الكلمة هي «جزمة الشمر» ، الذي داس بالجزمة على صدر الإمام الحسين في آخر لحظات حياته ، واحتز رأسه ،

__________________

(١) أمالي الشيخ المفيد : ٣٢١.

(٢) مناقب ابن شهر اشوب ٤ : ١١٣.

١١٩

ونقلت كتب المقاتل ذلك الموقف بالصورة التالية : «وجلس على صدر الحسين وقبض على لحيته وهمّ بقتله ...» (١).

جعفر بن عقيل بن أبي طالب :

ابن عم الإمام الحسين ، وامّه تسمّى بامّ الثغر. قتل في كربلاء بين يدي الحسين. وكان يرتجز في المعركة ويقول :

أنا الغلام الأبطحي الطالبي

من معشر في هاشم وغالب

ونحن حقّا سادة الذوائب

هذا حسين أطيب الأطائب (٢)

جعفر بن علي بن أبي طالب :

ابن أمير المؤمنين وشقيق أبي الفضل العباس ، قتل في كربلاء وكان عمره عند مقتله ١٩ سنة ، وقاتله هانئ بن ثبيت الحضرمي ، أو خولي بن يزيد.

الجمّال :

روي ان احد جمالي قافلة الحسين قد عاد بعد مقتله طمعا في سلب التكّة ، فوجوه مقطوع الرأس مضمخا بدمه. فمد يده ليأخذ التكة فتحركت يد الإمام ونهضت على التكة لمنعه ، فاستخرج مدية وقطع يده ليأخذ التكة ، فحرك الإمام يده اليسرى فقطعها أيضا ، وقد اسودّ وجه هذا الرجل فيما بعد وكان يسير في طرقات مكة ويصيح «أيها الناس دلّوني على أولاد محمد» (٣) ؛ قيل ان اسمه «بريدة بن وائل» ، ونقلت هذه القضية في بعض الكتب بصور اخرى (٤).

منها ما ورد بشأن رجل يدعى أبحر بن كعب الذي جرّد الإمام من ثيابه

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ٥٦.

(٢) عوالم الإمام الحسين : ٢٧٦.

(٣) ناسخ التواريخ ٤ : ١٩ ، (نقلا عن مدينة المعاجز).

(٤) بحار الانوار ٤٥ : ٣١١ ، معالي السبطين ٢ : ٦١.

١٢٠