تراثنا ـ العدد [ 61 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 61 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٣٨

١

محتوات العدد

*كلمة التحرير :

«احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون إليها».

................................................................. هيئة التحرير ٧

*تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (١٦).

................................................. السيّد علي الحسيني الميلاني ١٣

*عدالة الصحابة (٤).

.......................................................... الشيخ محمّد السند ٥٤

*معجم مؤرّخي الشيعة (٥).

............................................................ صائب عبدالحميد ٨٢

*دليل المخطوطات (٧) ـ مكتبة الفيض المهدوي.

............................................ السيّد أحمد الحسيني الاشكوري ١٠٨

٢

*فهرس مخطوطات مكتبة أميرالمؤمنين العامّة / النجف الأشرف (٦).

........................................ السيّد عبدالعزيز الطباطبائي قدّس سرّه ١٣٥

*مصطلحات نحوية (١٥).

...................................................... السيّد علي حسن مطر ١٦٩

*من ذخائر التراث :

*مرثية الإمام الحسين عليه السلام. نظم : الملّا حبيب الله بن علي مدد الشريف الكاشاني.

............................................... تحقيق : فارس حسّون كريم ١٨٧

* من أنباء التراث.

................................................................ هيئة التحرير ٢١٩

*صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة مرثيّة الامام الحسين عليه السلام للملّا حبيب الله الشريف الكاشاني (١٢٦٢ ـ ١٣٤٠ هـ) ، المنشورة في هذا العدد ، ص ١٨٧ ـ ٢١٨.

٣
٤

٥
٦

كلمة العدد :

احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها

بسم الله الرحمن الرحيم

لم يترك أئمة أهل البيت عليهم‌السلام جانبا من جوانب الحياة العملية في الإسلام إلا وأوضحوا حكم الله فيه للفرد والجماعة ، حتى غدا الدين الحنيف منظومة متكاملة ..

وغير خفي على أحد ما للكتاب من دور أساس في نقل علومهم عليهم‌السلام إلى الأجيال من بعدهم حتى قيام الساعة ، فهو ـ أي الكتاب ـ الوعاء الذي يجمع بين دفتيه شتى أخبارهم ورواياتهم وتفاصيل أحكامهم وحيواتهم المباركة ، وقد درج على القيام بذلك جل أصحابهم وأتباعهم من خلال ما حبرته أقلامهم في دأب منقطع النظير واجتهاد في إيصال كلمة الحق إلى شيعتهم وغيرهم .. معرضين أنفسهم إلى صنوف التنكيل وقطع الأعناق والأرزاق من حكام عصورهم ، من أمراء الجور والانحراف ..

وهكذا استمرت تلك المسيرة الحقة حتى وصلت بين أيدينا أمانتها



٧

والقيام بأمرها فلله الحمد والفضل وعليه التوكل ..

وقد يبدو ـ قبل هذه المقدمة ـ من الغرابة بمكان أن يصرح سادة المذهب عليهم‌السلام ـ كما ورد في أكثر من خبر وعن غير واحد من المصادر ـ بهذه الوتيرة الواضحة والأسلوب المباشر حاثين مواليهم قائلين : «احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها»!

هكذا أمروا عليهم‌السلام أصحابهم وشيعتهم ، ذلك لأنهم كانوا يعلمون ما للكتابة والتدوين من دور ـ وأي دور ـ للانتصاف لخطهم بعد انكشاف حجب التضليل والتزييف عندما يتغير الزمان لصالح خطهم ومدرستهم العظيمة ، وإن أنظار أهل الفكر وذوي القلم ستتوجه إليهم مكتشفة أن علوم الدين ومعالمه لا بد أن تؤخذ من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا من غيرهم ، فهم الأمناء عليه دون سواهم .. وقد أثبتت الأيام هذه الحقيقة ، وكان الواقع كما أخبروا ، فالإقبال على فهم هذا الدين والتمسك بعراه من خلال مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام ما يزال في ازدياد ، ذلك لأن الناس قد أدركوا أن الإسلام الحق والصراط المستقيم إنما هو خط العترة الطاهرة الذين أنعم الله عليهم كما ورد بتفسير قوله تعالى : (صراط الذين أنعمت عليهم) (١) ، وجعلهم الوعاة لدينه كما ورد بتفسير قوله تعالى : (وتعيها أذن واعية) (٢) ، وهم الذين أحصى الله فيهم كل شئ كما ورد في تفسير قوله تعالى : (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) (٣) ..

__________________

(١) سورة الفاتحة ١ : ٧.

(٢) سورة الحاقة ٦٩ : ١٢.

(٣) سورة يس ٣٦ : ١٢.

٨

كيف لا؟! والوقوف على هذا الدين في أسراره وحقائقه إنما هو من خصائص من عصمه الله تعالى ، ولذا قال ـ جل من قائل ـ : (لا يمسه إلا المطهرون) (١) ، ولا ريب إنهم الذين نزل فيهم قوله عزوجل : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ..) (٢) ..

ولا ريب في إن الإسلام الخالص من شوائب الأهواء والقياسات والاستحسانات .. إلي آخره ، إنما هو عند أهل البيت عليهم‌السلام ومن هنا كان الواجب المحتم على أتباعهم الحفاظ ـ ما أمكنهم ـ على تراثهم المدون في الأسفار والكتب الحاوية لتعاليمهم والمشتملة على معارفهم اتصل إلى الأجيال اللاحقة بعد أن وعتها آذان وقلوب الأسلاف والآباء ولكي تظل لهم مشاعل هداية وسعادة في الدنيا والآخرة. ويجدر بنا ـ في هذا المضمار ـ أن نتابع حركة الحفاظ على هذا التراث المبارك بحسب اختلاف الأدوار والأزمنة والطرق والأسباب اللازمة .. فيمكننا تلخيص ذلك بما يلي :

١ ـ في عصور الأئمة عليهم‌السلام والقرون اللاحقة لها فقد أدى العلماء والمحدثون ما كان عليهم بما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، فقد دونوا أقوال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمة عليهم‌السلام على الألواح والخشب والجلود وغيرها .. حافظين تلك الأقوال من الضياع والنسيان والتغيير والتحريف.

٢ ـ ثم جاء الذين بعدهم في عصور لاحقة تطورت فيها حركة الكتابة والتدوين بتوفر الورق ، فكتبوا ما وصل إليهم من تلك الألواح والمدونات ، وساهموا في الحفاظ على هذا التراث المقدس من جهتين :

__________________

(١) سورة الواقعة ٥٦ : ٧٩.

(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.

٩

الأولى : الإبقاء على الأخبار والروايات والحفاظ عليها من التبعثر والتشتت بجمعها في كتب مدونة مجلدة.

والثانية : استدامة ذلك باستنساخها بأقلام الناسخين من ذوي الفضل والخط واقتناء الآثار والكتب.

٣ ـ ثم جاء دور الطباعة حيث مرت ـ كما هو معلوم ـ بمراحل عديدة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم ، وربما تجتاز ذلك إلى مراحل أرقى في المستقبل ، وقد نشطت في هذا الدور حركة طبع الكتاب ونشره بين الناس وتوفره في الأسواق والبيوت ودور النشر ومعارض الكتاب بما لا مزيد عليه ، ومن هنا تبرز أهمية هذا الدور الثالث في نشر تراث أهل البيت عليهم‌السلام وإيصاله إلى يد كل أحد بتحقيقه وإلباسه حللا لائقة من الخط والطباعة والإخراج والتجليد وغير ذلك ..

ولقد واجه هذا التراث العظيم في جميع هذه الأدوار أخطارا كثيرة وصعوبات جمة .. إذ لم يكن من السهل الاحتفاظ بكل هذا العدد من الألواح والمدونات ـ في الدور الأول ـ من الضياع والتبعثر ، والإتلاف والسرقة ، والماء والنار ، وغير ذلك بما تجئ به الحوادث والطوارئ : العمدية منها عن سوء قصد أو جهل ، وغير العمدية كالحوادث السماوية والآفات الأرضية ..

وغير خفي ـ أيضا ـ أن للحفاظ على الكتاب الخطي والمنسوخ مستلزمات ضرورية قد لا تتوفر كل حين .. حتى جاء دورنا الحاضر.

وإن أول ما يجب علينا في مقام «الاحتفاظ بكتبنا» هو المحافظة على ما وصل إلينا من «تراثنا» بين القصور والتقصير من مختلف أنواع الأخطار والتحديات.

١٠

ثم يأتي دور «الاحتفاظ» بالكتب والإبقاء عليها عن طرق التحقيق والطبع والنشر .. وقد تكون هذه المرحلة أشد خطورة من غيرها وأكبر أهمية .. فكما إنه لا مجال لإنكار ما للمطابع ووسائل الطباعة من دور أساس في الاحتفاظ بالكتب وبث العلوم ونشر المعارف .. كذلك أيضا لا مندوحة من الخشية عليها من المدعين وغير ذوي الكفاءة والمروءة .. تماما بنفس درجة الخوف عليها من الأعداء والمخالفين في الأدوار السابقة .. إذ إن الخشية ـ اليوم ـ تكمن في وقوعها تحت طائلة التحريف لمتونها أو البتر والإضافة وعدم مراعاة الأمانة الأخلاقية والعلمية في ذلك.

ولقد كان تحريف النصوص في كتب غيرنا شائعا وسائدا منذ القرون الأولى حتى يومنا هذا .. فكم من حديث ينقل عن بعض الكتب في المصادر المعتبرة وأنت لا تجده في الكتاب المنقول عنه أصلا ، أو قد تجده بلفظ آخر ، وكم من واقعة أو إشارة تاريخية وقضية عقائدية دينية حاولوا كتمانها أو التعتيم عليها أو مسخها وتزييفها .. ثم جاء الناشرون ـ ويا بئس ما فعلوا ـ فزادوا ونقصوا كما شاؤوا وشاءت أهواؤهم ومصالحهم ونظراتهم الضيقة ، وتزلفهم لهذا أو ذاك ، وتعصبهم لرأي أو موقف ، وإصرارهم على نسبة الفضل إلى أحد وغمط حق آخر ، بعيدا عن الخوف من الله ، والحق والمروءة وما تقتضيه الأمانة.

أما كتبنا ، فقد وصلت إلينا ـ والحمد لله ـ خالية من كل تصرف مشين ، أو تلاعب مخل ، بفضل جهود كبار محدثينا وعلمائنا المخلصين ، الأبرار الأتقياء ، الذين لا يخافون في الله لومة لائم ، ويبلغون رسالات الله على مر القرون السالفة والأيام الماضية .. إلا إننا نرى ـ اليوم ـ بعض دور النشر أو مؤسسات التحقيق أو الأفراد ممن يتولون أمر مقابلة الكتاب ومراجعته قبل

١١

الطبع ، يتصرفون في متون الكتب ونصوص الأخبار ، خاصة ما يتعلق بشؤون الإمامة ومقامات الأئمة الأطهار عليهم‌السلام وأحوالهم ، فيحذفون من هذا السفر فصلا من فصوله ، أو يسقطون من ذلك الكتاب بابا من أصله ، عن غير سوء قصد ، وإنما من سوء فهم ، بدعوى الحرص على أمر ما ، يظنون أنهم بهذا يحسنون خدمة التراث ، فكانوا كما قال الله عزوجل : (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) (١).

والحقيقة الناصعة ـ مهما بلغت سبل التعتيم عليها وكتمانها وخنقها ـ ستبقى ناصعة جلية ، تجهر بالحق وتصدع بالصدق ، لا يهمها تحريف المحرفين ، وغمط القالين ، وتضييع القاصرين والمقصرين .. وسيبقى التراث المأثور عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم‌السلام هو الدليل إلى الهدى ، والعلامة على التقوى ، والسبيل إلى النجاح والنجاة في الدنيا والآخرة.

هيئة التحرير

__________________

(١) سورة الكهف ١٨ : ١٠٣ و ١٠٤.

١٢

تشييد المراجعات

وتفنيد المكابرات

(١٦)

السيد علي الحسيني الميلاني

قوله تعالى : (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ...) (١).

قال السيد :

«وهم الصديقون والشهداء والصالحون».

قال في الهامش :

«أخرج ابن النجار كما في الحديث ٣٠ مما أشرنا إليه من الصواعق عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : الصديقون ثلاثة : حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صاحب ياسين ، وعلي بن أبي طالب.

وأخرج أبو نعيم وابن عساكر كما في الحديث ٣١ مما أشرنا إليه من الصواعق ـ عن ابن أبي ليلى ، أن رسول الله قال : الصديقون ثلاثة :

__________________

(١) سورة الحديد ٥٧ : ١٩.

١٣

حبيب النجار مؤمن آل ياسين قال : (يا قوم اتبعوا المرسلين) (١) ، وحزقيل مؤمن آل فرعون قال : (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) (٢) ، وعلي بن أبي طالب ، وهو أفضلهم.

والصحاح في سبقه وكونه الصديق الأكبر والفاروق الأعظم ، متواترة».

فقيل :

«الحديث المذكور في الحاشية موضوع ، أخرجه السيوطي في الجامع الصغير من رواية أبي نعيم في المعرفة ، وابن عساكر عن ابن أبي يعلى (والصواب : أبي ليلى) ولم يتكلم شارحه المناوي بشئ غير أنه قال : رواه ابن مردويه والديلمي.

لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية : هذا حديث كذب.

وأقره الذهبي في مختصر المنهاج (٣٠٩).

وكفى بهما حجة.

ولما عزاه ابن المطهر الشيعي لرواية أحمد ، أنكره عليه شيخ الإسلام في رده عليه فقال : لم يروه أحمد ، لا في المسند ولا في الفضائل ، ولا رواه أبدا ، وإنما زاده القطيعي عن الكديمي : حدثنا الحسن بن محمد الأنصاري ، حدثنا عمرو بن جميح (٣) ، حدثنا ابن أبي ليلى ، عن أخيه ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، مرفوعا.

__________________

(١) سورة يس ٣٦ : ٢٠.

(٢) سورة غافر ٤٠ : ٢٨.

(٣) كذا ، والصحيح : جميع.

١٤

فعمرو هذا قال فيه ابن عدي الحافظ : يتهم بالوضع.

والكديمي معروف بالكذب.

فسقط الحديث.

ثم قد ثبت في الصحيح تسمية غير علي صديقا ، ففي الصحيحين : إن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم صعد أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ، فقال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم : أثبت أحد ، فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان.

وأقره الذهبي في مختصره (٤٥٢ ـ ٤٥٣).

(سلسلة الأحاديث الضعيفة ١ / ٣٥٨).

وليس العجب من عبد الحسين الشيعي في إيراد هذا الحديث ، بل العجب كل العجب من ابن حجر الهيتمي ، في سوقه هذا الحديث وأمثاله في فضائل علي من صواعقه ، وقوله قبل سردها : واقتصرت هنا على ذكر أربعين حديثا لأنهما من غرر فضائله. (الصواعق : ١٢١).

وقول المؤلف : (والصحاح في سبقه ، وكونه الصديق الأكبر والفاروق الأعظم متواترة) مجازفة منه كعادته.

والكلمة الحق في هذا الصدد هي قول شيخ الإسلام ابن تيمية : والناس قد رووا أحاديث مكذوبة في فضل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وغيرهم ، لكن المكذوب في فضل علي أكثر ، لأن الشيعة أجرأ على الكذب من النواصب.

وقال أبو الفرج ابن الجوزي : فضائل علي الصحيحة كثيرة ، غير أن الرافضة لم تقنع ، فوضعت له ما يضع لا ما يرفع ، وحوشيت حاشيته من الاجتياح للباطل.

١٥

(قال :) واعلم أن الرافضة على ثلاثة أصناف :

١ ـ صنف منهم سمعوا أشياء من الحديث ، فوضعوا أحاديث وزادوا ونقصوا.

٢ ـ وصنف لم يسمعوا ، فتراهم يكذبون على جعفر الصادق ويقولون : قال جعفر وقال فلان.

٣ ـ وصنف ثالث عوام جهلة ، يقولون ما يريدون مما يسوغ في العقل وما لا يسوغ.

(منهاج السنة ٤ / ١١٩)».

أقول :

هذا تمام كلام المتقول على السيد في هذا المقام ، وسننبه على ما فيه ، بعد الفراغ من الرد على ما ذكره أئمته ، أما السباب والشتائم فنمر عليها مر الكرام ..

فاعلم أن العلامة الحلي ، الحسن بن المطهر ، قد استدل بقوله تعالى : (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم) (١) وجعله «البرهان السادس والعشرون» من براهين الكتاب على إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وقال في ذيل الآية ما نصه :

«روى أحمد بن حنبل بإسناده ، عن ابن أبي ليلى ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : الصديقون ثلاثة : حبيب بن مري النجار ، مؤمن آل ياسين ، الذي قال : (يا قوم اتبعوا المرسلين) ،

__________________

(١) سورة الحديد ٥٧ : ١٩.

١٦

وحزقيل ، مؤمن آل فرعون ، الذي قال : (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) ، وعلي بن أبي طالب الثالث ، وهو أفضلهم.

ونحوه رواه ابن المغازلي الفقيه الشافعي ، وصاحب كتاب الفردوس.

وهذه فضيلة تدل على إمامته».

وأورد الحديث في ما استدل به من السنة على إمامته عليه‌السلام ، قائلا :

«وعن ابن أبي ليلى ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب ، وهو أفضلهم».

فهنا مطالب :

١٧

المطلب الأول

في رواة الحديث المذكور

من أئمة أهل السنة وحفاظهم

فإن من يراجع كتبهم المشهورة يجد الجم الغفير منهم يروونه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومنهم :

١ ـ أحمد بن حنبل ، المتوفى سنة ٢٤١ ، كما في فضائل الصحابة له ـ ٢ / ٦٢٧ و ٦٥٥ ، ورواه غير واحد عن كتاب المناقب له ، كالمحب الطبري في الرياض النضرة ٣ / ١٠٤.

٢ ـ محمد بن إسماعيل البخاري ، صاحب الصحيح ، المتوفى سنة ٢٥٦ ، رواه في التاريخ الكبير ، كما في الدر المنثور ٥ / ٢٦٢ وفي طبعة ٧ / ٥٣.

٣ ـ أبو داود السجستاني ، صاحب الصحيح ، المتوفى سنة ٢٧٥ ، كما في الدر المنثور ٧ / ٥٣.

٤ ـ محمد بن سليمان الحضرمي ، المعروف بالمطين ، المتوفى سنة ٢٩٧ ، كما في شواهد التنزيل ٢ / ٢٢٦ ح ٩٤٢.

٥ ـ أبو القاسم الطبراني ، المتوفى سنة ٣٦٠ ، كما في الدر المنثور ٧ / ٥٢.

٦ ـ أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني ، المتوفى سنة ٣٦٥ ، كما في الدر المنثور ٧ / ٥٣.

٧ ـ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني ، المتوفى سنة ٣٨٥ ، في

١٨

كتابه المؤتلف والمختلف ٢ / ٧٧٠.

٨ ـ أبو بكر ابن مردويه الأصبهاني ، المتوفى سنة ٤١٠ ، كما في الدر المنثور ٧ / ٥٢.

٩ ـ أبو نعيم الأصبهاني ، المتوفى سنة ٤٣٠ ، في معرفة الصحابة ١ / ٨٦ ح ٣٤٠ ، وانظر : الدر المنثور ٧ / ٥٣.

١٠ ـ أبو بكر الخطيب البغدادي ، المتوفى سنة ٤٦٣ ، في تاريخ بغداد ٥ / ٥٩٥.

١١ ـ ابن المغازلي الواسطي الشافعي ، المتوفى سنة ٤٨٣ ، في كتابه مناقب علي بن أبي طالب : ٢٢١ ح ٢٩٣ و ٢٩٤.

١٢ ـ الحاكم الحسكاني ، المتوفى بعد سنة ٤٩٠ ، في شواهد التنزيل ٢ / ٢٢٣ ـ ٢٢٦ ح ٩٣٨ ـ ٩٤٢.

١٣ ـ شيرويه بن شهردار الديلمي ، المتوفى سنة ٥٠٩ ، في فردوس الأخبار ٢ / ٣٨ ح ٣٦٨١ ، كما في الدر المنثور وغيره.

١٤ ـ الموفق بن أحمد ، المعروف بالخطيب الخوارزمي ، المتوفى سنة ٥٦٨ ، في كتابه مناقب علي بن أبي طالب : ٣١٠ ح ٣٠٧.

١٥ ـ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي ، المتوفى سنة ٥٧١ ، كما في تاريخ دمشق ٤٢ / ٤٣ ح ٨٣٧٤.

١٦ ـ الفخر الرازي ، المتوفى سنة ٦٠٦ ، أرسله في تفسيره ٢٧ / ٥٧ إرسال المسلمات.

١٧ ـ ابن النجار البغدادي ، المتوفى سنة ٦٤٣ ، كما في الدر المنثور.

١٨ ـ محب الدين الطبري الشافعي ، المتوفى سنة ٦٩٤ ، رواه في الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة ٢ / ١٥٣ ، وذخائر العقبى في

١٩

مناقب ذوي القربى : ٥٦.

١٩ ـ جلال الدين السيوطي ، المتوفى سنة ٩١١ ، رواه في الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٥ / ٢٦٢.

٢٠ ـ ابن حجر الهيتمي المكي ، المتوفى سنة ٩٧٣ ، في الصواعق المحرقة : ١٩٢ ـ ١٩٣.

٢١ ـ الشيخ علي المتقي الهندي ، المتوفى سنة ٩٧٥ ، في كنز العمال

١١ / ٦٠١ ح ٣٢٨٩٦ ـ ٣٢٨٩٨ ، ومنتخب كنز العمال ـ بهامش مسند أحمد ٥ / ٣٠ ـ ٣١.

٢٢ ـ المناوي ، المتوفى سنة ١٠٣١ ، صاحب فيض القدير في شرح الجامع الصغير ، رواه في كتابه المذكور ٤ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨ وفي طبعة ٤ / ٣١٣ ح ٥١٤٨ و ٥١٤٩.

* * *

٢٠