الاعجاز العددي في القرآن الكريم

سعيد صلاح الفيومي

الاعجاز العددي في القرآن الكريم

المؤلف:

سعيد صلاح الفيومي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة القدسي للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٦

والعناصر من ٨٣ وهو البزموت إلى اليورانيوم رقم ٩٢ فهى عناصر مشعة طبيعا.

والعناصر من ٩٣ وهو النبتونيوم إلى العنصر رقم ١١٤ والمسمى الأننكواديوم فهى عناصر مشعة صناعيا.

وقد خلقت هذه العناصر فى السيكلوترون أو المفاعلات الذرية مع العلم أن العنصر ١١٣ لم يكتشف بعد أو لم يصنع بعد.

ولا ينتظر أن يتمكن العلماء من تصنيع عنصر آخر بعد العنصر ١١٤ وهذا ما قرروه إستحالة تكوين عناصر بعد العنصر ١١٤.

والسؤال : إذا كان العنصر ١١٤ هو آخر عنصر فى الجدول الدورى فهل لهذا العدد من العناصر علاقة بعدد سور القرآن الكريم والتى تساوى ١١٤ سورة؟

الذرة فى القرآن

وردت كلمة الذرة فى القرآن الكريم ٦ مرات فى الآيات الآتية :

١ ـ (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً) (٤٠)

(النساء)

٢ ـ (وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٦١)

(يونس)

٣ ـ (عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٣)

(سبأ)

٤ ـ (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) (٢٢)

(سبأ)

٥ ـ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) (٧)

(الزلزلة)

٨١

٦ ـ (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٨)

(الزلزلة)

يلاحظ أن كلمة ذرة قد تكررت ٦ مرات فى ٤ سور من القرآن.

أول مرة وردت كلمة ذرة فى القرآن فى سورة النساء رقمها ٤ وآخر مرة ذكرت كلمة ذرة فى سورة الزلزلة ورقم هذه السورة ٩٩.

أول مرة

آخر مرة

٤

٩٩

العدد ٩٩٤ من مضاعفات الرقم ٧ (١٤٢ مرة)

ورقم الآيتين ٤٠ ، ٨

هذا الرقم ٨٤٠ من مضاعفات الرقم ٧ (١٢٠ مرة)

كما أن مجموع أرقام السور الأربع أيضا من مضاعفات الرقم ٧

النساء يونس سبأ الزلزلة

٤ ١٠ ٣٤ ٩٩ = ١٤٧

١٤٧ = ٧* ٢١ (٢١ مرة)

كما أن الذرة من ٧ مدارات أو تسمى مستويات طاقة والجدول الدورى يتكون من ٧ دورات.

٨٢

الزمن بين العلم والقرآن

تعرض القرآن الكريم لقضايا العلمية كثيرة منها موضوع خلق الكون والزمان والمكان والقران يشير إلى أن الله خلق الكون فى ستة أيام والأيام عند الله هى فترات زمنية وليست أياما بالمعنى الأرضى لآن الزمن نسبى وليس مطلق.

قال الله تعالى : (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٤٧))

(الحج)

قال الله تعالى : (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (٤)

(المعراج)

وهذا ما يتفق مع معطيات العلم الحديث والنظرية النسبية.

وللزمن فى حياة الكائنات الحية بل وغير الحية أهمية كبيرة فكلنا يهتم بقياس الزمن كمحدد للعمر.

وكذلك الشعب المرجانية والمواد المشعة كالراديوم واليورانيوم تنحل إشعاعيا لتتحول إلى رصاص.

ولكل عنصر مشع معدل معين للانحلال.

وقد استخدم العلماء بعض المواد المشعة كاليورانيوم والكربون ١٤ لتعيين عمر الأرض وعمر الحياة على الأرض ، كما إستخدم العلماء ظاهرة تمدد الكون واتساعه المستمر لتعيين عمر الكون.

قال تعالى : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (٤٧)

(الذاريات)

وقد إستخدم العلماء ظاهرة تمدد الكون وإتساعه المستمر لإثبات وجود الله لأن الكون طالما أنه له بداية زمنية محددة فلابد أن يكون قد أوجده مبدىء لأنه لا يمكن أن يكون قد بدأ بنفسه.

وقد وجه القرآن للإنسان دعوة صريحة للبحث عن نشأة الكون وبداية الخلق.

٨٣

فيقول سبحانه وتعالى : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٢٠)

(العنكبوت)

ونستخلص من هذه الآية عدة إشارات مهمة منها أن السير فى الأرض سوف يرشدنا لبداية الخلق والتعبير القرآنى بالسير فى الأرض وليس عليها يشير إلى البحث فى الطبقات الجيولوجية للأرض للتعرف على نشأتها ونشأة المملكة النباتية والحيوانية بها بل وعلى بداية الخلق بجميع أنواعه بما فى ذلك الكون.

وقد ذكر القرآن فى كثير من آياته أن الله سبحانه وتعالى خلق الكون فى ستة أيام.

قال الله تعالى : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) (٥٤)

(الأعراف)

والمقصود هنا بالأيام : المراحل أو الحقب الزمنية لخلق الكون وليست الأيام التى نعدها نحن البشر بدليل عدم الإشارة إلى ذلك بعبارة مما تعدون فى أى من الآيات التى تتحدث عن الأيام السته لخلق السماوات والأرض وكمثال آخر فى سورة يونس.

قال تعالى : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (٣)

(يونس)

وفى سورة هود.

قال الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) (٧)

(هود)

٨٤

وفى سورة الفرقان

قال الله تعالى : (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) (٥٩)

(الفرقان)

وفى سورة ق

قال تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ) (٣٨)

(ق)

وفى سورة الحديد

قال تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٤)

(الحديد)

فى حين يقول سبحانه وتعالى فى سورة الحج : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (٤٧)

(الحج)

وفى سورة السجدة

قال تعالى : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (٥)

(السجدة)

وقد أجمع المفسرون على أن الأيام الستة للخلق قسمت إلى ثلاثة أقسام متساوية كل قسم يعادل يومين من أيام الخلق بالمفهوم النسبى للزمن.

أولا : يومان لخلق الأرض من السماء الدخانية الأولى فالله تعالى يقول :

(خلق الأرض فى يومين)

ويقول سبحانه وتعالى فى سورة الأنبياء :

(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (٣٠)

(الأنبياء)

٨٥

وهذا دليل على أن السموات والأرض كانتا فى بيضة كونية واحدة (رتقا) ثم انفجرت (ففتقناهما).

ثانيا : يومان لتسوية السماوات السبع طبقا لقوله (فقضاهن سبع سموات فى يومين) وهو يشير إلى الحالة الدخانية للسماء :

(ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) (١١)

(فصلت)

بعد الأنفجار العظيم بيومين حيث بدأ بعد ذلك تشكيل السماوات (فقضاهن) أى صنعهن وأبدع خلقهن سبع سموات فى فترة محدودة بيومين آخرين.

ثالثا : يومان لتدبر الأرض جيولوجيا وتسخيرها لخدمة الإنسان.

يقول سبحانه فى سورة الأنبياء : (وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (٣١)

(الأنبياء)

(وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (٣)

(الرعد)

وهو ما يشير إلى جبال نيزكية سقطت واستقرت فى البداية على قشرة الأرض فور تصلبها.

وقال سبحانه وتعالى فى سورة النازعات : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (٢٧) رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (٢٨) وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (٢٩) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٣٠) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها) (٣١)

(النازعات)

وقال تعالى فى سورة فصلت : (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) (١٠)

(فصلت)

٨٦

أى أن الله سبحانه وتعالى أخرج منها ماءها ومرعاها و (قدر فيها أقواتها) أى أرزاق أهلها ومعاشهم بمعنى أنه خلق فيها أنهارها وأشجارها ودوابها استعداد لاستقبال الإنسان فى أربعة أيام متساوية بلا زيادة ولا نقصان للسائلين من البشر.

وقد توصل العلماء باستخدام الانحلال الإشعاعي لليورانيوم وتحوله إلى رصاص فى قياس عمر الصخور الأرضية والنيزكية إلى أن تكوين القشرة الأرضية وتصلب القشرة بدأ منذ ٥ ، ٤ مليار سنة وأن هذا الرقم هو أيضا عمر صخور القمر وقد إستخدم العلماء حديثا الكربون المشع لتحديد عمر الحفريات النباتية والحيوانية وتاريخ الحياة على الأرض.

وبهذا فإن كوكب الأرض قد بدأ تشكيله وتصلب قشرته منذ ٤٥٠٠ مليون سنة وأن الإنسان زائر متأخر جدا لكوكب الأرض بعد أن سخر له الله ما فى الأرض جميعا.

ويؤكد العلم أن الإنسان ظهر منذ بضع عشرات الآلاف من السنين دون تحديد نهائى.

ويمكن أن نعتبر أن التشكيل الجيولوجى للأرض بدأ من إرساء الجبال النيزكية على قشرتها الصلبة وإنبعاث الماء والهواء من باطن الأرض وتتابع أفراد المملكة النباتية والحيوانية حتى ظهور الإنسان.

وقد إستغرق ذلك فترة زمنية قدرها ٥ ، ٤ مليار سنة والتى يشير إليها القرآن الكريم فى صورة فصلت على أنها تعادل ثلث عمر الكون.

وحيث أن التدبير الجيولوجى للأرض منذ بدء تصلب القشرة الأرضية وحتى ظهور الإنسان قد استغرق زمنا قدره ٥ ، ٤ مليار سنة.

فإنه يمكن حساب عمر الكون بضرب هذه الفترة الجيولوجية* ٣.

على إعتبار أن الأيام الستة مقسمة إلى ثلاثة أيام متساوية.

وكل قسم يعادل يومين من أيام الخلق بالمفهوم النسبى للزمن ومن ثم يصبح عمر الكون ٥ ، ٤* ٣ = ٥ ، ١٣ مليار سنة.

٨٧

وتدور الأبحاث حول تحديد عمر الكون منذ الإنفجار العظيم (بج بانج) Big bang فى الفيزياء الكونية وأيضا حسب ظاهرة تمدد الكون وبطريفتين نوويتين إلى أن عمر الكون ما بين ١٣ إلى ١٥ مليار سنة والله أعلم.

يقول الله تعالى فى سورة الكهف : (* ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) (٥١)

(الكهف)

٨٨

أسرار ترتيب سور القرآن الكريم

اهتم المسلمون ومنذ القرون الأولى بالعدد القرآنى إلا أن هذا الاهتمام لم يتطور عبر العصور ليعطى النتائج الموجودة فالقرآن كلام الله العظيم الذى خلق الكون وأبدعه وأحصى كل شيىء عددا فالمتوقع أن يكون هذا الكتاب على خلاف ما يعهد من كتاب البشر القاصرين.

من هنا فقد آن الأوان للتعامل مع القرآن الكريم بجلال منزله وعظيم انجازه فهو المعجزة الفكرية المتصاعدة بتصاعد الوحى البشرى فالناس اليوم أقدر على النقد والتقييم بما أوتوا من العلوم الحديثة والوسائل المعاصرة وأهمها الحاسب الآلى.

إختلف العلماء فى ترتيب السور القرآنية فذهب الجمهور إلى أن ترتيب السور توقيفى أى من فعل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وحيا.

وذهب البعض إلى أنه من اجتهاد الصحابة.

ومن يتتبع الأدلة التى جاء بها من قال أن الترتيب من اجتهاد الصحابة يجد أنها لا تقوم بها حجة ولا يستقيم على أساسها دليل.

فى حين يقوم القول بتوقيفية الترتيب على أدلة صريحة.

ترتيب مذهل

القرآن الكريم ١١٤ سورة. إذا قمنا بجمع الأعداد الخاصة بترتيب السور هكذا نجد العدد التالى.

١+ ٢+ ٣+ ٤ .......+ ١١٤ = ٦٥٥٥

وهناك قاعدة فى الرياضيات لحساب هذا المجموع وهى :

العدد مضافا إليه ١ مضروبا فى نصف العدد الأصلى

نصف العدد ١١٤ هو ٥٧

: ـ ١١٤+ ١* ٥٧ = ٦٥٥٥

والسؤال هنا : هل لهذا المجموع ٦٥٥٥ علاقة بمجموع آيات القرآن الكريم والذى هو ٦٢٣٦ آية؟

٨٩

هناك ٦٠ سورة زوجية الآيات مثل البقرة ٢٨٦ والنساء ١٧٦ وبالتالى عدد السور الفردية الآيات ١١٤ ـ ٦٠ = ٥٤ سورة مثل الفاتحة ٧ والتوبة ١٢٩.

السور الزوجية ال ٦٠ تنقسم إلى ٣٠ سورة رقمها فى ترتيب المصحف زوجى مثل سورة البقرة ٢ والنساء ٤ ، ٣٠ سورة من السور الزوجية ترتيبها فى المصحف فردى مثل سورة المائدة عدد آياتها زوجى ١٢٠ وترتيبها فى المصحف ٥ أى فردى.

وسورة الأعراف عدد آياتها زوجى ٢٠٦ وترتيبها فى المصحف ٧ أى فردى أما السور ال ٥٤ الفردية فتنقسم إلى ٢٧ سورة رقمها فى ترتيب المصحف فردى ، ٢٧ سورة ترتيبها زوجى.

فمثلا سورة آل عمران ترتيبها فى المصحف فردى ٣ وعدد آياتها زوجى ٢٠٠ وسورة التوبة ترتيبها فى المصحف فردى ٩ وعدد آياتها فردى ١٢٩ وهذه نتيجة للتوازن السابق كما يلى :

عدد سور القرآن الكريم هو : ١١٤

أى أن هناك ٥٧ سورة متجانسة أى زوجية الترتيب وزوجية الآيات وفردية الآيات فردية الترتيب ، وهناك أيضا ٥٧ سورة غير متجانسة زوجية الترتيب فردية الآيات وفردية الترتيب زوجية الآيات.

وإذا قمنا بجمع أرقام السور المتجانسة وأضفنا إليها عدد آيات كل منها فسنجد أن حاصل الجمع هو ٦٢٣٦ وهذا هو مجموع آيات القرآن الكريم.

٩٠

وإذا قمنا بجمع أرقام السور ال ٥٧ الغير متجانسة مع عدد آيات كل منها فسنجد أن حاصل الجمع هو ٦٥٥٥ وهذا هو مجموع أرقام سور القرآن الكريم من ١ ـ ١١٤.

بهذا يثبت أن هناك علاقة بين رقم كل سورة وعدد آياتها بحيث يكون لدينا احداثية تقتضى ارتباط رقم السورة بعدد آياتها وارتباط هذا بكل سور القرآن الكريم.

هذا ينطبق على كل سورة من سور القرآن الكريم ال ١١٤.

وعلى ضوء ذلك إذا قمنا بحساب احتمال المصادفة وفق نظرية الاحتمالات ، فسوف نجد أن أنفسنا أمام عجيبة من عجائب القرآن الكريم تثبت أن ترتيب السور وعدد الآيات هو وحى من الله العزيز الحكيم.

(١١٤+ ١) * ٣٠ = ٣٤٥٠

(١١٤+ ١) * ٢٧ = ٢١٠٥

المجموع ٦٥٥٥

من الأمور المدهشة أن نجد أن مجموع أرقام السور ٦٠ الزوجية فى القرآن الكريم هو ٣٤٥٠.

وبالتالى يكون مجموع ترتيب ال ٥٤ الفردية هو ٣١٠٥ لأن المجموع الكلى لابد أن يكون ٦٥٥٥ لأن ١١٤+ ١* (١١٤ خ ٢)

هو فى حقيقته ١١٤+ ١* (٦٠+ ٥٤ خ ٢)

نقسم سور القرآن الكريم ال ١١٤ إلى قسمين من ١ ـ ٥٧ ، من ٥٨ ـ ١١٤ إن الأرقام الفردية فى القسم الأول هو ٢٩ رقما وبالتالى الزوجية تكون ٢٨ ، أما فى النصف الثانى فتكون الأرقام الفردية ٢٨ وبالتالى تكون الزوجية ٢٩.

السور المتجانسة فى النصف الأول هى ٢٨ سورة وغير المتجانسة ٢٩ سورة ، وفى النصف الثانى يكون عدد السور المتجانسة ٢٩ وغير المتجانسة ٢٨.

٩١

إن السور زوجية الآيات فى النصف الأول من القرآن الكريم هى ٢٧ سورة وبالتالى تكون السور الزوجية فى النصف الثانى ٣٣ سورة. وأن مجموع آيات السور الزوجية ال ٢٧ فى النصف الأول هو ٢٦٩٠ وهو مجموع أرقام ترتيب السور الزوجية ال ٣٣ فى النصف الثانى.

إن الله سبحانه وتعالى جعل التوازن فى كل شيىء فى كتابه المجيد فكما نعلم لا يوجد نظام لعدد آيات كل سورة من سور القرآن وهذا ما يظنه البعض بسبب عدم وجود ترتيب ظاهر فى عدد آيات كل سورة.

فمثلا عدد آيات أول سورة فى القرآن وهى الفاتحة ٧ آيات ثم تأتى السورة الثانية وهى سورة البقرة وعدد آياتها ٢٨٦ ثم سورة آل عمران وعدد آياتها ٢٠٠ وهكذا لا نرى نظاما ظاهر.

ولكن فى هذا البحث ثبت وجود نظام عددى لعدد آيات كل سورة من سور القرآن وأن هذا النظام سيختل لو تغير ترتيب السور أو عدد آياتها مما يدل على أن الله حفظ كتابه رسما ولفظا وتلاوة وترتيبا. كما نلاحظ أن السور ذات الآيات الزوجية جاءت منقسمة إلى قسمين متساويين فنجد أن عدد السور ذات الترتب الزوجى هو ٣٠ وعدد السور ذات الترتيب الفردى هو نفس الرقم ٣٠.

هل هى المصادفة أم الترتيب الإلهى؟

كما نلاحظ العلاقة بين عدد آيات القرآن الكريم وهو ٦٢٣٦ ومجموع سور القرآن ٦٥٥٥.

وعلاقة كل ذلك بالسور المتجانسة (أى التى عدد آياتها ورقمها متجانس فردى فردى وزوجى زوجى) وغير المتجانسة (أى التى عدد آياتها ورقمها غير متجانس فردى زوجى وزوجى فردى).

هذا القرآن هو كتاب الله وهو لا يسمح لأحد من خلقه أن يغير فيه شيئا وصدق الله العظيم وهو القائل :

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٩)

(الحجر)

٩٢

وصدق الله العظيم وهو القائل : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (٥٣)

(فصلت)

وصدق الله العظيم وهو القائل : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (٨٢)

(النساء)

وصدق الله العظيم وهو القائل : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (٨٨)

(الإسراء)

وصدق الله العظيم وهو القائل : (الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (١)

(هود)

بحمد الله

٩٣

المراجع

القرآن الكريم.

المنتخب فى تفسير القرآن الكريم.

الكون والإعجاز العلمى للقرآن الكريم. للدكتور منصور حسب النبى.

معجزة الأرقام والترقيم فى القرآن الكريم. للأستاذ عبد الرزاق نوفل.

الإعجاز العلمى فى القرآن. للدكتور طارق سويدان.

الباحثين فى الإعجاز العددى للقرآن الكريم :

المهندس. عبد الدائم الكحيل

الأستاذ. عبد الله جلفوم

الدكتور. محمد جميل الحبال

الدكتور. أيمن محمود المصرى

٩٤

الفهرس

الموضوع

الصفحة

المقدمة.......................................................................... ٣

الأعداد فى القران الكريم........................................................... ٧

البناء الرقمى لايات القرآن الكريم................................................. ١٠

المنهج العلمى والتشريعى للبحث فى الإعجاز الرقمى................................. ١٥

عجائب الرقم ٧............................................................... ١٨

الرقم ٧ فى الكون.............................................................. ١٩

الرقم ٧ فى القصة القرانية........................................................ ٢٠

التوافقات بين عدد كلمات وبعض الجمل التى بينها علاقة............................ ٢٤

عجائب سورة الإخلاص......................................................... ٢٨

رحلة مع العدد ١٠ فى القران الكريم والسنة........................................ ٣٧

الرقم ١١ يشهد بوحدانية الله..................................................... ٤١

عيسى ابن مريم قرائن علمية وعددية.............................................. ٤٨

إكتشاف رياضى فى سورة الكهف................................................ ٥٨

النحل فى القران الكريم وإعجاز الرقم ١٦.......................................... ٦٠

عيسى ابن مريم والرقم ١٦....................................................... ٦٤

الرحمن فى القران الكريم.......................................................... ٦٦

إله واحد فى القران الكريم........................................................ ٦٩

معجزة الرقم ٤٠............................................................... ٧٧

مدخل إلى الإعجاز العددى فى الكيمياء........................................... ٨٠

٩٥

الذرة فى القران الكريم........................................................... ٨١

الزمن بين العلم والقران.......................................................... ٨٣

أسرار ترتيب سور القران الكريم................................................... ٨٩

المراجع........................................................................ ٩٤

الفهرس....................................................................... ٩٥

٩٦