تراثنا ـ العددان [ 55 و 56 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 55 و 56 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٢

أوالي علاه في التغالي تشيعا

وإن كنت عند الناس أحسن حنبلي

فأجابه تاج الدين بقوله :

أتاني كتاب من كريم أوده

وكان كنشر المسك شيب بمندل

وحقك إني لست أخشى تشيعا

عليك ولكن سوف أدعى بحنبلي

فإن نفترق في مذهبين فإننا

سيجمعنا صدق المحبة في علي (١)

التشيع في المدائن :

المدائن من المدن الشيعية العراقية ، وقد صرحت المصادر بذلك ، منها : آثار البلاد للقزويني ، قال فيه : أهلها فلاحون ، شيعة إمامية ، ومن عادتهم أن نساءهم لا يخرجون نهارا (٢).

وقد ذكر المحقق الطباطبائي رحمه‌الله بعض شيعة المدائن في القرنين السادس والسابع ، منهم : الحسن بن محمد بن حمدون البغدادي ـ ابن صاحب التذكرة الحمدونية ـ ، الذي توفي سنة ٦٠٧ بشرقي المدائن وحمل إلى بغداد فدفن بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام (٣).

ومنهم : عبد الحميد بن أبي المعالي محمد الخطيب المدائني ، توفي سنة ٥٩٨ بالمدائن وحمل إلى مشهد الإمام الحسين عليه‌السلام (٤).

__________________

(١) الوافي بالوفيات ٥ / ١٢٨ ، معجم أعلام الشيعة : ٤٢٩.

(٢) آثار البلاد وأخبار العباد ـ للقزويني ـ : ٤٥٣.

(٣) التكملة لوفيات النقلة ـ للمنذري ـ ٢ / ٢٢٠ ـ ٢٢١ رقم ١١٨٢ ، معجم أعلام الشيعة : ١٥٧.

(٤) التكملة لوفيات النقلة ٢ / ٢٢١ رقم ١١٨٣.

٢٠١

ومنهم : علي بن أحمد الإسكندر العلوي المدائني ، ووصفوه : غال في التشيع ، ونقل أنه : كان يدخل على السلاطين والوزراء ومنازل الأمراء (١).

ومنهم : علي بن أحمد العلوي المدائني ، الذي كان نقيب العلويين في كربلاء بأمر من عطا ملك الجويني سنة ٦٧٤ (٢).

ومنهم : عماد الدين القاسم بن علي العلوي المدائني ، نقيب العلويين في سنة ٦٤٥ بالمدائن ، ومتولي مشهد سلمان الفارسي (٣).

ومنهم : محمد بن هبة الله المدائني البغدادي (ت ٥٩٨) ، قاضي المدائن ، توفي ببغداد وحمل إلى الكاظمية ودفن بها.

التشيع في مدن إيران

ذكرنا في بحث تاريخ التشيع في إيران شواهد على وجود التشيع في المدن الإيرانية منذ القرن الأول إلى القرن التاسع ، ونضيف إليها هنا شواهد أخرى ، من جملتها :

إن عالما شيعيا سنيا بأصفهان كان يدعى أحمد بن محمد بن الحسين فاذشاه (ت ٤٣٣) ، يروي المعجم الكبير للطبراني من جهة ، ويوصف من جهة أخرى بأنه : شيعي معتزلي (٤).

__________________

(١) معجم أعلام الشيعة : ٢٧٧.

(٢) تلخيص مجمع الآداب ٥ / رقم ٢٢٠.

(٣) تلخيص مجمع الآداب ٤ / رقم ١١٨١.

(٤) لسان الميزان ١ / ٢٦٢.

٢٠٢

وتاج العلماء النيسابوري (ت ٣٣٥) ، ذكره ابن منده في تاريخه ، وقال : له كتب حسان في الفقه ... وكان ينتحل مذهب الإمامية ويقول بالرجعة ، ونقل ابن حجر عنه احتجاجا عن حياة الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف (١).

إن مثل هذا التشيع وفي النصف الأول من القرن الرابع لأمر مثير للعجب! وكان هناك سيد جليل يقطن منطقة «رويدشت» يدعى بأبي الرضا حيدر بن محمد بن سراهنگ الرويدشتي (ت ٥٤٨) (٢) ، وبما أنه كان علويا فيمكن استظهار تشيعه.

وقد وصف أحد علويي أصفهان من ذوي المنزلة الرفيعة بأنه : من أجل صدور أصفهان وأعيانها فضلا وعلما وأدبا ورئاسة وتقدما (٣) ، له أشعار تفيد تشيعه وتشير إلى هيمنة التشيع على هذه المدينة ، قال ابن الفوطي : له أشعار لطيفة بالفارسية والعربية ، ولم أر أكمل منه في عراق العجم ، وكان ينوب عن السلاطين ، من شعره :

من أعوزته وسيلة فوسائلي

بعد النبي إذ الصحائف تنشر

بنت النبي وزوجها وابناهما

وابن الحسين ومن نماه وجعفر

وكذاك موسى والرضا ومحمد

وبعسكر الشيخان والمتستر

وهناك عالم قمي يدعى بأبي القاسم حمزة بن علي البياري القمي ،

__________________

(١) لسان الميزان ٢ / ٧٠.

(٢) تلخيص مجمع الآداب ٤ / رقم ١٦٥.

(٣) تلخيص مجمع الآداب ٥ / رقم ٢٢٧.

٢٠٣

قدم نيسابور من الري في شعبان سنة ٤٢٦ (١) ، وبما أنه قمي ومن أهل الري فلا يمكن أن يكون منتحلا غير عقيدة الشيعة.

وأما بخصوص القرن السادس ، فلم نحصل إلا على معلومات محدودة ..

يحكى أن أسد بن علي الحلبي (ت ٥٣٤) ـ الذي كان عم أبي ابن أبي طي ـ قد صنف كتبا في فضائل أهل البيت عليهم‌السلام والقرآن والحديث ، ومات بقم سنة ٥٣٤ (٢).

وفخر الأئمة صاعد بن يوسف القمي ، هو من علماء القرن الثامن في قم (٣).

أما علي بن أيوب بن الحسن ابن الساربان ، الشيعي القمي ، فمع الأسف لم يذكر شئ عن حياته (٤).

ومحمد بن الحسن القمي ، كان من أعلام القرن السابع أو ما بعده ، وله كتاب العقد النضيد والدر الفريد في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ونسخة منه عند العلامة السيد محمد علي الروضاتي حفظه الله (٥).

* أما بالنسبة إلى طبرستان فالشواهد على التشيع كثيرة ، لكن هناك التفاتة جديدة تختص بعالم اسمه بركة بن يحيى الكاتبي ، قال ابن حجر :

__________________

(١) تاريخ نيسابور : ٢٢١ رقم ٦٢٨ ، معجم أعلام الشيعة : ١٩٤.

(٢) لسان الميزان ١ / ٣٨٣ ، معجم أعلام الشيعة : ٨٥.

(٣) تلخيص مجمع الآداب ٤ / رقم ٢١٢٢ ، معجم أعلام الشيعة : ٢٣٠ ، المشتبه : ٣٤٤ ، تبصير المنتبه ٢ / ٦٧٣.

(٤) معجم أعلام الشيعة : ٢٨٧.

(٥) معجم أعلام الشيعة : ٣٧٢.

٢٠٤

ذكره الرشيد في رجال الشيعة ، وأنه قرأ عليه بطبرستان سنة ٥٤٣ (١) ، إلا إنه لم يذكر في كتاب معالم العلماء.

* وأما بالنسبة إلى نيسابور ، فهناك شواهد كثيرة على وجود التشيع فيها ، فالحسن بن إبراهيم النيسابوري ، قد ذكره ابن أبي طي في طبقات الإمامية ، وقال : كان أحد علماء الشيعة الفضلاء وأحد وجوه نيسابور (٢).

والحسن بن يعقوب النيسابوري (ت ٥١٧) ، قال السمعاني : كان أستاذ أهل نيسابور في عصره ، وكان غاليا في الاعتزال ، داعيا إلى الشيعة ..

ثم قال : رأيت كتاب الولاية لأبي سعيد مسعود بن ناصر السجزي وقد جمعه في طرق هذا الحديث ـ «من كنت مولاه فعلي مولاه» ـ بخطه (٣).

وزيد بن الحسن بن زيد ... ابن موسى بن جعفر عليه‌السلام النيسابوري ، دخل أصفهان مرتين ، أولاها سنة ٤٦٣ ، واتهموه بالوضع لأنه روى أحاديث في الصفات لا توافق آراءهم وأهواءهم (٤).

ويمكن أن يقال : إنه كان من المخالفين للحشوية وأهل الحديث ، وهذا يدل على انتحاله عقيدة الشيعة المعتزلية.

ومحمد بن أحمد العلوي النيسابوري (ت ٤٦٥) وصفه في السياق من تاريخ نيسابور (٥) بأنه : كان من دعاة الشيعة ، عارف بطرقهم وعلومهم ،

__________________

(١) لسان الميزان ٢ / ٩.

(٢) لسان الميزان ٢ / ١٩١.

(٣) معجم أعلام الشيعة : ١٦٥.

(٤) معجم أعلام الشيعة : ٢١٧.

(٥) السياق من تاريخ نيسابور : ١٢٠.

٢٠٥

سمع وروى (١).

ومحمد بن حماد الموسوي (ت ٥٥٨) ، من أهل مرو ، قدم نيسابور وتوفي بها ، قال السمعاني : كان مختصا بوالدي ، وكان والده من أصحاب الإمام جدي .. ولكن مع هذا قال : وهو غال في التشيع والرفض (٢).

* أما بالنسبة لمدينة «آمل» ، فتعد من المراكز الشيعية المهمة ..

فمن علمائها : حسن بن حسن الآملي ، قال ابن الفوطي : من أولاد حمزة بن موسى بن جعفر ، قدم بغداد من آمل لزيارة المشاهد المقدسة سنة ٧٠١ واجتمعت به (٣).

وعز الدين الحسن بن أبي الحسن علي بن أبي طالب بن علي بن ترجم الواسطي الحائري ، قال ابن الفوطي : وهو من الجماعة الذين أثبتوا ورتبوا في المدرسة التي أنشأها المخدوم خواجة رشيد الدين أبو الفضائل فضل الله بن أبي الخير بن عالي بالغزانية سنة ٧١٣ ، ولد بواسط سنة ٦٧٨.

وحكي أن هؤلاء «بيت ترجم» من علوية مشهد الحسين عليه‌السلام ، تولى النقابة منهم جماعة (٤).

* أما استراباد ـ جرجان الحالية ـ فقد كانت مركزا للشيعة من القرن الثامن إلى العاشر ..

من أعلامها : محمد بن أحمد الجرجاني الوراق ، من علماء القرن

__________________

(١) لسان الميزان ٥ / ٣٧ ، معجم أعلام الشيعة : ٣٦٦.

(٢) التعبير ٢ / ١٢٤ ، معجم أعلام الشيعة : ٣٨٣.

(٣) تلخيص مجمع الآداب ٤ / رقم ٢٠٤١ و ٢٠٦٩ ، معجم أعلام الشيعة : ١٤٢.

(٤) معجم أعلام الشيعة : ١٤٩.

٢٠٦

الرابع في النصف الأول ، قال المرزباني : كان يتشيع وله أشعار يمدح فيها الطالبيين (١).

وأبو أحمد محمد بن علي بن عبدك الشيعي العبدكي ، من أهل جرجان ، وصفوه : كان مقدم الشيعة ، وإمام أهل التشيع بها ، استوطن بنيسابور ، وتوفي بعد ٣٦٠ (٢).

والحسين بن حاجي الأسترآبادي ، نزيل الحلة ، وبخطه نسخة من أصول الكافي في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام ، فرغ منها في رجب عام ٨٩١ (٣).

وينبغي إلفات النظر إلى مسألة تردد العلويين بين نيسابور واسترآباد واستيطانهم هناك.

فإن داعي بن مهدي الأسترآبادي ، وابنه خليفة بن داعي ، كانا من علويي استراباد ، ولكنهما كانا يترددان على نيسابور ، وقد توفي داعي بناحية بيهق سنة ٤٠٥ (٤).

ومحمد بن يحيى بن الداعي العلوي (ت ٥٥٢) ، من أهل استراباد ، شيخ الإمامية بها ، وهو مقدم طائفته ، وشيخ عشيرته ، من بيت المحدثين (٥).

* أما كاشان وقراها فتعد من المدن الشيعية المهمة ..

ومن أعلامها : الحسين بن محمد الراوندي ، محتسب الحلة ، قال

__________________

(١) معجم الشعراء : ٤٢٨ ، معجم أعلام الشيعة : ٣٦١.

(٢) الأنساب ـ للسمعاني ـ ٩ / ١٨٥ ، معجم أعلام الشيعة : ٤٠٥.

(٣) معجم أعلام الشيعة : ١٧١.

(٤) معجم أعلام الشيعة : ٢٠٦.

(٥) الأنساب ـ للسمعاني ـ ٩ / ٦٠ ، معجم أعلام الشيعة : ٤٣٧.

٢٠٧

ابن الفوطي : من أكابر السادات ، قدم العراق وولي الحسبة بالحلة ، ورأيته بمحروسة السلطانية سنة ٧١٦ ، وهو سيد جليل ، ورأيت بيده نسبا بخط نقباء كاشان (١).

وهبة الله بن سعيد الراوندي ، وصفه ابن الفوطي بالفقيه المتكلم ... وقال : كان من العلماء الأفاضل.

وظن السيد الأستاذ رحمه‌الله أن يكون هو جد والد قطب الدين الراوندي (ت ٥٧٣) (٢).

* أما مدينة طوس ، فقد كان الشيعة فيها منذ القدم ..

منهم : نصير الدين حمزة الطوسي المشهدي ، من أعلام الشيعة في النصف الثاني من القرن السادس.

حكى السيد الأستاذ رحمه‌الله عن تاريخ رويان : إن ملوك غور جاؤوا إلى خراسان واستولوا على نيسابور ، ثم ذهبوا إلى مشهد طوس لزيارة الإمام الرضا عليه‌السلام ، وكان معهم الفخر الرازي مع بقية علماء غور وغزنين ، فقرؤوا فيها عهد المأمون إلى الإمام الرضا عليه‌السلام ، وكان الإمام الرضا عليه‌السلام قد كتب بخطه في العهد : فقبلت منه ولاية عهده إن بقيت بعده ، وأنى يكون هذا؟! وبضد ذلك يدلان الجامع والجفر ..

فسألوا الفخر الرازي عن الجامع والجفر ما هما؟ فقال : لا أدري! ولكن هناك عالم فاضل وهو نصير الدين حمزة ـ وهو من الشيعة ـ سلوه عن هذا يخبركم به ، فأحضروه وسألوه ، فشرح لهم معنى ذلك (٣).

__________________

(١) تلخيص مجمع الآداب ٤ / رقم ٢٠٧٢ ، معجم أعلام الشيعة : ١٨٣.

(٢) معجم أعلام الشيعة : ٤٧٦.

(٣) معجم أعلام الشيعة : ١٩٠.

٢٠٨

ومحمد بن إسماعيل المشهدي (ت ٥٤١) ، من أهل المشهد الرضوي ، قال السمعاني : ومن جملة ما سمعت منه صحيفة علي بن موسى الرضا (١).

* وكانت مدينة «آوه» من المعاقل الشيعية المعروفة منذ القرن الأول حتى القرن الثامن ..

وقد عد من علمائها البارزين : الرضا بن فخر الدين الآوي ، القاضي العلامة.

قال ابن الفوطي : السيد الكامل ، والعالم العامل ، الفقيه المحقق ، النبيه المدقق ، أكمل السادة الأشراف ، وأكمل بني هاشم وعبد مناف.

قدم مراغة إلى حضرة مولانا السعيد العلامة نصير الدين أبي جعفر وقرأ عليه من تصانيف فخر الدين الرازي ، وسمع عليه ما رواه عن والده وجيه الدين محمد بن الحسن ، وعن خال أبيه نصير الدين عبد الله بن حمزة ، وعن خاله نور الدين علي بن محمد الشيعي ، وغيرهم ، وقرأ عليه صحيفة أهل البيت عليهم‌السلام ، رأيته بمراغة سنة ٦٦٥ ، ثم اجتمعت به بسلطانية شروياز في سنة ٧٠٥ ، وكتب لي الإجازة بجميع مروياته ومسموعاته.

وقدم مدينة السلام لزيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام وأجداده الطاهرين سنة عشرين وسبعمائة ، وكتب عنه جماعة من السادات نسخة الإجازة التي أجازه مولانا نصير الدين (٢).

* أما التشيع في الري ، فهناك شواهد كثيرة عليه ، ونذكر هنا بعض

__________________

(١) التحبير ٢ / ٩٦ ، معجم أعلام الشيعة : ٣٦٩.

(٢) تلخيص مجمع الآداب ٥ / رقم ٣٥٢ ، معجم أعلام الشيعة : ٢١٣ ـ ٢١٤.

٢٠٩

أعلامها من القرنين السادس والسابع إضافة إلى ما قلناه في تاريخ التشيع.

فقوام الدين العلوي الرازي ، من أعلام الإمامية في القرن السادس أو السابع ، له تفسير فارسي سماه دقائق التأويل وحقائق التنزيل ، وله أيضا بلابل القلاقل في التفسير ، المطبوع حديثا (١).

ومحمد بن محمد الحسيني ، من أهل الري ، قال الرافعي : كان يعرف طرفا من فقه الشيعة ، ويكتب الوثائق لهم ... وقرأ النهاية لأبي جعفر الطوسي على علي بن الحسن الداعي الحسيني الأسترآبادي بالري سنة ٥٥٥ (٢).

* وأما مدينة همدان ، فلم تكن معروفة بالتشيع ، ولكن برز منها عالم شيعي في القرن السابع هو محمد بن عمر الهمذاني الواعظ (ت ٧٠٥) ، قال ابن الفوطي : قدم علينا مراغة في أيام مولانا نصير الدين محمد ابن محمد الحسن الطوسي ، ووعظ بين يده ، وذلك في سنة ٦٧٠ ، وذكر لي أنه سمع الجامع الصحيح من والده ، ومما كتب لي بخطه :

سلالات النبي هم الأئمه

إليهم يصرف العقل الأزمه

ثناؤهم يحلي كل لفظ

وذكرهم يجلي كل غمه

بحبهم نجاة الخلق طرا

بذيلهم تمسك كل أمه

هم نور أضاء الأفق منه

وقد شمل الزمان سنا وعمه

يريد المشركون ليطفئوه

ويأبى الله إلا أن يتمه (٣)

__________________

(١) معجم أعلام الشيعة : ٣٥٦.

(٢) التدوين ١ / ٢٤٥ ، معجم أعلام الشيعة : ٤١٥.

(٣) تلخيص مجمع الآداب ٤ / رقم ١٢٣٣ ، معجم أعلام الشيعة : ٤١١.

٢١٠

الشيعة إبان خلافة العباسيين :

كانت للشيعة ـ في الحقيقة ـ خلال القرن الثالث وما بعده مساهمة فاعلة في الجهاز العباسي الحاكم ، تجلت بأشكال وأطر مختلفة ، ابتداء من المناصب الوزارية والمسؤوليات المهمة إلى سائر أعمال البلاط ومشاغلها ، وقد ساعدت هذه الأجواء على نمو التشيع وتطوره ، ويتضح هذا الأمر أكثر عندما نرى أن أبا نصر الكاشاني الشيعي قد شغل منصب الوزير لدى المسترشد العباسي ، وهكذا الحال في زمان خلافة المقتدر (ت ٣٢٠) ، وقد كان الناصر لدين الله (ت ٦٢٢) مشهورا بالتشيع.

هذا ، وقد بلغت مساهمة الشيعة في أجهزة الحكم العباسي ذروتها في القرنين السادس والسابع ، نذكر على سبيل المثال :

فخر الدين بغدي بن علي الحكيم (ت ٦٨٥) ، الذي كان من بيت الملك والإمارة ، وقد ولد بالحلة سنة ٦٣١ ، وصحب الخلفاء والوزراء (١).

ومؤيد الدين العلقمي ، الذي كان آخر وزير للدولة العباسية ، وقد كان آل العلقمي كلهم من الإمامية.

وفي القرنين الثالث والرابع كان لكثير من النوبختية الشيعة نفوذ كبير في الدولة العباسية ، منهم :

الحسين بن علي بن العباس ، الذي كان يتولى الكتابة للأمير أبي بكر محمد بن رائق ، وكان في مرتبة الوزراء ببغداد ، مدبر الأمور ، حاكما على الدولة (٢).

__________________

(١) تلخيص مجمع الآداب ٤ / رقم ٢٠١٩ ، معجم أعلام الشيعة : ١١٦.

(٢) الوافي بالوفيات ١٢ / ٤٥٥.

٢١١

وقال الذهبي في علي بن عباس النوبختي : رئيس ، ولي وكالة المقتدر (ت ٣٢٤ ه) (١).

والحسين بن إبراهيم بن الخطير (ت ٥٥٢) ، صاحب الخبر بديوان الزمام ، قال الذهبي : كان غاليا في الرفض (٢).

وأبو علي الحسين بن معد الموسوي ، كان يسكن الكرخ ، تولى نقابة الطالبيين ومهمة الإشراف على المخزن في الدولة العباسية ببغداد على عهد المستنصر بالله (٣).

وسعيد بن علي الأنصاري (ت ٦١٠) ، كان وزر للناصر لدين الله أشهرا ، وعندما توفي ببغداد حمل ودفن عند مشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام (٤).

وعلي بن علي البغدادي (ت ٦٠١) ، وزر للسلطان سليمان شاه السلجوقي مدة مقامه بالعراق في أيام المقتضي ، وكتب بخطه كثيرا أيام العطلة من الأدبيات والدواوين ، وكان شيعيا ، وقف كتبه بمشهد موسى بن جعفر عليه‌السلام (٥).

ومحمد بن محمد مؤيد الدين القمي (ت ٦٣٠) ، قدم بغداد ، فلما مات كاتب السر ابن زيادة رتب القمي مكانه فلم يغير زيه : القميص والشربوش ، على قاعدة العجم ، ثم ناب في الوزارة ولم يزل في ارتقاء حتى إن الناصر كتب بخطه : القمي نائبنا في البلاد والعباد. وكان كاتبا بليغا

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٢٦ رقم ١٦١ ، معجم أعلام الشيعة : ٢٩٩.

(٢) سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٩٥ رقم ١٩٩ ، معجم أعلام الشيعة : ١٦٦.

(٣) معجم أعلام الشيعة : ١٨٩.

(٤) معجم أعلام الشيعة : ٢٢٥.

(٥) إنسان العيون : ١٤٥ ، معجم أعلام الشيعة : ٣٠٩.

٢١٢

منشئا ، نكب في سنة ٦٢٩ وسجن ، فهلك سنة ٦٣٠ (١).

وهبة الله بن علي ابن الصاحب ، أستاذ دار المستضئ بأمر الله العباسي (خلافته ٥٦٦ ـ ٥٧٥) ، أحد من بلغ أعلى الرتب ، قال الذهبي : وأظهر الرفض (٢).

* * *

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٤٦ رقم ١٢٥ ، معجم أعلام الشيعة : ٤٢١.

(٢) سير أعلام النبلاء ٢١ / ١٦٤ رقم ٨٢ ، معجم أعلام الشيعة : ٤٧٨.

٢١٣

معجم مؤرخي الشيعة

حتى نهاية القرن السابع الهجري

(١)

صائب عبد الحميد

المقدّمة

تطور مفهوم التاريخ والتدوين التاريخي عند المسلمين

نبذة مختصرة

الراجح أن لفظة «التأريخ» عربية الأصل ، فهي من : أرخ ، يأرخ أرخا ، بمعنى بين الوقت ، أي وقت (١).

وبهذا المعنى وحده استخدم العرب هذه المفردة ، وهم يعينون أوقات الأحداث لديهم ، وقد كانوا يعتمدون حدثا مهما وكبيرا مبدأ لتواريخ الأحداث الأخرى اللاحقة ، وحتى السابقة القريبة العهد منه ، فيعرف وقتها قياسا إلى ذلك الحدث الكبير ، كحرب البسوس ، وعام الفيل ، ونحو ذلك ، فيقال : حدث كذا قبل حرب البسوس بعامين ، وحدث كذا

__________________

(١) المعجم الوسيط : «أرخ».

٢١٤

بعد عام الفيل بعشرة أعوام. وقد ثبت دائما أن مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يؤرخ بعام الفيل.

أما بعد الإسلام فقد تعارف المسلمون على التأريخ قياسا إلى أحداث دينية جديدة ، كالمبعث النبوي ، وعام الحصار في شعب أبي طالب ، والهجرة إلى المدينة المنورة .. واستمر الأمر هكذا حتى أحسوا بالحاجة الماسة إلى تأريخ ثابت ومحدد يكون موضع اعتماد الجميع.

فاعتمدوا التقويم الهجري القمري بالفعل منذ سنة ١٧ للهجرة ، في حكومة عمر بن الخطاب ، وجعلوا أول محرم الحرام هو مطلع التاريخ الهجري ، وفقا لما أشار به الإمام علي عليه‌السلام لاعتبارات خاصة ميزوا بها هذا الشهر (١).

ولم تظهر لفظة «التاريخ» بمعنى الكتاب الجامع للأحداث عبر السنين ، حتى النصف الأول من القرن الثاني ، في كتاب عوانة بن الحكم ، المتوفى سنة ١٤٧ ه ، والذي أسماه : كتاب التاريخ ، فهو أول كتاب في التاريخ يحمل هذا العنوان ، ثم اعتمد بعد ذلك على نحو واسع ، فكتب تحت العنوان نفسه هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، المتوفى سنة ٢٠٤ ه ، كتاب : تاريخ أخبار الخلفاء ، وكتب الهيثم بن عدي ، المتوفى سنة ٢٠٦ ه ، كتاب : التاريخ على السنين ، وكتاب : تاريخ الأشراف الكبير (٢).

كما اعتمد لفظ «التاريخ» عنوانا لكتب التراجم كما يوحي به كتاب الهيثم بن عدي تاريخ الأشراف الكبير ، واعتمده أصحاب الحديث في

__________________

(١) التنبيه والإشراف ـ للمسعودي ـ : ٢٥٢.

(٢) أنظر : التاريخ العربي والمؤرخون ـ لشاكر مصطفى ـ ١ / ٥١ ـ ٥٢ ، معجم الأدباء ٥ / ٥٩٧.

٢١٥

تراجم الرجال ، كالبخاري ، المتوفى سنة ٢٥٦ ه في كتابه : تاريخ البخاري.

أثر الإسلام في وعي التاريخ وحركة التدوين :

لم يكن التاريخ عند العرب قبل الإسلام أكثر من أخبار الأحداث المهمة ، تنقل شفاها ، وربما حدد وقتها بالقياس إلى حادثة أخرى ، ولم يتجاوز الخبر التاريخي هذين البعدين ، الرواية ، وتعيين الوقت التقريبي.

حتى إذا نزل القرآن وأخذت العرب تصغي إليه وتحيطه بكل ما تدركه من معاني الإجلال والتقديس ، وتتطلع في معانيه ، أصبحت تقف على تفاصيل أحداث أكبر في التاريخ ، بدءا بابتداء الخليقة ، وصراع الخير والشر في الجنة ، وهبوط البشر إلى الأرض ، ثم صراع الخير والشر بين هابيل وقابيل ، وسلسلة السير ذات الأثر الحاسم في تاريخ البشرية ، نوح ، إبراهيم ، هود ، صالح ، يونس ، يعقوب ويوسف ، شعيب ، موسى وهارون ، داود وسليمان ، زكريا ويحيى وعيسى بن مريم عليهم‌السلام ، نبي الإسلام صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأحوال الأمم التي عاش بينها هؤلاء ..

فوقفت من خلال ذلك على أنساق تاريخية ، تنتظم تحت معادلات واضحة ، وسنن محددة المعالم ، وقف عليها العقل العربي لأول مرة ، ولأول مرة يقف عليها عقل بشري ، فما زال التاريخ عند سائر الأمم رهن الأساطير وطوعا للحكام ، الآلهة أو أنصاف الآلهة ، كما كانوا يدينون.

لأول مرة يستوقف التاريخ عقل العربي وغير العربي على بطولات وملاحم تصنعها فئات مستضعفة وممتهنة ، وليس هو البطل الذي اعتادوا أن يسمعوا باسمه وكأنه ينحدر عليهم من شاهق ، أو يرسل عليهم جندا من السماء ، فيذهب القارئ في أعماق الوعي بالحياة الاجتماعية والقيم

٢١٦

والمبادئ وهو يتلو أخبار أصحاب الكهف ، فتية مؤمنة استهانت بجبروت «البطل» واستأنست بالصدق في الإيمان ، حتى كان الخلود لها والموت للبطل الذي شردها إلى ظلمات كهف قصي ، كانت فيه أقرب إلى الله تعالى ، بل كانت تحت رعايته المباشرة تتقلب تقلب الطفل في مهده بين يدي أم حنون.

ويرى كيف تصنع الأمة مجدها بالخلود ، ليكون ذلك المجد لعنة الأبد على أولئك الجبارين الذين منحهم التاريخ الآخر ألقاب الآلهة ، ذلك حين يقف القارئ على مشاهد من قصة أصحاب الأخدود وموقفهم التاريخي الذي يعز أن تجد له بين الأمم نظير.

فالتاريخ إذا تاريخ المجتمعات ، تاريخ الثائرين على الظلم والطغيان ، تاريخ الضحايا والمستضعفين ، تاريخ يقف إلى جانب المعارضة الصامدة المتمردة ، إبراهيم ولوط ، وموسى وهارون ، وزكريا ، وأصحاب الكهف ، وأصحاب الأخدود.

وهكذا أصبح التاريخ ليس فقط علما وفنا ومعرفة وميدانا للفكر والاجتهاد ، بحثا عن القوانين والأنساق والأطر الفاعلة في سير حياة الأمم والمجتمعات ، بل أصبح فوق هذا مدرسة للقيم والمبادئ والتعاليم الراقية .. (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى) (١).

هكذا بعث الإسلام في العقول الوعي في التاريخ والمعرفة التاريخية ، ليكون التاريخ ، شيئا فشيئا ، علما له خصائصه وأهدافه ، وسوف تسهم عوامل متجددة في تنفيذه من خلال أعمال متواصلة ، تتطور مع الزمن حيث

__________________

(١) سورة يوسف ١٢ : ١١١.

٢١٧

تراكم الخبرات وتعدد الاتجاهات.

ثم كانت السيرة النبوية ، بما تحتله من موقع كبير في قلوب المسلمين ، المحفز الأول لقيام عمل تاريخي ، سيبدأ حتما بأبسط أشكاله ، ليتطور فيما بعد إلى أكثر أشكاله تكاملا وتفصيلا وتعقيدا ، وهكذا أصبحت السيرة النبوية هي الميدان التطبيقي الأول لأول الأعمال التاريخية في عمر الإسلام ، واستمرت هكذا عقودا من الزمن ، حتى تطور العمل التاريخي ، وتراكمت أحداث تاريخية حاسمة في حياة المسلمين بدأت تأخذ طريقها إلى اهتمامات المعنيين بالتاريخ ، لتتسع رقعة العمل التاريخي إلى الدوائر السياسية والاجتماعية ، والثقافية في الحياة العامة.

مراحل التدوين التاريخي عند المسلمين :

لا بد لعلم تشكلت معالمه لأول مرة أن يبدأ بأبسط أشكاله ، لتأخذه بعد ذلك الخبرات المتراكمة ، والاتجاهات المتعددة ، إلى جانب الظروف الخارجية المساعدة ، إلى مراتب أكثر تكاملا ، من حيث الاستيعاب ومن حيث العمق ، ليطوي طريقه التكاملي في مراحل ، تمثلت بالنسبة للتدوين التاريخي عند المسلمين بمراحل أربع ، هي :

المرحلة الأولى :

بعد أن كانت الرواية التاريخية تنقل شفاها في الغالب ، شأنها شأن غيرها من السنن ، دخلت في حيز التدوين ، في وقت مبكر ، ولكن إلى جانب غيرها من السنن والآداب ، في مدونات كان يكتبها بعض الصحابة لأنفسهم خاصة لغرض الحفظ والرواية الشفهية للتلاميذ ، ولسائر الناس.

٢١٨

والكتابة من هذا النوع كانت منتشرة بين الصحابة ، حتى في عهد عمر حيث منع منها بشدة ، وجمع كثيرا منها وأحرقه بالنار (١) ، وزاد انتشارها بعده ، حتى بلغ المعروف منها اثنين وخمسين كتابا لاثنين وخمسين صحابيا ، وقد بلغت كتب ابن عباس وحده عند مولاه كريب بن أبي مسلم حمل بعير (٢).

ومن رجال هذه المرحلة :

سعيد بن سعد بن عبادة الخزرجي : وقد كتب شيئا من حياة الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، علما أن أباه سعد بن عبادة كان يحتفظ بصحف كتبها بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، له نص واحد في مسند أحمد (٣) ، ونص واحد في تاريخ الطبري (٤) ..

سهل بن أبي خيثمة الأنصاري : وكانت له عناية خاصة بالسيرة النبوية ومغازي الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كان مولده سنة ٣ ه ، ووفاته في أيام معاوية ، وصل كتابه إلى حفيدة محمد بن يحيى بن سهل ، فكان إذا روى منه قال : «وجدت في كتاب آبائي». منه نصوص لدى ابن سعد والبلاذري والطبري (٥).

المرحلة الثانية : مرحلة التدوين التاريخي الجزئي المختص :

بعد انتشار عملية التدوين توزعت اهتمامات علماء التابعين على أكثر

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ـ للذهبي ـ ١ / ١٠٣.

(٢) تذكرة الحفاظ ـ للذهبي ـ ١ / ١٠٣.

(٣) مسند أحمد ٥ / ٢٢٢.

(٤) تاريخ الطبري ١ / ١١٤.

(٥) أنظر : التاريخ العربي والمؤرخون ـ لشاكر مصطفى ـ ١ / ١٥١.

٢١٩

من واحد من أنواع العلوم ، ففرغ أكثرهم لجمع الحديث بشكل عام ، وروايته ، وتخصص بعضهم بأحاديث السنن والأحكام التي هي موضع اهتمام الفقهاء بالدرجة الأولى ، فيما انصبت عناية آخرين على ما يتصل بالسيرة النبوية بشكل عام ، وبالمغازي منها بشكل خاص ، فظهرت في هذه المرحلة كتب المغازي والسيرة على مستوى واسع ..

فكتب عروة بن الزبير ـ المتوفى سنة ٩٣ ه ـ كتابه المغازي.

وأبو فضالة عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري ـ المتوفى سنة ٩٧ ه ـ كتب كتابا صغيرا في المغازي.

وأبان بن عثمان بن عفان ـ المتوفى سنة ١٠٥ ه ـ كتب أيضا في السيرة والمغازي.

وعاصم بن عمرو بن قتادة الأنصاري ، المتوفى سنة ١٢٠ ه.

وشرحبيل بن سعد ، المتوفى سنة ١٢٣ ه.

ثم ابن شهاب الزهري ـ المتوفى سنة ١٢٤ ه ـ صاحب كتاب المغازي ، وهو أكثر الكتب المتقدمة أثرا ، وقد حفظت أجزاء كثيرة منه في المصنف لعبد الرزاق الصنعاني.

وقد اتسمت هذه الكتب جميعا بسمة كتب الحديث ، إذ اقتصرت على إيراد الروايات الخاصة بموضوعها ـ السيرة والمغازي ـ بأسانيدها الكاملة.

ومن طبيعة هذه الأعمال أن الحادثة الواحدة تأتي فيها مجزأة وغير منتظمة ، إذ إنها كانت غالبا مؤلفة من عدة روايات قصار تتحدث الواحدة منها عن قطعة صغيرة أو جزئية من الحدث ، لتأتي أخرى بقطعة ثانية ربما لا تكون موصولة بالأولى.

٢٢٠