تراثنا العدد [ 62 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا العدد [ 62 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

ابن عمر ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « السمع والطاعة علىٰ المرء المسلم في ما أحبّ أو كره ما لم يؤمر بمعصية ، فإذا أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة . . . » (١) .

السادسة : من كلّ ما سبق يتّضح جليّاً سرّ تركيز عليّ عليه‌السلام في عهده الذي تسلّم فيه مقاليد الأُمور علىٰ إصلاح الداخل والبناء الذاتي ؛ إذ كيف يدعو الآخرين من الملل الأُخرىٰ إلىٰ الدين ، وأبناء الدين الإسلامي أنفسهم لا يعملون به ؟ ! وعطّلوه ومحوا رسومه التي كانت علىٰ عهد النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومنطق القرآن : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) (٢) . .

و ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) (٣) . .

وقال تعالىٰ : ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) (٤) .

وذكر ابن حجر في فتح الباري في شرح كتاب الفتن ، الذي صدّره

__________________

(١) صحيح البخاري ٩ / ١١٣ ح ٨ كتاب الأحكام / باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية / باب ٤ .

(٢) سورة الصفّ ٦١ : ٢ و ٣ .

(٣) سورة البقرة ٢ : ٤٤ .

(٤) سورة الأنفال ٨ : ٢٥ ـ ٢٨ .

٨١
 &

البخاري بالآية ، قال : أخرج الطبري من طريق الحسن البصري ، قال : قال الزبير : لقد خُوِّفنا بهذه الآية ونحن مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما ظننّا أنّا خُصصنا بها . .

وقال : عند الطبري من طريق علي بن أبي طلحة ، عن ابن عبّاس ، قال : أمر الله المؤمنين أن لا يقرّوا المنكر بين أظهرهم ؛ فيعمّهم العذاب .

ولهذا الأثر شاهد من حديث عديّ بن عميرة : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « إنّ الله عزّ وجلّ لا يعذّب العامّة بعمل الخاصّة حتّىٰ يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون علىٰ أن ينكروه ، فإذا فعلوا ذلك عذّب الله الخاصّة والعامّة » (١) .

فإذا لم يحكم العدل في ما بين المسلمين فكيف يطالب غيرهم به ؟ ! وقد روي ـ ما مضمونه ـ : إنّ قائلاً قال للإمام السجّاد عليّ بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام : أتركت الجهاد في الثغور وخشونته وأقبلت علىٰ الحجّ ونعومته ؟ ! وقد قال تعالىٰ : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (٢) . . الآية .

فقال له زين العابدين عليه‌السلام : « أكمل الآية » .

فقال : ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ

__________________

(١) فتح الباري ١٣ / ٤ ح ٧٠٤٨ .

(٢) سورة التوبة ٩ : ١١١ .

٨٢
 &

اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) (١) .

فقال له زين العابدين عليه‌السلام : « إذا وجدتُ مَن هم بهذا الوصف فنحن نجاهد معهم » . .

ويا له من شرط صعب ! الحفظ لحدود الله !

ولقد خطب الإمام عليّ عليه‌السلام في اليوم الثاني من بيعته بالمدينة ، فقال : « ألا إنّ كلّ قطيعة أقطعها عثمان ، وكلّ مال أعطاه من مال الله ، فهو مردود في بيت المال ؛ فإنّ الحقّ القديم لا يبطله شيء ، ولو وجدته قد تزوّج به النساء ، وفرّق في البلدان ، لرددته إلىٰ حاله ، فإنّ في العدل سعة ، ومن ضاق عنه الحقّ فالجور عنه أضيق » (٢) .

فسيف عليّ عليه‌السلام الذي أُقيم به صرح الإسلام ، وشُيّد به دعائم الدولة الإسلاميّة ، عاد مرّة أُخرىٰ لإزالة الأود والعوج الذي حصل في نظام المسلمين السياسي والاجتماعي ، وبناء النموذج الداخلي المثالي للدعوة إلىٰ الإسلام .

بل إنّ عليّاً عليه‌السلام أقام ـ قبل تسلّمه مقاليد الأُمور ـ مرابطاً في الخندق العلمي لوجه الدين الإسلامي ، أمام تحدّيات المسائل الحرجة التي ابتليت بها الأُمّة ولم يكن لها من يطّلع علىٰ حكم الشريعة فيها ، وقد ذكرت المصادر التاريخية الكثير من الموارد لذلك ، وكذا أمام تحدّي الملل والنحل الأُخرىٰ (٣) .

__________________

(١) سورة التوبة ٩ : ١١٢ .

(٢) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١ / ٩٠ ، السيرة الحلبية ٢ / ٨٧ .

(٣) لاحظ : ما أخرجه الحافظ العاصمي في كتابه : زين الفتىٰ في شرح سورة ( هَلْ أَتَىٰ ) ، في وفد النصارىٰ وأسئلتهم لأبي بكر ، وغير ذلك من الوقائع .

٨٣
 &

السابعة : وننتهي في الفتوحات إلىٰ هذه النقطة : وهي أنّ عقدة الملل الأُخرىٰ ـ لا سيّما الغربيّين ـ النفسية والذهنية تجاه الدين الإسلامي ، وعدم إقبالهم عليه ، وعدم البحث عن حلّ لمشاكلهم من منظار ديننا ـ وإن كان له أسباب متعدّدة صاغها أعداء الإسلام والمسلمين ـ مضافاً إلىٰ النفسية العدوانية ، والعقلية الاستعلائية التي تصعّر بخدّهم ؛ إلّا إنّ شطراً مهمّاً من تلك الأسباب هي ممارسات المسلمين أنفسهم ، وبالخصوص والتحديد هي رواسب الممارسات التي وقعت في فتوحات البلدان . .

فإنّ سلبيّات كيفية الأداء في هذه الفتوحات وما رافقها من تجاوز للموازين الدينية المقرّرة ، التي تحافظ علىٰ روح خُلق الشريعة ، فإنّ الحفظ لحدود الله تعالىٰ في باب الجهاد وغيره هو الكفيل الأمثل لدخول الناس أفواجاً في دين الله تعالىٰ ، والموجب لتحقّق الوعد الإلٰهي ـ الذي تأخّر إلىٰ هذا اليوم ـ بإظهار الإسلام في كافّة أرجاء المعمورة .

ونلخّص ما تقدّم في الحلقات السابقة من هذا الموضوع بجملة مختصرة ، وهي : إنّ البحث عن « عدالة الصحابة » لا بُدّ من التعمّق فيه ، ورفع الإجمال الذي يكتنفه . .

هل المراد به : كلّ الصحابة ، أم بعضهم ؟ !

ومن هم أُولئك البعض ؟ ! هل هم تكتّل بيعة السقيفة ورموزها ، أم يشمل سعد بن عبادة والأنصار والبيت الهاشمي وعليّاً عليه‌السلام وسلمان وأبا ذرّ والمقداد وعمّاراً ، وغيرهم ممّن كان في تكتّل عليّ عليه‌السلام ؟ !

فهل الدائرة هي بحسب ما يُذكر في تعريف الصحابي ، أم أضيق ؟ !

ثمّ ما المراد بالعدالة ؟ ! هل هي بمعنىٰ الإمامة في الدين ؟ !

وما المراد بحجّية قول وعمل الصحابي ؟ ! هل هي بمعنىٰ العصمة ؟ !

٨٤
 &

أم بمعنىٰ حجيّة الفتوىٰ كمجتهدين ، مثل بقية المجتهدين ، بحدود اعتبار الاجتهاد وضوابط موازينه الشرعية ؟ !

وعلىٰ هذا ، فلِمَ لا يحتمل القائل خطأ أصحاب السقيفة في بيعتهم ، وخطأ اجتهادهم مع وجود النصَّين القرآني والنبوي علىٰ إمامة عليّ عليه‌السلام ؟ !

ولِمَ يدّعي القائل امتناع احتمال ذلك ؟ !

وكيف يبيّن الملازمة بين فضيلة الشيخين ، وبين امتناع خطأ اجتهادهما ، بعد فرض تسليمه بعدم عصمتهما ؟ !

وإذا كانت المسألة اجتهاديّة فلم لا يسوّغ الاجتهاد المخالف ؟ !

أم هي بمعنىٰ حجّية روايتهم كرواة ثقات ، بحدود حجّيّة قول الراوي في الخبر ؟ !

ثمّ ما هو الغرض المترتّب علىٰ سدّ الحديث والكلام عمّا وقع منهم وبينهم ؟ !

وكيف يتلاءم ذلك مع دعوىٰ الاقتداء بهم ، إذا لم تعرف سيرتهم وأعمالهم ؟ !

ونذيّل المقال ببعض الأحاديث التي ذكرها أصحاب الصحاح :

١ ـ روىٰ البخاري في صحيحه ، عن أبي وائل ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : إنّ المنافقين اليوم شرّ منهم علىٰ عهد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كانوا يومئذ يسرّون واليوم يجهرون (١) .

وهو مثار سؤال واجه كثيراً من الباحثين في التاريخ الإسلامي ؛ إذ أنّ

__________________

(١) صحيح البخاري ٩ / ١٠٤ ح ٥٦ كتاب الفتن ب ٢١ .

٨٥
 &

القرآن الكريم في سوره المباركة أشار إلىٰ مشكلة كبيرة وخطيرة كانت قائمة تواجه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسلمين ، وهي أصناف وطوائف المنافقين ، وقد أشرنا في ما سبق إلىٰ بعض تلك السور الكريمة ، ولا يفتأ القرآن يتابعهم في كلّ خطواتهم ، التي كانت خطيرة علىٰ أوضاع المسلمين حتّىٰ آخر حياة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . .

ولكن فجأة لا يرىٰ الباحث في التاريخ وجوداً لهذه المشكلة بعد وفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ! فهل إنّ أفراد طوائف ومجموعات النفاق قد تابوا وآمنوا بعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ ! أم إنّ الوضع ـ كما يصفه حذيفة بن اليمان ، الخبير بمعرفة المنافقين ، كما في روايات الفريقين ، والذي شهد مؤامرة العقبة التي دُبّرت في غزوة « تبوك » لاغتيال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ عاد مؤاتياً لتحرّكهم وفسح المجال لهم بالجهر بمقاصدهم التي يحيكونها ضدّ الإسلام ؟ !

٢ ـ وروىٰ أيضاً ، عن أبي الشعثاء ، عن حذيفة ، قال : إنّما كان النفاق علىٰ عهد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأمّا اليوم فإنّما هو الكفر بعد الإيمان (١) .

٣ ـ وروىٰ مسلم في صحيحه ، عن قيس ، قال : قلت لعمّار : أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر عليٍّ ، أرأياً رأيتموه ، أو شيئاً عهده إليكم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ !

فقال : ما عهد إلينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيئاً لم يعهده إلىٰ الناس كافّة ، ولكن حذيفة أخبرني ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في أصحابي اثنا عشر منافقاً ، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتّىٰ يلج الجمل في

__________________

(١) صحيح البخاري ٩ / ١٠٤ ح ٥٨ كتاب الفتن ب ٢١ .

٨٦
 &

سمّ الخياط ، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة ؛ وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم .

والذيل من قول الراوي عن شعبة ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن قيس (١) .

وروىٰ مثله بطريق آخر (٢) .

وما قاله عمّار بيّن ؛ لأنّ تنصيب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ عليه‌السلام يوم الغدير كان علىٰ ملأ الناس الراجعين من حجّة الوداع ، وغيرها من المواطن الأُخرىٰ ، وإنّما أراد عمّار بيان أنّ مناوئي عليّ عليه‌السلام وخصومه كان حذيفة قد عدّهم من الاثني عشر منافقاً الّذين يمتنع دخولهم الجنّة .

٤ ـ وروىٰ بعد الحديثين السابقين ، عن أبي الطفيل ، قال : كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس ، فقال : أُنشدك بالله ، كم كان أصحاب العقبة ؟ قال : فقال له القوم : أخبره إذ سألك !

قال : كنّا نخبر أنّهم أربعة عشر ، فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر ، وأشهد بالله أنّ اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد (٣) . . الحديث .

٥ ـ وروىٰ مسلم ، عن ابن عمر : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام عند باب حفصة ، فقال بيده نحو المشرق : « الفتنة ها هنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان » قالها مرّتين أو ثلاثاً (٤) .

__________________

(١) صحيح مسلم ٨ / ١٢٢ كتاب صفات المنافقين وأحكامهم .

(٢) صحيح مسلم ٨ / ١٢٢ كتاب صفات المنافقين وأحكامهم .

(٣) صحيح مسلم ٨ / ١٢٣ كتاب صفات المنافقين وأحكامهم .

(٤) صحيح مسلم ٨ / ١٨١ كتاب الفتن وأشراط الساعة .

٨٧
 &

وقال عبيد الله بن سعيد في روايته : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند باب عائشة (١) . .

وروىٰ عن ابن عمر ، قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بيت عائشة فقال : رأس الكفر من ها هنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان . يعني المشرق . والذيل من تفسير الراوي (٢) .

٦ ـ وروىٰ أيضاً ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : أخبرني من هو خير منّي ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعمّار حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول : بؤس ابن سميّة ، تقتلك فئة باغية . وفي طريق : ويس أو : يا ويس ابن سميّة (٣) . .

قال النووي في شرح الحديث : قال العلماء : هذا الحديث حجّة ظاهرة في أنّ عليّاً رضي‌الله‌عنه كان محقّاً مصيباً ، والطائفة الأُخرىٰ بغاة ، لكنّهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك ، كما قدّمناه في مواضع ، منها هذا الباب . .

وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أوجه ، منها :

إنّ عمّاراً يموت قتيلاً ، وإنّه يقتله مسلمون ، وإنّهم بغاة ، وإنّ الصحابة يقاتلون ، وإنّهم يكونون فرقتين : باغية وغيرها ، وكلّ هذا وقع مثل فلق الصبح ، صلّىٰ الله وسلّم علىٰ رسوله الذي لا ينطق عن الهوىٰ إن هو إلّا وحي يوحىٰ (٤) .

وروىٰ بطرق أربعة أُخرىٰ ما يقرب من ألفاظ هذا الحديث من أنّ

__________________

(١) صحيح مسلم ٨ / ١٨١ كتاب الفتن وأشراط الساعة .

(٢) صحيح مسلم ٨ / ١٨١ كتاب الفتن وأشراط الساعة .

(٣) صحيح مسلم ٨ / ١٨٥ ـ ١٨٦ كتاب الفتن وأشراط الساعة .

(٤) صحيح مسلم بشرح النووي ١٨ / ٣٤ ح ٢٩١٦ .

٨٨
 &

عمّاراً تقتله الفئة الباغية (١) .

هذا ، وإذا كان النووي يجوّز خطأ اجتهاد معاوية لوجود النصّ علىٰ حقّ وصواب عليٍّ عليه‌السلام ، فلِمَ لا يجوّز النووي وأهل الجماعة خطأ اجتهاد الشيخين مع وجود النصّ علىٰ عليّ عليه‌السلام ؟ !

فإذا كان الاجتهاد ممكن مع وجود النصّ ، ويمكن تأوّل المجتهد للنصّ ، فلِمَ لا يمكن خطأ المجتهد في تأوّله ؟ !

ولِمَ يمتنع خطأ اجتهاد أصحاب السقيفة في تأوّلهم للنصّ علىٰ عليّ عليه‌السلام ؟ !

ولِمَ لا يسوّغ أهل الجماعة لأنفسهم الاجتهاد في صحّة أو خطأ بيعة السقيفة ، ويفتحوا باب الاجتهاد في ذلك ما دامت أنّ المسألة اجتهادية ؟ !

فكيف يدّعون فيها الضرورة أو التسالم ويغلقون باب الاجتهاد والفحص والتحرّي عن الحقيقة ؟ !

٧ ـ وروىٰ أيضاً ، عن أبي إدريس الخولاني ، كان يقول حذيفة بن اليمان : والله إنّي لأعلم الناس بكلّ فتنة هي كائنة في ما بيني وبين الساعة وما بي إلّا أن يكون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أسرّ إليّ في ذلك شيئاً لم يحدّثه غيري ، ولكنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال وهو يحدّث مجلساً أنا فيه عن الفتن (٢) . . الحديث .

وروىٰ أيضاً ، عن عبد الله بن يزيد ، عن حذيفة ، أنّه قال : أخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما هو كائن إلىٰ أن تقوم الساعة ، فما منه شيء إلّا وقد

__________________

(١) صحيح مسلم ٨ / ١٨٥ ـ ١٨٦ ، صحيح مسلم بشرح النووي ١٨ / ٣٣ ـ ٣٤ ح ٢٩١٥ و ٢٩١٦ .

(٢) صحيح مسلم ٨ / ١٧٢ كتاب الفتن وأشراط الساعة .

٨٩
 &

سألته ، إلّا أنّي لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة (١) .

٨ ـ ورووا في الصحاح ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « بينا أنا قائم ـ يعني يوم القيامة علىٰ الحوض ـ إذا زمرة ، حتّىٰ إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلمّ .

فقلت : أين ؟ !

فقال : إلىٰ النار والله .

قلت : وما شأنهم ؟ !

قال : إنّهم ارتدّوا بعدك علىٰ أدبارهم القهقرىٰ ـ إلىٰ أن قال : ـ فلا أراه يخلص منهم إلّا مثل همل النعم » (٢) . . الحديث .

وهو يطابق قوله تعالىٰ : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) (٣) .

ومفاد الآية ملحمة قرآنية عمّا بعد حياة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ثمّ إنّ القائلين بعدالة الصحابة ما داموا لا يرون في تفسير فضيلة الشيخين معنىٰ العصمة ، فلِمَ يدّعون الملازمة بين اجتهادهما في أمر الخلافة وبين الصواب ، وأنّ تخطئتهما في ما اجتهدا فيه مخالفة لضرورة الدين أو للمتسالم عندهم ؟ !

أليست دعوىٰ ضرورة صوابهما هي تثبيت عصمتهما ؟ !

__________________

(١) صحيح مسلم ٨ / ١٧٢ كتاب الفتن وأشراط الساعة .

(٢) صحيح البخاري ٨ / ٢١٧ ح ١٦٦ كتاب الرقاق باب الحوض .

(٣) سورة آل عمران ٣ : ١٤٤ .

٩٠
 &

أَوَليس امتناع الخطأ منهما ينافي القول بأنّ ما أتيا به هو اجتهاد منهما ؟ !

كما إنّه ما هو المحصّل من وراء الفضيلة لهما ؟ !

هل بمعنىٰ امتناع خطئهما ، وأنّ ما أتيا به لا يمكن أن يُخطئ الواقع ؛ فبتوسّط تلك الفضيلة لم يكن ما يريانه اجتهاد ، وإنّما هو عين اللوح المحفوظ ؟ ! !

كلّ هذه الجهات يراها الناظر مدمجة عند القائلين بالمقالة المزبورة !

للبحث صلة . . .

٩١
 &

معجم مؤرّخي الشيعة حتّىٰ نهاية القرن السابع الهجري ( ٦ )

صائب عبد الحميد

١٧٩ ـ محمّد بن عمر بن يحيىٰ بن الحسين ( ت ٤٠٧ هـ ) (١) :

الشريف أبو طالب بن أبي علي الحسيني .

النسّابة ـ كان فاضلاً ـ ، ووالده عمر الشريف هو الذي ردّ الحجر الأسود إلىٰ الكعبة سنة ٣٣٩ هـ .

وجدّه أبو الحسين يحيىٰ كان نقيب النقباء ، وجدّه الأعلىٰ الحسين كان عالماً نسّابة ، وكان قد ورد العراق سنة ٢٥١ هـ .

ذكره في عمدة الطالب .

١٨٠ ـ محمّد بن القاسم الطوسي ( ق ٦ ) (٢) :

يظهر أنّه عاش في النصف الثاني من القرن الخامس ، أو في القرن السادس ، فهو ممّن استدركه ابن شهرآشوب ـ المتوفّىٰ سنة ٥٨٨ هـ ـ علىٰ

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة ق ٥ / ١٨٢ .

(٢) معالم العلماء ـ لابن شهرآشوب ـ : ١١٧ رقم ٧٧٩ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ١٦٥ رقم ١١٦٠٧ .

٩٢
 &

الشيخ الطوسي ، المتوفّىٰ سنة ٤٦٠ هـ .

له في التاريخ :

الملاحم والفتن وما أصاب السلف ويصيب الخلف من المحن ؛ والذي يدخل في التاريخ من هذا الكتاب هو القسم الأوسط الخاصّ بذِكر ما أصاب السلف .

١٨١ ـ محمّد بن مبشّر ( ق ٢ ) (١) :

ويلقّب : « حبيش » ؛ روىٰ عن الإمام محمّد الباقر بن عليّ بن الحسين عليه‌السلام .

له في التاريخ :

١ ـ أخبار السلف ؛ قال النجاشي : كتاب كبير حسن .

٢ ـ كتاب جمل وصيّة محمّد بن الحنفية .

١٨٢ ـ محمّد بن محمّد بن عبد الله ( ق ٦ ) (٢) :

أبو علي ، وقيل : جدّه عبيد الله .

له في التاريخ :

١ ـ أخبار عيون بني هاشم .

٢ ـ فضل قريش علىٰ كافّة العرب .

__________________

(١) الفهرست ـ للشيخ الطوسي ـ : ٢٣٥ رقم ٧٠٤ ؛ وفي الطبعة القديمة ـ : ١٥٥ رقم ٦٩٠ ـ : ميسّر ، رجال النجاشي : ١٤٦ رقم ٣٧٩ ، معالم العلماء : ١١١ رقم ٧٦٠ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ١٨٣ رقم ١١٦٦٢ ورقم ١١٦٦٣ .

(٢) معالم العلماء : ١١٧ رقم ٧٨٢ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ١٩٨ رقم ١١٧٠١ .

٩٣
 &

٣ ـ فضائل أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١٨٣ ـ محمّد بن محمّد العبيدلي ( ت ٤٣٥ هـ ) (١) :

أبو الحسن محمّد بن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن علي الصالح بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر ابن الإمام عليّ بن الحسين عليه‌السلام .

ويعرف بشيخ الشرف وقوام الشرف ، صاحب الصندوق . . عالم أديب ، صادق كريم .

حدّث عن الشريف أبي محمّد الحسن ابن أخي طاهر ، المتوفّىٰ سنة ٣٥٨ هـ ، وعمّر طويلاً .

له في التاريخ :

١ ـ مقدّمة في النسب ؛ قال صاحب عمدة الطالب : أوّل ما قرأت في علم النسب هذه المقدّمة .

٢ ـ تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب ؛ منه نسخة كتبت سنة ٩٦٩ هـ ، بخطّ محمّد بن علي بن أسد الحلّي ، فيها نواقص كثيرة .

ذكر في أوّله : « باب ذكر أسماء أوائل القبائل من قريش وأُصولها

__________________

(١) وقد ذكر ابن الفوطي عَلماً مطابقاً لصاحب الترجمة في الاسم وٱسم الأب واللقب والنسب ، فربّما وقع بينهما خلط ، لا سيّما عند الاختصار ، وهو : قوام الشرف ، أبو الفتح ، محمّد بن محمّد بن محمّد الأشتري العبيدلي النقيب .

انظر : مجمع الآداب ـ لابن الفوطي ـ ٣ / ٥٣٥ رقم ٣١٤٣ ، عمدة الطالب : ٣٣٢ ، الذريعة ٤ / ٥٠٨ رقم ٢٢٧٢ وج ٢ / ٣٧٤ رقم ١٥٠٨ وج ١١ / ١١٨ رقم ٧٣٧ وج ٢٢ / ٩٠ رقم ٢١٢ ، معجم أعلام الشيعة ـ للسيّد عبد العزيز الطباطبائي قدس‌سره ـ ١ / ٤٢٢ رقم ٥٨٠ .

٩٤
 &

وفروعها » ، وبعده : « باب أسماء القبائل وبعض ألقابها » ، ثمّ يذكر الأعقاب .

وقد صنّفه سنة ٤٢٠ هـ ؛ فقد ذكر في ترجمته لنفسه : « ولم يعقّب صاحب هذا الكتاب من الذكور أحداً إلىٰ آخر سنة عشرين وأربعمائة » .

وعن هذا الكتاب ينقل صاحب رياض العلماء نسب الشريف المرتضىٰ .

ذكر له الطهراني كتاباً بعنوان الأنساب ، والظاهر أنّهما واحد ، قال : نقل عنه السيّد أحمد بن محمّد بن المهنّا العبيدلي في كتابه التذكرة في النسب .

٣ ـ رسالة الانتصار لبني فاطمة الأبرار ؛ انتصر فيه لبعض العلويّين ؛ إذ برّأهم من التهم التي وجّهها إليهم خصومهم حتّىٰ وسموهم بالأشرار .

١٨٤ ـ محمّد بن محمّد بن مانگديم الحسيني ( ق ٦ ) (١) :

السيّد مجد الدين القمّي ، النسّابة .

كان أبوه وجدّه من العلماء الكبار ، وجدّه مانگديم هو ابن إسماعيل ابن عقيل بن عبد الله بن الحسين بن جعفر بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن الحسين الأصغر بن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام .

له في التاريخ :

الأنساب .

__________________

(١) الفهرست ـ لمنتجب الدين ـ : ١٧٨ رقم ٤٤٣ ، طبقات أعلام الشيعة ق ٦ / ٢٨٦ ، وق ٥ / ١٤٦ وص ٢٨١ ، الذريعة ٢ / ٣٧٤ رقم ١٥٠٧ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٠ رقم ١١٧٠٨ .

٩٥
 &

١٨٥ ـ محمّد بن محمّد بن أبي الغنائم ( ت ٥٩٤ هـ ) (١) :

السيّد النقيب ، تاج الشرف وقوام الشرف ، المعروف بابن السخطة العلوي ، الحسيني ، البصري ؛ وهو محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد ابن المهتدي بالله الهاشمي الخطيب .

سمع القاضي أبا بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري النصري ، وغيره ، وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن الدامغاني سنة ٥٧٨ .

كان أديباً ، خطيباً مفوّهاً ، تولّىٰ الخطابة بجامع القصر سنة ٥٨٥ ، وكان علىٰ ذلك إلىٰ أن توفّي في يوم الخميس ١٥ محرّم سنة ٥٩٤ هـ .

يروي عنه النقيب محمّد بن محمّد بن أبي زيد الحسن العلوي الحسني البصري ، كما في أسانيد حجّة الذاهب للسيّد فخّار بن معد .

١٨٦ ـ محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري ( ت ٤١٣ هـ ) (٢) :

الشيخ المفيد ، أبو عبد الله ، ابن المعلّم ، مولده سنة ٣٣٦ هـ .

فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والحديث وسائر فنون

__________________

(١) مجمع الآداب ـ لابن الفوطي ـ ٣ / ٥٣٥ رقم ٣١٤٢ وص ٥٣٦ رقم ٣١٤٤ ، تاريخ الإسلام ـ للذهبي ـ : وفيات سنة ٥٩٤ هـ ، طبقات أعلام الشيعة ق ٦ / ٢٨٢ .

(٢) رجال النجاشي : ٣٩٩ رقم ١٠٦٧ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٥٧ رقم ٦٩٦ ، معالم العلماء : ١١٢ رقم ٧٦٥ ، تاريخ بغداد ٣ / ٢٣١ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٤٤ ، شذرات الذهب ٣ / ١٩٩ وص ٢٢٠ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢٥٨ ، الذريعة ٥ / ١٤١ رقم ٥٩٥ وج ٦ / ٢٨٦ رقم ١٥٤٩ وج ١٠ / ٢١١ رقم ٥٧٩ وج ٢٠ / ٣٨٤ رقم ٣٥٥١ وص ٣٨٦ رقم ٣٥٧١ وص ٣٩٣ رقم ٣٦٢٥ وج ٢٢ / ٣١٧ رقم ٧٢٥٩ وج ٢٦ / ٧٨ رقم ٣٧٣ .

٩٦
 &

العلم ، سيّد أهل زمانه في ذلك كلّه . له مناظرات واسعة مع أبي بكر الباقلاني إمام الأشاعرة في عصره ، ومع شيوخ المعتزلة آنذاك . معروف بالتصانيف البديعة ، التي شملت : الكلام ، الفقه ، علوم القرآن ، التفسير ، الحديث ، والتاريخ .

وهو شيخ الشريفين الرضي والمرتضىٰ ، والشيخ الطوسي ، والكراجكي .

له في التاريخ :

١ ـ الإرشاد في معرفة حجج الله علىٰ العباد ؛ مطبوع حديثاً في مجلّدين ، فيه تفصيل مناسب عن سير الأئمّة الاثني عشر عليهم‌السلام ، اعتمد فيه المشهور من روايات المؤرّخين ، وما ورد عن أهل البيت عليهم‌السلام في هذا الشأن . وتجنّب الشواذّ والنوادر كثيراً ، فجاء كتاباً علمياً ، لعلّه الأهمّ في بابه .

٢ ـ الجمَل ، أو « النُصرة في حرب البصرة » ، أو « النصرة لسيّد العترة » ؛ مطبوع حديثاً ، وفيه تفصيل لوقعة الجمل ، مشحون بالحجاج الكلامي أيضاً .

٣ ـ إيمان أبي طالب ؛ مطبوع حديثاً .

٤ ـ تاريخ الشيعة . . وذكر له كتاب بعنوان تاريخ الشريعة وهو عنوان فريد من عصره ، ولعلّه مصحّف عن تاريخ الشيعة ، أو « التواريخ الشرعية » الآتي .

٥ ـ مسارّ الشيعة ، أو « التواريخ الشرعية » ، مطبوع حديثاً ، في الأيّام التي يحتفل بها الشيعة ، وهي أيّام تاريخ الإسلام العامّة ، ابتداءً بالمولد النبويّ الشريف ، ومولد الإمام عليّ عليه‌السلام ، ويوم المبعث ، ويوم الهجرة ،

٩٧
 &

وهكذا . . .

٦ ـ وله أُجوبة علىٰ مسائل في التاريخ ، مثل : تزويج عمر أُمّ كلثوم بنت أمير المؤمنين عليه‌السلام ، تزويج عثمان من بنات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، خبر مارية ، مسألة في أقضىٰ الصحابة ، ومسألة في معرفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالكتابة . . يغلب عليها النقد التاريخي القائم علىٰ مناقشة الأسانيد والتحليل العقلي .

كتب أُخرىٰ منسوبة إليه :

١ ـ المناقب والمثالب ؛ نسبه إليه صاحب كتاب المناقب الفاخرة ، كما نقل عنه السيّد هاشم التوبلي في روضة العارفين حكاية ديك الجنّ مع الرشيد ، وكذا عن حكاية ديك الجنّ في عقد اللآلِ مصرّحاً بأنّ المناقب الفاخرة للسيّد الشريف الرضيّ ، وأنّه نقل عن كتاب المناقب والمثالب من تصنيف الشيخ المفيد هذه الحكاية .

٢ ـ حدائق الرياض وزهرة المرتاض ؛ فيه أخبار تاريخية كثيرة علىٰ ما يبدو ، نسبه إليه السيّد ابن طاووس في الإقبال ونقل عنه كثيراً .

٣ ـ الردّ علىٰ العتيقي في الشورىٰ .

١٨٧ ـ محمّد بن مَزْيَد ، ابن أبي الأزهر ( ت ٣٢٥ هـ ) (١) :

محمّد بن مزيد بن محمود بن راشد ، أبو بكر الخزاعي ، المعروف بابن أبي الأزهر البوشَنْجي النحوي .

حدّث عن طائفة من العلماء ، منهم : إسحاق بن إسرائيل ، والزبير بن

__________________

(١) مروج الذهب ١ / ـ المقدّمة ـ ٢٥ ، تاريخ بغداد ٣ / ٢٨٨ رقم ١٣٧٦ ، الذريعة ٣ / ٢١٩ رقم ٨٠٩ وج ١١ / ٤٠ رقم ٢٤٠ وج ٢٥ / ٢١٧ رقم ٣٥٣ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٢٢ رقم ١١٧٥٧ .

٩٨
 &

بكّار ، وروىٰ عنه أبو بكر ابن شاذان ، وأبو الحسن الدارقطني ، والمعافىٰ بن زكريّا .

مؤرّخ ، أديب ، له شعر كثير .

له في التاريخ :

١ ـ التاريخ ؛ اعتمده المسعودي في مروج الذهب ، وأسماه تاريخ ابن أبي الأزهر .

٢ ـ الهرج والمرج ، أو « الهرج والأحداث » ؛ في تاريخ المستعين والمعتز العبّاسيَّين ، ذكره المسعودي أيضاً في مقدّمة مروج الذهب .

٣ ـ أخبار العقلاء والمجانين ؛ رسالة .

١٨٨ ـ محمّد بن مسعود العيّاشي ( ق ٣ ) (١) :

محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي ، السمرقندي ، أبو النضر .

كان سُنّياً ثمّ تشيّع أيّام شبابه ، وحدّث عن مشاهير حفّاظ زمانه ، وٱنتقل إلىٰ الكوفة بعد سنة ٢٦٠ هـ .

كان عالماً واسع الأُفق ، جعل داره كالمؤسّسة الثقافية ، أو دار العلم ، فهي مكتظّة بطلبة العلوم بين ناسخ ومقابل وقارئ ومعلّق ، وأنفق سائر

__________________

(١) الفهرست ـ للنديم ـ : ٢٤٤ ـ ٢٤٦ ، رجال النجاشي : ٣٥٠ رقم ٩٤٤ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٣٦ ـ ١٣٩ رقم ٥٩٣ ، معالم العلماء : ٩٩ رقم ٦٦٨ ، طبقات أعلام الشيعة ق ٤ / ٣٠٥ ، الذريعة ١ / ٨٥ رقم ٤٠٣ وج ٢ / ٣٥٦ رقم ١٤٣٦ وص ٤٧٨ رقم ١٨٧٤ وج ١١ / ٢٣٩ رقم ١٤٥٨ وج ١٢ / ٢٧٩ رقم ١٨٧٢ وص ٢٨٠ رقم ١٨٧٨ ورقم ١٨٨٠ وج ٢٢ / ١٥٧ رقم ٦٤٩٢ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٢٤ رقم ١١٧٦٨ .

٩٩
 &

تركة أبيه علىٰ العلم والحديث ، وكانت ثلاثمائة ألف دينار .

صنّف أكثر من مائتي كتاب .

له في التاريخ :

١ ـ الأنبياء والأئمّة عليهم‌السلام .

٢ ـ الأوصياء عليهم‌السلام . وقد ذكر ابن شهرآشوب الكتابين في كتاب واحد يجمعهما .

٣ ـ محنة الأوصياء ؛ وفي نسخة من فهرست النديم وفهرست الطوسي : « محبّة الأوصياء » ؛ فإذا صحّ هذا فلا يعدّ داخلاً في كتب التاريخ .

٤ ـ إمامة عليّ بن الحسين عليه‌السلام .

٥ ـ سيرة أبي بكر .

٦ ـ سيرة عمر .

٧ ـ سيرة عثمان .

٨ ـ سيرة معاوية .

والكتب الأربعة الأخيرة كان قد كتبها قبل أن يتشيّع .

٩ ـ كتاب مكّة والحرم .

١٠ ـ كتاب الرضا عليه‌السلام .

١١ ـ معرفة الناقلين ؛ في الرجال .

١٨٩ ـ محمّد بن مفضّل بن إبراهيم الأشعري ( ق ٣ ) (١) :

محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس بن رمّانة .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٤٠ رقم ٩١١ ، الذريعة ١٩ / ٣٥٨ رقم ١٥٩٧ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٦٨ رقم ١١٨١٦ .

١٠٠