تراثنا ـ العدد [ 52 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 52 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٦٢

من ذخائر التراث

١٦١
١٦٢

١٦٣
١٦٤

مقدمة التحقيق :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد وآله الأطيبين الأطهرين.

رغم أن التاريخ الفقهي الشيعي لم يدون بأسلوب علمي متكامل ، ولم يخضع لمنهجية متبلورة الأركان ، مما حال دون سبر الغور في أعماقه وخصائصه ـ ذات المضامين الرفيعة والمفاهيم الجليلة ـ بالكيفية الملائمة والطرح المرموق.

إلا أن هذا لم يقف حائلا ولم يشكل عائقا نحو إمكان تمييز مراتب الرقي ومراحل التطور التي أصابته منذ عصر ظهور الإسلام إلى يومنا هذا.

ولقد تنوعت الآراء واختلفت الأقوال في تصنيف عوامل تطوره ونهضته ، فمن مذهب قائل بإرجاعها إلى أشخاص الفقهاء الأعاظم ، وآخر إلى عناوين خاصة ـ مثل : مرحلة النشوء ، النمو ، التكامل ... ـ وثالث إلى المدارس والمعاهد ، إلى غير ذلك.

ولعل المذهب الأخير أقرب إلى الدرك وأنسب للقبول ، لما فيه من العمومية والشمولية للقولين الأولين.

١٦٥

ولو استقصينا الجدول الزمني والمسيرة التاريخية للفقه الشيعي ، لوجدنا أن المدارس التي قامت ونشأت في هذه الفترة وتلك ، في هذا البلد وذاك ، كانت ولا زالت هي المحاور الرئيسية في إكسابه ما وصل إليه من منزلة سامية ومكانة شامخة ، فاق بها طرا سائر الفرق والمذاهب ، من حيث سعة المحتوى وعمق المطالب ومتانة الاستدلال ورفعة الطرح وتنوع الأساليب ، المنصبة جميعا في قناة إثبات المدعى ونقض المخالف.

ومدرسة قم ـ التي ازدهرت في الربع الأول من القرن الرابع حتى منتصف القرن الخامس ـ وبعد انتقال حركة التدريس والتأليف إليها من المدينة والكوفة ، استطاعت أن تظهر فاعلية كبيرة ودورا مؤثرا في تطوير الفقه الإمامي وإرساء قواعده المتينة وأطره الرصينة.

ولعل من أهم العوامل التي ساهمت في منح هذه المدرسة مكانتها المذكورة : هو ولاء قم ـ ومشهورية انتمائها ـ لمذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، حيث كانت ولا زالت تعد حصنا من حصون الشيعة المنيعة وثغرا من ثغورها الشامخة ، والروايات الواردة عن الأئمة الأطهار عليهم‌السلام في عظم منزلتها وشرفها كثيرة ومعروفة.

كما كانت تعد آنذاك الركن الآمن الذي اطمئن إليه فقهاء آل البيت عليهم‌السلام بعد ما لاقوه من شتى صنوف القسوة والإرهاب من بني العباس وسوء معاملتهم لهم.

مضافا إلى ذلك ، فقد كانت قم مركزا فقهيا كبيرا ، لا سيما في عهد النواب الأربعة ، إذ حفلت بالكثير من أعاظم الفقهاء وأجلتهم ، أمثال : الكليني والصدوق ووالده وابن قولويه وابن الجنيد وعلي بن إبراهيم وغيرهم.

وقد ساعد وجود الدولة البويهية حينذاك على نمو المدرسة الفقهية

١٦٦

الشيعية في قم والري ، لما كانت تمتاز به من الولاء والانقياد لمذهب أهل البيت عليهم‌السلام.

أما أهم ملامح مدرسة قم وأبرز خصائصها التي امتازت بها عن أقرانها فيمكن الإشارة إلى جانبين منها :

الجانب الأول : تدوين الحديث وتبويبه وتجميعه وتنظيمه ، وقد تجلى ذلك في موسوعة الشيخ الصدوق (ت ٣٨١ ه) الحديثية الشهيرة من لا يحضره الفقيه.

الجانب الثاني : فاعلية ونشاط حركة الرسائل الفقهية الجوابية حينذاك ، فكانت الأسئلة ترد على الفقهاء فيكتبون أجوبتها على هيئة رسائل فقهية ، وهذا ما كان له أعمق الأثر في تطوير البحث الفقهي وإنمائه ، بالرغم من محدودية هذه الرسائل من حيث عرضها لما صح من الروايات والأحاديث فقط.

إن هذا المختصر الذي استعرضناه عن قم ومدرستها الفقهية ما هو إلا زاوية صغيرة توخينا منها بيان مصداقية من مصاديق الحقيقة الكلية التي احتضنها التاريخ بكل قطع وثبات ، حقيقة أن قم ومدرستها كانت محورا أثرى الجبهة الفقهية الشيعية بأفضل مؤن التطور والازدهار على يد أجل الفقهاء والعلماء الكبار.

وبالتأمل الدقيق في ما أوردناه آنفا يظهر أن ما ذهب إليه السيد المرتضى (ت ٤٠٦ ه) ـ من وصف القميين باستثناء الصدوق بالمجبرة والمشبهة ، وأن يونس بن عبد الرحمن والفضل بن شاذان كانا يقولان بالقياس ويعملان به ـ ما كان إلا لمجرد التباس الأمر عليه ـ إن صح التعبير ـ وليس عنادا منه عليهم.

١٦٧

وإلا فماذا يعني كون الكثير الكثير من القميين من خواص الأئمة عليهم‌السلام وأعيان شيعتهم وثقاتهم ، بالنص القطعي الوارد عنهم عليهم‌السلام ، مضافا إلى شهادة ذوي الفضل والجلالة من كبار علماء الرجال وأشياخهم ، كالنجاشي والكشي والعلامة وابن داود ، المدونة في أسفارهم ومصنفاتهم ، التي أثبتوا فيها بصريح العبارة : أن الكثير من فضلاء الطائفة وجهابذتها كانوا من أهل قم وأنهم أهل علم وفقاهة وصحة حديث ، على طبق أمتن المباني الرجالية والقواعد الاستدلالية القطعية التي لا تقبل النقض بأي حال من الأحوال ، فكانت مورد الاتفاق والإجماع.

وهذه الرسالة تنزيه القميين قد شيدها العلامة ، المحقق ، الرجالي ، المدقق ، الثقة الثقة ، البحاثة ، الفقيه ، أبو الحسن الشريف العاملي النجفي ، جد شيخنا صاحب الجواهر ، لبيان حال القميين ورد ما نسبه إليهم زعيم الطائفة ورئيسها السيد المرتضى علم الهدى قدس‌سره.

وقد رتبها رحمه‌الله على مقدمة وفصلين وخاتمة :

المقدمة كانت : في بيان أن نسبة القميين إلى المجبرة والمشبهة كان منشؤها المخالفين ، تهمة منهم للعلماء المكرمين وافتراء على الأئمة المعصومين عليهم‌السلام ، وأن نقلهم ـ أي القميين ـ الأخبار المتضمنة للجبر والتشبيه في كتبهم لا لأجل اعتقادهم بها وتدينهم بظواهرها ، بل لغرض وصولهم إلى محامل وتأويلات صحيحة لها ، أو لتورعهم عن رد خبر منقول عن الأئمة عليهم‌السلام لمجرد عدم فهم المعنى.

والفصل الأول : في ذكر المعتبرين من أشاعرة قم.

والفصل الثاني : في ذكر المعتبرين من سائر القميين.

والخاتمة : في ذكر بعض الأخبار المروية عن يونس بن عبد الرحمن

١٦٨

والفضل بن شاذان في إبطال القياس وعدم جواز العمل به ، ردا لما نسبه إليهما السيد المرتضى قدس‌سره من استعمالهما القياس.

سلك المصنف في رسالته الجليلة هذه ـ وعلى طول محاورها الأربعة ـ مسلك التحقيق الدقيق والاستدلال القويم ، على أساس النص الروائي الجلي ، والقرينة الواضحة ، والشاهد المبين ، والمؤيد المتين ، بأرقى القواعد وأوثقها ، وأرسخ المباني وأتمها ، على نحو لا يدع للريبة والشك أي مجال.

* * *

١٦٩

ترجمة المؤلف

اسمه : الشريف (١) ، كنيته : أبو الحسن ، وهو ليس من السادة الأشراف كما قد يتبادر من اسمه ، يوصف في بعض التراجم بالعدل ، وعشيرته «آل الفتوني» كثيرون في جبل عامل (٢).

اسم أبيه : الشيخ محمد طاهر بن عبد الحميد بن موسى بن علي بن محمد بن معتوق بن عبد الحميد.

وأمه : العلوية أخت الشريف المير محمد صالح بن عبد الواسع الحسيني الخاتون آبادي ، جد صاحب الجواهر لأم والده الشيخ باقر ، التي اسمها آمنة بنت فاطمة بنت المولى أبي الحسن الفتوني.

وقيل : إن أم الشيخ باقر والد صاحب الجواهر هي بنت الشيخ الفتوني ، فيكون الفتوني جد صاحب الجواهر ، أو جد والده الشيخ باقر.

ولادته :

قال في الذريعة : كانت ولادته بأصفهان ، لأن والده تزوج في ـ أوان إقامته بأصفهان ـ السيدة أخت الأمير محمد صالح الخاتون آبادي ، فرزق منها الشريف ، وكان يسكن محلة «درب إمام» بأصبهان ، ولذا يقال له الشريف الإمام ، ولم نعثر على تاريخ ولادته معينا ، ولعلها كانت حدود سنة

__________________

(١) ذكر صاحب الروضات ٧ / ١٤٢ ، وصاحب ريحانة الأدب ٢ / ٣٢١ أن : الشريف صفته لأن والدته علوية النسب.

(٢) أعيان الشيعة ٧ / ٣٤٣.

١٧٠

١٠٧٠ كما يظهر من تواريخ إجازات مشايخه له من سنة ١٠٩٦ إلى سنة ١١٠٧ ه.

ويظهر من الإجازة الثانية له من العلامة المجلسي في سنة ١١٠٧ أنه كان في ذلك التاريخ مجاورا للغري ، وأيضا يظهر من تلك الإجازات أن آباءه كلهم علماء أجلاء ، ترجمهم سيدنا الحسن الصدر في تكملة الأمل (١).

مشايخه :

يروي بالإجازة عن العلامة محمد باقر المجلسي صاحب البحار.

وعن المحدث الحر العاملي صاحب الوسائل.

وعن الشيخ أحمد بن محمد بن يوسف البحراني.

وعن خاله السيد الأمير محمد صالح الحسيني الخاتون آبادي.

وعن المحدث السيد نعمة الله الجزائري.

وعن المولى الفيض الكاشاني صاحب الوافي والصافي والشافي.

وعن المحقق آقا حسين الخوانساري.

وعن الشيخ محمد حسين بن الحسن بن إبراهيم بن عبد العالي الميسي.

وعن الشيخ صفي الدين بن فخر الدين الطريحي.

وعن الحاج محمود بن علي الميبدي المشهدي.

وعن الشيخ قاسم بن محمد الكاظمي.

__________________

(١) الذريعة ٢ / ٣٧١.

١٧١

وعن الشيخ عبد الواحد بن محمد بن أحمد البوراني.

تلامذته والراوون عنه :

تلمذ عليه وروى عنه الكثير من أجلة الطائفة وفضلائها ، نذكر منهم :

١ ـ الشيخ أبو صالح محمد مهدي العاملي الفتوني.

٢ ـ السيد محمد بن علي بن حيدر العاملي.

٣ ـ الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري.

٤ ـ المولى محمد إبراهيم بن غياث الدين الحويزاوي.

٥ ـ السيد نصر الله الموسوي الحائري.

٦ ـ السيد حسين القزويني ، أحد مشايخ العلامة بحر العلوم.

٧ ـ السيد محمد بن أمير الحاج شارح قصيدة أبي فراس.

٨ ـ الشيخ أحمد بن الشيخ حسن النحوي.

قال صاحب التكملة إنه استقصى في كتابه : بغية الوعاة في طبقات مشايخ الإجازات مشايخه وتلامذته (١).

بعض أقوال العلماء فيه :

قال الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق : كان محققا مدققا ، ثقة صالحا ، عدلا (٢).

وقال السيد بحر العلوم في إجازته للشيخ محمد اللاهيجي : الشيخ

__________________

(١) تكملة أمل الآمل : ٤٤٣.

(٢) لؤلؤة البحرين : ١٠٧ رقم ٤٠.

١٧٢

الأعظم ، رئيس المحدثين في زمانه ، وقدوة الفقهاء في أوانه (١).

وقال صاحب الروضات رحمه‌الله : الفاضل العريف ، الباذل جهده في سبيل التكليف ... من أعظم فقهائنا المتأخرين وأفاخم نبلائنا المتبحرين ... (٢).

أما صاحب الجواهر فقد قال فيه : جدي الفاضل المتبحر الآخوند الملا أبو الحسن الشريف (٣).

وأثنى عليه المحدث النوري واصفا إياه ب : أفقه المحدثين ، وأكمل الربانيين ، الشريف العدل ... أفضل أهل عصره وأطولهم باعا (٤).

وقال السيد عبد الله آل السيد نعمة الله الجزائري : سئل والدي يوما : أيهما أفضل ، الشريف أبو الحسن أو الشيخ سليمان؟ فقال : أما الشريف أبو الحسن فقد مارسته كثيرا في أصبهان وفي المشهد وفي بلادنا لما قدم إلينا وأقام عندنا مدة مديدة فرأيته في غاية الفضل والإحاطة وسعة النظر ، وأما الشيخ سليمان فلم أره ... (٥).

مؤلفاته :

١ ـ الفوائد الغروية والدرر النجفية :

مرتب على مقصدين في مجلدين : أحدهما في أصول الدين والآخر في أصول الفقه ، وهو كتاب حسن فيه ما يستفاد من الأحاديث من القواعد الفقهية والمسائل الأصولية ـ أي أصول الفقه ـ وفيه تحقيقات رائقة وفوائد

__________________

(١) حكاه عنه في أعيان الشيعة ٧ / ٣٤٢.

(٢) روضات الجنات ٧ / ١٤٢ ـ ١٤٤.

(٣) جواهر الكلام ٢٩ / ٣١٣ و ٣٢٣.

(٤) خاتمة مستدرك الوسائل ٢ / ٥٤.

(٥) الإجازة الكبيرة : ٢٠٧.

١٧٣

فائقة تدل على مهارته في العلوم العقلية والنقلية ، فرغ منه سنة ١١١٢ ه (١).

٢ ـ رسالة في الرضاع (الرضاعية) :

مسهبة غراء ، اختار فيها القول بالتنزيل (أي نزل ما يحرم بالمصاهرة ما يحرم بالنسب) فرغ منها في النجف ٢٥ المحرم سنة ١١١١ ه ، وقيل : سنة ١١٠٩ ه ، ذكر فيها : أنه ألفها بعد استخارات عديدة عند رأس الأمير عليه‌السلام (٢).

٣ ـ شرح على كفاية المقتصد للمحقق السبزواري :

من أول كتاب المتاجر ... والظاهر أنه لم يخرج منه إلا شرح المتاجر هذا ، واعتمد في بقية الكتب على ما فصله السبزواري في ذخيرته كما استظهر ذلك صاحب لؤلؤة البحرين (٣).

٤ ـ ضياء العالمين في بيان إمامة الأئمة المصطفين :

قال السيد محسن الأمين في الأعيان : رأيت منه نسخة مخطوطة في النجف الأشرف في مكتبة الحسينية الشوشترية في ثلاث مجلدات كبار سنة ١٣٥٢ وكتب المؤلف في بعض فصوله ما يقرب من ثلاثين صفحة في إيمان أبي طالب (٤).

وقال صاحب الذريعة : ضياء العالمين في مجلدين ، في أكثر من ٦٥٠٠٠ بيت يوجد في مكتبة الإمام أمير المؤمنين العامة بالنجف ، والمكتبة الجعفرية في كربلاء ، ومكتبة كاشف الغطاء والمكتبة التسترية ، وهو مرتب

__________________

(١) الذريعة ١٦ / ٣٥٣.

(٢) الذريعة ١١ / ١٨٨.

(٣) الذريعة ١٤ / ٣٥ ، لؤلؤة البحرين : ١٠٩.

(٤) أعيان الشيعة ٧ / ٣٤٣.

١٧٤

على مقدمة ومقصدين وخاتمة (١).

وتوجد نسخة منه في مكتبة مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام العامرة مصورة من مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام في النجف الأشرف.

٥ ـ شريعة الشيعة ودلائل الشريعة :

قال آقا بزرك في الذريعة : شرح ل : مفاتيح الشرائع ، خرج منه شرح الباب الأول منه في سنة ١١٢٩ ه ، ويتلوه الباب الثاني في مقدمات الصلاة.

وقال الشيخ يوسف البحراني في اللؤلؤة : وهو يشهد بفضله وتحقيقه ، ودورانه مدار الأخبار المأمونة عن العثار في جليله ودقيقه ، ولا أعلم هل برز منه غير هذا أم لا (٢).

٦ ـ كتاب الأنساب :

ذكر في أوله بعد خطبة مختصرة أنه : رأى في كربلاء كتاب حدائق الألباب في معرفة الأنساب وفيه مشجرات الملوك والمشاهير والسادات على طرز غريب يعسر الوصول منه على المراد ، وطلب منه بعض السادات أن يؤلف فيه كتابا يسهل الوصول إلى ذخائر كنوزه ويكشف النقاب عن وجوه رموزه ، فألف هذا الكتاب ، ورتبه على جملتين : الأولى منهما في آباء السبطين ، والثانية في أبنائهما (٣).

وذكر آقا بزرك رحمه‌الله أنه : لم يسم المؤلف الكتاب باسم خاص ، لكن رأيت بعض الفضلاء عبر عنه ب : «حديقة النسب» ولو سماه ب : «كشف النقاب» عن وجه رموز حدائق الألباب ـ كما وصفه المؤلف به ـ لكان أولى.

__________________

(١) الذريعة ١٥ / ١٢٤.

(٢) الذريعة ١٤ / ١٨٧ ، لؤلؤة البحرين : ١٠٩.

(٣) الذريعة ٢ / ٣٧١.

١٧٥

ولما رأيت حسن ترتيبه وهو مسطر جعلته بهذا الترتيب مشجرا بخط دقيق في خريطة طويلة إذا نشر طيها يرى فيها الأسماء متصلة بآبائها إلى آدم بسهولة ، وسميته : شجرة السبطين وشرعة الشطين (١).

٧ ـ مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار :

تفسير جليل للقرآن ، مقتصرا على ما ورد في متون الأخبار ، لم يخرج منه إلا شئ يسير من أوائل سورة البقرة (٢) بعد مجلده الأول الكبير الذي هو في مقدمات التفسير والعلوم المتعلقة بالقرآن ، لم يعمل مثله ، طبع المجلد الأول منه وحده في إيران سنة ١٣٠٣ ، ونسبته إلى الشيخ الكازروني ـ على ما كتب عليه ـ غلط وافتراء ، هكذا ذكر السيد محسن الأمين في الأعيان (٣).

وقال المحدث النوري رحمه‌الله في حاشية الخاتمة : ومن الحوادث الطريفة والسرقات اللطيفة أن مجلد مقدمات تفسير هذا المولى الجليل المسمى : مرآة الأنوار ، موجود الآن بخط مؤلفه في خزانة كتب حفيده شيخ الفقهاء صاحب جواهر الكلام طاب ثراه ، واستنسخناه بتعب ومشقة وكانت النسخة معي في بعض أسفاري إلى طهران ، فأخذها مني بعض أركان الدولة وكان عازما على طبع تفسير البرهان للعالم السيد هاشم البحراني ، وقال لي : إن تفسيره خال عن البيان ، فيناسب أن تلحق به هذه النسخة ليتم المقصود بها فاستنسخها ، ورجعت إلى العراق ، وتوفي هذا الباني قبل إتمام

__________________

(١) الذريعة ١٤ / ٣٧٢.

(٢) قال آقا بزرك الطهراني : وهو في نسخة شيخنا العلامة النوري من أول سورة الفاتحة إلى أواسط سورة البقرة في مجلد كبير ، وفي نسخة أخرى إلى الآية الرابعة من سورة النساء ، (مثنى وثلاث ورباع). الذريعة ٢٠ / ٢٦٤.

(٣) الذريعة ٢٠ / ٢٦٤ ، أعيان الشيعة ٧ / ٣٤٣.

١٧٦

الطبع ، فاشترى ما طبع من التفسير ، ونسخة المرآة من ورثته بعض أرباب الطبع ، فأكمل الناقص وطبع المرآة في مجلد.

ولما عثرت عليه في المشهد الغروي رأيت مكتوبا على ظهر الورقة الأولى منه : كتاب مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ، وهو مصباح لأنظار الأبرار ، ومقدمة للتفسير الذي صنفه الشيخ الأجل ، والنحرير الأنبل ، العالم العلامة ، والفاضل الفهامة ، الشيخ عبد اللطيف الكازروني مولدا والنجفي سكنا ... إلى آخره.

فتحيرت وتعجبت من هذه السرقة فكتبت إلى باني الطبع ما معناه :

إن هذا التفسير للمولى الجليل أبي الحسن الشريف ، وأما عبد اللطيف فلم أسمع بذكره ، ولم نره في كتاب ، ولعل الكاتب السارق المطفئ لنور الله اشتبه عليه ما في صدر الكتاب بعد الخطبة من قوله : يقول العبد الضعيف ، الراجي لطف ربه اللطيف ، خادم كلام الله الشريف ... إلى آخره ، فظن أنه أشار إلى اسمه في ضمن هذه العبارة ، ولكن النسبة إلى كازرون لا أدري ما منشؤها؟!

فوعدني في الجواب أن يتدارك ويغير ويبدل الصفحة الأولى ، ويكتب على ظهرها اسم مؤلفه وشرح حاله الذي كتبته سالفا على ظهر نسختي من التفسير ، وإلى الآن ما وفى بعهده ، وأعد نفسه لمؤاخذة المولى الشريف في غده.

فليبلغ الناظر الغائب أن هذا التفسير المطبوع في سنة ١٢٩٥ ه في طهران ـ المكتوب في ظهره ما تقدم ـ للمولى أبي الحسن الشريف ، الذي يعبر عنه في الجواهر بجدي العلامة ، لا لعبد اللطيف الكازروني ، الذي لم

١٧٧

يتولد بعد ، وإلى الله المشتكى وهو المستعان (١).

٨ ـ حقيقة مذهب الإمامية :

وبيان أساسه الذي من ضل عنه ضل.

أوله : الحمد لله الذي لم يخلق الخلق إلا ليعبدون ...

فرغ منه يوم الجمعة آخر شعبان ١١٣٨ ه ، ويظهر من تاريخ وفاته أنه آخر تصانيفه (٢).

٩ ـ شرح الصحيفة :

ذكرها الشيخ آقا بزرك في الذريعة (٣).

١٠ ـ نصائح الملوك وآداب السلوك :

في شرح العهد المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام الذي كتبه لمالك الأشتر حين ولاه مصر ، ألفه بالفارسية باسم السلطان حسين الصفوي المتوفى سنة ١١٣٥ ، ومعلوم من آخر النسخة أنه أنهاه في سنة ١١١٨ ، والذي يحتوي على حدود ٣٢٥٠ بيت (٤).

١١ ـ الكشكول :

يحتوي على ٥٤٠ صفحة ، وهو موجود في مكتبة كاشف الغطاء بالنجف ، والظاهر أن النسخة بخطه الشريف (٥).

__________________

(١) خاتمة مستدرك الوسائل ٢ / ٥٥.

(٢) الذريعة ٧ / ٤٩.

(٣) الذريعة ١٣ / ٣٤٦.

(٤) الذريعة ٢٤ / ١٧١ ، أنظر : فهرس النسخ المخطوطة لمكتبة سپهسالار ٢ / ٣٣ و ٥ / ٧١٥ رقم النسخة ٧٦٦.

(٥) الذريعة ١٨ / ٧٠.

١٧٨

١٢ ـ معراج الكمال :

ذكره آقا بزرك رحمه‌الله ، وقال : إن النسخة كانت عند الحاج مولى علي محمد النجف آبادي ـ قدس الله سره ـ كما يظهر من فهرست كتبه (١).

١٣ ـ تنزية القميين :

وهو الكتاب الماثل بين يدي القارئ الكريم ، أشرنا إليه في صدر البحث.

وفاته ومدفنه :

قال صاحب الأعيان : إنه توفي سنة ١١٣٩. وقيل سنة ١١٣٨ كما أرخه بعض أحفاده بخطه على ظهر الفوائد الغروية (٢) ، وفي تتمة أمل الآمل توفي في أواخر العشر الأربعين بعد المائة والألف (٣).

قال صاحب نجوم السماء : دفن بالنجف الأشرف (٤).

النسخ المعتمدة في التحقيق :

اعتمدنا في تحقيقنا هذه الرسالة الشريفة على مصورتي النسختين التاليتين :

١ ـ النسخة المخطوطة المحفوظة في مكتبة آية الله العظمى المرعشي قدس‌سره بقم المشرفة برقم ٥٤٥٩ ، كتبها عبد الله الموسوي الاشتهاردي سنة ١٣٥٧ ه ، تحتوي على ١٦ ورقة في ١٧ سطرا بحجم ٢٢ × ١٧ سم.

__________________

(١) الذريعة ٢١ / ٢٣٢.

(٢) وكذا في نسخة «ضياء العالمين» بخط الشيخ محمد حسين الجواهري.

(٣) أعيان الشيعة ٧ / ٣٤٢.

(٤) نجوم السماء : ٢١٨.

١٧٩

أشرنا إليها في الهامش بلفظة : المخطوط.

٢ ـ النسخة المطبوعة بقم المشرفة سنة ١٣٦٨ ه ، بتصحيح الشيخ محمد علي الرازي القاساني.

أشرنا لها في الهامش بلفظة : المطبوع.

منهجية التحقيق :

أجرينا مقابلة بين المخطوط والمطبوع ، وثبتنا الاختلافات الموجودة بينهما.

ثم قمنا باستخراج الآيات والنصوص الروائية والأقوال من مصادرها.

واتبعنا منهج التلفيق بين المخطوط والمطبوع والمصدر لغرض الحصول على المتن الأنسب والأقرب إلى الصواب واستفدنا من اختلافات النسختين مع المصادر فثبتنا الراجح في المتن ، وأشرنا إلى المرجوح في الهامش.

وقمنا كذلك بتصحيح بعض الاختلافات الرجالية التي واجهتنا أثناء العمل.

وترجمنا أيضا للطوائف والفرق التي أوردها المصنف في المتن.

سائلين المولى تبارك وتعالى أن يتقبله بأحسن قبوله.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الغر الميامين.

* * *

١٨٠