الاعجاز العددي في القرآن الكريم

سعيد صلاح الفيومي

الاعجاز العددي في القرآن الكريم

المؤلف:

سعيد صلاح الفيومي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة القدسي للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٦

الرقم ١١ يشهد بوحدانية الله

إذا أردنا أن نري المعجزة القرآنية وندرك عظمة الإعجاز في آيات الله تعالى فيجب أن ندرك الإعجاز داخل الآية الواحدة أو داخل النص القرآني المكون من عدة آيات وحتى داخل المقطع من الآية ومن جهة ثانية يمكن دراسة إعجاز الكلمة الواحدة وتكرارها ضمن القرآن الكريم.

القرآن الكريم ليس قصيدة شعر ينطبق علي أبياتها قانون واحد أو قافية محددة أو وزن شعري واحد بل في كتاب الله تعالى نجد في كل آية معجزة وفي كل سورة معجزة بل في كل حرف معجزة.

إن هذه الرؤية للإعجاز القرآني تتطلب أبحاثا علمية كثيرة في كل بحث يتم عرض جانب من جوانب المعجزة الرقمية أو البلاغية أو العلمية.

وهذا ما يتم من خلال سلسلة من الأبحاث القرآنية.

إن مجموعة الأبحاث هذه سوف تعطي فكرة ممتازة عن الإعجاز الرقمي للقرآن لذلك جميع التساؤلات التي تطرح ولم يتم الإجابة عنها الآن فالمستقبل كفيل بالإجابة عنها فلكل زمان معجزته التي تظهر عند دراسة القرآن الكريم فهذا الكتاب لا تفرغ عجائبه وحتى يوم القيامة.

وفي هذه السلسلة من أبحاث الإعجاز العددي نستخدم طريقة صف الأرقام وهي طريقة رياضية معروفة بما يسمى السلاسل العشرية حيث يتضاعف كل حد عن سابقه عشر مرات.

وقد أشار القرآن الكريم إلى مضاعفة الأجر عشر مرات فقال :

(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (١٦٠)

(الأنعام)

٤١

وحدانية الله وأسماؤه الحسني

كما أن كلمات الله تعالى لا نهاية لها كذلك أرقام الله تعالى لا نهاية لها والإعجاز لا يقتصر علي الرقم ٧ والذي رأينا جانبا منه من قبل بل هناك أرقام لا تحصي منها الرقم ١١ وهو عدد مفرد أولي وهو لا ينقسم إلا علي نفسه وعلي الواحد ووجود هذا الرقم في كتاب الله هو دليل علي وحدانية الله.

يظهر أيضا رقم هو ٩٩ والذي يعبر عن أسماء الله الحسني. ووجود هذا الرقم في كتاب الله دليل علي أن لله تسعة وتسعين اسما كما أخبرنا سيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الحديث الصحيح : إن لله تسعة وتسعين اسما مئة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة.

الرقم ١١ دليل علي وحدانية الله تعالي

في الفقرات التالية سوف نشاهد تناسقات مذهلة مع الرقم ١١ هذا العدد الأولي المفرد دليل علي أن منزل القرآن واحد أحد. وقبل البدء باستعراض الحقائق الرقمية العجيبة المتعلقة بهذا الرقم نشير إلى أن عدد حرف (قل هو الله أحد) هو أحد عشر حرفا.

إن هذه التناسقات لا يمكن أن تتكرر بهذا الشكل المذهل ، أيضا هذه التناسقات مع الرقم ١١ لا يمكن أن تكون من صنع إنسان لأن علم السلاسل الرقمية لم يكن متوافرا وقت نزول القرآن.

والاحتمال الوحيد لوجود مثل هذه المعادلات الرياضية في القرآن هو أن الله تعالى هو من وضعها وأحكمها لتكون دليل في هذا العصر علي صدق هذا القرآن وأنه كتاب رب العالمين وليس كما يدعي الملحدون أنه تأليف محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

حروف وتكرار اسم الله

عدد حروف كلمة الله ٤ وعدد مرات تكرارها في القرآن كله ٢٦٩٩ مرة وفي هذين العددين تناسب مع الرقم ١١.

٤٢

عدد حروف اسم الله

تكرار الله في القرآن

٤

٢٦٩٩

العدد الذي يمثل تكرار وحروف هذا الاسم العظيم ٢٦٩٩٤ من مضاعفات الرقم ١١ (٢٤٥٤ مرة).

والآن نسأل أين وردت كلمة الله لأول وآخر مرة في القرآن الكريم؟

وهل نظم الله تعالى أرقام السور والآيات بشكل يتناسب مع الرقم ١١؟

أول مرة وآخر مرة.

وردت كلمة الله أول مرة في (بسم الله الرحمن الرحيم) [الفاتحة ١ / ١]

وآخر مرة في قوله تعالي (الله الصمد) [الإخلاص ١١٢ / ٢]

ونحن نعلم بأن رقم سورة الفاتحة هو ١ ورقم آية البسملة فيها هو ١ أيضا.

أما سورة الإخلاص فرقمها ١١٢ ورقم الآية حيث ورد اسم الله لآخر مرة هو ٢.

لتكتب رقم السورة والآية لأول مرة ونرى التناسق مع الرقم ١١

أول مرة

آخر مرة

رقم السورة

رقم الآية

رقم السورة

رقم الآية

١

١

١١٢

٢

إن العدد الذي يمثل رقم السورة والآية لكلتا الآيتين من مضاعفات الرقم ١١ ٢١١٢١١ (١٩٢٠١ مرة).

والعجيب أن الأرقام الخاصة بكل آية تقبل القسمة علي ١١ أيضا فالآية الأولى موجودة في السورة رقم ١ والآية ١١ والعدد الناتج هو ١١ أما الآية الأخيرة فموجودة في السورة رقم ١١٢ ورقم الآية ٢ والعدد الناتج ٢١١٢ وهو من مضاعفات الرقم ١١ (١٩٢ مرة).

٤٣

تكرار الألف واللام والهاء

١ ـ في بسم الله الرحمن : تكرر حرف الألف ٣ مرات وتكرر حرف اللام ٤ مرات وتكرر حرف الهاء مرة واحدة. لنضع هذه الإحصائيات فى جدول.

الألف

اللام

الهاء

٣

٤

١

إذا تكررت حروف اسم الله في أول آية من كتاب الله بالنسب التالية ا ل ه ـ ١٤٣ وهو من مضاعفات الرقم ١١ أيضا (١٣ مرة) وآخر آية وردت فيها كلمة الله هى قوله تعالى الله الصمد ، سوف نرى النظام ذاته يتكرر فعدد حروف الألف واللام والهاء في هذه الآية العظيمة هو :

الألف

اللام

الهاء

٢

٣

١

إن العدد الذي يمثل تكرار حروف لفظ الجلالة (الله) فى هذه الآية هو ا ل ه ـ ١٣٢ وهو من مضاعفات الرقم ١١ أيضا (١٢ مرة).

والعجيب أيضا أن حروف الله عزوجل تتكرر بنظام آخر يقوم على الرقم ١١١

للتأكيد علي وحدانية الله عزوجل.

لنتأمل الأعداد والتناسقات مع الرقم ١١ حيث نعبر عن كل حرف بقيمة تكراره فى الآية.

بسم الله الرحمن الرحيم

الله الصمد

الله

الله

١٤٤٣

١٣٣٢

هذا الرقم ـ ١١ ـ ١٣

١١١ ـ ١٢

إن العدد الذى يمثل تكرار حروف الله في البسملة أى : ا ل ل ه ١٤٤٣ هذا العدد من مضاعفات الرقم ١١١ (١٤٤٣ ١١١* ١٣).

٤٤

نفس القاعدة نجدها مع الآية الأخيرة فقد تكررت حروف الله فى الله الصمد كما يلى : ا ل ل ه ـ ١٣٣٢ وهذا العدد من مضاعفات الرقم ١١١ أيضا ١٣٣٢ ـ ١١١* ١٢ وسبحان الله العظيم عندما كررنا حرف اللام تكرر الرقم واحد ليبقى هذا التكرار المعجز دليل على وحدانية الله تعالى.

قل هو الله أحد

هذه الآية الأولى فى سورة الإخلاص والتى تقرر وحدانية الله سبحانه وتعالى.

عدد حروف اسم الله فى هذه الآية.

ا

ل

ل

ه

٢

٣

٣

٢

إن العدد الذي يمثل تكرار حروف اسم الله فى هذه الآية الكريمة ٢٣٣٢ هو من مضاعفات الرقم ١١ (٢١٢ مرة) والعجيب جدا أن النظام يشمل سورة الإخلاص كاملة لنكتب هذه : قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد. ونكتب تكرار كل حرف من حروف اسم الله فى كامل السورة.

ا

ل

ل

ه

٦

١٢

١٢

٤

إن العدد الذى يمثل تكرار حروف الله فى سورة الإخلاص هو :

ا ل ل ه = ٤١٢١٢٦ من مضاعفات الرقم ١١ مرة ومرتين.

العدد ٤١٢١٢٦ = ١١* ١١* ٣٤٠٦

فهو مضاعف للرقم ١١ (٣٧٤٦٦ مرة)

ومضاعف للرقم ١١* ١١ (٣٤٠٦ مرة)

ومعكوس الرقم ٤١٢١٢٦ أى ٦٢١٢١٤ هو أيضا من مضاعفات الرقم ١١ مرة ومرتين.

٦٢١٢١٤ = ١١* ١١* ٥١٣٤

٤٥

فهو مضاعف الرقم ١١ (٥٦٤٧٤ مرة).

ومضاعف للرقم ١١* ١١ (٥١٣٤ مرة).

فالله تعالى واحد أحد لم يلد ولم يولد.

إن هذه النتائج تأكد أن الله جلّ جلاله رتب حروف اسم داخل كل سورة بنظام محكم وداخل كل آية بنظام محكم وداخل كل كلمة بنظام محكم.

أرقام تشهد على وحدانية الله تعالى

لقد اقتضت مشيئة الله عزوجل أن يختار اسما له هو الله. هذا الاسم يتألف من ثلاثة أحرف أبجدية تكررت كما يلى :

الألف تكرر مرة واحدة

أ= ١ فى اسم الله

اللام تكرر مرتين

ل = ٢ فى اسم الله

الهاء تكرر مرة واحدة

ه =١ فى اسم الله

عندما نصف هذه الأرقام ا ل ه = ١٢١ يكون لدينا العدد الذى يعبر عن تكرار الألف واللام والهاء فى اسم الله هو ١٢١ هذا العدد = بالتمام والكمال ١١* ١١ = ١٢١

والعجيب جدا أننا عندما نكتب كلمة الله ونبدل كل حرف بقيمة تكراره فى هذه الكلمة أى الألف = ١ ، اللام = ٢ ، الهاء = ١

نجد

ا

ل

ل

ه

١

٢

٢

١

إن العدد ١٢٢١ الذى يمثل تكرار حروف الله فى اسم الله تعالى ـ بالتمام والكمال ١١* ١١١ = ١٢٢

لنعد كتابة هذه المعادلات ونتأمل التناسق المبهر :

ا

ل

ه

ا

ل

ل

ه

١

٢

١

١

٢

٢

١

٤٦

= ١١* ١١ = ١١* ١١١

ولنتأمل كيف يتكرر الرقم ١ سواء على شكل ١١ أو ١١١

أليست هذه الأرقام هى شهادة على وحدانية الله الواحد الأحد.

هل هذا كل شيىء.

إن الحقائق الرقمية التى ذكرناها لا تمثل سوى قطرة صغيرة من بحر إعجاز هذا القرآن.

ولو أننا ألفنا كتبا عن القرآن بعدد ذرات الكون لما انقضت عجائب ومعجزات القرآن.

وكيف تنقضى عجائب هذا الكتاب وهو كتاب رب العالمين عزوجل وكيف تنتهى معجزات كلام الله تبارك وتعالى؟

إن هذه المعجزة الرقمية التى نشهدها اليوم ونلمسها هى برهان قوى جدا على أن هذا القرآن العظيم يخاطب بمعجزته هذه كل إنسان على وجه الأرض.

فلغة الرقم هى لغة عالمية وفى هذا دليل أيضا على أن الرسول هو رسول الله للناس جميعا.

قال الله تعالى : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (١٥٨)

(الأعراف)

٤٧

عيسى ابن مريم قرائن علمية وعددية

قال الله تعالى : (وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً ...) (٢١)

(مريم)

قرائن علمية وعددية تفسر ولادته الفردية ورفعه حيا وعودته

لقد أيد الله سبحانه وتعالى الأنبياء والمرسلين بالآيات المعجزات والبينات الباهرات. ويتميز سيدنا عيسى عليه‌السلام عن بقية إخوانه من الأنبياء والمرسلين بكثرة المعجزات برغم عمره القصير نسبيا بالمقارنة إليهم والذى لم يتجاوز الثلاثة والثلاثين عاما.

قال تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) (٨٧)

(البقرة)

وقال تعالى : (* تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) (٢٥٣)

(البقرة)

وقد بين القرآن هذه المعجزات التى جرت على يديه وبإذن منه سبحانه وتعالى فى كل من الآيات ٤٥ ـ ٤٦ ، ٤٩ من سورة آل عمران والآيات من ١١٠ إلى ١١٥ من سورة المائدة والآيات من ٢٤ إلى ٣٣ من سورة مريم وهذه البيانات هى :

١ ـ الكلام بعد ولادته مباشرة.

٢ ـ خلق الطير من الطين.

٤٨

٣ ـ إبراء الأكمه والأبرص (شفاء المرض).

٤ ـ إحياء الموتى.

٥ ـ إخبار الناس بما يأكلون وما يدخرون فى بيوتهم.

٦ ـ إنزال المائدة من السماء على الحواريين.

٧ ـ الوجاهة فى الدنيا وفى الآخرة.

وفضلا عن هذه المعجزات الباهرات والآيات البينات فإنه عليه‌السلام يتفرد متميزا أيضا بالآيات المعجزات الثلاث الآتية :

١ ـ ولادته العذرية من مريم الصديقة البتول (من أم بدون أب).

قال تعالى : (قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قالَ كَذلِكِ اللهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (٤٧)

(آل عمران)

٢ ـ رفعه إلى الله حيا ونجاته من القتل والصلب.

قال تعالى : (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (١٥٨)

(النساء)

٣ ـ نزوله عائدا إلى الأرض رحمة للناس وكعلامة من علامات الساعة الكبرى فى قوله تعالى :

(وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) (٦١)

(الزخرف)

وكما جاءت فى الأحاديث النبوية الشريفة.

من أجل ذلك فإن سيدنا عيسى ابن مريم لوحده ومع والدته يعتبران آية من آيات الله الباهرات خصهما الله بهذا المعنى فى ثلاث آيات مباركات بكونه (أو كونهما معا) كذلك.

٤٩

قال الله تعالى : (وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا) (٢١)

(مريم)

قال الله تعالى : (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ) (٩١)

(الأنبياء)

قال الله تعالى : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) (٥٠)

(المؤمنون)

وهذا تطابق رائع بديع بين هذه الآيات القرآنية الثلاث مع الآيات المعجزات الثلاث التى تفرد بها سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عن بقية إخوانه من الأنبياء والمرسلين عليهم جميعا أفضل الصلاة والتسليم.

وفيما يلى سرد بعض القرائن والأدلة العلمية الإحصائية والعددية.

جاء ذكر سيدنا عيسى بن مريم فى القرآن الكريم ٣٣ مرة ولكن بصيغ مختلفة منها : عيسى بن مريم ـ ابن مريم ـ المسيح ـ عيسى ـ المسيح ابن مريم وذلك بعدد سنين عمره فى الأرض والتى بلغت ٣٣ عاما قبل رفعه حيا عليه الصلاة والسلام.

وقد ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذلك فى الحديث الشريف قائلا : رفع عيسى ابن مريم إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.

بيان بأسماء السور وأرقام الآيات التى ورد فيها اسم المسيح فى القرآن ٣٣ مرة بصيغ مختلفة وحسب ورودها فى المصحف الشريف

اسم السورة

رقم الآية

البقرة

٨٧ ـ ١٣٦ ـ ٢٥٣

آل عمران

٤٥ ـ ٥٢ ـ ٥٥ ـ ٥٩ ـ ٨٤

النساء

١٥٧ ـ ١٦٣ ـ ١٧١ ـ ١٧٢

٥٠

المائدة

١٧ ـ ١٧ ـ ٤٦ ـ ٧٢ ـ ٧٢ ـ ٧٥ ـ ٧٨ ـ ١١٠ ـ ١١٢ ـ ١١٤ ـ ١١٦

الأنعام

٨٥

التوبة

٣٠ ـ ٣١

مريم

٣٤

الأحزاب

٧

الشورى

١٣

الزخرف

٦٣

الحديد

٢٧

الصف

٦ ـ ١٤

وهناك تسع مجموعات من الآيات الكريمة فى القرآن الكريم تتناول حقيقة المسيح عيسى ابن مريم عليه‌السلام وبيان رسالته وسيرته ومعجزاته وترد على المدعين بالوهيته أو أنه إبن الله وكذلك تنفى صلبه وهذا العدد مساو لعدد سنين عمره (٣٣ عاما). وكمثال :

قال الله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) (٧٢)

(المائدة)

نظام مذهل لتكرار اسم عيسى ابن مريم فى القرآن

عندما نبحث فى القرآن عن كلمة عيسى نجدها قد تكررت فى القرآن كله بالضبط ٢٥ مرة أما كلمة ابن فقد تكررت فى القرآن كله ٣٥ مرة وكلمة مريم نجدها مكررة فى القرآن ٣٤ مرة.

٥١

نكتب هذه الأرقام بهذا التسلسل نجد

عيسى

ابن

مريم

٢٥

٣٥

٣٤

هذا العدد ٣٤٣٥٢٥ من مضاعفات الرقم ٧ (٤٩٠٧٥ مرة).

إن النظام يشمل حروف هذا الاسم الكريم فكلمة عيسى عدد حروفها ٤ وكلمة ابن عدد حروفها ٣ وكلمة مريم عدد حروفها ٤

لنرتب هذه الأرقام

عيسى

ابن

مريم

٤

٣

٤

هذا العدد ٤٣٤ من مضاعفات الرقم ٧ (٦٢ مرة)

وناتج القسمة الأولى والثانية ٤٩٠٧٥ ، ٦٢

هذا الرقم ٦٢٤٩٠٧٥ من مضاعفات الرقم ٧ (٨٩٢٧٢٥ مرة)

كما أنه من مضاعفات الرقم ٢٥ وهو عدد مرات ذكر عيسى فى القران (٢٤٩٩٦٣ مرة).

نظام مذهل لتكرار اسم المسيح ابن مريم فى القرآن

تكررت كلمة المسيح فى القرآن كله ١١ مرة وكلمة ابن تكررت ٣٥ مرة وكلمة مريم تكررت ٣٤ مرة.

عيسى

ابن

مريم

١١

٣٥

٣٤

هذا العدد ٣٤٣٥١١ من مضاعفات الرقم ٧ (٤٩٠٧٣ مرة).

إذن جاء تكرار عبارة المسيح ابن مريم بنظام متوافق مع النظام القرآنى للرقم ٧.

المسيح

عيسى

ابن

مريم

رسول

الله

من الآية ١٧١ من سورة النساء.

٦

٤

٣

٤

٤

٤

٥٢

أرقام هذا العدد ٦+ ٤+ ٣+ ٤+ ٤+ ٤ = ٢٥ وهو عدد ذكر عيسى فى القرآن كما أن هذا الرقم ٤٤٤٣٤٦ من مضاعفات الرقم ٣٤ وهو عدد مرات ذكر مريم فى القرآن (١٣٠٦٩ مرة).

نظام مذهل لتكرار اسم مريم فى القرآن

تكرر اسم مريم فى القرآن الكريم ٣٤ مرة مع كلمتى المسيح وعيسى فتكرار هذه الكلمات له نظام سباعى محكم فكما نعلم أن مريم عليها‌السلام هى أم المسيح عليه‌السلام.

مريم

المسيح

٣٤

١١

هذا العدد ١١٣٤ من مضاعفات الرقم ٧ (١٦٢ مرة)

نطبق القاعدة ذاتها من أجل كلمة عيسى فنجد النظام ذاته يتكرر

مريم

المسيح

٣٤

٢٥

هذا العدد ٢٥٣٤ من مضاعفات الرقم ٧ (٣٦٢ مرة)

ومجموع أرقام هذا الرقم ٤+ ٣+ ٥+ ٢ = ١٤ (مضاعف الرقم ٧) ومجموع وتكرار الكلمات الثلاث مريم المسيح عيسى ٣٤+ ١١+ ٢٥ =٧٠

٧٠ من مضاعفات الرقم ٧ (عشر مرات)

ومجموع تكرار كلمات المسيح عيسى ابن مريم فى القرآن الكريم ١١+ ٢٥+ ٣٥+ ٣٤ = ١٠٥

والعدد ١٠٥ من مضاعفات الرقم ٧ (١٥ مرة)

هل يمكن للمصادفة أن تأتى بنظام محكم كهذا؟

أنه الله عزوجل الذى خلق كل شيىء هو الذى نظم هذه الحقائق لتشهد على وحدانية وتشهد على أن سيدنا المسيح عيسى ابن مريم هو رسول الله وكلمته وروحه.

٥٣

إن النظام السباعى لتكرار هذا الاسم الكريم فى كتاب الله ٩ جاء متوافقا مع الرقم ٧ دليل على أن الذى جاء به محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو نفس ما جاء به عيسى عليه‌السلام.

إذا أردت أن تقرأ الإنجيل الحقيقى فما عليك إلا أن تقرأ القرآن.

١ ـ ميلاد المسيح

لقد قص الله تعالى قصة مريم والمسيح فى سورة مريم من الآية ١٦ إلى الآية ٣٥ وفند آخر هذه السورة فرية إتخاذ الله عزوجل ولدا :

(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا (١٦) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا (١٧) قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (١٨) قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا (١٩) قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (٢٠) قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا (٢١) * فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا (٢٢) فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (٢٣) فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (٢٤) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا (٢٥) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (٢٦) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا (٢٧) يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (٢٨) فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (٢٩) قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠) وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (٣١) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا (٣٢) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ)

٥٤

(وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣) ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (٣٤) ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (٣٥)

(مريم)

حاشاه سبحانه وتعالى فى الآيات أن يكون له ولد : (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (٩١) وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) (٩٢)

(مريم)

٢ ـ رفع المسيح عيسى ابن مريم إلى السماء حيا ونجاته من القتل أو الصلب.

قال الله تعالى : (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (١٥٨)

(النساء)

وقوله تعالى : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (٥٤) إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (٥٥)

(آل عمران)

فقد جاء فى تفسير القرطبى فى معنى قوله تعالى متوفيك بمعنى قابضك ورافعك إلى السماء من غير موت مثل توفيت مالى من فلان أى قبضته ، أى أن الله سبحانه وتعالى رفعه إلى السماء من غير وفاة ولا نوم.

٣ ـ نفى صلب وقتل المسيح.

كما ينفى القرآن الكريم أن يكون المسيح عليه‌السلام قد صلب أو قتل فى قوله عزوجل : (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (١٥٨)

(النساء)

٥٥

يقول الطبرى فى تفسير هاتين الآيتين أن الله سبحانه وتعالى قد ألقى شبه المسيح عليه‌السلام على يهوذا الاسخريوطى فقام اليهود بصلبه وقتله وينفى سبحانه وتعالى حصول القتل والصلب على المسيح عليه‌السلام.

لقد تكفل سبحانه وتعالى بحفظ سيدنا عيسى عليه‌السلام.

قال الله تعالى : (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) (١١٠)

(المائدة)

كما أيده الله سبحانه وتعالى بروح القدس (جبريل عليه‌السلام)

قال الله تعالى : (وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ....) (٨٧)

(البقرة)

وقال الله تعالى : (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ...) (١١٠)

(المائدة)

٤ ـ عودة عيسى ابن مريم ونزوله حيا رحمة للناس (مجيئه الثانى)

الآية التى يتميز بها سيدنا عيسى ابن مريم عن بقية إخوانه من الأنبياء والمرسلين هو نزوله حيا وعودته لإقامة الشريعة والعدل فإن الله عزوجل من رحمته وكما رحم البشرية بإرسال سيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فإنه سيرحمها ثانية بنزول سيدنا عيسى ابن مريم رحمة وهداية للناس جميعا قبل قيام الساعة وكعلامة من علاماتها الكبرى كما سبق وأرسله إلى بنى إسرائيل رحمة وهداية وكذبوا به وأرادوا قتله ورفعه الله حيا كما نص على ذلك فى بعض من الآيات القرآنية.

٥٦

ومن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تبشر بعودة عيسى ابن مريم ومجيئه الثانى.

قال الله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) (١٥٩)

(النساء)

وقال الله تعالى : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) (٦١)

(الزخرف)

قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى ابن مريم حكما مقسطا وإماما عادلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد.

٥٧

إكتشاف رياضى فى سورة الكهف

يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الكهف : (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) (٢٢)

(الكهف)

نجد ستة أرقام ذكرت بالتسلسل كما ذكرت بصيغة إثنان إثنان ٨٧٦٥٤٣ يبين الله تعالى الأقوال المختلفة التى يرددها الناس حول أصحاب أهل الكهف فذكر الله ما يقولون وما قالوا وما زال بين حين وحين من الزمن يعاد الحديث عن عددهم والله أعلم بهم هو خالقهم وهو الأدرى بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل.

إن وراء هذه الأرقام الستة أمر عظيم فى الرياضيات لكل نظام شروطه وقواعده ، فالنظام العشرى ومنازله ١ / ١٠ ـ ١ / ١٠٠ ـ ١ / ١٠٠٠ ...

وتقرأ النتائج قراءة مباشرة.

النظام التساعى أو الثمانى أو السباعى لا تقرأ نتائجه مباشرة إلا بعد تحويله إلى عشرى. كما أن من شروط هذه الأنظمة أنه قد حدد لكل نظام أرقامه التى لا تتجاوزها منها مثلا النظام العشرى أرقامه المحدودة هى : ٩٨٧٦٥٤٣٢١٠

والنظام التساعى أرقامه المحدودة هى : ٨٧٦٥٤٣٢١٠

والنظام الثلاثى أرقامه المحدودة هى : ٢١٠

والنظام الثنائى وهو المعمول به فى الكمبيوتر ١٠

لننتبه أن هذا الرقم ليس ١٠ (عشرة)

هذا النظام يطلق عليه نظام العدد الظاهر.

تعريف العدد الظاهر :

يتكون العدد الظاهر السليم من مجموعة من الأعداد المتسلسلة ولا يتجاوز أكبر بعد بين أبعد عددين فيه عن ٩

٥٨

فهذا التسلسل فى العدد ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ هو نظام رياضى وهذا النظام الرياضى هو الذى أدى بالمخترعين إلى إختراع الكمبيوتر أى الحاسب الآلى وإستخدام النظام الثنائى ١٠

وآية أخرى من سورة الكهف.

قال الله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (٢٥)

(الكهف)

لقد كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه أول من إكتشف العلاقة الرياضية عن مدة بقاء أهل الكهف وما معنى ثلاثة مائة سنين ولماذا إزدادوا.

لقد حسب أن مدة بقاء أهل الكهف ٣٠٠ سنة ميلادية شمسية وتعادل بالسنين القمرية (الهجرية) ٣٠٩ سنة.

إن ٣٠٠ سنة شمسية (ميلادية) تعادل بالضبط ٣٠٩ سنة قمرية (هجرية).

٥٩

النحل فى القرآن وإعجاز الرقم ١٦

١ ـ ترتيب سورة النحل فى القرآن الكريم ١٦

٢ ـ عدد آيات سورة النحل ١١٨ آية وهو من مضاعفات الرقم ١٦ (٨ مرات).

٣ ـ عدد أحرف الكلمات الأربع الأولى من الآيتين ٦٨ ، ٦٩ اللتين ذكرتا النحل وبعض طبائعه وفوائده فى سورة النحل هو ١٦ حرفا فى قوله تعالى :

(وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ....) (٦٨)

(النحل)

(ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ ....) (٦٩)

(النحل)

ولقد إكتشف العلماء حديثا قسما كبيرا من هذه الفوائد وبعضا من أسرار حياتها الدقيقة والنظامية جدا التى أذهلت المتخصصين فى دراسة أمة النحل والتى وافقت ما جاء فى القرآن الكريم.

قال الله تعالى : (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (٦٩)

(النحل)

الإعجاز البلاغى والعددى فى القرآن الكريم

الخطاب فى الآية ٦٨ جاء بضمير المخاطب (الكاف) فى (ربك) ولم ترد الآية بلفظ (وأوحى الله إلى النحل) أو (وأوحينا إلى النحل) ولكنها وردت بقوله تعالى :

(وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ...) (٦٨)

(النحل)

والمخاطب هنا هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والخطاب له خطابا لأمته التى نزل القرآن الكريم من أجل منفعتها وهدايتها وفى ذلك إشارة عظيمة إلى أن هناك صلة بين الإنسان المعنى فى خطاب الله سبحانه وتعالى وبين ما عهد به إلى النحل من طبيعة وأعمال يقوم بها بوحى من الله سبحانه وتعالى وهذه الصلة غير مباشرة فكاف المخاطب تفيد نسبة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى ربه من باب التكريم وأن هذا التكريم نتيجة مترتبة على إيمان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومن بعده أمته بما أوحاه الله تعالى فى كتابه فى آيات النحل.

٦٠