في رحاب الزيارة الجامعة

السيد علي الحسيني الصدر

في رحاب الزيارة الجامعة

المؤلف:

السيد علي الحسيني الصدر


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الغدير
المطبعة: سرور
الطبعة: ٢
ISBN: 964-7165-40-4
الصفحات: ٧٠٤

.........................................

____________________________________

أن لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال حبّة من خردل من حبّهما» (١).

٥ ـ حديث الصفواني ، قيل للصادق عليه السلام : إنّ فلاناً يواليكم إلاّ أنّه يضعف عن البراءة من عدوّكم.

فقال : «هيهات كذب من ادّعى محبّتنا ولم يتبرّأ من عدوّنا» (٢).

٦ ـ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله المتقدّم الذي ورد فيه : «يا علي والذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البريّة لو أنّ عبداً عبد الله ألف عام ما قُبل ذلك منه إلاّ بولايتك وولاية الأئمّة من ولدك.

وإنّ ولايتكم لا تقبل إلاّ بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمّة من ولدك.

بذلك أخبرني جبرئيل عليه السلام فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» (٣).

٧ ـ حديث الثمالي ، عن الإمام السجّاد عليه السلام قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام ـ وقد خلا ـ : أخبرني عن هذين الرجلين؟

قال : «هما أوّل من ظلمنا حقّنا وأخذا ميراثنا ، وجلسا مجلساً كنّا أحقّ به منهما ، لا غفر الله لهما ولا رحمهما ، كافران ، كافر من تولاّهما» (٤).

٨ ـ حديث الكميت ، عن الإمام الصادق عليه السلام يا سيّدي أسألك عن مسألة؟ وكان متكئاً فاستوى جالساً وكسر في صدره وسادة ثمّ قال : سل.

فقال : أسألك عن رجلين.

فقال : «يا كميت بن زيد ما اُهريق في الإسلام محجمة من دم ، ولا اكتسب مال

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٥٧ ب ١ ح ١٥.

(٢) بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٥٨ ب ١ ح ١٨.

(٣) بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٦٣ ب ١ ح ٢٢.

(٤) بحار الأنوار : ج ٣٠ ص ٣٨١ ب ٢٠ ح ١٦٥.

٥٤١

.........................................

____________________________________

من غير حلّه ، ولا نكح فَرْجٌ حرام إلاّ وذلك في أعناقهما إلى يوم يقوم قائمنا.

ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبّهما والبراءة منهما» (١).

لذلك قال الشيخ الصدوق قدس سره : (واعتقادنا في البراءة أنّها واجبة من الأوثان الأربعة ومن الأنداد الأربعة ومن جميع أشياعهم وأتباعهم ، وأنّهم شرّ خلق الله ، ولا يتمّ الإقرار بالله وبرسوله ، وبالأئمّة إلاّ بالبراءة من أعدائهم واعتقادنا في قتلة الأنبياء وقتلة الأئمّة أنّهم كفّار مشركون مخلّدون في أسفل دركٍ من النار.

ومن اعتقد فيهم غير ما ذكرناه فليس عندنا من دين الله في شيء) (٢).

فالتبرّي من أعداء آل محمّد واجب ركني من اركان الدين الإسلامي.

وممّا يتحقّق به التبرّي لعنهم كما لعنهم الله تعالى ورسوله.

واللعن هو الطرد من الرحمة ، والإبعاد عنها (٣).

فيتحقّق التبرّي الواجب بأن نسأل الله تعالى أن يطردهم ويبعدهم من رحمته الواسعة.

هذا مضافاً إلى الثواب العظيم في ذلك الذي تلاحظه في مثل : حديث الإمام الصادقعليه السلام حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن رسول الله صلوات الله عليهم أنّه قال :

«من ضعف عن نصرتنا أهل البيت فلعن في خلواته أعداءنا بلّغ الله صوته جميع الأملاك من الثرى إلى العرش ، فكلّما لعن هذا الرجل أعداءنا لعناً ساعدوه ولعنوا من يلغنه ، ثمّ ثنّوا فقالوا ك اللهمّ صلّ على عبدك هذا الذي قد بذل ما في وسعه ، ولو قدر على أكثر منه لفعل.

__________________

(١) رجال الكشّي : ص ١٨٠.

(٢) كتاب الاعتقادات : ص ١٠٥.

(٣) مجمع البحرين : ص ٥٧٠.

٥٤٢

.........................................

____________________________________

فإذا النداء من قبل الله عزّ وجلّ : قد أجبت دعاءكم وسمعت نداءكم وصلّيت على روحه في الأرواح وجعلته عندي من المصطفين الأخيار» (١).

وتقدّم الأمر به في حديث الكميت الأسدي (٢).

وعلى الجملة تعرف ممّا تقدّم من الأدلّة المتظافرة أنّ التبرّي من أعداء أهل البيت ركن من أركان الدين مع التولّي لأهل البيت سلام الله عليهم أجمعين.

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٢٢٣ ب ١٠ ح ١١.

(٢) رجال الكشّي : ص ١٨٠.

٥٤٣

وَمِنَ الْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَالشَّياطينِ وَحِزْبِهِمُ (١)

____________________________________

(١) ـ وقد تأكّد التبرّي بالخصوص من الجبت وهو الأول ، والطاغوت وهو الثاني ، والشياطين وهم سائر خلفاء الجور وبنو اُميّة وبنو العبّاس وحزبهم أي أتباعهم والجِبْت في الأصل هو كلّ معبود سوى الله تعالى كنّي به عن الأوّل.

والطاغوت في الأصل هو من تجاوز عن الحدّ في الطغيان فكان رئيساً في الضلالة كنّي به عن الثاني لأنّه الأخبث.

كما وأنّ اللاّت صنم من حجارة كانت لثقيف في الكعبة يعبدونها يكنّى به الثالث.

والعُزّى صنم من حجارة كانت في جوف الكعبة لغطفان يعبدونها يكنّى به عن معاوية.

فيتأكّد التبرّي عن جميع الأعداء بالعموم ، وعن هؤلاء الأربعة بالخصوص ، وعن الثاني بنحو أخصّ كما يشهد به حديث الاختصاص مسنداً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن أبي الصخر أحمد بن عبد الرحيم ، عن الحسن بن علي رجلٌ كان في جباية مأمون (١) قال :

دخلت أنا ورجل من أصحابنا على أبي طاهر عيسى بن عبد الله العلوي ، قال ابو الصخر : وأظنّه من ولد عمر بن علي وكان نازلاً في دار الصيديين فدخلنا عليه عند العصر وبين يديه ركوة من ماء وهو يتمسّح ، فسلّمنا عليه فردّ علينا السلام ، ثمّ ابتدأنا فقال : معكما أحد؟

فقلنا : لا.

ثمّ التفت يميناً وشمالاً هل يرى أحداً ، ثمّ قال : أخبرني أبي جنديّ أنّه كان مع

__________________

(١) أي وكان الحسن هذا من الذين يأخذون الزكاة جبايةً للمأمون.

٥٤٤

.........................................

____________________________________

أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام بمنى وهو يرمي الجمرات ، وإنّ أبا جعفر رمى الجمرات فاستتمّها وبقي في يديه بقيّة ، فعدّ خمس حصيّات فرمى ثنتين في ناحية وثلاثة في ناحية.

فقلت له : أخبرني جعلت فداك ما هذا فقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعه أحد قطّ ، إنّك رميت بخمس بعد ذلك ثلاثة في ناحية وثنتين في ناحية؟

قال : نعم إنّه إذا كان كلّ موسم اُخرجا الفاسقان غضيّين طريّين فصُلبا ههنا ، لا يراهما إلاّ إمام عدل ، فرميت الأوّل ثنتين والآخر بثلاث ، لأنّ الأخر أخبث من الأوّل» (١).

والوجه في هذا التبرّي الخاص من اُولئك الأعداء مبيّن بنفس الفقرات التالية : (الظالمين لكم ، الجاحدين لحقّكم ، والمارقين من ولايتكم ، والغاصبين لإرثكم ، الشاكّين فيكم ، المنحرفين عنكم) كما تدلّ على ذلك الأحاديث الكثيرة الآتية في فقرة (الظالمين لكم).

كلّ هذا مضافاً إلى الجنايات الاُخرى التي ارتكبوها مثل الإقدام على قتل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في العقبة ، وعصيان أمره في التخلّف عن جيش اُسامة ، والردّ عليه فينسبته إلى الهُجر ، وتجاسرهم على صحيفة الرسول وكتاب فدك بالقاء البصاق عليه وتمزيقه (٢).

إلى غير ذلك من المثالب المذكورة في كتب مطاعنهم ، كمطاعن البحار ، والسبعة من السلف ، وغيرهما.

مع الكفر والعار والشنار الذي أظهره معاوية ونغله يزيد ممّا يندى لها جبين التاريخ ، وتسوّد صفحات الحياة البشرية ، وقد اعترف بها كلا الفريقين في النقل المتظافر (٣).

فاستحقّوا بذلك اللعن المؤبّد ، والعذاب المخلّد ، والتبرّي منهم ، والتباعد عنهم.

وفي نسخة الكفعمي : «ومن الجبت والطاغوت وأوليائهم والشياطين وحزبهم».

__________________

(١) الاختصاص : ص ٢٧٧.

(٢) بحار الأنوار : ج ٥٣ ص ١٧ ب ٢٥ ح ١.

(٣) بحار الأنوار : ج ٣٣ ص ٢٩٦ ـ ٥٨٤ ، الغدير : ج ١ ص ٨٠ ـ ٣٨٤ ، السبعة من السلف : ص ١٨٣ ـ ٢٢٠ ، الكنى والألقاب : ج ١ ص ٨٤ ، سفينة البحار : ج ٢ ص ٢٩٠.

٥٤٥

الظّالِمينَ لَكُمُ (١)

____________________________________

(١) ـ فإنّهم ظلموا أهل البيت عليهم السلام بما أمكنهم من الظلم ، بل فتحوا أبواب الظلم عليهم إلى يوم القيامة كما سجّله التاريخ ، وأثبتته معتبرات الأحاديث فلاحظ في ذلك :

١ ـ حديث عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى : (وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ) (١) قال : «نزلت فيهم ، حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم وجحودهم بما نزل في أمير المؤمنين عليه السلام ، فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول ووليّه (فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٢)» (٣).

٢ ـ حديث الورد بن زيد ـ أخي الكميت ـ قال : سألنا محمّد بن علي عليهما السلام عن الأول والثاني؟

فقال : «من كان يعلم أنّ الله حَكَمٌ عدل برىء منهما ، وما من محجمة دم يهراق إلاّ وهي في رقابهما» (٤).

وعنه عليه السلام : «... هما أوّل من ظلمنا وقبض حقّنا ، وتوثّب على رقابنا ، وفتح علينا باباً لا يسدّه شيء إلى يوم القيامة ، فلا غفر الله لهما ظلمهما إيّانا» (٥).

٣ ـ حديث داود الرقي قال : كنت عند الصادق عليه السلام والمفضّل وأبو عبد الله البلخي إذ دخل علينا كثير النوى ، وقال : إنّ أبا الخطّاب يشتم الأول والثاني ويظهر البراءة منهما.

فالتفت الصادق عليه السلام إلى أبي الخطّاب وقال : يا محمّد! ما تقول؟

__________________

(١) سورة الحجّ : الآية ٢٥.

(٢) سورة المؤمنون : الآية ٤١.

(٣) بحار الأنوار : ج ٣٠ ص ٢٦٤ ب ٢٠ ح ١٢٩.

(٤) بحار الأنوار : ج ٣٠ ص ٣٨٣ ب ٢٠ ح ذيل ٦٥.

(٥) بحار الأنوار : ج ٣٠ ص ٣٨٣ ب ٢٠ ح ذيل ٦٥.

٥٤٦

.........................................

____________________________________

قال : كذب والله ، ما سمع قطّ شتمهما منّي.

فقال الصادق عليه السلام : «قد حلف ، ولا يحلف كاذباً.

فقال : صدق ، لم أسمع أنا منه ، ولكن حدّثني الثقة به عنه.

قال الصادق عليه السلام : إنّ الثقة لا يبلغ ذلك ، فلمّا خرج كثير النوى قال الصادق عليه السلام : أما والله لئن كان أبو الخطّاب ذكر ما قال كثير لقد علم من أمرهم ما لم يعلمه كثير.

والله لقد جلسا مجلس أمير المؤمنين عليه السلام غصباً ؛ فلا غفر الله لهما ولا عفا عنهما.

فبهت أبو عبد الله البلخي ، فنظر إلى الصادق عليه السلام متعجّباً ممّا قال فيهما ، فقال الصادق عليه السلام : أنكرت ما سمعت فيهما؟!

قال : كان ذلك.

فقال : فهلاّ الإنكار منك ليلة دفع إليك فلان بن فلان البلخي : جارية فلانة لتبيعها ، فلمّا عبرت النهر افترشتها في أصل شجرة.

فقال البلخي : قد مضى والله لهذا الحديث أكثر من عشرين سنة ، ولقد تُبتُ إلى الله من ذلك.

فقال الصادق عليه السلام : لقد تبتَ وما تابَ الله عليك ، وقد غضب الله لصاحب الجارية» (١).

لذلك قال الفقيه الأعظم أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف في فصل ما يقدح في الثلاثة وذكر مطاعنهم :

(قصدهم أهل بيت نبيّهم عليهم السلام بالتحيّف والأذى والوضع من أقدارهم واجتناب ما يستحقّونه من التعظيم.

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٣٠ ص ٣٩٨ ب ٢٠ ح ٧٢.

٥٤٧

.........................................

____________________________________

فمن ذلك : أمان كلّ معتزل بيعتهم ضررهم ، وقصدهم علياً عليه السلام بالأذى لتخلّفه عنهم ، والإغلاظ له في الخطاب ، والمبالغة في الوعيد ، وإحضار الحطب لتحريق منزله ، والهجوم عليه بالرجال من غير إذنه ، والإتيان به ملبّباً ، واضطرارهم بذلك زوجته وبناته ونساؤه وحامّته من بنات هاشم وغيرهم إلى الخروج عن بيوتهم ، وتجريد السيوف من حوله ، وتوعّده بالقتل إن امتنع من بيعتهم.

ولم يفعلوا شيئاً من ذلك بسعد بن عبادة ، ولا بالخبّاب بن المنذر ، وغيرهما ممّن تأخّر عن بيعتهم ، حتّى مات.

ومن ذلك : ردّهم دعوى فاطمة عليها السلام وشهادة علي والحسنين عليهم السلام ، وقبول دعوى جابر بن عبد الله في الجنينات ، وعائشة في الحجرة والقميص والنعل وغيرهما.

ومنها : تفضيل الناس في العطاء ، والاقتصار بهم على أدنى المنازل.

ومنها : عقد الرايات والولايات لمسلّمة القبح والمؤلّفة قلوبهم ومكيدي الإسلام من بني اُميّة وبني مخزوم وغيرهما ، والإعراض عنهم واجتناب تأهّلهم لشيء من ذلك.

ومنها : موالاة المعروفين ببغضهم وحسدهم وتقديمهم على رقاب العالم ، كمعاوية وخالد وأبي عبيدة والمغيرة وأبي موسى ومروان وعبد الله بن أبي سرح وابن كريز ومن ضارعهم في عدواتهم.

والغضّ من المعروفين بولايتهم وقصدهم بالأذى ، كعمّار وسلمان وأبي ذرّ والمقداد واُبيّ بن كعب وابن مسعود ومن شاركهم في التخصّص بولايتهم عليهم الصلاة والسلام.

ومنها : قبض أيديهم عن فدك مع ثبوت استحقاقهم لها على ما بيّناه ، وإباحة معاوية الشام ، وأبي موسى العراق ، وابن كريز البصرة ، وابن أبي سرح مصر والمغرب ، وأمثالهم من المشهورين بكيد الإسلام وأهله.

٥٤٨

.........................................

____________________________________

وتأمّل هذا بعين إنصاف يكشف لك عن شديد عداوتهم ، وتحاملهم عليهم ، كأمثاله من الأفعال الدالّة على تميّز العدوّ من الولي.

ولا وجه لذلك إلاّ تخصّصهم بصاحب الشريفة صلوات الله عليه وعلى آله في النسب ، وتقدّمهم لديه في الدين ، وتحقّقهم من بذل الجهد في طاعته ، والمبالغة في نصيحته ونصرة ملّته ، بما لا يشاركون فيه.

وفي هذا ما لا يخفى ما فيه على متأمّل).

ثمّ ذكر الفقيه أبو الصلاح نكير أهل البيت عليهم السلام على هؤلاء الظالمين فقال :

(ورووا عن الحارث الأعور قال : دخلت على علي عليه السلام في بعض الليل ، فقال لي : ما جاء بك في هذه الساعة؟

قلت : حبّك يا أمير المؤمنين.

قال : الله؟

قلت : الله.

قال : ألا اُحدّثك بأشدّ الناس عداوةً لنا وأشدّهم عداوةً لمن أحبّنا؟

قلت : بلى يا أمير المؤمنين ، أما والله لقد ظننت ظنّاً ، وقال : هات ظنّك.

قلت : الأول والثاني؟

قال : اُدنُ منّي يا أعور ، فدنوتُ منه ، فقال : ابرأ منهما.

وفي رواية اُخرى : فقال : «إي والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، إنّهما لهما ظلماني حقّي وتغاصاني ريقي ، وحسداني ، وآذياني ، وإنّه ليؤذي أهل النار ضجيجهما ونصبهما ورفع أصواتهما وتعيير رسول الله صلى الله عليه وآله إيّاهما» (١).

__________________

(١) تقريب المعارف : ص ٢٣٢ ـ ٢٤٢.

٥٤٩

الْجاحِدينَ لِحَقِّكُمْ (١)

____________________________________

(١) ـ في العيون : «والجاحدين لحقّكم».

وجحود الشيء : هو إنكاره مع العلم بثبوته كما في قوله تعالى : (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ) (١).

واُولئك الظالمون جحدوا حقوق آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين مع علمهم بأنّها حقوق إلهية ثابتة لهم كالإمامة ، والخلافة ، وما كان لهم من الفيء والخمس ، وفدك والعوالي.

قال السيّد ابن طاووس في وصاياه لولده : (وقد وهب جدّك محمّد صلى الله عليه وآله اُمّك فاطمة صلوات الله عليها فدكاً والعوالي من جملة مواهبه ، وكان دخلها في رواية الشيخ عبد الله بن حمّاد الأنصاري أربعة وعشرون ألف دينار في كلّ سنة وفي رواية غيره سبعين ألف دينار) (٢).

وقد اتّفقت الآراء بعد صريح نصّ الكتاب الكريم والأحاديث الشريفة من أنّ فدك كانت لفاطمة الزهراء عليها السلام نحلة من رسول الله صلى الله عليه وآله الذي كانت له فدك خالصة ، من الأراضي التي لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب فيما صالح أهل خيبر ـ كما تلاحظ تفصيله في محلّه ـ (٣).

وتلاحظ الاعتراف بذلك من ابن أبي الحديد المعتزلي الذي صرّح (بأنّ هذا كلام صحيح) في شرحه (٤).

__________________

(١) مجمع البحرين : ص ١٩٨ ، والآية من سورة النمل : الآية ١٤.

(٢) كشف المحجّة : ص ١٨٢.

(٣) بهجة قلب المصطفى : ص ٣٩١.

(٤) شرح نهج البلاغة : ج ١٦ ص ٢٣٦ ـ ٢٨٤.

٥٥٠

وَالْمارِقينَ مِنْ وِلايَتِكُمْ (١) وَالْغاصِبينَ لاِرْثِكُمُ (٢)

____________________________________

(١) ـ المروق : هو الخروج ، والمارق : هو الخارج عن الدين.

والمارقين من ولايتهم هم الذين كانوا مع أهل البيت عليهم السلام ثمّ خرجوا عن دين الله بترك ولايتهم.

فقد ارتدّ الناس بعد رسول الله وخرجوا عن دين الله إلاّ قليل ، كما تلاحظه في أحاديث بابه الخاصّ (١).

وفي نسخة الكفعمي «والمارقين من دينكم وولايتكم».

(٢) ـ الغصب : هو إثبات اليد على مال الغير ظلماً وعدواناً (٢).

وقد غصب اُولئك الظالمون آل محمّد حقّهم لكن الحَكَم الله والزعيم محمّد صلى الله عليه وآله وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون.

وتقدّم قريباً حديث داود الرقي ، عن الإمام الصادق عليه السلام : «والله لقد جلسا مجلس أمير المؤمنين عليه السلام غصباً».

فلهم جزاء السوأى من العذاب الأليم والدرك الأسفل من الجحيم كما تلاحظه في الأحاديث المتظافرة في المقام منها :

١ ـ حديث داود الرقي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : حدّثني عن أعداء أمير المؤمنين وأهل بيت النبوّة.

فقال : الحديث أحبّ إليك أم المعاينة؟

قلت : المعاينة.

فقال لأبي إبراهيم موسى عليه السلام : ائتني بالقضيب فمضى وأحضره إيّاه ، فقال له :

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٢٨ ص ٢ ب ١ الأحاديث.

(٢) مجمع البحرين : ص ١٣٠.

٥٥١

.........................................

____________________________________

يا موسى اضرب به الأرض وأرهم أعداء أمير المؤمنين عليه السلام وأعدائنا ، فضرب به الأرض ضربةً فانشقّت الأرض عن بحر أسود ، ثمّ ضرب البحر بالقضيب فانفلق عن صخرة سوداء ، فضرب الصخرة فانفتح منها باب ، فإذا بالقوم جميعاً لا يحصون لكثرتهم ووجوههم مسودّة وأعينهم زرق ، كلّ واحد منهم مصفّد مشدود في جانب من الصخرة ، وهم ينادون يا محمّد! والزبانية تضرب وجوههم ويقولون لهم : كذبتم ليس محمّد لكم ولا أنتم له.

فقلت له : جعلت فداك مَن هؤلاء؟

فقال : «الجبت والطاغوت والرجس واللعين ابن اللعين ، ولم يزل يعدّدهم كلّهم من أوّلهم إلى آخرهم حتّى أتى على أصحاب السقيفة ، وأصحاب الفتنة ، وبني الأزرق ، والأوزاع ، وبني اُميّة جدّد الله عليهم العذاب بكرةً وأصيلاً.

ثمّ قال عليه السلام للصخرة : انطبقي عليهم إلى الوقت المعلوم» (١).

٢ ـ حديث تفسير الإمام العسكري عليه السلام : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ).

قال : «الفلق جبّ في جهنّم يتعوّذ أهل النار من شدّة حرّه ، سأل الله أن يأذن له أن يتنفّس ، فأذن له فتنفّس فأحرق جهنّم.

قال : وفي ذلك الجبّ صندوق من نار يتعوّذ أهل تلك الجبّ من حرّ ذلك الصندوق وهو التابوت ، وفي ذلك التابوت ستّة من الأوّلين وستّة من الآخرين ، فأمّا الستّة من الأوّلين : فابن آدم الذي قتل أخاه ، ونمرود إبراهيم الذي ألقى إبراهيم في النار ، وفرعون موسى ، والسامري الذي اتّخذ العجل ، والذي هوّد اليهود ، والذي نصّر النصارى ، وأمّا الستّة من الآخرين فهو الأوّل والثاني والثالث والرابع

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٤٨ ص ٨٤ ب ٣٨ ح ١٠٤.

٥٥٢

.........................................

____________________________________

وصاحب الخوارج وابن ملجم.

(وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ) قال : الذي يلقى في الجبّ يقب فيه» (١).

٣ ـ حديث حذيفة بن اليمان ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : «أوحى إليّ جلّ ذكره فقال لي :

يا محمّد كان في سابق علمي أن يمسّك وأهل بيتك محن الدنيا وبلاؤها وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي ، مَن نصحتهم وخانوك ، ومحضتهم وغشّوك ، وصافيتهم وشاجروك ، وأرضيتهم وكذّبوك ، وانتجبتهم وسلّموك.

فإنّي أولى بحولي وقوّتي وسلطاني لأفتحنّ على روح من يغصب بعدك علياً حقّه من سفال الفيلوق ، ولأصلينّه وأصحابه قعراً يشرف عليه إبليس فليلعنه ، ولأجعلنّ ذلك المنافق عبرة في القيامة لفراعنة الأنبياء والأعداء الذين في المحشر ، ولأحشرنّهم وأوليائهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى نار جهنّم زرقاً كالحين أذلّة خزايا نادمين ، ولاُخلّدنّهم فيا أبد الآبدين» (٢).

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٨ ص ٢٩٦ ب ٢٤ ح ٤٦.

(٢) المعالم الزلفى : ص ٣٢٥ ب ٩٨ ح ١.

٥٥٣

الشّاكّينَ فيكُمُ (١)

____________________________________

(١) ـ الشكّ : هو الارتياب.

أي المرتابين في إمامتكم الحقّة.

وهو شكّ في اُصول الدين ، وموجب للإنحراف عن شريعة سيّد المرسلين ، وعمّا أمر به ربّ العالمين كما عرفته في الشهادة الثالثة من هذه الزيارة المباركة.

وفي بعض النسخ : «والشاكّين» بالواو ، وهو أظهر كما أفاده السيّد شبّر (١).

__________________

(١) الأنوار اللامعة : ص ١٧٥.

٥٥٤

الْمُنْحَرِفينَ عَنْكُمْ (١) وَمِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دُونَكُمْ (٢)

____________________________________

(١) ـ الانحراف : هو الميل والعدول عن الحقّ.

أي المائلين والعادلين عنكم أئمّة الحقّ إلى غيركم من أهل الباطل وأعداء الدين وزمرة المنافقين.

فإنّ أهل البيت عليهم السلام هم محور الحقّ ومداره كما عرفت من أخبار الفريقين وليس بعد الحقّ إلاّ الضلال.

(٢) ـ وليجة الرجل : بطانته وخاصّته ومن يعتمد عليه.

قال في المجمع : الوليجة كلّ شيء أدخلته في شيء وليس منه ، والرجل يكون في القوم وليس منهم فهو وليجة فيهم (١).

فالمعنى إنّي ـ حيث لا أتّخذ غيركم من أعتمد عليه في ديني وسائر اُموري ـ برئت إلى الله عزّ وجلّ من كلّ من أدخلوه معكم في الإمامة والخلافة وهو ليس منكم.

وفيه إشارة إلى قوله عزّ إسمه : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (٢) ـ (٣).

__________________

(١) مجمع البحرين : ص ١٧١.

(٢) سورة التوبة : الآية ١٦.

(٣) كنز الدقائق : ج ٥ ص ٤١٣.

٥٥٥

وَكُلِّ مُطاعٍ سِواكُمْ (١) وَمِنَ الاْئِمَّةِ الَّذينَ يَدْعُونَ اِلَى النّارِ (٢) فَثَبَّتَنِىَ اللهُ اَبَداً ما حَييتُ عَلى مُوالاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدينِكُمْ (٣)

____________________________________

(١) ـ فإنّ الإطاعة الحقّة هي إطاعة الله ورسوله واُولي الأمر المنصوبين من قبله بنصّ آية الإطاعة الشريفة.

فإطاعة غيرهم إطاعة باطلة ، مقرونة بالبراءة منها والابتعاد عنها.

(٢) ـ أي وبرئت إلى الله عزّ وجلّ من أئمّة الضلالة الذين يدعون إلى النار.

فإنّهم بأعمالهم وعقائدهم الموصلة إلى النار يكونون دعاة النار ، في مقابل أئمّة الحقّ الذين هم دعاة الجنّة وقادة الهداية إلى الجنان.

قال تعالى : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ) (١).

وفي حديث الإمام الصادق عليه السلام : «إنّ الأئمّة في كتاب الله عزّ وجلّ إمامان.

قال الله تبارك وتعالى : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) (٢) لا بأمر الناس ، يقدّمون أمر الله قبل أمرهم ، وحكم الله قبل حكمهم.

قال : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) يقدّمون أمرهم قبل أمر الله ، وحكمهم قبل حكم الله ، ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عزّ وجلّ» (٣).

(٣) ـ جملة دعائية شريفة تبدأ بسؤال سبيل الأمان وأرقى الإيمان ، وهو الإيمان المستقرّ الثابت في القلب.

وهو الإيمان الذي لا ينتزع من القلب أبداً ، ولا يسلب في العاقبة قطعاً ... والمعنى إنّي أدعو الله تعالى أن يثبّتني دائماً مدّة حياتي على موالاتكم ومحبّتكم ودينكم الإسلامي الحقّ الذي جاء بيانه منكم (٤).

__________________

(١) سورة القصص : الآية ٤١.

(٢) سورة الأنبياء : الآية ٧٣.

(٣) الكافي : ج ١ ص ٢١٦ ح ٢.

(٤) الكافي : ج ٢ ص ٢١ ح ١٠ ـ ١٤.

٥٥٦

.........................................

____________________________________

والثبات هذا يكون للمؤمنين كما تلاحظه في قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) (١).

وتلاحظ معنى الإيمان المستقرّ عند بيان قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) (٢).

فعن سعيد بن أبي الأصبغ قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام وهو سئل عن «مستقرّ ومستودع»؟

قال : «مستقرّ» في الرحم. و«مستودع» في الصلب.

وقد يكون مستودع الإيمان ثمّ ينزع منه ؛ ولقد مشى الزبير في ضوء الإيمان ونوره حين قُبض رسول الله صلى الله عليه وآله حتّى مشى بالسيف وهو يقول : لا نبايع إلاّ علياً.

وعن محمّد بن الفضل ، عن أبي الحسن عليه السلام في قوله : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ).

قال : ما كان من الإيمان المستقرّ ، فمستقرّ إلى يوم القيامة أو أبداً ، وما كان مستودعاً ، سلبه الله قبل الممات.

وعن صفوان قال : سألني أبو الحسن عليه السلام ومحمّد بن خلف جالس ، فقال لي : مات يحيى بن القاسم الحذّاء؟

فقلت له : نعم ، ومات زرعه.

فقال : كان جعفر عليه السلام يقول : «فمستقرّ ومستودع». فالمستقرّ ، قوم يُعطون الإيمان ويستقرّ في قلوبهم ، والمستودع قوم يعطون الإيمان ثمّ يسلبونه» (٣).

__________________

(١) سورة إبراهيم : الآية ٢٧.

(٢) سورة الأنعام : الآية ٩٨.

(٣) كنز الدقائق : ج ٤ ص ٤٠٤.

٥٥٧

وَوَفَّقَنى لِطاعَتِكُمْ (١)

____________________________________

(١) ـ أي وفّقني الله تعالى إطاعتكم في أوامركم ونواهيكم ، وفي أقوالكم وأفعالكم.

والتوفيق من الله : توجيه الأسباب نحو المطلوب الخير ، مقابل الخذلان (١).

ويتّضح معنى التوفيق جليّاً ، كما يتّضح مقابلته للخذلان من الأحاديث الشريفة مثل :

١ ـ حديث الهاشمي ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : فقلت : قوله عزّ وجلّ : وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ) (٢) وقوله عزّ وجلّ : (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ) (٣).

فقال : «إذا فعل العبد ما أمره الله عزّ وجلّ به من الطاعة كان فعله وفقاً لأمر الله عزّ وجلّ ، وسمّي العبد به موفّقاً.

وإذا أراد العبد أن يدخل في شيء من معاصي الله فحال الله تبارك وتعالى بينه وبين تلك المعصية فتركها كان تركه لها بتوفيق الله تعالى ذكره.

ومتى خلّي بينه وبين تلك المعصية فلم يحل بينه وبينها حتّى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يوفّقه» (٤).

٢ ـ حديث سليمان بن خالد ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : «إنّ الله تبارك تعالى إذا أراد بعبد خيراً نكت في قلبه نكتة من نور ، وفتح مسامع قلبه ، ووكّل به ملكاً يسدّده.

__________________

(١) مجمع البحرين : ص ٤٤٧.

(٢) سورة هود : الآية ٨٨.

(٣) سورة آل عمران : الآية ١٦٠.

(٤) التوحيد : ص ٢٤٢ ب ٣٥ ح ١.

٥٥٨

.........................................

____________________________________

وإذا أراد بعبد سوءاً نكت في قلبه نكتة سوداء ، وسدّ مسامع قلبه ووكّل به شيطاناً يضلّه.

ثمّ تلا هذه الآية : (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) (١)» (٢).

__________________

(١) سورة الأنعام : الآية ١٢٥.

(٢) التوحيد : ص ٤١٥ ب ٦٤ ح ١٤.

٥٥٩

وَرَزَقَنى شَفاعَتَكُمْ (١) وَجَعَلَنى مِنْ خِيارِ مَواليكُمْ التّابِعينَ لِما دَعَوْتُمْ اِلَيْهِ (٢) وَجَعَلَنى مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ (٣)

____________________________________

(١) ـ دعاء بارتزاق النعمة العظمى في الآخرة وهي شفاعة أهل البيت عليهم السلام.

وقد مرّ في فقرة «وشفعاء دار البقاء» حقيقة الشفاعة ودليلها فلاحظ.

(٢) ـ أي دعوتم إليه قولاً وعملاً في دعوتكم الحسنى.

وتلاحظ بيان ذلك في فقرتي «دعائم الأخيار» و«الدعوة الحسنى».

(٣) ـ الاقتصاص : هي المتابعة.

والآثار : هي السنن الباقية.

أي جعلني الله تعالى ممّن يتّبع آثاركم الطيّبة وسننكم الحسنة قولاً وعملاً.

٥٦٠