موسوعة كربلاء - ج ٢

الدكتور لبيب بيضون

موسوعة كربلاء - ج ٢

المؤلف:

الدكتور لبيب بيضون


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٠٠
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

٣
٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

تبويب الكتاب

الجزء الثاني

(٦) ـ الباب السادس : (معركة كربلاء)

ويشمل أسماء المستشهدين من أنصار الحسين عليه‌السلام ، ومعركة كربلاء ، واستشهاد جميع الصحب والآل ، حتّى مصرع الإمام الحسين عليه‌السلام.

(٧) ـ الباب السابع : (حوادث بعد الشهادة)

ويشمل اشتراك الطبيعة في الحزن والبكاء على الحسين عليه‌السلام ، وأهوال يوم العاشر من المحرم. ثم نهب الخيام وتحريقها وسلب حرائر النبوة. ثم مسير الرؤوس والسبايا إلى الكوفة ، وإقامتهم فيها حتّى ١٩ محرم.

(٨) ـ الباب الثامن : (مسير الرؤوس والسبايا إلى الشام)

ويشمل مسير الرؤوس والسبايا إلى دمشق ، وشماتة يزيد بقتل الحسين عليه‌السلام. ثم ردّ نسائه إلى المدينة المنورة. ووصف لمرقد الحسين عليه‌السلام ، والمشاهد المشرّفة لأهل البيت عليهم‌السلام في دمشق والقاهرة. ويختم هذا الباب ببيان عقوبة قاتلي الحسين عليه‌السلام.

(٩) ـ الباب التاسع : (جرائم يزيد بعد حادثة كربلاء)

ويشمل هجوم جيش يزيد على المدينة المنورة واستباحتها ثلاثة أيام ، ثم تطويق الكعبة المشرّفة وضربها بالمنجنيق وحرق أستارها. وينتهي هذا الباب بتقويم يزيد وبيان فسقه وكفره ، وأنه من أكبر الأسباب التي عملت على انقسام المسلمين واختلافهم وضياعهم.

٥
٦

مقدمة

الجزء الثاني من موسوعة كربلاء

كان الهدف من تأليف (موسوعة كربلاء) رسم صورة حيّة متكاملة شبه سليمة لمشهد كربلاء. فلو كانت تلك الصورة متمثّلة في أيدينا بشكل صورة فوتو غرافية ، وجاء شخص فمزّقها قطعا قطعا ، ثم نثرها في مهبّ الريح ، ثم أردنا إرجاع الصورة إلى ما كانت عليه ، فماذا كان بوسعنا أن نعمل؟.

إننا سوف نبحث عن كل قطعة من تلك الصورة ، في كل مكان وتحت كل حجر ، حتى نجمع شتاتها ، ونضعها أمامنا ، لنعيد تركيب الصورة ، كما نفعل في اللعبة المعروفة (بزل).

على هذا النحو حدث في مسرح التاريخ ، فإن واقعة كربلاء ، قد تبعثرت أجزاء صورتها في كتب التاريخ ، وما علينا لتأليف صورتها من جديد ، إلا أن نجمع تلك الأجزاء المتشتتة المتبعثرة في الكتب ، ثم نؤلفها من جديد. لكن المشكل هنا هو أن القطع ليست كلها يمكن العثور عليها ، وأن بعض تلك القطع قد شوّهها الزمن فتغيّرت عن حقيقتها. هنا تبرز الصعوبة التي واجهتني في سبيل تأليف (موسوعة كربلاء) ، حتى رسمت صورة لتلك الحقبة من عمر كربلاء ، هي أقرب شبها بالحقيقة من أية صورة رسمت من قبل.

ومن الصعوبات الجمّة التي كانت تعترض هذا العمل الخلّاق ، هو مسألة ترتيب حوادث التاريخ ، إذ أن المعلومات التي حوتها الموسوعة في جزأيها والتي تقارب ١٥٠٠ معلومة ، كان لا بدّ من تنسيقها وتشذيبها وترتيبها وتبويبها ، حتى نصوغ من حبّاتها عقدا منمّقا جميلا نزيّن به جيد التاريخ.

لبيب وجيه بيضون

٧

تعريف

بالجزئين الأول والثاني من الموسوعة

مضى الجزء الأول من (موسوعة كربلاء) بأبوابه الخمسة ، التي تضمّنت مقدمات في مصادر الموسوعة ، ثم في أنساب آل أبي طالب ، وفضائل أهل البيت عليهم‌السلام. ثم لمحة عن حكم معاوية وصلح الإمام الحسن عليه‌السلام. ثم ولاية يزيد ، ونهضة الإمام الحسين عليه‌السلام ومسيرته من المدينة إلى مكة ثم إلى كربلاء ، وما حصل له في كربلاء حتى اليوم العاشر من المحرم سنة ٦١ ه‍ ، وقد أشرف الفريقان على القتال.

بينما يتضمن الجزء الثاني من الموسوعة أربعة أبواب ، تتضمن معركة كربلاء حتى استشهاد الإمام الحسين عليه‌السلام. وما تلتها من الحوادث ، وكيف سيّر عمر بن سعد رؤوس الشهداء ثم سبايا أهل البيت عليه‌السلام إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة ، ثم كيف سيّر ابن زياد بهم إلى يزيد بدمشق. وما حصل هناك من مجابهة في مجلس يزيد ، بين الحق المتمثّل في زين العابدين وزينب العقيلة عليها‌السلام ، وبين الباطل المتمثل في الطاغية يزيد. ثم تسيير السبايا وإرجاعهم إلى المدينة المنوّرة. وفكرة عن مراقد الحسين والعباس والشهداء وأهل البيت عليهم‌السلام في كربلاء والشام. ثم عقوبة قاتلي الحسين عليه‌السلام. وينتهي هذا الجزء من الموسوعة ببعض أعمال يزيد بعد وقعة كربلاء ، وبيان فسقه وكفره ، وأنه على طرف النقيض مع الحسين عليه‌السلام. من ذلك سبيه للمدينة المنورة ثلاثة أيام في وقعة الحرّة ، ثم ضربه الكعبة بالنار والمنجنيق. ثم كيف هلك يزيد بصورة غامضة وبإرادة خفيّة ، وقصم بذلك عمره وهو في عنفوان الشباب ؛ لقطعه الأرحام ، وقتله الأنام ، وارتكابه كافة ألوان الحرام ، وإفساده على الدوام.

٨

فاجعة كربلاء أنست كلّ فاجعة

قال الشيخ كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي في كتابه (مطالب السّؤول) عن مقتل الحسين عليه‌السلام في كربلاء :

«وهو فعل يسكب مضمونه المدامع من الأجفان ، ويجلب الفجائع ويثير الأحزان ، ويلهب نيران الموجدة في أكباد ذوي الإيمان ، بما أجرته الأقدار للفجرة ؛ من اجترائها وفتكها ، واعتدائها على الذرية النبوية ، لسفح دمائها وسفكها ، واستبائها مصونات نسائها وهتكها. حتى تركوا لمم رجالها بنجيعها مخضوبة ، وأشلاء جثثها على الثرى مسلوبة ، ومخدرات حرائرها سبايا منهوبة. فكم كبيرة من جريمة ارتكبوها واجترموها ، وكم من نفس معصومة أرهقوها واخترموها ، وكم من دماء محرّمة أراقوها وما احترموها ، وكم من كبد حرّى منعوها ورود الماء وحرموها. ثم احتزّوا رأس سبط رسول الله وحبّه الحسين بشبا الحداد ، ورفعوه كما ترفع رؤوس ذوي الإلحاد على رؤوس الصّعاد ، واخترقوا به أرجاء البلاد بين العباد ، واستاقوا حرمه وأطفاله أذلاء من الاضطهاد ، وأركبوهم على أخشاب الأقتاب بغير وطاء ولا مهاد ، هذا مع علمهم بأنهم الذرية النبوية المسؤول لها المودّة بصريح القرآن وصحيح الإسناد. فلو نطقت السماء والأرض لرثت لها ورثتها ، ولو اطّلعت عليها مردة الكفار لبكتها وندبتها ، ولو حضرت مصرعها عتاة الجاهلية لأبّنتها ونعتها ، ولو شهدت وقعتها بغاة الجبابرة لأعانتها ونصرتها. فيالها مصيبة أنزلت الرزيّة بقلوب الموحدين وأورثتها ، وبليّة أحلّت الكآبة بنفوس المؤمنين سلفا وخلفا فأحزنتها. فوالهفتاه لذرية نبوية طلّ دمها ، وعترة محمدية فلّ مخذمها ، وعصبة علوية خذلت فقتل مقدّمها ، وزمرة هاشمية استبيح حرمها واستحلّ محرّمها» (١).

__________________

(١) كشف الغمّة في معرفة الأئمة للإربلي ، ج ٢ ص ٢٥٦.

٩

(الشكل ١)

ورود وأزاهير من روضة الشهادة والفداء

١٠

الباب السادس

معركة كربلاء

ويتضمن :

الفصل ٢١ ـ أنصار الإمام الحسين عليه‌السلام يوم الطفّ

ـ تحقيق بأسماء المستشهدين وعددهم

الفصل ٢٢ ـ موقعة كربلاء :

ـ بدء القتال والمبارزة ـ الحملة الأولى

ـ المستشهدون من الأصحاب بالمبارزة

الفصل ٢٣ ـ شهادة أهل البيت عليهم‌السلام

الفصل ٢٤ ـ شهادة أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام

ـ من الّذي قتل الحسين عليه‌السلام؟

ـ ما فعله فرس الحسين عليه‌السلام

ـ سلب الحسين عليه‌السلام.

١١
١٢

الباب السادس

معركة كربلاء

تعريف بالباب السادس :

بعد التحقيق الكامل لأسماء المستشهدين ، يبدأ هذا الباب بمعركة كربلاء ، حين احتشد الجيش الأموي الّذي قوامه ٢٢ ألفا ، حول أنصار الحسين عليه‌السلام وعددهم ١٤٥ محاربا ؛ بما فيهم أهل البيت عليهم‌السلام وعددهم ١٧ شخصا ، وأصحاب الحسين عليه‌السلام ، والموالي وعددهم ليس بالقليل.

وقد أثبتت هذه الوقعة انقسام المسلمين إلى فريقين : فريق يضع يده في يد يزيد بما يمثله من مصالح ومفاسد ، وفريق يضع يده في يد الحسين عليه‌السلام بما يمثله من إسلام خالص.

وكان لا بدّ لإيقاظ تلك الجموع الغفيرة التي أحاطت بالحسين عليه‌السلام تريد قتله وأهله ، والتي استطاع الحكم الأموي تضليلها إلى أبعد الحدود ؛ كان لا بدّ لذلك من تصرّف وحيد فريد يقوم به الحسين عليه‌السلام ، وهو أن يقدّم نفسه وذريّته وصحبه قرابين في سبيل المبدأ والإسلام. وفي هذا إثبات لمقصدين هامين :

الأول : أن الحكم الأموي هو حكم خارج عن الإسلام ومضادّ لتعاليمه ومقاصده.

الثاني : أنه ما زال هناك رجال يؤمنون حقا بالإسلام ويعملون للحفاظ عليه ، حتى ولو كان الثمن دماءهم وأرواحهم.

ووضع عمر بن سعد سهمه في كبد قوسه ، كما وضع كل أتباع يزيد ، وقال : اشهدوا لي عند الأمير أنني أول من رمى. فتتابعت السهام على جماعة الحسين عليه‌السلام وكأنها وابل المطر ، فخرّ في الحال منهم خمسون شهيدا من شهداء الحق والدين ، وهذه تسمى (الحملة الأولى).

ثم بدأ الباقون من أنصار الحسين عليه‌السلام يستأذنون إمامهم بالخروج ، فكان يخرج

١٣

الواحد والاثنان والأربعة ، فيقاتلون بالمبارزة إلى أن يقتلوا ؛ حتى قتل كل أصحابه ، ولم يبق معه إلا أهل بيته عليهم‌السلام ، فبرز منهم ابنه علي الأكبر عليه‌السلام ، ثم بقية الهاشميين ، حتى قتلوا عن آخرهم ، وكان خاتمهم وختامهم حامل لوائه العباس قمر بني هاشم عليه‌السلام. وحين ودّع الحسين عليه‌السلام نساءه الوداع الأول طلب ابنه الرضيع عبد الله ليودّعه ، وطلب له من القوم الماء ، فكان جوابهم أن ذبحوه وهو في حجر أبيه ، وقد مضى عليه ثلاثة أيام لم يذق قطرة واحدة من الماء أو الحليب.

ثم بدأت مبارزات الإمام الحسين عليه‌السلام مع القوم وقد صار وحيدا ، حتى أصابته ٧٢ جراحة ؛ ما بين ضربة سيف وطعنة رمح وشكّة سهم ، فسقط من على جواده إلى الأرض وقد أعياه نزف الدم .. ومضى وقت دون أن يجرأ أحد على الاقتراب منه. وبعد مناقشات ومجادلات بين عمر بن سعد وأعوانه ، نزل شمر بن ذي الجوشن فذبحه ، وفصل رأسه الشريف عن جسده المطهر. ثم قام القوم بسلبه كلّ ما يملك حتى ملابسه.

وننهي هذا الباب بالعمل الوحشي الّذي قام به هؤلاء المجرمون بقيادة عمر ابن سعد بن أبي وقاص ، والذي ينبئ عن حقد مرير أسود لم تشهد له البشرية مثيلا ؛ ألا وهو وطء الخيل بحوافرها جسد الحسين عليه‌السلام حتى طحنوا جناجن صدره الشريف.

أما ما حدث بعد مقتل الحسين عليه‌السلام فسوف نرجئه إلى الباب السابع ، لنتحدث عنه تحت عنوان : (حوادث ما بعد الشهادة).

١٤

الفصل الحادي والعشرون

أنصار الحسين عليه‌السلام يوم الطفّ

ـ مقدمة الفصل ١ ـ عدد المستشهدين مع الحسين عليه‌السلام من عدة زوايا

٢ ـ مناقشات حول عدد المستشهدين عليهم‌السلام

٣ ـ المستشهدون من أصحاب الحسين عليه‌السلام :

ـ حسب انتمائهم القبلي

ـ فهرس هجائي بأسماء الموالي

ـ أصحاب الحسين عليه‌السلام حسب ترتيب استشهادهم

ـ أصحاب الحسين عليه‌السلام حسب اشتهارهم

ـ فهرس هجائي بأسماء الأصحاب

٤ ـ المستشهدون من آل أبي طالب عليه‌السلام :

ـ تحقيق حول عدد المستشهدين من آل أبي طالب عليه‌السلام

ـ المستشهدون من آل أبي طالب عليه‌السلام حسب ترتيب استشهادهم

ـ المستشهدون من آل أبي طالب عليه‌السلام مرتبون حسب القرابة

ـ فهرس هجائي بأسماء المستشهدين من آل أبي طالب عليه‌السلام

٥ ـ زيارة الناحية المقدسة.

١٥
١٦

الفصل الحادي والعشرون

أنصار الحسين عليه‌السلام يوم الطفّ

مقدمة الفصل :

مرّ في الجزء الأول من الموسوعة إحصاء عام لعدد أهل البيت فقط ، الذين صحبوا الحسين عليه‌السلام عند خروجه من مكة إلى العراق ، وكان عددهم ١٢٣ رجالا ونساء ، صغارا وكبارا ، مع الموالي والإماء الخاصّين بأهل البيت عليهم‌السلام.

وفي هذا الفصل سوف نقوم بمسح عام في عدة اتجاهات للمستشهدين مع الإمام الحسين عليه‌السلام في كربلاء ؛ سواء من حيث عددهم ، أو كونهم كانوا مع الحسين عليه‌السلام من بداية مسيرته ، أو انضموا إليه في الطريق أو في كربلاء ، أو من حيث انتمائهم القبلي والعائلي ، أو من حيث كونهم عربا أو موالي ، أو من حيث ترتيب استشهادهم ، أو من حيث اشتهار أسمائهم في كتب المقاتل. وقد فصلنا في هذه الدراسة بين المستشهدين من الأصحاب ، وبين المستشهدين من أهل البيت عليهم‌السلام. ونختم الفصل بإحصاء أبجدي لأسماء المستشهدين من الأصحاب ، ثم من أهل البيت عليهم‌السلام.

ومن جملة المراجع التي اعتمدنا عليها لتحقيق أسماء المستشهدين وعددهم وترتيب استشهادهم (زيارة الناحية المقدسة) للحسين والشهداء عليه‌السلام ، وهي صادرة عن الناحية المقدسة ، أي عن الإمام الحجة المهدي عليه‌السلام ، باعتبار أن هذه الزيارة هي أقدم وثيقة تاريخية اشتملت على ما يفترض أنه جميع الشهداء.

١٧

عدد المستشهدين مع الحسين عليه‌السلام

يمكن النظر إلى المستشهدين وعددهم من زوايا متعددة ، نعدّ منها :

١ ـ الذين استشهدوا قبل معركة كربلاء (١) :

لقد استشهد قبل معركة كربلاء عدة من أنصار الحسين عليه‌السلام ، من أشهرهم مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة (رض) ؛ وبعض الرسل بين الحسين عليه‌السلام وأهل الكوفة والبصرة ، منهم سليمان بن رزين وعبد الله بن يقطر وقيس بن مسهر الصيداوي رضوان الله عليهم ؛ وبعض الشبان الذين اشتركوا في نصرة مسلم بن عقيل في الكوفة ، أمثال : عبد الأعلى بن يزيد الكلبي وعمارة بن صلخب الأزدي.

٢ ـ الذين استشهدوا بعد المعركة :

وهناك بعض الأنصار الذين نالوا شرف الشهادة بعد مقتل الحسين عليه‌السلام ، وعددهم ١٢ شهيدا ؛ منهم أربعة قتلوا في أرض المعركة هم : سويد بن عمرو بن أبي المطاع الّذي سقط على أرض المعركة وبه رمق ، فظنوا أنه قتل. فلما سمعهم يقولون : قتل الحسين عليه‌السلام ، أخرج من جيبه سكينا ، وقام فقاتل بها رغم جراحاته ، فأحاطوا به وقتلوه رضوان الله عليه.

ومنهم محمّد بن أبي سعيد بن عقيل ، فإنه لما صرع الحسين عليه‌السلام وتصارخت العيال والأطفال ، خرج مذعورا من الخيمة ، فقتله لقيط أو هانئ بن ثبيت الحضرمي.

ومنهم سعد بن الحرث وأخوه أبو الحتوف الأنصاري ، فإنهما كانا ضدّ الحسين عليه‌السلام ، فلما قتل وتصارخت العيال ، مالا على قتلة الحسين ، فجعلا يضربان فيهم بسيفيهما حتى قتلا بعده.

ومنهم الذين جرحوا في المعركة ولم يموتوا يوم العاشر ، بل توفوا بعد مدة ، منهم : سوّار بن منعم النهمي ، الّذي أسر ومات لستة أشهر متأثرا بجراحاته. ومنهم الموقّع بن ثمامة الصائدي ، الّذي قاتل حتى نفدت سهامه ، ثم آمنه قومه وأخذوه إلى الكوفة ، فلما علم به ابن زياد كبّله بالحديد ، ونفاه إلى الزارة موضع بعمان ، وظلّ مريضا من جراحاته حتى مات بعد سنة.

__________________

(١) ملاحظة : وضعنا قبل كل فقرة رقما متسلسلا إلى آخر هذا الجزء من الموسوعة.

١٨

٣ ـ الذين نجوا من القتل :

من المسلّم به أن كل من حضر مع الحسين من الأنصار قد استشهد ، إلا نزرا معدودا من الأشخاص الذين لم يحرزوا شرف الشهادة لأسباب معينة ، وهم :

١) ـ من أهل البيت عليهم‌السلام : ثلاثة من أولاد الإمام الحسن هم : زيد وعمرو والحسن المثنّى ، وقد كان الأخير جريحا فأخذه أسماء بن خارجة الفزاري قريب أمه ، فداواه وعوفي. إضافة إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه‌السلام الّذي كان مريضا يحتضر ، ثم عافاه الله ونجّاه من القتل لعبرة لا تخفى.

٢) ـ من الأصحاب ثلاثة هم :

١ ـ الضحاك بن عبد الله المشرقي : وقد مرّت قصته في الجزء الأول ـ الفقرة. ٧٩٧ وكان الضحّاك ذا عيال ودين ، فقاتل مع الحسين عليه‌السلام على شرط ، فوافقه الحسينعليه‌السلام عليه ، فلما أصبح عليه‌السلام فريدا أذن له بالانسلال من المعركة إلى أهله.

٢ ـ عقبة بن سمعان : مولى الرباب زوجة الحسين عليه‌السلام. وكان يخدم الحسينعليه‌السلام وقد صحبه في المعركة ، فلما أخذ أسيرا إلى عبيد الله بن زياد وعرف أنه مولى للرباب ، خلّى سبيله.

٣ ـ علي بن عثمان بن الخطاب المغربي : من موالي أمير المؤمنين عليه‌السلام على ما رواه الشيخ الصدوق في (الإكمال).

٤ ـ عدد الذين خرجوا مع الحسين عليه‌السلام من مكة :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٢٠)

حدّد أخطب خوارزم عدد الذين خرجوا مع الحسين عليه‌السلام من مكة ، فقال :

«وفصل عليه‌السلام من مكة يوم الثلاثاء ، يوم التروية ، لثمان مضين من ذي الحجة ، ومعه اثنان وثمانون ٨٢ رجلا ؛ من شيعته ، ومواليه ، وأهل بيته».

وفي الطريق تبعه خلق كثير ، فلما انتهى إلى (زبالة) بلغه مقتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر. فخطب في الناس مبيّنا مقاصده من نهضته ، فتفرق عنه الناس ، حتى لم يبق معه إلا الذين خرجوا معه من مكة. إذن فقد بقي معه رجال الثورة الحقيقيون وحدهم ، بعد أن انجلى الموقف وتبيّن المصير.

١٩

وقد امتحن الإمام الحسين عليه‌السلام أصحابه مرة ثانية ليلة العاشر من المحرم ، وطلب منهم الانصراف عنه ، فأبوا ورفضوا ، وآثروا البقاء معه حتى النهاية.

وقد انضم إلى هذا العدد ، قليل من الرجال الذين جاؤوا إليه فيما بعد.

٥ ـ عدد الذين انضموا إلى الحسين عليه‌السلام من الكوفة :

(دائرة المعارف للشيخ محمّد حسين الأعلمي ، ج ٢٣ ص ١٩٤)

كانت الكوفة معقل الشيعة ، فلما علم أهلها بمسير الحسين عليه‌السلام سعوا إليه ، فبعضهم انضم إليه أثناء مسيره إلى كربلاء ، وبعضهم انضم إليه في كربلاء ، نعدّ منهم ٢١ شخصا هم :

أمية بن سعد الطائي ـ زهير بن القين البجلي الجملي المرادي ـ عابس بن شبيب الشاكري ـ عبد الله بن عمير الكلبي ـ حبيب بن مظاهر الأسدي ـ أخوه علي بن مظاهر ـ عمر بن جندب الحضرمي ـ عمر بن خالد الصيداوي الكوفي ، وولده عائذ ، وأصحابه : سعد مولاه ، وجنادة بن الحرث ، ومجمع العائذي [التحقوا في العذيب] ـ قرّة بن أبي قرة الغفاري ـ مالك بن سريع الجابري ـ مسعود بن الحجاج التميمي الكوفي ـ مسقط (أو قاسط) بن زهير التغلبي الكوفي ـ مسلم بن عوسجة الأسدي ـ مسلم بن كثير الأزدي ـ نعيم ابن عجلان الأنصاري ـ الهفهاف بن المهند الراسبي [من البصرة] ـ يحيى بن هانئ بن عروة.

كما انضم إلى الحسين عليه‌السلام : وهب بن عبد الله (حباب) الكلبي ، الّذي كان نصرانيا فأسلم ، وأسلمت معه زوجته ، فقتلا في كربلاء. وقد مرّت قصة إسلامهما في الجزء الأول من الموسوعة ـ الفقرة رقم ٦٧٢ ، وأنهما لقيا الحسين عليه‌السلام في (الثعلبية) وأسلما على يديه. فيصبح العدد ٢٣ شخصا.

٦ ـ عدد الذين انضموا للحسين عليه‌السلام من أصحاب عمر بن سعد يوم عاشوراء:

وقد حدثت مبادرات فردية من أصحاب ابن سعد ، فانضم بعضهم إلى الحسين عليه‌السلام ، وذلك في عدة مواقف.

منها : حين عرض الحسين عليه‌السلام على ابن سعد بعض العروض ، فرفضها. فانضم إلى الحسين عليه‌السلام ثلاثون رجلا من رجال عمر بن سعد كلهم من قريش ، منهم أبو الشعثاء الكندي.

٢٠